PDA

View Full Version : شرح كتاب التوحيد






شمس
06-10-2003, 07:26 AM
مقدمة



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنقذ هذه الأمة من الشرك إلي التوحيد, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمدعبده ورسولهصلى الله عليه وسلم المبعوث بهذا الدين المجيد .....................................اما بعد

فإن التوحيد هو أساس الإسلام , وقوام الدين ,وهو زبدة الرسالات الإلهية وغايتها ,وقطب رحاها وعمدتها , ترتكز كلها عليه, وتبتدي منه وتنتهي إليه
وعلم التوحيد هو أشرف العلوم , وأعلاها قدراً , وأعظمها خطراً , فحاجة العباد إلى هذا العلم فوق كل حاجة , وضرورتهم إليه فوق كل ضرورة , فإنه لا حياة للقلوب , ولا نعيم ولا طمأنيتة إلا بأن تعرف ربها ومعبودها وفاطرها , بأسمائه وصفاته وأفعاله

وبإذن الله سوف نبدأ من الأن درس يومي في التوحيد من كتاب

(( الجديد
في
شرح كتاب التوحيد ))
تأليف / الشيخ محمد بن عبد العزيز السليمان القرعاوي


ونسأل الله العلي القدير ان ينفع بهذا الدرس الجميع

شمس
06-10-2003, 07:56 AM
كتاب التوحيد

~*~*~*~*~*~*~*~*~*~

التوحيد لغة:
الإفراد
شرعاً :
هو تفرد الله تعالى بالربوبية والإلهية وكمال الأسماء والصفات


~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~
أنواع التوحيد :
1- توحيد الربوبية:
وهو توحيد الرب بأفعاله , والإقرار الجازم بأن الله تعالى ربَ كل شيء ومليكه , وخالقه ومدبره والمتصرف فيه
ودليل هذا النوع ((الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون)) الأنعام آية 1
وقد أقر الكفار على عهد النبي بهذا النوع من التوحيد ولم يدخلهم ذلك في الإسلام

2- توحيد الإلهية :
وهو أفراد الله تعالى بجميع أنواع العبادة الظاهرة والباطنة , وهذا النوع من التوحيد هو الذي بُعث به الرسل وأُنزلت به الكتب وبدأ به كل رسول دعوته , ووقعت فيه الخصومة بينه وبين أمته
ودليل هذا النوع :
قوله تعالى (( إياك نعبد وإياك نستعين )) وقوله (( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمينلا شريك له وبذلك أُمرت وأنا أول المسلمين ))

توحيد الأسماء والصفات :
وهو الإيمان بما وصف الله به نفسه في كتابه , ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء الحسنى والصفات العلى , كما جاءت من غير تحريف ولا تأويل ومن غير تكييف ولا تمثيل ودليله قوله تعالى (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ))


~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~

شمس
06-10-2003, 08:25 AM
قال الله تعالى

{{ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين }} الذاريات آية56



~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~


شرح الكلمات
الجن عالم مستتر عن الأنظار
الإنس هم بنو آدم
يعبدون اي يوحدون
والعبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة
ما أريد منهم من رزق أي لم يرد الله منهم أن يرزقوا أنفسهم ولا غيرهم
ولا أريد أن يطعمون أي ولم يرد الله منهم أن يطعموا أنفسهم ولا يطعمون غيرهم
وإنما أسند الرزق والإطعام إلى نفسه لأن من أطعم الناس كمن أطعم الله عز وجل
الرزاق كثير الرزق
ذو القوة صاحب القوة
النتين الشديد القوة



~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~


الشرح الإجمالي
يخبرنا الله سبحانه وتعالى أنه هو الذي أوجد الجن والإنس وأن الحكمة من إيجادهم هي إفراده بالعبادة والكفر بما سواه
وتكفل لهم بالرزق وهو صادق بوعده قادرعلى تحقتقه لأنه قوي متين



~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~


الفوائد :
1- أن الحكمة من خلق الجن والإنس هي إفراد الله بالعبادة
2- إثبات وجود الجن
3- كما غنى الله عن خلقه
4- أن مصدر الرزق الله ولكن العبد مأمور بفعل الأسباب
6- ثبوت إسمين من أسماء الله وهم المتين ,الرزاق



~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~


مناسبة الآية للتوحيد
حيث دلت الآية على أن الحكمة من خلق الجن والإنس هي إفراد الله بالعبادة والكفر بما سواه

زوجة داعية
06-10-2003, 01:24 PM
موضوع مهم جداً نحن في أمس الحاجة له بارك الله فيك وبك ..ولاحرمت الأجر .

