PDA

View Full Version : لنحفظها حتى تدوم






K.S.A..
04-08-2010, 02:18 AM
أأمنتم من دوامها وعدم زوالها ؟!



جاءت الشريعة المطهرة باحترام النعم ، وشكر المنن، وتقدير الخير الذي يسخره سبحانه وتعالى للناس .

والطعام من أعظم نعم الله تعالى على الإنسان ، جعل فيه حياته وقوته ، كما جعل فيه لذته ، ولذلك أمر بالحمدبعد تناوله ، والشكر على إحسانه به .

يقول الله عزوجل :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِنكُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ)سورةالبقرة/172
فالإنسان يصبح ويمسي وهو يَنعم بنعمه سبحانه : نعمة الهداية ، وكمال العقل ، ورغد في العيش ، وأمن في الأوطان و....
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " من أصبح منكم آمناً في سربه معافىً في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا ".
وقال المناوي "رحمه الله"" يعني : من جمع الله له بين عافية بدنه ، وأمن قلبه حيث توجه ،وكفاف عيشه بقوت يومه ، وسلامة أهله ، فقد جمع الله له جميع النعم التي من ملك الدنيا لم يحصل على غيرها ، فينبغي أن لا يستقبل يومه ذلك إلا بشكرها ، بأن يصرفهافي طاعة المنعم ، لا في معصية ، ولا يفتر عن ذكره . ولا شك أن من شكرنعمة الطعام احترامها وعدم إلقائها ، ورفعها عن مواضع الإهانة والقذارة ، وحفظها عنما يفسدها .
ويقول المناوي ايضاً :" حسن الجوار لنعم الله من تعظيمها ، وتعظيمها من شكرها ، والرمي بها من الاستخفاف بها ، وذلك من الكفران ،والكَفور ممقوت مسلوب ، ولهذا قالوا : الشكر قيد للنعمة الموجودة ، وصيد للنعمةالمفقودة . وقالوا : كفران النعم بوار ، فاستدع شاردها بالشكر ، واستدم هاربها بكرم الجوار .
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين-رحمه الله -
اعلم أن الله عزّ وجل قد أسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة، من الأكل والشَّراب واللباس والمسكن،وغير ذلك من نِعَمِه التي لا تُحصى ولاتُعدُّ.
فالأكلُ والشَّرابُ علينا فيهما نِعَمٌ سابقةٌ ولاحقةٌ.أما السَّابقة: فإن هذا الماء الذي نشربه ما جاء بحولنا ولا بقوتنا، قال الله تعالى: (أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ *أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَالْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ )سورةالواقعة: 68، 69،.فبيَّن الله تعالى نعمته علينا بالماء النازل من السماء، والنابع من الأرض.والطعام الذي نأكله قال الله تعالى عنه: (أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ *أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُالزَّارِعُونَ *لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُو)سورةالواقعة: 63-65
فهذه نِعْمَةٌ عظيمة من الله، فهو الذي زَرَعهُ، ونمَّاهُ حتى تكامل، ويسَّرَ لنا الأسباب التي تُيسِّرُ جنيه، وحصاده، ثمطَحْنه وطَبْخه، إلى غير ذلك من النِّعَم الكثيرة.

فلقمة العيش التييَسد بها الإنسان رمقه من أعظم النعم التي مَنّ بها الرب على عباده ؛ قال سبحانه: (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍوَآمَنَهُم مِّنْ خَوْف )

فقد حث النبي -صلى الله عليه وسلم- على احترام الطعام وتوقير النعمة وعدم إهدارها فكان النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يعيب طعاماً قط بل إن اشتهاه أكله وإلا تركه، وعن أنس رضي الله عنه قال: مر النبي -صلى الله عليه وسلم- بتمرة في الطريق فقال: "لو لا إني أخاف أنتكون من الصدقة لأكلتها"متفق عليه.

وبين -صلى الله عليه وسلم- أنه لو لا المانع لأكل هذه التمرة ولم يتركها تذهب وتفسد. وهذا مما يدلعلى اهتمامه -صلى الله عليه وسلم- بشأن النعمة وحفظها من الإهدار.

