PDA

View Full Version : هـــام : إلـــــى زهـــرتي الغاليـــة ... أدعوكِ إلى مجلسنا مجالس الصالحات...






^شوووق للجنان^
23-06-2005, 06:28 PM
http://www.asmilies.com/smiliespic/FAWASEL/ff131.gif

http://www.lakii.net/images/Jul04/newmoon_multaqa.gif
بسم الله الرحمن الرحيم

إلــــــى أحبـــــابــــي في الله .....

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,, وبــــعد :

هــــاقد بدأت رحلتنـــــا الصيفيـــــة التـــي أسأل الله لنــــا ولــكم الســـعادة والتـــوفيق في طـــاعة الله ومرضــاته ...

وستـــبحر سفينتــنــــا هنـــا في ملتــــقى الأخـــاء فـــي رحـــلةٍ طـــريـــقـها طـــريـــق النجـــاة في الدنيـــا

والأخرة ..... طــــريق يقودنـــا إلــــى جنــــــات عرضــها السمـــاوات والأرض .....

طـــريق يجمعنـــا على الخيــــر ....


أتـــــــعلمــــــون ماهذا الطـــــريق ؟؟!!!!!!

هو مـــجلس الصالــــحات .... مجـــلس نتــعاون فيـــة على الخيـــر في دنيـــانــا .... ونحصـــل منـــة على

الحسنـــــــات والأجر في أخرتنـــــا .....


...أخـــــواتي الغاليـــــات ....

هـــذا هو مجلسنــــا الذي سنجتمـــع فيـــة بإذن الله على الخيـــر وسنتفرق فية على الخيـــر ....

لنــــبدع فيـــة بأقلامنــــــا ...... ونفيــــد ونستفيـــد .......

أخـــواتي هنـــــا! كــــل زهرة منــــــا ستـــــــنشر عبيق عطــــرها الفواح من مواضيعها الدينية !!!

وسنتبـــــادل بإذن الله المواضيــع بحيث كـــل منــــا ستكتب وتبدع .... وأقوى رائحة وأزكـــاها ستفوز بالقلم

المبـــــدع .....


مـــع العلـــم أخـــواتي من تود الأشتـــراك في هذا المجلـــس وتنثر عطــرها! لنفيد ونستفيد سترسل لي رســالة

خـــــاصة عن طـــريق المشرفات دانة جدة وسراب الليل... وستكون هنـــــاك قرعــة كــل زهرة ستكتب هنــــــا!!! وترينـــا

أبـــداعاتها وأفكــــارها ولها الحــق في أختيــــار الموضوع الذي ستكتب فيـــــة ....


وأيــــضا أخـــواتي هذا المجلـــس هديــــة منــــي إلــــى غاليــــة أحبها قلبــــي من صميمة وهـي شموخ همــة


.....أخــــــواتي سأنثر عطري في بــــــداية موضوعي ......

وهـــو عـــــــن التـــــوبــة...... التوبــة والأقلاع عن الذنـــــوب .......

في هذا المجلــــس أخيتي ..... يجــــب أن نعقد العــــزم وأن نكون أكثر جديــــة .....

قبــــل فــوات الأوان ..... من هنـــــا!!! ستكـــــون بدايـــة توبتنـــا!!!

سنتـــــوب توبــــــة نصوحــــــــا .... قولــــي أخيتي!! :

اللهم أنـــي تبت اليـــــك فارحمنــــي واقبل توبـــــة ياتـــــواب يارحيـــم.... اللهم أميــــــن....

أخـــواتي والله أن أعمـــــــارنـــــا تقـــل ..... وشهــواتنــــا تزداد .... والشيطـــــان يجري مجرى الدم...

فمــــتـى نستيقظ من غفلتنـــــا ؟؟؟!!!

اللهم أنـــــي أسألك بأسمـــــائك الحسنى وصـــفاتــك العلى أن تقبـــل توبتنا وترحمنــــا وتغفر ذنوبـــنا يارحمن

يارحيـــم ......

اللهم أميــــــن ......


لقد طــــــلت عليـــكم أخيـــــاتي ولكن والله كـــــل هذا خــوفا عليـــــكم من ملهيـــــات هذة الدنيـــــا

أتمنى من كــــل قلبي أن يشترك جميــــع زهرات لكٍِ .......


تحيـــــــاتي لكن شووق

جودي 1410
23-06-2005, 06:42 PM
موضوع راااااااائع

وأحب أن أكون أول المشاركات فيه W:

لي عودة عزيزتي شوقة

بلونه
23-06-2005, 06:46 PM
موضوعك و فكرتك ):K ):K ):K
ويشرفني إني أكون ثاني المشاركات :-M
W: W: W: W: W: W:

الخنســـــاء
23-06-2005, 08:25 PM
موضوووووووع رااااااائع

اختي شووووووووووووووقة

اتمنى ان اكون من المشااااااركين :)

لا حرمك الله الاجر

محبتك: الخنساااااااااااااااء

رشيوي
23-06-2005, 09:29 PM
موضوع رائع بمعنى الكلمه
جزاك الله خيرا اختي الغليه شوق لك
ولي عوده

^شوووق للجنان^
23-06-2005, 09:39 PM
أسعدكن الله أخواااااااااتي وبارك الله فيكن يسعدني جدا جدا أشتراااككن لاحرمني الله منكن

جوردي :) بلوونة خنوووووسة رشيوووووي

أسعدكن الله ووفقكن لمايحبة ويرضاااااااة أخياااااااااتي ستسلمن بإذن الله رسالتي الخاااااصة تخبر من هي الزهرة التي ستبدأ أول موضوعهااااااا وجميع المشاراكااااااااااات سيأتي دوركن

أيــــن البقيــــــة لاحرمني الله منكن

حنايا الأمل
23-06-2005, 11:01 PM
مــــاشــــاء الــلــه..تــبــارك الــلــه

ماهذا الشذى الفواح شوااق

سلمت أناملكِ عزيزتي الغاليه على هذه الجهود الطيبة..والكلمات الرائعه..

بارك الله فيكِ.. وسدد للحق خطاكِ..

ونفع بكِ..وأنا إن شاء الله سأنضم إليكم..أسأل الله لي ولكن التوفيق.. والإخلاص في القول والعمل..

^شوووق للجنان^
24-06-2005, 01:26 AM
مــــاشــــاء الــلــه..تــبــارك الــلــه

ماهذا الشذى الفواح شوااق

سلمت أناملكِ عزيزتي الغاليه على هذه الجهود الطيبة..والكلمات الرائعه..

بارك الله فيكِ.. وسدد للحق خطاكِ..

ونفع بكِ..وأنا إن شاء الله سأنضم إليكم..أسأل الله لي ولكن التوفيق.. والإخلاص في القول والعمل..

أخيتي الغااااااليــــــــــة حنووووووووووووو

والله سعااااادتي أخيتي بانضمااااااااامك معنااااا في مجلسناااااااا هنااااااا أخيتي لاحرمك الله الأجر

فأنتي زهرة تنشد لها الأزهااااااار ببعطرهااااا الفوااااااااح

لاحرمني الله منــــك أخيتي سلمتي ودمتي لناااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

كلمااااااااتك رائعة جزااااااك الله الف الف خير :)

وأرحب بانضمااااامك معانااااااااااااااااااااا........




أخياااااتي موضوعوناااااااااا الأول سيكون بإذن الله من الغااااااليـــــــة الخنســـــــاء :-Y

وفقهااااااا الله وسيأتي دوركن أخيااااااتي



سبـــــــــحان الله وبحمد سبحاااااان الله العظيـــــــم ...........

اللهم أجعل جمعتناااااا على الخير وحفناااااا بملائكة الخيــــــر ياسميع ياامجيب










ايـــــن البقيــــة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أخوااااااتي في الله

اعز الحبايب
24-06-2005, 01:32 AM
السلام عليكم ورحمة الله

فكرة رائعة اختي

واتمنى من الله العلي القدير

أن يجمع بيننا في خير وان يجعله في ميزان حسناتنا

سجلي انضمامي اليكن

^شوووق للجنان^
24-06-2005, 01:45 AM
السلام عليكم ورحمة الله

فكرة رائعة اختي

واتمنى من الله العلي القدير

أن يجمع بيننا في خير وان يجعله في ميزان حسناتنا

سجلي انضمامي اليكن




رعاااااااك المولى وحفظك من كـــــل شر أختي الغاااااليــــة أعز الحباااايب والله كنت أتمنى أن تضمي أليناااااا

وعندما رأيت أسمك ينور مجلسناااااااااااااااااااا سعاادتي لاتووووصف أخيتي بانضماااامك لاحرمنا الله منك

أخيتي سيأتي دورك بإذن الله .......

أريج الليلك
24-06-2005, 01:56 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته :

شوقة جزاكِ المولى عنا خير الجزاء و جعله في موازين حسناتك فكرة لا تحتاج إلى تعقيب و أكثر من رائعة هذا ما نريده من جلساتنا و مجالسنا ما يفيدنا في الدارين عسى الله أن يعلمنا ما ينفعنا و ان ينفعنا بما علمنا و لا يحرمكِ و أيانا الاجر .



و بإذن الله سأحاول المشاركة و أسأل الله أن ينفع بما أشارك و لا يحرمني و أياكم الأجر . لي عودة غاليتي .


بس حبيت أسأل كيف أرسل لك على الخاص ؟؟

و جزيتي خيرا شوقتنا الغالية .

^شوووق للجنان^
24-06-2005, 02:05 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته :

شوقة جزاكِ المولى عنا خير الجزاء و جعله في موازين حسناتك فكرة لا تحتاج إلى تعقيب و أكثر من رائعة هذا ما نريده من جلساتنا و مجالسنا ما يفيدنا في الدارين عسى الله أن يعلمنا ما ينفعنا و ان ينفعنا بما علمنا و لا يحرمكِ و أيانا الاجر .



و بإذن الله سأحاول المشاركة و أسأل الله أن ينفع بما أشارك و لا يحرمني و أياكم الأجر . لي عودة غاليتي .


بس حبيت أسأل كيف أرسل لك على الخاص ؟؟

و جزيتي خيرا شوقتنا الغالية .


الله يســــــعدك وين ماااااكنتي ......... يأحلى زهرة بمنتدى لكِ

أروووووجة الله يوووووفقك يااارب ....... أخيتي لانريد الا القليل

من قلمك الراااائع ......... أنثري عبير أريجك هناا !!!!!!!!

وستجدي الخير الكثير في الدنيااااا والأخرة أسعدك المولى


سجلتي يالغااااليــــــة معاناااااااا هنا في مجالس الصالحااااات اسأل الله لنا ولك التوفيق .....وانتظري رسالتي أخيتي ....


تقدري ترسلي يالغاااااليـــــة ........ عن طريق دنو ( دانة جدة )



أظغطي على اسم دانة جدة وارسلي رسالة خاااصة يالغالللليــــة .......

أهلا بكِ أخيتي معاناااااااااااا

أريج الليلك
24-06-2005, 02:15 AM
شوقتي و الله أحرجتيني أتمنى أن أكون عند حسن ظنكم بي و أنتظريني يالغلا و سامحيني أن أطلت عليكم كم يوم لكن أوعدك بإذن الله أن أشارك معكن و أن لا أضيع هذه الفرصة الغالية من أخت أغلى .

^شوووق للجنان^
24-06-2005, 02:36 AM
شوقتي و الله أحرجتيني أتمنى أن أكون عند حسن ظنكم بي و أنتظريني يالغلا و سامحيني أن أطلت عليكم كم يوم لكن أوعدك بإذن الله أن أشارك معكن و أن لا أضيع هذه الفرصة الغالية من أخت أغلى .



أرووووووجة في أنتظااااارك يالغااااااليـــــة ولمااااااا ترسي ! الرقعة عليك ياعيوووني رااح أرسلك رسالة خااصة ..


وتسلمين ياأ{ووووجة جعلة الله في مواازين حسناااااااتك ..... فمواضيعناااااا ومجالسنااااااا..... نفيد فيها ونستفيد ........ بغيتنا رضى الله ......


لاألـــــة الا انت سبحاااانك اني كنت من الظااليمين

دانة جدة
24-06-2005, 03:50 AM
شوشو قلبي

موضوع راااااااائع

جزاك الله كل خير وسعادة
وبارك فيك وفي والديك

نداء لكل عضوات المنتدى نبى الكل يشارك ونبيى مواضيع حلووووووووووة

مرة ثانية
جزاك الله كل خير

شيماء الإسلام
24-06-2005, 06:54 AM
أختي شوق موضوع رااااااائع

جزيتي خيرأ غاليتي

لا حرمك الله الأجر..

كيتكات
24-06-2005, 10:48 AM
سلمت أناملج حبيبتي
و أتمنى تغتبريني من المشاركات أيضاُ

فرولاية جده
24-06-2005, 03:24 PM
شوووووووووووووووووووووقه
غاليتي رائع ما سطرته يمناك
وكم هي رائعه فكرته
وموضوعك مهم جدا وجا بوقته

أحب اني اسجل مشاركتي معك غاليتي

انتظريني لن اطيل عليك :[MM

اختك

فوفو

شمووخ همّه
24-06-2005, 04:48 PM
السلام عليكم ورحمة الله
زهرتي وحبيبة قلبي غاليتي واختي شوق لك
ماذااكتب وماذا اقول في زهرة رائعة مثلك
هنيئا لي ان اصبح لي مكان في قلبك الطيب الطاهر
كم انتي رائعة ايتها الغالية
رائعة بكل مافي هذه الكلمة من معاني
احسست بان العبرة تخنقني
لا اعلم هل هو فرحة بك ام حزنا لفراقك
اجتمعت الدموع في عيني
رائع مااخترتي غاليتي
حفظك الله من كل مكروه ورفع قدرك وجعل الفرح والسعادة لا تفارق عينك
التوبة موضوع رائع ونحن بحاجة اليه كي نوقظ انفسنا من غفلتنا
نعم نحن غافلون ونحتاج لمن يوقظنا
يشرفني انا اشارك في هذا الموضوع
موضوع مهم ورائع كهذا ومن اختيار رائعة ومبدعة مثلك
غاليتي لي عودة باذن الله
وان خطر ببالي موضوع ما سارسلة لك برسالة خاصة مع غاليتاي دانة جدة وسراب الليل
شكرا لك غاليتي
وجزاك الرحمن جنة الفردوس ايتها الحبيبة
ساشتاق لك ولموضوعاتك لا حرمنا الله ابداعك
لي عودة باذن الله
في حفظ الرحمن ورعايته

^شوووق للجنان^
25-06-2005, 02:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله حمدا كثيرا طيبااااااااا مباركااااااااااااااااا ....... الحمد لله كما ينبغي لجلااااال وجهة وعظيـــم سلطانة ...

أخيااااااااااتي الغاااااااااليااااااااااااااات :

الله يسعدكن سعااااااااااااااااااااااادة لاشقاااااااااااااء بعدهااااااااااااا..... سعاااااااتي بتسجيلكن أيتهااا الصالحااااات

بإذن الله لاتوووصف ..... جزاااااااااااااااكن الله خيرا ورفع مقداااااركن وثبتكن على الحق ....


بإذن الله أخياااااتي ستكتبن هناااااااااا وسيرى أبدااعتكن الجميـــــع وستفدن الجميـع بإذن الله ....








شموووووخة أسأل الله لكِ السعاااااااادة في الدااارين أخيتي .......

فأنتي همتي !!!!!! ....... نعم أنتي من شجعني لكتااااااااابة هذا الموضووووووووع ...... فأتمنى من الله العلي

القدير أن يجزااااااااك عني كل خير .......
سااامحيني أخيتي على تقصيري فلن ولن أبدع مثلك أخيتي ..... فقلمي متواااااضع .... ولكن والحمد لله

أنة حاز على رضااااااكِ ...... فرعاااااااك الله ....... وتسجيلك أخيتي شرف لي ياغاااليـــة .......

وفقك الله أخيي .......

ظريفة
25-06-2005, 05:04 PM
السلام عليكم

ممكن أشارك

بس وش أجيب

تسلمين

شوووووووووووقة

^شوووق للجنان^
25-06-2005, 06:01 PM
السلام عليكم

ممكن أشارك

بس وش أجيب

تسلمين

شوووووووووووقة


ظريفة يسعدني يغاليــــــة تسجيلك أسعدك الله .........

أكتبي مواضيع دينية هااادفة ..... ممكن عن عقوق الوالدين واثرها .......

أخيتي أكتبي من الموااضيع التي نحن أحوج اليـــها في مجتمعناااااااا ..............

سلمتي

فرولاية جده
25-06-2005, 06:26 PM
شوقتي
بحثت لك عن هذي الكلمات واتمنى ان اكون قد افدتك وساعدتك في الموضوع


يــدنا بيـــدكِ




أخيتي الحبيبة.. يا من تبحثين عن طريق التوبة.. يا من تحرقكِ لوعة ذنبكِ.. يا من تبحثين عمن يعينكِ على التوبة.. يا من لم تقنطي من رحمة ربكِ الرحيم الودود.. يا من استشعرتِ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:« إذا كانت أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب ونادى مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة» [صحيح ابن ماجه 1331] وقوله عليه الصلاة والسلام: "ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان، ثم انسلخ قبل أن يغفر له" [صحيح الترغيب 1680]

ها نحن نمد إليك يدنا، نمدها واثقين بأن يدكِ هي التي ستوضع في يدنا بإذن الله.

