PDA

View Full Version : تأملات في حرم الله ( 2 - 8 )






همام
14-09-2002, 11:26 PM
... وصلى الله على إسماعيل ، الابن البار الذي أطاع أباه ولما يره ، واستجاب لطاعة الله تعالى في بناء البيت ،،
وها هما أقاما دعائم بناء التوحيد واصطفاهما الله تعالى لذلك ،
وهما يرفعان البناء الذي أمرهما الله تعالى واصطفاهما من بين سائر الخلق ببنائه ، يقولان :
{ رينا تقبل منا إنك أنت السميع العليم . ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم } ،،
فأين نحن ،، يا من إذا عمل الحسنة امتن على الله بها ، ورأى لنفسه قدراً عند الله إذ فعلها ، ونسي أنه بتوفيق الله فعلها ، ولو شاء الله لرده على عقبه من الخاسرين ،،

وتأتي قصة الذبح ابتلاء جديداً واصطفاء جديداً وكرامة جديدة ، لإبراهيم خليل الله تعالى ، ولابنة البار إسماعيل عليه السلام . { فبشرناه بغلام حليم . فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين . فلما أسلما وتله للجبين . وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين . إن هذا لهو البلاء المبين . وفديناه بذبح عظيم . وتركنا عليه في الآخرين . سلام على إبراهيم . كذلك نجزي المحسنين . إنه من عبادنا المؤمنين } ،
فيا لله !! ، ويا سبحان الله !! أي ابتلاء كذاك الابتلاء { إن هذا لهو البلاء المبين } ، أن تقدم فلذة كبدك وأن تذبحه بيدك ، وأنت بحاجة إليه وقد آنست منه السعي معك وقد كبرت سنك !!
هذا هو خليل الرحمن ،، ما بقي في قلبه تعلق لغير الله تعالى ،
عاش حياته في الله ومع الله { إن إبراهيم كان أمة قانتاً لله ولم يك من المشركين } ،،

وبقيت زمزم ماء معيناً ، واندثرت ، وجدد حفرها جد النبي عبد المطلب شيبة الحمد بن هاشم في قصة مشهورة عند أهل السير والتاريخ .

وبقي البناء شامخاً ، مهيباً ، حتى تناهى إلى أسماع أبرهة الأشرم وقد ظهر على اليمن ، تناهى إليه تعظيم العرب لبيت الله فأمر ببناء القليس كنيسة يتعبد فيها وقومه جعلها مضاهية للكعبة وقال : لأبنين بيتاً أصرف به وجوه العرب عن الكعبة .
وبعد أن أتم البناء جاء أعرابي من بني كنانة أغضبه فعل أبرهة إلى القليس فقعد بها أي تغوض ، فاغتاظ أبرهة لذلك ، وعزم وأقسم على هدم البيت الحرام ، وسار وجنده إلى مكة ومعهم فيل ضخم لهدمها ، وتقدمت قبائل العرب تذود عن البيت في مسير أبرهة وكان يهزمهم لقوة ما عنده من عتاد وجنود ، حتى إذا ما وصل إلى الطائف طلبت منه ثقيف أن يكف عن بيت اللات !! ، وأرسلوا معه دليلاً يدله على الكعبة يقال له ( أبو رغال ) ، فلما كانوا بالمغمس مات أبو رغال ودفن هناك ، ولذا رجمت العرب قبره .
ثم حل قريباً من البيت وجاءه عبدالمطلب فظن أبرهة أنه أتاه لأمر البيت ، فلما كلمه أخبره بأن جنوده أخذوا إبله ، فقال أبرهة ظننتك جئت شافعاً في البيت ؟
فقال عبد المطلب : الإبل أنا ربها ، وللبيت رب يحميه . فرد عليه إبله .
وخرجت قريش من الحرم إلى شعف الجبال يتحرزون بها ينتظرون ما أبرهة فاعل .
وأمسك عبد المطلب بحلقة باب الكعبة وقال :
لاهم إن العبد يمنع رحله فامنع رحالك
لا يغلبن صليبهم ومحالهم غدواً محالك
إن كنت تاركهم وقبلتنا فأمر ما بدا لك
ثم مضى مع قومه ، ولما أصبح أبرهة أمر بفيله وكان اسمه محموداً على ما قيل ، ووجهه سائسه نحو البيت ، ونخزه فلم يتقدم ، وضربوه فأبى ، وإن وجهوه إلى غير جهة الكعبة هرول :
وفر من البيت حراسه ----------------- سوى واحد عينه لم تنم
وحاول ذو الفيل تسييره --------------- إلى مكة فأبى وانهزم
على أنه كلما رده ------------------ إلى غيرها خف لا بل هجم
قال الحق تبارك وتعالى : { ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل . ألم يجعل كيدهم في تضليل . وأرسل عليهم طيراً أبابيل . ترميهم بحجارة من سجيل . فجعلهم كعصف مأكول } ، وأخزى الله أبرهة وجنده ، وأرسل عليهم جنداً من جنوده :
كاده الأشرم الذي جاء بالفيـ ------------ ـل فولى وجيشه مهزوم
واستهلت عليهم الطير بالجنـ ------------ ـدل حتى كأنه مرجوم
ذاك من يغْزِه من الناس ير -------------- جع وهو فل الجيوش ذميم
وقال الآخر :
ومن صنعة يوم فيل الحبو --------------- ش إذا كلما بعثوه رزم
محاجنهم تحت أقرابه ------------------وقد شرموا أنفه فانشرم
وقد جعلوا سوطه مغولاً ----------------إذا يمموه قفاه كلــم
فولى وأدبر أدراجه ------------------- وقد باء بالظلم من كان ثم
فأرسل من فوقهم حاصباً ---------------- فلفهم مثل لف القزم
تحض على الصبر أحبارهم ---------------- وقد ثأجوا كثوآج الغنم

