PDA

View Full Version : «-.¸¸,.-~* قافلة السنة : تدارس أحاديث خير البشر *~-.,¸¸.-»" نسخة "






مسرّة
04-03-2006, 05:20 PM
http://fiasel.jeeran.com/c83.gif
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته




الحمد لله العلي العظيم الذي من علينا بالإسلام و اجتبانا و جعلنا من الأمة المحمدية .. خير الأمم و أفضلها

و الحمد لله الجليل القدير الذي من علينا باتباع أعظم البشر و خيرهم و جعله معلمنا و قائدنا و قدوتنا و هدانا إليه صلى الله عليه و على آله و سلم تسليما كثيرا

و الحمد لله الحفيظ العليم الذي حفظ دينه من التحريف و قيض للأمة علماء حملوا هم الدين و الحفاظ عليه

و منهم صفوة اهتمت بالأحاديث النبوية المطهرة ، فرغم أعداء الأمة الذين حاولوا هدم أركان السنة و دس السموم فيها قامت طائفة مباركة من أهل العلم سخرها الله للحفاظ على دينه بتبين صحيح الأحاديث من سقيمها و اعتنوا أيما اهتمام بشرح أحاديث المصطفى صلوات ربي و سلامه عليه

فصدق من قال فيهم :

أهل الحديث هموا أهل النبي وإن

لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا




وقال آخر :

دين النبي محمد أخبار


نعم المطية للفتى آثار

لا ترغبن عن الحديث و أهله



فالرأي ليل والحديث نهار





فيالجلال قدر هؤلاء العلماء و ما أعظم حبهم للسنة .. و ما أحوجنا إلى أن نمشي على آثارهم .. و إن كنا لن نبلغ مبلغهم من العلم ..

تعالوا بنا نتدارس أحاديث نبينا صلى الله عليه و سلم

بمنهجية علمية مبسطة تعتمد على تخريج الحديث و ذكر درجته و شرح غريب مفرداته –إن وجدت- و بعدها استخلاص المعاني التي يحملها الحديث

كل يشارك بما يستطيع و لو بجملة

و لي رجاء منكم .. أن تعتمدوا الاختصار و عدم التطويل

كلما سنستوفي الكلام في حديث بإذن الله ننتقل إلى غيره
وبالمناسبة .. لما لا نحفظ هذه الأحاديث

قال معاذ بن جبل : كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار يقال له عفير ،فقال : يا معاذ ، هل تدري حق الله على عباده ، وما حق العبادعلى الله . قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : فإن حق الله على عباده أن يعبدوه ، ولايشركوابه شيئا ،وحقالعبادعلى الله أن لا يعذب من لا يشرك بهشيئا . فقلت : يا رسول الله ، أفلا أبشر به الناس ؟ قال : لا تبشرهم فيتكلوا .

بين الفينة و الأخرى سأقوم بتوجيهكم بطرح أسئلة مصبها في معنى الحديث .. بإذن الله

بالتوفيق http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon14.gif
http://fiasel.jeeran.com/c83.gif

عظيمة الشوق
04-03-2006, 07:35 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

لي عوده بإذن الله

:)

مسرّة
05-03-2006, 02:03 PM
مرحبا أختي عظيمة الشوق :) بانتظارك

ما معنى رديف رسول الله صلى الله عليه و سلم على حمار ؟

موضوع هذا الحديث عن أهم المهمات في حياة المسلم و هو تحقيق التوحيد ، اشرح أهمية التوحيد باختصار على ضوء الحديث ؟

لماذا رُوي الحديث رغم أن النبي صلى الله عليه و سلم نهى عن ذلك ؟

بانتظاركن :)

شعلولة الشرقية
05-03-2006, 07:31 PM
بارك الله فيك أخت مسرة .....
لست متأكدة من الاجابة بالنسبة لمعنى كلمة رديف أي خلف
للتوحيد أهمية عظيمة فهو حق الله على عباده ويعني ذلك افراده سبحانه بالعبادة وينقسم التوحيد الى ثلاثة اقسام
توحيد الربوبية ...وتوحيد الألوهية...وتوحيد الاسماء والصفات .....
فالمؤمن الحق يصرف جميع أنواع العبادة لله وحده ويبتعد عن كل مايوقعه في الشرك
حتى الشرك الاصغر وهو الرياء فقد لايدرك المرء أنه واقع في الرياء لذلك عليه أن يخلص النية ....
فبذلك يجنبه الله الوقوع في النار ...
اللهم اجعل أعمالنا خالصة لوجهك ونعوذ بك من النار ....

..الغدير..
06-03-2006, 06:25 PM
بارك الله فيكِ يا مسرة..:)

كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار يقال له عفير ، فقال : يا معاذ ، هل تدري حق الله على عباده ، وما حق العباد على الله . قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : فإن حق الله على عباده أن يعبدوه ، ولا يشركوا به شيئا ، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا . فقلت : يا رسول الله ، أفلا أبشر به الناس ؟ قال : لا تبشرهم فيتكلوا .
خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح

لماذا رُوي الحديث رغم أن النبي صلى الله عليه و سلم نهى عن ذلك ؟
يقول الزهري: أن هذا الحديث كان قبل نزول الفرائض والحدود.
وقال غيره: أن سماع معاذ لهذه الرخصة كان متأخرا عن أكثر نزول الفرائض وهوعلى عمومه ولكنه مقيد بشروط..فليس ذلك لكل من وحد وعبد بل يختص بمن اخلص لله تعالى..

والله أعلم..

مسرّة
09-03-2006, 12:41 AM
بارك الله فيكما معلومات طيبة و صحيحة :) .. سأعلق عليها بقدر واف عندما أرى مشاركات أخرى بإذن الله ..فقط الجواب على السؤال لماذا رُوي الحديث رغم أن النبي صلى الله عليه و سلم نهى عن ذلك ؟ الجواب ليس بعينه المقصود .. الجواب نجده في بعض الروايات مذكورا بعد الحديث

.. :)

شعلولة الشرقية
12-03-2006, 02:59 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخبر معاذ بهذا الحديث عند موته تأثما ....أي تحرجا من الاثم وخوفا منه أن يلحقه إن كتمه ...
وجزاك الله خيرا أخت مسرة لأنك جعلتيني أبحث الى أن وجدته أخيرا وذلك بسبب أني أريد أن أعرف السبب .....

مسرّة
14-03-2006, 08:29 PM
:) بوركتِ أختي شعلولة ممتاز فعلا هذا هو السبب و هو مذكور في الرواية التي رواها أنس رضي الله عنه و الموجودة في الصحيحين :) .. و هذا يجرنا للكلام عن عظيم إثم كتمان العلم .. راجعة بالتفاصيل بإذن الله بعد سويعة زمن

و أعتذر أخواتي عن تفريطي في متابعة الموضوع :( .. سأعوضكن خيرا بإذن الله :)

مسرّة
15-03-2006, 01:57 PM
http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon16.gif سند الحديث باللفظ المذكور :
‏حَدَّثَنِي ‏ ‏إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ‏ ‏سَمِعَ ‏ ‏يَحْيَى بْنَ آدَمَ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبُو الْأَحْوَصِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي إِسْحَاقَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏مُعَاذٍ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏ ‏قَالَ

http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon16.gif متن الحديث:
‏كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏عَلَى حِمَارٍ يُقَالُ لَهُ ‏ ‏عُفَيْرٌ فَقَالَ يَا ‏ ‏مُعَاذُ ‏ ‏هَلْ تَدْرِي حَقَّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ وَمَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ فَإِنَّ حَقَّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَحَقَّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يُعَذِّبَ مَنْ لَا يُشْرِكُ بِهِ

http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon16.gif تخريج الحديث: أخرجه الشيخان و غيرهما و اللفظ هنا للبخاري

http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon16.gif درجة الحديث: الحديث صحيح

http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon16.gif غريب الحديث :
ردف : و في روايات أخرى : رديف ،بكسر الراء وإسكان الدال وهو الراكب خلف الراكب ومثله الرديف وأصله من ركوبه على الردف وهو العجز مؤخرة الرحل

عفير: بضم العين و فتح الفاء و سكن الياء مأخوذ من العفر وهو لون التراب كأنه سمي بذلك للونه والعفرة حمرة يخالطها بياض وهو تصغير أعفر أخرجوه عن بناء أصله كما قالوا سويد في تصغير وهو غير الحمار الآخر الذي يقال له يعفور ، فعفير أهداه المقوقس ويعفور أهداه فروة بن عمرو وقيل بالعكس

http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon16.gif موضوع الحديث : ‏
أهمية التوحيد و ثمرته

http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon16.gif شرح الحديث :
‏هَلْ تَدْرِي حَقَّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ وَمَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ
الحق كل موجود يتحقق أو ما سيوجد لا محالة فالله هو الحق الموجود الأزلي والموت والساعة والنار حق لأنها واقعة لا محالة والكلام الصدق حق بمعنى أن الشيء المخبر عنه بذلك الخبر حق واقع متحقق لا تردد فيه وكذلك الحق المستحق على الغير من غير أن يكون فيه تردد ..
فمعنى حق الله على العباد ما يستحقه عليهم ومعنى حق العباد على الله أنه متحقق لا محالة وقيل إنما يقال حقهم على الله على جهة المقابلة لحقه عليهم

قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ
كان الصحابة يتأدبون مع الرسول صلى الله عليه و سلم و يجيبونه بهذا الجواب عندما يسألهم عن أي مسألة ، ولم يكن معاذ يسحسن جواب سؤال النبي صلى الله عليه و سلم فأوكل الجواب للنبي صلى الله عليه و سلم

قَالَ فَإِنَّ حَقَّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا
أن أن حق الله على عباده إثبات العبودية له و حده و نفي كل ما يعبده من دونه ، فيحققق العبد بذلك معنى لا إله إلا الله و هو أنه لا معبود بحق إلا الله

وَحَقَّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يُعَذِّبَ مَنْ لَا يُشْرِكُ بِهِ
و يكون بمقابل تحقيق التوحيد نجاة من لا يشرك بالله شيئا ، و هذا من عظيم فضل الله على خلقه أن جعل لهم عليه حقا مقابل توحيده ..


http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon16.gif قبسات من موضوع الحديث :
لا يصلح قلب المؤمن إلا بتعظيم الله جل وعلا ولا يستقيم على ذلك إلا بتحقيق التوحيد لله جل وعلا فكلما قوي العبد في الإخلاص لله وفي توحيده لربه وفي تحقيقه الشهادتين شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله كلما قوي في تحقيق ذلك ثبت على الإيمان، ونفى تسويل الشيطان وكان قيامه في عقد الإيمان قياماً قوياً صحيحاً أمر الله جل وعلا عباده بتحقيق التوحيد له وبإخلاص الدين له جل وعلا: قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصاً له الدين[الزمر:11].وقال جل وعلا: ألا لله الدين الخالص[الزمر: 3]. يعني فاعبدوه مخلصين له الدين حنفاء وهذا الأصل العظيم عليه قامت السموات وعليه قامت الأرض ومن أجله خلق الجن والإنس وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون[الذاريات:56]. يعني إلا ليوحدون إلا ليخلصوا العبادة لي وحدي.