انتظري موضوعي على الخاص
اختك
فوفو

شمووخ همّه
25-06-2005, 06:34 PM
وهـــو عـــــــن التـــــوبــة...... التوبــة والأقلاع عن الذنـــــوب .......

التوبة

بسم الله الرحمن الرحيم
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهدية ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم

غافلون
الى متى غافلون

الى متى لاهون عن ما خلقنا له
الى متى هذا الاتغماس في الشهوات والملذات
الى متى قطيعة الارحام وترك الصلوات
الى متى مشاهدة الافلام ومتابعة المسلسلات
الى متى ارتكاب المعاصي والمحرمات

الى ان تنزع روحك منك وتفارقين الحياة
الى يوم لا ينفعك غير عملك تحت التراب وحيدة ليس معك لا اهل ولا صحب ولاشئ من حطام الحياة
الى حين توضعين على الكفن وتغسلين جثة هامدة

غاليتي فكري في نفسك ولاتضيعي الوقت

ان الله يفرح بتوبة عبده مالم يغرغر مالم يغرغر

سبحان الله

نلهو ونطمع لشهوات الدنيا الزائفة
ونترك نعيم الآخره ولذاتها الدائمة

حسنا لنسأل انفسنا
لنعطيها فرصة للتحدث عما بداخلها

ماذا استفدنا من مسلسل ماجن يجتمع فيه رجل مع امرأة قصة قد تكون واقعية وقد تكون من نسج الخيال

نشاهد ذلك الانسجام والتفاعل بل والدموع عجبا لامرنا
تبكين على قصة قد تكون من نسج الخيال

سألت مرة وحدة من الاخوات قالت شفت المسلسل وبكيت
قلت ليش طيب ؟؟!!

قالت اشكالهم تحزن وتخيلت الموقف!!

لااله الا الله طيب ماتخيلتي موقف البعث حين يخرج الناس من قبورهم وذرفت دمعتك لذلك

هل تذكرتي القبر والحشر ويوم القيامة واهواله


ماذا استفدنا سوى ضياع الوقت
والنظر لمحرم

هل ذرفت دمعتك يوما لسماع آية من آيات كتاب الله

تحسسي قلبك قليلا ستجدي به ضيق
ضيق لانك لن تمتعيه بما يحتاج اليه

غاليتي قال عزوجل
(( وماخلقت الجن والانس الا ليعبدون ))

تفكري في هذه الآيه

لم نخلق الا لعبادة الله عزوجل

متعة القلب غاليتي في عبادة الله والتقرب منه سبحانه

سيتوفر لديك مال كل ماتريديه لديك لكن قد تشعرين بضيق بعكس اولئك البسطاء الذين تجدينهم سبحان الله في سعادة

لماذا !!

السعادة ليست في المال ومتاع الدنيا

السعادة في القلب حين تمتعيه بمايمتعه بما يرضي الله عزوجل

غاليتي كل ميسر لما خلق له

فلماذا لا نفعل ولا نعمل ماخلقنا لاجله

لماذا لانحتسب الاجر على كل مانقوم ونعمل به

لماذا هل نستخسر ذلك على انفسنا ام هي الغفلة ونزغات الشيطان

غاليتي لو كنتي موظفة في مكان ما معلمة مثلا او مديرة
ستقومين بعملك ولن تسمحي لاحد باخذ مكانك في ذلك وتحرصين ان يقال لك يااستاذة بل تتضايقين بل تغضبين ان ذكر اسمك هكذا مجردا من لفظ تعريف

حسنا هذا في الدنيا و ستتركين كل هذا
ستتركينه تعودين لما خلقتي منه لتراب

لماذا لم تفكري بالآخره

لماذا نعمل مالم نؤمر بعمله بل قد نهينا عنه

لماذا نصر على الذنب ونستمر فيه وكأننا على طريق الصواب

انه الشيطان يزين لك ماتقومين به من سوء فتسترسلين فيه

اعوذ بالله من ذلك يمتلأ قلبك بالمعاصي فتشعرين بضيق وهم وحزن لن تجدي دواءة الا بالرجوع الى الله عزوجل


ووالله لوشا هدتها تلك الصدور رأيتها كمراجل النيران
ووقودها الشهوات والحسرات والآلام لاتخبوا مدى الأزمان
أرواحهم في وحشة وجسومهم في كدحها لافي رضا الرحمن
ماسعيهم الا لطيب العيش في الدنيا ولو أفضى الى النيران
هربوا من الرق الذي خلقوا له فبلوا برق النفس والشيطان
لاترضى مااختاروه هم لنفوسهم فقد ارتضوا بالذل والحرمان
لو ساوت الدنيا جناح بعوضة لم يسق منها الرب ذا الكفران
لكنها والله احقر عنده من ذا الجناح القاصر الطيران
طبعت عل كدر فكيف ينالها صفوا أهذا قط في الامكان
والله لو ان القلوب سليمة لتقطعت أسفا من الحرمان
لكنها سكرى بحب حياتها الدنيا وسوف تفيق بعد زمان
بالله ماعذر أمرئ هو مؤمن حقا بهذا ليس باليقضان
تالله لو شاقتك جنات النعيم طلبتها بنفائس الاثمان

لا اله الا الله

أين نحن من الصحابة رضوان الله عليهم يتسابقون لفعل الخيرات يسئلون النبي عليه الصلاة والسلام عن فضائل الاعمال حتى يسعون اليها ويدركون رضى الخالق جل في علاة

جاء في قصة ماعز بن مالك رضي الله تعالى عنه انه كان شابا من الصحابة متزوج من المدينة وسوس له الشيطان يوما فخرج مع جارية حتى زنيا فلما فرغ وتركه الشيطان آلمته خطيئته وضاقت حياته فجاء الى النبي صلى الله عليه وسلم الى طبيب القلوب فصاح وقال يارسول الله (زنيت فطهرني ) فقال له النبي صلى الله عليه وسلم( ويحك ارجع) فرجع غير بعيد فجاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله( زنيت فطهرني ) فقال له صلى الله عليه وسلم ( ويحك ارجع) فرجع غير بعيد ورجع ثالثة ورابعة وخامسة فقال له صلى الله ( ويلك ومايدريك مالزنا )

ثم أمر به فطرد واخرج

ثم عاد الى النبي صلى الله عليه وسلم رابعة وخامسة وسادسة فلما اكثرعلى النبي صلى الله عليه وسلم ألتفت النبي صلى الله عليه وسلم الى قومه فسألهم ( أبه جنون) قالوا : يارسول الله ماعلمنا به بأسا فقال صلى الله عليه وسلم

(( أشرب خمرا )

فقام رجل فاستنكه وشمه فلم يجد منه ريح الخمر
فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم الى ماعز لما علم أنه في عقلة وليس مجنون ولافي سكره ألتفت اليه فسأله هل تدري ما الزنا
قال نعم (( أتيت من امرأة حراما مثلما ياتي الرجل من امرأته حلالا))

فقال صلى الله عليه وسلم ( وماتريد من هذا القول ) قال يارسول الله أريد أن تطهرني

قال صلى الله عليه وسلم ( فنعم)

ثم امر به فرجم حتى مات رضي الله عنه فلما صلوا عليه ودفنوه مر النبي صلى الله عليه وسلم على موضعه مع بعض اصحابه فلما مروا سمع النبي صلى الله عليه وسلم بعض اصحابه يقول أحدهما لصاحبه أنظر الى هذا الذي ستر الله عليه ولم تدعه نفسه حتى رجم رجم الكلاب فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ثم ساروا ساعة فمروا بجيفة حمار قد أحرقته الشمس حتى انتفخ وارتفعت رجلاه

فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم فقال لهم ( أين فلان وفلان) ( قالا نحن ذان يارسول الله )

قال ( انزلا فكلا من جيفة هذا الحمار) فقالا) يارسول الله ناكل من هذه الجيفة من يأكل من هذه الجيفة )

فقال صلى الله عليه وسلم (( مانلتما من عرض اخيكما آنفا أشد من أكل هذه الميته لقد تاب توبة لو قسمت على أمة لوسعتهم والذي نفسي بيده انه الآن في انهار الجنة ينغمس فيها )


فطوبى لماعز ابن مالك نعم وقع في الزنا وهتك الستر الذي بينه وبين ربه فلما فرغ من معصيته ذهبت اللذات وبقيت الحسرات
تفنى اللذاذة من الحرام ويبقى الذل والعار تبقى
عواقب سوء في مغبتها لاخير في لذة من بعدها النار

لما احرقت قلبه الحسرة و اشتاق للقاء ربه ومغفرته جل شانه فتاب توبة لو قسمت على أمة لو سعتهم


لا نحمل من قصة ماعز على ان كل من زنا يجب ان يطالب باقامة الحد عليه ولكن نرى عظم اثر الذنب في القلب والعودة الى الله عزوجل والتوب من الذنب وعدم العودة اليه مرة اخرى

فالله يغفر سبحانة لعبادة ويقبل توبتهم باذنه عزوجل

علينا ان نفكر في انفسنا ولنتوب الى الله قبل ان يفوت الأوان

لنتحسس قلوبنا ونرى مايؤلمها مايؤثر فيها من ظلمة الذنوب ولننيرها بالقرآن ومرافقة الصالحات

وحضور مجالس الذكر

لنبتعد عن الغناء فوالله انه ليسبب الضيق للقلب ويغفلة عن ذكر الله

تذكري اخية ان باب التوبة مفتوح فالجأي الى خالق السماوات والارض واستغفري لذنبك وتوبي اليه

قال جل شانه في كتابه العزيز

( فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا* يرسل السماء عليكم مدرارا* ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا )

اخية اتقي الله وفكري في الأمر الذي خلقتي لاجله

هو عبادة الله ابحثي دوما عن مايرضي الخالق عزوجل ولا تبحثي عن رضا الناس

فان رضي الله عنك ارضى عنك الناس وان ارضيتي النااس بسخط الله سخط عليك الله واسخط عليك الناس

اكثري من ذكر هادم اللذات الموت

اكثري من ذكره فاننا لا نعلم متى ينتهي اجلنا

( كل نفس ذائقة الموت)

تفكري في القبر وماذا اعددتي له
اخيتي ان كنت على معصية فتوبي الى الله واستغفري لذنبك واعزمي على ان لا تعودي للذنب مرة اخرى

فالسعادة بالتقرب من الخالق عزوجل ومصاحبة الصالحات واهل القرآن

فالسعادة في القلب ليست في متاع الدنيا وسعادة القلب في القرب من خالقة وملؤة بذكر الله والقرآن الكريم

غاليتي اجلسي مع نفسك جلسة محاسبة وحددي مالها وماعليها

واستغفري لذنبك وعودي الى الله لا تتركي صلاة الليل ولو ركعة واحدة
فانك ان صليتي الوتر في تلك الليلة وجئ يوم القيامة بمن قام في تلك الليلة جئ باسمك بينهم
انها من اسهل العبادات فلا تهمليها اختي الغاليه

تقربي الى الله بالنوافل بالصيام بالصدقة بصلة الرحم بعيادة المريض

اسعي للخير حيث كان

هذا مااستطعت جمعه أسال الله لي ولكن الثبات والتوفيق

اسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه
اسأل الله ان يغفر لي ولكن ولجميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات

اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكن

استعنت بشريط عيش السعداء للشيخ عبد الرحمن العريفي جزاه الله خيرا
في الاستدلال ببعض القصص والشواهد وبعض الامور

اترككم في حفظ الله ورعايته واتمنى لكن الفائدة اعذروني قد لا اكون افدت كثيرا ولكن هذا مااستطعت ان ادلي به
فاعذروني اسأل الله لي ولكن الثبات على الحق دوما



شوق لك الله يسعدك يارب ويحقق لك ماتتمنين
الله يسعدك سعادة لا تشفين بعدها ابدا
في حفظ الرحمن ورعايته

^شوووق للجنان^
26-06-2005, 12:33 AM
شوقتي
بحثت لك عن هذي الكلمات واتمنى ان اكون قد افدتك وساعدتك في الموضوع


يــدنا بيـــدكِ




أخيتي الحبيبة.. يا من تبحثين عن طريق التوبة.. يا من تحرقكِ لوعة ذنبكِ.. يا من تبحثين عمن يعينكِ على التوبة.. يا من لم تقنطي من رحمة ربكِ الرحيم الودود.. يا من استشعرتِ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:« إذا كانت أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب ونادى مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة» [صحيح ابن ماجه 1331] وقوله عليه الصلاة والسلام: "ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان، ثم انسلخ قبل أن يغفر له" [صحيح الترغيب 1680]

ها نحن نمد إليك يدنا، نمدها واثقين بأن يدكِ هي التي ستوضع في يدنا بإذن الله.

انتظري موضوعي على الخاص
اختك
فوفو



أسعدك الله ياااقرة العين ..............نـــــــــعم وهذا أخيتي ماأريدة فلنجتمع على الخيـــــر

ولنمد أيدينااااا سويا لنفيد ونستفيد ...... أبتغاء مرضاااااااة الله .....


أخيتي كتبت فأبدعتي سلمت يدااااااك ........ فالله عز وجل رحمنااااااااااااا باب التوبــــة من الخطايا !!!!!!

ماأسعد التائب من الذنب ...... أخيااااااااتي أدعووكم هنـــــا في مجلسناااااااااااا ........

لنتعااااون يدا بيد ......في المنتدى وخارج المنتدى !!!!!!!!!!! ............ لنتووب ونعلن ذلك ........

هيــــــا أخيااااااتي قبل فوااااات الأوااااااان ..... اللهم أنك أنت التواب الرحيـــــم .. فتب علينا وارحمنااا

برحمــــــتك لاألــــــــة الا أنت سبحانك أنااااا كنا ظالمين .......................


فوفووووووو أسعدك الله وجعلة في مواااازين حسنااتك








أخيـــــــــــاتي للأهميــــــــــــــــة !!!! من أرادت أن تكتـــــب موضوعاااااا وجهز في ذهنهااااا !!!!!!


فلتخبرني أخياااااااتي أو تكتبـــــــــــة هناااااااااااااااا..... نتظركم أخيااااااااااااااتي ؟؟

^شوووق للجنان^
26-06-2005, 12:42 AM
لي عودة اخيتي شموووووووووخ :-M

^شوووق للجنان^
26-06-2005, 12:56 AM
وهـــو عـــــــن التـــــوبــة...... التوبــة والأقلاع عن الذنـــــوب .......

التوبة

بسم الله الرحمن الرحيم
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهدية ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم

غافلون
الى متى غافلون

الى متى لاهون عن ما خلقنا له
الى متى هذا الاتغماس في الشهوات والملذات
الى متى قطيعة الارحام وترك الصلوات
الى متى مشاهدة الافلام ومتابعة المسلسلات
الى متى ارتكاب المعاصي والمحرمات

الى ان تنزع روحك منك وتفارقين الحياة
الى يوم لا ينفعك غير عملك تحت التراب وحيدة ليس معك لا اهل ولا صحب ولاشئ من حطام الحياة
الى حين توضعين على الكفن وتغسلين جثة هامدة

غاليتي فكري في نفسك ولاتضيعي الوقت

ان الله يفرح بتوبة عبده مالم يغرغر مالم يغرغر

سبحان الله

نلهو ونطمع لشهوات الدنيا الزائفة
ونترك نعيم الآخره ولذاتها الدائمة

حسنا لنسأل انفسنا
لنعطيها فرصة للتحدث عما بداخلها

ماذا استفدنا من مسلسل ماجن يجتمع فيه رجل مع امرأة قصة قد تكون واقعية وقد تكون من نسج الخيال

نشاهد ذلك الانسجام والتفاعل بل والدموع عجبا لامرنا
تبكين على قصة قد تكون من نسج الخيال

سألت مرة وحدة من الاخوات قالت شفت المسلسل وبكيت
قلت ليش طيب ؟؟!!

قالت اشكالهم تحزن وتخيلت الموقف!!

لااله الا الله طيب ماتخيلتي موقف البعث حين يخرج الناس من قبورهم وذرفت دمعتك لذلك

هل تذكرتي القبر والحشر ويوم القيامة واهواله


ماذا استفدنا سوى ضياع الوقت
والنظر لمحرم

هل ذرفت دمعتك يوما لسماع آية من آيات كتاب الله

تحسسي قلبك قليلا ستجدي به ضيق
ضيق لانك لن تمتعيه بما يحتاج اليه

غاليتي قال عزوجل
(( وماخلقت الجن والانس الا ليعبدون ))

تفكري في هذه الآيه

لم نخلق الا لعبادة الله عزوجل

متعة القلب غاليتي في عبادة الله والتقرب منه سبحانه

سيتوفر لديك مال كل ماتريديه لديك لكن قد تشعرين بضيق بعكس اولئك البسطاء الذين تجدينهم سبحان الله في سعادة

لماذا !!

