
السلام عليكم ورحمة الله
باتت أيامنا متشابهة .. اللحظات تجري .. والعمر يسرق منا ...
و
" تمضي الأيام هباء منثورا "
ماذا اعددنا .. أين نحن ؟! ماذا نريد ؟! شغف داخلي ... لم يملاء بعد !!
مهما فعلنا .. مازال هناك ما ينقصنا .. يقض مضجعنا
يعذب ارواحنا .. ويتعب قلوبنا .. وتئن له صدورنا ..
" فراغ روحي "
نحياه .. رغم محاولاتنا لكسره بشتى الطرق
نركض خلفه ونسعى لملئه .. ومع ذلك هيهات
أحبتي .. ما كلماتي هنا .. سوى سطور .. اردت بها .. تذكير قلبي واياكم لا أكثر
اذكر بما خلقنا له .. والفت نظري واياكم الى ذلك الكائن بين ثنايانا
ولا يعلمه سوى رب العالمين
" الروح وغذائها "
نعيش ونحيا لنجد أرواحنا ولنتوافق معها حتى " نجد الراحة "
الكثير منا وجدها.. في القرب من الله .. فوجد" لذة الروح والانسجام التام معها "
وبالتأكيد فذلك ماخلقت لأجله
والاخرون وللأسف اضاعوا الطريق .. فركضوا خلف أمور الدنيا
من مال او شهرة او ثروة او نجاح دنيوي ..
فما ان يصلوا حتى يكتشفوا وهما " فلا راحة هناك ولا هدوء للبال ولا اشباع للأرواح "
وهكذا الساعي للدنيا .. فيضيع العمل .. وينهك البدن ..
فسبحان من جعل هذه الدنيا .. دار زوال .. وجعل الاخرة دار قرار
لذا من أنار الله بصيرته وعمل لاخرته .. هدات روحه وسكن قلبه.. فأرضه ثابته..
اما من كان فيها غافل.. وكد وتعب من اجل نعيم زائل ..تعب بدنه وتعذبت روحه
فأرضه واهنه .. وستهوي به عاجلا ام اجلا ..
لذا أحبتي .. يا من تعبت قلوبهم وضاقت صدورهم من أجل " دنيا فانية "
لا داعي يا أحبة لكل ذلك التعب والهم فكما قولت سابقا انها والله لفانية
اعلم اننا جميعا وبلا استثناء نبحث عن راحة النفس وسكون الروح
ولان الله وحده هو العالم بـ " الروح " .. كانت راحتها هناك عنده وبالقرب منه ..
لفتــــــــه :
اتى رمضان ليذكرنا جميعا بالعبادة .. فاتجهنا وبلا استثناء للتفرغ لها ليل نهار ..
ومضى .. وكأن العبادة تمضي معه .. فما استطعنا التفرغ منه لاجل رمضان بالامس
لا نستطيع التفرغ له اليوم ... وكان رمضان فقط هو " شهر العبادة "
اجل هو كذلك ولكن للزيادة .. اما ان تذهب بذهابه ..فوالله ماهذا بعيش غالياتي؟!
اعلم ان للعمل ضغوط .. وللحياة ومشاغلها وجود .. ولكن للعبادة أيضا حقا مفروض
ورب رمضان هو رب غيره هو رب السنة بكاملها ورب كل الشهور
وراحتنا هناك بالقرب منه .. بالتعبد له ..
اترضين غاليتي ان ينقص حبك لمن تحبين ؟!؟
فلما تنقصيه " له " وهو غاية حبنا .. وملاذ أماننا .. وسكنى قلوبنا ..ورب أرواحنا
ادور وادور ولا اعلم ان كنت استطعت الوصول .. لما يشغل بالي وما يئن له فؤادي
فمن شمروا ساعدهم معي بالامس .. أراهم قد انزلوه اليوم ..
لما هل انتهى السباق .. اضمنا باننا من المقبولين المعتوقين في رمضان ؟!
فاطمأننا بذلك .. وسنحيا به باقي الدهر ..
من قال ان عمل رمضان وحده " ضمان للقبور "
نعم هو زيادة للأجر وغنيمة للبر وليس بـ " تامين عبادة "
ما ان ينتهي حتى نأخذ صوككنا ونقول " عملنا وعبدنا ونعود لدنيانا "
وكاننا اوقفناها عنده .. ثم عدنا اليها بعده .. وعجبي ؟!
اأسأل الله لي ولكم العفو .. وان يثبت قلوبنا على دينه ..
تقبلوا فائق ودي .. فلولا خوفي على نفسي واياكم ما سطرت حرفا
دمتم بحفظ الله ورعايته
تعليق