إن العبد المؤمن إذا حقق التوحيد فإنه يحصل على فضل من الله في الدنيا وفي الآخرة فمع أنه واجب وواجب تحقيقه ففضله في الدنيا والآخرة عظيم عظيم عظيم، لهذا بين الله جل وعلا لعباده المؤمنين فضل تحقيق التوحيد وأنه يكفر الذنوب وأن التوحيد أعظم ما يتقرب العبد به إلى ربه جل وعلا قال الحق جل جلاله: الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون[الأنعام:82].
لما نزلت الآية شق ذلك على الصحابة وقالوا: يا رسول الله أينا لا يظلم نفسه؟ فقال: ((ليس الذي تذهبون إليه الظلم الشرك ألم تسمعوا إلى قول العبد الصالح لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم)) فهذه الآية فيها وعد من الله جل وعلا ووعده حق أن المحققين للتوحيد المبتعدين عن الشرك بأنواعه، أن لهم الأمن في الدنيا والآخرة، ولهم الهداية في الدنيا والآخرة الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون[الأنعام:82] وهذه من ثمرات التوحيد ومن فضل التوحيد أنك بقدر تحقيقك للتوحيد وإخلاصك لله وبعدك عن الشرك الظاهر والباطن : يكون لك الأمن وتكون لك الهداية لهذا ترى المؤمن الموحد أكثر الناس أمناً في الدنيا وأكثر الناس أمناً يوم القيامة فقد قال الرب جل وعلا في المؤمنين: لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون[الأنبياء:103] المؤمن المسدد إذا خاف الناس في الدنيا فإنه لا يخاف لأنه في قلبه من الإخلاص لله والتوحيد ما يجعله في أمن وأمان وكذلك إذا خاف الناس يوم القيامة من النار إذا برزت الجحيم فإنه لا يخاف إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسها[الأنبياء:102] هذا الأمر العظيم يجب علينا أن نفقهه وأن نسعى في تحقيقه ألا وهو إخلاص الدين لله وهذا بعض فضله في هذه الآية أن أهل التوحيد الخالص لهم الاهتداء، والهداية مراتب وأهلها فيها درجات ولهذا كان أكثر الناس هداية وأعظمهم هداية الأنبياء والمرسلون لأنهم حققوا الإخلاص والتوحيد لله جل وعلا: أولئك لهم الأمن وهم مهتدون[الأنعام:82].
بالقابل فإن الله عز و جل خاطب من لم يخلص له العبادة بالوعيد الشديد إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالاً بعيداً[النساء:116] وإذا لم يرض الله جل وعلا إلا التوحيد ولا يغفر الشرك فإن عقاب أهل الشرك عظيم بل إن عقابهم النار وعقابهم الخزي في الدنيا والعذاب وكذلك العذاب في الآخرة ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق[الحج:31] وقال جل وعلا: وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار[المائدة:72].


شروط كلمة التوحيد : لا إله إلا الله في هذا الرابط :
http://www.al-islam.com/arkan/Display.Asp?f=twh00004.htm (http://www.al-islam.com/arkan/Display.Asp?f=twh00004.htm)

http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon16.gif حكم و عبر :
http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon19.gif يعلمنا صلى الله عليه و سلم أسلوب السؤال لتعليم الطالب

http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon19.gif تواضع النبي صلى الله عليه و سلم إذ أذن لمعاذ أن يركب خلفه على حماره ، و قد تكرر هذا الفعل من صحابة آخرين

http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon19.gif يظهر جليا أن معاذا كان ذو منزلة خاصة عند النبي صلى الله عليه و سلم إذ اختصه بهذا الحديث

http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon19.gif لا يستحي من كان جاهلا بأمر يُسأل عنه أن يوكل الجواب إلى من هو أعلم منه أو أن يقول لا أدري ، و ليس لنا أن نقول بعد موت النبي صلى الله عليه و سلم إلا : الله أعلم و لا نزيد : ورسوله

http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon19.gifأدب طالب العلم بالسكوت و ترك الكلام لمن هو أعلم منه

http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon19.gif حق الله على عباده إفراده بالعبادة و جزاء ذلك النجاة من عذاب يوم القيامة

http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon19.gif نهى النبي صلى الله عليه و سلم معاذا عن تبليغ الناس بالحديث لكنه قام بذلك عند موته و لقد جاء تصريح سبب ذلك في رواية أنس عن معاذ رضي الله عنه قال : فأخبر بها معاذ عند موته تأثما أي خشية الوقوع في الإثم و المقصود هنا كتمان العلم فقد صح عنه صلى الله عليه و سلم أنه قال : من كتم علما مما ينفع الله به في أمر الناس أمر الدين ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار (أخرجه ابن ماجة) و في لفظ أبي داود أنه قال صلى الله عليه و سلم : من سُئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة (صحيح)
علم معاذ أن نهي النبي صلى الله عليه و سلم لم يكن نهي تحريم بل نهي تنزيه مقيد بالاتكال و إلا لما كان خالف أمر النبي صلى الله عليه و سلم ،فيجب أن يُخَصَّ بالعلم قوم لما فيهم من الضبط وصحة الفهم، ولا يبذل المعنى اللطيف لمن لا يستأهله من الطلبة ومن يخاف عليه الترخص والاتكال لقصير فهمه ، وقد قال مالك بن أنس: وإنما أراد ألا يوضع العلم إلا عند من يستحقه ويفهمه.


http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon19.gif مشروعية التأدب بطلب الإذن من المعلم لتبليغ ما تعلمه الطالب منه


http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon16.gifhttp://www.lakii.com/vb/images/icons/icon16.gifhttp://www.lakii.com/vb/images/icons/icon16.gif

المراجع : شرح الحديث بهذا الشكل اجتهاد مني -من المراجع التي سيأتي ذكرها- .. فإن أصبت فمن الله وحده و إن أخطأت فمن نفسي و من الشيطان ..
فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني
شرح صحيح مسلم للنووي
الدباج شرح صحيح مسلم بن الحجاج لجلال الدين السيوطي
شرح ابن بطال على صحيح البخاري لابن بطال القرطبي
خطب من موقع المنبر و بعض المواقع ..

كل الكتب المذكروة متوفرة على الشبكة بحمد الله http://www.almeshkat.net/books/list.php?cat=22 (http://www.almeshkat.net/books/list.php?cat=22)

مسرّة
15-03-2006, 02:37 PM
http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon18.gifالحديث 2 http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon18.gif

عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : إذا استجنح الليل أو قال جنح الليل فكفوا صبيانكم فإن الشياطين تنتشر حينئذ فإذا ذهب ساعة من العشاء فخلوهم و أغلق بابك و اذكر اسم الله و أطفئ مصباحك و اذكر اسم الله و أوكِ سقاءك و اذكر اسم الله و خمّر إناءك و اذكر اسم الله و لو تعرُضُ عليه شيئا

شعلولة الشرقية
16-03-2006, 01:07 AM
بارك الله فيك أخت مسرة على الشرح الوافي ...وجزاك الله خيرا
وفي انتظارك شوقتينا.....

مسرّة
16-03-2006, 08:17 PM
:) و فيك بارك الله أختي .. زادك الله علما و فضلا .. و أنا أيضا في انتظار مشاركاتكن و لو بوضع حكمة أو فائدة من الحديث :) ..

مسرّة
16-03-2006, 08:23 PM
الآن فقط انتبهت ..كتبت الشرح على عجل فقمت بتكرار بعض الحروف في بعض الكلمات http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon10.gif .. و الله المستعان .. :)

..الغدير..
17-03-2006, 08:19 AM
بارك الله فيكِ يا مسرة وفيكِ أيضا يا شعلولة..:)

لي عودة إن شاء الله مع الحديث الثاني..

شعلولة الشرقية
17-03-2006, 05:57 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
معنى اذا استجنح الليل : أي إذا أقبل بعد غروب الشمس....
قال ابن الجوزي :انما خيف على الصبيان في تلك الساعة لأن النجاسة التي تلوذ بها الشياطين موجودة معهم
غالبا والذكر الذي يحرز منهم مفقود من الصبيان غالبا والشياطين عند انتشارهم يتعلقون بما يمكنهم التعلق به فلذلك خيف على الصبيان في ذلك الوقت والحكمة في انتشارهم حينئذ أن حركتهم في الليل أمكن منها لهم في النهار ,لأن الظلام أجمع للقوى الشيطانية من غيره وكذلك السواد ولهذا قال في حديث أبي ذر :فما يقطع الصلاة ؟ قال : الكلب الأسود شيطان ...أخرجه مسلم ....

شعلولة الشرقية
17-03-2006, 07:04 PM
تـــــــــابع :::
[/COLOR]وقد روي في حديث جابر بن عبد الله قال النبي صلى الله عليه وسلم أطفئوا المصابيح بالليل إذا رقدتم وأغلقوا الابواب وأوكئوا الأسقية أو خمروا الطعام والشراب , وأوكئوا السقاء أي اربطوه وخمروا الإناء أي غطوه وقد روي عن جابر :جاء رجل يقال له أبو حميد بقدح لبن من البقيع فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :ألا خمرته ولو أن تعرض عليه عودا وروى القعقاع بن حكيم عن جابر هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم :غطوا الإناء فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء لايمر بإناء ليس عليه غطاء ,أو سقاء ليس عليه وكاء إلا نزل به من ذلك الوباء قال الليث والأعاجم عندنا يتقون ذلك في كانون الأول .

إن الشياطين لاتفتح غلقا ولاتحل وكاء ولاتكشف إناء وذلك أن للشيطان مضرة ومشاركة فيما يختزن ويكون في الوعاء وأن الاحتراز منه يكون بما أخبر به صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ....
من كتاب المنتقى شرح موطأ مالك ...

