
..
..
بسم الله الرحمن الرحيم
المشهد الأول
رجعت أختي تحكي قصة .. أم أخذت منها تاريخ رضيعتها الطبي .. ولاسم المريضة في الحبكة كل الحصة ...
اسم لم يعرف نطقه كل الأطباء ... ثلاث أرباع الحكماء .. ومن الشعب نصفه ...
اسم لا يحمل معنى .. ليس له "رنين موسيقي " ... لكنه بنظر الأم " تحفة"
اسم اختارته من شاشات تبث في العقول سماً وفي القلوب ضعفا ..
جاء الطبيب ..وبعجب قال .. "بوران " ،وتابع بسخرية ناقدة : من أين هذا الاسم ؟! لا تقولي من القرآن ..!!!
نفت الأم بحرارة ... وكأن الأمر سبب لها عارا !!.. وقالت : بل من التلفاز .... وبالتحديد من باب الحارة !!!!
(¯`'•.¸§(¯`'.•'´¯)§ ¸.•'´¯)
المشهد الثاني
صلاة قائمة ... جباه راكعة ساجدة ...
" لم يبق لصلاة التراويح في المسجد الأقصى سوى القليل ..."
أم تصلي ... وبجانبها طفل .. يجيد البكاء والعويل ..
"ختيارة" تنصحها ... هلا صليت بمنزلك يا ابنتي ... ابنك قد برد .. ويبدو عليه الجوع ... مسكين .. انظري إليه كم هو نحيل !!!
ترد الأم : يا حجة... الدنيا حر ... وبيوت البلدة القديمة أصغر من قن الدجاج بقليل !!!
لكنها وبعد دقائق ... تنقر صلاتها !.!. وتحمل ابنها على جنبها .. تركض به نحو البيت متحملة صغره وحرارته.. لتشاهد أحد مسلسلات الشهر الفضيل !!!!!
(¯`'•.¸§(¯`'.•'´¯)§ ¸.•'´¯)
المشهد الثالث
شد الطفل ثوب أمه ... أنظري .. أبي " حف لحيته وأطلق شاربه " كـ "فــلان" ... أبعدته الأم دونما اهتمام ... ونادت : يا زوجي العزيز .. هلا أعطيتني مالاً .. سأقص شعري مثل" فلانة" ... فقال الزوج : نعم ... واصبغيه كـ "فلانة" ... وفي نفسه يقول " لعلك تصبحين من الحسان !!! "
الطفل أخذ يصرخ فرحاَ .. أبي كـ " فــلان " ... أبي كـ "فــلان "
هجم عليه أخوه يضربه ... " لك رح نسيك الحليب ياللي رضعته !!! "
يقلد بذلك " عــــــلان " ..!!!!!
(¯`'•.¸§(¯`'.•'´¯)§ ¸.•'´¯)
هي مشاهد مسلسل ، أبطاله أبناء أمة " كانت خير أمة أخرجت للناس "
مشاهد مسلسل ... بعضها شاهدته حقاً ، وبعضها تخيلته ... فكان خيالي كما أظن صائباً !!
ترانا نقبل على ما "يريدون " منا الإقبال عليه .... في رمضان وغيره ...
لنشاهد أحداثاُ لا تجاري واقع أمتنا تشويقاً ... ونتابع قصصاً .... لأبناء الإسلام ما يفوقها حزنا وعصفا بالمشاعر .!!!!
فتلهينا عن العبادات ، ويتخللها كشف عورات .. موسيقى .. كلام محرم ... الخ ..الخ
فتضيف إلى ميزاننا سيئات نحن بغنى عنها ...
عند البعض ، هي بديل سيء لخياراتنا الواسعة في تمضية الوقت وقتل الفراغ ..
أما البعض الآخر – وهم كثر – فقد باتت المسلسلات ضرورة وأولوية في حياتهم ، ومصدر "ثقافة" ، وتسلية ... يجعلون لها الوقت الكافي من يومهم ، ويتركون الوقت الباقي للتفكير في أبطالها !!! بل وفي مناقشة أحداثها غير الهادفة !!
