تويت
(¯•.¸♥ ¯يوم رمضاني لعائلة.. صلة للأرحام قاتلة'´¯♥¸•´¯) صيفنا في الإخاء ابداع♥متميّز♥
..
..
بسم الله الرحمن الرحيم
استيقظت أم عبد الله باكرا على غير عادتها ، مسحت وجهها بكفيها كمن يزيل بقايا نوم ونعاس عالقين ، ومدت ذراعيها كمن يزيح عنه الكسل ، نهضت وقصدت غرفة ابنتيها ريم وعلا ، فتحت الباب على عجل وقالت :
هلا استيقظتم ، يجب أن ننهي عملنا بسرعة ...سحبت ريم الشرشف تغطي به وجهها تحرمه أشعة الشمس الذهبية حين أزاحت أمها السائر ، تأففت وقالت :
أوووووووووه حضرنا كل شيء تقريبا ليلة البارحة ، لم يبق إلا القليل ... دعينا ننام
ربما أخطأت ريم بقول دعينا ، فأختها علا كانت لا تزال نائمة بهدوء ينافي العاصفة التي أحدثتها أمهم في الغرفة ...
صرخت الأم : أفيقوا بلا كسل سوف "تفضحوننا " بين عماتكن ... تريدون جعل سيرتنا على كل لسان ... يجب أن ننهي كل شيء في وقته .
استيقظت علا ببطئ على كلمات أمها الغاضبة السريعة ... فتحت عينيها بتثاقل ، ثم قالت : صباح الخير ... أتعلمون .. أنا عطشة منذ الآن ... يا الله أعني على الصيام اليوم ...
قالت الأم وهي تسحب ريم من يدها تحثها على النهوض .. لو كنت استيقظت على السحور يا فالحة لما عطشت هكذا ..
استمرت مشاحنات الأم وابنتيها وقتا ليس بالقصير نظراً لما تزعمه الأم من ضيق الوقت الذي يملكونه !!!...
بعد 10 دقائق كانت أسرتهن مرتبة ، وكن قد ارتدين ملابس العمل ونزلن للمطبخ ليساعدن أمهن ...
علا جلست على كرسي المطبخ وتركت العنان لرأسها ليرتخي فوق كفها الأيمن ، بينما كانت الأم تخرج ما تم تحضيره أوليا من الثلاجة ... ريم تقشر الخضار ، وتخز أختها بين حين وآخر لتساعدها بدل بلادتها التي هي فيها ...
تذكرت الأم أنها نسيت إخبار زوجها بإحضار بعض الأشياء ... فصدرت منها يا ويلتاه طويلة نافست صوت قدر الطبخ البخاري ، وفلحت بإيقاظ علا من غفوتها .... قالت الأم لعلا... تعالي يا فالحة ... " قوري " الكوسا ... لا تجعلي القشرة رقيقة كعادتك ... عمتك حنان تحب القشرة السميكة للمحشي ...
قالت الأم ذلك واندفعت من باب المطبخ نحو الهاتف...
صرخت ريم : أماه وصيهم أيضا على أنواع حلوى جاهزة ... لا نريد تضييع الوقت في صنعها ...
الأم تجاهلت ريم ، ونادت من الصالة على ابنتها علا التي تجاهلت أمر "تقوير " الكوسا ...
أمسكت علا "بكوساية" لكنها "فلقتها " نصفين ... وقبل أن تراها أختها وضعتها في سلة المهملات تحت قشور البصل والبطاطس ...
وما أن عادت الأم من الصالة حتى كانت السلة قد شارفت على الامتلاء بحبات الكوسا التي لم تقور جيدا !!...
بادرت ريم بالقول : كل هذا مكالمة تلفونية .. ثم تقولين لم تكون فاتورة الهاتف مرتفعة ...
سكتت ريم بنظرة من عيني أمها لثوان .. ثم بادرت بالسؤال : ءأوصيتهم أن يجلبوا الحلوى ؟؟
قالت الأم ... طبعا لا ..
رمت ريم الخضار من بين يديها وقالت : يا الله !!!.. صرخت بذلك مرتين يا أمي .. رأيت كيف أن صنع كميات كبيرة من الحلوى تكفي للعزائم قد تكلفنا الكثير من الوقت والمواد ما بين قشطة وكريما وبسكويت وكيك و .....