وجزاك الله خيرا أخت مسرة لأننا نتعلم دروسا جديدة من هذه ألأحاديث..
ونتمنى أن نستفيد ونفيد ..:III: :

مسرّة
18-03-2006, 05:56 PM
و فيك بارك الرحمن غديرو :) .. في انتظارك غاليتي


و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
بوركتِ شعلولة :) ..ممتاز

مسرّة
22-03-2006, 07:52 PM
كنت أنتظر مشاركتك أختي غدير :)

خيرا إن شاء الله .. سأنزل الشرح بعد سويعة بإذن الله

..الغدير..
22-03-2006, 11:04 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عدنا:)

"إذا استنجح الليل ، أو : كان جنح الليل ، فكفوا صبيانكم ، فإن الشياطين تنتشر حينئذ ، فإذا ذهب ساعة من العشاء فخلوهم ، وأغلق بابك واذكر اسم الله ، وأطفئ مصباحك واذكر اسم الله ، وأوك سقاءك واذكر اسم الله ، وخمر إناءك واذكر اسم الله ، ولو تعرض عليه شيئا . "

الراوي: جابر بن عبدالله - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري

-قال النووي رحمه الله : هذا الحديث فيه جمل من أنواع الخير والآداب الجامعة لمصالح الآخرة والدنيا ، فأمر صلى الله عليه وسلم بهذه الآداب التي هي سبب للسلامة من إيذاء الشيطان ، وجعل الله عز وجل هذه الأسباب أسبابا للسلامة من إيذاء الشيطان ، وجعل الله عز وجل هذه الأسباب أسباباً للسلامة من إيذائه ، فلا يقدر على كشف أناء ولا حل سقاء ، ولا فتح باب ، ولا إيذاء صبي وغيره إذا وجدت هذه الأسباب .

-وهذا كما جاء في الحديث الصحيح : أن العبد إذا سمَّى عند دخول بيته ، قال الشيطان : لا مبيت لكم . أي : لا سلطان لنا على المبيت عند هؤلاء ، وكذلك إذا قال الرجل عند جماع أهله : اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا كان سبب سلامة المولود من ضرر الشيطان ، وكذلك شبه هذا مما هو مشهور في الأحاديث الصحيحة .

-وفي هذا الحديث : الحث على ذكر الله تعالى في هذه المواضع ، ويلحق بها ما في معناها ، قال أصحابنا : يستحب أن يذكر اسم الله تعالى على كل أمر ذي بال ..

وقوله : جنح الليل بضم الجيم وكسرها وهو ظلامه . وقوله [ فكفوا صبيانكم ] أي : امنعوهم من الخروج . ذلك الوقت . وقوله فإن الشياطين تنتشر أي يخاف على الصبيان ذلك الوقت من إيذاء الشياطين لكثرتهم حينئذ .

هذا بالإضافة لما ذكرته أختي شعلولة بارك الله فيها..
,,,

وآسفة على التأخير..:)

الجمان
24-03-2006, 08:24 PM
متابعين :)
وان شاء الله يتيسر لنا المشاركة..

بارك الله فيكم..

مسرّة
24-03-2006, 09:27 PM
جزاك الله خيرا غدير :) ممتاز

بوركتِ جمون :)

معذرة عن التأخر .. انشغلت .. لي عودة بإذن الله

مسرّة
26-03-2006, 02:32 AM
:eek: :eek: :eek: لم ينزل الشرح .. التصفح كان ثقيل ..الله المستعان

مسرّة
26-03-2006, 02:41 AM
http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon16.gifسند الحديث باللفظ المذكور :
‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏ابْنُ جُرَيْجٍ ‏ ‏قَالَ أَخْبَرَنِي ‏ ‏عَطَاءٌ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏جَابِرٍ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon16.gifمتن الحديث:
‏‏عَنْ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏قَالَ ‏ ‏إِذَا ‏ ‏اسْتَجْنَحَ ‏ ‏اللَّيْلُ ‏ ‏أَوْ قَالَ ‏ ‏جُنْحُ ‏ ‏اللَّيْلِ‏ ‏فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنْ الْعِشَاءِ فَخَلُّوهُمْ وَأَغْلِقْ بَابَكَ وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ وَأَطْفِئْ مِصْبَاحَكَ وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ ‏ ‏وَأَوْكِ سِقَاءَكَ ‏‏وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ ‏ ‏وَخَمِّرْ إِنَاءَكَ ‏ ‏وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ وَلَوْ تَعْرُضُ عَلَيْهِ شَيْئًا

http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon16.gifتخريج الحديث: أخرجه البخاري بهذا اللفظ

http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon16.gifدرجة الحديث: الحديث صحيح

http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon16.gifغريب الحديث :
جنح : والمعنى إقباله بعد غروب الشمس , يقال جنح الليل أقبل واستجنح حان جنحه أو وقع

أوك : بفتح الهمزة من الإيكاء ‏ ، أي شد واربط رأس سقائك بالوكاء وهو الحبل لئلا يدخله حيوان أو يسقط فيه شيء ‏
خمر: من التخمير و هو التغطية
تعرض: بفتح أوله وضم الراء وقيل بكسر الراء وهو مأخوذ من العرض أي تجعل العود على الإناء بالعرض

http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon16.gifموضوع الحديث : ‏
أهمية الذكر حتى في عادات الحياة و تحصين الصبيان

http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon16.gifشرح الحديث :
‏ ‏إِذَا ‏ ‏اسْتَجْنَحَ ‏ ‏اللَّيْلُ ‏ ‏أَوْ قَالَ ‏ ‏جُنْحُ ‏ ‏اللَّيْلِ‏ ‏فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ فَإِذَاذَهَبَ سَاعَةٌ مِنْ الْعِشَاءِ فَخَلُّوهُمْ
قال ابن الجوزي : إنما خيف على الصبيان في تلك الساعة لأن النجاسة التي تلوذ بها الشياطين موجودة معهم غالبا , والذكر الذي يحرز منهم مفقود من الصبيان غالبا والشياطين عند انتشارهم يتعلقون بما يمكنهم التعلق به , فلذلك خيف على الصبيان في ذلك الوقت . والحكمة في انتشارهم حينئذ أن حركتهم في الليل أمكن منها لهم في النهار , لأن الظلام أجمع للقوى الشيطانية من غيره , وكذلك كل سواد . ولهذا قال في حديث أبي ذر " فما يقطع الصلاة ؟ قال : الكلب الأسود شيطان " أخرجه مسلم .

وَأَغْلِقْ بَابَكَ وَاذْكُرْ اسْمَاللَّهِ وَأَطْفِئْ مِصْبَاحَكَ وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ ‏ ‏وَأَوْكِ سِقَاءَكَ ‏‏وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ ‏ ‏وَخَمِّرْ إِنَاءَكَ ‏ ‏وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ
هو خطاب لمفرد , والمراد به كل أحد , فهو عام بحسب المعنى , و مقابلة المفرد بالمفرد تفيد التوزيع .
‏ يذكر اسم الله عند إغلاق الباب و إطفاء السراج و ربط الغطاء على السقاء و تغطية الإناء
وَلَوْ تَعْرُضُ عَلَيْهِ شَيْئًا‏
والمعنى أنه لم يغطه فلا أقل من أن يعرض عليه شيئا . قال الحافظ : وأظن السر في الاكتفاء بعرض العود أن تعاطي التغطية أو العرض يقترن بالتسمية فيكون العرض علامة على التسمية فتمتنع الشياطين من الدنو منه ‏



http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon16.gifقبسات من موضوع الحديث :
الكلام عن فضل الذكر و جلاله قد يطول .. لذلك سأذكر بعض النقاط المهمة في المسألة :



http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon3.gifالذكر حياة القلوب وجلاؤها.
إن قلوب لا غنى لها عن أي مادة من المواد التي بها قوام الحياة والنماء فالقلوب قد تصدأ كما يصدأ الحديد ، و تظمأ كما يظمأ الزرع ، وتجف كما يجف الضرع .. ولذا فهي تحتاج إلى تجلية وري ، يزيلان عنها الأصداء والظمأ ، والمرء في هذه الحياة ، محاط بالأعداء من كل جانب ؛ نفسه الأمارة بالسوء ، تورده موارد الهلكة ، وكذا هواه وشيطانه ، فهو بحاجة ماسة ، إلى ما يحرزه ويؤمنه ، ويسكن مخاوفه ، ويطمئن قلبه . وإن من أكثر ما يزيل تلك الأدواء ، ويحرز من الأعداء ، ذكر الله والإكثار منه لخالقها ومعبودها ؛ فهو جلاء القلوب وصقالها ، ودواؤها إذا غشيها اعتلالها .
قال ابن القيم رحمه الله : سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول : الذكر للقلب مثل الماء للسمك ، فكيف يكون السمك إذا فارق الماء ؟


http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon3.gifفضيلة عبادة الذكر
العلاقة بين العبد وبين ربه ليست محصورة في ساعة مناجاة في الصباح ، أو في المساء فحسب ، ثم ينطلق المرء بعدها ، في أرجاء الدنيا غافلا لاهيا ، يفعل ما يريد دون قيد ولا محكم كلا ! هذا تدين مغشوش ، العلاقة الحقة ، أن يذكر المرء ربه حيثما كان ، وأن يكون هذا الذكر مقيدا مسالكه بالأوامر والنواهي ، ومبشراً الإنسان بضعفه البشري ، ومعينا له على اللجوء إلى خالقه في كل ما يعتريه .
لقد حث الدين الحنيف ، على أن يتصل المسلم بربه ، ليحيا ضميره ، وتزكوا نفسه ، ويطهر قلبه ، ويستمد منه العون والتوفيق ؛ ولأجل هذا ، جاء في محكم التنزيل والسنة النبوية المطهرة ، ما يدعوا إلى الإكثار من ذكر الله عز وجل على كل حال ؛ فقال عز وجل : يا أيها الذين ءامنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً وسبحوه بكرة وأصيلاً [سورة الأحزاب:41-42].
وقال سبحانه :والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا ًعظيماً [سورة الأحزاب:35]. وقال جل شأنه : واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون [سورة الأنفال :45]. وقال تعالى : فاذكروني أذكركم [سورة البقرة:152]. وقال سبحانه: ولذكر الله أكبر [سورة العنكبوت :45].
وقال صلى الله عيله و سلم: ((ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إعطاء الذهب والورق ، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا : وذلك ما هو يا رسول الله ، قال :. ذكر الله عز وجل )) رواه أحمد .


