PDA

View Full Version : حرمة دماء المسلمين






وليد دويدار
27-03-2007, 06:09 PM
الحمد لله المعز لمن أطاعه و اتقاه ، المذل لمن خالف أمره و عصاه ، أحمد ربي و أشكره على ما أولاه ، و أشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له و لا إله سواه ، و أشهد أن نبينا و سيدنا محمدا عبده و رسوله اصطفاه ربه و اجتباه ، اللهم صلِّ و سلم و بارك على عبدك و رسولك محمد و على آله و صحبه و من والاه .
أما بعد : فإن أكبر الذنوب و السيئات ما عظُم ضرره ، و استطار شرره ، و عم شره ، و تضرر به البلاد و العباد و الشجر و الدواب ، و أفسد الحياة ، و دمر الدين و الدنيا ، كالشرك بالله تعالى و قتل النفس التي حرم الله و غير ذلك من كبائر الذنوب و الآثام ، قال الله تعالى : (( وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ )) [الرعد : 25] .
و لقد أكد النبي صلى الله عليه و سلم على حرمة المسلم ، و نهى عن ترويعه و تخويفه و التعرض له بما يؤذيه ، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( لا يحل لمسلم أن يروع مسلما )) رواه أبو داود و حسنه الألباني .
و عنه أيضا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : (( من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى يدعه و إن كان أخاه لأيه و أمه )) رواه مسلم .
قال النووي - رحمه الله تعالى – قوله عليه الصلاة و السلام : (( و إن كان أخاه لأبيه و أمه )) مبالغة في عموم النهي في كل أحد سواء من يتهم فيه و من لا يتهم ، سواء كان هزلا و لعبا أم لا ، لأن ترويع المسلم حرام بكل حال ، .... إلى أن قال : (( و لعن الملائكة له يدل على أنه حرام )) . شرح النووي لسلم 5/476
فإذا كان هذا كله في النهي عن تخويف المسلم أو ترويعه ، فما بالنا بحرمة دمه ؟!.
أخوة الإسلام ، إن من سنة الله تعالى و رحمته أن الذنوب و الجرائم العظام يهيئ الله لها من شرعه و قدره ما يقضي عليها ، و يوقف أصحابها عند حدِّهم ، مثل القصاص للقاتل ، و قطع يد السارق ، و إذا سلم المجرم من عقوبة الشرع ، فإنه لا ينجو من عقوبة القدر أبدا ، و الجزاء من جنس العمل ، و لا يظلم ربك أحدا ، و قد ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : ((إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته )) . رواه البخاري و مسلم
أيها المسلمون : إننا أمة تدين بالإسلام و هو الاستسلام لله عز و جل ظاهرا و باطنا في عباداتنا و معاملاتنا و في كل شئون حياتنا ، و قتل النفس بغير حق قد نهانا الله عنه , و حذرنا منه ، فقال سبحانه و تعالى : ((وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً ))[النساء : 93]
و قال تعالى : (( وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ )) [الأنعام : 151]
و قال سبحانه : ((وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً )) [الإسراء : 33]
و قال عز وجلَّ : ((وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً * وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَاناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيراً)) [النساء :29, 30]
و قال جل و علا : ((وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً )) [الفرقان : 68] .

و في السنة ما يؤكد على معاني الآيات بل و يزيد البيان في حرمة الدماء و الترهيب من قتل النفس بغير حق .
فعن ابن عمر – رضي الله عنهما – أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : (( لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يُصب دماً حراماً )) . رواه البخاري
و كان ابن عمر يقول : من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها ، سفك الدم الحرام بغير حله .
و ثبت عن ابن مسعود – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : (( أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء )) رواه البخاري و مسلم
و قد ذكر النبي صلى الله عليه و سلم قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق في السبع الموبقات – أي المهلكات - ، و لعظيم حق هذه النفس المؤمنة كان زوال الدنيا أهون من قتلها , ففي حديث بُريدة – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : (( قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا )) رواه النسائي و صححه الألباني
و عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( لو ان اهل السماء و أهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار )) رواه الترمذي و صححه الألباني
و روى عبدالله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أنه رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم يطوف بالكعبة و يقول : (( ما أطيبك , و ما أطيب ريحك , ما أعظمك و ما أعظم حرمتك ,و الذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن عند الله أعظم حرمة منك ِ .... الحديث )) رواه ابن ماجه و صححه الألباني .
و ثبت عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : (( كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا الرجل يموت مشركا أو يقتل مؤمنا متعمدا )) رواه أبو داود و صححه الألباني .
و أما موقف القاتل يوم القيامة فقد ذكره أبو سعيد الخدري –رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : (( يخرج عنق من النار يتكلم يقول : و كلت اليوم بثلاثة : ... و ذكر فيهم : و من قتل نفسا بغسر حق ... يقول : فينطوي عليهم فيقذفهم في غمرات جهنم )) رواه أحمد و صححه الألباني .
هذا و صلِّ اللهم على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم .

ياسمينة ..
28-03-2007, 02:26 AM
جزاكم الله خيرا..

طيبتي ضيعتني
28-03-2007, 10:00 AM
جزاك الله خير
وجعله الله في ميزان حسناتك يوم القيامة
ووفقك الله لما يحبه ويرضاه
فعلا موضوع راائع



لا تنسوني من الدعاء
الله يحنن قلب زوجي علي
الله يهدي زوجي
الله يرزقني بالذرية الصالحة

وليد دويدار
29-03-2007, 11:57 PM
و إياكن اللهم آمين

لحن القول
30-03-2007, 08:27 PM
جزاك الله خيراااااااااااااا

وليد دويدار
02-04-2007, 04:33 PM
و إياكِ اللهم آمين