
اخواتى الفضليات فى ركن النافذه الاجتماعية
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
أسعد الله أيامكن بكل الخير و السرور

اليوم أحببت أناقش موضوع عام و لكنه يخص المرأة بصفة خاصة
بعيدا عن التزامات الزوج و الاطفال و الروتين اليومى...
نخوض بكم فى عالم الاجتماعيات و السلوكيات قليلا.....
حيث المرأة و المرأة الأخرى ........... والمرأة و السلوكيات الإجتماعية .........
المرأة بين الطباع و التطبع...........المرأة ما بين المبدأ و التغيير ..........
و إن كان ما سأخوضه ينبع من ترتيبك السليم لحياتك الأسرية الداخلية.
كثيرا منا يدخل اختبارات صغيرة مثل: هل أنت هادئه.... هل أنت واقعية..... هل أنت مسرفة....
هل ...هل ...الخ
و النتيجة أنك وجدت كل الإجابات تنحصر فى ( ج) طلعت هادئة نوعا ما عليك الاتزان فى الأًًمور
و أًخرى فى اختبار آخر كانت النتيجة( أ) منزعجة بعض الشئ عليك بفعل كذا و كذا......
و هكذا المنوال .... و إنتهى الإختبار بالنسبة لك ورقه و قلم و طويتى الصفحة....
حديثى ليس عن الاختبارات فى حد ذاتها بل ما هو التغيير الذى ستبذلينه حتى تكونى متميزة.....

هناك إختبارات فى الحياة حيّة أمامنا نمر بها جميعا و لا ندرى قيمتها
و هى جلساتنا الإجتماعية أيا كانت
و نوعية سلوكياتنا فيها وهو محور حديثنا اليوم............

و سوف أضعه فى شكل نقاط حتى يسهل فهمه....
حياتِك الاجتماعية او وضعك الإجتماعى هل هو فى القمة أم ا فى المنحدر ام بين ذلك
يمعنى آخر :
**هل انتِ محل احترام و تقدير لمن حولك؟
**هل انتِ ممن يألجون اليك فى حل المشاكل؟
**هل انتِ راضية عن حياتِك الاجتماعية؟

و من هنا نبدأ جلستنا مع أنفسنا أين نحن و السلوك الإجتماعى السليم............
ما شكل حياتِك اجتماعيا ....هل سألتِ نفسكِ يوما ما هى سلبياتِك و ما هى أيجابياتِك؟؟؟
كثيرا ما يمدحوك على انك عاقلة و رزينة و حكيمة و لك الرأى السديد هل أنتِ فعلا كما يقولون
اذا كانت الاجابة نعم فهنيئا لك أنتِ من يشار اليها بالبنان...
اما اذا كانت الاجابة لا فلما لاتكونى كذلك يالاجتهاد النفسى و مصاحبة الاخيار اصحاب الحكمة و الرأى السديد
و أخرى يقال عنها متهورة و متسرعة مرتبكة فى اتخاذ القرارات هل أنتِ فعلا كذلك
اذا كانت الاجابة نعم ألم تجربى التغيير للأفضل ربما قليل من الاجتهاد
يصل بك الى مراتب الحكمة و العقل
اما اذا كانت اجاباتِك لا فلماذا يقال عنك ذلك....
يجب ان تبحثى عن الإجابة فإذا كانت عيوب اخرى اجتهدى لاصلاحها.....
بقليل من الجهد وهو وقفة صريحة مع النفس........
نبدأ حديثنا بالتفصيل

*** اذا كنتِ محل احترام و تقدير من الآخرين فأنتِ انسانة رائعة و الأروع أن يكون سلوك داخلى
نابع عن مبدأ و إقتناع .... و لا تنسى أن تحتسبى الأجر لله فى سلوكياتك مع نفسك و الآخرين

