
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى " وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ "

لازال الجدل قائم
و لازال بين مؤيد و معارض
حول موضوع
(عمــل المـــرأة)
فالمؤيدون يقولون : ان المرأة العاملة اكثر نشاطا و اكثر سعادة و تفاؤلا
و ان ابنائها و زوجها اكثر سعادة من غيرهم
فخروجها للعمل يفرغ الشحنات السلبية و يجعلها اكثر ايجابية مما يؤثر على نفسيتها و بالتالى ينعكس على بيتها

و المعارضون يقولون ان المراة الغير عاملة اكثر راحة نفسيا لقلة الضغوط عليها
و انا بيتها وزوجها اكثر سعادة و هناء لانها متفرغة لكل متطلباتهم
و ان ابنائها اكثر تميزا فى الدراسة لانها لديها الوقت لتدريسهم و رعايتهم


والمرأة العاملة تقول انها تشعر بالتعب و الارهاق
و ان الضغوط كثيرة ما بين البيت و العمل
و لكن ظروف الحياة تضطرها للعمل لزيادة دخل الاسرة
فهى تضطر للقيام مبكرا حتى تستطيع انهاء اعمالها المنزلية و اعداد اطفالها للذهاب الى المدرسة
او تضطر ان تضعهم فى حضانة او عند احد اقاربها اذا كانوا صغارا
ثم تذهب الى العمل و بعدها تحضر اطفالها و تذهب لرحلة اخرى من المشقة فى تجهيز الطعام و تنظيف المنزل و رعاية زوجها و تدريس اولادها


اما ربة المنزل فترى انها تشعر بالملل و الفراغ و الوحدة
خاصة لان الزوج مشغول بعمله و الابناء مشغولون بدراستهم
و انها تتحسر على سنوات الدراسة التى ضاعت هباء
فهى فى بعض الاحيان و بعد الانتهاء من اعمالها المنزلية قد لا تجد من يؤنس وحدتها
و احيانا قد تحتاج الى بعض الاموال الخاصة فيجب عليها ان تنتظر من يعطيها
و احيانا اخرى توجد ليها طاقة كبيرة لا تعرف اين و كيف تفرغها
و قد تشعر ان زوجها و اولادها يعاملونها و كأنها جاهلة و لا غير مواكبة للمجتمع و ما اقسى هذا الشعور


و لكن علينا ان نتساءل اولا لماذا تضطر المرأة للعمل؟
هناك عدة اسباب
انها تساعد زوجها فى متطلبات الحياة و مصاريف البيت لمواجهة غلاء المعيشة
او التطلع الى حياة ناعمة و رفاهية اكثر
كتعليم الاطفال فى مدارس خاصة بدلا من المدارس الحكومية
او الاشتراك فى نادى رياضى او شراء ملابس من ماركات راقية

او نوع من انواع تحقيق الذات و التطلع الى المستقبل و استغلال شهادتها العلمية فى احد مجالات

او انها خرجت للعمل مجبورة و ليس بارادتها
كالتى تعول اسرتها لعدم وجود عائل لها
فهناك من مات زوجها و تضطر لإعالة ابنائها و تحمل تكاليف المعيشة كاملة
فقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم :« إِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى وَلَدِهِ صِغَارًا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ ، وَإِنْ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى أَبَوَيْنِ شَيْخَيْنِ كَبِيرَيْنِ فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ ، وَإِنْ كَانَ يَسْعَى عَلَى نَفْسِهِ يُعِفُّهَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ رِيَاءً وتَفَاخُرًا فَهُوَ فِي سَبِيلِ الشَّيْطَانِ »

او من كان زوجها عاطلا او مسجونا لا قدر الله فتجد نفسها مجبرة للخروج من بيتها و البحث عن عمل لتجد قوت يومها و اطفالها
وهناك من طلقها زوجها و ترك لها الاطفال و تنصل من اعالتهم فتضطر للبحث عن اى عمل حتى تستطيع تربية اطفالها

و بعد ان تعرفنا على بعض الاسباب التى تدفع بالمرأة الى سوق العمل
فلنتساءل ماهى ايجابيات و سلبيات الموضوع
الايجابيات :
1 ـ زيادة دخل الاسرة
2 ـ زيادة الثقة بالنفس و المهارات الاجتماعية
3 ـ تكوين صداقات و علاقات اجتماعية متعددة
4 ـ تحسن نفسية المراة نتيجة الخروج و المشاركة فى المجتمع
5 ـ الاعتماد على النفس و القدرة على اتخاذ القرار

اما السلبيات فهى :
1 ـ التشتت الاسرى و عدم التواصل بين الام و زوجها و ابنائها اذا كان عملها ياخذ كثيرا من وقتها
2 ـ شعور الاطفال بالوحدة و احتياجهم للام فهى تعود من العمل مجهدة و لا تستطيع متابعتهم و متابعة دروسهم و مشاكلهم و احتياجاتهم
3 ـ عدم وجود وقت كافى للجلوس مع زوجها و التحدث معه فى شئونهما او شئون اطفالهما
4 ـ الشعور بالتعب و الاجهاد بسبب ضغوط العمل بجانب الاعمال المنزلية

ولكن
خروج المراة للعمل خروجا مقننا
وليس خروجا عشوائيا
وتحكمه ضوابط وشروط وهى :
أولاً : ان تكون المراة محتاجة للعمل ماديا وليس لديها من يرعاها او ان دخل الاسرة غير كاف فهنا حاجة ماسة لخروج المراة للعمل
فقد قال تعالى: " وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى "
ثانيا : ان يكون المجتمع فى حاجة الى تلك المهنة التى تمتهنها المراة مثل احتياج المجتمع ايام الرسول صلى الله عليه وسلم الى عمل النساء كممرضات
ثالثا : الحرص على عدم التقصير فى واجباتها المنزلية وواجباتها تجاه زوجها وابنائها
رابعا : ان يكون عمل المراة مناسبا لطبيعتها ومناسبا لتعاليم الاسلام
كما يجب ان تتوخى الحذر ان هذا العمل شرعى من الجهة القانونية
حتى لا تقع فى مشكلات هى فى غنى عنها
خامسا : الحصول على اذن وليها على العمل سواء كان هذا الولى الزوج او الاب او الام او الاخ ايا كان
سادسا : الاعتدال فى المشى وعدم التبرج و الالتزام بالزى الشرعى
والحرص عند مخالطة الرجال وعدم الخلوة باى رجل مهما كانت الاسباب
فقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله " لا يخلون رجل بامرأة"


فديننا الحنيف لم يحرم العمل و الحمد لله
و الى من يقول بتحريم العمل
لماذا ترفض ان تعرض امراتك الا على طبيبة
و الاتعطيها العلاج الا ممرضة
و الا تدرس لبناتك الا مدرسة
و حتى لو احتاجت المراه لمحامى فى قضية خاصة
اليس الافضل ان تجد محامية ؟
ليس الافضل ان تشترى المراة ملابسها الداخلية مثلا من بائعة ؟
اذا بدانا فى سرد الامثلة لن ننتهى
و الحمد لله ان الدين الاسلامى لم يترك شارده و لا واردة الا و قد اوضحها لنا

فلنلتزم بديننا تصلح حياتنا

" فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَراًّ يَرَهُ "
تعليق