ولاء النهاري
26-10-2013, 08:52 AM
[*=center]http://www.lakii.com/img/all/Oct13/cXYCp410132237.jpg
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفكم ^ـ^ إن شاء الله بخير
قبل أن نبدأ بالدورة الثالثة حبيت أزودكم بقصص عن كل نمط لتوضح الصورة أكثر
تحياتي لقلوبكم
بسم الله نبدأ وبه نستعين ..
(قصة رمزية)
& قصة الشرقي الاصيل &
يعيش الشرقي في عالم من المزارع ،
تحيط به البساتين من كل الجهات ،
ولهذا فإن اللون الذي يريحه هو الأخضر
كل شخص يمتلك مزرعته الخاصة ،
يؤمن الشرقي الإسترخائي بأهمية العمل ، ......... لكن العمل بهدوء ونظام
وجودة عالية ،
إن المزرعة تعني أن يغرس البذور ، ثم يرويها ، ثم عليه أن ينتظر طووويلا ،
حتى يأتي وقت الحصاد
وهذا ما يجعل الرجل الشرقي متأني ، متأمل ، يحب الإسترخاء والإستجمام ،
لكنه منجز ، وإنجازاته بطيئة ، لكنها قوية ، ........
إذا فالشرقي شخص انطوائي ، لكنه في الوقت ذاته إنسان استرخائي ،
ومع هذا منجز ،
و العمل في المزارع يحتاج إلى الدقة والتركيز ، والتنفيذ والتنظيم ،
فهو يجب أولا أن :
1- يخصب التربة ، ويعيد إحياءها .
2- ثم يختار الطقس الجيد ، واليوم المناسب لغرس البذور .
3- ثم عليه أن يتخير الوقت المناسب للسقي، ليوفر الماء ، كما أن عليه أن
يتعلم كيف يسقي النبتات الصغيرة كي لا تغرقها المياه ،
4- يتابع يوما بيوم، أجواء الحقول الجميلة ، يلهمه التأمل، والإسترخاء ،
5- لقد قام بما يجب عليه فعله، ولم يتبقى عليه الآن سوى الإسترخاء
والنوم الهنيء مع المتابعة المستمرة وتأمل النبتات الجميلة وهي تنمو ،
عليه ببساطة أن ينتظر موسم الحصاد ،
هذه باختصار قصة حياة الشرقي ، إنها جميلة ، منظمة هادئة ،
فهو ليس عشوائيا، ولا متسرعا ، وليس كسولا ، ولا حالما ،
إنه ببساطة شخص واقعي جدا ، منظم جدا ،
ينفذ الممارسات والإسترتيجيات التي ورثها من أهله بشأن الزراعة ،
ينفذها ولا يغيرها إلا في النطق الضيقة ، إنه لا يحاول تغيير
العادات الزراعية التي استقاها من أهله ، لأنه ببساطة يؤمن بها ،
ويثق في أنها الأفضل على الإطلاق ، ...... فهل معه حق ...؟؟؟
إلى حد ما.........
ترى من يفضل الشرقي ، ....... شمالية متسرعة مضحية ، أم جنوبية كسولة حالمة ،
أم غربية متهورة مبتكرة........؟؟
يؤمن الرجل الشرقي بأهمية الأدوار ،
بما أنه شخص تقليدي ، فإنه يرى بأن المرأة مكانها المنزل ،
إنه يحبها ويقدرها ، ومستعد للتضحية من أجلها ، بكل ما يملك ،
فهو كالشمالي في ذلك ،
لكنه لن ولن يسمح لها بأن تأخذ دوره في الحياة ،
المرأة التي تصر على العمل مثلا ، بينما يرفض الشرقي ذلك ،
غالبا ما يستبدلها ، لأنه لا يشعر معها بالراحة ،
إنها بالنسبة له قلبت الموازين ، والأنظمة ، والقوانين ،
وما أدراكم ما القوانين !
إن الشرقي هو الذي وضع القوانين التجارية على وجه الأرض ،
القانون الذي يخص الإقتصاد والتجارة ،
هو من اخترع نظام المقايضة، أي أعطني سمكة أعطيك بطيخة .......!!!!!