مسلمة
06-10-2003, 06:14 PM
جزاكِ الله كل خير

أزاهير الشوق
07-10-2003, 04:19 AM
بارك الله فيك...و اثابك الله على جهدك و تعبك في الموضوع ..تسلمين يا شمس

شمس
07-10-2003, 07:39 AM
وقال الله تعالى :
{{ ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين}} سورة النحل آية 36


~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~


شرح الكلمات :
بعثنا : أرسلنا
الرسول : هو من أُوحي إليه بشرع وأُمر بتبليغه ورسول هنا نكرة تعم جميع الرسل
* النبي هو من أمره الله أن يدعو إلى شريعة من كان قبله وعلى ذلك فكل رسول نبي وليس كل نبي رسول
اعبدوا الله : وحدوه بجميع أنواع العبادة
العبادة لغة التذلل
اجتنبوا : ابتعدوا
الطاغوت : هو كل ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع في غير طاعة الله ورسوله
* الطاغوت لغة مشتق من الطغيان وهو مجاوزة الحد
والطواغيت كثيرون ورؤسهم خمسة :
1- إبليس لعنه الله
2- من غير أحكام الله
3- من حكم بغير ما أنزل الله
4- من دعى إلى عبادة نفسه
5- من عُبد من دون الله وهو راضي بالعبادة
هدى الله : وفقه للخير
حقت عليه الضلالة : وجبت وثبتت لكفره وعناده الضلالة هي الكفر
سيروا في الأرض : سير اعتبار وتفكر
عاقبة المكذبين : من الامم السابقة كعاد وفرعون وما وقع بهم من عاقبة التكذيب


~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~


الشرح الإجمالي :
يخبر الله سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة أنه أرسل في كل طائفة من الناس رسولا يبلغهم ويأمرهم بتوحيد الله والكفر بما سواه وقد انقسم الناس حيال الرسل إلى قسمين:
منهم من وفقه الله إلى الخير فاستجاب لدعوة الرسل وامتثل ما أمروا به واجتنب مانهوا عنه
ومنهم من حُرم من التوفيق فأعرض عن الحق فخسر الدنيا والآخرة
والذي يسير في نواحي الأراضي معتبرا سيرى آثار عقوبة الله لبعض المعاندين كعاد وثمود وفرعون


~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~

الفــــــــــوائــــــــد :
1- بيان أن الناس لم يتركوا هملا (( اي مهملين معطلين لا نؤمر ولا ننهى
2- إن مهمة الرسل الدعوة إلى عبادة الله والكفر بما سواه
3- إن هداية التوفيق خاصة بالله دون غيره
4- استحباب السياحة لقصد الاعتبار والتفكر بآثار القرون الأولى


~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~

مناسبة الآية للتوحيد :
حيث دلت الآية الكريمة على أن عبادة الله لا تصلح إلا إذا كفر بما سواه

شمس
07-10-2003, 07:41 AM
زوجة داعية

مسلمة

الجهادية

جزاكن الله خيراً وبارك فيكن

جندية مجهولة
07-10-2003, 09:42 AM
اثابك الله وجعله في ميزان حسناتك

شمس
08-10-2003, 07:38 AM
قال الله تعالى :
{{ وقضى ربك ألاتعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيراً }}سورة الإسراء آية 23-24



~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~


شرح الكلمات
قضى : أمر ووصى
أن لا تعبدوا إلا إياه : أ، تصرفوا جميع أنواع العبادة إلى الله دون غيره
وبالوالدين إحسانا : الإحسان الى الوالدين هو احترامهما والقيام بما يصلح أحوالهما والدعاء لهما وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما وبعد وفاتهما استمرار الدعاء لهما وإكرام صديقهما
عندك : في كنفك ورعايتك
ولا تقل لهما أف : لا يظهر منك ما يُشعر بالضيق والضجر منهما
تنهرهما : تزجرهما
كريماً : أي جميلاً لا شراسة فيه
واخفض لهما جناح الذل من الرحمة : تواضع وتذلل لهما رحمةبهما لا خوف العار وطلب الحظوة لديهما فقط



~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~

الشرح الإجمالي :
يأمر الله سبحانه وتعالى جميع المكلفين بأن يفردوه بالعبادة وأن يبروا بوالديهم وأكد حق الوالدين بذكره بعد حقه عز وجل ثم ذكر بعض أنواع البر لهما وخاصة في حال العجز والضعف ومن ذلك عدم إظهار ما يشعر بالضيق منهما وعدم رفع الصوت بزجرهما والأمر بلين الجانب لهما واللطف في الكلام معهما والدعاء لهما في حياتهما وبعد وفاتهما .