السعادة ليست في المال ومتاع الدنيا

السعادة في القلب حين تمتعيه بمايمتعه بما يرضي الله عزوجل

غاليتي كل ميسر لما خلق له

فلماذا لا نفعل ولا نعمل ماخلقنا لاجله

لماذا لانحتسب الاجر على كل مانقوم ونعمل به

لماذا هل نستخسر ذلك على انفسنا ام هي الغفلة ونزغات الشيطان

غاليتي لو كنتي موظفة في مكان ما معلمة مثلا او مديرة
ستقومين بعملك ولن تسمحي لاحد باخذ مكانك في ذلك وتحرصين ان يقال لك يااستاذة بل تتضايقين بل تغضبين ان ذكر اسمك هكذا مجردا من لفظ تعريف

حسنا هذا في الدنيا و ستتركين كل هذا
ستتركينه تعودين لما خلقتي منه لتراب

لماذا لم تفكري بالآخره

لماذا نعمل مالم نؤمر بعمله بل قد نهينا عنه

لماذا نصر على الذنب ونستمر فيه وكأننا على طريق الصواب

انه الشيطان يزين لك ماتقومين به من سوء فتسترسلين فيه

اعوذ بالله من ذلك يمتلأ قلبك بالمعاصي فتشعرين بضيق وهم وحزن لن تجدي دواءة الا بالرجوع الى الله عزوجل


ووالله لوشا هدتها تلك الصدور رأيتها كمراجل النيران
ووقودها الشهوات والحسرات والآلام لاتخبوا مدى الأزمان
أرواحهم في وحشة وجسومهم في كدحها لافي رضا الرحمن
ماسعيهم الا لطيب العيش في الدنيا ولو أفضى الى النيران
هربوا من الرق الذي خلقوا له فبلوا برق النفس والشيطان
لاترضى مااختاروه هم لنفوسهم فقد ارتضوا بالذل والحرمان
لو ساوت الدنيا جناح بعوضة لم يسق منها الرب ذا الكفران
لكنها والله احقر عنده من ذا الجناح القاصر الطيران
طبعت عل كدر فكيف ينالها صفوا أهذا قط في الامكان
والله لو ان القلوب سليمة لتقطعت أسفا من الحرمان
لكنها سكرى بحب حياتها الدنيا وسوف تفيق بعد زمان
بالله ماعذر أمرئ هو مؤمن حقا بهذا ليس باليقضان
تالله لو شاقتك جنات النعيم طلبتها بنفائس الاثمان

لا اله الا الله

أين نحن من الصحابة رضوان الله عليهم يتسابقون لفعل الخيرات يسئلون النبي عليه الصلاة والسلام عن فضائل الاعمال حتى يسعون اليها ويدركون رضى الخالق جل في علاة

جاء في قصة ماعز بن مالك رضي الله تعالى عنه انه كان شابا من الصحابة متزوج من المدينة وسوس له الشيطان يوما فخرج مع جارية حتى زنيا فلما فرغ وتركه الشيطان آلمته خطيئته وضاقت حياته فجاء الى النبي صلى الله عليه وسلم الى طبيب القلوب فصاح وقال يارسول الله (زنيت فطهرني ) فقال له النبي صلى الله عليه وسلم( ويحك ارجع) فرجع غير بعيد فجاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله( زنيت فطهرني ) فقال له صلى الله عليه وسلم ( ويحك ارجع) فرجع غير بعيد ورجع ثالثة ورابعة وخامسة فقال له صلى الله ( ويلك ومايدريك مالزنا )

ثم أمر به فطرد واخرج

ثم عاد الى النبي صلى الله عليه وسلم رابعة وخامسة وسادسة فلما اكثرعلى النبي صلى الله عليه وسلم ألتفت النبي صلى الله عليه وسلم الى قومه فسألهم ( أبه جنون) قالوا : يارسول الله ماعلمنا به بأسا فقال صلى الله عليه وسلم

(( أشرب خمرا )

فقام رجل فاستنكه وشمه فلم يجد منه ريح الخمر
فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم الى ماعز لما علم أنه في عقلة وليس مجنون ولافي سكره ألتفت اليه فسأله هل تدري ما الزنا
قال نعم (( أتيت من امرأة حراما مثلما ياتي الرجل من امرأته حلالا))

فقال صلى الله عليه وسلم ( وماتريد من هذا القول ) قال يارسول الله أريد أن تطهرني

قال صلى الله عليه وسلم ( فنعم)

ثم امر به فرجم حتى مات رضي الله عنه فلما صلوا عليه ودفنوه مر النبي صلى الله عليه وسلم على موضعه مع بعض اصحابه فلما مروا سمع النبي صلى الله عليه وسلم بعض اصحابه يقول أحدهما لصاحبه أنظر الى هذا الذي ستر الله عليه ولم تدعه نفسه حتى رجم رجم الكلاب فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ثم ساروا ساعة فمروا بجيفة حمار قد أحرقته الشمس حتى انتفخ وارتفعت رجلاه

فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم فقال لهم ( أين فلان وفلان) ( قالا نحن ذان يارسول الله )

قال ( انزلا فكلا من جيفة هذا الحمار) فقالا) يارسول الله ناكل من هذه الجيفة من يأكل من هذه الجيفة )

فقال صلى الله عليه وسلم (( مانلتما من عرض اخيكما آنفا أشد من أكل هذه الميته لقد تاب توبة لو قسمت على أمة لوسعتهم والذي نفسي بيده انه الآن في انهار الجنة ينغمس فيها )


فطوبى لماعز ابن مالك نعم وقع في الزنا وهتك الستر الذي بينه وبين ربه فلما فرغ من معصيته ذهبت اللذات وبقيت الحسرات
تفنى اللذاذة من الحرام ويبقى الذل والعار تبقى
عواقب سوء في مغبتها لاخير في لذة من بعدها النار

لما احرقت قلبه الحسرة و اشتاق للقاء ربه ومغفرته جل شانه فتاب توبة لو قسمت على أمة لو سعتهم


لا نحمل من قصة ماعز على ان كل من زنا يجب ان يطالب باقامة الحد عليه ولكن نرى عظم اثر الذنب في القلب والعودة الى الله عزوجل والتوب من الذنب وعدم العودة اليه مرة اخرى

فالله يغفر سبحانة لعبادة ويقبل توبتهم باذنه عزوجل

علينا ان نفكر في انفسنا ولنتوب الى الله قبل ان يفوت الأوان

لنتحسس قلوبنا ونرى مايؤلمها مايؤثر فيها من ظلمة الذنوب ولننيرها بالقرآن ومرافقة الصالحات

وحضور مجالس الذكر

لنبتعد عن الغناء فوالله انه ليسبب الضيق للقلب ويغفلة عن ذكر الله

تذكري اخية ان باب التوبة مفتوح فالجأي الى خالق السماوات والارض واستغفري لذنبك وتوبي اليه

قال جل شانه في كتابه العزيز

( فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا* يرسل السماء عليكم مدرارا* ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا )

اخية اتقي الله وفكري في الأمر الذي خلقتي لاجله

هو عبادة الله ابحثي دوما عن مايرضي الخالق عزوجل ولا تبحثي عن رضا الناس

فان رضي الله عنك ارضى عنك الناس وان ارضيتي النااس بسخط الله سخط عليك الله واسخط عليك الناس

اكثري من ذكر هادم اللذات الموت

اكثري من ذكره فاننا لا نعلم متى ينتهي اجلنا

( كل نفس ذائقة الموت)

تفكري في القبر وماذا اعددتي له
اخيتي ان كنت على معصية فتوبي الى الله واستغفري لذنبك واعزمي على ان لا تعودي للذنب مرة اخرى

فالسعادة بالتقرب من الخالق عزوجل ومصاحبة الصالحات واهل القرآن

فالسعادة في القلب ليست في متاع الدنيا وسعادة القلب في القرب من خالقة وملؤة بذكر الله والقرآن الكريم

غاليتي اجلسي مع نفسك جلسة محاسبة وحددي مالها وماعليها

واستغفري لذنبك وعودي الى الله لا تتركي صلاة الليل ولو ركعة واحدة
فانك ان صليتي الوتر في تلك الليلة وجئ يوم القيامة بمن قام في تلك الليلة جئ باسمك بينهم
انها من اسهل العبادات فلا تهمليها اختي الغاليه

تقربي الى الله بالنوافل بالصيام بالصدقة بصلة الرحم بعيادة المريض

اسعي للخير حيث كان

هذا مااستطعت جمعه أسال الله لي ولكن الثبات والتوفيق

اسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه
اسأل الله ان يغفر لي ولكن ولجميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات

اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكن

استعنت بشريط عيش السعداء للشيخ عبد الرحمن العريفي جزاه الله خيرا
في الاستدلال ببعض القصص والشواهد وبعض الامور

اترككم في حفظ الله ورعايته واتمنى لكن الفائدة اعذروني قد لا اكون افدت كثيرا ولكن هذا مااستطعت ان ادلي به
فاعذروني اسأل الله لي ولكن الثبات على الحق دوما



شوق لك الله يسعدك يارب ويحقق لك ماتتمنين
الله يسعدك سعادة لا تشفين بعدها ابدا
في حفظ الرحمن ورعايته



لاالـــــــة الا العظيم الحليــــــم !!! .......... لاالـــــــة الا الله رب العرش الكريم ........

أستفغر الله ....... أستغفر الله وأتوب اليـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــة ..................


شمووووووخ والله ثم والله ثم والله ومن دون مجاملاااااااااااااااااااااااااااااااااات ......... أخيتي الله يسعدك

كلمااااااات والله أثرت فيني كثيراااااا اسأل الله العظيم أن يجعلة في موازين حسنااتك وأن يحسن اليـــك

ويرعاااااااك ويحفظك .........


أخياااااااااااتي والله أن الموضوووووووع خطيـــــر ........ فل نصحو من غفلتناااااااااااا......

أنااااااا معك اخيتي ...... وأصرخ بإذن العاااااصي قبل فوااااااات الأوااااان ..... تب ياغافل قبل المماااااات


يابنااااااااات والله الموضوع خطير الى متى نحن في فتن .........نتبع الموضاااااااات والفتن ولاحول والاقوة الا بالله


مقولة هذا الزمن ( أمش وأمش معاااااك ) !!!!!!!!!!!!!!!1

ماهذا التخلف والجهالة !!!!!!!!!!!!! تنبعة في الخطأ !!!!!!!!!!!!!!!! حتى لو كان من نتبع أعمـــــى!!!!!

أمااااا قلت لكِ أخيتي أنك رائعة ...... سترحلين أخيتي وقد وضعت بصمتك التي لن تمحى !!!!!!!!!!!!!!!!!!

أخيتي الله يخليك أناااااااا معااااااااك وماتصدقين كيف أثر علي هذا الموضووووع


والله أن أثر فيني الله يجزااااااااااك خير ...... وربي أن عيني لتدمع الله يجزااااااك الف الف الف خير ....




أخيتي عندي سؤااااااااااب أتمنى أخيتي أن تساعديني بإجابتك ساعديني الله يخليك ساعديني !!!!!


أخي الغالي أخيتي يغنـــــــــــــــي !!!!!!! كيف اساااااااااعدة وأجعلة يقلع عن هذا الشي

أنا أعلم من أصحااااااب ولكن أخي اخيتي عصبي !!!! ولما أقولة شي يقول أنا أعلم منك !!!!!!

ساعديني والله أمي تتألم لها الشي وكلنا ندعيلة بالهداااية ...... ساعديني ياشموووووخة

الله يفرج كربتك ويحفظك ويسعدك ويوفقك لطريق الخير .:

أخيتي أكتبي بقلمك فأنتي مبدعة فجعلية لخيــــر دائما وعلمي لو كلمة واااحدة

فستأثر ......!!! كما أثرت بي كلمااااااااااااتك كثيرا فنحن خطاااااؤؤن اسأل الله أن يتوب علينا ويرحمنااااااااا


نعم الأخت .. نعم الأخت ......والله أنك عطرت بكلماااااتك صفحااااااااتي فسلمتي يغاليـــة

حفظك الرحمن وأتمنلى منك أن تساعديني

شمووخ همّه
26-06-2005, 02:17 AM
قال عزوجل في كتابه العزيز
(( انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء ))

غاليتي غناء !!
لا اله الا الله أسأل الله له الهداية والسداد لطريق الحق

غاليتي
(( وجادلهم بالتي هي احسن ))

غاليتي ذكريه بالعقاب الشديد من الخالق عزوجل فالله يمهل ولا يهمل

غاليتي

عن سهل بن سعد رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( سيكون في آخر الزمان خسف ومسخ وقذف : قيل ومتى ذلك يارسول الله ؟؟ قال : (( إذا ظهرت المعازف والقينات ))


اخبريه بهذا الحديث جاء الوعيد في هذا الحديث لمن فعل ذلك بالمسخ والقذف والخسف لا اله الا الله

نسأل الله الثبات على الحق دوما

ذكرية بالموت وسكرته واذا حضره ملك الموت ماذا سيقول له ايقول امهلني حتى اتوب او ماذا يفيده في هذه اللحظة

هل يعلم او يعتقد انه سيعيش يوم او ساعة او دقيقة ام ثانية

والله انا لا نعلم كم بقي لنا في هذه الحياة

هل يضمن ذلك هل هو موقن بانه سيعيشها

اساليه اجعلي ما بداخله يتحرك ان كان تاركا للصلاة فوجهيه اولا لها فالغفلة هي التي تعميه عن الحق والاستجابة لكم

فهو حين يتقرب من الله عزوجل سينزل الله السكينة في قلبه باذن الله

ان حرص على الصلاة وداوم عليها سيترك ذلك شيئا فشيئا باذن الله

ذكرية بانه مهما طال عيشة في الدنيا فان مصيرة الموت

الى متى يغفل الى متي السير في هذا الطريق الاعوج

ذكرية بان الله يفرح بتوبة عبده مالم يغرغر

فمتى يتوب متى يريد العودة الى طريق الحق

الشيطان يزين له ولكن كونوا دوما قريبين منه

غاليتي ان كان اكبر منك فتحدثي معه باسلوب هادئ احتراما له لانك ان تحدثتي معه بغير ذلك ستستفزيه وتثيري اعصابة فيعاند

تمهلي معه ابدئي بالنصح التوجية التذكير بالموت والعقاب المترتب عليه
جادلوه بما يحب بالاسلوب الذي يحبه هو لانه سيقتنع نوعا ما لانكم حدثتموه بما يحب رويدا رويدا فيحب الحديث والنصح منكم لانه سيعرف ان ذلك من مصلحته

وان كان اصغر منك ايضا فامتنعوا عن اسلوب الفرض والتسلط لانهم لا يحبون ذلك بل بالجدال الحسن والنصح والتوجيه

غاليتي لا تعتقدي بانه سيستجيب لكم مباشرة لان الشيطان يزين له ولكن لابد من المحاولة

واخبريه بانه من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ماذا يريد من هذه الدنيا

مااذا استفاد من الغناء هو يشعر بضيق ويعتقد ان الغناء هو المتنفس له فوجهيه وكونوا عونا له قريبين منه

حاولي تذكيره في الاوقات التي تلاحظين بانه سيستجيب لك فيها

اختاري انسب الاوقات للحديث معه

ان ركبت معه في السيارة مثلا ففيها تكونين قريبة منه اعطيه شريطا فيه التذكير بالموت مثلا او بنعيم اهل الجنة او اشرطة تتحدث عن التوبة اطلبي منه تشغيله لرغبتك في السماع اليه ان رفض وفضل الاستماع للغناء مثلا قولي حسنا نستمع لكن بشرط نستمع لنص شريطك وتستمع لنصف شريطي

حتى تجذبيه للسماع معك فكم من الشباب كانت هدايتهم بعد الله بهذا الاسلوب

ابحثي له عن مواضيع متعددة للتوبة وللغناء وعواقبة وعن سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وهدي اصحابة

في شبكة الانترنت وقومي بطباعتها وضعيها في غرفته او في السيارة او في اكثر الاماكن التي يتردد عليها ويفضل الجلوس فيها هذا مااستطعت ان ادلي لك به اعذريني فذهني مشغول ببعض الامور

اللهم اصلح شباب المسلمين اللهم ثبتهم على الحق وسدد على الخير خطاهم
اللهم وفقهم لما تحب وترضى

قال الشاعر

للموت فاعمل للجد ايها الرجل** واعلم بانك من دنياك مرتحل
الى متى انت في لهو وفي لعب** تمسي وتصبح في اللذات مشتغل
كانني بك ياذا الشيب في كرب** بين الاحبه قد اودى بك الاجل
لما راوك صريعا بينهم جزعوا** وودعوك وقالوا قد مضى الرجل
فاعمل لنفس يامسكين في مهل** مادام ينفعك التذكار والعمل
ان التقى جنان الخلد مسكنه** ينال حور عليها التاج والحلل
والمجرمين بنار لاخمود لها **في كل وقت من الاوقات تشتعل

غاليتي اتمنى ان اكون افدتك بما لدي واعذريني على التقصير
حفظك الله واسعد قلبك وهدا اخيك لطريق الحق
عليكم الدعاء له بالهداية
واسال الله لكن الثبات والتوفيق

دمتي بحفظ الرحمن

استعنت ايضا بكتاب سكرات الموت لاخذ هذه الابيات وكتاب اشراط الساعةللاستدلال ببعض الادله

^شوووق للجنان^
26-06-2005, 02:29 AM
شموووووووخ أسأل الله لناااااا ولكِ السعااادة والتوفيق

يالله يااااااااارب أسعدهااااااا واحفظهاااا لأهلهااااا وانر دروبهاااااااااااااا وفرج كروبهااااااااااااااااااااا

اللهم أعنهاااااااااااااااااوكن معهاااااااااااا.............

