السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

مرت بي لحظات يأس وبدأ الشيطان يعزف في خيالي بأوتار الإحباط والإلم ...

وها هي تعزف من جديد لما تسمع وتراه..

فعزف !!!
تلبدت الغيوم السوداء في السماء ....
وأمطرت الدنيا دماء !
فتزلزلت الأرض فأنبتت جماجم مقطوعه !!!
وإرتجف الزهر وتساقطت أوراقه !!!
فأثمر حزناً وكمداً !!!
وزين لي الشيطان أكثر فأراني البشر كلاب بأقدام غدر تمشي !!!!

أعوذ بالله ، وأستغفر الله ...

وإذا بمنادي ينادي في فؤادي !
وإين رحمة الله !!
إن رحمة الله قريبة من المؤمين ..
فلو كان ما كتبت في ورقة لمزقتها إرباً إرباً ....

فنادي فؤادي...
تلبدت الغيوم والسماء أظلمت ...
ولكنها بعد الظلام برحمة الله أمطرت ..
فأهتزت الأرض وأنبتت أجمل ورد ...
عبيرها ملاء الأرض تسيبحاً ورضا للنفس...
وفي الشفاه بسمة ..
ستبتسمين بإذن الله يا أمتي..


فلو ما تلبدت الغيوم وأظلمت ما كانت قد أمطرت ....

ومرّت الرياح ...
فأهتز الزهر في الشجر ...
فتساقطت أوراقها وظهر الثمر ...
بأطايب خلقها الرحمن ..
بثمرها أفرحت البشر ...
ستفرحين بإذن الله يا أمتي..

فلو ما أهتزت لربما ما أثمرت ...

وأظلمت الدنيا..
فأمتلأ الكون سواداً ....
وأرتفعت أيدي المسبحين والمستغفرين والمتضرعين ...
فأنشر في الكون الدعاء والرجاءَ


ثم بان الشفق ..
بروعة وجمال
كأن ألوانها ترسم أرق لوحة في الوجود ..
ترسم أكفّ المتضرعين ...
ينادون ...
إن الله قريب ...
ورحمة الله سنأتي ..
وإنه للدعاء مجيب ...

فدعوناه ...

فأذن مؤذن أن حي على الفلاح ....
حي على الأمل ....
إنما الدنيا سويعات ...
فأملأها طاعات وعمل ...
ستري الأمل يا أمتي بإذن الله..


وظهر الصبح جلياً ...
وأشرق الأرض بنور الشمس ...
أشعتها دفيء يحتضن البشر ...
بدفيء الإيمان ...
ولكن هذا الدفئ ..
لمن ينشد الإيمان ...


فلو ما أظلمت لما ظهر الفجر ولما أشمست ...

أكنتِ يا نفس تدعين ...
رب إجعلني من السابقين ...
ولا تمتحنين !!!!


أكنتِ تدعين يا نفس ...
أن تجري الحكمة على قلبك ولسانك ..
بدون أن تبحثين وتجدين وتجتهدين...

إنما هي أمتحانات تمرّ..
ويسموا بها الصابرون ..
يفرح بزولها المتوكلون ..
يتعلّم منها ..
من إلى الحكمة يسعون ...



أكنتي يا روح ...
تتمني أن ترتقين ...
بدون أن تتأملين وتتألمين ...

مولانا ...
أنت عدلٌ في قضاؤك ..
نسألك بكل إسم هو لك ...
سميت به نفسك ...
أن تجعل القرآن ربيع قلبوبنا ..
ومن كان الربيع في قلبة لا يعرف قسوة الخريف ...



ونور صدرورنا ..
ومن كان النور في صدره لا يرى سواد الظلام ...



وجلاء همومنا ..
فمن كانت همة الآخرة ..
تهون أمامه كل الهموم ...

وذهاب أحزاننا ...

مولانا ..
قد يسطنا أيدينا ..
ندعوك ..
ولكننا لا نعرف بماذا ندعوك ....
فالخطب جلل..


ربنا إنا توكلنا عليك ..
فنور لنا طريقنا وأكتب لنا الخير ...
فأنت أعلم به منّا ...

مولانا
إنا أرجوك ..
أن لا تكلنا لأنفسنا طرفة عين ...
فنهلك ..

مولانا
إنا ببابك ..
قد بسطنا يدي ..
من لنا نلوذ به ...
غيرك يا سندنا ....




........

التوقيع
أم البنين 1977