~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~

الفـــــــوائــــد :

1- وجوب إفراد الله بالعبادة
2- وجوب البر بالوالدين على كل واحد من الولد بعينه
3- التكافل الاجتماعي موجود في الإسلام



~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~


مناسبة الآية للتوحيد
حيث دلت الآية الكريمة على وجوب إفراد الله بالعبادة

شمس
08-10-2003, 07:39 AM
جندية مجهولة

جزاكِ الله خيراً

** الامل **
08-10-2003, 06:42 PM
جزاك الله خير اخيتي

السلفية
10-10-2003, 01:09 PM
دروس مهمة أسأل الله ان ينفع بها ..
بارك الله فيك ونفع بك ..
لا حرمك الله الأجر ..

القلب الكبير
11-10-2003, 01:06 AM
جزاك الله خيرا

شمس
11-10-2003, 08:38 AM
rقال الله تعالى :
{ واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وماملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالاً فخوراً } سورة النساء آية 36




~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~



شرح الكلمـــــــات :
اعبدوا الله : أفردوه بالعبادة
ولا تشركوا به شيئاً : أي اكفروا بكل معبود سواه حياً كان أم ميتاً جماداً او حيواناً
بذي القربى : كل من يصدق عليه تسمية القريب
اليتامى : جمع يتيم وهو من مات أبوه وهو لم يبلغ
المساكين : جمع مسكين وهو الفقير
الجار ذي القربى : وهو الجار الذي تربطك به قرابة , وقيل هو الجار الملاصق لك
الجار الجنب : وهو الجار الذي لا تربط به قرابة وقيل الغير ملاصق لك
والصاحب بالجنب : هو كل من لازمك رجاء نفعك كالزوجة والرفيق في السفر ونحوهما
ابن السبيل : المنقطع في السفر
وما ملكت أيمانكم : هم العبيد والمماليك
المختال : المتكبر
الفخور : هو المعجب بنفسه المادح لها



~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~




الشرح الإجمالي :
لما كان الإخلاص هو أساس الدين ابتدأ الله هذه الآية بالأمر بإخلاص التوحيد له والكفر بما سواه وأردف ذلك ببر الوالدين لأنهما هما السبب الظاهر في وجود الإنسان في هذه الحياة ولم يغفل سبحانه وتعالى حق الأقارب لأنهم أرجى الناس بفضله وإحسانه وحتى لا ييأس بقية إخوانه المسلمين أوصى سبحانه وتعالى بالأيتام عموما والمساكين سواء القريب منهم والبعيد ثم أخذ سبحانه وتعالى يبين حقوق الملازمين له في الغالب في الحياة فبدأهم بالجار الذي يجمع بين حق الإسلام والقرابة والجوار ثم الجارالذي له حقان حق الإسلام والجوار ثم الجار الذي له حق الجوار فقط وهو الذمي , ثم ذكر حق من سيلازمه ويرجو فضله كالزوجة ورفيق السفر ونحوهما ولما كان الإسلام يقدر الحركة والانتقال من بلد إلى آخر والسياحة بقصد الرزق والاعتبار أوصى بمساعدة المسافر الذي يحتاج إلى المساعدة سواء كان ذلك مادياً أو معنوياً .. وتأكيداً للعدل والمساواة بين أفراد المسلمين لم ينس الإسلام المماليك بل أوصى بحقوقهم والرفق بهم والاعتراف بإنسانيتهم , ولما كانت هذه الأعمال أعمال خير قد يُعجب فاعلها بنفسه حذَّر الله سبحانه وتعالى من الكبر والإعجاب بالنفس لأنهما قد يحبطان هذه الأعمال الجليلة .




