... وصلى الله على إسماعيل ، الابن البار الذي أطاع أباه ولما يره ، واستجاب لطاعة الله تعالى في بناء البيت ،،
وها هما أقاما دعائم بناء التوحيد واصطفاهما الله تعالى لذلك ،
وهما يرفعان البناء الذي أمرهما الله تعالى واصطفاهما من بين سائر الخلق ببنائه ، يقولان :
{ رينا تقبل منا إنك أنت السميع العليم . ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم } ،،
فأين نحن ،، يا من إذا عمل الحسنة امتن على الله بها ، ورأى لنفسه قدراً عند الله إذ فعلها ، ونسي أنه بتوفيق الله فعلها ، ولو شاء الله لرده على عقبه من الخاسرين ،،
وتأتي قصة الذبح ابتلاء جديداً واصطفاء جديداً وكرامة جديدة ، لإبراهيم خليل الله تعالى ، ولابنة البار إسماعيل عليه السلام . { فبشرناه بغلام حليم . فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين . فلما أسلما وتله للجبين . وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين . إن هذا لهو البلاء المبين . وفديناه بذبح عظيم . وتركنا عليه في الآخرين . سلام على إبراهيم . كذلك نجزي المحسنين . إنه من عبادنا المؤمنين } ،
فيا لله !! ، ويا سبحان الله !! أي ابتلاء كذاك الابتلاء { إن هذا لهو البلاء المبين } ، أن تقدم فلذة كبدك وأن تذبحه بيدك ، وأنت بحاجة إليه وقد آنست منه السعي معك وقد كبرت سنك !!
هذا هو خليل الرحمن ،، ما بقي في قلبه تعلق لغير الله تعالى ،
عاش حياته في الله ومع الله { إن إبراهيم كان أمة قانتاً لله ولم يك من المشركين } ،،
وبقيت زمزم ماء معيناً ، واندثرت ، وجدد حفرها جد النبي عبد المطلب شيبة الحمد بن هاشم في قصة مشهورة عند أهل السير والتاريخ .
وبقي البناء شامخاً ، مهيباً ، حتى تناهى إلى أسماع أبرهة الأشرم وقد ظهر على اليمن ، تناهى إليه تعظيم العرب لبيت الله فأمر ببناء القليس كنيسة يتعبد فيها وقومه جعلها مضاهية للكعبة وقال : لأبنين بيتاً أصرف به وجوه العرب عن الكعبة .
وبعد أن أتم البناء جاء أعرابي من بني كنانة أغضبه فعل أبرهة إلى القليس فقعد بها أي تغوض ، فاغتاظ أبرهة لذلك ، وعزم وأقسم على هدم البيت الحرام ، وسار وجنده إلى مكة ومعهم فيل ضخم لهدمها ، وتقدمت قبائل العرب تذود عن البيت في مسير أبرهة وكان يهزمهم لقوة ما عنده من عتاد وجنود ، حتى إذا ما وصل إلى الطائف طلبت منه ثقيف أن يكف عن بيت اللات !! ، وأرسلوا معه دليلاً يدله على الكعبة يقال له ( أبو رغال ) ، فلما كانوا بالمغمس مات أبو رغال ودفن هناك ، ولذا رجمت العرب قبره .
ثم حل قريباً من البيت وجاءه عبدالمطلب فظن أبرهة أنه أتاه لأمر البيت ، فلما كلمه أخبره بأن جنوده أخذوا إبله ، فقال أبرهة ظننتك جئت شافعاً في البيت ؟
فقال عبد المطلب : الإبل أنا ربها ، وللبيت رب يحميه . فرد عليه إبله .
وخرجت قريش من الحرم إلى شعف الجبال يتحرزون بها ينتظرون ما أبرهة فاعل .
وأمسك عبد المطلب بحلقة باب الكعبة وقال :
لاهم إن العبد يمنع رحله فامنع رحالك
لا يغلبن صليبهم ومحالهم غدواً محالك
إن كنت تاركهم وقبلتنا فأمر ما بدا لك
ثم مضى مع قومه ، ولما أصبح أبرهة أمر بفيله وكان اسمه محموداً على ما قيل ، ووجهه سائسه نحو البيت ، ونخزه فلم يتقدم ، وضربوه فأبى ، وإن وجهوه إلى غير جهة الكعبة هرول :
وفر من البيت حراسه ----------------- سوى واحد عينه لم تنم
وحاول ذو الفيل تسييره --------------- إلى مكة فأبى وانهزم
على أنه كلما رده ------------------ إلى غيرها خف لا بل هجم
قال الحق تبارك وتعالى : { ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل . ألم يجعل كيدهم في تضليل . وأرسل عليهم طيراً أبابيل . ترميهم بحجارة من سجيل . فجعلهم كعصف مأكول } ، وأخزى الله أبرهة وجنده ، وأرسل عليهم جنداً من جنوده :
كاده الأشرم الذي جاء بالفيـ ------------ ـل فولى وجيشه مهزوم
واستهلت عليهم الطير بالجنـ ------------ ـدل حتى كأنه مرجوم
ذاك من يغْزِه من الناس ير -------------- جع وهو فل الجيوش ذميم
وقال الآخر :
ومن صنعة يوم فيل الحبو --------------- ش إذا كلما بعثوه رزم
محاجنهم تحت أقرابه ------------------وقد شرموا أنفه فانشرم
وقد جعلوا سوطه مغولاً ----------------إذا يمموه قفاه كلــم
فولى وأدبر أدراجه ------------------- وقد باء بالظلم من كان ثم
فأرسل من فوقهم حاصباً ---------------- فلفهم مثل لف القزم
تحض على الصبر أحبارهم ---------------- وقد ثأجوا كثوآج الغنم
نعم للبيت رب يحميه ،،
يتبع ،،
وها هما أقاما دعائم بناء التوحيد واصطفاهما الله تعالى لذلك ،
وهما يرفعان البناء الذي أمرهما الله تعالى واصطفاهما من بين سائر الخلق ببنائه ، يقولان :
{ رينا تقبل منا إنك أنت السميع العليم . ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم } ،،
فأين نحن ،، يا من إذا عمل الحسنة امتن على الله بها ، ورأى لنفسه قدراً عند الله إذ فعلها ، ونسي أنه بتوفيق الله فعلها ، ولو شاء الله لرده على عقبه من الخاسرين ،،
وتأتي قصة الذبح ابتلاء جديداً واصطفاء جديداً وكرامة جديدة ، لإبراهيم خليل الله تعالى ، ولابنة البار إسماعيل عليه السلام . { فبشرناه بغلام حليم . فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين . فلما أسلما وتله للجبين . وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين . إن هذا لهو البلاء المبين . وفديناه بذبح عظيم . وتركنا عليه في الآخرين . سلام على إبراهيم . كذلك نجزي المحسنين . إنه من عبادنا المؤمنين } ،
فيا لله !! ، ويا سبحان الله !! أي ابتلاء كذاك الابتلاء { إن هذا لهو البلاء المبين } ، أن تقدم فلذة كبدك وأن تذبحه بيدك ، وأنت بحاجة إليه وقد آنست منه السعي معك وقد كبرت سنك !!
