PDA

View Full Version : لقاء الأربعاء (دروس ميسرة في النحو العربي ) الدرس الخامس






همام
10-09-2002, 01:59 PM
الحمد لله رب العلمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،،
في البدء أتوجه بالشكر الجزيل لأختنا الفاضلة أم كلثوم على جهدها في تنشيط دروس النحو ، كما أتوجه بالشكر لكافة الأخوات المشاركات ، سائلاً الله تعالى للجميع التوفيق في الدنيا والآخرة ،،
ونكمل درسنا حول علامات الإعراب ، ما تنوب فيه الحروف عن الحركات في حالات الإعراب المختلفة رفعاً ونصباً وجراً ،
وقد قدمنا الحديث على إعراب الأسماء الستة ، ونعرض في هذا الدرس إلى إعراب المثنى وإعراب جمع المذكر السالم ، وبهما نكمل الكلام على نيابة الحروف عن الحركات في الإعراب .
أولاً- المثنى :
المثنى هو : لفظ دال على اثنين ، بزيادة في آخره صالح للتجريد وعطف مثله عليه .
هكذا عرفه النحاة .
فقولهم : ( دال على اثنين ) نحو الزيدان ، الطالبان ، ونحوها .
وقولهم : ( بزيادة في آخره صالح للتجريد ) أي تلحقه الألف والنون الدالتان على المثنى ، ويصلح أن تجردا منه ليكون مفرداً ، مثاله : الطالبان ، فلو جردناه من الألف والنون لصار ( طالب ) . وهذا القيد - أعني به أن يصلح للتجريد - يخرج به ما لا يصلح أن تجرد الألف والنون منه ، مثل : ( اثنان ) ، فإنه لا يصح أن أقول : ( اثن ) ؛ لأنه ليس لها واحد من لفظها ، ولذا فإن ( اثنين ) ليست مثنى ، ولكنها ملحقة بالمثنى وتعرب كإعرابه ، كما سيأتي بإذن الله تعالى .
علامات إعراب المثنى :
في حالة الرفع ، يرفع وعلامة رفعه الألف ،
وفي حالة النصب والجر ، ينصب ويجر وعلامة نصبه وجره الياء .
فمثال حالة الرفع : قوله تعالى : { قال رجلان من الذين يخافون } . فـ ( رجلان ) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الألف ؛ لأنه مثنى .
ومثال حالة النصب : قوله تعالى : { ووجد من دونهم امرأتين تذودان } ، فـ ( امرأتين ) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء ؛ لأنه مثنى .
ومثال الجر : قوله تعالى : { كلتا الجنتين آتت أكلها } ، فـ ( الجنتين ) مضاف إليه مجرور وعلامة جره الياء ؛ لأنه مثنى .
وهناك ما لا ينطبق عليه تعريف المثنى - الذي قدمناه - ، ولكنه يعرب إعراب المثنى ، ويطلق عليه ( شبه بالمثنى ) ، مثل : كِلا ، كلتا ، اثنان ، اثنتان .
فهذه الكلمات الأربع تعرب إعراب المثنى ، ففي حالة الرفع ترفع بعلامة الألف ، وفي حالة النصب والجر بعلامة الياء .
وهنا تنبيه :
فإنه يشترط لإعراب ( كلا ، وكلتا ) بإعراب المثنى أن تكونا مضافتين إلى ضمير ،
مثاله : ( جاءني كلاهما ) ، ( رأيت كليهما ) ، ( مررت بكليهما ) ، ففي هذا الأمثلة أضيفت ( كلا ) إلى مضمر ( الهاء ) ؛ ولذا أعربت إعراب المثنى .
وما ينطبق على ( كِلا ) ، ينطبق على كلتا .
فإن أضيفتا إلى اسم ظاهر فإنهما تعربان بالحركات المقدرة على الألف ، رفعاً ونصباً وجراً . مثاله : قوله تعالى { كلتا الجنتين آتت أكلها } ، نجد أن ( كلا ) أضيفت إلى اسم ظاهر هو ( الجنتين ) ولذا نقول في إعرابها : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها التعذر . وهو مضاف ، و( الجنتين ) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الياء ؛ لأنه مثنى .

