PDA

View Full Version : البيكمون ( اضافة على ماكتبته الاخت بدرو )






أنس
06-12-2000, 12:02 AM
قد لا أحتاج إلى تعريف لهذا المصطلح الجديد الذي أصبح يتردد على ألسنة أطفالنا وفلذات أكبادنا ليل نهار حتى صار هاجس بعضهم وأهم اهتماماتهم. وللأجيال العتيقة من الآباء والأمهات أوضح أن "بوكيمون" هو فيلم كرتوني مدبلج موجه للأطفال يحكي قصة مخلوقات عجيبة وغريبة وخيالية ، تقوم بأعمال خارقة للعادة ، وتتشكل وتتطور من شكل إلى آخر. ويقوم بجمع هذه "البكومونات" أطفال يحرصون على اقتناء أكبر وأفضل عدد ممكن منها. والفيلم يقوم بإنتاجه شركة ننتندو Nintendo اليابانية ويقوم على فكرة التطور للمخلوقات ، وكأنه بذلك يكرس مفهوم النظرية البالية لليهودي دارون التي تدّعي بأن المخلوقات تتطور من شكل إلى آخر أكثر رقياً وقدرة بما في ذلك الإنسان نفسه – الصورة المطورة للقرد المتوحش. ولا يقتصر أثر هذا الفيلم الكرتوني على هذا الجانب العقدي بل يتجاوزه إلى جوانب تربوية سلبية هدّامة. فهو يدعو صراحة إلى العنف الدائم والعراك المستمر والخصومة المستديمة التي تتجلى في القتال الدائر بين هذه المخلوقات واستخدام جميع القوى والطاقات للفتك بالخصم وهزيمته. كما يغرس الفيلم التصور الخيالي الجامح للأشياء والمخلوقات على غير حقيقتها وأشكالها ، فبدلاً من تعريف الأطفال بالحيوانات البيئية الأليفة والمألوفة تظهر في هذا الفيلم مخلوقات خيالية بأشكال محرفة ومستهجنة لا وجود لها في الواقع.
ومن تلك المضامين السلبية التي تظهر في هذا الفيلم اللباس والمظهر الغريب وقصة الشعر الشاذة لبعض شخصيات الفيلم مما يساهم في تدني مستوى الذوق العام لدى الأطفال واختلاط القيم وترويضهم على قبول الانحراف المظهري فضلاً عن إمكانية المحاكاة والتقليد. وكما أظهرت دراسة أجراها باحث غربي يدعى "بلومري" فإن أغلب الأطفال يميلون إلى أن يقبلوا دون أي تساؤل جميع المعلومات التي تظهر في الأفلام وتبدو لهم واقعية ، ويتذكروا تلك المواد بشكل أفضل.

وحتى تكتمل حلقة المتاجرة لم يفت الشركة المنتجة أن تستنزف أموال الآباء والأمهات بعد أن استنزفت عقول أبنائهم فطرحت في الأسواق العربية منتجات وسلع "بوكيمون" الباهظة الثمن. هناك كرات وكروت وحلويات وملصقات البوكيمون التي لا يوجد بعضها إلا لدى الوكيل الوحيد صاحب الامتياز.

وفي الحقيقة أن موجة الأفلام الموجهة للطفل والتي لا تمت لعقيدتنا وتراثنا وثقافتنا بصلة ، أصبحت موجة عاتية فلا يكاد يظهر جيل إلا ويبتكر المروجون والمتاجرون بقيمنا شخصيات وهمية عديدة ترتسم في مخيلات الأطفال كنماذج مرغوبة ومحبوبة تستدعي المتابعة والاهتمام وربما الهوس والاقتداء والمحاكاة.

ولم تفلح بعد جميع وسائل الإعلام المسلمة – عامة أو خاصة – في المساهمة ولو لمرة واحدة بمشروع متكامل يحمل القيم والمبادئ السامية ويوجه لجميع أطفال العالم. وحتى المحاولات الفردية المتواضعة لأسلمة أفلام الرسوم الكرتونية ظهرت في الساحات المحلية الفنية على استحياء وضعف بعد أن افتقدت إلى أدنى درجات الدعم والرعاية من الوسائل الإعلامية الأرضية والفضائية حتى تلاشت وأجهضت مشاريعها المستقبلية الحالمة ... وإلى أن يقيّض الله البديل مرحباً بجيل "بيكاتشو".

الدكتور أحمد الشميمري
مجلة الأسرة - العدد 88


------------------
اللهم إن لم يكن بك عليّ غضب ، فلا أُبالي .

أشجان اليل
03-01-2001, 01:28 AM
جزاك الله خير موضوعك كامل شامل

أنس
05-01-2001, 11:00 PM
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ،،

------------------
اللهم إن لم يكن بك عليّ غضب ، فلا أُبالي .