~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~



الفوائــــــــــــــــد :
1- وجوب عبادة الله وحده .
2-وجوب بر الوالدين وطاعتهما مالم يكن في معصية أو شيئاً يضر الولد لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا ضرر ولا ضرار ) .
3- مشروعية صلة الأقارب حسب قربهم من الشخص .
4- وجوب الإحسان إلى من تعول من الأيتام وذلك بحفظهم وحسن تربيتهم وتنمية مالهم .
5- استحباب الإحسان إلى المساكين وأنواع الإحسان كثيرة .
6- وجوب حق الجار .
7- الحث على مساعدة كل من لازمك يرجو فضلك من رفيق سفر أو حضر ونحوهما .
8- وجوب مساعدة المنقطع به السفر .
9- وجوب الإحسان إلى المماليك .
10- تحريم الكبر و الخيلاء .
11- إثبات صفة المحبة لله .




~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~


منــاسبـــة الآيـــة للتوحيــد :
حيث دلت الآية الكريمة على وجوب إخلاص العبادة لله وحده والكفر بمن سواه .



~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~




ملاحظة : الجار من حيث هو ثلاثة أقسام :
1- من له ثلاثة حقوق : الإسلام , القرابة , الجوار .
2- من له حقان : حق الإسلام والجوار .
3- من له حق واحد : الجوار فقط وهو الذمي .

شمس
11-10-2003, 08:50 AM
الأمل

السلفية


القلب الكبير


جزاكن الله خيراً وبارك فيكن

شمس
12-10-2003, 07:55 AM
قال الله تعالى :

{ قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذالكم وصاكم به لعلكم تعقلون }سورة الأنعام آية 151




~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~



شــــرح الكلمـــــــــات :
تعالوا : أقبلوا
أتل : أقصص
ما حرم ربكم عليكم : ماحرم بحق لا تخرصاًوظناً , والتحريم لغة المنع
ألا تشركوا به شيئاً : لاتعبدوا معه غيره
ولا تقتلوا أولادكم من إملاق : لاتقتلوا بنيكم وبناتكم من أجل الفقر
الفواحش : هي المعاصي
ما ظهر منها : ماكان بينك وبين الناس
ما بطن : ماكان بينك وبين الله
النفس التي حرم الله: نفس المسلم والكافر المعاهد والذمي والمستأمن
إلا بالحق: المراد بالحق زناً بعد إحصان أو كفر بعد إيمان أو القتل المتعمد لنفس معصومة فيقتل به وهو القصاص أو غير ذلك مما أباح الإسلام قتل النفس به
ذالكم : الإشارة تعود إلى المحرمات السابقة
وصاكم : الوصية هي الأمر المؤكد
لعلكم تعقلون: لكي تعقلوا ماذكرفتعلمون به




~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~



الشرح الإجمـــــالي :

يأمر الله تعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بأن يدعوا خصوم الدعوة إلى الإقبال والإصغاء إلى ما سيفصله عليهم من الخطوط العريضة لهذه الدعوة والقواعد الثابتة المشرفة وذكر بعضا منها في هذه الآية
ولما كان الشرك يحبط كل عمل صالح ابتدأ الله هذه الحقائق بالتحذير من الشرك ثم عقب بالأمر بالبر بالوالدين , ولما كان قتل الذرية سفاهة في الشخص وقطع لشجرته نهى الله عن قتل الأولاد وذكر الفقر هنا لأنه أغلب الأسباب للقتل في الجاهلية وإلا القتل بغير حق محرم بأي سبب من الأسباب
ولما كان السبب الغالب في قتل الأولاد خوف الفقر تكفل الله برزقهم وأولادهم معاً , ثم نهى سبحانه وتعالى عن جميع المعاصي ماظهر منها للناس وما اختفى , ولما كان القتل بغير حق يهد كيان المجتمع بما ينجم عنه من الفوضى والدمار والثأر والأحقاد خصه الله بالنهي بعد الفواحش إجمالاً ثم أكبر الله تحريم هذه الأشياء حيث نصَّ عليها بلفظ الوصية من أجل أن نعقلها فنعمل بها .




~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~



الفــــــــــوائـــــــــــد
1- أن الشرك هو أكبر الكبائر ولا يصح معه عمل لهذا بدأ الله به
2- وجوب بر الوالدين
3- تحريم قتل الأولاد ويلحق به الأجهاض بعد أربعين يوماً من ابتدأ الحمل
4- تكفل الله بالرزق لجميع الناس
5- مكافحة الحمل خوف الفقر من أعمال الجاهلية
6- تحريم الفواحش وما يؤدي إليها
7- تحريم قتل النفس الا بالحق




~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~




مناسبة الآية للتوحيد :
حيث حذَّرت الآية عن الشرك بجميع صوره وأشكاله .

