تويت
اين انت من هذا ؟؟؟
أين أنت من هذا ؟؟؟
كنت اعتقد اني حضارية ، واني اتقبل المجتمع بكل ما فيه من حالات اجتماعية ...
ولكن اكتشفت حقيقة نفسي وان فكرة المطلقة غير مقبولة لدي وليس كما كنت اتصور ...
فلقد اختبرت هذا الشيء بنفسي وسوف اشارككم هذه القصة ...
لقد تعرفت على انسانة وبصراحة اتفقت معها كثيرا
لاننا نجتمع او نتشارك في بعض الامور وطبعا ليس كلها . لانه على حد علمي انه من المستحيل ان تجد شخصا يطابقك تماما، ولكن قد تتشابه معه في بعض الامور . عموما ليس هذا هو بيت القصيد ...
المهم تعارفنا وانسجمنا كثيرا ،
وفي اثناء فترة التعارف اخبرتني انها قد تزوجت سابقا وطلقت !!!
وهنا حصلت لي الصدمة (مطلقة!!!) صديقتي مطلقة ... هنا طفت على السطح الجذور الراسخة حول المطلقة ... وجاءتني بعض الافكار حولها (لماذا وكيف واشياء اخرى )!!! ...
هل اتابع صداقتي معها وخاصة انها اخبرتني انه ليس لديها اصدقاء !!!
وجاء السؤال مرة اخرى لماذا ليس لديها اصدقاء .؟
يا الهى ماهذا؟ لم أكن أتصور أننى سأكون فى هذا الصف بعد أن كنت أشاهده !!
ألم يكن فى وسعى أن أوافق على ذلك الرجل الذى يكبرنى بخمسة عشر عاما ليوفر لى متطلبات الحياة ورغد العيش؟
ألم يكن فى وسعى أن أتزوج مثل ابنة خالتى خلال شهر واحد من رجل يعمل بالخليج, ويبحث عن عروس!!
ألم يكن فى وسعى أن أسمع كلام أمى فأتزوج من ذاك الرجل الاخر, دمث الخلق " المؤدب ", رغم شعورى الطاغى بالنفور منه؟!.
ألم يكن فى وسعى أن أتزوج بابن عمى الذى لايحب أن يكذب ارضاء لابى, ولو على سبيل المجاملة؟!
ألم يكن فى وسعى أن اتخلى عن بعض ما أؤمن به عما هو الزواج, من أجل أن أحمل لافتة متزوجة؟!
ألم يكن فى وسعى أن أتصيد رجلا بطريقة ما حتى يفيق على ورقة المأذون بين يديه؟! ما الذى فعلته بنفسى؟!
نظرات متناثرة هنا وهناك تحمل أحيانا الشفقة , وأحيانا العتاب, أو الفضول والتلصص أو تساؤلات لا تنتهى حتى بت أشعر أننى أحمل على جبهتى لافتة أكرهها مكتوب عليها " عاااانس ":
أفكر فى كيفية اخفائها !!! أم أتركها ولتذهب كل نظرات البشر الى الجحيم!!!
أحتاج الى حضن ارتمى فيه
ماذا أفعل؟!
مطلقة , تاخرت عن الزواج ( عانس)
اى كان الوضع
لا تسلم اى منهما من كلام الناس و تجريحه .
فهن حديث النساء فى المجالس ,
و كتب عليهن ان يكن على لسان القاصى و الدانى , القريب و البعيد ,
كيف لا
و هن بمجتمع قاسى حكم عليهن بالظلم و الجور بان يكونوا منبوذات
بين اسرهم و اهاليهم و مجتمعهم
كيف لا
و هن سبب كلام الناس عليهم فى نظرة اسرهن
أصبحن يكرهن انفسهن بسبب مجتمع ظالم و عادات باطلة ليست من
الشريعة الاسلامية فى شىء
فلقد حرم الله سبحانه و تعالى الظلم على نفسه و حرمه كذلك ان يقع بين الاخرين
حيث ورد في الحديث القدسي فيما يرويه لنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، عن ربه تعالى (يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا).
مجتمع مغرم بالتعقيد , و يقيدون المظاهر الاجتماعية السائده فى الحياة ,
بمفاهيم خاطئة , جلها يعيب المراة و تسمى بالمطلقة , عانس , بائرة....
الخ من الكلمات التى صنعها التفكير البالى و العادات و التقاليد الرجعية .
كيف لا تكون عادات و تقاليد رجعية
و جل النساء المتزوجات يخشين ان يصادقن المطلقة و العازبة
--- اجل اقول عازبة لاننى لم اجد اى تفسير منطقى لاطلاق كلمة عانس على المتاخرة فى الزواج او العازبة ----
لماذا يخشينهن المتزوجات ؟؟؟؟؟؟لماذا ؟؟؟
لماذا يتعاملن معهن بجفاء و يتحاشهن , حتى اللاتى كان لهن بهن علاقة
متينة , بعد الزواج , رحماك يا رحمان , بعد زواجهن اختلفن عليهن
و تغيرن , و بان منهن الجفاء .
