فـي غـــ كنت وقتهاـــــــزة
by
, 22-02-2009 at 08:26 PM (3427 قراءة)
أحداث كثيرة عصفت بفلسطين وكنت أعيش خارجها
انتابتني مشاعر وأفكار
خرجت في مظاهرات ... نظمت أمسيات
شاركت في فعاليات لجمع تبرعات
لكن كل هذا لم يكن يكفي
كان شعور بالتقصير ينتابني
كثيراً ما تساءلت .. ترى كيف يعيشون وسط هذه الهمجية الصهيونية
والأمهات كيف لهن أن يعرفن للراحة والهدوء معنى
والأطفال تلك الزهور البريئة هل خدشت براءتها
والعجائز ...
وأهم ما جاء في البال
الشباب .... المطاردون .... الذين يتصدون للاحتلال
وأفكار كثيرة تنتابني
حتى عشت الحدث
عشته بكل لحظاته....
في أوقات كثيرة كان الضحك رفيقي نعم أتغلب على مخاوفي بالضحك
لم أكن مجنونة...
حين ينتابني شعور الخوف على أبنائي...........تحضرني صور أمهات يدعون الله النصر او الشهادة لأبنائهن الذين يقاومون العدو فابتسم
حين قصف البيت ابتسمت وحمدت الله إن أهل البيت لم يصابوا بأذى
حين سقطت أرضاً وسقط الصاروخ بجانبي مدويا... ابتسمت لم أصب لكن صبري سيكون في ميزان حسناتي إن شاء الله.
حين تلطخت يداي بالسواد وأنا استعمل بابور الكاز ورغم معاناتي ابتسمت ... فقد عدت لعصر جدتي
حين تمزقت يداي وأنا اقطع أغصان الأشجار كي اصنع منها وقودا لفرن طيني لأخبز أرغفة لأبنائي وأبناء الجيران... ابتسمت ...
كانت متعة .... رغم المعاناة كانت متعة
ووحدت الأزمة بين الجميع
تضاءلت الخلافات الشخصية ومن يشكوا من وضعه فالكل يشعر انه تافه لو تذمر
هناك بيوت دمرت وأطفال يتمت وأناس شردوا....
نعم كنت هناك في غزة
وكل الكلمات لن تصف الأحداث
وكل الأحرف لن تكفي للكلام عما كان
كنت هناك
كنت هناك
وهناك غادرني حزن أبدي
في أرضك يا غزة
سجل صمود شعبك معاني العزة
وكسرت مقاومة أهلك أسطورة من لا يقهر...
وشباب المساجد.... مسحوا بالأرض كرامة جيش بالعتاد يفخر.
وثبت يا غزة ...
وصدق الله العظيم حين قال:
((إن ناشئة الليل هي أشد وطأً وأقوم قيلاً))
و
((والذين يبيتون لربهم سجداً وقياماً))
هؤلاء من قاوم يا غزة
لا من أقام الليل سهراً ورقصاً...