عندما أصبح الشرقي مستعدا للزواج ، بدأ ينظر حوله من تحت لتحت ،
( فهكذا يبصبص الشرقي ، إنه يخشى أن يضبطه أحدهم فيتهمه بالبصبصة ،
بينما هو شخص له مكانته الإجتماعية )
نظر الشرقي لتلك الشمالية التي تعيش في الغابة المجاورة ، ووجد كم هي
شخصية قيادية جذابة ، تثير في أعماقه الإحساس بالقوة ، لكنه لا يستطيع
الإقتران بامرأة تفوقه قوة ، إنها تخيفه، رغم أنها جذابة ، قد يحبها ،
قد يعجب بها مدى الحياة ، لكنه لا يتزوج منها ، فهي لا تراعي كونها امرأة
إنها تعمل بين الرجال .....!!!!!
ثم ينظر إلى الغربية ، تلك الفراشة المحلقة فوق البساتين ، تثير الغرائز
والعقول ، وتتودد لكل من حولها بقصد أو بدون قصد ، تلك التي تنادي
بالإنطلاق والحرية للمرأة ، متمردة على كل ما حولها من قيود ، إنها لا
يمكن أن تقبل ترك عملها لأجله هو ، رغم أنه معجب بها ، فهي مختلفة صدقا ،
لكنها تخيفه كالشمالية لا تناسبه ...
ثم ينظر حوله من جديد ، فيرى الجنوبية ، كم هي ساحرة ، تجلس هناك بهدوء ،
طوال اليوم ، تتأمل فيه ، وترمقه بنظرات جذابه ، متأكد من أنها مغرمة به ،
ويشعر نحوها بالإنجذاب ، فهي مريحة ، هادئة ، كما أنها لا تغادر المنزل
إلا نادرا ، إنها لا تتململ من العادات والتقاليد ، لديها صبر وطولة بال ،
وحنونة ، إنها مناسبة، له ، فهو يحتاج إلى امرأة من هذا النوع ،
ولأن الشرقي ينظر إلى الحياة الزوجية على أنها تبادل للحاجات ،
والمنافع ،
فإن أول ما سيقوم به ، هو تفحص زوجته المحتملة ، يتفحصها ليتأكد من أنها
مناسبة ، وأنها تحمل كل المميزات التي يريدها ، إنه يتفحصها من تحت لتحت ،
ثم يصر على رؤيتها ، والنظر إليها جيدا ، وقد يطلب الحديث معها ليتاكد من
أن كل شيء على ما يرام ،
يتردد الشرقي كثيرا قبل اتخاذ القرار ، قبل حتى أي يبلغ والدته بخطبتها ،
يتردد إلى أن يتأكد من أنها مناسبة ،
بعد ذلك يتم الزفاف ، ويعيش الشرقي مع الجنوبية أيام عسل جميلة ،
الشرقي معجب جدا ، بهدوء الجنوبية ، وخجلها الجميل ، إنها تماما ما كان
يريد، إنها تحمر خجلا ، وتتوتر كلما اقترب منها ،
والجنوبية سعيدة بالشرقي ، فهو رومانسي خجول ، مع أنها لم تعتقد ذلك في
البداية ، لكنها اكتشفت كم هو رائع في الخفاء ، رغم كل ما يبديه من رسمية
وجدية ، لكنه حنون عطوف ورومانسي أثناء الليل ...