شمووووووووووووووووووووخ أخيتي رعاااااك المولى ...... أتعبتك أخيتي .....أسعدك الله وجعلة في موازين

حسناااااااااااااااااااااااااااتك جزااااااك الله الف الف اف خير ........ أخيتي لاأملك الا أن أدعو لكِ في أنااااء

الليل رعااااااك المولى ..........


والله العظيم أن كلماااااااااااااااااااااتك دمعت عيني ...... سأفعل ماقلتي اخيتي

وياليت تكوني موجوووودة عشااااان أبشرك ياغاليــــة بإذن أخي أهتدى على يديك !!!!!!!!!

الله يسعدك ...... من كل قلبي اقووولك الله يسعدك ويزيدك علماااااااااا....... لن أنسى وقوفك معي .....


تصدقين قاعدت أقرأ كلاااامك لأمي ...... وبالمرة تدعيلك !!........ الله يجعلة في موازين حسناااتك ياشوشو

رعاك المولى .... لن أنسى معروفك أخيتي ....... لن أنساااااة ....... سلمتي

شيماء الإسلام
26-06-2005, 06:39 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذه القصة سمعتها فى إحدى الأشرطه الدينية للأستاذ (عمرو خالد) و تمنيت أن تقرأوها
(اللهم إهدنا التوبة النصوحة يـــــــا رب العالمين )

"قصة توبة مالك بن دينار"

مالك بن دينار هو أحد أئمة التابعين الذى اشتهر عنه أنه كان يبكى طوال الليل و يقول : إلهـــــــى أنت وحدك الذى يعلم ساكن الجنة و ساكن النار , فأى الرجلين أنا؟ اللهم اجعلني من سكان الجنة و لا تجعلني من سكان النار.

فى بداية حياته يقول : بدأت حياتي سكيرا , عاصيا , أظلم الناس ,آكل الحقوق , آكل الربا , أضرب الناس , أفعل المظالم , شديد الفجور , يتحاشاني الناس من معصيتي.

غير أنى فى يوم من الأيام اشتقت أن أتزوج و يكون عندي طفلة , فتزوجت و أنجبت بالفعل طفلة سميتها فاطمة , أحببتها حبا شديدا و كلما كبرت فاطمة زاد الإيمان فى قلبي وقلت المعصية فى قلبي .

و لربما رأتني فاطمة أمسك بكأس من الخمر فاقتربت منى فأزاحته( و هى لم تكمل السنتين ) و كأن الله يجعلها تفعل ذلك , وكلما كبرت فاطمة كلما زاد الإيمان
و اقتربت من الله خطوة و بدأت ابتعد شيئا فشيئا عن المعاصي .

حتى اكتمل سن فاطمة ثلاث سنوات , و مـــــــاتت فاطمة

فانقلبت أسوأ مما كنت ولم يكن عندي من الصبر الذى عند المؤمنين ما يقويني فعدت أسوا مما كنت و تلاعب بى الشيطان حتى جاء يوم قال لى شيطاني :
لتسكرن اليوم سكرة ما سكرت مثلها من قبل فعزمت أن أسكر و عزمت أن أشرب الخمر و ظللت طوال الليل أشرب و أشرب و أشرب حتى سقطـــــت.

فرأيتني تتقاذفني أحلامي حتى رأيت تلك الرؤية!!!!!!!!!


رأيتني يوم القيامة و قد أظلمت الشمس, و تحولت البحار إلى نار, و زلزلت الأرض و اجتمع الناس إلى يوم القيامة , و الناس أفواج و أفواج و أنا بين الناس
أسمع المنادي ينادي : فلان بن فلان هلم للعرض علــــى الجبـــــــــــار
يقول "مالك بن دينار" : فأرى فلان هذا يتحول وجهه إلى سواد شديد من شدة الخوف

حتى سمعت المنادي ينادي : مالك بن دينار , هلـــــم للعرض على الجبـــــــار
فاختفى البشر من حولي و كأن لا أحد فى أرض المحشر , ثم رأيت ثعبـــانا عظيــما شديدا قويــــا يجري نحوي فـــــاتحا فمه , فجريت و أنا فى شدة الخوف , فرأيت رجلا عجوزا ضعيــفا فقلت له أنقذني من هذا الثعبــــــــان , فقال يا بنى أنا ضعيف لا أستطيع و لكن أجرى فى هذه الناحية لعلك تنجو فجريت حيث أشار لى والثعبـــان
خلفي فوجدت النار تلقاء وجهي , فقلت يـــا ءأهرب من الثعبان لأسقط فى النار
فعدت مسـرعا أجري والثعبان يقترب وعدت للرجل الضعيف فقلت له باللــه عليك
أنجدني أنقذني , فيبكي رأفة لحالي و قال أنا ضعيف كما ترى لا أستطيع لك شيئا
و لكن إجري تجاه هذا الجبل لعلك تنجو فجريت للجبل و الثعبــــــــــان سيخطفني
فرأيت على الجبل أطفال صغــــار و سمعتهم يصرخون : يـــا فاطمة أدركي أباك
أدركي أبــاك , فعلمت أنها ابنتي فرأيتها و فرحت أن ماتت لي ابنه و هى فى ثلاث سنوات تنجدني فى ذلك الموقف فأخذتني بيدهـــا اليمنى و دفعت الثعبــــان بيدها اليسرى و أنـــا فى شدة الخوف ثم جلست فى حجري كما كانت تجلس فى الدنيا

و قالت لى : يــا أبت , ألم يأن للذين آمنـــــوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله
فقلت يـــا بنيـــتي أخبريني عن هذا الثعبـــان , قالت : هذا عملك السيئ أنت كبرته و نميته حتى كــاد أن يأكلك , أما عرفت يا أبت أن الأعمال فى الدنيا تعود مجسمة يوم القيامة , قلت و ذلك الرجل الضعيف , قالت ذلك عملك الصالح أنت أضعفته و أوهنته حتى بكى رأفة لحالك و ما يستطيع أن يفعل لك شئ و لولا أنك أنجبتني يا أبت و لولا أنني مت لك و أنا صغيرة ما كان هناك شئ ينفعك.

فيقول" مالك بن دينار" فأفقت من نومتي وأنا أصرخ : قد آن يــا رب قد آن يـا رب
يقول : فاغتسلت و خرجت لصلاة الفجر أريد التوبة و العودة إلى الله و دخلت المسجد فإذا بالإمـــام يقرأ نفس الآية
" ألم يأن للذين آمنا أن تخشع قلوبهم لذكر الله "

و تاب مالك بن دينار و اشتهر عنه أنه كان يقف على باب المسجد كل يوم ينادى :
أيهـــــــا العبد العاصي عد إلى مولاك
أيهــــــا العبد الغـــافل عد إلى مولاك
أيهــــــا العبد الهارب عد إلى مولاك
مـــولاك ينــــــــــاديك بالليل و النهار يقول لك : من تقرب إلى شبرا تقربت إليه ذراعا , ومن تقرب إلى ذراعا تقربت إليه بـــــاعا ، و من أتاني ماشيا أتيته هرولا.

نســـــــأل الله تبارك و تعالى أن يرزقنا التوبة النصوحة .

الكلام عن التوبه لا ينتهي ولكن أتمنى الإفاده للأخوات من هذه القصه..

جوزيتي خيراً أخيتي شوق على موضوعك

جعله الله في موازين حسناتك..

سجايا
26-06-2005, 08:11 AM
مجلس رائع وفكرة جميلة جدا
بارك الله فيك وسدد طريق خطاك
جعل في ميزان حسناتك

^شوووق للجنان^
26-06-2005, 02:44 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذه القصة سمعتها فى إحدى الأشرطه الدينية للأستاذ (عمرو خالد) و تمنيت أن تقرأوها
(اللهم إهدنا التوبة النصوحة يـــــــا رب العالمين )

"قصة توبة مالك بن دينار"

مالك بن دينار هو أحد أئمة التابعين الذى اشتهر عنه أنه كان يبكى طوال الليل و يقول : إلهـــــــى أنت وحدك الذى يعلم ساكن الجنة و ساكن النار , فأى الرجلين أنا؟ اللهم اجعلني من سكان الجنة و لا تجعلني من سكان النار.

فى بداية حياته يقول : بدأت حياتي سكيرا , عاصيا , أظلم الناس ,آكل الحقوق , آكل الربا , أضرب الناس , أفعل المظالم , شديد الفجور , يتحاشاني الناس من معصيتي.

غير أنى فى يوم من الأيام اشتقت أن أتزوج و يكون عندي طفلة , فتزوجت و أنجبت بالفعل طفلة سميتها فاطمة , أحببتها حبا شديدا و كلما كبرت فاطمة زاد الإيمان فى قلبي وقلت المعصية فى قلبي .

و لربما رأتني فاطمة أمسك بكأس من الخمر فاقتربت منى فأزاحته( و هى لم تكمل السنتين ) و كأن الله يجعلها تفعل ذلك , وكلما كبرت فاطمة كلما زاد الإيمان
و اقتربت من الله خطوة و بدأت ابتعد شيئا فشيئا عن المعاصي .

حتى اكتمل سن فاطمة ثلاث سنوات , و مـــــــاتت فاطمة

فانقلبت أسوأ مما كنت ولم يكن عندي من الصبر الذى عند المؤمنين ما يقويني فعدت أسوا مما كنت و تلاعب بى الشيطان حتى جاء يوم قال لى شيطاني :
لتسكرن اليوم سكرة ما سكرت مثلها من قبل فعزمت أن أسكر و عزمت أن أشرب الخمر و ظللت طوال الليل أشرب و أشرب و أشرب حتى سقطـــــت.

فرأيتني تتقاذفني أحلامي حتى رأيت تلك الرؤية!!!!!!!!!


رأيتني يوم القيامة و قد أظلمت الشمس, و تحولت البحار إلى نار, و زلزلت الأرض و اجتمع الناس إلى يوم القيامة , و الناس أفواج و أفواج و أنا بين الناس
أسمع المنادي ينادي : فلان بن فلان هلم للعرض علــــى الجبـــــــــــار
يقول "مالك بن دينار" : فأرى فلان هذا يتحول وجهه إلى سواد شديد من شدة الخوف

حتى سمعت المنادي ينادي : مالك بن دينار , هلـــــم للعرض على الجبـــــــار
فاختفى البشر من حولي و كأن لا أحد فى أرض المحشر , ثم رأيت ثعبـــانا عظيــما شديدا قويــــا يجري نحوي فـــــاتحا فمه , فجريت و أنا فى شدة الخوف , فرأيت رجلا عجوزا ضعيــفا فقلت له أنقذني من هذا الثعبــــــــان , فقال يا بنى أنا ضعيف لا أستطيع و لكن أجرى فى هذه الناحية لعلك تنجو فجريت حيث أشار لى والثعبـــان
خلفي فوجدت النار تلقاء وجهي , فقلت يـــا ءأهرب من الثعبان لأسقط فى النار
فعدت مسـرعا أجري والثعبان يقترب وعدت للرجل الضعيف فقلت له باللــه عليك
أنجدني أنقذني , فيبكي رأفة لحالي و قال أنا ضعيف كما ترى لا أستطيع لك شيئا
و لكن إجري تجاه هذا الجبل لعلك تنجو فجريت للجبل و الثعبــــــــــان سيخطفني
فرأيت على الجبل أطفال صغــــار و سمعتهم يصرخون : يـــا فاطمة أدركي أباك
أدركي أبــاك , فعلمت أنها ابنتي فرأيتها و فرحت أن ماتت لي ابنه و هى فى ثلاث سنوات تنجدني فى ذلك الموقف فأخذتني بيدهـــا اليمنى و دفعت الثعبــــان بيدها اليسرى و أنـــا فى شدة الخوف ثم جلست فى حجري كما كانت تجلس فى الدنيا

و قالت لى : يــا أبت , ألم يأن للذين آمنـــــوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله
فقلت يـــا بنيـــتي أخبريني عن هذا الثعبـــان , قالت : هذا عملك السيئ أنت كبرته و نميته حتى كــاد أن يأكلك , أما عرفت يا أبت أن الأعمال فى الدنيا تعود مجسمة يوم القيامة , قلت و ذلك الرجل الضعيف , قالت ذلك عملك الصالح أنت أضعفته و أوهنته حتى بكى رأفة لحالك و ما يستطيع أن يفعل لك شئ و لولا أنك أنجبتني يا أبت و لولا أنني مت لك و أنا صغيرة ما كان هناك شئ ينفعك.

فيقول" مالك بن دينار" فأفقت من نومتي وأنا أصرخ : قد آن يــا رب قد آن يـا رب
يقول : فاغتسلت و خرجت لصلاة الفجر أريد التوبة و العودة إلى الله و دخلت المسجد فإذا بالإمـــام يقرأ نفس الآية
" ألم يأن للذين آمنا أن تخشع قلوبهم لذكر الله "

و تاب مالك بن دينار و اشتهر عنه أنه كان يقف على باب المسجد كل يوم ينادى :
أيهـــــــا العبد العاصي عد إلى مولاك
أيهــــــا العبد الغـــافل عد إلى مولاك
أيهــــــا العبد الهارب عد إلى مولاك
مـــولاك ينــــــــــاديك بالليل و النهار يقول لك : من تقرب إلى شبرا تقربت إليه ذراعا , ومن تقرب إلى ذراعا تقربت إليه بـــــاعا ، و من أتاني ماشيا أتيته هرولا.

نســـــــأل الله تبارك و تعالى أن يرزقنا التوبة النصوحة .

الكلام عن التوبه لا ينتهي ولكن أتمنى الإفاده للأخوات من هذه القصه..

جوزيتي خيراً أخيتي شوق على موضوعك

جعله الله في موازين حسناتك..



رااااااائع أخيتي مااااااااااااااخطتــــــة يديك ...

اللهم أجعلة في مواازين حسناااااااتهاااا ولاتحرمها الأجر ......... جزااااااااك الله الف الف خيــــر

قصـــــة رائعة ..... فيها من العبر مااافيهااااااااااا.....

أعتبروووووو يأؤلـــــي الألبااااااب ؟؟؟؟؟؟؟ :K)

لاحول ولاقوة الا بالله ...... نسألأ الله لناااا ولك أخيتي مغفرة لاترد ..... ونعيم لاينفذ.......



جعل الله كل من خطت وكتبت وأبدعت ونثرت مواضيعهاااااااااااااا هنا أن يجعلة في مواازين حسناتهاااااا....


اللهم أسكنهم فسيح جنااااااااتك ........... جزيتم خيراااا أخيااااتي


لا الــــة الا الله العظيم الحليم ...... لا ألـــة الا الله رب العرش الكريم .....

لاألــــة الا أنت سبحانك أني كنت من الظاليمين ........ :K)

لاأعرف أين الباقيااااات الصالحاااااات ؟؟؟؟؟ لم يناقشن معنااا موضوعنااا أو على الأقل

ماذا أستفدنااااااا من هذة المواضيع ؟؟؟؟؟!!!!!!!!




أخياااااااااتي بإذن الله سنكتب اليوم موضوعا عن السعاااااااادة الدائمـــــة ومن لديها أي

موضوع أو فكرة تكتتبهااااا أخيااااتي جزيت خيرا

أرواح
26-06-2005, 06:39 PM
مشكورة اختي وجزاك الله خيرا

^شوووق للجنان^
27-06-2005, 06:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وبــــعد :

أخيــــــاتي الغاليــــــــــات : اليوم بإذن الله سنتكلم عن موضوع جديد رائع سيعجبكن أخيااااتي بإذن الله ....

وهي ماكتبتـــــة زهرتي الغاليـــــــة فرولايــــــة جدة أسأل الله لنا ولهاااا الفردوس الأعلى من الجنة

فقد كتبت أحسنت ... أسأل الله أن يفيد الجميــــع .......



http://www.banaat.com/image/021216.jpg


كلنا ننام

نهاية كل يوم ليلة، تتكرر في حياة كل إنسان من اليوم الأول لولادته إلى آخر يوم في حياته. ومن الطبيعي أن يرقد كل إنسان إلى فراشه سواء أكان فراشاً من الحرير أو من القش. وينطوي ليل وبعده نهار وبعده ليل. يرتب وينظف الإنسان فراشه ويحاول أن يجعله الأكثر راحة كي ينام جيداً ويستفيق مرتاحاً. في الشتاء يؤمن كل ما يحتاجه من أغطية ليهنأ بالدفء، وفي الصيف، يفعل كل ما بوسعه لتلطيف الجو الحار كي ينام قرير العين. قد يختار أجل الأثاث لغرفة النوم وقد يغيرها عدة مرات خلال حياته...

هذا حال الإنسان العادي، لا نقول الغني ولا نقول الفقير...أما ذلك الغني الذي قد يكون فراشه من الماء ووسادته من الحرير ولا يعرف للبرد والحر معنىً. أما ذلك الإنسان الذي يتنقل من بلد إلى بلد، ومن فندق 5 نجوم إلى فندق آخر...ويقضي حياته في مستوى الخمس نجوم وربما الست أو السبع نجوم إن وُجد. تُرى هل يقبل ليلة واحدة دون فراش، دون وسادة ودون غطاء، دون تبريد ولا تدفئة... هل يقبل بفراش 3 نجوم ؟ نجمتين ؟ أم نجمة ؟ هل يمكنه تخيل فراش دون أي نجمة ؟؟ دون أي شيء !!