وهمت بالخروج وهي تقول .. لا بأس سأتصل الآن بعبد الله لعله يحضرها ..
استوقفتها الأم قائلة ... لا تفعلي أيتها الكسولة ... سنصنع نحن الحلوى ... فصنع الحلوى في البيت أهيأ كثيراً .. سأصنع كل ما أبرع به ... سأجعل الجميع يصفون مهاراتي وقدراتي في الطبخ والعناية بالمنزل.. أعمتك خولة أفضل مني ؟!؟!... سأصنع كعكة البرتقال التي تحبها وترجوني دائماً أن أعطيها مقاديرها ...
ضحكت الأم وهي تهم بقلي بعض الخضار ....
استمر اليوم الحافل ... ريم متنكدة ، لكنها تعمل بجد مع أمها ، وعلا نائمة معظم الوقت حتى أضاقت صدر أمها فطلبت منها الخروج من المطبخ ... لتكمل نومها في الصالة أمام التلفاز ...
بعد صلاة العصر .. عاد أبو عبد الله ، وأبناؤه عبد الله وخالد ... كانوا يحملون أكياساً توحي أنهم اشتروا السوق بما فيه .. العرق يقطر من جبهاتهم ، والتعب باد في أعينهم ...
تناولت ريم منهم الأكياس وأدخلتها المطبخ ...
وقبل موعد الإفطار بساعتين .. كان كل شيء جاهزاً ... وكان المنزل يعبق بروائح عبقة شهية تزيد جوع العائلة ...
كان الجميع متعبا ... عدا علا طبعا ...
فقد كانت الأخيرة في غاية السعادة.. ما أن انتهوا حتى نسيت تعبها وعطشها المزعومين ، وركضت نحو غرفتها تهندم ملابسها وتتزين لاستقبال الضيوف ..
ساعتين فقط حتى موعد الإفطار ...
الساعة الأولى مضت مناقشات ومشادات بين ريم وعلا على أدوات المكياج والعطور والزينة والشالات والملابس ....
قيلولة قصيرة جدا لرجال المنزل ...
وهندمة لملابس أم عبد الله ..
ونظرة أخيرة على الطعام والحلوى !!
وعندما وصل الضيوف وكانوا ثلاث عمات ، لكل منهن زوج وأبناء وبنات ... حشد من الشباب والشابات ... يفوق عددهم العشرين ...
جلس الجميع حول المائدة ... ينتظرون مدفع الإفطار ...
أم عبد الله تخبر ضيفاتها عن أم أحمد جارتها .. طلقها زوجها ، وهي ترفض العودة له ، ابنها كان يخرج مع رفاق سوء ، وابنها الآخر شوهد يدخن في نهار رمضان ، ابنتها يقال أنها ستخطب لفلان .... وحديث نسائي يطول ويطول ..
ريم تراقب ابن عمتها سامي من بعيد ...
وسامي مشغول بمراقبة ابنة خالته سهى ،
عامر ابن حنان يراقب علا ، وعلا مشغولة بأكرم ابن خولة ... أما أكرم فقد كان مشغولا بمراقبة السفرة !!,,
دجاج محشي ، ملوخية ، فاصولياء ، محشي باذنجان وكوسا ، ورق عنب ، أرز ، لبن ، سلطات كثيرة ، لحم كثير .. أنواع من السمبوسك والمعجنات ، طبق غريب لم يعرف ما هو ... طبق يبدو أنه سمك مشوي ... بطاطا محشية .. ممممممم وأطباق بعيدة عنه لم يرها ....
وفجأة ...
أطلق مدفع الإفطار ، وصدح صوت الحق " الله أكبر الله أكبر "...
ومع انطلاقه تذكرت كل من ريم وأم عبد الله أن صلاة العصر قد فاتتهم ، وتذكرت علا أنها فوتت صلاتي الظهر والعصر !!....
(¯`'•.¸§(¯`'.•'´¯)§ ¸.•'´¯)
قصة شائعة ... معادة مرات ومرات ... بالله عليكن ... كم منا تمثلها أم عبد الله ، ريم ، علا ؟؟...
أعلم أنهن كثيرات ، لأنني أرى الكثير من ريم وعلا وأم عبد الله في مجتمعي !!...
مسخن صلة الأرحام ، وجعلن لها معان سخيفة سطحية .. تتمثل في طبق من طعام ، وكوب من عصير ... وهدية بسعر يلائم ثمن آخر هدية وصلت منهم ...
