بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


في كل سنةِِ يمر علينا رمضان كباقي الأشهر في العبادات


لا خشوع في صلاة .. ولا قراءة قرآن متأنيه و في تدَبْر .. إلا من رحم ربي


كل رمضان يمضي علينا .. نشاهد فيه المسلسلات و تكثر في المساباقات و الجوائز .. إنه من عمل الشيطان كي يشغل الناس عن ذكر الله و الصلاة ..

فليكن رمضاننا هـــذآ غير أي رمضان .. ليس بالأكل و مشاهدة الأفلام و المسلسلات .. إنما بطاعة الله عزَ و جل و الإكثار من قراءة القرآن و الصدقة و الإكثار من أعمال الخير بصفةِ عـامة


أحب أن أختار موضوع واحد و أتعمق فيه ..

و ليكن موضوعنا اليوم عن الصلاة ..


في الأيام العاديه .. يؤذن المؤذن للصلاة في المسجد .. حي على الصلاة حي على الفلاح .. و لكن لا حياة لمن تنادي .. فيأتي وقت الصلاة .. و ينتهي المؤذن من الأذان
و تقيم الصلاة و نحن ما زلنا نلهو و غافلين عن الصلاة ناسيينها بل مستنسينها !!
نغفل كثيرا عن أداء الصلاة في وقتها و لا كأنه وُجد حساب و عقاب لمؤخر الصلاة عن وقتها !

و قد حث الله على أهمية الصلاة فقال جلَ و علا : ( حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى ) [البقرة: 238].

و قال أيضًا في كتابه الكريم : ( وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ )[البقرة: 43]


و نحن متاجهلون في صلاتنا متهاونون ..!!


عجبا من أمة نبيها محمد تُنادى للصلاة فلا تجيب .. تصلي فلا تحسن صلاتها !!



قصص في السلف الصالح مع الصلاة :


إليكن هذه القصة ..

عندما سمع عامر بن عبد الله المؤذن وهو يجود بنفسه و منزله قريب من المسجد قال ( خذوا بيدي ، فقيل له : إنك عليل فقال : أسمع داعي الله فلا أجيب ه ، فأخذوا بيده ، فدخل في صلاة المغرب فركع مع الإمام ركعة ثم مات ) (1)


يا سبحان الله .. عفى الله عن المريض في الصلاة جماعة و لكن عامر بن عبد الله سمع داعي الله فاستحى أن لا يجيبه

أما في زماننا يحلو لنا النوم في وقت الصلاة و البعض يسمع صوت المنبه للصلاة و لا يستيقظ و آخرون يوقظون للصلاة ولا يستجيبون و كأنهم للموت أقرب منهم إلى الحياة

عجبا منا نحن .. نسمع داعي الله ينادي حي الصلاة حي الفلاح و نتغافله !!

أين نحن من هؤلاء الناس اللذين يضرب بهم المثل الأعلى في الحياة ..؟!


لا تعرضن لذكرنا في ذكرهم


و هذا عدي بن حاتم يقول : ( ماجاء وقت الصلاة إلا و أنا إليها بالأشواق ، وما دخل وقت الصلاة إلا و أنا إليها مستعد ) (2)


كان السلف الصالح يتلذذون في صلاتهم

كانوا يستشعرونها .. ما كانت مثل صلاتنا قط .. كانوايسارعون إليها بل يتسابقون

فهذا رسولنا الكريم .. كان يحن للصلاة فيقول صلى الله عليه و سلم لمؤذنه ( أرحنا بها يا بلال )



أحــــــــــــن إشـــــــتـــــيــــــاقــــًا للمـســاجد لا إلى
_______________________________________ قــصــور و فـــرشِ بالــطــراز مــوشـح


فهذه و لله الحمد من نعم الله علينا ، متى شعرنا بضيق و هم و حزنا

لجأنا إلى خالقنا إليه بالصلاة ففيها تُرفع الدرجات و تُحَط السيئات .. و دعوناه فاستجاب لنا ..

أما إذا أُزيح عنا الهم و الحزن .. لا تكاد صلاتنا تُعتبر صلاة ..



أخواني و أخواتي :


لكم نحمد الله على ذلك .. فكم من مسلم في بلاد الكفار يُحرم من سماع داعي الله

و أنت كل يوم تسمعه في اليوم خمس مرات و الغير يتاضيق منه

فالنحمد الله على هذه النعمة التي يتفقدها الكثير و الكثير من المسلمين


و لهذا كان أبو عمران الجزني إذا سمع الأذان تغير لونه و فاضت عيناه و قبله كان سيد المرسلين عليه أفضل الصلوات و التسليم كما قالت عائشة - رضي الله عنها - ( كان رسول الله يحادثنا و نحدثه فإذا حضرت الصلاة فكأنه لم يعرفنا و لم نعرفه ) (3)



فيا أخي المسلم:



بادر إلى المسجد بعد سماع الأذان مباشرة.
اترك ما في يدك فالله أكبر من كل شيء.
كن على طهارة دائماً، مستعداً لنداء الرحمن.
أسبغ وضوءك، وأكثر خُطاك إلى المساجد وانتظر الصلاة بعد الصلاة.
روح الصلاح الخشوع، فصل صلاة خاشعة.
تدبر ما يتلى عليك من القرآن أثناء الصلاة.
إياك والإلتفات في الصلاة أو النظر إلى الساعة والعبث بالملابس فإنه خلاف الخشوع.
نم مبكراً وعلى طهارة لتتمكن من القيام لصلاة الفجر بسهولة.
حافظ على النوافل وبخاصة صلاة الوتر، وصل في الليل ولو ركعتين.
احرص على الصلاة في الصف الأول، ولاتخرج من المسجد قبل إتيانك بأذكار الصلاة


و يا أختي المسلمة :

لا تتعذري بأنه ليس صلاة الجماعة واجبة عليك و يمكنك تأجيلها قليلا


فالنعاهد أنفسنا و يكون أول ما يؤذن الؤذن نتسابق إلى الصلاة و نتذوق حلاوتها

فستجدين نفسك بعد دة تحنين و تشتاقين إليها



صلاة المرء في أخراه ذخرُ
____________________ و أول ما يحاسب بالصلاة
فإن يمت فطوبى ثم طـوبى
____________________ لـــه الــفـوز فيـها بالصلاة
و إلا الـــنــار مثــــواه و تــبا
____________________ لــــه تـــبــــا بـعـد الممات



ولنجعل شعارنا


" رمضاني غير "


و هذه لمن لديها همَة

_______________

(1) صفة الصفوة 2\131 ، السيرة 5\220
(2) الزهد للإمام أحمد 249
(3) صفة الصفوة 2\93