فندق بلا نجوم
نعم أيها الإنسان... ستقبل فراشاً دون أي نجمة شئت أم أبيت !! ستدخل فراشاً ينسيك كل فراش.. وتقول ليتني أجد فراشاً بنجمة واحدة !! ستترك وسادة الحرير، وفراش الماء والغطاء المخملي.. سيكون فراشك ووسادتك من تراب، ستكون ثياب نومك الكفن، وسيكون غطاؤك من تراب.. سيؤنسك الدود بدل التلفاز أو الراديو...

هلا جربت ليلة واحدة في فندقك الذي ستأوي إليه حتى يرث الله الأرض ومن عليها... ليلة واحدة فقط...لو أعطوك مليون دولار وقالوا لك أن تجرب النوم وحيداً في ليلة مظلمة فوق التراب وحولك الدود...هل تقبل ؟؟ لكنك ستفعل... كلنا سنفعل...والله سنفعل... ليس فوق التراب، بل تحته!! قد تكون هذه الليلة...

هل يمكننا أن ننسى ذلك المكان الذي سيضعنا أهلونا به وسيتركونا... وستستمر الحياة فوق الأرض، وتستمر حياة جيل بعد جيل من الدود الذي سيتذوق لحمنا ودمنا المتعفن ويأكل فتات عظامنا. فيلم رعب سريع علينا حضوره يومياً من أجل هدف واحد... من أجل توسيع تلك الحفرة الضيقة كل ما بوسعنا... من أجل إنارة ذلك القبر الموحش... لأننا سنسكنه ربما بعد خمسين سنة، ربما بعد سنة، ربما الشهر القادم، ربما في نهاية الأسبوع، وربما هذا الليلة !!

قد تغيظك بعوضة وأنت في سريرك الناعم تحاول صدها ولكنها تصر إلا أن تلسعك وتتعارك معها حتى تنتصر عليها... لكن من سيستضيفك في تلك الحفرة وأنت راقد بلا حراك سيشكرونك زيارتك لهم وعلى هدوء أعصابك وعدم صدك لهم...

فندق مظلم إلا إذا...


ليتنا نتذكر كلما انقطعت الكهرباء أو أطفأنا النور استعداداً للنوم أننا لن نجد شمعة أو كبريتاً أو مصباحاً في الحفرة التي تنتظر كل واحد منا... ليتنا نتذكر أن نجوم السماء وشمس النهار وقمر الليل لن يصل نورها إلى الحفرة التي سننزل بها إلا بطريقة واحدة... تسعى في كل لحظة من حياتك لإرضاء الله... لا تنسى في أي وقت من الأوقات أنه قد يكون اليوم هو اليوم الأخير الذي تنام به في فراشك... تتوقع في أي ثانية أنك قد تفارق أحبابك...تؤدي كل صلاة على أنها الصلاة الأخيرة... تذكر الله أينما كنت ومهما كنت منشغلاً... تدعو الله وقت الراحة وليس فقط وقت الشدة... تعيش دون نسيان أن الحياة فانية، وأن الهدف الأسمى الذي خُلقت من أجله هو التحضير للفندق الأزلي الذي ينسيك كل فنادق الدنيا ومتاعها...إذا أحسنت تحضير الزاد للذهاب إليه...


تحضير الزاد
قد تذهب مع عائلتك في مشوار لتناول طعام الغداء في أحضان الطبيعة... تحضر قبل المشوار بيوم كل أصناف المقبلات واللحوم للشوي والحلويات والأشربة واللوازم التي تحتاجها من أجل أن تكون وعائلتك في سعادة وراحة كاملة. هذا منأجل مشوار سيستغرق بضع ساعات. هذا يعني أنك وقت التحضير أطول من وقت المشوار.

قد تذهب في سفر للعمل لمدة شهر. تحضر لسفرك هذا أسبوعاً كاملاً كي تؤمن كل متطلبات وتجهيزات السفر. وتختار الطيران الأجود وتؤمن أفضل الحقائب والثياب الجديدة اللائقة...

وإذا كان عليك أن تنتقل من بيت قديم لآخر جديد، قد يأخذ الأمر شهراً كاملاً من التحضيرات في البيت الجديد وربما أكثر بكثير...قد يصل إلى سنوات... من اختيار لأدق التفاصيل في البناء والتجهيزات والأثاث والكماليات...

كل هذا طبيعي فهي سنة الحياة أن يتمتع الإنسان خلال حياته، ولكن... دون أن ينسى في الوقت ذاته تحضير الزاد للحياة الأبدية... وهذا التحضير لا ينتهي بيوم ولا بشهر أو سنة... بل يدوم ويدوم ويدوم...كيف يمكن أن ننسى ذلك المشوار الأبدي الذي قد يبدأ في هذه اللحظة... متى نوضب حقائبنا له!! هل سنلحق أن نحضر له بكل ما يلزم وما يكفي لكي نكون في الشكل اللائق الذي نظهر به في حياتنا اليوم...

هل يمكن للواحد منا أن يتخيل تلك اللحظة التي يودعه أهله ويدخلوه فراشه دون أن يكون مستعداً... ولماذا لم يستعد ؟؟ استعد للهو والترفيه واستعد للسفر القصير واستعد للعمل الدنيوي واستعد لكل شيء فلم لا يستعد لأهم سفر في حياته... لا أعذار، لا تبرير...


جواز سفر إلى جنات عدن

كما يكتب الإنسان لائحة بلوازم مشوار قصير أو سفر أو انتقال من بيت لآخر، لم لا يكتب لائحة اللوازم للسفر الطويل... ويضع علامة صح قرب كل أمر يحضره، ويقرر إذا كان جاهزأ لهذا السفر... علماً أن الاستعداد درجات... فمنا من يرضى بالتحضير العادي، ومنا من يطمح بالتحضير الراقي... وهذا التحضير الوحيد الذي يحق لنا أن نبذر به وندخر كل طاقة لدينا من أجله... ألا يستحق أن تمضي كل حياتك الدنيوية القصيرة الفانية وأنت تحضر لحياتك الأبدية الخالدة في الآخرة... في جنات عدن... مطارها حفرة ضيقة مظلمة وأنت وحدك من يضيئها ويوسعها ويدفئها بالأعمال لا بالمال... بالصلاة والذكر والدعاء... بالخشوع والتضرع... عندئذ تطير بالدرجة لا الأولى ولا قبل الأولى... تطير في درجة لم يجربها أثرى أثرياء العالم... جواز سفرك يحمل تأشيرة مفتوحة إلى جنات عدن...
لا سفر إلى جنات عدن إلا عبر تلك المطار الصغير المظلم الموحش الذي لا طعام لك فيه، بل أنت الطعام الوحيد لسكانه الديدان...

الخيار لك
الأمر سهل... لا الأمر صعب... ولكنه ممكن...

أمامنا خياران...وليس هناك من يختار الخيار الثاني...الأمر مفرغ منه... فلماذا إذاً... لماذا ننهش من الدنيا ونفتخر بأننا أقوياء أوأذكياء أوأغنياء وربما الثلاث معاً... سينهشنا الدود... نحن الضعفاء الأغبياء الفقراء إلا إذا كان زادنا يفيض إيماناً وطاعة وعبادة... نعم نحن الأذلاء... سنترك العروش الفاخرة فتبقى فارغة... وسنترك الثروات الهائلة الطائلة...

متى تختار ؟؟ ماذا تختار ؟؟ عندما يطل عليك ملك الموت ؟؟ أسيقبل منك أن ينتظر قليلاً ؟؟ هل سيخبرك أنه آت في هذة اللحظة !! لكنه آت ... والله آت... كيف لا تحضر له الاستقبال اللائق.. إنه مَلَك من السماء...هل ستستقبله وأنت ذليل خائف منخفض الرأس... أم ترحب به وأنت عالي الرأس فرحاً بقدومه...سيزورك عاجلاً أم آجلاً... ولن يرى أياً من كنوزك ولن ينبهر بثرواتك... أمر واحد سيبهره "الزاد للآخرة"... هذه الثروة التي لا تساويها مصارف الدنيا بأسرها ولا يمكن أن تقدر قيمتها أضخم الأدمغة الالكترونية...قيمتها عند الله عظيمة...

اختر الآن أن تكون ثرياً عند الله تعالى... أنر ووسع تلك الحفرة التي ينتظر سكانها قدومك بفارغ الصبر...قد يكون اسمك على رأس اللائحة... قد لا تلحق الصلاة التالية... اختر الآن... قبل فوات الأوان
طبعا للعلم
منقوووووووووووول




مارأيـــــــكم أخوااااااااتي ... ؟؟؟؟ والله أنهاااااا نقلت موضووووع للغايـــــــــــة خطير ومهم أسأل الله

أن يكتبة ف5ي مواازين حسنااااااتها ......

شيماء الإسلام
27-06-2005, 07:58 PM
سلمتي أختي فرولاية جدة على كل كلمة خطها قلمك

جعله الله في موازين حسناتك..

أختي شوق يعطيك ألف عافيه..

أريج الليلك
27-06-2005, 08:00 PM
http://www.asmilies.com/smiliespic/FAWASEL/035.gif



http://www.asmilies.com/smiliespic/txtsmall/013.GIF


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمين محمد بن عبد الله و آله وصحبه ومن أتبعهم إلى يوم الدين .


أنطلاقا من قول الله تبارك و تعالى : (( وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (55) ))
و قوله تعالى : (( فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى (9) ))


و قوله صلى الله عليه وسلم : (( الدين النصيحة ))



أقدم لكل أخت مسلمة عزيزة هذا الكلمات التي تحمل بين طياتها موعظة عظيمة جليلة القدر موضوعها :
(( الأستغفار )) .
هذا العنوان الذي أصبح شبه معدوم في هذا العصر ، المليء بالمعزيات بمختلف أنواعها و أساليبها .


أختي الحبيبة : أقدم لكِ هذه النصيحة و أرجو أن ترعيها أهتمامكِ .


** المـــعـــــاصي ســـــنـــــة كـــونــــيــــة ** :


من سنن الله الكونية في خلقه أقتراف المعاصي ســــواء علم العبد بتلك المعصية أم جهلها و ليس معصوما من ذلك إلا الأنبياء و الرسل .

لذا شرع الله لعباده (( أمتنانا منه وفضل و تفضلا )) الأستغفار و التوبة و الإكثار من ذلك ، و حث على ذلك نبينا صلى الله عليه وسلم و من بعده أئمة الهدى و الأعلام .


و لأهمية الأستغفار و مكانته العظيمة عند الله ذكره في عدة مواضع في كتابه الكريم .
و ذكره النبي صلى الله عليه و سلم في أحاديث كثيرة ، و حسبكِ أخيتي من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : (( و الذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم و لجـــاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم . ))

أختي الحبيبة : من أنتي حتى لا تذنبي هل خلقتِ من نسيج آخر أو أوجدتكِ الطبيعة كما يزعم الملاحدة ؟!!
بل أنتي بشر ممن خلق ، و أوجدكِ الله على هذه الأرض للأمتحان و الأختبار لكِ بداية و نهاية ، بدايتكِ خروجكِ من رحم أمكِ و نهايتكِ خروج روحكِ ووضعكِ على سرير غسلكِ ثم إلى القبر حيث الوحدة و الدود و الهوام ، و هكذا الحياة إلى أن يرث الله الأرض و من عليها .


إذا عرفتي ذلك فاعلمي أن من الطبيعي أن يخطء الإنسان و يذنب ويزل ، و لذلك يجب علينا أن نسغفر لله و نرجع إليه ، و نعزم أن لا نعود و نندم على ما فات
(( وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا (110) ))

قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (( قال الله تعالى يا ابن آدم إنك ما دعوتني و رجوتني غفرت لك على ما كان منك و لا أبالي ، يا أبن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم اسغفرتني غفرت لك ، يا أبن آدم إنك لو أتيتني بقلااب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك مغفرة . ))
قال الشاعر :

ما زلت أعرف بالأساءة دائما
و يكون منك العفو و الغفران
لم تنتقصني إن أسأت و زدتني
حتـى كـانت أسـائتــي أحسان
منك التفضل و التكرم و الرضا
أنــت الألــه المـنـعــم المنــان


و قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه : عجبت لمن يهلك و معه النجاة . قيل و ما هي ؟ قال : الأستغفار . صدق لله دره أنها النجاة لمن أرادها قبل أن يغرق في بحار الهلاك .


قال الله تعالى : (( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) ))

** ما هو سيد الأستغفار ** ؟؟!!


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( سيد الأستغفار أن يقول العبد : اللهم أنت ربي لا إلى إلا أنت خلقتني و أنا عبدك . و أنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك و أبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت )) .


من قالها في النار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي ، فهو من أهل الجنة !! و من قالها من الليل و هو موقنا بها فمات فبل أن يصبح فهو من أهل الجنة !! .


و قال قتادة - رضي الله عنه - : القرآن يدلكم عن دائكم و دوائكم أما دائكم فالذنوب و أما دوائكم فالأستغفار . قال الله تعالى : (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا (64) ))

قيل : جاء شيخ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم و قال : إنني شيخ منهمك في الذنوب إلا أني لم أشرك بالله شيئا منذ عرفته و آمنت به و لم أتخذ من دونه وليا , و لم المعاصي جرأة ، و ما توهمت طرفة عين أن أعجز الله هربا ، و أني لنادم تائب ، فما ترى حالي عند الله سبحانه و تعالى ؟ فأنزل الله :
(( إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا (116)))


و عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يكثر قبل موته : (( سبحان الله و بحمده . أستغفر الله و أتوب إليه )) .

و إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر - وهو المغفور له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر - من الأستغفار . و نحن العصاة و المذنبون من باب أولى . و لكن
: (( أنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور )) .


روى أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - صعد المنبر يوما يستسقي فلم يزد على الأستغفار و قراءة الآيات في الأستغفار . ثم قال : لقد طلبت الغيث بمخارج السماء التي يستنزل بها المطر .


ذكر الله الأستغفار في مواطن و مواضع كثيرة في كتابه الكريم ، منها :

قوله تعالى : (( وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (3) ))


و قوله جل و علا : (( وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ (52) ))


وقوله سبحانه جل جلاله على لسان نوح مخاطبا قومه : (( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا (12) ))


فضل الأستغفار من الرب الرحيم الغفار عظيم و ثوابه دنيا و آخرة .



قال الفضيل رحمه الله : الأستغفار بلا إقلاع توبة للكذابين ، و هذا نوع من الأستهتار و الأستهزاء المذمومين ، و هو دليل على نقص الأيمان عند لك الشخص ، فليتدارك نفسه وليتب إلى الله توبة نصوحا ، ولا يتردد ، وليستعن بالله ولا يدع للشيطان منفذا .

قال الله تعالى : (( أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (74) ))



و عن أبي هريرة -رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( والله أني لأستغفر الله و أتوب أليه في اليوم أكثر من سبعين مرة )) .


إذا حاسبتي نفسك و جاهدتكِ قد لا تزيدي عن الأستغفار عقيب الصلوات و هذا النبي الأعظم المغفور له ذنبه يستغفر الله و يتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة ، فصلاة ربي و سلامه عليه ما لاح نجم أو تغنى طائر .

** قصة النبهان التمار **

و حكى أن النبهان التمار ، و كنيته أبو مقبل أتته أمرأة حسناء تشتري تمرا ، فقال لها : هذا التمر ليس بجيد و في البيت أجود منه فذهب بها إلى بيتها و ضمنها إلى نفسه و قبلها ، وقبلها فقالت له : أتق الله ، فتركها وندم على ذلك فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر له ذلك ، فأنزل الله عز وجل :

(( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) ))

** الأستغفار وصية الأنبياء ** :


الأستغفار هو وصي ةالأنبياء عليهم السلام لقومهم ، كما نص الله على ذلك في كتابه الكريم فمن ذلك وصية نبي الله هود عليه السلام إلى قومه ، قال الله تعالى :
(( وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ (52) )) [ هود ]

ومن ذلك أيضا وصية نبي الله شعيب عليه السلام . قال تعالى :
(( وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ (90) ))
و قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (( إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار و يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها ))




يعامل الله الأمة المحمدية على ثلاث درجات : أهل العفو ، و أهل المغفرة و أهل الرحمة .

أهل العفو : هم الذين يدخلون الجنة بغير حساب و إمامهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه .


و أما أهل المغفرة :
فهم الذين لهم هفوات و ماتوا من غير توبة يستلمون الكتاب بأيمانهم و يفتحونه فإذا النور ينير وجوههم ، فيطالعون الكتاب فيجدون بعض الهفوات فيخاطبهم الحق في سرهم : سترتها عليكم في الدنيا و اليوم أغفر لكم ولا أبالي .

و أما أهل الرحمة : هم الين لهم ذنوب كثيرة فيرحمهم الله بسبب أفعال صالحة عملوا بها في الدنيا .

ففي يوم القيامة من ثقلت حسناته عن سيائته بحسنة واحدة دخل الجنة ، و من ثقلت سيائته عن حسناته بسيئة واحدة دخل النار .

و من تساوت حسناته وسيئاته فأمره إلى الله فيؤتى برجل ليس له إلا حسنة واحدة ، فيجد رجلا آخر يبحث عن حسنة واحدة ليتمم بها حسناته ليدخل الجنة فيعطيها له و يقول له : خذها فإني هالك ، فيقول الله له : خذ بيد أخيك فادخل الجنة !! .