شمس
13-10-2003, 07:41 AM
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال :

{ كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار فقال لي :
( يا معاذ اتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله . قلت الله ورسوله أعلم . قال : حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً وحق العباد على الله أن لا يعذب من يشرك به شيئاً . قلت أفلا أبشر الناس ؟ قال لا تبشرهم فيتكلوا ) } أخرجاه في الصحيحين


~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~

ترجمة الراوي
هو أبو عبد الرحمن معاذ بن جبل الأنصاري الخزرجي صحابي مشهور . من أعيان الصحابة وعلمائهم مات بالشام من طاعون عمواس سنة 18هـ رضي الله عنه


~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~

شرح الكلمات :

رديف النبي : راكباً خلفه
حق الله على العباد : حق إيجاب
حق العباد على الله : أي ما أوجبه الله على نفسه إنعاماً وتفضيلاً وليس استحقاق مقابلة كحق المخلوق على المخلوق
أبشر الناس : أخبرهم بما يسرهم من هذا القول
يتكلوا : يعتمدوا


~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~

الشرح الإجمالي :
يخبرنا معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه ذات يوم كان راكباً خلف النبي صلى الله عليه وسلم فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يخصه بأهم مسائل العلم وأجلها وقد أستعمل رسول الله الأسلوب الأستجوابي في تعليم معاذ وتشويقه , وأن معاذاً لم يخض فيما لا يعلم وأن النبي صلى الله عليه وسلم بيَّن لمعاذ حقيقتين هامتين هما ما يجب لله على المكلفين من خلقه وما أوجبه لعباده على نفسه إنعاماً وتفضيلاً ولمَّا كان معاذ يحرص على ما يسر المسلمين استأذن من النبي صلى الله عليه وسلم في نشر هذه المسألة فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم
مخافة أن يعتمدوا على هذا الوعد فيتركوا التنافس في الأعمال الصالحة التي تحط سيئاتهم وترفع درجاتهم لكن معاذ أخبر تحرجاً من كتمان العلم مع أن العاقل يفهم تحذير النبي صلى الله عليه وسلم أمته من الاتكال من قوله فيتكلوا


~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~

الفــــــــــوائــــــــد :
1- جواز الإرداف على الدابة إذا لم يشق عليها
2- تواضعه صلى الله عليه وسلم
3- فضل معاذ بن جبل
4- الأسلوب الاستجوابي في التعليم من أساليب الإسلام
5- تحريم الخوض فيما لا يعلمه الشخص
6- أول حق لله على المكلفين إفراده بالعبادة
7- من مات على التوحيد أمن من العذاب إذا لم يرتكب كبائر تعرضه لدخول النار
8- جواز كتم العلم إذا ترتب على إضهاره مفسدة متحققة


~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~

مناسبة الحديث للتوحيد :
حيث دل الحديث على أن حق الله على العباد أن يعبدوه ولايشركوا به شيئاً .

شمس
14-10-2003, 07:23 AM
باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب

~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~


قال الله تعالى : {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون } الأنعام آية 82


~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~

شرح الكلمات :
آمنوا : الإيمان لغة التصديق
وشرعاً اعتقاد بالجنان ( القلب ) وقول باللسان وعمل بالأركان يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان .
يلبسوا : يخلطوا .
إيمانهم : توحيدهم.
بظلم : بشرك.
والظلم ثلاثة أنواع :
1- الشرك .
2- ظلم الشخص نفسه .
3- ظلم الشخص لغيره.
لهم الأمن : المراد بالأمن , الأمن من دخول النار إذا لم يصر على الكبائر مع التوحيد أو الأمن من الخلود في النار إن كان مصر على الكبائر مع التوحيد.
مهتدون : هم الذين عرفوا الحق في الدنيا وعملوا به


~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~

الشرح الإجمالي :
يخبرنا الله سبحانه وتعالى أن من وحده ولم يخلط توحيده بشرك فإن الله وعده بالسلامة من دخول النار في الآخرة وسيوفقه إلى الصراط المستقيم في الدنيا .


~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~

الفــــــــــوائـــــــــــد
1- لاصحة للإيمان مع الشرك .
2- تسمية الشرك ظلماً .
3- أن من لم يخلط إيمانه بشرك فهو آمن من العذاب .