هذا هو خليل الرحمن ،، ما بقي في قلبه تعلق لغير الله تعالى ،
عاش حياته في الله ومع الله { إن إبراهيم كان أمة قانتاً لله ولم يك من المشركين } ،،
وبقيت زمزم ماء معيناً ، واندثرت ، وجدد حفرها جد النبي عبد المطلب شيبة الحمد بن هاشم في قصة مشهورة عند أهل السير والتاريخ .
وبقي البناء شامخاً ، مهيباً ، حتى تناهى إلى أسماع أبرهة الأشرم وقد ظهر على اليمن ، تناهى إليه تعظيم العرب لبيت الله فأمر ببناء القليس كنيسة يتعبد فيها وقومه جعلها مضاهية للكعبة وقال : لأبنين بيتاً أصرف به وجوه العرب عن الكعبة .
وبعد أن أتم البناء جاء أعرابي من بني كنانة أغضبه فعل أبرهة إلى القليس فقعد بها أي تغوض ، فاغتاظ أبرهة لذلك ، وعزم وأقسم على هدم البيت الحرام ، وسار وجنده إلى مكة ومعهم فيل ضخم لهدمها ، وتقدمت قبائل العرب تذود عن البيت في مسير أبرهة وكان يهزمهم لقوة ما عنده من عتاد وجنود ، حتى إذا ما وصل إلى الطائف طلبت منه ثقيف أن يكف عن بيت اللات !! ، وأرسلوا معه دليلاً يدله على الكعبة يقال له ( أبو رغال ) ، فلما كانوا بالمغمس مات أبو رغال ودفن هناك ، ولذا رجمت العرب قبره .
ثم حل قريباً من البيت وجاءه عبدالمطلب فظن أبرهة أنه أتاه لأمر البيت ، فلما كلمه أخبره بأن جنوده أخذوا إبله ، فقال أبرهة ظننتك جئت شافعاً في البيت ؟
فقال عبد المطلب : الإبل أنا ربها ، وللبيت رب يحميه . فرد عليه إبله .
وخرجت قريش من الحرم إلى شعف الجبال يتحرزون بها ينتظرون ما أبرهة فاعل .
وأمسك عبد المطلب بحلقة باب الكعبة وقال :
لاهم إن العبد يمنع رحله فامنع رحالك
لا يغلبن صليبهم ومحالهم غدواً محالك
إن كنت تاركهم وقبلتنا فأمر ما بدا لك
ثم مضى مع قومه ، ولما أصبح أبرهة أمر بفيله وكان اسمه محموداً على ما قيل ، ووجهه سائسه نحو البيت ، ونخزه فلم يتقدم ، وضربوه فأبى ، وإن وجهوه إلى غير جهة الكعبة هرول :
وفر من البيت حراسه ----------------- سوى واحد عينه لم تنم
وحاول ذو الفيل تسييره --------------- إلى مكة فأبى وانهزم
على أنه كلما رده ------------------ إلى غيرها خف لا بل هجم
قال الحق تبارك وتعالى : { ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل . ألم يجعل كيدهم في تضليل . وأرسل عليهم طيراً أبابيل . ترميهم بحجارة من سجيل . فجعلهم كعصف مأكول } ، وأخزى الله أبرهة وجنده ، وأرسل عليهم جنداً من جنوده :
كاده الأشرم الذي جاء بالفيـ ------------ ـل فولى وجيشه مهزوم
واستهلت عليهم الطير بالجنـ ------------ ـدل حتى كأنه مرجوم
ذاك من يغْزِه من الناس ير -------------- جع وهو فل الجيوش ذميم
وقال الآخر :
ومن صنعة يوم فيل الحبو --------------- ش إذا كلما بعثوه رزم
محاجنهم تحت أقرابه ------------------وقد شرموا أنفه فانشرم
وقد جعلوا سوطه مغولاً ----------------إذا يمموه قفاه كلــم
فولى وأدبر أدراجه ------------------- وقد باء بالظلم من كان ثم
فأرسل من فوقهم حاصباً ---------------- فلفهم مثل لف القزم
تحض على الصبر أحبارهم ---------------- وقد ثأجوا كثوآج الغنم
نعم للبيت رب يحميه ،،
يتبع ،،
تعليق