http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon3.gifدور الذكر في حرب المؤمن للشيطان.
إن الذنوب كبائرها وصغائرها لا يمكن أن يرتكبها بنو آدم ، إلا في حال الغفلة والنسيان لذكر الله عز وجل ؛ لأن ذكر الله تعالى ، سبب للحياة الكاملة التي يتعذر معها أن يرمي صاحبها بنفسه في أتون الجحيم ، أو غضب وسخط الرب العظيم ، وعلى الضد من ذلك ، التارك للذكر ، والناسي له ، فهو ميت ، لا يبالي الشيطان أن يلقيه في أي مزبلة شاء .
قال تعالى : ومن يعْشُ عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين [سورة الزخرف:36]. وقال تعالى : ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى [سورة طه :124].
قال ابن عباس رضي الله عنهما : الشيطان جاثم على قلب ابن آدم ، فإذا سها وغفل وسوس ، فإذا ذكر الله خنس .
وكان رجل رديف النبي على دابة ، فعثرت الدابة بهما ، فقال الرجل: تعس الشيطان ؛ فقال له النبي صلى الله عليه و سلم : ((لا تقل : تعس الشيطان ؛ فإنه عند ذلك يتعاظم حتى يكون مثل البيت ، ولكن قل : بسم الله . فإنه يصغر عند ذلك حتى يكون مثل الذباب )) رواه أحمد وأبو داود وهو صحيح .
وحكى ابن القيم رحمه الله عن بعض السلف ، أنهم قالوا : إذا تمكن الذكر من القلب ، فإن دنا منه الشيطان صرعه الإنسي ، كما يصرع الإنسان إذا دنا منه الشيطان ، فيجتمع عليه الشياطين ، فيقولون : ما لهذا ؟ فيقال : قد مسه الإنسي .
الإكثار من ذكر الله ، براءة من النفاق ، وفكاك من أسر الهوى ، وجسر يصل به العبد إلى مرضاة ربه ، وما أعده له من النعيم المقيم ، بل هو سلاح مقدم ، من أسلحة الحروب الحسية التي لا تثلم ، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم في فتح القسطنطينية : (( فإذا جاءها نزلوا ، فلم يقاتلوا بسلاح ولم يرموا بسهم ، قالوا : لا إله إلا الله والله أكبر ؛ فيسقط أحد جانبيها ، ثم يقولوا الثانية : لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط جانبها الآخر ، ثم يقولوا الثالثة : لا إله إلا الله والله أكبر فيفرج لهم فيدخلوها فيغنموا .. الحديث )) رواه مسلم في صحيحه .


http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon3.gifدور الذكر في عون المؤمن على شؤونه الدنيوية
الناس بعامة قد يقلقون في حياتهم أو يشعرون بالعجز أمام ضوائق أحاطت بهم من كل جانب ، وهم أضعف من أن يرفعوها إذا نزلت ، أو يدفعوها إذا أوشكت ، ومع ذلك فإن ذكر الله عز وجل ، يحيي في نفوسهم استشعار عظمة الله ، وأنه على كل شيء قدير ، وأن شيئا لن يفلت من قهره وقوته ، وأنه يكشف ما بالمعنى إذا ألم به العناء ، حينها يشعر الذاكر بالسعادة وبالطمأنينة يغمران قلبه وجوارحه الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب [سورة الرعد:28].
لا تخش غما ، ولا تشك هما ، ولا يصبك قلق ، ما دام قرينك هو ذكر الله . يقول جل وعلا في الحديث القدسي : (( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم )) رواه البخاري ومسلم .
واشتكى علي وفاطمة رضي الله عنهما إلى رسول الله ، ما تواجهه من الطحن والعمل المجهد ، فسألته خادما ، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ((ألا أدلك على ما هو خير لك من خادم ، إذا أويتما إلى فراشكما ، فسبحا الله ثلاثا وثلاثين ، واحمداه ثلاثا وثلاثين . وكبراه أربعا وثلاثين ؛ فتلك مائة على اللسان وألف في الميزان )).
فقال علي رضي الله عنه : ما تركتها بعدما سمعتها من النبي ، فقال رجل : ولا ليلة صفين ؟ قال : ولا ليلة صفين . رواه أحمد وليلة صفين : ليلة حرب ضروس دارت بينه وبين خصومه رضي الله عنهم أجمعين .


http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon3.gifالذاكرون الغافلون
هناك من الناس من يذكرون الله ، ولكنهم لا يفقهون معنى الذكر ، فتصبح قلوبهم بعيدة عن استشعار جلال الله ، وقدره حق قدره ، وذكر الله عز وجل ، كلام تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ، ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ، غير أن الناس مما ألفوا منه ، وما جهلوا من معناه ، لا يرددونه إلا كما يرددون كلاما تقليديا ، وإلا فهل فكر أحد في كلمة ((الله أكبر)) التي هي رأس التكبير وعماده ، وهي أول ما كلف به الرسول حين أمر بالإنذار يـا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر [سورة المدثر:1-3].
إنها كلمة عظيمة ، تحيي موات الأرض الهامدة ، لصوتها هدير كهدير البحر المتلاطم ، أو هي أشد وقعا .
إنها كلمة ، ينبغي أن تدوي في أذن كل سارق وناهب ؛ لترتجف يده ، ويهتز كيانه . وكذا تدوي ، في أذن كل من يهم بإثم أو معصية ، ليقشعر ويرتدع ، وينبغي أن تدوي في أذن كل ظالم معتد متكبر ، ليتذكر إن كان من أهل الذكرى ، أن هناك إلها أقوى منه ، وأكبر من حيلته واستخفافه ومكره ، أخذه أقوى من أخذ البشر ومكرهم وخديعتهم ، فالله أكبر ، الله أكبر كبيرا .
فقد يجمع الله الشتيتين بعدما يظنان كل الظن ألا تلاقيا .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم يا أيها الذين ءامنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون [سورة المنافقون:9].


تنبيه :الفرق بين البسملة و التسمية ؟
التسمية هي قول بسم الله، أماالبسملة فهي قول بسم الله الرحمن الرحيم


http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon16.gifحكم و عبر :
http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon19.gif حرص النبي صلى الله عليه و سلم على كف الأذية عن أمته

http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon19.gifأهمية ذكر الله بالتسمية عند فعل أي شيء و إن كان من العادات اليومية

http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon19.gif الحفاظ على الصبيان واجب و هو مسؤولية آبائهم ، يتحصينهم بكفهم عن الخروج عنج قدوم الليل و بالأدعية المأثورة مثل" أعيذك بكلمات الله التامات من كل شيطان و هامة و من كل عين لامة"

http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon19.gifيعلمنا النبي صلى الله عليه و سلم أمر غيبي عنا و هو انتشار الشياطين بعد المغرب إلى ساعة من العشاء

http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon19.gif البسملة حصن حصين و ذكر مهم في حياة المسلم

http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon19.gif لم يترك النبي صلى الله عليه وسلم شيئا للأمة بدون تعليمها إياه ..حتى قال أبو ذر - رضي الله عنه -: (لقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما طائر يقلب جناحيه في السماء إلا ذكر لنا منه علما). وفي صحيح مسلم عن سلمان - رضي الله عنه - أنه قيل له: (قد علمكم نبيكم كل شيء حتى الخراءة؟ قال: أجل، لقد نهانا أن نستقبل القبلة بغائط أو بول).
قال ابن القيم - رحمه الله -: (وقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما طائر يقلب جناحيه في السماء إلا ذكر للأمة منه علما، وعلمهم كل شيء حتى آداب التخلي، وآداب الجماع، والنوم، والقيام والقعود، والأكل والشرب، والركوب والنزول، والسفر والإقامة، والصمت والكلام، والعزلة والخلطة، والغنى والفقر، والصحة والمرض، وجميع أحكام الحياة والموت، ووصف لهم العرش والكرسي، والملائكة والجن، والنار والجنة، ويوم القيامة وما فيه حتى كأنه رأي العين، وعرفهم معبودهم وإلاههم أتم التعريف حتى كأنهم يرونه ويشاهدونه بأوصاف كماله، ونعوت جلاله، وعرفهم الأنبياء وأممهم، وما جرى لهم وما جرى عليهم معهم، حتى كأنهم كانوا بينهم، وعرفهم من طرق الخير والشر دقيقها وجليلها، ما لم يعرفه نبي لأمته قبله، وعرفهم صلى الله عليه وسلم من أحوال الموت، وما يكون بعده في البرزخ، وما يحصل فيه من النعيم والعذاب للروح والبدن ما لم يعرف به نبي غيره، وكذلك عرفهم صلى الله عليه وسلم من أدلة التوحيد، والنبوة، والمعاد، والرد على جميع أهل الكفر والضلال ما ليس لمن عرفه حاجة من بعده، اللهم إلا إلى من يبلغه إياه، ويبينه، ويوضح منه ما خفي عليه، وكذلك عرفهم صلى الله عليه وسلم من مكايد إبليس، وطرقه التي يأتيهم منها، وما يتحرزون به من كيده، ومكره، وما يدفعون به شره ما لا مزيد عليه، وكذلك عرفهم صلى الله عليه وسلم من أحوال نفوسهم، وأوصافها ودسائسها وكمائنها، ما لا حاجة لهم معه إلى سواه، وكذلك عرفهم صلى الله عليه وسلم من أمور معايشهم ما لو علموه، وعملوه؛ لاستقامت لهم دنياهم أعظم استقامة. وبالجملة فجاءهم بخبر الدنيا والآخرة برمته، ولم يحوجهم الله إلى سواه، فكيف يظن أن شريعته الكاملة التي ما طرق العالم شريعة أكمل منها ناقصة تحتاج إلى سياسة خارجة عنها تكملها؟ أو إلى قياس، أو حقيقة، أو معقول خارج عنها؟ ..
ومن ظن ذلك، فهو كمن ظن أن بالناس حاجة إلى رسول آخر بعده.



http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon16.gifhttp://www.lakii.com/vb/images/icons/icon16.gifhttp://www.lakii.com/vb/images/icons/icon16.gif

المراجع : شرح الحديث بهذا الشكل اجتهادمني -من المراجع التي سيأتي ذكرها- .. فإن أصبت فمن الله وحده و إن أخطأت فمن نفسيو من الشيطان ..
فتح الباريشرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني
عون المعبود شرح سنن أبي داود
خطب منموقع المنبر..
مجلة الدعوة الإسلامية الصحفية
موقع الشبكة الإسلامية

الكتبالمذكروة متوفرة على الشبكة بحمد اللهhttp://www.almeshkat.net/books/list.php?cat=22 (http://www.almeshkat.net/books/list.php?cat=22)


مسرّة
26-03-2006, 02:48 AM
http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon18.gifالحديث 3 http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon18.gif


أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبلال بن الحارث اعلم قال : ما أعلم يا رسول الله ؟ قال إنه من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي فإن له من الأجر مثل من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئا ومن ابتدع بدعة ضلالة لا يرضاها الله ورسوله كان عليه مثل آثام من عمل بها لا ينقص ذلك من أوزار الناس شيئا

الجمان
27-03-2006, 03:54 AM
- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبلال بن الحارث اعلم قال : ما أعلم يا رسول الله ؟ قال إنه من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي فإن له من الأجر مثل من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئا ومن ابتدع بدعة ضلالة لا يرضاها الله ورسوله كان عليه مثل آثام من عمل بها لا ينقص ذلك من أوزار الناس ( في رواية من آثام الناس ) شيئا


الراوي: عمرو بن عوف المزني - خلاصة الدرجة: حسن - المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2677

شرح لبعض الكلمات:

‏( اعلم ) ‏
‏أي تنبه وتهيأ لحفظ ما أقول لك ‏

‏( قال أعلم ) ‏
‏أي أنا متهيئ لسماع ما تقول

‏( من أحيا سنة ) ‏
‏أي أظهرها وأشاعها بالقول أو العمل ‏

‏( قد أميتت بعدي ) ‏
‏قال ابن الملك أي تركت تلك السنة عن العمل بها

بعض الفوائد:

-أدب الصحابي مع النبي صلى الله عليه وسلم.
-أسلوب النبي صلى الله عليه وسلم لجذب الإنتباه.
-الأجر العظيم لأمر إحياء سنة أميتت بعد النبي صلى الله عليه وسلم..
-عظم وزر من أبتدع بدعة ضلالة لايرضاها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

---------------------

مشاركة متواضعه على عجل..