مخالفات ومخالفات ، توقعنا في بحر المعصية ، فنخرج من اجتماعنا والأرحام ، بذنوب عظام .. ومخالفات لرب الكون وخير الأنام ....
(¯`'•.¸§(¯`'.•'´¯)§ ¸.•'´¯)
تبدأ المعصية من القلوب ، بجعل الهدف غير مرضاة الله ...
هذا يعزم أرحامه لأنها عادة وسيتكلم الناس عليه إن لم يفعل !!
وذاك يريد أن يرائي بكرمه ،
وتلك تريد أن تثبت مهاراتها كأم عبد الله ...
وتلك تخطط لما هو أبعد وأبعد ....
وعندما تكون الغاية هكذا ، فاقرأ السلام على الوسيلة ...
تبذير ،
إضاعة للوقت ، والجهد والمال ...
فترى طاولة الطعام تكدست بطعام يعجز المرء عن رؤيته مجتمعا ، فما بالكم بأكله .!.!
لحوم بيضاء وحمراء واسماك ...
عصائر بكل الألوان ، وكأنهم يجزون أنفسهم بصيامهم ، فيملؤون البطون بنَهَم من لم يذق الطعام منذ شهور !!
(¯`'•.¸§(¯`'.•'´¯)§ ¸.•'´¯)
ثم يكون الاجتماع المبارك ، فيجلس الرجال مع النساء من غير المحارم ... يباركون صيامهم بالنظر إلى الأجانب !!!...
وتتزين النساء لذلك ... دون أن يراعين قوله تعالى " وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ ... "
(¯`'•.¸§(¯`'.•'´¯)§ ¸.•'´¯)
وما يميز هذه الاجتماعات "المباركة " ، ولا يمكن إغفاله ... (الغيبة) ....
يصومون عن الطعام ، فيعطون لألسنتهم وأضراسهم البديل ... "لحوم إخوانهم" ...
وتستمر مجالسهم .. غيبة ، اختلاط ... ينسون أنهم في شهر فضيل .. يضيعون صلاتهم .. يفوتون ساعات كان الأحرى بهم ملؤها بالذكر والقرآن ...
وتكون النهاية ....
كما هو متوقع ...
تعود كل عائلة إلى منزلها ... تتكلم في العزيمة .. تناقش ما حصل بلغة الغيبة والنميمة ...
وتبقى العائلة " صاحبة العزيمة " في منزلها ... تضيع ساعات أخرى في الترتيب لما بعد العزيمة ، وتناقش أمورها وأدق تفاصيلها ، تفتح الهدايا ، وقد تقلل من شانها وشان محضرها ...
وفي الصباح كيس مليء بالنفايات يخرج من المنزل ...
بل كيس نفايات مليء بالطعام الذي لو وزع على قرية من الفقراء لكفاها !!...
(¯`'•.¸§(¯`'.•'´¯)§ ¸.•'´¯)
ألا يعلمنا رمضان الرقي ؟؟...
الإحسان ؟؟...
ألست تراه يعود لنا بخيره وفضله كل عام .. رغم ما نفعله ونصنعه فيه ...
والله لو كان بشراً لبكى وانتحب ...
على أمة .. أكثرها لا يعرف فضله ...
يبخسه حقه ...
يضيع جماله وجمال أجره ...
(¯`'•.¸§(¯`'.•'´¯)§ ¸.•'´¯)
هلا جعلنا اجتماعاتنا اجتماعات خير ...
هلا جمعنا أرحامنا بهدف مرضاة الله ، وبنية صافية طيبة ، على سفرة رمضانية بها ما لذ وطاب من الأكل دون إسراف ، سفرة ليس فيها اختلاط ولا غيبة ولا نميمة ولا معاص ...
سفرة تدعونا للذكر والعبادة ... نتذكر حولها إخواننا الجياع من المسلمين حول العالم ... نتذكر فيها مسلمين مضطهدين في بقاع الأرض ...
يتمنون اجتماعا بأرحامهم .. لا تقطيعا لأرحامهم!!
فلنعد لصلة الرحم معناها السامي العطر ... " في رمضان وغيره "...
" اللهم اجعل جميع تجمعاتنا بالأرحام تجمعات محمودة وتفرقاتنا بعدها تفرقات معصومة ...اللهم آمين"
..
تعليق