ومرت الأيام ، ولا حظ الشرقي أنه كلما دخل المنزل ، وجد الجنوبية تتحدث
مع رفيقاتها بالهاتف أو عبر الجدار ،
أو أن إحدى رفيقاتها تزورها ، أو أنها في زيارة لرفيقة ،
كما لاحظ أن الكثير من أمواله تصرفها الجنوبية على الولائم ، التي غالبا
تقام بلا مناسبة ،
وهذا الأمر أثار ضيقه بشدة ، فهو يتعب في جني هذا المال ، وفي النهاية لا
يستطيع جني المال كل يوم ، إن المال لا يأتي إلا في نهاية الموسم ، ولا
يأتي ببساطة ، بل بعد مجهود وصبر طويل ،
لكن الجنوبية لا تكاد تشعر بذلك ، كل ما يهمها هو أن تسعد الآخرين ،
وتتصل بهم ، وتهنأ بقربهم ،
إن الجنوبية تريد أن تساعد المحتاجين ، فكثيرا ما تسعدها كلمات الشكر
والثناء والإطراء ، لكنها نسيت أنها تتبرع بمال لم تتعب فيه ، إنها تتبرع
بمال رجل كاد ظهره أن ينحني ليجنيه ،
إن الجنوبية لا تكاد تهتم للمال إلا إذا كانت تريد أن تهبه للناس ،
أو أن تستمتع به ،
والشرقي يرى أن المال عصب الحياة ،
وهكذا تتهم الجنوبية زوجها الشرقي بالبخل ، وتبغضه ،
ويتهمها الشرقي بالإسراف واللامبالاة ، ويبغضها .
ويفكر الشرقي كثيرا ،
ويقول : إن الحياة أخذ وعطاء ، فلما أعطي هذه الجنوبية المال ،
وأسكنها بيتي ، مادامت لا تقدم لي الكثير ،
إنها لا تقدم سوى المعاشرة الزوجية ، لكنها لا تهتم بالبيت ، ولا تبدع في العناية
بي ، ولا العناية بالأولاد ،
علي أن لا أقدم لها الكثير من المال ، بل أقصر معها بالقدر الذي تقصر هي
أيضا معي ،
أي مثلما لا تهب سوى القليل من العناية لبيتي ،
أيضا لن أهبها سوى القليل من المال ،
وتتأزم الأمور ،
فالجنوبية تصاب بالجفاف ، إثر تصرف الشرقي معها ، وتشعر بالإهانة ،
فهي تريد أن يعاملها الزوج كملكة ، ولا تريد أن تقدم في المقابل سوى الحب ،
تعتقد الجنوبية الحالمة البريئة ، أن الحياة ستمضي ببساطة هكذا ،
لا تعرف أن العالم لا يقتنع بالحب وحده ، فلو كان الحب هو الشيء الوحيد الذي
سننتجه ، لمتنا جوعا ، وعطشا وبردا .........!!!!
والشرقي يتزمت أكثر ، فتصرفات الجنوبية التي باتت حزينة ، تسبب له القرف ،
ويفكر لماذا تتصرف الجنوبية بهذا البرود ، لماذا لا يهمها أن تسرف مالي ،
طبعا طبعا ، لأنها لم تتعب في جنيه ،
ليتني تزوجت امرأة شمالية ، لكانت الآن تصرف على نفسها ، وقد تهبني بعض
مالها ، ........ ويفكر قليلا ، ثم يقول ، لم لا ، لعلني أقنعها بتغيير
عملها ، لتعمل في مجال نسائي بحت ، ... نعم سأفعل ،
في الوقت ذاته ، تصاب الجنوبية بالقهر ، وتصرخ ، أنا أريد العمل أيضا ، لكن
الشرقي لا يقبل ، فهو يعرف كيف هي الجنوبية ، لم يسبق لها أن عملت بين
الرجال ، قد تثيرهم بعينيها المغرية ، وقد يغريها كلام الرجال المعسول ،
إن الشمالية أكثر سمكا ، إنها لا تبالي بالحب كثيرا ،
وهكذا تجدون أن الشرقي قد يتزوج لأجل هدف غير الزواج ذاته ، يتزوج
الشرقي لإنجاب المزيد من الأولاد ، ويتزوج لأجل المال أيضا.........!!!!