مسرّة
27-03-2006, 04:07 PM
بل مشاركة ممتازة رغم أنها على عجل :) .. بارك الله فيك

شعلولة الشرقية
30-03-2006, 09:06 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الشرح :
قال لبلال بن الحارث وهو مزني مدني كنيته أبو عبد الرحمن مات سنة ستين وله ثمانون سنة ..

اعلم أي تنبه وتهيأ لحفظ ما أقول لك ..
قال أعلم :أي أنا متهئ لسماع ما تقول وحفظه رضي الله عنه
وفي بعض النسخ بزيادة ما ,ما أعلم :أي أي شئ أعلم .
من أحيا سنة:أي أظهرها وأشاعها بالقول أو العمل ..

سنتي : قال الأشرف ظاهر النظم يقتضي أن يقال من سنني لكن الرواية بصيغة الإفراد انتهى فيكون المراد بها الجنس

قد أميتت بعدي :أي تركت تلك السنة عن العمل بها يعني من أحياها من بعدي بالعمل بها أو حث الغير على العمل بها .
من غير أن ينقص :متعد ويحتمل اللزوم .
من أجورهم : من للتبعيض أي من أجور من عمل بها فأفرد أولا رعاية للفظه وجمع ثانيا لمعناه ..
شيئا :مفعول به أو مفعول مطلق لأنه حصل له الدلالة والإحياء والحق وللعاملين بإعتبار الفعل فلم يتواردا على محل واحد حتى,يتوهم أن حصول أحدهما ينقص الآخر .
ومن ابتدع بدعة ضلالة : هنا يؤكد صلى الله عليه وسلم أن البدع من الضلالوأن في إشاعة البدع إماتة السنن وفي إماتتها إحياء الدين وعلومه إن دين الإسلام كامل تام غير ناقص ولايحتاج إلى شئ في كماله وإتمامه ونصوصه مع أدلة السنة المطهرة كافية وافية شافية لجميع الحوادث إلى يوم القيامة .....
لايرضاها الله ورسوله : هذا أيضا صفة كاشفة بقوله بدعة ..

قوله هذا حديث حسن :: وأخرجه ابن ماجه والحديث ضعيف لضعف كثير بن عبد الله وقد اعترض على تحسين الترمذي لحديثه ... .

مسرّة
31-03-2006, 02:22 PM
جزاك الله خيرا على المشاركة الطيبة و لي عودة بإذن الله مع الشرح ..

وفقك الله لكل خير:)

مسرّة
31-03-2006, 10:24 PM
http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon16.gifسند الحديث باللفظ المذكور :
‏ حَدَّثَنَا ‏ ‏عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ‏ ‏أَخْبَرَنَا ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ عُيَيْنَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏مَرْوَانَ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيِّ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ هُوَ ابْنُ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ الْمُزَنِيِّ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِيهِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏جَدِّهِ ‏

http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon16.gifمتن الحديث: أَنَّ النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏لِبِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ ‏ ‏اعْلَمْ قَالَ مَا أَعْلَمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ اعْلَمْ يَا ‏ ‏بِلَالُ ‏ ‏قَالَ مَا أَعْلَمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِنَّهُ ‏ ‏مَنْ أَحْيَا سُنَّةً مِنْ سُنَّتِي قَدْ أُمِيتَتْ بَعْدِي فَإِنَّ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ مِثْلَ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا وَمَنْ ابْتَدَعَ بِدْعَةَ ضَلَالَةٍ لَا ‏ ‏تُرْضِي اللَّهَ وَرَسُولَهُ كَانَ عَلَيْهِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ عَمِلَ بِهَا لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أَوْزَارِ النَّاسِ شَيْئًا

http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon16.gifتخريج الحديث: أخرجه الترمذي

http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon16.gifدرجة الحديث:
الحديث حسنه الترمذي و خالفه في ذلك باقي علماء الحديث بسبب كثير بن عبد الله المزني
فذكر الشيخ الألباني الحديث في ضعيف الجامع و في ضعيف الترغيب و في ضعيف الترمذي

قال ابن حبان في " المجروحين ": كان الشافعي يقول: كثير بن عبدالله المزني ركن من أركان الكذب
وقال ابن حجر في التهذيب: قال الحاكم: حدث عن أبيه عن جده نسخة فيها مناكير
و قال المنذري في الترغيب بعد نقل تحسين الترمذي بل كثير بن عبد الله متروك واه
و لهذا الحديث أصل و معناه صحيح .. رغم ذلك يجب اظهار ضعفه
فقد جاء في الحديث الصحيح الذي أخرجه مسلم :
جاء ناس من الأعراب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . عليهم الصوف . فرأى سوء حالهم قد أصابتهم حاجة . فحث الناس على الصدقة . فأبطؤا عنه . حتى رؤي ذلك في وجهه . قال : ثم إن رجلا من الأنصار جاء بصرة من ورق . ثم جاء آخر . ثم تتابعوا حتى عرف السرور في وجهه . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من سن في الإسلام سنة حسنة ، فعمل بها بعده ، كتب له مثل أجر من عمل بها . ولا ينقص من أجورهم شيء . ومن سن في الإسلام سنة سيئة ، فعمل بها بعده ، كتب عليه مثل وزر من عمل بها ، ولا ينقص من أوزارهم شيء " . وفي رواية : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فحث على الصدقة . بمعنى حديث جرير . وفي رواية : " لا يسن عبد سنة صالحة يعمل بها بعده " ثم ذكر تمام الحديث .


فيجب التنبيه على أن هناك أحاديث ضعيفة معناها صحيح لكن لا يصح روايتها إلا مع تبيان ضعفها و لا يُستشهد بها .. أضرب مثالين للفائدة:
"اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا ، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا " هذا الحديث لا أصل له مرفوعا للنبي صلى الله عليه و سلم ، و لا يُعرف له راويا ! ، رغم ذلك اشتهر بين الناس على أنه حديث نبوي .. و من تأمل فيه لوجد معناه صحيحا .
"من أحيى سنتي فقد أحبني و من أحبني كان معي في الجنة" هذا حديث تُنسب روايته عن النبي صلى الله عليه و سلم لأنس بن مالك رضي الله عنه لكن سنده ضعيف ، و لو تأملنا فيه لوجدنا أن معناه صحيح .. ففعلا لا يحيي سنن النبي صلى الله عليه و سلم إلا محب و المرء مع من أحب - كما جاء في الحديث الصحيح - .


http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon16.gifغريب الحديث :
بدعة : في اللغة هي الشيء المخترع على غير مثال سابق
أما في الاصطلاح: فهي طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها بالمبالغة في التعبد لله تعالى. (و هذا تعريف الشاطبي رحمه الله)


http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon16.gifموضوع الحديث : ‏

أهمية إحياء السنن و الاتباع ، و شناعة الابتداع


http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon16.gifشرح الحديث :

اعْلَمْ ‏أي تنبه وتهيأ لحفظ ما أقول لك ‏


قَالَ مَا أَعْلَمُ أي أنا متهيئ لسماع ما تقول وحفظه وفي بعض النسخ ما أعلم بزيادة ما الاستفهامية أي : أي شيء أعلم ‏
إِنَّهُ ‏ ‏مَنْ أَحْيَا سُنَّةً مِنْ سُنَّتِي ‏أي أظهر سنة من سنتي وأشاعها بالقول أو العمل أو حث الغير على العمل بها
و جاء لفظ : سنتي مفردا فيكون المراد به الجنس و إلا فإن نظم الألفاظ يقتضي قول سنني


قَدْ أُمِيتَتْ بَعْدِي أي تركت تلك السنة عن العمل بها
فَإِنَّ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ مِثْلَ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا يكون له مثل أجور من دلهم للعمل بها
وَمَنْ ابْتَدَعَ بِدْعَةَ ضَلَالَةٍ لَا ‏ ‏تُرْضِي اللَّهَ وَرَسُولَهُ كَانَ عَلَيْهِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ عَمِلَ بِهَا لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أَوْزَارِ النَّاسِ شَيْئًا أي من اخترع طريقة في الدين ليست منه تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه سيكون له إثمها و مثل إثم كل من عمل بها
‏ ‏ ‏


http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon16.gifقبسات من موضوع الحديث :
بما أن معنى الحديث صحيح و هناك حديث مسلم الذي ذكرته و الذي يحمل نفس المعنى بالضبط لا ضير في أن نناقش موضوع الحديث :

http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon3.gifأهمية اتباع رسول الله صلى الله عليه و سلم و إحياء سنته و طاعته في كل ما أمر و نهى
الآيات و الأحاديث الدالة على هذا كثيرة منها :
فَلاَ وَرَبّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِى أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلّمُواْ تَسْلِيماً [النساء:65].
ومن ثَم قال بعد هذه الآية بخمس عشرة آية: مَّنْ يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ ٱللَّهَ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَـٰكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً [النساء:80].
و ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قالوا: ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى)).
هو الذي يأبى، الذي يعصيني ولا يطيعني وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَـٰكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً أي: إن عليك إلا البلاغ, ومن عصاك فلا يضر إلا نفسه. كما في الصحيحين كذلك عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه)).
ثم تقول الآية ـ من سورة الأعراف ـ الثامنة والخمسون بعد المائة في نهايتها: فَـئَامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ٱلنَّبِىّ ٱلامّىّ ٱلَّذِى يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَكَلِمَـٰتِهِ وَٱتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [الأعراف:158].
أي اسلكوا طريقه واقتفوا أثره لعلكم تهتدون الصراط المستقيم.
وفي سورة المائدة قال في الآية الثانية والتسعين: وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَٱحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَٱعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا ٱلْبَلَـٰغُ ٱلْمُبِينُ [المائدة:92].
وقال في الآية العشرين من سورة الأنفال: يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْاْ عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ [الأنفال:20].
أي اسمعوا سمع من يدرك ويفهم وينقاد وَلاَ تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ قَالُواْ سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ [الأنفال:21]، فإن من قال سمعت ولا ينقاد له مثل في الآية التالية: إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَابّ عِندَ ٱللَّهِ ٱلصُّمُّ ٱلْبُكْمُ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ [الأنفال:22].
ثم قال الله تبارك وتعالى محذراً نهاية الآية الثالثة والستين من سورة النور: فَلْيَحْذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَـٰلِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أي عن أمر رسوله صلى الله عليه وسلم أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النور:63].
أي ليخش من خالف أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تصيبهم فتنة من كفر أو نفاق أو بدعة، ليحذر المخالفون أن يؤول أمرهم للكفر أو النفاق أو البدعة, فإن من عود نفسه مخالفة الرسول قسا قلبه وأشرب البدعة ولم يقبل بعد ذلك سنةً من هديه صلى الله عليه وسلم فابتلى بالكفر أو النفاق أو البدعة أو عَذَابٌ أَلِيمٌ ليحذروا كذلك أن يُبتلوا في الدنيا بقتل أو حد فليحذروا.
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مثلي ومثلكم كمثل رجل استوقد ناراً فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش والدواب اللاتي يقعن في النار يقعن فيها وجعل يحجزهن ويغلبنه فيقتحمن فيها)).
قال: ((فذلك مثلي ومثلكم, أنا أخذ بحجزكم عن النار أقول: هلم عن النار وأنتم تغلبوني وتقتحمون فيها)).
انظروا إلى هذا المثل, يمثل رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل أوقد ناراً, وقف يحجز الفراش والدواب عن الوقوع في هذه النار, وهو صلى الله عليه وسلم بأوامره ونهيه وطريقته قد بين السبيل وكأنه قام أمام النار ويحجز كل من أراد الخوض فيها بعمله الخبيث, ولكنهم يأبون فيقعون فيها.
وفي آخر آية نستشهد بها ـ والآيات في ذلك كثيرة ـ آية سورة الحشر السابعة: وَمَا ءاتَـٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَـٰكُمْ عَنْهُ فَٱنتَهُواْ أي مهما أمركم الرسول بأمره فأتمروا ومهما نهاكم عن أمر فاجتنبوه وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ [الحشر:7].