*** أذا كنتِ ممن يلجأون اليك من صديقاتِك او جاراتِك فى حل مشاكلهم او همومهم أو استشاراتهم ....
فأنت كما قال هرم بن حيان:
**ما أقبل عبدٌ بقلبه إلى الله ..إلا أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه حتى يرزقه ودهم**
اما اذا كنتِ غير ذلك الم تفكرى لماذا ؟؟؟ هل حاولتى يوما ان تكونى ودودة مع احداهن؟؟
هل لجأت إليك مرة أخرىللمساعدة فى شئ ما؟؟؟.....
الم تفكرى فى التغييرللأفضل حتى تكونى موضع ثقة... ستقولى لى ان الطبع غلاب.....
بل أقول لك ان قليل من التطبع يتحول الى طبع...اقول لك كيف................
ربما بعض الصفات التى تمتلكينها ميزة.....
و ليس عيبا فى حد ذاتها...
لكنها ليس فى موضعها الصحيح مثال لذلك ....
الصمت ميزة جميلة يفتقدها الثرثارون وربما كنتِ صامتة فى ظرف كانت تحتاج منك إحدى
صديقاتك إنصافها امام الآخرين و لكنك آثرت الصمت ........و لو نطقتِ بكلمة واحدة فى حقها
لكنتِ موضع ثقتها و للآخرين ايضا....
و بالرغم من أن بعضهم قال: **إن بعض القول فن .. فاجعل الإصغاء فناً**
فبعضهم قال **الصمت مفيد أحيانا ولكن الكلام لغة الاحياء**

مثال آخر: ربما كنتِ كثيرة السؤال بحسن نية فى أى شئ كان و لكن بعضهم لا يتقبل السؤال
و لم تفطنى لذلك فى وقتها و لكن بمرور الزمن عرفتى...
و بدأتِ تقللى من هذه الصفة حتى لا تفقدى صديقتك او جارتك العزيزة الى نفسك .....
فهذا هو التغيير للأفضل و أنك لم تكونى كما كنتِ ....
بل نهضتِ بنفسك لترتقى بها و كما قيل:
**ليس العيب ان تسقط و لكن العيب أن تبقى حيث سقطت**
فأنت مجتهدة.......

مثال آخر: تعتقدين أنك تفهمين كل شئ و تتحدثى و كأنك العارف فى زمانه فأصبحت مملة فى نظرهم.....
و ربما عامل الذوق و الأخلاق من قِبلهم لم يحسسوك بذلك ... فأصبحتى تكثرين من مقالك بينهم....
فلفتت نظرك إحداهن و لكنك آصابك الكبرياء فأصررتِ على ما أنتِ عليه....
فى هذه الحالة سوف تفقدى مكانتك بينهم حتى و إن كنتِ محقة بعض الشئ ....فالحكمة تقول:
** لاتقل فيما لا تعلم فتتهم فيما تعلم**
و ياأختى من **تواضع لله رفعه**

أما....
*** اذا كنتِ راضية عن حياتِك الإجتماعية شكلاً و موضوعاً فهنيئاً لك فأنتِ صاحبة المقام الأول....
اما اذا كنتِ غير ذلك فأدعوك الى جلسة صادقة مع نفسك و أبدأى فى التغيير قليلا قليلا
و ُأنظرى الى كل ما هو حولك خذى ورقة و قلم و أكتبى فيها الطباع التى تمتلكينها و لا تعجبك
مثل العصبية... التسرع .... المزاح..... الخ...
و أكتبى فى الجهة المقابلة للورقة الصفات التى تودين أن تكونى:
الهدوء..... التأنى ..... الجدية..... و هكذا
أبدأى فى التغيير واحدة واحدة ....خطوة خطوة و اسألى الله أن يعينك و توكلى على الله فى كل خطوة
**فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة**
فستكسبى أثنين أجر التوكل على الله و إكتساب صفة جميلة............
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
**أيها الناس احتسبوا أعمالكم .. فإن من احتسب عمله .. كُتب له أجر عمله وأجر حسبته**
فلا تقفى عاجزة و تفكرى ببطء فالتغيير ليس صعبا و لكن الأصعب أن تقفى حائرة
و تفقدى من حولكِ بسبب صفات بالإمكان أن تتبدل ....
فالحكمة تقول ** المصيبة إذا نزلت فهي واحد فإن عجز صاحبها كانت إثنين**
و حتى لا تكون المصيبة إثنين فلا تعجزى عن اصلاح ما يمكن إصلاحه...

و أختم مقالى...... أخلصى النية فى القول و العمل
و أسالى الله أن يعينك على جمال الطباع و حسن الخلق وصدق القول و العمل
فسوف تنالى رضا الله و بإذن الله تكسبى ود من حولكِ و رضاهم...
** لا شئ احسن من عقلٍ زانه حلم و من عملٍ زانه علم و من حلمٍ زانه صدق**

و يكفينا فخرا أننا من أمة حبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة و السلام
أن نعمل بوصيته صلى الله عليه و سلم الجامعة، فقد قال عليه الصلاة والسلام:
{ اتق اللّه حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحُها، وخالق الناس بخُلق حسن } [رواه الترمذي].
اللهم حسِّن أخلاقنا وجَمِّل أفعالنا، و أجعلنا ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه
و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

تعليق