لا بأس هذا لا يعني أن كل شرقي متزوج يرغب في الزواج من أخرى ،
بل إن المرأة التي تسرف مال الشرقي ، أو لا تعطيه معاشرة زوجية مميزة انتقائية ،
وإن كانت غير منظمة ، قد يدفع ذلك زوجها للزواج عليها ،
كذلك في الكتاب ستقرئين الكثير عن دقائق شخصية الشرقي،
وهكذا يحاول الشرقي التقرب من الشمالية ، معتقدا أنها قد تكون بتلك
السذاجة ،
لكن الشمالية التي قد تصغي بداية لحديث الشرقي المعسول ، سرعان ما تفقد
إعجابها به ، بمجرد أن يبدي اهتمامه برصيدها ، وتنسحب من حياته بهدوء ،
دون أن تبدي أسبابا واضحة ،
بل وتحذر جدا في التعاملات القادمة معه ،
فيعيد التفكير من جديد ، وقد يغامر بالتعرف على الغربية ، فقد سمع الكثير
عن امرأة غربية ، ترك لها والدها ثروة كبيرة ،
ويفكر مليا ، ويرى أنها مناسبة فهي تسرف بلا حساب ، إنها ساذجة جدا ،
لكنه ما أن يتعرف عليها ، حتى يصاب بالصداع ، إنها منفتحة على العالم ،
وتريد شخصا أعصابه قوية جدا ، ليتمكن من اللحاق بها عبر مغامراتها
الدائمة والمتعددة ،
وما أن يقترب أكثر حتى يجد أنها لم تبقي من مالها أي شيء يذكر ،
لقد أفنت كل قرش كان لديها ،
وهكذا يعود صفر اليدين ،
بينما فجأة يكتشف أن شرقية تعيش في الجوار ،
فيحاول التقرب منها عبر والدته كالعادة ، فهو يؤمن كثيرا بالخطبة
التقليدية ،
والشرقية ترى أنه لا بأس إن تزوجت برجل متزوج ،
إنها تفعل ذلك عادة ،
وعندما يتزوجان ، يصبحان شخصين رائعين ، إنها تعمل تماما كما يريد ،
إنها نصفه الثاني في الحياة ،
لكن حياتهم رتيييييييييييييييييبة ، تقليييييييييييييييييييدية ،
إنها أشبه بمصنع يعمل بخط إنتاج ثابت ، لا يزيد ولا ينقص ولا
يتطور .........!!!!!!
انتهت القصة
القصة مقتبسة
يتبع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفكم ^ـ^ إن شاء الله بخير
قبل أن نبدأ بالدورة الثالثة حبيت أزودكم بقصص عن كل نمط لتوضح الصورة أكثر
تحياتي لقلوبكم
بسم الله نبدأ وبه نستعين ..
(قصة رمزية)
& قصة الشرقي الاصيل &
يعيش الشرقي في عالم من المزارع ،
تحيط به البساتين من كل الجهات ،
ولهذا فإن اللون الذي يريحه هو الأخضر
كل شخص يمتلك مزرعته الخاصة ،
يؤمن الشرقي الإسترخائي بأهمية العمل ، ......... لكن العمل بهدوء ونظام
وجودة عالية ،
إن المزرعة تعني أن يغرس البذور ، ثم يرويها ، ثم عليه أن ينتظر طووويلا ،
حتى يأتي وقت الحصاد
وهذا ما يجعل الرجل الشرقي متأني ، متأمل ، يحب الإسترخاء والإستجمام ،
لكنه منجز ، وإنجازاته بطيئة ، لكنها قوية ، ........
إذا فالشرقي شخص انطوائي ، لكنه في الوقت ذاته إنسان استرخائي ،
ومع هذا منجز ،
و العمل في المزارع يحتاج إلى الدقة والتركيز ، والتنفيذ والتنظيم ،
فهو يجب أولا أن :
1- يخصب التربة ، ويعيد إحياءها .
2- ثم يختار الطقس الجيد ، واليوم المناسب لغرس البذور .