http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon3.gifخطورة نبذ اتباع النبي صلى الله عليه و سلم و من سار على نهجه
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (من سره أن يلقى الله غداً مسلماً فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن. فإن الله شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم سنن الهدى، إنهن من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذه المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد، إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة، ويرفعه بها درجة، ويحط عنه بها سيئة، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف).
قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: (من كان مستناً فليستن بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، أولئك أصحاب محمد كانوا أفضل هذه الأمة: أبرها قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً. اختارهم الله لصحبة نبيه ولإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم على أثرهم وسيرتهم فإنهم كانوا على الهدى المستقيم).
قال الحسن البصري رحمه الله تعالى: السنة، والذي لا إله إلا هو بين الغالي والجافي، فاصبروا عليها رحمكم الله، فإن أهل السنة كانوا أقل الناس فيما مضى، وهم أقل الناس فيما بقي: الذين لم يذهبوا مع أهل الإتراف في إترافهم، ولا مع أهل البدع في بدعهم، وصبروا على سننهم حتى لقوا ربهم، فكذلك إن شاء الله فكونوا.
قال الزهري رحمه الله: كان من مضى من علمائنا يقولون: الاعتصام بالسنة نجاة، والعلم يقبض قبضاً، فعيش العلم ثبات الدين والدنيا، وفي ذهاب العلم ذهاب ذلك كله.
فعلى كل مسلم استشعار الهداية في اتباعه صلى الله عليه وسلم وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُواْ [النور:54]. وإن الضلال والشقاوة والفتنة في مخالفته صلى الله عليه وسلم فَلْيَحْذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَـٰلِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النور:63]. من ابتغى الدواء والشفاء من غيره صلى الله عليه وسلم فهذا ميؤوس من دوائه وعلاجه فَبِأَىّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ [المرسلات:50]. كل ما جاء عنه صلى الله فمحله في قلوبنا التعظيم والتوقير والحفاوة والخضوع والحب.
إن ما تعانيه الأمة اليوم من الذلة والضعف والهوان على الأمم هو جزاؤها جزاء وفاقاً. حينما استهانت بهديه صلى الله عليه وسلم إما بمعصيته أو الاستنكاف عن طاعته صلى الله عليه وسلم، ولذا تسهل أن يقودها شياطين الأرض إلى الطرق الضالة، فوقعت في مضلات الفتن وما ربك بظلام للعبيد.
وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَـٰلاً مُّبِيناً [الأحزاب:36].


إذا نحـن أدلجنـا وأنـت إمامنـا كفى بالمطايا طيب ذكراك حاديا
وإن نحن أضللنا الطريق ولم نجده دليـلاً كفانا نـور وجهك حاديا

http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon3.gifالتحذير من البدع
الأدلة الصحيحة في ذلك كثيرة و منها :
في الحديث المتفق عليه عن عائشة: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)). ورى مسلم: ((من عمِل عملاً ليس عليه أمرنا فقد رد)) روى الترمذي من حديث العرباض: ((من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً، وإيّاكم ومحدثات الأمور))، روى مسلم وغيره: ((فأحسن الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة)).
روى البخاري ومسلم من حديث أبي موسى: ((إن مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضاً، فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس، فشربوا منها وسقوا ورعو،ا وأصاب طائفة منها أخرى، إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه بما بعثني الله به، فعلم وعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به))
وروى المروزي عن ابن مسعود: (اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كُفيتم).
وعن ابن مسعود: (إنا نقتدي، ولا نبتدي، ونتّبع ولا نبتدع، ولن نَضِلَّ ما تمسكنا بالأثر).
وعن ابن مسعود: (فعليكم بالعلم، وإياكم والتبدّع، وإياكم والتنطع، وإياكم والتعمّق، وعليكم بالعتيق).
سفيان: وجدت الأمر الاتباع.
ابن مسعود: (الاقتصاد في سنة خير من الاجتهاد في بدعة).
حذيفة: (اتقوا الله يا معشر القرّاء، خذوا طريق مَن قبلكم، فو الله لئن سبقتم لقد سبقتم سبقاً بعيداً، وإن تركتموه يميناً وشمالاً لقد ضللتم ضلالاً بعيداً).

http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon3.gifأنواع البدع باختصار
أولاً: بدعة قولية اعتقادية و منها ما يكون كفريا: كمقالات الجهمية والمعتزلة والرافضة وغيرهم من الفرق الضالة.
ثانياً: *بدعة في العبادات كالتعبد لله بعبادة لم يشرعها، وهي أنواع:-
1- ما يكون في أصل العبادة، كأن يحدث عبادة ليس لها أصل في الدين، كأعياد الموالد.
2- ما يكون في الزيادة على العبادة المشروعة: كما لو زاد ركعة خامسة في الظهر.
3- ما يكون في صفة أداء العبادة، بأن يؤديها على صفة غير مشروعة، وذلك كأداء الأذكار المشروعة بأصوات جماعية مطربة.
4- ما يكون بتخصيص وقت للعبادة المشروعة لم يخصصه الشرع، كتخصيص يوم النصف من شعبان وليلته بصيام وقيام. فإن أصل الصيام والقيام مشروع، ولكن تخصيصه بوقت من الأوقات يحتاج إلى دليل صحيح.
* البدعة التركية: و هي ترك سنة ثابة عن النبي صلى الله عليه و سلم بُغية التعبد ، كما أراد النفر الثلاث : رجل قال أنا أريد أن أقوم الليل ولا أنام كل الدهر، لأن الصلاة من أفضل العبادات فأحب أن أحيي الليل كله صلاة فنقول ‏:‏ هذا غال في دين الله وليس على حق، وقد وقع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم مثل هذا، اجتمع نفر فقال بعضهم ‏:‏ أنا أقوم ولا أنام، وقال الآخر ‏:‏ أنا أصوم ولا أفطر، وقال الثالث ‏:‏ أنا لا أتزوج النساء، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال، عليه الصلاة والسلام ‏:‏ ‏(‏ما بال أقوامٍ يقولون كذا وكذا‏؟‏ أنا أصوم وأفطر، وأقوم وأنام، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني‏)‏ فهؤلاء غلوا في الدين وتبرأ منهم الرسول صلى الله عليه وسلم لأنهم رغبوا عن سنته صلى الله عليه وسلم التي فيها صوم وإفطار، وقيام ونوم، وتزوج نساء ‏.
http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon3.gifخطورة البدع
الاحداث في الدين
البدعة بريد الكفر (مثلا لما بدأ بعض المبتدعة بدعاء الله عز وجل أمام قبور الصالحين انتهوا بعبادة القبور)
القول على الله بغير علم
لسان حال المبتدع يقول أنه يستدرك على صاحب الشريعة ! و العياذ بالله
تفريق الأمة
هجر السنة
اتهام صاحب الدعوة صلى الله عليه و سلم بالتفريط في التبليغ و أن ما جاء به ليس تاما
مضاهاة لله بشريع ما لم يشرع والتشريع من خصائص الرب جل في علاه، و مضاهاة للأنبياء في النبوة
تحريف الدين و تبديله
تنبيه :
لا يوجد في الدين بدعة حسنة .. و الرد على هذه الشبهة فيه تفصيل و تطويل سيأتي الكلام عنه في موضوع مستقل بإذن الله.

http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon16.gifحكم و عبر :
http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon19.gif لايقبل الله عملا إلا إذا توفر فيه شرطان بإجماع أهل العلم : الاخلاص(نستخلص هذا الشرط من الحديث الأول) و المتابعة


http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon19.gif البدعة خطيرة على صاحبها و إن كانت نيته التقرب بها إلى الله عز و جل.

http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon19.gif البدعة مردودة على صاحبها و ليس له فيها أجر.

http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon19.gifحسن النية لا يعفي صاحبه .. فكم من مريد خير ليس ببالغه



http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon16.gifhttp://www.lakii.com/vb/images/icons/icon16.gifhttp://www.lakii.com/vb/images/icons/icon16.gif

المراجع : شرح الحديث بهذا الشكل اجتهاد مني -من المراجع التي سيأتي ذكرها- .. فإن أصبت فمن الله وحده و إن أخطأت فمن نفسي و من الشيطان ..
تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي
خطب من موقع المنبر..

الكتب المذكروة متوفرة على الشبكة بحمد الله http://www.almeshkat.net/books/list.php?cat=22 (http://www.almeshkat.net/books/list.php?cat=22)

مسرّة
01-04-2006, 02:56 AM
http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon18.gifالحديث 4 http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon18.gif


أن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم : كيف أنت إذا بقيت في حثالة من الناس ؟ قال : قلت : يا رسول الله كيف ذلك ؟ قال : إذا مرجت عهودهم وأماناتهم وكانوا هكذا وشبك يونس بين أصابعه يصف ذاك قال : قلت : ما أصنع عند ذاك يا رسول الله قال : اتق الله عز وجل وخذ ما تعرف ودع ما تنكر وعليك بخاصتك وإياك وعوامهم

مسرّة
06-04-2006, 07:59 PM
للرفع ..و لي عدوة بإذن الله لشرح الحديث

شعلولة الشرقية
07-04-2006, 09:09 PM
الحديث من مسند الإمام أحمد ..
ولي عودة أيضا ..

