PDA

View Full Version : لا تَـبْـلعهُ ...!






رجاء الجاهوش
21-01-2010, 10:59 AM
http://up.arb-up.com/i/00066/a1m6yi9q0elj.gif (http://www.arb-up.com/a1m6yi9q0elj/Untitled-4.gif.html)


لا تَـبْـلعهُ ...!


رجاء محمد الجاهوش


http://img213.imageshack.us/img213/825/questionmarkst9.jpg



كَم مرَّة ابتلعتَ سؤالكَ خشية تذمّر الآخرين؟
وكم مرّة نُعِتَّ بأنك شخص لَجوج ، يُكثِر الأسئلة، ويُطيل النِّقاش، ولا يُقنعه أي جواب؟
قد ترتفعُ الأصوات مُجيبة: مرات ومرات، وقد يُجيب بعضُنا: أما أنا فقد درّبتُ نفسي على عدمِ السُّؤالِ ـ مُؤثرًا السَّلامة ـ رغم ما أكابدُهُ من دفع حاجةِ الفهم والتعلّم، مُحاولاً الابتعاد عمّا يُنفِّر النَّاس مني لأُبقِي على محبَّتهم وصداقتهم، فما أقسى العيش دون أصدقاء!
وإذا سألتُ: كَم مرة استطعتَ أن تَتَجاوَزَ ردة فعل الآخرين وتصرّ على طرح الأسئلة؟
فإن الجواب ـ فيما أظن ـ سيأتي على عكس جواب السؤال الأول!
قلّة هم من استطاعوا فعل ذلك غير عابئين بما يُقال عنهم، أو بما يُسفر عنه تصرّفهم من انفضاضِ الناس من حولهم، وما ذلك إلا لأنهم أدركوا أن مفتاح العِلم: السؤال، ومفتاح طرح السؤال: الجُرأة، ومفتاح الحصول على جوابٍ: حسن صياغة السؤال، وحسن اختيار المَسؤول، وحسن مناقشته دون تعنت لرأي أو فكرة، فغايتهم الوصول إلى الحقيقة أيّا كان مصدرها.
كما أنهم عرفوا قيمة العقل، تلك النّعمة التي خصَّهم الله بها دون سائر المخلوقات، فرعوها حق رعايتها باستخدامِها وعدم تعطيلِها!
وعندما فتّشوا في منظومتهم الفكريَّة وجدوها قد تشكَّلت من مصادر مُتعدِّدة عبرَ سنيّ عمرهم: الوالدين، العائلة، المدرسة، الأصدقاء، والإعلام بوسائله المختلفة، وعندما أمعنوا النظر في تلك المصادر وجدوها تفتقرُ في بعض ينابيعِها إلى الصَّفاء والنَّقاء، فهبّوا من غفلتِهم، حاملينَ أسئلتَهم على عاتقِهم باحثينَ لها عن أجوبةٍ وافيةٍ، ساعينَ بكلِّ جدٍّ إلى اكتسابِ المعلومة الجديدة من مصادِرِها النَّقيّة.


إنَّ طرحَ الأسئلة حقٌ لكلِّ شَخص يريد أن يزدادَ علمًا ومعرفة، أو أرادَ أن يستيقنَ من معلومةٍ لديه، وواجبُ من يَعرف أن يقدّم الجوابَ دون تعالٍ أو ضَـنّ.
ولنا في نبيّ اللهِ إبراهيم ـ عليه السلام ـ أسوة حسنة حين قال طالبًا : "رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" (البقرة:260)


إنَّه درسٌ عظيمٌ، حريّ بنا أن نقفَ عنده ، نتأمَّله لنتعلّمَ مِنه...
انظر.. كيف عبّر خليلُ الرَّحمنِ ـ عليه السلام ـ عمَّا يَجيشُ في صدره بوضوح، ورفع طلبَه دونَ خجل أو تردّد.
وتدبَّـر.. كيف اسْتَجَابَ رَبُّ العزَّةِ لَطلبه دون استنكار أو تقريع، فقدّم له تجربة عملية مُشاهدَة يطمئن بها قلبه.
هو مؤمنٌ لم تساوره الشُّكوك، غير أنَّه أرادَ أن يزدادَ يقينًـا برؤيتهِ ذلك عيانًـا إلى علمهِ به خبـرًا، فما يَقرُّ في القلبِ عن يقينٍ لا يُقـتَـلع مَهما اشتدَّت المِـحَـنُ وادلهَمّت الفِـتـنُ.

نبضة الأمل..!!
21-01-2010, 08:30 PM
هل كانت هذه كلماتك ؟
كُلّ ما أذكره أنّي قرأتها في صيْد منذ مُدّة ..
فخبّأتها ضمن مواضيعي المُحبّبة ،

جزاكِ الله خيراً أستاذة رجاء ؛
استمري نفع الله بكِ .. ()

رجاء الجاهوش
22-01-2010, 07:00 AM
أختي العزيزة نبضة الأمل
شكر الله لكِ حضورك العذب، ودعمك الكريم.
أسأل الله أن ينفعنا وإيَّـاكِ بما نكتب ونقرأ.



هل كانت هذه كلماتك ؟


نعم يا أخيَّـة، هي مما أكرمني الله به مِن حروف وسطور، فله الحمد والمنَّـة.


دمتِ بخيـر




.

الغزيل
09-02-2010, 03:34 PM
فما يَقرُّ في القلبِ عن يقينٍ لا يُقـتَـلع مَهما اشتدَّت المِـحَـنُ وادلهَمّت الفِـتـنُ.

رائعة ..

بوركتِ ونفع الله بِك وبقلمك العذب ..

..

نيران تحت الشتا
09-02-2010, 08:24 PM
مشكوووووووووووورة اختي عالكلام المعبر
جزاك الله خيرا

رجاء الجاهوش
09-02-2010, 11:44 PM
أختي العزيزة الغزيل
وفيكِ بارك الله، وجزاكِ خيرًا لحضورك العذب الكريم.
تكرمينني دومًا بجميل دعمكِ، أكرمك الله في الـدَّارين!


بوركتِ ونفع الله بِك وبقلمك العذب ..

.. اللهم آمين ..


دمتِ بخيـر وعطـاء




.

رجاء الجاهوش
09-02-2010, 11:50 PM
أختي العزيزة نيران تحت الشتا
والشكر موصول لكِ لحضورك العذب، ودعمكِ الكريم.
دمتِ بخيـر وعطـاء




.

الجواهــــر
10-02-2010, 01:34 AM
راآاآاآئع ..}~
رجاء دمتي للفيض براقه..}~
بورك فيك..}~
"

رجاء الجاهوش
10-02-2010, 07:08 AM
أختي العزيزة الجـواهـــر

وفيكِ بارك الله، وجزاكِ خيرًا لحضورك العذب الكريم.

دمتِ بخيـر وعطـاء





.