وإذا قارنت بين هدى النبي -صلى الله عليه وسلم- في ذلك وبين ما عليه غالب الناس اليوم من امتهان للنعمة وإهداره تبين لك الفرق العظيم،وخِفْت على الناس من العقوبة العاجلة، فترى كثيراً من الناس يضعون في الولائمالكبيرة من الأطعمة واللحوم، ثم لا يؤكل منها إلا القليل، وأكثرهايهدر.


ونعمة الطعام تدعونا أولاً إلى التوحيد والعبادة ، ألم تسمع إلى قول الله جل جلاله (قُلْأَغَيْرَ اللّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَيُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنِّيَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَوَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكَينَ )

وقول الله سبحانه (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ، مَاأُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ)
ولهذا المعنى العظيم استدل النبي الخليل إبراهيم - عليه السلام - على وحدانية بهذه النعمةعندما خاطب قومه قائلاً ( قَالَ أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ(75)أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ(76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّالْعَالَمِينَ(77) الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ(78) وَالَّذِي هُوَيُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ(79) سورة الشعراء


فالحفاظ على الأطعمة بأي شكل من أشكال الحفظ ؛ هو المتحتم من كل إنسان سيما المؤمن بالله رباً ،وبمحمد نبياً ، وبالإسلام ديناً يكون فيه شكر لهذه النعم ، والعكس بالعكس ، قال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَارَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) وأما الاستهانة في النعم ورميهامع النفايات غاية في الإسراف والتبذير ، الذي هو سمة المتغطرسين ، والمتكبرين ومنلا يقدر للأمور قدرها ، قال الله تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَكُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّالْمُسْرِفِينَ)وأخبر سبحانه عن منزلة المبذربقوله : ( وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَالشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا)


والشكر ينتظم من علم وحال وعمل،

فالعلم معرفة النعمة من المنعم ،

والحال هو الفرح الحاصل بإنعامه المتعلق باللسان بالتحميدات الدالة على شكره سبحانه ،
والعمل هو القيام بما هو مقصود المنعم ومحبوبه المتعلق بالجوارحباستعمال هذه النعم في طاعته ،
والتوقي من الاستعانة بها على معصيته .

وأعلملو أن نعمةالطعام طريق إلى الجنة ، ألم تسمع إلى قول الله تعالى عندما وصف صنفاً من عباده فقال ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماًوَأَسِيراً(8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءوَلَا شُكُوراً(9)إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً(10) فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً (11) سورة الانسان.


وإليكم هذه الوسائل والطرق التي تساعدنا في حفظ النعم:

1ـ التوسط في المأكل والمشرب بلا إسراف يؤدي إلى التخمة والأمراض ، ولا يقصر فيضر بصحته أخذًا بوصية الحبيب صلى الله عليه وسلم : " ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه بحسب ابن آدم لقيمات يقمنصلبه ، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه ، وثلث لشرابه ، وثلث لنفسه " .

وعند الأخذ بهذه الوصية فلن يحتاج الإنسان إلى رمي ما بقي من الطعام .

2ـ عزل ما يمكن أن تكون الفائدة منه كبيرة مثل بقايا الخبز عن بقية بقايا الطعام .ومن ثم تعطى من يستقبلها نحو الجمعيات والمستودعات الخيرية.
3ـ البعد عن إطالة تخزين بقاياالطعام كأن تجلس يومين فأكثر ومن ثم ينتج عنه روائح فيريد الإنسان أن يتخلص من هذه الروائح فيلجأ إلى رميها مع النفايات .

4ـ فصل أماكن بقايا الطعام عن أماكن بقايا النفايات داخل المنزل .

