ناصح
18-08-2008, 11:10 AM
http://www.lakii.net/images/May07/amal_7Obcde.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين .. وصلاة وسلاماً على رسوله الأمين ..
أما بعد ..
فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته ..
القناعة كنز لا يفنى ..
حكمة لا أظن أحداً منَّا لم يسمع بها من قبل .. بل لا أظن أن هناك من لا يحفظها عن ظهر قلب .. بيد أن أرض واقعنا اليوم تشهد بأن السواد الأعظم منَّا زهد في هذا الكنز .. وتعلَّق قلبه ولبُّه بأشياء أخرى قد صوَّرها لها عقله بضغط من مُحيطه الذي يعيش فيه على أنها هي الكنز ..
فلا الفقير راضٍ بفقره .. فهو مُتسخِّط .. دائماً مُتذمِّر .. لا يكف عن الشكوى .. ناسياً أنه ليس له من ذلك كله إلا السخط !! ..
ولا الغني مقتنع بغناه .. فهو دائم السعي وراء المال .. وإن اضطر إلى سلوك طريق الحرام وأكل مال الناس بالباطل .. المهم أن لا يتوقف رصيده عن التحرك صعوداً .. يترك أهله وأولاده ليُربيهم الفراغ .. الشارع .. السائق .. وكل ما قد يتخلل ذلك كله .. المهم .. المال ولا شيء غير المال ..
ولا الحسناء اكتفت بما وهبها الله من الجمال .. فذهبت تنفخ شفاهها .. وتحشو وجنتيها .. وتُقصر أنفها .. فإذا هي استحالت ضفدعة بعد أن كانت وردة ..
المتين يُريد أن ينحف .. والنحيف يُريد السُمنة !! ..
البيضاء تبحث عن سمار بشرتها .. والسمراء تسعى لتبييض جلدها !! ..
ذات الشعر الطويل تُريده قصيراً .. وذات القصير تتمنى لو طال وطال !! ..
ذات الشعر الأسود تُحليه أشقراً .. والشقراء تُسوِّده !! ..
وعلى هذا قس ..
يُقال بأن أحد الأغنياء المشهورين بغناهم وثرائهم .. دخل ذات مرة إلى خزانته المكتظة بالنقود والذهب والفضة .. وبينما هو مزهو مُنتشٍ بتلك الثروة .. وفي حين غفلة منه انصفق باب الخزانة عليه وهو بداخلها .. وباءت كل محاولاته للخروج منها بالفشل .. وكان مصيره أن مات بين كنوزه ..
لكم أن تتخيلوا .. ماذا دار في رأس ذلك الثري حين أيقن بحلول نهايته وهو ينظر إلى ذلك الكم الهائل من الكنوز الجامدة ؟! ..
ماذا لو خُيِّر وقتها بين تلك الكنوز وبين أن يخرج حياً ولكن فقيراً مُعدماً .. تُرى ماذا عساه يختار ؟! ..
عكس ذلك تماماً ..
يُروى أنه كان هناك رجلاً فقير الحال .. لا يملك من حُطام الدنيا شيئاً .. وذات مرة وبينما هو في المسجد .. سأل الله وألحَّ عليه أن يستحيل كل ما تلمسه يداه ذهباً !! .. وعندما خرج من المسجد رأى حجراً في طريقه .. فأراد أن يُزيحه .. وعندما لمسه تحوَّل إلى ذهب .. فكاد عقله يطير من رأسه غير مُصدِّقٍ لما حصل وما تراه عيناه .. فحمل الحجر إلى بيته كي يُريه ابنته ويُخبرها القصة .. ففرحت بذلك كثيراً .. وأعدَّت له طعاماً كي يأكل .. فعندما امتدت يده إليه استحال ذهباً !! .. فلم يستطع بالطبع أكله وبقي جائعاً .. فحزن لأجل ذلك .. وأتت ابنته كي تواسيه .. وعندما لمسها صارت هي الأخرى ذهباً !! .. عندها أحسَّ ذلك الفقير بأن ما كان يظنه نعمة إنما هي في حقيقة أمرها نقمة .. فسأل الله أن يعود كما كان فقيراً مُعدماً ..
