
كانت مدينة القدس في أول نشأتها مُحاطة بسور منيع وعليه قلاع حصينة ويعد من أهم معالم المدينة
حيث يحوي داخله المدينة العتيقة بأسواقها المسقفة ومساجدها وكنائسها و حاراتها وحواريها

أقيم أول مرة في عهد اليبوسيين قبل الميلاد بعشرات القرون وأعيد ترميمه مرات عديدة
فقد تهدم السور أثناء الحرب بين مملكة إسرائيل ومملكة يهوذا في العام 790 ق.م
وأعيد بناؤه سنة 466 ق.م، ثم هدمه الملك الكلداني نبوخذ نصر سنة 685 ق.م
ثم أعيد ترميمُه في عهد الفرس سنة 440 ق.م ودمرت القدس بما فيها من أسوار في عهد تيتوس سنة 70م
وكذلك في عهد هادريان سنة 130م، وأعيد بناء السور في العهد البيزنطي
وتهدم مرة أخرى سنة 416م أثناء غارة للفرس وأعيد بناؤه سنة 1178م، بعدما حرر صلاح الدين القدس
ولكن هدم هذا السور في عهد الملك المعظم عيسى الأيوبي سنة 1291م
وظل متهدمًا حتى رُمم سنة 1295م، وسنة 1330م.
يقال أن سور مدينة بيت المقدس حولها الى متحف كبير لكثرة ما يوجد بداخله من آثار ومقدسات
بحيث يشعر المرء عندما يتجاوز السور الى داخل البلدة القديمة
وكأنه يدخل الى متحف معد خصيصا لعرض ما به من آثار
فيوجد داخل السور من المقدسات الإسلامية والمسيحية والآثار الشيء الكثير
فمن المقدسات الإسلامية مثلا، الحرم القدسي الشريف والذي بداخله المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة
وهما من الأماكن الإسلامية المقدسة لدى المسلمين في كافة أنحاء المعمورة
كما يوجد حائط البراق وهو المكان الذي عرج منه الرسول الكريم الى السماوات السبع حتى يلقى ربه
ويوجد أيضا داخل السور كنيسة القيامة التي يوجد فيها قبر السيد المسيح ومنها حمل صليبه وجلد وعذب
وهي تعتبر أقدس بقعة في الأرض لدى المسيحيين
وهناك الكثير من الكنائس والمساجد والأديرة والقبور الهامة لأصحاب أجلاء
بنى سور القدس، السلطان العثماني ( سليمان القانوني ) الذي تولى الحكم ما بين عام1520 م– 1566م
ويقال أن السور كان موجود بالأصل ولكنه يحتاج الى إعادة ترميم وهو ما قام به السلطان سليمان القانوني
وهو على هيئة شكلٍ مُربع منتظم طوله ميلان ونصف ميل
يبلغ ارتفاعه 38.5 م وبه 34 برجا ، وطول محيطه 2.5 ميل أي ما يعادل (4 كم)
ويذكر المؤرخون أن السور كان عليه 60 برجًا ... وفي العهد الروماني كان عليه 90 برجًا
واليوم يوجد عليه 43 برجًا و 7 أبواب تشترك في السور بعض أبواب الحرم القدسي الشريف

وقد تباينت أعدادُ الأبواب التي فتحت في أسوار القدس على مر العصور
وبعد إعادة بناء الأسوار في أيام العثمانيِّين أصبح للقُدس
" سبـ 7 ـعةُ أبواب " مفتوحة ... و " أربـ 4 ـعة " أبواب مغلقة
كانت هذه الأبواب تغلق عند الغروب ولا يُسمح للغرباء بدخول المدينة بعد إغلاقها
وظَلَّ ذلك أمرًا مرعيًّا حتى أواسط القرن الثالث عشر الهجري19م
وكان الفجرُ هو موعد فتح الأبواب لقُصَّاد المدينة
ولما اتَّسعت مدينة القدس، وتزايدت المباني خارجَ السور
فتحت الأبواب ولم تعد تغلق في أيِّ وقت من الليل أو النهار، وكان ذلك حوالي 1858م
وفي وقتنا المعاصر يخلط الكثير من الناس بين أبواب المدينة المقدسة
وبين أبواب الحرم القدسي الشريف
فأبواب المدينة هي التي تسمح بالدخول إلى المدينة والخروج منها
وهي موجودة في جدران السور الذي يحيط بالمدينة
أما أبواب الحرم القدسي فهي الأبواب الموجودة في أسوار الحرم
والتي يتم الدخول منها إلى ساحة الحرم القدسي والذي يعرف باسم المسجد الأقصى
لوجود المسجد الأقصى في الزاوية الجنوبية الغربية منه
فهيا بنا أعزائي لنتعرف معاً على ...

تعليق