
أحبتي الكرام
نستكمل و اياكم الحديث عن يوميات الزوجة الغزية المعاصرة
قدمنا لكم جزء من معاناة تلك الزوجة اليومية و ما تواجهه من مصاعب في حياتها
يومياااااات زوجة غزية معاصرة " 1 "
فكيف تفاعلت مع ما تمر به من أحداث
و هل تمكنت من تجاوز المحنة أم أخفقت
في مثل هذه الظروف .. تصبح الزوجة مطالبة بجهد مضاعف لأداء مهامها
سواء المنزلية أو كأم لأبنائها او كزوجة و شريكة في المعاناة لزوجها

** في بيتهــــا **
و كما اسلفنا كانت تدبر و تتدبر أمورها بحيث جعلت لكل ناقص بديل
و تعايشت مع الظروف القهرية بحيث بدت حياتها طبيعية الى حد كبير
لكن.. مع زيادة الأحمال على كاهلها و زيادة الضغط النفسي
لتبدل أحوالها
الشيء الذي كانت مجبرة على مداراته و عدم ابدائه امام من حولها
من أجل استقامة الحياة في بيتها و استقرارها

** مع أبنائــها **
مما لا شك فيه ان ظروف كهذه تعد قاسية على الأطفال الأبرياء
الذين غالبا ما يسمعون بالمصائب لكنهم لا يقدرون أبعادها
و الذين يشاهدون أقرانهم من أطفال العالم فيتساءلون عن اسباب الاختلاف فيما بينهم
فهل كانت لهم تلك الأم المعلم و المرشد ..في كيفية التعامل مع الظروف
و ضرورة التحمل و الصبر و شكر الله على نعمه .. و قبول واقع الأمر
و الرضا بما هو متوفر حتى و لو كان قليل
نعم هذا كان دورها ..مضافا اليه
ضرورة اشعارهم بالأمان و عدم الخوف من الأحداث
الشيء الذي تفتقده هي شخصيا
فكانت تحتويهم بحنانها .. و تحدثهم بالكلمات التي ترفع من معنوياتهم
و تمدهم بالقوة و الصلابة مستندة إلى الآيات الكريمة من القرآن و الأحاديث الشريفة من السنة
و أن الله جعل أرض فلسطين أرض رباط و كل من يموت على يد الأعداء
هو شهيد باذن الله ..يسعد بالجنة و نعيمها
لترتسم الابتسامة على شفاههم و يملأ الشعور بالرضا قلوبهم

** مع زوجهــــا **
هذا الرجل الذي يعاني الأزمة ضعفين .. فويله ما يراه بأم عينيه من نواقص في بيته
و ما باليد حيلة لتوفيرها
وويله معرفته الجيدة بالعدو المتجبر الذي لا يرحم بشر و لا حجر
و أنه قد يفقد احدهم في اي وقت من الأوقات
و عليه رغم كل هذا أن يبدو صامدا متماسكا .. لآنهم من وجوده بينهم يشعرون بالأمان
و من صموده يستمدون القوة
لذا ا ..كان مفروض على الزوجة ان تكون له سندا و ساعدا
يعينه على هذه المحنة ..لا عبئا ثقيلا يقسم ظهره
و يزيد الأزمة شدة و صعوبة
كان عليها ان تخفف عنه و ان تتقبل انفعالاته حين تضيق الدنيا في وجهه
بسبب الحصار أو وقت الحرب الدامية
فتجاوزت هذه الزوجة مع زوجها المحنة بنجاح
كانت تدبر أمور بيتها و أولادها .. بما هو متوفر لديها
راضية ... صامدة .. مؤمنة أنها في اختبار من خالقها
صابرة .. محتسبة عنده الأجر
و بذا تمكنت من أن ترفع عن كاهل زوجها جزء كبير من المسؤوليات
الا أن هناك بعض الحالات التي استحالت فيها العشرة بسبب ضيق الحال
و كثرة المشاكل الحياتية ,, و ازدياد الضغط النفسي الواقع على الطرفين
فكان الانفصال ... الشيء المؤسف بحق

** مع الأهل و الجيران و الأصدقاء **
لم تكن صعوبة الحياة أو قساوة الظروف يوما
سببا في انقطاع الزوجة الغزية عن أهلها و اقاربها
أو الجيران .. لم تقعد مهمومة .. تندب الحظ العثر أو ثقل الأيام
و لم تعتبر نفسها هي الوحيدة الواقعة تحت الظلم و العدوان فنسيت من حولها
على العكس .. كانت تتعاطف مع الجميع
تتواصل للاطمئنان على أحوالهم ..تبادر بتقديم المساعدة لهم
رغم حاجتها هي لتلك المساعدة ... و هذا كان حال أغلبية الشعب الغزي
بحيث يكمل بعضهم البعض
فتجلت أسمى صور التكامل الاجتماعي في هذه الأزمة المفروضة عليهم
بشكل رائع .. ملفت للانظار
ما مكنهم من الوقوف في وجه عدوهم
و زادهم صمودا و تحديا لجبروته .. فكان قربهم من خالقهم
ثم ترابطهم و تلاحمهم .. هما الحصيلة التي خرج بها بني صهيون من حربهم على غزة
رغم القتل و التدمير
و ليس العكس كما كانوا يأملون

و الله ولي الصابرين

تعليق