PDA

View Full Version : الأسرة والبناء النفسي للفرد






طلال
17-01-2001, 12:18 AM
يولد الفرد ولديه دوافع بيولوجية تسعى الأم والقائمين على تربيته لتلبية هذه الحاجات لضمان استمرار حياته والأسرة هي تحول الفرد من كائن بيولوجي ليس له دوافع الى كائن اجتماعي لديه دوافع اجتماعية نفسية عن طريق التراث الذي يكتسبه من أسرته والذي يصبح جزءا لا يتجزأ من تكوين شخصيته .
لقد أكد علماء النفس مدى أهمية الخمس سنوات الأولى في حياة الفرد حيث تتشكل في هذه الفترة نواة وأسس الشخصية ففي هذه الفترة يترعرع الطفل داخل نطاق الأسرة ويتأثر بها كل التأثير فاذا كانت اللبنات الأولى ذات أساس سوي أي اذا زرع الوالدين نظام قيم واتجاهات سليمة نشأ الطفل سويا متمتعا بصحة نفسية وقادرا على التكيف السليم أما اذا كان الأساس مبنيا على قيم واتجاهات غير سليمة شب الطفل مضطربا عاجزا عن التكيف السليم مما يعرضه مستقبلا للجنوح والتعود على السلوك اللااجتماعي المنافي للتعاليم الدينية والعرف السائد بالمجتمع كالاقدام على السرقة والكذب والعنف والتخريب والتعدي على حقوق الغير ومعصية الوالدين وعدم تأدية الواجبات الدينية.
<FONT COLOR="Red">مرآة الأسرة :</FONT c>
ان الفرد في السنوات الأولى من عمره يقلد ما يراه من سلوك داخل نطاق الأسرة من عادات وتقاليد ومفاهيم وقيم دينية واجتماعية وكيفية احترام الخصوصيات في الكيان الأسري وأيضا كيفية التعامل مع الآخرين لذلك نجد أن الأسرة بكل تراثها ممثلة في الفرد ومختفية فيه .واذا نشأ الطفل في أسرة عاجزة عن التكيف السوي يعاني أفرادها من الكبت والصراع والاحباط في الأغلب ما يمتص هذا الاتجاه غير الصحي وينشأ الطفل ولديه استعداد للاصابة بالمتاعب النفسية وسوء التكيف الذاتي والاجتماعي لذلك كثيرا ما يكون علاج الطفل المريض نفسيا متوقفاعلى علاج المحيطين به أولا .
<FONT COLOR="Maroon">العوامل التي تؤثر على بناء الطفل النفسي :</FONT c>
<FONT COLOR="Green">اشباع حاجات الطفل :</FONT c>
من المعلوم لدى الجميع أن الطفل مثل الشخص الكبير كل منهما في حاجة الى اشباع حاجاته فالحاجات البيولوجية يتوقف على اشباعهاحياة الفرد واستمراره وهي الحاجة التي يولد الفرد مزود به فطريا مثل الحاجة الى الطعام والشراب والحاجة الى الراحة الخ .. كما أن هناك الحاجات التي اكتسبها الفرد من بيئته مكتسبة مثل الحاجة الى الأمن والتقدير والنجاح والحب واللعب والترويح ولا شك أنه بغير اشباع مناسب لهذه الحاجات يضطرب بناء الطفل ويميل نحو التكيف غير السليم الذي يؤدي الى سوء صحته النفسية .
<FONT COLOR="Green">العلاقة بين الوالدين :</FONT c>
يمثل الوالدين للطفل السند العاطفي والمادي حيث أنه يشعر بالأمن والطمأنينة ويرتبط بهما ارتباطا كبيرا فاذا كانت العلاقة بين الوالدين علاقة تسودها المحبة والتراحم أيضا الوفاق والفهم المتبادل خاصة فيما يتعلق بالنهج الذي يتبعانه في تربية الأبناء ترك أثرا طيبا على تكوين شخصية الأبناء وعلى صحتهم النفسية .أما اذا كانت هذه العلاقة يسودها الخلاف وسوء التفاهم واختلف نهج منهما في طريقة تربية الأبناء كأن يميل أحدهما الى التدليل والآخر الى القسوة فعادة ما ينعكس ذلك على الأطفال فيشعروا بالقلق وعدم الطمأنينة والأمان وتتغرس بذور الغيرة والكراهية بين الأخوة .
<FONT COLOR="Green">السلوك السوي :</FONT c>
ان الوالدين بسلوكهما في محيط الأسرة يزودان الطفل بنماذج سلوكية حية تؤثر على سلوكه في جميع جوانب حياته فان كانت هذه النماذج سوية تركت أثرا حسنا على شخصية الطفل وعلى تكيفه وكانت معززة لصحته النفسية أما اذا كانت هذه النماذج التي امتصها الطفل سيئة أدت به الى سوء التكيف وسوء صحته النفسية ومن هذه النماذج:
