
..
..
بسم الله الرحمن الرحيم
..... يوم شاق .....
لأرى ما سأفعل اليوم ...
وأبدأ بعد أصابعي ..
سأقوم ...
سأفعل ...
سأحضر ..
لا ..لا ... من جديد ...
سوف أذهب ..
سأصنع ..
كم أصبحوا ؟! خمسة ... ثلاثة ...
كم إصبعاً في يدي ؟!!!!
ثم أقرر بحكمة استخدام التدوين ..
أمسك قلمي ، أرتب الأرقام فوق بعضها حتى أصل الثلاثين ،
وأحاول تذكر ما أنوي القيام به ...
خمسة فقط !!!!
يفاجئني الرقم ، وتدهشني قلة ما علي فعله !!!
إذن هناك وقت ...
فلأصنع ..
ولأحضر ...
ولأفعل ...
أملأ الخانات الثلاثين ، وأجلس براحة ، فما أجمل من هكذا ترتيب وبرنامج أنجز فيه أعمالي
ويبقى لي وقت لفنجان القهوة ، وقطعة الحلوى ، و " قيلولة المساء " ....
أها .... هناك مشكلة ... من أين أبدأ ..
(لأرتب هذه القائمة حسب الأولويات) ...
ويا لهول ما أصنع !!!
أسطر كل أعمالي في صف واحد .. فكلها أولويات بالنسبة لي !!!....
فليكن ..
أنهي الترتيب ، وأقرر : سأشطب كل عمل أنجزه ... ولكن لآخذ راحة فقد تعبت !!..
وبعد مئات من الدقائق المريحة أمسك الورقة مرة أخرى ... أيقن أني لن أستطيع إنجازها ..
أفكر ... ( القهوة قد تحرمني قيلولة المساء ... أأحذفها ؟؟!! )
.
.
.
وبعد ساعات .. أملأ ساعاتي القادمة بدقائقها وثوانيها بما علي فعله ...
لا يهم .. أعمل اليوم وأرتاح غداً ...
.
.
سأرتاح قليلاً أنظم الأمر في عقلي ...
.
.
.
.
.
ويأتي الغد ... بعد فنجان قهوة "سادة" ، وقطعة حلوى ، و "قيلولة مساء " .... كالعادة !!!
القلم لا يزال بيدي .... "أخربش " فيه أفكاري ... أو أفكر بـ "خربشاتي " ...
دون أن ألمسها ... أو أشطب منها شيئاً ....
كلها " أولويات" !!!
سأنجزها اليوم ...
أو غداً ...
أو ... بعد أن أرتاح قليلاً
فأنا متـــعبـــــــــــــة !!!!
**************
لا أكذبكم أخواتي .. هذا هو حال الكثير في معظم الوقت ، وفي باقي الأمور قياساً ..
يخطون أعمالهم ..
بعقولهم أو بأقلامهم ...
ما يجب أن ينجزوا ..
ما يجب عليهم شراؤه ..
و "بالنسبة لي " ما عدد الوحدات التي يجب أن أدرس ...
يخطون كل شيء
ولا يقومون بأي شيء !!!!...
الأمر يبدو وكأنه أمانٍ وكماليات بعيدة المنال ...
بينما هي أولويات فعلاً ...
قد تغيرين مسار حياتك ...
تعيدين "دبلجة" يومك ليتناسب مع انشغالك "الكاذب"
فتوقعين نفسك بالمزيد من الأخطاء ..
وتراكمين المزيد من أعمالك ... فوق رأسك ...
فيزيد همك ... وتدخلين في حلقة مفرغة من " الأيام الشاقة "
وحساب النفس غير المثمر ...
ومزيد من التعب ... بلا جهد
موضوعي هذا رسالة لك أخيتي ....
اخترت شهراً مباركاً لأقترحها عليكِ ..
قومي ... اعملي ...
ولا تؤجلي عمل اليوم إلى الغد ...
وإن صنعت شيئاً فأتقنيه ...
فإن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه ...
لا تضيعي وقتك ... فأنت محاسبة عليه ...
وتذكري أنك تدينين بدين عظيم ... تعطين أجراً عن كل خير تفعلينه ...
ويضاعف لك الأجر ما شاء الله ..
اعملي ...
وابتغي رضا الله سبحانه وتعالى ...
لتكون كل أعمالك عبادات ترفع أجرك ...
انسي الكسل ...
اهزميه .. اهزمي شيطاناً يتذاكى عليك ويوسوس لك ...
تحدي نفسك ... وكوني قدر التحدي .!.!.
أمسكي الورقة والقلم ...
أو حضري في ذهنك ما تريدين فعله ...
واتركي وقتاً لك ..
تصلين النوافل .. تتلين القرآن ... تستمعين إلى محاضرة ...
فتكسبين راحة ...
وتذوقين للدين حلاوة ..
وترتفعين أجراً ..
عيشي كل يوم من حياتك ..
لا تضيعيه ...
ففي كل عمل لا تقومين به تخسرين جبالاً من الحسنات ربما ستحتاجينها يوم العرض ...
يوم تسألين عن عمرك فيما أفنيته ، وعن وقتك فيما أضعته ...
شهر رمضان طالما كان شهر انتصارات ...
على شهوات النفس ...
على أعداء الله ...
على شياطين الجن والإنس ...
فاجعليه بدايتك نحو حياة نشيطة ... مليئة بالإنجازات
فإنه حقاً يوم شاق ذاك الذي تضيعينه بلا أي إنجاز يذكر
ستدركين مشقته يوم تسألين عنه !!...
فهيا أخيتي ... انطلقي ... رعاك الله ووفقك لما يحب ويرضى
تعليق