و أعلى درجات الغفران هي العفو لذا نجد في القرآن الكريم أن العفو سبق المغفرة و الرحمة ، قال الله تعالى :
(( وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286) )) .




من صيغ الأستغفار :

* رب أغفر لي ، وتب علي . * أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم و أتوب إليه .
* استغفر الله سبحان الله وبحمده ، استغفر الله و أتوب إليه .
* اللهم أغفر لي خطيئتي و جهلي ، و إسرافي في أمري ، وما أنت أعلم به مني ، اللهم اغفر لي جدي و هزلي ، و خطئي و عمدي ، و كل ذلك عندي ، اللهم أغفر لي ما قدمت و ما أخرت و ما أعلم أنت به مني أنت إلهي لا إله إلا أنت .
* اللهم أني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك و ارحمني أنك أنت الغفور الرحيم .
* ربي أغفر لي ولوالدي و للمؤمنين يوم يقوم الحساب .
* ربي أغفر لي ذنبي ، واسرافي في أمري و تجاوز عني .
* ربنا أعغفر لنا و لإخواننا الذين سبقونا بالإيمان .

من مزايا الأستغفار و فوائده :

1- شعار الموحدين الصادقين المخلصين .
2- عادة المؤمنين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه .
3- دعاء الأنبياء و المرسلين عليهم أفضل الصلاة و أتم التسليم .
4- به تسمو النفس ، و تزكوا القلوب .
5- به ترفع الدرجات ، و تحط الالسيئات .
6- به ينفر عن المعاصي ، و يقرب إلى الطاعات .
7- يرضى الرب ، ويغضب الشيطان .
8- يعين العبد على روف الدهر ونكباته .
9- سبب في نزول الغيث ، و إنجاب البنين ، وكثرة الأموال و الحصول على الجنان و البساتين ، و تفجر الأنهار و زيادة القوة .
10 - سبب في حلول الرحمة , و إزالة الهم و سعة الصدر ، و أنفراج الكرب و ، وبلوغ الجنة ، والنجاة من النار .

ختاما أختي الغالية :

في كل يوم منادي الموت ينادي ، وفي كل يوم نودع حبيبا ، أو قريبا ، و الحوادث تترى علينا ، والمقابر أمتلأت ، و نحن حيث سار القوم نسير ، و كفى بالموت واعظا .

فشمري عن ساعد الجد ، وأعملي تلقي ، و أعتبري بما حدث للقرون الماضية ، فإنك لا تدرين متى يفتجئك الأجل ، فالموت يأتي على عين غرة ، فاستغفري الله وتوبي إليه و سارعي إلى فعل الخيرات ما دمتي في وقت المهلة ، و أعلمي أن الله يمهل و لا يهمل ، فاليوم عمل ولا حساب و غدا حساب ولا عمل .

و الله ينفعني و أياكن .


http://www.asmilies.com/smiliespic/FAWASEL/035.gif

حياكم الله
28-06-2005, 12:25 AM
:-X [QUOTE=أريج الليلك]بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته :

شوقة جزاكِ المولى عنا خير الجزاء و جعله في موازين حسناتك فكرة لا تحتاج إلى تعقيب و أكثر من رائعة هذا ما نريده من جلساتنا و مجالسنا ما يفيدنا في الدارين عسى الله أن يعلمنا ما ينفعنا و ان ينفعنا بما علمنا و لا يحرمكِ و أيانا الاجر .


بسم الله الرحمن الرحيم لا حول ولا قوة الا بالله جزاك الله خيرا
عضوه جديده قراءت موضوعك ولسه ماكملته لكن من أعجابى من حبيت أثنى عليه من جماله بارك الله فيكى ):K W: :-M :-s

حياكم الله
28-06-2005, 12:57 AM
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته و لا حول ولا قوة الا بالله جزاك الله خيرا W: :-s ):K شيماء الأسلام هذه القصه سمعتها وأنا صغيره من أبى وبأستمرار سبحان الله اتذكرها وخصوصا أن أول طفل لأمى مات وهو فى سن السنتين ولكن الحمد الله رغم عدم تعلمها سبحان الله بالفطره تعلمنا الحلال من الحرام نسأل الله لها ولابى وامواتنا واموات المسلمين الجنه وان يوسع لهم فى قبورهم وان يغسلهم بالماء والثلج والبرد أ للهم أميييييييييييييييييييين ياااااااااااااااااارب ا لعالمين جزاك الله خيرا واسعدنا بك وبمواضيعك وقصصك وتفيدينا به و لا حول ولا قوة الا بالله

دانة جدة
28-06-2005, 05:06 AM
أخواتي الفاضلات

جزاكن الله كل خير وسعادة

وبارك الله فيكن وفي والديكن

* لميس *
28-06-2005, 10:06 AM
عندي سؤال بس sid

أنا كنت مسااافرة

يعني راح علي مدة التسجيل !!!!!!!!!! :[]L

شووووووووووووووووووووووووووق أبي أشترك !!! :(*):


لازم :mad: ضروري q)

غصب !! (K):


أقصد لو سمحتي .. ((K))

شيماء الإسلام
28-06-2005, 12:44 PM
عندي سؤال بس sid

أنا كنت مسااافرة

يعني راح علي مدة التسجيل !!!!!!!!!! :[]L

شووووووووووووووووووووووووووق أبي أشترك !!! :(*):


لازم :mad: ضروري q)

غصب !! (K):


أقصد لو سمحتي .. ((K))



أخيتي لميس المجلس هو أن تضعي ما يفيد الأخوات ومو عن التسجيل..

أكيد شوق راح ترحب فيك والكل مقبول بالمجلس..

جزاك الله خيراً ...

أريج الليلك
28-06-2005, 04:48 PM
:-X [QUOTE=أريج الليلك]بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته :

شوقة جزاكِ المولى عنا خير الجزاء و جعله في موازين حسناتك فكرة لا تحتاج إلى تعقيب و أكثر من رائعة هذا ما نريده من جلساتنا و مجالسنا ما يفيدنا في الدارين عسى الله أن يعلمنا ما ينفعنا و ان ينفعنا بما علمنا و لا يحرمكِ و أيانا الاجر .


بسم الله الرحمن الرحيم لا حول ولا قوة الا بالله جزاك الله خيرا
عضوه جديده قراءت موضوعك ولسه ماكملته لكن من أعجابى من حبيت أثنى عليه من جماله بارك الله فيكى ):K W: :-M :-s





جزاكِ الله خيرا أختي (( حياكم الله )) و بارك فيكِ ، والله يجزي كاتب هذه الكلمات خير الجزاء ولا يحرمني الأجر و أياكن .
بوركتي يا غالية و أتمنى أن تشاركينا و تبصمي أختي هنا لتنالي الأجر بإذن الله و اللهم أنفعنا بما علمتنا و علمنا ما ينفعنا .

لا إله إلا الله وحده لا شريك له أستغفره و أتوب إليه .
سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب أليك .

أم رنا
29-06-2005, 03:48 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المواضيع جدا حلوة وهادفة وانشالله ساشارككم بما عندي لكن بس ارجع من السفر بعد اسبوع
القيكم بخير

^شوووق للجنان^
29-06-2005, 02:32 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ........ تحيــــــة اجلاااال واحتراااااام لأخوااتنااااا الغاليــــــات

الله يسعدكن ويبااااااارك فيكن .......

أخيتي الغاليــــة أريــــج : كثر الله من أمثااالك ونفع الله بك الأسلاااااام كتبتي فأبدعتي وثرتي الكثير من عبير
عطر الأريج ........سلمتي موضوووووع رائع جدااااااااااااااا جدااااااااااا .......


حيااااكم الله :: حيااااااك الله أخيتي بمجلسناااااا وان والله نتشرف أخيتي بإشترااااكك معنااااااااا.....

حيااااااااكم أسعدك المولى أخيتي وحفظكِ نتتظر جميل أبدااااعك ......

لميـــــــس أختي الغلاااااااا حيااااااك الله أختي نورتي مجلسنااااااااااااا وان ماشالك المجلس تشيلك عيونااااا

يااامبدعــــــــة ::::::


أم رناااااا سلمتي الله يسعدك أخيتي وننتظر أبدااعتك وجميل مواضيعك هناااااا بإذن الله .....

الددددددلوعة
29-06-2005, 09:42 PM
السلام عليكم
مشكورة على الفكرة الرائعة
وش رايكم نقترح موضوع ونتناقش فية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ W:

^شوووق للجنان^
29-06-2005, 10:08 PM
السلام عليكم
مشكورة على الفكرة الرائعة
وش رايكم نقترح موضوع ونتناقش فية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ W:



ياهلاااااا فيـــــــك يادلووووووعة :-V حيااااااك الله ياالغاليـــــــــــــة

تفضلي يالغالــــــيــــــة أقترحي موضوووووع ونناااقشــــــة غاليتي ........

ننتظرك ...... :-V


سبحااااان الله وبحمدة ........ سبحان الله العظيـــــــــم :-V

لاالــــــــة الا أنت سبحــــــانك أني كنت من الظالميـــــــن .......

^شوووق للجنان^
29-06-2005, 11:19 PM
إن الحمد لله نحمدة ونستعينة ونستهديـــــة ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالناااااا

من يهدة الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد لــــة وليـــــــا ...........


أخواااااتي سيكووون بإذن الله موضوووع المنااقشــــة عن ...... السعادة وكيف تتحقق ؟؟؟

كل منااااا بإذن الله سيأتي بموضوع أو قصة عن السعااادة

أختنا الغاليـــــة فرولايــــة جدة اسعدهاااا الله كتبت عن السعاادة وسأبتدأ بـــة بإذن الله ....

بسم الله الرحمن الرحيم

إن هناك 33 سبباً للسعادة ولكن سوف نذكر خمساً منهم.....

أولا: الإيمان هو الحياة.
الإيمان يولد الإستقرار النفسي, الذي يولد الراحة, التي تولد السعادة , وعلى قدر إيمان الإنسان تكون سعادته في الدنيا و الآخرة...

ثانيا: الرفق واللين.
الرفق ما كان في شيء إلا زانه, ولم ينزع من شيء إلا شانه, والرفق في التعامل مع الناس يُكسب الأصدقاء, ويولد المحبة و السعادة....

ثالثا: ألا بذكر الله تطمئن القلوب.
جرب ذكر الله, تجد لذة كبيرة في الدنيا, وتفوز بالجنة في الآخرة, وهو إطمئنان وسكينة للنفس, وسعادة في الدنيا و الآخرة...

رابعا: الإبتعاد عن الحسد.
الحسد سوسة تنخر في جسم الحسود, وكما قيل: لله در الحسد ما أعدله ... بدأ بصاحبه فقتله, والحسد يولد الهم والغم, والذي بدوره يقتل السعادة ويطردها من قلب المسلم, وكما قال الله تعالى في كتابه العزيز: "....ومن شر حاسد إذا حسد"...

خامسا: إقبل الحياة كما هي.
لن تجد ولداً, ولا زوجة, ولا صديق, ولا و ظيفة, ولا مسكناً, إلا وفيه ما يفرح و فيه ما يكدر ويسوء, لذلك تقبل الأمور كما هي , وحاول أن تطفىء حر شرها ببرد خيرها...

جزاهاااا الله خير الجزااء

الددددددلوعة
30-06-2005, 02:15 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-D
مشكورة ياخت شوق لكٍ
أختيار الموضوع كان جيداً
واتمنى من كل الاخوات بان يشاركون معنا في الموضوع لنصبح يداً واحدة ...
وبقلب واحد ......
فنستفيد من أفكارنا ونبدي بأرانا معاً ...
فنقوي عزمنا في مجال الدعوة ......
لان الانسان( مهما كان) الا من رحم ربي فإنة يمر بمرحلة من ضعف الهمة في تقوية النفس على الدعوة الى الله..
فأرجو منكم التعون معنا........

موضوعي






ثلاثون سببا لسعادة




بقلم
عائض بن عبدالله القرني



المقدمة


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه .... وبعد:
فهذه رسالة مختصرة , سَطَّرَ بنات أفكارها القلم وقضاهن في يومين بجوار بيت الله الحرام في مهبط الوحي . عصرت فيها عشرات الكتب في باب البحث عن السعادة، ولم أثقل عليك بالأسماء والأرقام والمراجع والنقولات، بل شذبتها وهذبتها جهدي عسى الله أن ينفعني وإياك بها في الدنيا والآخرة . إنها تدعوك إلى حياة طيبة آمنة مطمئنة .
ولك إن شئت أن تكرر قراءتها وأن تعيد جملها وأن تضع خطوطاً تحت كلماتها، وأن تطالب نفسك بتنفيذ قراراتها والعمل بإرشاداتها، ولعلها أن تقرأ على الأسرة في البيت وعلى المنبر في المسجد ، وفي درس الوعظ على الناس . إنها أشبه بغصن الريحان خفيف المحمل طيب الرائحة، توضع في درج المكتب وبجوار مخدة النوم .
واسأل نفسك عند قراءتك لها: هل تغير في ذهنك شيء؟ هل ترى أثرآ في روحك؟ لعل ذلك أن يكون وهذا الذي أريد ، والله من وراء القصد وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنبت .




عائض القرني
الرياض
ت 014625398


السبب الأول
فكر واشكر
والمعنى أن تذكر نعم الله عليك , فإذا هي تغمرك من فوقك ومن تحت قدميك (( وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها )) صحة في بدن، أمن في وطن، غذاء وكساء، وهواء وماء، لديك الدنيا وأنت ما تشعر، تملك الحياة وأنت لا تعلم (( وأسبغ عليكم نعمه ظاهرةً وباطنةً )) عندك عينان، ولسان وشفتان، ويدان ورجلان (( فبأي آلاء ربكما تكذبان )) . هل هي مسألة سهلة أن تمشي على قدميك، وقد بترت أقدام, وأن تعتمد على ساقيك، وقد قطعت سوق، أحقير أن تنام ملء عينيك وقد أطار الألم نوم الكثير، وأن تملاً معدتك من الطعام الشهي، وأن تكرع من الماء البارد وهناك من عكر عليه الطعام، ونغص عليه الشراب بأمراض وأسقام . تفكر في سمعك وقد عوفيت من الصمم، وتأمل في نظرك وقد سلمت من العمى، وانظر إلى جلدك وقد نجوت من البرص والجذام، والمح عقلك وقد أنعم عليك بحضوره ولم تفجع بالجنون والذهول.
أتريد في بصرك وحده كجبل أحد ذهباَ، أتحب بيع سمعك وزن " ثهلان " فضة، هل تشتري قصور الزهراء بلسانك فتكون أبكما، هل تقايض بيديك مقابل عقود اللؤلؤ والياقوت لتكون أقطع، إنك في نعم عميمة وأفضال جسيمة، ولكنك لا تدري . تعيش مهموماً مغموماً حزيناً كئيباً وعنك الخبز والدفء، والماء البارد، والنوم الهانىء، والعافية الوارفة، تتفكر في المفقود ولا تشكر الموجود، تنزعج من خسارة مالية وعندك مفتاح السعادة، وقناطير مقنطرة من الخير والمواهب والنعم والأشياء، فكر واشكر (( وفي أنفسكم أفلا تبصرون )) فكر في نفسك، وأهلك، وبيتك، وعملك، وعافيتك، وأصدقائك، والدنيا من حولك (( يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها )) .

السبب الثاني
ما مضى فات
تذكر الماضي والتفاعل معه واستحضاه، والحزن لمآسيه حمقٌ وجنون، وقتل للإرادة وتبديد للحياة الحاضرة . إن ملف الماضي عند العقلاءً يطوى ولا يروى، يغلق عليه أبدا في زنزانة النسيان، يقيد بحبال قوية في سجن الإهمال فلا يخرج أبداً، ويوصد عليه فلا يرى النور، لأنه مضى وانتهى، لا الحزن يعيده، لا الهم يصلحه، لا الغم يصححه، لا الكدر يحيـيه لأنه عدم . لا تعش في كابوس الماضي وتحت مظلة الفائت، أنقذ نفسك من شبح الماضي، أتريد أن ترد النهر إلى مصبه والشمس إلى مطلعها، والطفل إلى بطن أمه، واللبن إلى الثدي، والدمعة إلى العين، إنك بتفاعلك مع الماضي، وقلقلك منه واحتراقك بناره، وانطراحك على أعتابه تعيش وضعاً مأساوياً رهيباً مخيفاً مفزعاً.
القراءة في دفتر الماضي ضياع للحاضر، وتمزيق للجهد، ونسف للساعة الراهنة، ذكر الله الأمم وما فعلت ثم قال: (( تلك أمةٌ قد خلت )) انتهى الأمر وقضي، ولا طائل من تشريح جثة الزمان، وإعادة عجلة التاريخ .
إن الذي يعود للماضي كالذي يطحن الطحين وهو مطحون أصلاً، وكالذي ينشر نشارة الخشب . وقديماً قالوا لمن يبكي على الماضي: لا تخرج الأموات من قبورهم، وقد ذكر من يتحدث على ألسنة البهائم أنهم قالوا للحمار لم لا تجتر ؟ قال: أكره الكذب .
إن بلاءنا أننا نعجز عن حاضرنا ونشتغل بماضينا , نهمل قصورنا الجميلة، ونندب الأطلال البالية، ولئن اجتمعت الإنس والجن على إعادة ما مضى لما استطاعوا لأن هذا هو المحال بعينه .
إن الناس لا ينظرون إلى الوراء ولا يلتفتون إلى الخلف؛ لأن الريح تتجه إلى الأمام والماء ينحدر إلى الأمام والقافلة تسير إلى الأمام، فلا تخالف سنة الحياة .