غياب الأب المتكرر عن الأسرة ، عدم تواجده أوقات تناول الطعام ، ممارسته للعادات الضارة كالمخدرات والتدخين .. ومن جهة أخرى فان الوالدين يحددان سلوك الأبناء وكثيرا ما يضعون القيود الصارمة على تصرفاتهم وعلاقاتهم مع الآخرين من دون اقامة الحوار معهم .
<FONT COLOR="Green">التعامل السليم :</FONT c>
من الضروري أن يتقبل الآباء والأمهات أولادهم بمحاسنهم وعيوبهم ويحاولون علاج هذه العيوب بهدوء وحكمة وطلب استشارة المختصين عند الحاجة .أما الآباء الذين ينبذون أبنائهم ولا يشعرونهم بحبهم وعطفهم فهم يجعلون هؤلاء الأبناء يشعرون بأنهم غير مرغوب بهم وهذا يؤثر تأثيرا سيئا على صحتهم النفسية ان رفض الآباء وعدم تقبلهم لأبنائهم ينعكس على سلوك الأبناء أيضا نحو والديهم فيتصف سلوك الطفل بالعناد والعنف والعدوانية مما يتسبب في انقطاع سبل الحوار بين الآباء والأبناء خاصة في فترة المراهقة فهذا كفيل بابتعاد المراهق عن كنف الأسرةوقد يدفع البعض منهم الى اللجوء الى شلة رفاق السوء .. ومن هنا على الوالدين أن يعملوا جاهدين على احتواء الطفل بعيوبه وحسناته لكي يحصدوا الثمار الطيبة مستقبلا .
<FONT COLOR="Green"> الثواب والعقاب :</FONT c>
لكي يكون للثواب دوره الايجابي المفيد في تربية الأبناء فلا بد من استخدام أساليب الثواب والكافأة باعتدال حتي يشعر الأبناء أن الأفعال الحسنة التي يؤدونها هي واجب عليهم ولا يؤدونها مقابل هذا الأجر . ان اسراف الأهل باستخدام الثواب يجعل الأبناء أشخاص ماديين لا يفعلون أي شيء الا اذا كان هنالك ثوابا . وقد يعتقد بعض الآباء بأن القسة الشديدة هي الأسلوب الأفضل في تعديل السلوك ومواجهة الأخطاء في الحقيقة أن العقاب له أثره في تعديل السولك لكن هذا يحدث اذا كان العقاب عادلا ومعتدلا وليس على كل فعل صغرا كان أو كبيرا .. ان العقاب البدني قد يؤدي بالأبناء الى الجبن والخوف والقلق ويدفعهم الى اللجوء الى للكذب واستخدام حيل الدفاع عن النفس كالتبرير .. من الطبيعي أن تعلم الفرد من تجاربه الخاصة له الواقع الأكبر في عدم تكرار الخطأ فلا بد أن يكون الثواب والعقاب بقدر الفعل الذي يصدر عن الطفل وأن يكون عاجلا وليس آجلا .
<FONT COLOR="Green">حرية التعبير :</FONT c>
من الضروري أن يسود الأسرة روح الحرية لكي يتمكن الأبناء من التعبير عن أفكارهم وأنفسهم وحاجاتهم من دون خوف أو تردد ويعيشون في جو يسوده الحب والوفاق والفهم المتبادل ، ومن الأمور التي تساعد على الأخذ بهذا النهج :
- اشراك الأبناء في اتخاذ القرارات التي تتعلق بحياتهم والتي تكون بمستوى نموهم ونضجهم .
- اعتراف الوالدين بالفروق الفردية بين أبناء الأسرة الواحدة وعدم مطالبتهم بما هو فوق طاقاتهم وقدراتهم .
- تزويد الأبناء بنماذج سلوكية عن طريق تعامل الأب مع الأم والأخوة الراشدين .
- اعتراف الوالدين بالفروق الفردية بين أبناء الأسرة الواحدة وعدم مطالبتهم بما هو فوق طاقتهم وقدراتهم .
- اتاحة الفرصة للأبناء داخل الأسرة وخارجها لاكتساب الخبرات الاجتماعية المختلفة التي تمكنهم من مواجهة مواقف متعددة .
- اتاحة الفرصة للأبناء للتمتع بطفولتهم من لعب ولهو وعدم مطالبتهم بأن يسلكوا سلوك الكبار .
- اشباع حاجات الطفل النفسية والاجتماعية اسوة بالحاجات البيولوجية .
- توجيه ومساعدة الأبناء في اختيار الأهداف الواقعية في حياتهم .

------------------------
الصحة النفسية - الوصل <IMG SRC="http://www.montadalakii.com/ubb/smilies/cwm15.gif" border=0>

------------------
عواطف

ام خليفه
17-01-2001, 05:49 AM
بارك الله فيك على هذه المعلومات المفيده..

------------------
"يا مقلب القلوب..ثبت قلبي على دينك"