PDA

View Full Version : رسالة... سؤال وجواب






الاديب
25-03-2001, 02:14 AM
يمنعها من الزواج ويلزمها بالزواج من ابن عمها...!

هذه الرسالة وردتني من السائلة (س. أ.) تقول فيها:

إني قرأت كثيرا من كتب الدين أن الزواج نصف الدين! وأن صلاة المتزوج أفضل من صلاة الأعزب.. وأنا فتاة عمري خمس وعشرون سنة، تقدم لخطبتي ابن خالتي وكنت أنا وأهلي موافقين. بس عمامي هم الذين رفضوا خطبتي وقالوا: إن البنت لابن عمها. والحقيقة أنهم

لا يريدونني لابن عمي إنما يريدون تحطيم مستقبلي مثل ما حطموا مستقبل أختي الكبيرة.. إلخ..

والمشكلة أن "أبوي " ما يرد لهم "طلب " مهما كلفه الأمر لأنهم شركاء معه في الحلال ويخاف إذا رد لهم "طلب " يعزلون عنه.. إلخ.

أريد أن أسأل "سؤال " هل علي أنا حرام لأني لم أتزوج حتى الآن؟ أم على” أبوي " وأعمامي..

أرجو أن تعطيني حلا لهذه المشكلة..! ".

بغض النظر عن تصحيح الرواية، التي قرأت عنها السائلة، فإني أسر، عندما أرى الفتيات يقرأن، ويتثقفن في أمور دينهن، وكذلك عندما تكون الصراحة في الحق رائد المسلم والمسلمة.

وهذه فتاة محقة في رسالتها، ومطلبها، واستشكالها.. وقد احتوت الرسالة نقاطا مهمة، نافعة:

الأولى: شعورها بالزواج ولزومه، وأنه ضروري للمسلم، والمسلمة وخوفها من أثم تركه، أو التفريط فيه، وهذا مطلب نفيس، ليت أخواتنا الفتيات يشعرن بهذا الشعور، حتى لا يضيعن الفرصة على أنفسهن، فأنا أسمع وأعرف أن أعدادا كثيرة منهن، ترفض الخطاب، بحجة الدراسة، أو سواها من الأعذار، وهى تظن أن الخطاب بيدها متى شاءت، وهذه نظرية خطأ، وقع فيها ضحايا كثيرة . ذلك أن الفتاة تقبل على الدراسة مثلا ولا تفكر في سواها، وهذا منهج حسن، إلا أنه لا يعارض الزواج، فالمفروض أن تتزوج البنت، وتستمر في دراستها، إذا كانت امكانياتها الفكرية والروحية تساعدها على ذلك.

الثانية: قولها: "كنت أنا وأهلي موافقين.. بس أعمامي رفضوا " وهذا مفهوم خاطىء للحكم الإسلامي؟ فالأعمام ليسوا أولياء مع وجود الأب، ومن هو قبلهم أحق في الولاية؟ فوالدها هو وليها، وما دام قد اقتنع من دين وخلق الخاطب، ووافقت ابنته، فليست هناك حجة للرجوع إلى الأعمام.. والمجاملة تكون في غير هذه الأمور، ويستطيع إرضاءهم على مر الزمن..

الثالثة: نظرية "أن البنت لابن عمها" من أين لهم ذلك؟! ومن قال ذلك؟! ومن قرره؟! ومن يخالف الإسلام ويصر عليه؟ فليست البنت لابن عمها فقط، بل هي لمن يرضى دينه، وخلقه، وأمانته، من المسلمين، فإذا توفرت هذه الأمور مع العقل، والكفاءة في ابن العم، فأهلا وسهلا، وإن فقدت فلا أهلا ولا سهلا، والغريب الذي توفرت فيه الشروط، أحق وأولى.

وهذه النظرية من "عبية " الجاهلية، وقد أبطلها الإسلام، وأعلنها رسول الله صلى الله عليه وسلم صريحة أمام الملأ، وأبدلنا الله بها بنظام الإسلام، وأحكامه، وتعليماته. فلا تلزم البنت بابن عمها، وهي كارهة له.. ولا وجود لشيء اسمه " التحجير"، أو المنع! لا بحق، وموافقة المرأة والأولياء.

الرابعة: شعور النساء بالتأثم من ترك الزواج.؟ ولو وجد هذا الشعور، الذي لدى هذه الفتاة، كل الفتيات، لما بقى عانسات، ولزالت مشكلات الزواج والعناسة من أساسها، ولكان الهدف أسمى، والمطلب أعلى، في الاختيار، وتفضيل بعض الخاطبين على بعض.. لكن هذا الشعور قليل، ولا يوجد إلا عند بعض من فتح الله قلبه منهن.. وليت الوالدين ينميان هذا الشعور والاعتقاد لدى الفتيات، قليلا قليلا حتى لا يكون الحديث عن الزواج غريبة، أو غير مرغوب فيه.

الخامسة: أنت ليس عليك إثم مطلقا ما دمت لم تمنعي، ولم ترفضي خاطبة كفئة، وتعتقدين أن الزواج سنة الله في خلقه، وأمر من الفطرة، وضروري لكل إنسان.. بل لك أجر. واسأل الله أن يوفقك، ويرزقك الزوج الصالح، والذرية الصالحة.





------------------
جلَّ الذي خلقَ الجمالَ وأبدعَ
فغدا فؤادي بالجَمالِ مولّعُ