~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~

مناسبة الآية للتوحيد :
حيث دلت الآية على أن من مات على التوحيد وتاب من الكبائر سلم من عذاب النار , ومن مات مصراً على الكبائر مع التوحيد سلم من الخلود في النار .

شمس
18-10-2003, 08:30 AM
وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{ من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمد عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ,والجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل } أخرجه البخاري ومسلم



~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~

ترجمة الراوي :
هو عبادة بن الصامت بن قيس الأنصاري الخزرجي أبو الوليد , أحد النقباء , بدري مشهور , مات بالرملة عام 34هـ رضي الله عنه


~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~

شرح الكلمات :

شهد أن لا إله إلا الله : شهد أن لا معبود بحق إلا الله وعرف معناها وعمل بمقتضاها.
وأن محمد عبده ورسوله : مملوك له خالي من صفات الألوهية والربوبية , و الشهادة برسالته تصديقه فيما أخبر وطاعته فيما أمر واجتناب مانهى عنه وزجر وأن لا يعبد الله الا بما شرع .
وأن عيسى عبد الله ورسوله: مملوكاً وليس ابناً له كما زعمت النصارى ورسول من عند الله إلى بني اسرائيل وهو من أولي العزم من الرسل .
وكلمته: أي أنه خلق عيسى بكلمة كُنْ فكان .
وروح منه : أي هو من الارواح التي خلقها الله وأضافه إلى نفسه تشريفاً .
الجنة حق : وعد الله للمؤمنين بالجنة ثابت لا شك فيه .
والنار حق : وعيد الله للكفار بالنارثابت لا شك فيه .


~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~

الشرح الإجمالي :
يخبرنا الله في هذا الحديث أن من نطق بكلمة التوحيد وعرف معناها وعمل بمقتضاها وشهد بعبودية محمد صلى الله عليه وسلم ورسالته واعترف بعبودية عيسى ورسالته وأنه خُلِقَ بكلمة كُنْ من مريم وبرأ أُمه مما نسب إليها اليهود الأعداء واعتقد بثبوت الجنة للمؤمنين وثبوت النار للكافرين ومات على ذلك دخل الجنة على ما كان من العمل .


~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~

الفـــــــوائــــــد :
1- أن الشهادتين هما أصل الدين .
2- لا تصح الشهادتين إلا ممن عرف معناهما وعمل بمقتضاهما .
3- جمع الله لمحمد صلى الله عليه وسلم بين العبودية والرسالة رداً على المفْرطين والمفَّرطين .
4- إثبات عبودية عيسى ورسالته وهذا رد على النصارى الذين زعموا أنه ابن الله .
5- إثبات صفة الكلام لله تعالى .
6- أن عيسى خُلِقَ بكلمة كُنْ من مريم من غير أب وهذا ردّ على اليهود الذين قذفوا مريم بالزنا .
7- إثبات البعث .
8- إثبات الجنة والنار .
9- أن عصاة الموحدين لا يخلدون في النار .


~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~

مناسبة الحديث للباب :
حيث دل الحديث على أن من مات على التوحيد دخل الجنة على ما كان من العمل .

بسمة فرح
18-10-2003, 11:50 AM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته..
ماشاء الله ..
- - -
غاليتي شمووسه ...تعالي بقولك انا فقدتك بالقافله ! عسى المانع خير؟ اتمنى انك راجعتي علشان الاختبار..:)
صدقت اني استاذه صرت الحقكم بالمواضيع ..والسبب هو اني قربت اختم البقره ومره مبسوطه ولله الحمد وحبت انكم تشاركوني ,,,

شمس
20-10-2003, 07:48 AM
ولهما في حديث : عتبان
{ فإن الله حرم على النار من قال لاإله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله }


~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~


ترجمة الراوي :
هو عتبان بن عمرو بن العجلان الأنصاري من بني سالم بن عوف , صحابي مشهور , توفي رضي الله عنه في خلافة معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه .


~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~

شرح الكلمات :

لهما : للبخاري ومسلم أي انهما رويا هذا الحديث ايضاً.
حرم على النار : منعه من دخولهما.
قال لا إله إلا الله : قالها بلسانه عارفاً معناها عاملاً بمقتضاها .
يبتغي : يطلب .


