
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال تعالى فى محكم آياته
(ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون).
فقد جعل الله عز وجل الزواج فى الاية الكريمة اية من آيات السماوات والارض
كما قال تعالى :
(وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً ) النساء: 21
فأطلق على النكاح أو الزواج أو هذا الرباط المقدس هذه التسمية التي توحي بأهميته وقدسيته فالنساء قد اخذن الميثاق الغليظ من الرجال
هذا الميثاق الغليظ يجعل الحقوق فيه على قدر كبير من الأهمية, ويجعل ظلم هذه الحقوق على قدركبير من الإساءة لله تعالى.
وهناك من الرجال وبتحديد اكثر الازواج من يحافظ على هذا الميثاق ويراعي الله فى معاملته لزوجته ومعاشرتها بالمعروف يحب زوجته ويحترمها ويقدرمشاعرها و يرى فيها كل النساء ,
عندما اختارها بيوم من الايام لتصبح شريكة حياته وام لأبنائه كان على قناعة تامة بذلك الاختيار
وأصبحت هى الاولى والاخيرة بحياته

وهناك بعض الرجال على الجانب الاخر
من يبدأ بالأولى .............. ولا نعلم متى يصل الى الاخيرة
انه
زيــــــــر النســــــــــــــاء
من يقول دوما
لااكتفـــــــــــــــي بإمـــــــــرأة واحـــــــــــــــدة !!
ذلك الرجل يحب امتلاك كل شي حتى لو كان بأيدي الاخرين
متسلط متعدد العلاقات .. لا يكتفي بأمراة واحدة ..
و يمتلك مفاتيح كل امرأة ..يعرف كيف يمتلك قلبها بأجمل الكلمات ..
حتى يأخذ منها ما يريد ..ثم ...!!!!
لانه لا مكان للحب الحقيقي في حياته ..
يلازمة الغش والخداع والكذب حتى على نفسه ..
و مع الاسف تنتشر هذه الفئة في مجتمعنا العربي ..

ولا اطرح بموضوعي قضية تعدد الزوجات فإن التعدد قد شرعه الله
عزوجل شريطة ان ُيبنى على العدل
قال تعالى
(فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة...")
وانما حديثى عن ذلك الرجل الذى يتسم
( با لطمع ) متعدد العلاقات منلا يقنع بما فى يده من نعمة انعم الله بها عليه وهى زوجته تلك الزوجة التى كان يتمناها منذ وقت مضى ويتمنى ان ينال رضاها كى تصبح زوجته
نعم كان على استعداد لان يفعل المستحيل حتى يفوز بقلبها ....
وعندما تحقق مراده وتزوجها بالفعل ........ اصبحت عنده مجرد زوجة ! او امرأة كغيرها من النساء
بل وقد تصبح اقل منهن فى نظره
فهى امام عينيه ليل نهار
أما هذا الزوج فيحيا بمبدأ
(الممنوع مرغوب )

فهو دائم الصراع مع نفسه
لا يملك قلبا واحدا
ومن الصعب ان تستحوذ واحدة فقط على قلبه
لا تكفى طبيعته التى تتسم بالطمع
امرأة واحدة على الاطلاق
فيالتعاسة من تتزوج مثل ذلك الرجل

ودعونا نبحر معا فى :
عوامل الرغبة لديه فى تعدد العلاقات

اولا : تزعزع الايمان :
لان من يتسم بقوة الايمان يقنع ويرضى شاكرا بما قسمه الله له( ولا اقصد بكلامى من يعدد فى الزواج لانى كما ذكرت سابقا التعدد فى الزواج حلال ومباح شرعا )
ثانيا: الكراهية الكامنة لأحد الوالدين:
حيث تجد ان طفولة هذا الشخص لم تكن سعيدة بسبب اهمال او رفض احد الوالدين او كلاهما له فتنمو لديه رغبة الانتقام من النساء مثلا ان كانت امه من اهملته فى صغره والعكس
ثالثا : الشعور بالنقص
وقد يكون ناتج من الدلال المفرط من الابوين اثناء التربية للابن في طفولته مع شعوره دائما بالنقص في الحب فيتولد عنده شعور داخلي بالبحث عن الحب أينما يجده..
رابعا : النرجسية :
ذلك الشخص الذى يحب ذاته بشكل مرضي وتتركز كل اهتماماته حول نفسه لذلك فهو لا يرضى بامرأة واحدة فقط وانما يعدد علاقاته بالتعرف على هذه والتحدث مع تلك لكى يرضى غروره واشباعا لذاته المتضخمة , وكلما ازدادت علاقاته ازداد شعوره بقيمته وجاذبيته
خامسا : الرتابة والملل:
حين يدب الملل والرتابة فى الحياه الزوجية فقد يندفع هذا الزوج الى البحث عن شريكة جديدة يجدد من خلالها حياته
سادسا : الطبيعة التعددية للرجل
حيث ان الرجل يميل بطبيعته الى التغيير والتعدد بعكس طبيعة المرأة التى لا تحب ان يكن فى حياتها اكثر من رجل
سابعا: اثبات لنفسه انه مرغوب
ذلك الرجل عندما يتقدم فى السن تتملكه نزعة قوية تتدفعه للتعرف على فتاه صغيرة فى سن ابنائه بل واحفاده كى يثبت لنفسه انه مازال مرغوبا فيه من صغيرات السن رغم كبر سنه

