كلّ صباح ، أفتح نافذة غرفتي ..
.أتنشّقُ عبيراً فوّاحاً آتٍ من الشجرة التي تطل عليها ...
عبيرٌ ملأ المكان بعبقه ، آخذ نفساً عميقاً ..أشعر به يدغدغ روحي
فتنتشي أنفاسي بعِطْره ......نسماتٌ باردةٌ تمرُّ على أوراق الشجرة
تصفِّقُ وكأنها فرحةً لرؤيتي....فتنتفض حبات الندى اللؤلؤية.......
يا لشجرتى الرائعة.....بورقها...بزهرها....وبثمرها..
شجرة الليمون .....تقف العصافير على أغصانها مُغردةً
تنادي على البلابل فتردٌّ عليها الأخيرة ، بأنغامٍ شجيةً متناغمة الألحان
لا تكاد الأذن تملُّ سماعها...
تُطلُّ شجرة الليمون هذه على حقل قمح صغيرٍ كأنه سجادةٌ خضراء
نُسِجت من خيوطٍ حريريةٍ تنساب وتتراقص مع نسمات الصبح....
يتناثر بينها لونُ قرمُزيٌّ لزهر الحنّون البديع بلونه وملمسه
ما أبدعه من منظر من صنع الخالق
سبحان من خلق...سبحان من صوّر...
اليوم أرى ضيوفاً حلّوا على حقل القمح..
احتضَنتْهم سنابله ترحِّب بمن أتاها ..سربٌ من طيورٍ مهاجرة
ذات اللون الأبيض والقوام الرشيق وكأنها جاءت لتُضفي جمالاً ورونقا
في تمازجٍ للألوان وتناسقها
سبحان الخالق المبدع.....
هاهي من بعيدٍ جاءت طيورٌ أخرى تتهادى....
لتقف على شجرةٍ ضخمة ، كبيرة ، ورقُها صامد أمام أقوى الرياح
لا يتغيَّر ولا يتبدَّل ، شجرةُ طيبة ، شجرة مباركة زيتونةٍ
وقف عليها زوجين من طيور الهدهد ...بالرغم من أنها طيور خجولة..
إلا أنها أبت إلا أن تشاركنا روعة هذا الصباح.....
لا تفوتني نظرةٌ أُلقيها كل صباح على شجرةٍ ثابتة بجذعها...شامخة بأوراقها
أستمدُّ منها العزة والشموخ والكبرياء.....
شجرة نخيلٍ عتيقة متجذِّرة ثابتة كثبات أهل هذه الأرض...
يا له من منظرٍ بديعٍ.....حبانى الله به.....لأزيِّن به ناظري كل صباح..
شكرا لك ربي على نعمتك هذه .......
مرةً أخرى......آخذُ نفساً عميقاً ...وأُرخي ستائر النافذة.........