ثانياً - جمع المذكر السالم :
تعريف : هو ما سلم فيه بناء الواحد ، ووجدت فيه شروطه إذا كان جامداً أو صفة .
فإذا كان جامداً فيشترط فيه أن يكون :
1- علماً . أي يطلق على معين مطلقاً . فـ ( رجل ) - مثلاً - اسم جنس لا يدل على معين ، فلا يجمع جمع المذكر السالم .
2- أن يكون لمذكر . فـ ( زينب ) علم ، لكنه لمؤنث ، فلا يجمع جمع المذكر السالم .
3- أن يكون لعاقل . وهذا الشرط يخرج ما ليس بعاقل كالحيوانات ، فلا تجمع جمع المذكر السالم .
4- أن يكون خالياً من تاء التأنيث . فـ ( حمزة ) علم ، لمذكر عاقل ، ولكنه مختوم بتاء التأنيث ، ولذا لا يجمع جمع المذكر السالم .
5- أن يكون خالياً من التركيب . فـ ( سيبويه ، أو راهويه ) اجتمعت فيها الشروط السابقة فهي علم ولمذكر عاقل خالية من تاء التأنيث ، لكنها لا تجمع جمع المذكر السالم ؛ لكونها مركبة .
ومثال ما انطبقت عليه هذه الشروط ( محمد ) فهو علم لمذكر عاقل خال من تاء التأنيث ومن التركيب ، فيجمع جمع المذكر السالم ( محمدون ) .
وإن كان صفة اشترط فيه :
1- أن يكون صفة لمذكر . فلا يصح إذا كان وصفاً لمؤنث ، مثل : ( حائض ) وصف لمؤنث ، فلا تجمع جمع المذكر السالم .
2- أن تكون الصفة لعاقل .
3- أن تكون خالية من تاء التأنيث . فـ ( علَّامة ، أو فهَّامة ) صفة لمذكر عاقل ، اكتملت فيه الشروط السابقة ، لكنه مختوم بتاء التأنيث فلا يجمع جمع المذكر السالم .
4- أن لا تكون الصفة على وزن ( أفعل ) الذي مؤنثه ( فعلاء ) ، ولا على وزن ( فعلان ) الذي مؤنثه ( فَعلى ) . مثال الأول ( أحمر ) مؤنثه ( حمراء ) ، ومثال الثاني : ( سكران ) مؤنثه ( سكرى ) . فهذه لا تجمع جمع المذكر السالم ، فلا تقول ( أحمرون ) أو ( سكرانون ) .
5- إذا اشترك في الوصف المذكرُ والمؤنثُ ، فإنه لا يجمع جمع المذكر السالم . مثاله : ( صبور ، جريح ) فهذان الوصفان يطلقان على المذكر والمؤنث دون تغيير ، فتقول ( رجل صبور ، وامرأة صبور ) ، وعليه فلا تجمع جمع المذكر السالم ، فلا تقول ( صبورون ) أو ( جريحون ) .
ومثال ما اجتمعت فيه هذه الشروط ( معلم ) ، فهو وصف لمذكر عاقل خال من تاء التأنيث ليس على وزن أفعل أو فعلان ، وليس مشتركاً يطلق على المذكر والمؤنث ، فيجمع حمع المذكر السالم ( معلمون )
إذن ، فجمع المذكر السالم إذا كان جامداً أو صفة وجمع الشروط المذكورة فإنه يعرب بالحروف : بالواو في حالة الرفع ،
و بالياء في حالة النصب والجر .
مثاله : قوله تعالى : { قد أفلح المؤمنون } ، فـ ( المؤمنون ) فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم .
ومثال النصب : قوله تعالى : { إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيراً } فـ ( الكافرين ) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء ؛ لأنه جمع مذكر سالم .
ومثال الجر : قوله تعالى : { من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه } فـ ( المؤمنين ) اسم مجرور بمن ، وعلامة جره الياء ؛ لأنه جمع مذكر سالم .