فترى الكبير والصغير ..
المتعلم والأمي ...
المرأة والرجل ...
بل حتى المعلمة والطالبة !!!
يتناقشون فيها ، فلا يمر يوم في مكان دراسي ، محل تجاري ، موقع عمل ، بل حتى مسجد إلا ويذكر أحد أبطال أو أحداث "مسلسل الموسم "
وتنتشر صور الأبطال على الملابس ، الحقائب ، الدفاتر ، وعلى الجدران ، فتجد الطفل الصغير يحمل حقيبة مدرسية ، بداخلها سطور من علم ونور ، وجهته منارة ضد الجهل تسمى المدرسة ، لكن أمه " الفالحة" اشترت له الحقيبة التي تحمل صورة أحد فاسقي المسلسلات ، إما رغبة منها أو منه !!!
نعم ، لقد دخل فاسقوا وفاسقات المسلسلات والأفلام منازلنا ، عبر أبواب نحن فتحناها .. بل وصالوا وجالوا في منازلنا ، حتى عادوا أحب لكل فرد من عائلته نفسها ..
فظهرت القصص المشوقة ، عن امرأة طلقت لأن زوجها أدرك أنها تحب غيره "منهم"
وأخرى لأن زوجها لم يعد قانعاً بها ، فهي لا تضاهي أبشع ممثلة جمالاً !!!
وظهرت موضة غرفة المراهق أو المراهقة التي تمتلئ بصور جميع الممثلين ، فلا تعود الغرفة بحاجة إلى طلاء أو ورق جدران !!
وصيحة المواقع الالكترونية التي جل ما يشغلها فنان أو فنانة ، فيجرون لاهثين وراء صورهم الجديدة ، فضائحهم العديدة ، ومقابلاتهم غير المفيدة !!!
إن كان هذا حال كبار أمتنا سناً ، فماذا تنتظر من طفل صغير ، لا يفهم من المسلسل سوى المعنى السطحي (إن وجد معنى من الأصل !!) ، فتراه يقلد هذا في مشيته ، وذاك في لكنته ، وآخر في طريقته في القتال ...
بدل أن يحفظ القرآن ، ويتعلم آداب الإسلام !!
والمذنب أهالٍ أقل ما يقال عنهم أنهم جاهلون ، ظالمون لأولادهم ، وإن شاء الله محاسبون على هذه التربية ...
هل انتهت كل أفكار استغلال الوقت ، هل تلاشت أدوات الترفيه المباحة ؟!!
أنضمن ما عندنا من الحسنات حتى نبذرها على قصص تافهة ؟؟!!أأبناؤنا رخيصون عندنا ، فبدل أن يختم ابن السادسة حفظ القرآن كما في زمن الصحابة ، نراه يختم المسلسلات والأفلام ؟؟!!
أيفلح مجموعة من الأغبياء في تدمير حياة زوجين فقط لأنهم يتجملون وتسطع عليهم الأضواء لتخفي ظلام عقولهم ؟!!
لو كان رسول الله ...
بل لنقل أحد الصحابة أو التابعين حياً ... وسئل عن هذه المسلسلات ...
ما تراه يقول ...
بل أيجرؤ أحدكم على سؤاله ؟؟!!!
أقسم أن الله أكبر لتخشوه ، وأعظم لتستحوا منه .. وأكرم من أن تعصوه !!!
فليفكر كل منا مرارا وتكرارا قبل متابعة أي مسلسل ..
ليفكر كل منا في نفسه ، زوجه ، أبنائه ،
وليعد ميزاناً ، في إحدى كفتيه المسلسل ، والباقي في الأخرى ...
وليجعل الله شاهداً على هذه الحسبة ...
وأنا مقتنعة تماماً أنه في الحسبة العادلة ... لن ترجح كفة المسلسل ..
وفقنا الله جميعا لما يحب ويرضى ، وجعل كلا منا راعيا مسؤولا عن رعيته بأمانة وصدق ...