أيها الأحبة ..
إن لدى كل واحدٍ منا من الكنوز ما لا تُدانيها كنوز الأرض ..
فإن كنت ذا صحة .. فذلك كنز .. يفتقده كثير من الناس ..
وإن كنت ذا عقل سليم صحيح .. فذلك أيضاً كنز .. سُلب من كمٍّ من البشر ..
وإن كنت ذا لسان فصيح .. فذلك كنز .. ومجلبة للكنوز من خلال ذكر الله عز وجل ..
وإن كنت ذا بيت يسترك وأهلك مهما صغر أو ضاق .. فذلك كنز وأي كنز .. حُرم منه كثير ..
وإن كنت ذا ولد .. فأي الكنوز قد حزت وبه فزت .. كم تمنى بعض من حُرمه لو أنفق ملء الأرض ذهباً كي يناله .. ولم يكتب الله له ذلك ..
الكنوز في حياتنا كثيرة جداً .. ولكنَّا لا نشعر بقيمتها رغم امتلاكنا لها .. وما ذاك فقدنا القناعة .. وباتت نظرتنا للحياة نظرة مادية بحتة ..
فليحمد الفقير الله على فقره وليسأله من فضله ..
وليحمد الغني الله على ما رزقه من فضله .. وليتذكر غيره من المحرومين .
وليحمد كل واحدٍ منا ربه على ما هو فيه وعليه .. فإن لكل منَّا من الكنوز ما لا يتوافر لسواه .. لو أننا فقط تفكَّرنا في ذلك وتمعَّنا ..
قد يقول قائل هذه فلسفة .. وقد يقول آخر هذا ادعاء للمثالية ..
وأيٌ يكن .. فذلك بالنسبة لي قناعة ..
والقناعة كنز لا يفنى ..
تحياتي ،،،
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين .. وصلاة وسلاماً على رسوله الأمين ..
أما بعد ..
فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته ..
القناعة كنز لا يفنى ..
حكمة لا أظن أحداً منَّا لم يسمع بها من قبل .. بل لا أظن أن هناك من لا يحفظها عن ظهر قلب .. بيد أن أرض واقعنا اليوم تشهد بأن السواد الأعظم منَّا زهد في هذا الكنز .. وتعلَّق قلبه ولبُّه بأشياء أخرى قد صوَّرها لها عقله بضغط من مُحيطه الذي يعيش فيه على أنها هي الكنز ..
فلا الفقير راضٍ بفقره .. فهو مُتسخِّط .. دائماً مُتذمِّر .. لا يكف عن الشكوى .. ناسياً أنه ليس له من ذلك كله إلا السخط !! ..
ولا الغني مقتنع بغناه .. فهو دائم السعي وراء المال .. وإن اضطر إلى سلوك طريق الحرام وأكل مال الناس بالباطل .. المهم أن لا يتوقف رصيده عن التحرك صعوداً .. يترك أهله وأولاده ليُربيهم الفراغ .. الشارع .. السائق .. وكل ما قد يتخلل ذلك كله .. المهم .. المال ولا شيء غير المال ..
ولا الحسناء اكتفت بما وهبها الله من الجمال .. فذهبت تنفخ شفاهها .. وتحشو وجنتيها .. وتُقصر أنفها .. فإذا هي استحالت ضفدعة بعد أن كانت وردة ..
المتين يُريد أن ينحف .. والنحيف يُريد السُمنة !! ..
البيضاء تبحث عن سمار بشرتها .. والسمراء تسعى لتبييض جلدها !! ..
ذات الشعر الطويل تُريده قصيراً .. وذات القصير تتمنى لو طال وطال !! ..
ذات الشعر الأسود تُحليه أشقراً .. والشقراء تُسوِّده !! ..