3- ثم عليه أن يتخير الوقت المناسب للسقي، ليوفر الماء ، كما أن عليه أن
يتعلم كيف يسقي النبتات الصغيرة كي لا تغرقها المياه ،
4- يتابع يوما بيوم، أجواء الحقول الجميلة ، يلهمه التأمل، والإسترخاء ،
5- لقد قام بما يجب عليه فعله، ولم يتبقى عليه الآن سوى الإسترخاء
والنوم الهنيء مع المتابعة المستمرة وتأمل النبتات الجميلة وهي تنمو ،
عليه ببساطة أن ينتظر موسم الحصاد ،
هذه باختصار قصة حياة الشرقي ، إنها جميلة ، منظمة هادئة ،
فهو ليس عشوائيا، ولا متسرعا ، وليس كسولا ، ولا حالما ،
إنه ببساطة شخص واقعي جدا ، منظم جدا ،
ينفذ الممارسات والإسترتيجيات التي ورثها من أهله بشأن الزراعة ،
ينفذها ولا يغيرها إلا في النطق الضيقة ، إنه لا يحاول تغيير
العادات الزراعية التي استقاها من أهله ، لأنه ببساطة يؤمن بها ،
ويثق في أنها الأفضل على الإطلاق ، ...... فهل معه حق ...؟؟؟
إلى حد ما.........
ترى من يفضل الشرقي ، ....... شمالية متسرعة مضحية ، أم جنوبية كسولة حالمة ،
أم غربية متهورة مبتكرة........؟؟
يؤمن الرجل الشرقي بأهمية الأدوار ،
بما أنه شخص تقليدي ، فإنه يرى بأن المرأة مكانها المنزل ،
إنه يحبها ويقدرها ، ومستعد للتضحية من أجلها ، بكل ما يملك ،
فهو كالشمالي في ذلك ،
لكنه لن ولن يسمح لها بأن تأخذ دوره في الحياة ،
المرأة التي تصر على العمل مثلا ، بينما يرفض الشرقي ذلك ،
غالبا ما يستبدلها ، لأنه لا يشعر معها بالراحة ،
إنها بالنسبة له قلبت الموازين ، والأنظمة ، والقوانين ،
وما أدراكم ما القوانين !
إن الشرقي هو الذي وضع القوانين التجارية على وجه الأرض ،
القانون الذي يخص الإقتصاد والتجارة ،
هو من اخترع نظام المقايضة، أي أعطني سمكة أعطيك بطيخة .......!!!!!
عندما أصبح الشرقي مستعدا للزواج ، بدأ ينظر حوله من تحت لتحت ،
( فهكذا يبصبص الشرقي ، إنه يخشى أن يضبطه أحدهم فيتهمه بالبصبصة ،
بينما هو شخص له مكانته الإجتماعية )
نظر الشرقي لتلك الشمالية التي تعيش في الغابة المجاورة ، ووجد كم هي
شخصية قيادية جذابة ، تثير في أعماقه الإحساس بالقوة ، لكنه لا يستطيع
الإقتران بامرأة تفوقه قوة ، إنها تخيفه، رغم أنها جذابة ، قد يحبها ،
قد يعجب بها مدى الحياة ، لكنه لا يتزوج منها ، فهي لا تراعي كونها امرأة
إنها تعمل بين الرجال .....!!!!!
ثم ينظر إلى الغربية ، تلك الفراشة المحلقة فوق البساتين ، تثير الغرائز
والعقول ، وتتودد لكل من حولها بقصد أو بدون قصد ، تلك التي تنادي
بالإنطلاق والحرية للمرأة ، متمردة على كل ما حولها من قيود ، إنها لا
يمكن أن تقبل ترك عملها لأجله هو ، رغم أنه معجب بها ، فهي مختلفة صدقا ،
لكنها تخيفه كالشمالية لا تناسبه ...