5ـ مما يعين على الاستفادة من بقايا الطعام أن أصحاب المواشي يستقبلون هذه الأطعمة ، ولا يمانعون من ذلك فيتحرى الإنسان عن هذه المواشي ، وقد يجد من يكون من أهل الحي الذي يقطن فيه عنده مواشي فيستقبل هذه الأطعمة لاسيما التي ليس لها روائح ، وقد يكون أحد أهل الحي خصص سيارةلبقايا الأطعمة . بل قد يتعدى إحسانه إلى أبعد من ذلك فتجده يمر على الأطعمة التي وضعها أصحاب البيوت عند أبوابهم وخاصة جيرانه الأقربين .
أو أن هناك مواشي قريبة من بعض الأحياء في بعض المدن يستقبل أهلها هذه الأطعمة فما عليك إلا أن تمشي خطوات معدودة احتراماً لهذه النعم .
6ـ بما أن كثيراً من المدن لايبعد عنها البر مسافة تذكر فما عليك إلى أن تحتسب الأجر عند الله فتذهب بهذه الأطعمة إلى هذا البر ، ومن ثم قد تأتي حيوانات تأكل هذه الأطعمة فتظفر بأجرين من رحمته سبحانه ـ إن شاء الله ـ : أجر لاحترام هذه النعم ، وأجر إطعام هذه الحيوانات، وفضل الله يؤتيه من يشاء .


وننتقل بعد ذلك إلى قول للشيخ عبدالعزيزابن باز -رحمه الله- في حكم إلقاء بقايا الطعام : "أما الخبز واللحوم وأنواع الأطعمة فلا يجوز طرحها في البيارات ، بل يجب دفعها إلى من يحتاج إليها ، أووضعها في مكان بارز لا يمتهن ، رجاء أن يأخذها من يحتاجها إلى دوابه أو يأكلها بعضالدواب والطيور .

ولا يجوز وضعها في القمامة ولافي المواضع القذرة ولا في الطريق ؛ لما في ذلك من الامتهان لها ، ولما في وضعها فيالطريق من الامتهان وإيذاء من يسلك الطريق"
وأما الأطعمةالفاسدة أو التي انتهت صلاحيتها ، والمشروبات التي لا يمكن الاستفادة منها كبقاياالشاي والقهوة ، فلا حرج من إلقائها مع القمامة أو في مجاري المياه .


ولنتأمل اخيراً

نعم الله علينا، فهي سابغة وشاملة واسعة دينية ودنيوية, قال تعالى: ((وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَاإِنَّ الإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ))سورةإبراهيم: 34

درة السنة
04-08-2010, 03:49 AM
جزاك الله خيرا اختى (سعوديه)على الموضوع والتذكير

قال عمر رضي الله تعالى عنه : والله إني لو شئت لكنت من ألينكم لباسا ، وأطيبكم طعاما ، وأرَقِّكُم عيشا ، ولكني سمعت الله عز وجل عَيَّرَ قوما بأمر فعلوه فقال :( أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ ) الأحقاف

ملكة بنقابي~
04-08-2010, 05:48 AM
..
..

بوركِ فيكِ

رائع كروعتك ِ


اللهم لك الحمد حتي ترضى ولك الحمد اذا رضيت ولك الحمد بعد الرضى

لا اله الا الله

..
..

K.S.A..
04-08-2010, 06:03 PM
جزاك الله خيرا اختى (سعوديه)على الموضوع والتذكير


قال عمر رضي الله تعالى عنه : والله إني لو شئت لكنت من ألينكم لباسا ، وأطيبكم طعاما ، وأرَقِّكُم عيشا ، ولكني سمعت الله عز وجل عَيَّرَ قوما بأمر فعلوه فقال :( أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ ) الأحقاف


أشكركِ أختي http://www.lakii.com/vb/images/icons/1431/49.gif
على إضافتكِ الرائعة ..

K.S.A..
05-08-2010, 05:23 AM
ملكه بنقابي


أنتِ الأروع بمروركـِ http://www.lakii.com/vb/images/icons/1431/49.gif


جزاكِ الله خير

الثمال
05-08-2010, 05:50 AM
بورك فيكِ غاليتي

اللهم انر قلبها بالنور والايمان والقران

K.S.A..
06-08-2010, 05:30 PM
أختي ~ ثِمِال ~
وإياكِ
::
أسعدكِ الله
::