PDA

View Full Version : إليك إيها البعيد






ام خليفه
13-12-2000, 10:14 AM
إليك إيها البعيد أرضاً ، القريب أخوةً وديناً ، إليك إليها المسلم في ديار الكافرين ، إليك إيها العزيز بين جحافل السافلين ، إليك نبعث ألف تحية أو ألف سؤال .

لا نسألك عن علم نلته ، أو ثروة جمعتها ، وإنا نسألك عن إيمانك وتوحيدك وتوكلك وإخباتك ، ونتشبه في ذلك بحرص يعقوب عليه السلام (لما سأل البشير : كيف يوسف؟ قال ، هو ملك مصر! فقال : ما أصنع بالملك ؟ علي أي دين تركته؟ قال على دين الإسلام ، قال : الآن تمت النعمة) . إننا نريد أن تتم النعم على شباب الإسلام الذين هجروا ديارهم سعياً وراء علم أو مصلحة دنيوية شرعية ، لتطمئن قلوبنا حينذاك وتقر منا الأعين .

إليك إيها البعيد في أرض الفساد قول الحسن البصري - رحمه الله - في قوله تعالى (فاستقم كما أمُرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعلمون بصير ، ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار) ، فأين أنت من هاتين؟

إليك أيها الوجه المتوضئ بين الوجوه المكفهرة المظلمة ، إليك يامن تصون نفسك وتغض طرفك وتشمر أطراف ثوبك من عثار دربك ، وتجتهد في الحفاظ على عفافك وحياتك وسط أمواج الفتن المتلاطمة ، إني أعيذك بالله من الغفلة والركون إلى الظالمين ، وأعيذك من حال بعض سفهاء قومنا ، الذين أصبح جاهلهم في ديار الغرب عاراً على الإسلام وسُبةَ للمسلمين ، لهفي على عفاف فيهم قد انحل ، وحياء اضمحل ، عز فيهم كيوسف الصديق وأصبحوا للشهوات رقيق ، قد لاح ذل المعصية منهم على الأعناق ، وانساقت وجوه ما كان لها أن تُساق .

أيها البعيد عنا : من لم يمتنع باختياره عما يشتهيه من اللذة فسيضطر إلى ما يكرهه من الدواء ، فافتح قلبك لأكرم ما في الحياة من مباهج حلال ، وأغمض عينيك عن أقبح ما فيها من لذة حرام ، لتكون سعيداً في الأرض والسماء ، وما النفس إلا حيث يجعلها الفتى ، فكن الحُر ، وقُدها بزمام التقوى واليقين .

إليك أيها البعيد عنا كلمات صادقة من بلاد تباعدت عنا أطرافها ، واتحدت أرضها وسماؤها ، ومن قلب قاسى مثل ما أنت فيه ، واجتمع عليه يوماً من الدهر غربة الزمان والمكان ، فامتلأت كفّاه جمراً ، وعاد ليعيش غربة الدين والهموم ، ويعلم بعد حين أن الغربة ستطول .

قبل للإمام أحمد - رحمه الله - "متي يجد المؤمن طعم الراحة؟ قال : عند أول قدم يضعها في الجنة" . ومن قبل قال الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام "طوبي للغرباء " اللهم اجعلنا منهم : آمين


بقلم الأخت الكريمة : فاطمة عبدالعزيز
المصدر : مجلة الأسرة العدد 86 - جمادى الأولى 1421هـ


------------------
(اللهم آتنا في الدنياحسنة وفي الآخرة حسنة وقناعذاب النار)

ام حمدة
13-12-2000, 03:00 PM
بارك الله لك على هذا الكلمات الطيبة ..

نسأل الله تعالى ان يجعلها في ميزان حسناتك ..

H Ahmed
13-12-2000, 04:19 PM
جزاك الله الف خير ووفقك الله لما يحبه ويرضاه

------------------
رحم الله أمرءعرف قدرنفسه