وعلى هذا قس ..
يُقال بأن أحد الأغنياء المشهورين بغناهم وثرائهم .. دخل ذات مرة إلى خزانته المكتظة بالنقود والذهب والفضة .. وبينما هو مزهو مُنتشٍ بتلك الثروة .. وفي حين غفلة منه انصفق باب الخزانة عليه وهو بداخلها .. وباءت كل محاولاته للخروج منها بالفشل .. وكان مصيره أن مات بين كنوزه ..
لكم أن تتخيلوا .. ماذا دار في رأس ذلك الثري حين أيقن بحلول نهايته وهو ينظر إلى ذلك الكم الهائل من الكنوز الجامدة ؟! ..
ماذا لو خُيِّر وقتها بين تلك الكنوز وبين أن يخرج حياً ولكن فقيراً مُعدماً .. تُرى ماذا عساه يختار ؟! ..
عكس ذلك تماماً ..
يُروى أنه كان هناك رجلاً فقير الحال .. لا يملك من حُطام الدنيا شيئاً .. وذات مرة وبينما هو في المسجد .. سأل الله وألحَّ عليه أن يستحيل كل ما تلمسه يداه ذهباً !! .. وعندما خرج من المسجد رأى حجراً في طريقه .. فأراد أن يُزيحه .. وعندما لمسه تحوَّل إلى ذهب .. فكاد عقله يطير من رأسه غير مُصدِّقٍ لما حصل وما تراه عيناه .. فحمل الحجر إلى بيته كي يُريه ابنته ويُخبرها القصة .. ففرحت بذلك كثيراً .. وأعدَّت له طعاماً كي يأكل .. فعندما امتدت يده إليه استحال ذهباً !! .. فلم يستطع بالطبع أكله وبقي جائعاً .. فحزن لأجل ذلك .. وأتت ابنته كي تواسيه .. وعندما لمسها صارت هي الأخرى ذهباً !! .. عندها أحسَّ ذلك الفقير بأن ما كان يظنه نعمة إنما هي في حقيقة أمرها نقمة .. فسأل الله أن يعود كما كان فقيراً مُعدماً ..
أيها الأحبة ..
إن لدى كل واحدٍ منا من الكنوز ما لا تُدانيها كنوز الأرض ..
فإن كنت ذا صحة .. فذلك كنز .. يفتقده كثير من الناس ..
وإن كنت ذا عقل سليم صحيح .. فذلك أيضاً كنز .. سُلب من كمٍّ من البشر ..
وإن كنت ذا لسان فصيح .. فذلك كنز .. ومجلبة للكنوز من خلال ذكر الله عز وجل ..
وإن كنت ذا بيت يسترك وأهلك مهما صغر أو ضاق .. فذلك كنز وأي كنز .. حُرم منه كثير ..
وإن كنت ذا ولد .. فأي الكنوز قد حزت وبه فزت .. كم تمنى بعض من حُرمه لو أنفق ملء الأرض ذهباً كي يناله .. ولم يكتب الله له ذلك ..
الكنوز في حياتنا كثيرة جداً .. ولكنَّا لا نشعر بقيمتها رغم امتلاكنا لها .. وما ذاك فقدنا القناعة .. وباتت نظرتنا للحياة نظرة مادية بحتة ..
فليحمد الفقير الله على فقره وليسأله من فضله ..
وليحمد الغني الله على ما رزقه من فضله .. وليتذكر غيره من المحرومين .
وليحمد كل واحدٍ منا ربه على ما هو فيه وعليه .. فإن لكل منَّا من الكنوز ما لا يتوافر لسواه .. لو أننا فقط تفكَّرنا في ذلك وتمعَّنا ..
قد يقول قائل هذه فلسفة .. وقد يقول آخر هذا ادعاء للمثالية ..
وأيٌ يكن .. فذلك بالنسبة لي قناعة ..
والقناعة كنز لا يفنى ..
تحياتي ،،،