المشهد الأول
رجعت أختي تحكي قصة .. أم أخذت منها تاريخ رضيعتها الطبي .. ولاسم المريضة في الحبكة كل الحصة ...
اسم لم يعرف نطقه كل الأطباء ... ثلاث أرباع الحكماء .. ومن الشعب نصفه ...
اسم لا يحمل معنى .. ليس له "رنين موسيقي " ... لكنه بنظر الأم " تحفة"
اسم اختارته من شاشات تبث في العقول سماً وفي القلوب ضعفا ..
جاء الطبيب ..وبعجب قال .. "بوران " ،وتابع بسخرية ناقدة : من أين هذا الاسم ؟! لا تقولي من القرآن ..!!!
نفت الأم بحرارة ... وكأن الأمر سبب لها عارا !!.. وقالت : بل من التلفاز .... وبالتحديد من باب الحارة !!!!
(¯`'•.¸§(¯`'.•'´¯)§ ¸.•'´¯)
المشهد الثاني
صلاة قائمة ... جباه راكعة ساجدة ...
" لم يبق لصلاة التراويح في المسجد الأقصى سوى القليل ..."
أم تصلي ... وبجانبها طفل .. يجيد البكاء والعويل ..
"ختيارة" تنصحها ... هلا صليت بمنزلك يا ابنتي ... ابنك قد برد .. ويبدو عليه الجوع ... مسكين .. انظري إليه كم هو نحيل !!!
ترد الأم : يا حجة... الدنيا حر ... وبيوت البلدة القديمة أصغر من قن الدجاج بقليل !!!
لكنها وبعد دقائق ... تنقر صلاتها !.!. وتحمل ابنها على جنبها .. تركض به نحو البيت متحملة صغره وحرارته.. لتشاهد أحد مسلسلات الشهر الفضيل !!!!!
(¯`'•.¸§(¯`'.•'´¯)§ ¸.•'´¯)
المشهد الثالث
شد الطفل ثوب أمه ... أنظري .. أبي " حف لحيته وأطلق شاربه " كـ "فــلان" ... أبعدته الأم دونما اهتمام ... ونادت : يا زوجي العزيز .. هلا أعطيتني مالاً .. سأقص شعري مثل" فلانة" ... فقال الزوج : نعم ... واصبغيه كـ "فلانة" ... وفي نفسه يقول " لعلك تصبحين من الحسان !!! "
الطفل أخذ يصرخ فرحاَ .. أبي كـ " فــلان " ... أبي كـ "فــلان "
هجم عليه أخوه يضربه ... " لك رح نسيك الحليب ياللي رضعته !!! "
يقلد بذلك " عــــــلان " ..!!!!!
(¯`'•.¸§(¯`'.•'´¯)§ ¸.•'´¯)
هي مشاهد مسلسل ، أبطاله أبناء أمة " كانت خير أمة أخرجت للناس "
مشاهد مسلسل ... بعضها شاهدته حقاً ، وبعضها تخيلته ... فكان خيالي كما أظن صائباً !!
ترانا نقبل على ما "يريدون " منا الإقبال عليه .... في رمضان وغيره ...
لنشاهد أحداثاُ لا تجاري واقع أمتنا تشويقاً ... ونتابع قصصاً .... لأبناء الإسلام ما يفوقها حزنا وعصفا بالمشاعر .!!!!
فتلهينا عن العبادات ، ويتخللها كشف عورات .. موسيقى .. كلام محرم ... الخ ..الخ
فتضيف إلى ميزاننا سيئات نحن بغنى عنها ...
عند البعض ، هي بديل سيء لخياراتنا الواسعة في تمضية الوقت وقتل الفراغ ..
أما البعض الآخر – وهم كثر – فقد باتت المسلسلات ضرورة وأولوية في حياتهم ، ومصدر "ثقافة" ، وتسلية ... يجعلون لها الوقت الكافي من يومهم ، ويتركون الوقت الباقي للتفكير في أبطالها !!! بل وفي مناقشة أحداثها غير الهادفة !!