السبب الثالث
يومك يومك
إذا أصبحت فلا تنتظر المساء، اليوم فحسب ستعيش، فلا أمس الذي ذهب بخيره وشره، ولا الغد الذي لم يأت إلى الآن . اليوم الذي أظـلتك شمسه، وأدركك نهاره هو يومك فحسب، عمرك يوم واحد، فاجعل في خلدك العيش لهذا اليوم وكأنك ولدت فيه وتموت فيه , حينها لا تتعثر حياتك بين هاجس الماضي وهمه وغمه، وبين توقع المستقبل وشبحه المخيف وزحفه المرعب، لليوم فقط اصرف تركيزك واهتمامك وإبداعك وكدك وجدك، فلهذا اليوم لا بد أن تقدم صلاة خاشعة وتلاوة بتدبر واطلاعاً بتأمل، وذكراً بحضور، واتزاناً في الأمور، وحسناً في خلق، ورضاً بالمقسوم، واهتماماً بالمظهر، واعتناءً بالجسم، ورضاَ بالمقسوم، واهتماماً بالمظهر، واعتناءً بالجسم، ونفعاً للآخرين .
لليوم هذا الذي أنت فيه فتقسم ساعاته وتجعل من دقائقه سنوات، ومن ثوانيه شهور، تزرع فيه الخير، تسدي فيه الجميل تستغفر فيه من الذنب، تذكر فيه الرب، تتهيأ للرحيل، تعيش هذا اليوم فرحاً وسروراً، وأمناَ وسكينة، ترضى فيه برزقك، بزوجتك، بأطفالك بوظيفتك، ببيتك، بعلمك، بمستواك (( فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين )) تعيش هذا اليوم بلا حزن ولا انزعاج، ولا سخط، ولا حقد، ولا حسد .
إن عليك أن تكتب على لوح قـلبك عبارة واحدة تجعلها أيضاَ على مكتبك , تقول العبارة: يومك يومك .
إذا أكلت خبزاً حاراً شهياً هذا اليوم فهل يضرك خبز الأمس الجاف الرديء، أو خبز غد الغائب المنتظر .
إذا شربت ماءً عذباَ زلالاً هذا اليوم، فلماذا تحزن من ماء أمس الملح الأجاج، أو ماء غدٍ الآسن الحار .
إنك لو صدقت مع نفسك بإرادة فولاذية صارمة عارمة لأخضعتها لنظرية: لن أعيش إلا هذا اليوم .
حينها تستغل كل لحظة في هذا اليوم في بناء كيانك وتنمية مواهبك، وتزكية عملك ، فتقول: لليوم فقط أهذب ألفاظي فلا أنطق هجراً أو فحشاً، أو سباً، أو غيبة، لليوم فقط سوف أرتب بيتي ومكتبتي، فلا ارتباك ولا بعثرة ، وإنما نظام ورتابة . لليوم فقط سوف أعيش فأعتني بنظافة جسمي ، وتحسين مظهري والاهتمام بهندامي ، والاتزان في مشيتي وكلامي وحركاتي .
لليوم فقط سأعيش فأجتهد في طاعة ربي، وتأدية صلاتي على أكمل وجه، والتزود بالنوافل، وتعاهد مصحفي، والنظر في كتبي، وحفظ فائدة، ومطالعة كتاب نافع .
لليوم فقط سأعيش فأغرس في قلبي الفضيلة وأجتث منه شجرة الشر بغصونها الشائكة من كبر وعجب ورياء وحسد وحقد وغل وسوء ظن .
لليوم فقط سوف أعيش فأنفع الآخرين , وأسدي الجميل إلى الغير، أعود مريضاً، أشيع جنازة، أدل حيران، أطعم جائعاً، أفرج عن مكروب، أقف مع مظلوم، أشفع لضعيف، أواسي منكوباً، أكرم عالماً، أرحم صغيراً، أجل كبيراً .
لليوم فقط سأعيش فيا ماضٍ ذهب وانتهى : اغرب كشمسك فلن أبكي عليك ولن تراني أقف لأتذكرك لحظة ؛ لأنك تركتنا وهجرتنا وارتحلت عنا ولن تعود إلينا أبد الآبدين .
ويا مستقبل أنت في عالم الغيب فلن أتعامل مع الأحلام، ولن أبيع نفسي مع الأوهام ولن أتعجل ميلاد مفقود ؛ لأن غداً لا شيء لأنه لم يخلق ولأنه لم يكن مذكوراً .
يومك يومك أيها الإنسان أروع كلمة في قاموس السعادة لمن أراد الحياة في أبهى صورها وأجمل حللها .

السبب الرابع
اترك المستقبل حتى يأتي
(( أتى أمر الله فلا تستعجلوه )) لا تستبق الأحداث، أتريد اجهاض الحمل قبل تمامه ، وقطف الثمرة قبل النضج ، إن غداً مفقود لا حقيقة له ، ليس له وجود ولا طعم ولا لون ، فلماذا نشغل أنفسنا به ونتوجس من مصائبه ونهتم لحوادثه ونتوقع كوارثه، ولا ندري هل يحال بيننا وبينه أو نلقاه فإذا هو سرور وحبور ، المهم أنه في عالم الغيب لم يصل إلى الأرض بعد . إن علينا أن لا نعبر جسراً حتى نأتيه، ومن يدري؟ لعلنا ننفق قبل وصول الجسر، أو لعل الجسر ينهار قبل وصولنا، وربما وصلنا الجسر ومررنا عليه بسلام .
إن إعطاء الذهن مساحة أوسع للتفكير في المستقبل وفتح كتاب الغيب ثم الاكتواء بالمزعجات المتوقعة ممقوتٌ شرعاً؛ لأنه طول أمل، ومذموم عقلاً ؛ لأنه مصارعة للظل. إن كثيراً من هذا العالم يتوقع في مستقبله الجوع والعري والمرض والفقر والمصائب، وهذا كله من مفردات مدارس الشيطان (( الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء ولله يعدكم مغفرةً منه وفضلاً )) .
كثيرٌ هم الذين يبكون ؛ لأنهم سوف يجوعون غداً، وسوف يمرضون بعد سنة، وسوف ينتهي العالم بعد مائة عام . إن الذي عمره في يد غيره لا ينبغي له أن يراهن على العدم ، والذي لا يدري متى يموت لا يجوز له الاشتغال بشيء مفقود لا حقيقة له .
اترك غداً حتى يأتيك ، لا تسأل عن أخباره ، لا تنتظر زحفه ؛ لأنك مشغول باليوم .
وإن تعجب فعجبٌ هؤلاء يقترضون الهم نقداً ليقضوه نسيئة في يوم لم تشرق شمسه ولم ير النور، فحذار من طول الأمل .

السبب الخامس
كيف تواجه النقد الآثم
الرقعاء السخفاء سبوا الخالق الرازق جل في علاه، وشتموا الواحد الأحد لا إله إلا هو، فماذا أتوقع أنا وأنت ونحن أهل الحيف والخطأ ، إنك سوف تواجه في حياتك حرباً ضروساً لا هوادة فيها من النقد الآثم المر، ومن التحطيم المدروس المقصود، ومن الإهانة المتعمدة ما دام أنك تعطي وتبني وتؤثر وتسطع وتلمع، ولن يسكن هؤلاء عنك حتى تتخذ نفقاً في الأرض أو سلماً في السماء فتفر من هؤلاء، أما وأنت بين أظهرهم فانتظر منهم ما يسوؤك ويبكي عينك، ويدمي مقلتك، ويقض مضجعك .

حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه
فالناس أعداءٌ له وخصوم

إن الجالس على الأرض لا يسقط، والناس لا يرفسون كلباً ميتاً، لكنهم يغضبون عليك لأنك فقـتهم صلاحاً، أو علماً، أو أدباً، أو مالاً، فأنت عندهم مذنب لا توبة لك حتى تترك مواهبك ونعم الله عليك، وتنخلع من كل صفات الحمد، وتنسلخ من كل معاني النبل، وتبقى بليداً غبيًا، صفراً محطماً، مكدوداً , هذا ما يريدون بالضبط .
إذاَ فاصمد لكلام هؤلاء ونقدهم وتشويههم وتحقيرهم " اثبت أحد" وكن كالصخرة الصامتة المهيبة تتـكسر عليها حبات البر لتثبت وجودها وقدرتها على البقاء . إنك إن أصغيت لكلام هؤلاء وتفاعلت معه حققت أمنيتهم الغالية في تعكير حياتك وتكدير عمرك ، ألا فاصفح الصفح الجميل، ألا فأعرض عنهم ولا تك في ضيق مما يمكرون . إن نقدهم السخيف ترجمة محترمة لك ، وبقدر وزنك يكون النقد الآثم المفتعل .
إنك لن تستطيع أن تغلق أفواه هؤلاء ولن تستطيع أن تعتقل ألسنتهم لكنك تستطيع أن تدفن نقدهم وتجنيهم بتجافيك لهم، وإهمالك لشأنهم، وإطراحك لأقوالهم (( قل موتوا بغيظكم ))

ما أبالي أنب بالحزن تيس
أو لحني بظهر غيب لئيم

بل تستطيع أن تصب في أفواههم الخردل بزيادة فضائلك وتربية محاسنك وتقويم اعوجاجك .

إذا محاسني اللاتي أدل بها
كانت عيوبي فقل لي كيف أعتذر

إن كنت تريد أن تكون مقبولاً عند الجميع محبوباً لدى الكل سليماً من العيوب عند العالم فقد طلبت مستحيلاً وأملت أملاً بعيداً .
قال حاتم :

وكلمة حاسدٍ من غير جرم
سمعتُ فقلت مري فانفذيني
وعابوها علي ولم تعبني
ولم يند لها أبداً جبيني

السبب السادس
لا تنتظر شكراً من أحد
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه
لا يذهب العرف بين الله والناس
خلق الله العباد ليذكروه ورزق الله الخليقة ليشكروه، فبعد الكثير غيره، وشكر الغالب سواه؛ لأن طبيعة الجحود والنكران والجفاء وكفران النعم غالبة على النفوس، فلا تصدم إذا وجدت هؤلاء قد كفروا جميلك، وأحرقوا إحسانك، ونسوا معروفك، بل ربما ناصبوك العداء، ورموك بمنجنيق الحقد الدفين، لا لشيء إلا لأنك أحسنت إليهم (( وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله )) .
وطالع سجل العالم المشهود، فإذا في فصوله قصة أب ربى ابنه وغذاه وكساه وأطعمه وسقاه، وأدبه، وعلمه، سهر لينام، وجاع ليشبع، وتعب ليرتاح، فلما طر شاب هذا الابن وقوي ساعده، أصبح لوالده كالكلب العقور، استخفافاً، ازدراءً، مقتاً، عقوقاً، صراخاً، عذاباً وبيلا ً.
ألا فليهدأ الذين احترقت أوراق جميلهم عند منكوسي الفطر، ومحطمي الإرادات، وليهنؤوا بعوض المثوبة عند من لا تنفذ خزائنه .
إن هذا الخطاب الحار لا يدعوك لترك الجميل، وعدم الإحسان للغير، وإنما يوطنك على انتظار الجحود والتنكر لهذا الجميل والإحسان، فلا تبتـئس بما كانوا يصنعون .
اعمل الخير لوجه الله، لأنك الفائز على كل حال، ثم لا يضر غمط من غمطه، ولا جحود من جحده، واحمد الله لأنك المحسن، وهو المسيء، واليد العليا خير من اليد السفلى (( إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً )) .
وقد ذهل كثير من العقلاء من جبلة الجحود عند الغوغاء، وكأنهم ما سمعوا الوحي الجليل وهو ينعي على الصنف عتوه وتمرده (( مر كأن لم يدعنا إلى ضرٍ مسه)) لا تفاجاً إذا أهديت بليداً قلماً فكتب به هجاءك، أو منحت جافياً عصاً يتوكأ عليها ويهش بها على غنمه، فشج بها رأسك، هذا هو الأصل عند هذه البشرية المحنطة في كفن الجحود مع باريها جل في علاه، فكيف بها معي ومعك .

أعلمه الرماية كل يوم
فلما اشتد ساعده رماني

السبب السابع
الإحسان إلى الغير انشراح للصدر
الجميل كاسمه، والمعروف كرسمه، والخير كطعمه. أول المستفيدين من إسعاد الناس هم المتفضلون بهذا الإسعاد، يجنون ثمراته عاجلاً في نفوسهم، وأخلاقهم، وضمائرهم، فيجدون الانشراح، والانبساط، والهدوء والسكينة .
فإذا طاف بك طائف من هم أو ألم بك غم فامنح غيرك معروفاً وأسدِ لهم جميلاً تجد الفرج والراحة. أعط محروماً، انصر مظلوماً، أنقذ مكروباً، أطعم جائعاً، عد مريضاً، أعن منكوباً، تجد السعادة تغمرك من بين يديك ومن خلفك .
إن فعل الخير كالمسك ينفع حامله وبائعه ومشتريه، وعوائد الخير النفسية عقاقير مباركة تصرف في صيدلية الذين عمرت قلوبهم بالبر والإحسان .
إن توزيع البسمات المشرقة على فقراء الأخلاق صدقة جارية في عالم القيم " ولو أن تلقى أخاك بوجه طـلق " وإن عبوس الوجه إعلان حرب ضروس على الآخرين لا يعلم قيامها إلا علام الغيوب .
شربة ماء من كف بغي لكلب عقور أثمرت دخول جنة عرضها السماوات والأرض لأن صاحب الثواب غفور شكور جميل، يحب الجميل، غني حميد .
يا من تهددهم كوابيس الشقاء والفزع والخوف هلموا إلى بستان المعروف وتشاغلوا بالخير، عطاء وضيافة ومواساة وإعانة وخدمة وستجدون السعادة طعماً ولوناً وذوقاً (( وما لأحدٍ عنده من نعمةٍ تجزى(19)إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى(20) ولسوف يرضى )) .

السبب الثامن
أطرد الفراغ بالعمل
الفارغون في الحياة هم أهل الأراجيف والشائعات لأن أذهانهم موزعة (( رضوا بأن يكونوا مع الخوالف )).
إن أخطر حالات الذهن يوم يفرغ صاحبه من العمل فيبقى كالسيارة المسرعة في انحدار بلا سائق تجنح ذات اليمين وذات الشمال .
يوم تجد في حياتك فراغاً فتهيأ حينها للهم والغم والفزع؛ لأن هذا الفراغ يسحب لك كل ملفات الماضي والحاضر والمستقبل من أدراج الحياة فيجعلك في أمر مريج، ونصيحتي لك ولنفسي أن تقوم بأعمال مثمرة بدلاً من هذا الاسترخاء القاتل لأنه وأدٌ خفي، وانتحار بكبسول مسكن .
إن الفراغ أشبه بالتعذيب البطيء الذي يمارس في سجون الصين بوضع السجين تحت أنبوب يقطر كل دقيقة قطرة، وفي فترات انتظار هذه القطرات يصاب السجين بالجنون .
الراحة غفلة، والفارغ لص محترف، وعقلك هو فريسة ممزقة لهذه الحروب الوهمية .
إذاَ قم الآن صل أو اقرأ، أو سبح أو طالع، أو اكتب، أو رتب مكتبتك، أو اصلح بيتك، أو انفع غيرك حتى تقضي على الفراغ وإني لك من الناصحين .
اذبح الفراغ بسكين العمل، ويضمن لك أطباء العالم 50% من السعادة مقابل هذا الإجراء الطارئ فحسب، انظر إلى الفلاحين والخبازين والبناءين يغردون بالأناشيد كالعصافير في سعادة وراحة وأنت على فراشك تمسح دموعك وتضطرب كأنك ملدوغ .



السبب التاسع
لا تكن إمعة
لا تتقمص شخصية غيرك ولا تذب في الآخرين. إن هذا هو العذاب الدائم، وكثير هم الذين ينسون أنفسهم وأصواتهم وحركاتهم، وكلامهم، ومواهبهم، وظروفهم، لينصهروا في شخصيات الآخرين، فإذا التكلف والصلف، والاحتراق، والإعدام للكيان وللذات .
وآدم إلى آخر الخليقة لم يتفق اثنان في صورة واحدة، فلماذا يتفقون في المواهب والأخلاق .
أنت شيء آخر لم يسبق لك في التاريخ مثال ولن يأتي مثلك في الدنيا شبيه .
أنت مختلف تماماً عن زيد وعمرو فلا تحشر نفسك في سرداب التقليد والمحاكاة والذوبان .
انطلق على هيئتك وسجيتك (( قد علم كل أناسٍ مشربهم )) (( ولكلٍ وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات )) عش كما خلقت لا تغير صوتك، لا تبدل نبرتك، لا تخلف مشيتك، هذب نفسك بالوحي، ولكن لا تلغي وجودك وتقتل استقلالك .
أنت لك طعم خاص ولون خاص ونريدك أنت بلونك هذا وطعمك هذا، لأنك خلفت هكذا وعرفناك هكذا " لا يكن أحدكم إمعة " .
إن الناس في طبائعهم أشبه بعالم الأشجار . حلو وحامض، وطويل وقصير، وهكذا فليكونوا . فإن كنت كالموز فلا تتحول إلى سفرجل ؛ لأن جمالك وقيمتك أن تكون موزاً ، إن اختلاف ألواننا وألسنتنا ومواهبنا وقدراتنا آية من آيات الباري فلا تجحد آياته .