نعم للبيت رب يحميه ،،
يتبع ،،

الخنساء
14-09-2002, 11:38 PM
بارك الله فيك ونفعنا وإياك ..

هديل
15-09-2002, 02:44 AM
بارك الله فيك ونفع بك الاسلام والمسلمين

أبو خالد
15-09-2002, 05:04 AM
الله أكبر..وقفة مع خليل الرحمن عليه السلام..
يسمع ويطيع في ذبح ابنه لرؤيا رآها..وهذا الابن أتى إليه
بعد سنيييين من الانتظار..ثم ويأتيه الأمر على كبر في سنه
ونعلم أن الأب كلما كبر في سنه كلما ازداد حنانا على ولده وكلما زاد لهم حبا
وكلما كان محتاجا لهم أكثر ..
ومع كل ذلك يسمع ويطيع بمجرد رؤيته لذلك في المنام بل ولا يناقش في الأمر
ولم يقل أنتظر حتى يأتيني الوحي الصريح..الله أكبر من ذا الذي يصل لتلك المنزلة..
ماذا نقول لمن يعصون الله في أمور أقل مما تعرض له خليل الرحمن..
ماذا نقول لنساء يخالفن أمر الله في حجابهن..فيقصرن فيه ويجعلنه مثارا للفتنة بإظهارها
لعينيها أو لبس أنواع من العباءات كم هي بحاجة لعباءة تسترها..
ماذا نقول لمن خالفت أمر الله ونمصت حاجبيها..أو وصلت أجزاء من شعرها..
كيف سيكون حالها لو أمرت بما أمر به خليل الرحمن؟؟!!!..إنها لم تطع فيما هو أقل
من ذلك بكثير..
ماذا نقول لرجال يقصرون في حضور الجمع والجماعات أو يخالف أحدهم بإسبال إزار
أو غيره..ألا يرون ما تعرض له خليل الرحمن من الابتلاء العظيم ومع ذلك سمع وأطاع..
وصدق الله ((إنه من عبادنا المؤمنين))..ولقد فاز إبراهيم ونجح في الامتحان..
((سلام على إبراهيم..كذلك نجزي المحسنين))..
بارك الله فيك أخي الحبيب همام وجزاك خير الجزاء..

أم غانم
15-09-2002, 06:48 PM
بارك الله فيك ....

العبير
16-09-2002, 08:03 PM
اثابك الله اخي الكريم ونفع بك الامة

همام
16-09-2002, 08:53 PM
الخنساء ، هديل ، أبو خالد ، أم غانم ، العبير ،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
أشكر لكم ما تفضلتم به ، وأسأل الله لكم عظيم الأجر والمثوبة في الدنيا والآخرة ،
بارك الله فيكم وفي عمركم وعملكم ،،

أخوكم
همام ،،

الجمان
18-09-2002, 08:05 PM
عبر جمة من هذه القصه..

بارك الله فيك أخي الفاضل...

حمامة الجنة
18-09-2002, 09:45 PM
أكرمك الله ووفقك لنصرة دينه دوماً....

الثمال
18-09-2002, 10:35 PM
جزاك الله كل الخير
وجعله الله في ميزان حسناتك

همام
19-09-2002, 10:41 PM
الجمان ، حمامة الجنة ، shaier
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
أشكركم على التواصل والمتابعة ، وأسأل الله تعالى لكم التوفيق في الدنيا والآخرة ،،