فترى الكبير والصغير ..
المتعلم والأمي ...
المرأة والرجل ...
بل حتى المعلمة والطالبة !!!
يتناقشون فيها ، فلا يمر يوم في مكان دراسي ، محل تجاري ، موقع عمل ، بل حتى مسجد إلا ويذكر أحد أبطال أو أحداث "مسلسل الموسم "
وتنتشر صور الأبطال على الملابس ، الحقائب ، الدفاتر ، وعلى الجدران ، فتجد الطفل الصغير يحمل حقيبة مدرسية ، بداخلها سطور من علم ونور ، وجهته منارة ضد الجهل تسمى المدرسة ، لكن أمه " الفالحة" اشترت له الحقيبة التي تحمل صورة أحد فاسقي المسلسلات ، إما رغبة منها أو منه !!!
نعم ، لقد دخل فاسقوا وفاسقات المسلسلات والأفلام منازلنا ، عبر أبواب نحن فتحناها .. بل وصالوا وجالوا في منازلنا ، حتى عادوا أحب لكل فرد من عائلته نفسها ..
فظهرت القصص المشوقة ، عن امرأة طلقت لأن زوجها أدرك أنها تحب غيره "منهم"
وأخرى لأن زوجها لم يعد قانعاً بها ، فهي لا تضاهي أبشع ممثلة جمالاً !!!
وظهرت موضة غرفة المراهق أو المراهقة التي تمتلئ بصور جميع الممثلين ، فلا تعود الغرفة بحاجة إلى طلاء أو ورق جدران !!
وصيحة المواقع الالكترونية التي جل ما يشغلها فنان أو فنانة ، فيجرون لاهثين وراء صورهم الجديدة ، فضائحهم العديدة ، ومقابلاتهم غير المفيدة !!!
إن كان هذا حال كبار أمتنا سناً ، فماذا تنتظر من طفل صغير ، لا يفهم من المسلسل سوى المعنى السطحي (إن وجد معنى من الأصل !!) ، فتراه يقلد هذا في مشيته ، وذاك في لكنته ، وآخر في طريقته في القتال ...
بدل أن يحفظ القرآن ، ويتعلم آداب الإسلام !!
والمذنب أهالٍ أقل ما يقال عنهم أنهم جاهلون ، ظالمون لأولادهم ، وإن شاء الله محاسبون على هذه التربية ...
هل انتهت كل أفكار استغلال الوقت ، هل تلاشت أدوات الترفيه المباحة ؟!!
أنضمن ما عندنا من الحسنات حتى نبذرها على قصص تافهة ؟؟!!أأبناؤنا رخيصون عندنا ، فبدل أن يختم ابن السادسة حفظ القرآن كما في زمن الصحابة ، نراه يختم المسلسلات والأفلام ؟؟!!
أيفلح مجموعة من الأغبياء في تدمير حياة زوجين فقط لأنهم يتجملون وتسطع عليهم الأضواء لتخفي ظلام عقولهم ؟!!
لو كان رسول الله ...
بل لنقل أحد الصحابة أو التابعين حياً ... وسئل عن هذه المسلسلات ...
ما تراه يقول ...
بل أيجرؤ أحدكم على سؤاله ؟؟!!!
أقسم أن الله أكبر لتخشوه ، وأعظم لتستحوا منه .. وأكرم من أن تعصوه !!!
فليفكر كل منا مرارا وتكرارا قبل متابعة أي مسلسل ..
ليفكر كل منا في نفسه ، زوجه ، أبنائه ،
وليعد ميزاناً ، في إحدى كفتيه المسلسل ، والباقي في الأخرى ...
وليجعل الله شاهداً على هذه الحسبة ...
وأنا مقتنعة تماماً أنه في الحسبة العادلة ... لن ترجح كفة المسلسل ..
وفقنا الله جميعا لما يحب ويرضى ، وجعل كلا منا راعيا مسؤولا عن رعيته بأمانة وصدق ...
تعليق