شجرة ليمونٍ ..وحقل قمح !!
by
, 08-02-2009 at 04:53 PM (8229 قراءة)
كلّ صباح ، أفتح نافذة غرفتي ...أتنشّقُ عبيراً فوّاحاً آتٍ من الشجرة التي تطل عليها ...عبيرٌ ملأ المكان بعبقه ، آخذ نفساً عميقاً ..أشعر به يدغدغ روحيفتنتشي أنفاسي بعِطْره ......نسماتٌ باردةٌ تمرُّ على أوراق الشجرةتصفِّقُ وكأنها فرحةً لرؤيتي....فتنتفض حبات الندى اللؤلؤية.......يا لشجرتى الرائعة.....بورقها...بزهرها....وبثمرها..شجرة الليمون .....تقف العصافير على أغصانها مُغردةًتنادي على البلابل فتردٌّ عليها الأخيرة ، بأنغامٍ شجيةً متناغمة الألحانلا تكاد الأذن تملُّ سماعها...تُطلُّ شجرة الليمون هذه على حقل قمح صغيرٍ كأنه سجادةٌ خضراءنُسِجت من خيوطٍ حريريةٍ تنساب وتتراقص مع نسمات الصبح....يتناثر بينها لونُ قرمُزيٌّ لزهر الحنّون البديع بلونه وملمسهما أبدعه من منظر من صنع الخالقسبحان من خلق...سبحان من صوّر...اليوم أرى ضيوفاً حلّوا على حقل القمح..احتضَنتْهم سنابله ترحِّب بمن أتاها ..سربٌ من طيورٍ مهاجرةذات اللون الأبيض والقوام الرشيق وكأنها جاءت لتُضفي جمالاً ورونقافي تمازجٍ للألوان وتناسقهاسبحان الخالق المبدع.....هاهي من بعيدٍ جاءت طيورٌ أخرى تتهادى....لتقف على شجرةٍ ضخمة ، كبيرة ، ورقُها صامد أمام أقوى الرياحلا يتغيَّر ولا يتبدَّل ، شجرةُ طيبة ، شجرة مباركة زيتونةٍوقف عليها زوجين من طيور الهدهد ...بالرغم من أنها طيور خجولة..إلا أنها أبت إلا أن تشاركنا روعة هذا الصباح.....لا تفوتني نظرةٌ أُلقيها كل صباح على شجرةٍ ثابتة بجذعها...شامخة بأوراقهاأستمدُّ منها العزة والشموخ والكبرياء.....شجرة نخيلٍ عتيقة متجذِّرة ثابتة كثبات أهل هذه الأرض...يا له من منظرٍ بديعٍ.....حبانى الله به.....لأزيِّن به ناظري كل صباح..شكرا لك ربي على نعمتك هذه .......مرةً أخرى......آخذُ نفساً عميقاً ...وأُرخي ستائر النافذة.........