غريب طبع هذه الفئة من الرجال لا يستقر عقله وعاطفته ابدا على امرأة واحدة لا شكلا ولا مضمونا
فلو ان زوجته بيضاء ..... تمناها لو كانت سمراء والعكس صحيح
لو انها قصيرة ........ تمناها طويلة
لوانها نحيفة ........ لتمناها سمينة
لو انه تزوج بامرأة مثقفة متعلمة ذكية ........ لتمنى ان يمتلك اخرى لا تتسم بتلك الصفات انه
الطمـــــــــــــع الذى يتحكم بهذ الشخص اولا واخيرا
عن رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم أنه قال : ( لو كان لابن آدم واد من ذهب أحب أن له واديا آخر ولن يملأ فاه إلا التراب والله يتوب على من تاب ) "
مثل هذا الزوج اذا خرج مع زوجته لأحد الاسواق تراه يختلس النظرات يمينا ويسارا
واذا سألته : إلاما تنظر؟
يجيب: لا شئ
وقد يكون هناك من هو اكثر جرأة و.......... فيقول:
الا ترين هذه المرأة الجميلة التى تمشى هناك ؟!!!
الا ترين انا قتها ومشيتها و.....و.........و........

والزوجة المسكينة بجواره تكتوي من الغيرة والحسرة جراء كلامه
عن الاخريات
وليس شرطا ان تكن تلك الزوجة مهملة فى نفسها فى بيتها
مما دعا زوجها للنظر للأخريات والتحدث عنهن بهذه الطريقة
فهناك كثيرا من الزوجات يكنّ على اقصى درجات الجمال والاهتمام بانفسهن فى بيوتهن
ومع ذلك لاتسمع ذلك الاطراء والمدح الجميل من زوجها للاخريات

لي صديقة تحكى حكاية واقعية :
عندما تخرج مع زوجها يحب ان يثير غيرتها فيقول لها :
اترين هذه الفتاه الجميلة هناك ؟
تقول : ولكى لا ادع المجال امامه لاستفزاز غيرتى
او اهتزاز ثقتى بنفسى
اقول له : بل انظر لمن تمشى بجوارها اجمل منها !
تقول صديقتى هذه طريقة ناجحة سوف يمل زوجى بعد فترة ويكف عن الكلام بهذه الطريقة
(هذا رأى صديقتى )
اما عن رأيي الشخصي
فقلت لها : لا يا حبيبتى انا اختلف معكى
انت بهذه الطريقة تشجعيه على ان ينظر لهذه وتلك
ويكرر نظراته اكثر من مرة
وهذا حرام اصلا
قال تعالى
(قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم)
كما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
(لا تتبع النظرة فإنما لك الاولى وليس لك الأخرة )
ثم سألت صديقتى : هل يقبل زوجك ان تنظرى لرجل غيره ( فرضا )
وتصفيه وتمدحيه ؟
فأجابتنى دون تردد : لا طبعا لكن هو رجل يفعل ما يشاء
لكن انا عيب !
فقلت لها: العيب واحد فى كلا الحالتين
هى مسألة مبدأ نحن شريكين فى الحياه
فليحترم كلا منا شعور الاخر ويخاف على احساسه
ويحفظ كرامة الطرف الثانى


همـــــــــسة اخيـــــــــــــرة لذلك الــــــــــــــزوج
اتق الله فى نفسك وزوجتك
واتخذ رسولنا الكريم صلوات ربى وسلامه عليه
قدوة حسنة لك فى تعاملاته مع امهات المؤمنين رضى الله عنهن وارضاهن
قال تعالى : {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْكَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً (الأحزاب:21
زوجتك كائن رقيق حساس هى من تخاف عليك وتقف بجوارك فى السراء والضراء فارفقا بها
ابسط كلمة رقيقة منك تسعدها
واقل كلمة جارحة منك تذبحها وتكسرها
فلا تضرب على وتر غيرتها الحساس
اما ستبغض طريقتك واسلوب عدم الرضاعنها الذى تشعرها به دوما
او
ستفقد الثقة بك تماما ويتملكها الشك بكل تصرفاتك
ارض بما قسمه الله لك واشكره على النعمة التى وهبك اياها (زوجتك )
تسعدا معا


وهمـــــــــسة اخيــــــــــــــرة لتلك الزوجـــــــــــــــــة
اصبرى على زوجك ان كان من هذه الفئة من الرجال
وتقربى الى الله بالدعاء له بالهداية
اهتمى بنفسك وثقي بهااكثر
وحاولى التجديد فى حياتكما الزوجية كى لا يشعر بالملل
وتحدثى اليه بهدوء فى كل مايضايقك من سلوكياته
حتما يوما ما مع الصبر ....... سيقنع ويرضى
ليقل عندئذ:
زوجتـــــــــــى وحدهـــــــا تكفينـــــــي


نداء لكل فتاة مقبلة على الزواج

احذري اختي الغالية الانجراف خلف العواطف والكلمات المنمقة ممن تقدم لخطبتك ..
فهي وحدها لا تكفي .. فالحياة الزوجية تحتاج قدر كبير من تحمل المسؤلية ..
والقدرة على تأمين مستلزمات الحياة ..
وحتى لا تقعي في شباك ذلك الرجل المستهتر بالحياة الزوجية المتلاعب بمشاعر الاخرين ..
اعملي بوصية الرسول صلى الله عليه وسلم في التحري والسؤال عن الخاطب ..
تأكدي واسألي عن خلقه ودينه فهي عماد الحياة الزوجية
وكفى بها من وصية

فى حفظ الله ورعايته
تعليق