ثم ينظر حوله من جديد ، فيرى الجنوبية ، كم هي ساحرة ، تجلس هناك بهدوء ،
طوال اليوم ، تتأمل فيه ، وترمقه بنظرات جذابه ، متأكد من أنها مغرمة به ،
ويشعر نحوها بالإنجذاب ، فهي مريحة ، هادئة ، كما أنها لا تغادر المنزل
إلا نادرا ، إنها لا تتململ من العادات والتقاليد ، لديها صبر وطولة بال ،
وحنونة ، إنها مناسبة، له ، فهو يحتاج إلى امرأة من هذا النوع ،
ولأن الشرقي ينظر إلى الحياة الزوجية على أنها تبادل للحاجات ،
والمنافع ،
فإن أول ما سيقوم به ، هو تفحص زوجته المحتملة ، يتفحصها ليتأكد من أنها
مناسبة ، وأنها تحمل كل المميزات التي يريدها ، إنه يتفحصها من تحت لتحت ،
ثم يصر على رؤيتها ، والنظر إليها جيدا ، وقد يطلب الحديث معها ليتاكد من
أن كل شيء على ما يرام ،
يتردد الشرقي كثيرا قبل اتخاذ القرار ، قبل حتى أي يبلغ والدته بخطبتها ،
يتردد إلى أن يتأكد من أنها مناسبة ،
بعد ذلك يتم الزفاف ، ويعيش الشرقي مع الجنوبية أيام عسل جميلة ،
الشرقي معجب جدا ، بهدوء الجنوبية ، وخجلها الجميل ، إنها تماما ما كان
يريد، إنها تحمر خجلا ، وتتوتر كلما اقترب منها ،
والجنوبية سعيدة بالشرقي ، فهو رومانسي خجول ، مع أنها لم تعتقد ذلك في
البداية ، لكنها اكتشفت كم هو رائع في الخفاء ، رغم كل ما يبديه من رسمية
وجدية ، لكنه حنون عطوف ورومانسي أثناء الليل ...
ومرت الأيام ، ولا حظ الشرقي أنه كلما دخل المنزل ، وجد الجنوبية تتحدث
مع رفيقاتها بالهاتف أو عبر الجدار ،
أو أن إحدى رفيقاتها تزورها ، أو أنها في زيارة لرفيقة ،
كما لاحظ أن الكثير من أمواله تصرفها الجنوبية على الولائم ، التي غالبا
تقام بلا مناسبة ،
وهذا الأمر أثار ضيقه بشدة ، فهو يتعب في جني هذا المال ، وفي النهاية لا
يستطيع جني المال كل يوم ، إن المال لا يأتي إلا في نهاية الموسم ، ولا
يأتي ببساطة ، بل بعد مجهود وصبر طويل ،
لكن الجنوبية لا تكاد تشعر بذلك ، كل ما يهمها هو أن تسعد الآخرين ،
وتتصل بهم ، وتهنأ بقربهم ،
إن الجنوبية تريد أن تساعد المحتاجين ، فكثيرا ما تسعدها كلمات الشكر
والثناء والإطراء ، لكنها نسيت أنها تتبرع بمال لم تتعب فيه ، إنها تتبرع
بمال رجل كاد ظهره أن ينحني ليجنيه ،
إن الجنوبية لا تكاد تهتم للمال إلا إذا كانت تريد أن تهبه للناس ،
أو أن تستمتع به ،
والشرقي يرى أن المال عصب الحياة ،
وهكذا تتهم الجنوبية زوجها الشرقي بالبخل ، وتبغضه ،
ويتهمها الشرقي بالإسراف واللامبالاة ، ويبغضها .
ويفكر الشرقي كثيرا ،
ويقول : إن الحياة أخذ وعطاء ، فلما أعطي هذه الجنوبية المال ،
وأسكنها بيتي ، مادامت لا تقدم لي الكثير ،
إنها لا تقدم سوى المعاشرة الزوجية ، لكنها لا تهتم بالبيت ، ولا تبدع في العناية
بي ، ولا العناية بالأولاد ،
علي أن لا أقدم لها الكثير من المال ، بل أقصر معها بالقدر الذي تقصر هي
أيضا معي ،
أي مثلما لا تهب سوى القليل من العناية لبيتي ،
أيضا لن أهبها سوى القليل من المال ،
وتتأزم الأمور ،
فالجنوبية تصاب بالجفاف ، إثر تصرف الشرقي معها ، وتشعر بالإهانة ،
فهي تريد أن يعاملها الزوج كملكة ، ولا تريد أن تقدم في المقابل سوى الحب ،
تعتقد الجنوبية الحالمة البريئة ، أن الحياة ستمضي ببساطة هكذا ،
لا تعرف أن العالم لا يقتنع بالحب وحده ، فلو كان الحب هو الشيء الوحيد الذي
سننتجه ، لمتنا جوعا ، وعطشا وبردا .........!!!!