مسرّة
09-04-2006, 04:05 PM
طيب .. بارك الله فيك أختي :) إذا أنتظرك

و أعتذر للتقصير لضيق الوقت و كثرة المشاغل الواحد ينسينا الثاني ..

مسرّة
11-04-2006, 06:36 PM
http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon16.gifسند الحديث باللفظ المذكور :
‏حَدَّثَنَا ‏ ‏إِسْمَاعِيلُ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏يُونُسَ ‏ ‏عَنِ ‏ ‏الْحَسَنِ ‏ ‏أَنَّ ‏‏عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو ‏ ‏قَالَ‏


http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon16.gifمتن الحديث:‏قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ ‏ ‏كَيْفَ أَنْتَ إِذَا بَقِيتَفِي‏ ‏حُثَالَةٍ‏ ‏مِنْ النَّاسِ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ ذَلِكَ قَالَ إِذَا ‏‏مَرِجَتْ ‏ ‏عُهُودُهُمْ وَأَمَانَاتُهُمْ وَكَانُوا هَكَذَا وَشَبَّكَ ‏ ‏يُونُسُ‏ ‏بَيْنَ أَصَابِعِهِ يَصِفُ ذَاكَ قَالَ قُلْتُ مَا أَصْنَعُ عِنْدَ ذَاكَ يَارَسُولَ اللَّهِ قَالَ ‏ ‏اتَّقِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَخُذْ مَا تَعْرِفُ وَدَعْمَا تُنْكِرُ وَعَلَيْكَ بِخَاصَّتِكَ وَإِيَّاكَ وَعَوَامَّهُمْ


http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon16.gifتخريج الحديث: أخرجه أحمد بهذا اللفظ في مسند المستكثرين
و من عجيب فقه الإمام البخاري رحمه الله تعالى أنه أورد هذا الحديث تعليقاً في كتاب الصلاة، باب تشبيك الأصابع في المسجد وغيره.
ورواية الإمام أبي داود في كتاب الملاحم.
قال: ((كيف بكم وبزمان، أو يوشك أن يأتي زمان، يغربل الناس فيه غربلة، تبقى حثالة من الناس. قد مرجت عهودهم وأماناتهم، واختلفوا فكانوا هكذا، وشبك بين أصابعه))، فقالوا: كيف بنا يا رسول الله، فقال: ((تأخذون ما تعرفون، وتذرون ما تنكرون، وتقبلون على أمر خاصتكم وتذرون أمر عامتكم)).
وفي رواية: قال: بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ ذكر الفتنة فقال: ((إذا رأيتم الناس قد مرجت عهودهم وخفت أماناتهم، وكانوا هكذا))، وشبك بين أصابعه، قال: فقمت إليه فقلت: كيف أفعل عند ذلك جعلني الله فِداك؟ قال: ((الزم بيتك، واملك عليك لسانك، وخذ ما تعرف ودع ما تنكر، وعليك بأمر خاصة نفسك، ودع عنك أمر العامة)).


http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon16.gifدرجة الحديث: صحيح


http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon16.gifغريب الحديث :
حثالة: الحثالة: هي التي في آخر الإناء.
والحثالة: هو الرديء من كل شيء، فحثالة التمر هو أردؤه، وما لا خير فيه. وكذلك الحثالة من الناس، هم أراذل الناس وشرارهم وسفلتهم، وهم الذين لا خير فيهم.

مرجت : بكسر الراء أي اختلطت و فسدت



http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon16.gifموضوع الحديث : ‏


غربة الدين و وصية النبي صلى الله عليه و سلم بلزوم الحق..


http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon16.gifشرح الحديث :

‏‏قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ ‏ ‏كَيْفَ أَنْتَ إِذَا بَقِيتَفِي‏ ‏حُثَالَةٍ‏ ‏مِنْ النَّاسِهذه الحثالة لا يهمها أمر الناس، لا يهمها إصلاح وضع، ولا يهمها إزالة خطأ، ولا يهمها نشر وعي وخير بين الناس، لأنهم حثالة، يعيشون لبطونهم، ويعيشون لشهواتهم ولا يهمهم إلا أنفسهم، المهم أن يبقى ويأكل ويشبع ويجمع وما سوى ذلك لا يهتم للواقع، ولا يؤلمه آلام الغير، ولا يكترث لأحد، ينام ملء عينه ، ويضحك ملء فمه، وبعد ذلك فليحصل ما يحصل إذا كثر هذا الصنف من الناس في مجتمع أو بلد أو أمة، فإن هذا مؤذن بخطر المسلم، لا ينبغي له أن يعيش لنفسه فحسب، فهذه عيشة الحيوانات والبهائم.
الأصل في المسلم، أن يعيش لغيره، لأنه لا ينظر فقط إلا عمر هذه الحياة الدنيا بل هو يعتقد بأمور وقضايا وراء هذا العالم المحسوس.الحثالة من الناس هم الذين يعيشون لأنفسهم ولا يفكرون إلا في ذواتهم لا يهمهم لو زاد المنكر، ولا يهمهم كذلك لو نقص الخير، لا يحزنون لو مات عالم، ولا يفرحون لو ولد عالم، الحثالة من الناس لا يتفاعلون مع أحداث الأمة، لا يقلقون لتغريب، ولا ينزعجون بتطبيع، فلنحذر أن تكون من هذه الحثالة، فإننا ما خلقنا لتكون حثالة، وما أصبحنا مسلمين وانتسبنا إلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم لنكون من حثالة الناس، بل الذي يطلبه منا الإسلام، أن تنظف المجتمع من الحثالة، لا أن تبقى معها، وتسير في ركابها.


قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ ذَلِكَ أي كيف سيكون حال هؤلاء و ما هي صفاتهم


قَالَ إِذَا ‏‏مَرِجَتْ ‏ ‏عُهُودُهُمْ وَأَمَانَاتُهُمْ أي فسدت عهودهم و أماناتهم أي لا يكون أمرهم مستقيما بل يكون كل واحد في كل لحظة على طبع وعلى عهد ينقضون العهود ويخونون الأمانات ‏

وَكَانُوا هَكَذَا وَشَبَّكَ ‏ ‏يُونُسُ‏ ‏بَيْنَ أَصَابِعِهِ يَصِفُ ذَاكَ أي يمزج بعضهم ببعض وتلبس أمر دينهم فلا يعرف الأمين من الخائن ولا البر من الفاجر كذا في المجمع
وقد شبه النبي صلى الله عليه وسلم الحال الذي يصل إليه الناس إذا فسد العهد، وفسدت الأمانة، بالاضطراب والتشابك وتعقد الأمور، فشبك النبي صلى الله عليه وسلم بين أصابعه لكي يعطي تصوراً للواقع الذي تصل إليه الأمة، وأي سوء لواقع ولوضع لا يعرف فيه الأمين من الخائن، ولا يعرف البر من الفاجر، ولا الصالح من الكالح، أي مصيبة لوضع تكثر فيه الخيانات، وتضعف فيه العهود على مختلف الطبقات والمستويات ويكثر فيه القيل والقال، يصل الحال إلى حد التشابك، التشابك في التصورات، والتشابك في الرؤية، والتشابك في معرفة العلاج لكثير من صور الخيانات ونقض العهود كيف يكون حال الأمة إذا أصبحت الخيانة هي السلعة الرائجة، وكيف حال مجتمع، يقدم فيه الخائن، ويؤخر الأمين.

قَالَ قُلْتُ مَا أَصْنَعُ عِنْدَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أي فما أفعل عند ذلك وبم تأمرني
‏ ما أسوأه من حال، وما أفسده من وضع، ولهذا خاف الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن يدرك ذلك الوضع، وحُق له أن يخاف، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن المخرج والحل، وماذا يصنع عند ذاك. وفي رواية قال: فقمت إليه فقلت: (كيف أفعل عند ذلك جعلني الله فداك؟) وهذا هو المطلوب من المسلم، أن يسأل أهل العلم، وأن يأخذ بآراء أهل الخبرة والفقه في الأمور، وأن يلجأ إلى العلماء في حال الفتن، واشتباك الأمور، ولا ينفرد هو برأيه وعقله ..

فماذا كان العلاج النبوي لذلك الصحابي الجليل حول مرج العهود والأمانات والتشابك والاضطراب في حال الناس؟؟؟




قَالَ ‏ ‏اتَّقِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَخُذْ مَا تَعْرِفُ وَدَعْمَا تُنْكِر ُ وَعَلَيْكَ بِخَاصَّتِكَ وَإِيَّاكَ وَعَوَامَّهُمْ
إن هذه الوصفة النبوية، اشتملت على خمس فقرات، كل فقرة، تحتاج إلى بسط طويل و سألخصها فيما يلي :

http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon3.gifأولاً: قال: اتق الله عز وجل.
والتقوى في مثل هذه الحالات هي العاصم بأمر الله عز وجل، التقوى: وصية الله للأولين والآخرين، فمن يحمل التقوى لا تختلط عهودهم، و لا تحصل منه خيانة لنفسه أو لدينه، أو لبلده، التقوى ليست كلمات تردد، ولا تسابيح تعد. التقوى أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله.
التقوى هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والقناعة بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل.
التقوى هي العاصم إذا تداعت الخطوب وادلهمت الأمور، وضاقت المسالك: وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً[الطلاق:2]، وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً[الطلاق:4]، إذا اشتبكت الأمور بالتقوى هي الفرقان يِـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ إَن تَتَّقُواْ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا[الأنفال:29].

http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon3.gifثانيا قال: خذ ما تعرف ودع ما تنكر.
‏ وَخُذْ مَا تَعْرِفُ وَدَعْ مَا تُنْكِر ‏ أي ما تعرف كونه حقا ‏و تترك ‏ما تنكر أنه حق أو لا تعرف أو فيه شك . ‏
ما هي مشكلة الأمة الآن من حثالة الناس، المشكلة أن هذه الحثالة لا تتورع فيما تأخذ، ولا تتقي الله فيما تأخذ، هدفها الأخذ، شيء من الحلال، والباقي والغالب نسأل الله العافية من الحرام.
و هذا أحد النتائج المترتبة على المجتمع الذي قد اختلط وفسد فيه عهود الناس وأماناتهم، إذا قَلّت الأمانة عند الناس، أو انعدمت عند البعض الآخر، فإنه لا يتورع حينئذٍ فيما تأخذ وفيما تدع، كم في المجتمعات من أبرياء ومساكين، يشتكون أنهم قد سلبت حقوقهم، وأخذت أموالهم.
فعلينا أن نتقي الله تعالى و نأخذ ما نعرف، وندع ما ننكر، علينا اجتناب مواطن الشبهات، والقضايا المشكوك فيها، وما أكثرها في هذا الزمان، فكل لحم من السحت فالنار أولى به.
وأغلب الناس إنما يؤتون من باب المشتبهات وهي القضايا والأمور التي لا يتضح فيها الحلال من الحرام.ولهذا جاء التحذير النبوي من الخوض في مثل هذه الأمور ففيما رواه البخاري ومسلم عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الحلال بين وإن الحرام بين، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه)).
ما نأخذه وما ندعه لا ينحصر في الأمور المادية، فحسب، بل كن على حذر حتى في القضايا والأمور المعنوية فلا نأخذ إلا ما نعرف وندع ما ننكر، بل ينبغي الحذر فيها أكثر من الحذر في الماديات في بعض الأحيان.
فلا تأخذ من الأخلاق والأفكار والتصورات والمعاني إلا ما نعرف أنه من شريعة رب العالمين، وما سواه فعلنا تركه لأنه منكر.

http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon3.gifثالثا: ختم الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يصف العلاج لعبد الله بن عمرو بن العاص حال تشابك الأوضاع، واضطراب الأمور، وكثرة الفتن بقوله: ((وعليك بخاصتك وإياك وعوامهم)) وفي رواية: ((وعليك بأمر خاصة نفسك ودع عنك أمر العامة)).