وهناك من الأسماء ما لا تنطبق عليها شروط جمع المذكر السالم ولكنها تلحق به في إعرابه ، وتسمى ( الملحق بجمع المذكر السالم ) ، وهي :
عشرون ، ثلاثون .. تسعون ،
أهلون ،
أولو ( ولا تأتي إلا مضافة لاسم ظاهر ) ،
عالَمون - بفتح اللام جمع عالم - عليون ،
أرضون ،
سنون - جمع سنة - .
فهذه ترفع بالواو وتنصب وتجر بالياء ؛ لأنها ملحقة بجمع المذكر السالم .

بقي هنا تنبيهات :
الأولى - يفرق بين المثنى وجمع المذكر السالم في حالتي النصب والجر بأن الحرف الذي قبل علامة النصب أو الجر في المثنى يكون مفتوحاً ، وفي جمع المذكر السالم يكون مكسوراً ،
مثال المثنى : ( رأيت الزيدَين ، مررت بالزيدَين ) . فنلحظ أن حركة ( الدال ) - التي هي قبل علامة النصب والجر - مفتوحة .
ومثال جمع المذكر السالم : ( رأيت الزيدِين ، مررت بالزيدِين ) . ونلحظ أن حركة ( الدال ) - التي قبل علامة النصب والجر - مكسورة .
الثانية - النون التي في آخر المثنى مكسورة فتقول : ( هذا الزيدانِ ) ، وقد تفتح ، فتقول : ( هذا الزيدانَ ) .
أما نون جمع المذكر السالم فهي مفتوحة ، فتقول : ( هؤلاء الزيدونَ ) ، و قد تكسر على قلة كقول الشاعر :
عرفنا جعفراً وبني أبيه ---------------- وأنكرنا زعانف آخرينِ
الثالثة - نون المثنى ونون جمع المذكر السالم تحذف حال الإضافة ، فتقول : ( جاءني طالبا العلم ، رأيت طالبي العلم ، مررت بطالبي العلم ) ، وكذا ( جاءني طالبو العلم ، رأيت طالبي العلم ، مررت بطالبي العلم ) .
وبالكلام على جمع المذكر السالم انتهى الكلام على ما نابت فيه الحروف عن الحركات في الإعراب ، ونعرض بإذن الله تعالى في الدرس القادم إلى ما نابت فيه حركة عن حركة .
والله تعالى أعلم ،
والحمد لله رب العالمين .
قال ابن مالك رحمه الله :
بالألف ارفع المثنى و ( كلا ) ------------ إذا بمضمر مضاف وصلا
( كلتا ) كذاك اثنان واثنتان ------------ كابنين وابنتين يجريان
وتخلف اليا في جميعها الألف ------------ جراً ونصباً بعد فتح قد أُلف

وارفع بواو وبيا اجرر وانصب ----------- سالم جمع ( عامر ومذنب )
وشبه ذين وبه (عشرونا) -------------- وبابه ألحق والأهلونا
( أولو ) و ( عالمون ) ( عليونا ) --------- و ( أرضون ) شذ و ( السنونا )
وبابه ، ومثل حين قد يرد ------------- ذا الباب وهو عند قوم يطرد
ونون مجموع وما به التحق ------------ فافتح ، وقَـلَّ مَن بكسره نطق
ونون ما ثني والملحق به ----------------- بعكس ذاك استعملوه فانتبه

مسلمة
10-09-2002, 02:25 PM
جزاكم الله خيرا....