~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~

الشرح الإجمالي :
يخبرنا هذا الحديث أن الله تعالى سيسلم من عذاب النار كل من وحد الله وعمل بمقتضى توحيده قاصداً بذلك التقرب إلى الله لا رياء ولا سمعة .


~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~

الفوائد :
1- لا يدخل النار من أخلص التوحيد لله .
2- لا تصلح الأقوال والأعمال إلا بنية التقرب إلى الله .
3- إثبات صفة الوجه لله تعالى .


~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~

مناسبة الحديث للباب :
حيث دل الحديث على أن من مات مخلصاً لله التوحيد سلم من النار .

شمس
20-10-2003, 07:50 AM
بسمة فرح

جزاكِ الله خيراً

وبارك الله حفظك واعانك على تتمت ما بقي لك

شمس
26-10-2003, 08:07 AM
وللترميذي وحسنه عن أنس قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
قال الله تعالى : { يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة }



~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~

ترجمة الراوي :
هو أنس بن مالك بن النضر الأنصاري الخزرجي خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم , خدمه عشرة سنين ودعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبارك الله له في ماله وولدهفكان ذلك , توفي رضي الله عنه سنة 93هـ بالبصرة .


~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~

شرح الكلمات :
قراب الأرض : ملؤها أو قريب ملئها .
خطايا : الذنوب.
لا تشرك بي شيئا : لا تشرك بي اي نوع من انواع الشرك .


~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~

الشرح الإجمالي :
يخبرنا الله سبحانه وتعالى في هذا الحديث القدسي أن من مات مخلصا توحيده لله تاركا لجميع أنواع الشرك فإن الله سيبدله سيئاته حسنات حتى ولو كانت ذنوبه ملء الأرض أو قريب من ملئها .


~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~

الفوائد :
1- إثبات صفة القول لله على الوجه اللائق به سبحانه .
2-بيان سعة فضل الله ورحمته .
3- الموت على التوحيد الخالص شرط لمغفرة الذنوب وفي هذه السألة تفصيل :
أ- من مات على الشرك الأكبر وجبت له النار .
ب- من مات خالصامن الشرك الأكبر وعنده قليل من الشرك الأصغر وحسناته ترجح على سيئاته دخل الجنة .
د - من مات خالصامن الشرك الأكبر وعنده قليل من الشرك الأصغر وسيئاته نرجح على حسناته استحق دخول النار لا الخلود فيها .


~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~

مناسبة الحديث للباب :
حيث دل الحديث على أن من مات خالصا من الشرك بجميع أنواعه دخل الجنة ولو كانت ذنوبه ملء الأرض .

شمس
26-10-2003, 08:29 AM
باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب


قال الله تعالى : { إن إبراهيم كان أُمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين } سورة النحل آية 120


~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~

شرح الكلمات :
إبراهيم : هو إبراهيم الخليل عليه السلام أحد أولي العزم من الرسل .
أُمة : إماما معلما للخير وسماه أُمة لئلا يستوحش سالك طريق الخير مع قلة السالكين .
قانتا : خاشعا مطيعا لله والقنوت دوام الطاعة .
حنيفا : مائلا عن الشرك قاصدا التوحيد .
لم يكن من المشركين : سالما من الشرك في القول والعمل والأعتقاد


~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~

الشرح الإجمالي :
يخبرنا الله سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة أن رسوله إبراهيم عليه السلام كان إماما في الدين ومعلما للخير ودائما في خشوعه وطاعته لربه معرض عن الشرك بكله مقبل على التوحيد بجمعه خالصا من الشرك بجميع أنواعه قولا وعملا واعتقادا .


~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~

الفوائد :
1- ان التوحيد أصل الاديان كلها .
2-وجوب الاقتداء بإبراهيم في أخلاصه لله .
3- ينبقي للداعية أن يكون قدوة بنفسه للغير .
4- دوام العبادة من صفات الأنبياء .
5- لا يصح التوحيد إلا بإنكار الشرك.
6- الرد على قريش الجاهلية الذين زعموا أنهم على ملة إبراهيم في شركهم .


~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~

مناسبة الآية للباب :
حيث دلت الآية الكريمة على أن من اتصف بهذه الصفات الأربع فقد استحق الجنة كما استحقها إبراهيم بغير حساب ولاعقاب .

um bader
21-11-2003, 09:44 PM
ماشاء الله جهد طيب أختى شمس وفقك الله لما يحب و يرضى....