ُ وَعَلَيْكَ بِخَاصَّتِكَ وَإِيَّاكَ وَعَوَامَّهُمْ أي على من يختص بكم من الأهل والخدم أو على إصلاح الأحوال المختصة بأنفسكم
وهذا كلام بليغ شامل دقيق من المصطفى صلى الله عليه وسلم يمكننا أن نلحظ من خلاله عدة إشارات:
الإشارة الأولى: إنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن الأمة كلها أو أن المجتمع بأسره، يحصل له التشابك والاضطراب، وأن وصف الحثالة ينسحب على الجميع، هذا لا يمكن أبداً، هذا يفهم من قوله: ((وعليك بخاصتك)).
إذاً هناك بقية من أهل الخير والهدى يدعون إلى الأمر الأول الذي كان عليه عبد الله بن عمرو بن العاص، وهذه الثلة، هم الذين يقاومون الحثالة في كل مجتمع وينهون عن الفساد في الأرض، وفي مثل هؤلاء، جاء التوجيه النبوي لذلك الصحابي ولنا أيضاً، أن نقبل على هؤلاء الخاصة ونذر أمر العامة حال التشابك وحال الفتن، وحال اضطراب الأمور والأوضاع ثم من الذين يحددون لنا ما نأخذ وما ندع، هم هؤلاء الخاصة، الذين أرشد النبي صلى الله عليه وسلم راوي الحديث بأن يقبل عليهم، وأن يكون معهم، ويلتفت حولهم، ويسير في ركابهم بقوله: ((وعليك بخاصتك)).
الإشارة الثانية: أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر بأن هناك خاصة، فهناك خاصة للمؤمنين، وهناك خاصة لطلبة العلم، وهناك خاصة للدعاة، وهناك خاصة لأهل الخير والاستقامة كما أن هناك خاصة لأهل الشر والفساد، وهناك خاصة للمجرمين وهكذا، لكن كما تلاحظ في الحديث بأن توجيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو بن العاص أن يكون قريباً من الصنف الأول، وهم الخاصة من المؤمنين، والخاصة من أهل الدين والعلم والدعوة والخير والهدى، لكي ينتفع بعلمهم، ولكي يزداد إيماناً بالجلوس معهم، ولكي يعينوه على نفسه حال تشابك الأمور، واضطراب الأوضاع وكثرة الفتن.
إن هؤلاء الخاصة هم الذين يقيمون الحجة على العالمين.
إن هؤلاء الخاصة الذين أرشد النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله أن يقبل عليهم هم زبدة أهل الأرض، وهم طيبها، وهم مصدر الخير والبركة والأمن، وأما العوام فهم تبع لهم. هؤلاء هم المستمسكون بشرع بتحيم كتابه و سنة نبيه صلى الله عليه و السير على هديه و نهجه و الحرص على ذلك .
ثم إن هؤلاء الخاصة وإن كانوا قلة في عددهم لكنهم كثرة بإيمانهم وبإخلاصهم وصدقهم ودعوهم قال الله تعالى: وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُواْ وَكَانُواْ بِـئَايَـٰتِنَا يُوقِنُونَ [السجدة:24].
الإشارة الثالثة: ((ودع عنك أمر العامة)). فليس كل ما عند العامة صحيح وصواب ولا تنخدع بالكثرة، فإن الصواب يعرف من الكتاب و صحيح السنة، لا مما عليه العامة، وبهذا تعلم فساد بعض الاصطلاحات الشائعة عند الناس كقولهم: الموت مع الجماعة رحمة، أو إذا كان كل الناس وكل المجتمع وكل البلد أو كل الأهل يفعلون كذا فأنا واحد منهم، هذا ليس بصواب، ولهذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((ودع عنك أمر العامة)) وفي المقابل جاء التوجيه بالإقبال على الخاصة.



http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon16.gifحكم و عبر :
http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon19.gifإخبار النبي صلى الله عليه و سلم بأمر غيبي و هو فساد الناس في آخر الزمان و بقاء صفوة منهم على المنهاج القويم


http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon19.gifيعلمنا صلى الله عليه و سلم أسلوب السؤال لتعليم الطالب


http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon19.gifوجوب سؤال أهل العلم فيما يجهله الانسان ، و تحري سبل الحفاظ على دينه و الاستمساك به


http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon19.gifوصية الرسول الله عليه و سلم للأمة بتقوى الله و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و هجر أهل السوء



http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon16.gifأحاديث صحيحة تحمل نفس المعنى :


الغرباء في آخر الزمان، الذين قال فيهم صلى الله عليه و سلم: ((بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ، فطوبى للغرباء))، قيل: يا رسول الله، ومن الغرباء؟ قال: ((النُّزَّاع من القبائل))، وفي رواية: ((الذين يَصلحون إذا فسد الناس))، وفي رواية: ((الذين يُصلحون ما أفسد الناس من سنتي))، وفي رواية: ((الذين يفرون بدينهم من الفتن))، وفي رواية: ((هم قوم صالحون قليل في قوم سوء كثير، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم)).

و قال صلى الله عليه و سلم : ((لا تزال طائفة من أمتي على الحق، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم، حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك)). و في رواية :((لا يزال ناس من أمتيظاهرين، حتى يأتيهم أمرالله وهم ظاهرون))

و قال صلى الله عليه و سلم في وصف هؤلاء الغرباء: ((افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة)). قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: ((من كان على ما أنا عليه وأصحابي)).

و قال صلى الله عليه و سلم في فتنة الشهوات: ((كيف أنتم إذا فُتحت عليكم خزائن فارس والروم؟! أي قوم أنتم؟!))، فقال عبد الرحمن بن عوف: نقول كما قال ربنا، فقال صلى الله عليه و سلم: ((أو غير ذلك، تتنافسون، ثم تتحاسدون ثم تتدابرون ثم تتباغضون))، وقال : ((والله، ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط لكم عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم)).
ولما فتحت كنوز كسرى على عمر بن الخطاب بكى رضي الله عنه وقال: (إن هذا لم يفتح على قوم إلا جُعِل بأسُهم بينهم).

و جاءت وصية أخرى من النبي صلى الله عليه و سلم للأمة حيال هذه الفتن ، قال حذيفة بن اليمان : كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير ، وكنت أسأله عن الشر ،مخافة أن يدركني ، فقلت : يا رسول الله ، إنا كنا في جاهلية وشر ، فجاءنا الله بهذاالخير ، فهل بعد هذا الخير من شر ؟ قال : ( نعم ) . قلت : وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال : ( نعم ، وفيهدخن ) . قلت : ومادخنه ؟ قال : ( قوم يهدون بغير هديي ، تعرف منهموتنكر ) . قلت : فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال : ( نعم ، دعاة على أبواب جهنم ، منأجابهم إليها قذفوه فيها ) . قلت : يا رسول الله صفهم لنا ، قال : ( هم من جلدتنا ،ويتكلمون بألسنتنا ) . قلت : فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟ قال : ( تلزم جماعةالمسلمين وإمامهم ) . قلت : فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال : ( فاعتزل تلكالفرق كلها ، ولو أن تعض بأصل شجرة ، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك ) .



http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon16.gif


http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon16.gif

http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon16.gif


المراجع : شرح الحديث بهذا الشكل اجتهاد مني -من المراجع التي سيأتي ذكرها- .. فإن أصبت فمن الله وحده و إن أخطأت فمن نفسي و من الشيطان ..
عون المعبود شرح سنن أبي داود
شرح سنن ابن ماجة للسندي
خطب من موقع المنبر.. خاصة خطبة للشيخ ناصر بن محمد الأحمد
موقع الدرر السنية

مسرّة
11-04-2006, 06:41 PM
http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon18.gifالحديث 5 http://www.lakii.com/vb/images/icons/icon18.gif



عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم لأبي ذر: ((أي عرى الإيمان أوثق؟)) قال: الله ورسوله أعلم، قال: ((الموالاة في الله، والمعاداة في الله، والحب في الله، والبغض في الله))




كل يوم اثنين سأضع حديثا جديدا بإذن الله و أضع شرح الحديث الفائت ..

الجمان
21-04-2006, 03:00 AM
"يا أبا ذر ! أي عرى الإيمان أوثق ؟ ، قال : الله ورسوله أعلم ! قال : المولاة في الله ، والحب في الله ، والبغض في الله" .
الراوي: عبدالله بن عباس - خلاصة الدرجة: [فيه] حنش وهو متروك لكن له شواهد يتقوى بها - المحدث: الألباني - المصدر: مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 4941

_________

جاء في معنى عرى في معجم المغني:
عُرىً - جمع عُرْوَة. [ع ر و]. "عُرَى الصَّدَاقَةِ" : رَوَابِطُهَا، مَا يُسْتَمْسَكُ بِهِ.

_________

[و بالجملة: فالحب في الله والبغض في الله، أصل عظيم من أصول الدين ، يجب على العبد مراعاته؛ ولهذا جاء في الحديث: ((أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله)) ، وكذلك أكثر الله من ذكره في القرآن، قال الله تعالى: (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء) الآية.]

وعن عائشة رضي الله عنها أيضاً : ((الشرك أخفى من دبيب الذر على الصفا، في الليلة الظلماء، و أدناه: أن تحب على شيء من الجور، وتبغض على شيء من العدل، وهل الدين إلا الحب و البغض . قال الله تعالى: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله) الآية)) رواه الحاكم وقال: صحيح الإسناد .
فقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم : الحب على شيء من الجور و إن قل، و البغض على شيء من العدل و إن قل من الشرك.
فليفكر العاقل في هذا الحديث ، و ليحذر أشد الحذر من موادة أعداء الله من الكفار و المنافقين.

من رسالة أوثق عرى الإيمان لسليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب.

مسرّة
21-04-2006, 07:58 PM
جزاك الله خيرا و بارك فيك على المشاركة .. ورفع الموضوع .. نسيته !