إيمانية
12-09-2002, 01:31 AM
مشكور و بارك الله فيك و جعله في ميزان حسناتك ان شاء الله

ام كلثوم
13-09-2002, 06:50 PM
جزاك الله خيرا ......
فيه سؤال بخصوص الاسماء الموصولة واسماء الاشارة والضمائر المتصلة والمنفصلة ........ما موضعها من البناء والاعراب ....وهل تنطبق عليها مميزات الاسماء
ارجو الايضاح

همام
13-09-2002, 10:09 PM
أخواتي الفاضلات : مسلمة ، إسلامية ، أم كلثوم ،
بارك الله فيكن وشكر لكن تجاوبكن ،،

أما عن سؤالك أختنا أم كلثوم ،
فالأسماء الموصولة وأسماء الإشارة والضمائر هي من الأسماء ، نظراً لانطباق بعض ميزات الأسماء عليها ،
فأسماء الإشارة والأسماء الموصولة تدخل عليها حروف الجر فتجر ،
فمثال أسماء الإشارة قوله تعالى : { وفي هذا ليكون الرسول شهيداً عليكم وتكونوا شهداء على الناس } ، فاسم الإشارة ( هذا ) دخل عليه حرف الجر ( في ) فجره ،
فيكون إعرابه : هذا ، الهاء للتنبيه لا محل لها من الإعراب ، وذا اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بحرف الجر .
ومثال الأسماء الموصولة قوله تعالى : { ولا تكونوا من المشركين . من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً } ، فالاسم الموصول ( الذين ) دخل عليه حرف الجر ( من ) فجره ، فيكون إعرابه :
الذين اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بحرف الجر .

وتقع مسندة أيضاً ، أي تأتي مبتدأ ، وهذا من خصائص الأسماء ، كقولي الآن : ( وهذا من خصائص الأسماء ) فـ ( هذا ) مبتدأ مرفوع .
وكقوله تعالى : { هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب } ،
ومثال الأسماء الموصولة قوله تعالى : { الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعموا لكم } على أحد وجهي الإعراب فيها .

وأسماء الاستفهام تكون تكون مبتدأ ، وهذا من خصائص الأسماء ( مسند ) ، كقوله تعالى : { رب أرني كيف تحيى الموتى } فـ ( كيف ) اسم استفهام مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ ، والجملة الفعلية بعده في محل رفع خبر له .

أما الضمائر فهي من الأسماء لكونها تقع ( مسندة ) ، أي تكون في محل رفع مبتدأ ، كقوله صلى الله عليه وسلم في دعاء سيد الاستغفار : (( .. وأنا عبدك .. )) فـ ( أنا) ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .
كما أن الضمائر المنفصلة تدخل عليها حروف الجر ، كقوله تعالى : { فيها عين جارية } فالهاء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بحرف الجر .
وتقع مضافة إليه مجرورة كقوله تعالى : { إن ربه كان به بصيراً } فالهاء في ( ربه ) مضاف إلى لفظ ( رب ) ، وهو مبني على الضم في محل جر بالإضافة .

وأسماء الإشارة والأسماء الموصولة والضمائر كلها مبنية ، إلا ما يتعلق بالمثنى من أسماء الإشارة والأسماء الموصولة ( هذان ، هاتان ) ( اللذان اللتان ) إذ تعربان إعراب المثنى على رأي بعض النحويين ، بالألف في حالة الرفع وبالياء في حالة النصب والجر .

آمل أن تكون الصورة قد اتضحت لكم ،،
وسيأتي الحديث عن هذا بإذن الله في حينه ، إن أمد الله في الأجل ،،
أشكركن على التفاعل ، وأنا على استعداد للإجابة عما يشكل عليكن في حدود علمي القليل ،
بارك الله فيكن ونفع بكن ،،

الدرر
14-09-2002, 07:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

جزاك الله خيرا اخي الفاضل وبارك الله في الجميع