وانطَلقتْ تَدْعُو لِكرامَة مسَحتهَا أيدٍ عَميلَة ..
ورُسمتْ عَلى جِباهِ آلِ " درعا " السّوريَة أقوى معاني الشّجاعَة ..
ضدّ نظامٍ فاسدٍ يحبّ [ السرعَة لا التسرْع ] ~
فكَانت تلكَ الجُمعَة .. جُمعَة الكرامَة ،،
وأنيابٌ مسمُومَة كَ أفعى غدّارَة .. قتلت أولئك الأطفالُ الأبرياءُ بلا رصاصٍ
بلْ تجويعاً فلا إنسانيّة تُحرك تلك القلوب المتحجّرة ..

وكانَ لأكرادِ سوريا الأحرارْ أجمَل وقفَة !
ستُسطّر بمدادٍ من ذّهبٍ على أروِقَة التاريخْ ..
فَفي جمعَة الشهداء .. كَانَ لهمُ الشرف في زفافِ شهداءٍ خرجُوا بكلّ شجاعَة
يحمِلُون " الكرديّة " بقلوبهم .. والعزّة تُرسم على رؤوسهم ..
فانطَلقُوا نصرَة لتلكَ المكلُومَة " درعا " الجريحَة .. من كلّ صوبٍ ..
فانطَلقُوا من " العامودا " التابعَة " للقامشلي " الحبيبة ..
وكَ العادَة ذلك النظامُ العميِل .. يحمِل بجثّته كافّة معاني المكرِ والخسّة !
لكنْ هيهاات !!
فشعبُ سورياَ واحدٌ بأكرادهِ .. وسنّته .. وعلويّته .. ونصارته ..
همْ .. يدٌ واحد يربطُ بينهم " عشقُ الحريّة " !

وكانتْ صَرخَة أُطلقَت [ إيد وحدة إيد وحدَة ] تزلزِل جوانبَ ذلك الرئيس
المزعوم .. فكانتْ جُمعَة الصمود ليستْ كأيّ جمعَة .. هيَ جُمعَة كانَ دافعها الوفاء
والنصرَة والفداء لكلّ من ضحّى بدمائه وبأهلهِ في سبيِل استنشاقِ أزكَى عَبير
حُرموا منهْ فلا تَحرموا منه أبناءكمْ !
فمنْ درعا الأبية السبّاقة وما حولها من الأرياف‘ وانضمّت لها بشجاعَة ما بطريِقها
إلى دمشقِ العاصمَة .. تتحدى تلك الزّمرة المحتلّة ، وتَصمدُ بإباء أمامَ زخّ الرصاص
القاتلْ .. ومن حمصِ الحبيبَة مروراً بحماة الجريحَة واجتماعاً بالسلمية واللاذقيّة ثم
بانياس النازفَة وتلتها جبلا والحسكة والدرباسيّة والعمودا وآخيراً بأهل النخوَة " حلب " فأين
همْ الآن ؟!

وبالإصرار لُقبّت الجمعَة التِي تليهَا .. فالشهداء بالمئات في الجُمعاتِ السابقَة ..
لكنْ بكلّ إصرار وعزيمَة يواصلُ ركبُ الحريّة مشواره لتمهيد تلكَ الحياة الزكيّة أمامَ أجيال
سُوريا ( )

ثمّ انضمت أفواجُ الأحرارِ كبيرَة كثيرَة تزلزل الأركان .. وتصدحُ بالتكبير .. وترفعُ يديها
لِتقولَ وتفضحْ " كاذب كاذب كاذب ! الإعلام السوري كاذب "
فؤلئك المدلسّون لا يُحسنون شيئاً سوى " المكيجَة " ! وبعضَ " الدبلجَة " لعل الأفلام
التِي تُنتج تكُون بجودَة تليقُ بالمتلقين !
فلقبت ذلك اليومُ السابعُ مِن أيامِ الأسبوعْ بِ " الجمعَة العظيمَة "
فكانتْ عظيمَة بمن فيَها .. إيماناً .. ثم شهادَة !
فأنعم بها من خاتمَة متبسّمة

وثأراً لتلكَ الدماء .. ولتلكَ الأمم الساكتَة .. وللحكامِ النيام .. وللجامعَة التِي لا تستحقُ
لقباً سوى ابتدايّة .! وتباً لجمعياتِ حقوقِ الإنسان ! التِي لم تُدافع عن أطفال سوريا
الأحرار الأيتامْ ولو حتّى تحتَ بندِ " الحيوانيّة " !
وتباً للإعلام الكاذبْ .. وتباً وتباً لكل متخاذل ..
هُنا الغضب .. هُنا " جمعَة الغضب " !
وعلت الأصواتُ كَ العادَة " الشعبْ يُريد إسقاط النظام " ثمّ قول أبكى شيخَ سوريا
وأسدَ السنّة " عدنان العرعور " فلتحفظهُ ياربّ ..،
نداءٌ أخويّ كَانَ يجلجل في مدينَة جاسم الصغيرَة بأعدادها العظيمَة بمن فيها :
" يا درعا حنا معاكِ للموت يادرعا .. يا دوما حنا معاكِ للموت يا دوما "
فليحفظكم الله أيا مدينَة الأسود ..

وسنتحدّى !
فهذهِ جُمعَة ستسطّر وتُحكَى .. إنّها جمعَة السادس من مايُو ..
جمعَة التحدّي ..
فَلتعلمُوا من هم الأحرارُ السوريون ..
ورغمَ الجراحْ .. سنضمّدهَا بابتساماتِ نتخيّلها لنصرٍ قَريبْ ..
فلا يزيدنا إلا عزم .. وقوة تملؤنَا للجمَة القادمَة ..

جُمعَة الحرائر .. وهُناكَ حيثُ كانتْ لإجراميّة النظام وجهُ آخرْ .. نظامٌ فاسدْ
قائدُه شاحبٌ لونُه مختبء في السردابْ ينتظِر !
فقاتلهُ اللهُ هُو وزمرتهُ وأخاهُ الخاسئ ..

و رداً على نعيقِ أبواقِ النظامْ ورغمَ تلكَ المقولَة التِي تُحفظ " لا يضرّ السحابُ نبح
الكلاب " ! لكنْ ..
الشعبُ السوري لن يقفَ مكتوف الأيدي أمامْ من يُحاوِل كسرَ أوصار المحبّة بين
لبِناتهِ ..
فَسميّت تلكَ الجُمعَة بِ " آزادي " وتعنِي " الحريّة " وتُثبت أن الأكراد .. بالقلب ..
ووقفتهم وقفَة شهامَة .. لن تُنسى !

وأينَ أنتم يامن أقسمتم يميناً حفظنَا ؟ هذه النساءُ تَصرخْ وتَستغيثُ وأطفالُ لا تستيطعُ
البكاءَ فأفئدتهم الصغيرَة نُزعتْ طاقَتها بِظلم ذلك الجبرُوت !
أينَ أنتمْ وهذا نداءٌ يصدَح من الساحِل إلى اللانهايَة ..