اه و اه و اه منك يا مجتمع
فالعانس قالوا عنها " لم يتقدم لها احد للزواج ... لان بها و بها و بها الخ ..."
و لم يبق عيب الا و الصقوه فيها ,
حتى و لوكانت تتحلى بصفات حسنة ( مؤمنة , ملتزمة , اخلاق عالية ),
حسبيا الله و نعم الوكيل
الا يعلمون ان بعض الظن اثم
﴿يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن أن بعض الظن إثم﴾
الحجرات ( 13)
و لكن نصيبها لم ياتى بعد , او جاء و لم يكن مناسب لها ,
و هى ليس لها يد فى هذا الامر ,
فالأمر أولا و أخيرا بيد الله سبحانه و تعالى .
اما المطلقة فلها النصيب الاكثر ربما من كلام التجريح ...
حتى و لو كانت مظلومة من الرجل ,
لكنها تتحمل الوزر ,
و الرجل " ملاك " لا يخطأ و ليس عليه ملام ,
فى حال انه قد يكون الرجل هو المتسبب الاول فى الطلاق .
ربما كان يعاملها معاملة سيئة ( ضرب _ اهانه _ قسوة _ ظلم ) ,
حتى ضاقت ضرعا و طلبت الطلاق .
او يكون الرجل طلقها من دون ان تطلب الطلاق ( لم يعد يحتمل مجرد
ذكر اسمها فمابالك برؤيتها ),
ماذا تفعل هذه المسكينة ؟؟؟
و ماذنبها حتى تصبح علكا فى حلق المجتمع ..
فمن يريد ان يحمل لقب عانس او مطلقه ؟؟؟
من؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فالعنوسة = ألم موجع
و المطلقة = ألم
مزمن
فرفقا بهن و رحمة
و لا تنسى قول المصطفى صلى الله عليه و سلم
((من لا يَرْحَمْ لا يُرْحَم))
فلماذا نظلم هذه الفتاة المسكينة وننظر لها نظرة الشفقة وربما الاحتقار لأنها لم تتزوج ولماذا تصبح مكروهة ً في مجتمعنا؟؟
أليست فتاة كباقي الفتيات ولكن الله لم يكتب لها الزواج فما جريمتها لكي تصبح هذه الفتاة محط أنظار المجتمع وتساؤلاتهم..
هل هي جيفة قذرة لكي تكون على ألسنة الجميع بالسخرية أو الاستغراب أو التساؤلات الغريبة عن سبب عدم زواجها أو التقليل من قدرها وذمها بكل ما يحلو لهؤلاء من ألفاظ؟؟
فلماذا لا نقف مع هذه المطلقة ونكون لها خير معين ونكون معها رحماء نحبها ونجلها نقدرها ونحترمها نعوضها عما حصل لها وما أصابها
و يا لها من مصيبة ٍ أصابتها فهل نزيد مصائبها أم نزيح عنها كل ما أصابها ونكون لها رحماء لكي نعوضها ونجعلها تعيش حياتها بسعادة ٍ وفرح دون أن نثقل كاهلها بكلمة مطلقة ونجعلها تكره نفسها.
يكفى ايها المجتمع
يكفى
يكفى من الظلم و الجهل و العمى
و تذكر قول الرسول صلى الله عليه و سلم
((اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة)).
فلم يكن الزواج يوما هو مقياس الشخصية و التالق و الكبرياء و الابداع فى الحياة لاى فتاة و امراة .
فالنجاحات الحياتية و المكتسبات لا يجب ان تضيع امام عدم الزواج أو الفشل فيه ,
و لو افترضنا جدلا ان المجتمع يرى ذلك ,
فليس المجتمع على حق .
فالانسان , انسان بذاته الشخصية بكل عيوبها و قدراتها .
فلماذا تضيقين من شىء قدره الله و كتب لك أجر صبرك عليه .
كونى شامخة متألقة ,
و ثقى بالله عز وجل و توكلى عليه ,
فلا يخيب من توكل على الخالق
و اعلمى ان الله سبحانه و تعالى عالم بحالك و يراك و يسمعك
و لا تكثرى من التفكير فى مستقبلك و تقلقى
فلو فكرت قليلا لوجدت ان حتى حياتك لا تضمنيها ,
و لا تعلمى هل تعيشى لغد او لا تعيشى .
دعى كل شىء على رب العالمين ,
و اهتمى بما انت فيه من وقت , و كيف تستفيدى منه ,
و غدا يوم لا تعلمين مافيه من خير و ما عليك .
{ وعسى أن تكرهوا شيئا ً وهو خير ٌ وعسى أن تحبوا شيئا و هو شر لكم و الله يعلم و أنتم لا تعلمون }
البقرة (216)
البقرة (216)
[
تعليق