والشرقي يتزمت أكثر ، فتصرفات الجنوبية التي باتت حزينة ، تسبب له القرف ،
ويفكر لماذا تتصرف الجنوبية بهذا البرود ، لماذا لا يهمها أن تسرف مالي ،
طبعا طبعا ، لأنها لم تتعب في جنيه ،
ليتني تزوجت امرأة شمالية ، لكانت الآن تصرف على نفسها ، وقد تهبني بعض
مالها ، ........ ويفكر قليلا ، ثم يقول ، لم لا ، لعلني أقنعها بتغيير
عملها ، لتعمل في مجال نسائي بحت ، ... نعم سأفعل ،
في الوقت ذاته ، تصاب الجنوبية بالقهر ، وتصرخ ، أنا أريد العمل أيضا ، لكن
الشرقي لا يقبل ، فهو يعرف كيف هي الجنوبية ، لم يسبق لها أن عملت بين
الرجال ، قد تثيرهم بعينيها المغرية ، وقد يغريها كلام الرجال المعسول ،
إن الشمالية أكثر سمكا ، إنها لا تبالي بالحب كثيرا ،
وهكذا تجدون أن الشرقي قد يتزوج لأجل هدف غير الزواج ذاته ، يتزوج
الشرقي لإنجاب المزيد من الأولاد ، ويتزوج لأجل المال أيضا.........!!!!
لا بأس هذا لا يعني أن كل شرقي متزوج يرغب في الزواج من أخرى ،
بل إن المرأة التي تسرف مال الشرقي ، أو لا تعطيه معاشرة زوجية مميزة انتقائية ،
وإن كانت غير منظمة ، قد يدفع ذلك زوجها للزواج عليها ،
كذلك في الكتاب ستقرئين الكثير عن دقائق شخصية الشرقي،
وهكذا يحاول الشرقي التقرب من الشمالية ، معتقدا أنها قد تكون بتلك
السذاجة ،
لكن الشمالية التي قد تصغي بداية لحديث الشرقي المعسول ، سرعان ما تفقد
إعجابها به ، بمجرد أن يبدي اهتمامه برصيدها ، وتنسحب من حياته بهدوء ،
دون أن تبدي أسبابا واضحة ،
بل وتحذر جدا في التعاملات القادمة معه ،
فيعيد التفكير من جديد ، وقد يغامر بالتعرف على الغربية ، فقد سمع الكثير
عن امرأة غربية ، ترك لها والدها ثروة كبيرة ،
ويفكر مليا ، ويرى أنها مناسبة فهي تسرف بلا حساب ، إنها ساذجة جدا ،
لكنه ما أن يتعرف عليها ، حتى يصاب بالصداع ، إنها منفتحة على العالم ،
وتريد شخصا أعصابه قوية جدا ، ليتمكن من اللحاق بها عبر مغامراتها
الدائمة والمتعددة ،
وما أن يقترب أكثر حتى يجد أنها لم تبقي من مالها أي شيء يذكر ،
لقد أفنت كل قرش كان لديها ،
وهكذا يعود صفر اليدين ،
بينما فجأة يكتشف أن شرقية تعيش في الجوار ،
فيحاول التقرب منها عبر والدته كالعادة ، فهو يؤمن كثيرا بالخطبة
التقليدية ،
والشرقية ترى أنه لا بأس إن تزوجت برجل متزوج ،
إنها تفعل ذلك عادة ،
وعندما يتزوجان ، يصبحان شخصين رائعين ، إنها تعمل تماما كما يريد ،
إنها نصفه الثاني في الحياة ،
لكن حياتهم رتيييييييييييييييييبة ، تقليييييييييييييييييييدية ،
إنها أشبه بمصنع يعمل بخط إنتاج ثابت ، لا يزيد ولا ينقص ولا
يتطور .........!!!!!!
انتهت القصة
القصة مقتبسة
يتبع