السبب العاشر
قضاء وقدر
(( ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها )) , جف القلم، رفعت الصحف، قضي الأمر، كتبت المقادير، لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، ما أصابك لم يكن ليخطأك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك .
إن هذه العقيدة إذا رسخت في نفسك وقرت في ضميرك صارت البلية عطية، والمحنة منحة، وكل الوقائع جوائز وأوسمة " من يرد الله به خيراً يصب منه " فلا يصيبك قلق من مرض أو موت ابن، أو خسارة مالية، أو احتراق بيت، فإن الباري قد قدر والقضاء قد حل، والاختيار هكذا، والخيرة لله، والأجر حصل والذنب كُفِّرَ .
هنيئاً لأهل المصائب صبرهم ورضاهم عن الآخذ، المعطي، القابض، الباسط، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون .
ولن تهدأ أعصابك وتسكن بلابل نفسك، وتذهب وساوس صدرك حتى تؤمن بالقضاء والقدر، جف القلم بما أنت لاق، فلا تذهب نفسك حسرات، لا تظن أنه كان بوسعك إيقاف الجدار أن ينهار، وحبس الماء أن ينسكب، ومنع الريح أن تهب، وحفظ الزجاج أن ينكسر، هذا ليس بصحيح على رغمي ورغمك، وسوف يقع المقدور، وينفذ القضاء، ويحل المكتوب (( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر )) .
استسلم للقدر قبل أن تطوق بجيش السخط والتذمر والعويل، اعترف بالقضاء قبل أن يدهمك سيل الندم، إذاَ فليهدأ بالك إذا فعلت الأسباب، وبذلت الحيل، ثم وقع ما كنت تحذر، فهذا هو الذي كان ينبغي أن يقع، ولا تقل " لو أني فعلت كذا وكذا لكان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل".

السبب الحادي عشر
إن مع العسر يسراً
يا إنسان بعد الجوع شبع، وبعد الظمأ ري، وبعد السهر نوم، وبعد المرض عافية، سوف يصل الغائب ويهتدي الضال، ويفك العاني، وينقشع الظلام (( فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده )) .
بشر الليل بصبح صادق يطارده على رؤوس الجبال، ومسارب الأودية، بشر المهموم بفرج مفاجئ يصل في سرعة الضوء ولمح البصر، بشر المنكوب بلطف خفي وكف حانية وادعة .
إذا رأيت الصحراء تمتد، فاعلم أن ورائها رياضاً خضراء وارفة الظلال .
إذا رأيت الحبل يشتد يشتد، فاعلم أنه سوف ينقطع .
أحسن كلمة قالها العرب في الجاهلية :
الغمرات ثم ينـلجنّه
ثم يذهبن ولا يجنّه
مع الدمعة بسمة، ومع الخوف أمناً، ومع الفزع سكينة، النار لا تحرق إبراهيم التوحيد؛ لأن الرعاية الربانية فتحت نافذة برداً وسلاماً .
البحر لا يغرق كليم الرحمن؛ لأن الصوت القوي الصادق نطق بكلا إن معي ربي سيهدين .
المعصوم في الغار بَشَّرَ صاحبه بأنه وحده معنا فـتـنـزل الأمن والفتح والسكينة .
إن عبيد ساعدتهم الراهنة وأرقاء ظروفهم القاتمة لا يرون إلا النكد والضيق والتعاسة، لأنهم لا ينظرون إلا إلى جدار الغرفة وباب الدار فحسب . ألا فليمدوا أبصارهم وراء الحجب وليطلقوا أعنة أفكارهم إلى ما وراء الأسوار .
إذاَ فلا تضق ذرعاَ فمن المحال دوام الحال، وأفضل العبادة انتظار الفرج، الأيام دول، والدهر قلب، والليالي حبالى، والغيب مستور، والحكيم كل يوم هو في شأن، ولعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ، وإن مع العسر يسراَ .

السبب الثاني عشر
اصنع من الليمون شراباً حلواً
الذكي الأريب يحول الخسائر إلى أرباح، والجاهل الرعديد يجعل المصيبة مصيبتين .
طرد الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة فأقام في المدينة دولة ملأت سمع التاريخ وبصره .
سجن أحمد بن حنبل وجلد، فصار إمام أهل السنة، وحبس ابن تيمية، فأخرج من حبسه علماً جماً، ووضع السرخسي في قعر بئر معطلة، فأخرج عشرين مجلداً في الفقه، وأقعد ابن الأثير فصنف جامع الأصول والنهاية من أشهر وأنفع كتب الحديث، ونفي ابن الجوزي من بغداد، فجود القراءات السبع، وأصابت حمى الموت مالك بن الريب، فأرسل للعالمين قصيدته الرائعة الذائعة التي تعدل دواوين شعراء الدولة العباسية، ومات أبناء أبي ذؤيب الهذلي فرثاهم بإلياذة أنصت لها الدهر، وذهل منها الجمهور، وصفق لها التاريخ .
إذا داهمتك داهية فانظر في الجانب المشرق منها، وإذا ناولك أحدهم كوب ليمون فأضف إليه حفنة من سكر، وإذا أهدى لك ثعباناً فخذ جلده الثمين واترك باقيه، وإذا لدغتك عقرب فاعلم أنه مصل واقي ومناعة حصينة صد سم الحيات .
تكيف في ظرفك القاسي لتخرج لنا منه زهراً وورداً وياسميناً، وعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً .
سجنت فرنسا قبل ثورتها العارمة شَاعِرَيْن مجيدين : متفائلاً ومتشائماً , فأخرجا رؤوسهما من نافذة السجن .
فأما المتفائل فنظر نظرة في النجوم فضحك . وأما المتشائم فنظر إلى الطين في الشارع المجاور فبكى .
انظر إلى الوجه الآخر للمأساة؛ لأن الشر المحض ليس موجوداً بل هناك خير ومكسب وفتح وأجر .

السبب الثالث عشر
أمن يجيب المضطر إذا دعاه
من الذي يفزع إليه المكروب، ويستغيث به المنكوب، وتصمد إليه الكائنات وتسأله المخلوقات وتلهج بذكره الألسن، وتألهه القلوب إنه الله لا إله إلا هو .
وحق علي وعليك أن ندعوه في الشدة والرخاء، والسراء والضراء، ونفزع إليه في الملمات، ونتوسل إليه في الكربات، وننطرح على عتبات بابه سائلين باكين ضارعين منيـبـيـن، حينها يأتي مدده ويصل عونه ويسرع فرجه، ويحل فتحه (( أمن يجيب المضطر إذا دعاه )) فينجي الغريق ويرد الغائب، ويعافي المبتـلى، وينصر المظلوم، ويهدي الضال، ويشفي المريض، ويفرج عن المكروب (( فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين )) .
ولن أسرد عليك هنا أدعية إزاحة الهم والغم والحزن والكرب، ولكن أحيلك إلى كتب السنة لتتعلم شريف الخطاب معه فتناجيه وتناديه وتدعوه وترجوه، فإن وجدته وجدت كل شيء، وإن فقدت الإيمان به فقدت كل شيء، إن دعاءك ربك عبادة أخرى، وطاعة عظمى ثانية فوق حصول المطلوب، وإن عبداَ يجيد فن الدعاء حري أن لا يهتم ولا يغتم ولا يقلق، كل الحبال تتصرم إلا حبله، كل الأبواب توصد إلا بابه، وهو قريب سميع مجيب، يجيب المضطر إذا دعاه . يأمرك وأنت الفقير الضعيف المحتاج، وهو الغني القوي الواحد الماجد، بأن تدعوه (( ادعوني أستجب لكم )) .
إذا نزلت بك النوازل وألمت بك الخطوب، فالهج بذكره، واهتف باسمه، واطلب مدده واسأله فتحه ونصره، مرغ الجبين لتقديس اسمه، لتحصل على تاج الحرية، وأرغم الأنف في طين عبوديته لتحوز وسام النجاة . مد يديك، أرفع كفيك، أطلق لسانك، أكثر من طلبه، بالغ في سؤاله، ألح عليه، الزم بابه، انتظر لطفه، ترقب فتحه، أشد باسمه، أحسن ظنك فيه، انقطع إليه، تبتل إليه تبتيلاً حتى تسعد وتفلح .

السبب الرابع عشر
وليسعك بيتك
العزلة الشرعية السنية: بعدك عن الشر وأهله، والفارغين واللاهين والفوضويين، فيجتمع عليك شملك، يهدأ بالك، ويرتاح خاطرك، ويجود ذهنك بدرر الحكم ويسرح طرفك في بستان المعادن .
إن العزلة عن كل ما يشغل عن الخير والطاعة دواء عزيز , جربه أطباء القلوب فنجح أيما نجاح ، وأنا أدلك عليه . في العزلة عن الشر واللغو وعن الدهماء تلقيح للفكر، وإقامة لناموس الخشية، واحتفال بمولد الإنابة والتذكر، وإنما كان الاجتماع المحمود والاختلاط الممدوح في الصلوات والجمع ومجالس العلم والتعاون على الخير، أما مجالس البطالة والعطالة فحذار حذار، اهرب بجلدك ، ابك على خطيئتك، وامسك عليك لسانك، وليسعك بيتك . الاختلاط الهمجي حرب شعواء على النفس ، وتهديد خطير لدنيا الأمن والاستقرار في نفسك ؛ لأنك تجالس أساطين الشائعات وأبطال الأراجيف ، وأساتذة التبشير بالفتن والكوارث والمحن ، حتى تموت كل يوم سبع مرات قبل أن يصلك الموت (( لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالاً )) .

وإذا ما خلا الجبان بأرض
طلب الطعن وحده والنزالا

إذاً فرجائي الوحيد إقبالك على شأنك والانزواء في غرفتك إلا من قول خير أو فعل خير، حينها تجد قلبك عاد إليك، فسلم وقتك من الضياع، وعمرك من الإهدار، ولسانك من الغيبة، وقلبك من القلق، وأذنك من الخنا ونفسك من سوء الظن، ومن جرب عرف، ومن أركب نفسه مطايا الأوهام، واسترسل مع العوام فقل عليه السلام .

السبب الخامس عشر
العوض من الله
لا يسلبك الله شيئاً إلا عوضك خيراً منه، إذا صبرت واحتسبت " من أخذت حبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة " يعني عينيه , " من سلبت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسب عوضته من الجنة " من فقد ابنه وصبر بني له بيت الحمد في الخلد، وقس على هذا المنوال فإن هذا مجرد مثال .
فلا تأسف على مصيبة فإن الذي قدرها عنده جنة وثواب وعوض وأجر عظيم .
إن أولياء الله المصابين المبتلين ينوه بهم في الفردوس (( سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار )) .
وحق علينا أن ننظر في عوض المصيبة وفي ثوابها وفي خلفها الخير (( أولئك عليهم صلواتٌ من ربهم ورحمةٌ وأولئك هم المهتدون )) هنيئاَ للمصابين ، وبشرى للمنكوبين .
إن عمر الدنيا قصير وكنزها حقير ، والآخرة خير وأبقى فمن أصيب هنا كوفي هناك ، ومن تعب هنا ارتاح هناك، أما المتعـلقون بالدنيا العاشقون لها الراكنون إليها، فأشد ما على قلوبهم فوت حظوظهم منها وتنغيص راحتهم فيها لأنهم يريدونها وحدها فلذلك تعظم عليهم المصائب وتكبر عندهم النكبات لأنهم ينظرون تحت أقدامهم فلا يرون إلا الدنيا الفانية الزهيدة الرخيصة .
أيها المصابون ما فات شيء وأنتم الرابحون ، فقد بعث لكم برسالة بين أسطرها لطف وعطف وثواب وحسن اختيار إن على المصاب الذي ضرب عليه سرادق المصيبة أن ينظر ليرى أن النتيجة (( فضرب بينهم بسورٍ لهُ باب باطنهُ فيه الرحمة وظاهره من قبله العذابُ )) وما عند الله خير وأبقى وأهنأ وأمرأ وأجل وأعلى .

السبب السادس عشر
الإيمان هو الحياة
الأشقياء بكل معاني الشقاء هم المفلسون من كنوز الإيمان، ومن رصيد اليقين، فهم أبداً في تعاسة وغضب ومهانة وذلة (( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا )) .
لا يسعد النفس ويزكيها ويهزها ويفرحها ويذهب غمها وهمها وقلقها إلا الإيمان بالله رب العالمين، لا طعم للحياة أصلاً إلا بالإيمان .
إذا الإيمان ضاع فلا حياة
ولا دنيا لمن لم يحي دينا
إن الطريقة المثلى للملاحدة إن لم يؤمنوا أن ينتحروا ليريحوا أنفسهم من هذه الآصار والأغلال والظـلمات والدواهي ، يا لها من حياة تعيسة بلا إيمان، يالها من لعنة أبدية حاقت بالخارجين على منهج الله في الأرض (( ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرةٍ ونذرهم في ظغيانهم يعمهون )) وقد آن الآوان للعالم أن يقتنع كل القناعة وأن يؤمن كل الإيمان بأن لا إله إلا الله بعد تجربة طويلة شاقة عبر قرون غابرة توصل بعدها العقل إلى أن الصنم خرافة والكفر لعنة، والإلحاد كذبة، وأن الرسل صادقون، وأن الله حق , له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير .
وبقدر إيمانك قوة وضعفاً، حرارة وبرودة، تكون سعادتك وراحتك وطمأنينتك .
(( من عمل صلحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياةً طيبةً ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون )) وهذه الحياة الطيبة هي استقرار نفوسهم لحسن موعد ربهم، وثبات قلوبهم بحب باريهم، وطهارة ضمائرهم من أوضاع الانحراف، وبرود أعصابهم أمام الحوادث، وسكينة قلوبهم عند وقع القضاء ورضاهم في مواطن القدر؛ لأنهم رضوا بالله ربا، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولا .

السبب السابع عشر
اجن العسل ولا تكسر الخلية

الرفق ما كان في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه، اللين في الخطاب, البسمة الرائقة على المحيا، الكلمة الطيبة عند اللقاء، هذه حلل منسوجة يرتديها السعداء، وهي صفات المؤمن كالنحلة تأكل طيباً وتصنع طيباً، وإذا وقعت على زهرة لا تكسرها لأن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف . إن من الناس من تشرأب لقدومهم الأعناق، وتشخص إلى طلعاتهم الأبصار، وتحييهم الأفئدة وتشيعهم الأرواح؛ لأنهم محبوبون في كلامهم , في أخذهم وعطائهم، في لقائهم ووداعهم .
إن اكتساب الأصدقاء فن مدروس يجيده النبلاء الأبرار، فهم محفوفون دائماً وأبداً بهالة من الناس , إن حضروا فالبشر والأنس، وإن غابوا فالسؤال والدعاء .
سهرنا ونام الركب والليل مسرف
وكنت حديث الركب في كل منزل
إن هؤلاء السعداء لهم دستور أخلاق عنوانه(( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميمٌ )) فهم يمتصون الأحقاد بعاطفتهم الجياشة، وحلمهم الدافيء، وصفحهم البريء، يتناسون الإساءة ويحفظون الإحسان، تمر بهم الكلمات النابية فلا تلج آذانهم بل تذهب بعيداً هناك إلى غير رجعة . هم في راحة والناس منهم في أمن والمسلمون منهم في سلام " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس على دماءهم وأموالهم " , " إن الله أمرني أن أصل من قطعني وأن أعفو عمن ظلمني وأن أعطي من حرمني " , (( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس )) بشر هؤلاء بثواب عاجل من الطمأنينة والسكينة والهدوء .
من سالم الناس يسلم من عواذلهم
ونام وهو قرير العين جذلان
وبشرهم بثواب أخروي كبير في جوار رب غفور في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر .

السبب الثامن عشر
ألا بذكر الله تطمئن القلوب
الصدق حبيب الله والصراحة صابون القلوب، والتجربة برهان، والرائد لا يكذب أهله، ولم يوجد عمل أشرح للصدر وأعظم للأجر كالذكر (( فاذكروني أذكركم )) , وذكره سبحانه جنته في أرضه من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة , وهو إنقاذ للنفس من أوصابها وأتعابها واضطرابها بل هو طريق ميسر مختصر إلى كل فوز وفلاح . طالع دواوين الوحي لتر فوائد الذكر، وجرب مع الأيام بلسمه لتنال الشفاء .
إذا مرضنا تداوينا بذكركم
ونترك الذكر أحياناً فننتكس
وبذكره سبحانه تنقشع سحب الخوف والفزع والهم والحزن . بذكره تزاح جبال الكرب والغم والأسى .
ولا عجب أن يرتاح الذاكرون فهذا هو الأصل الأصيل، لكن العجب العجاب كيف يعيش الغافلون عن ذكره (( أموات غير أحياءٍ وما يشعرون أيان يبعثون )) .
يا من شكى الأرق وبكى من الألم وتفجع من الحوادث، ورمته الخطوب , هيا اهتف باسمه المقدس، هل تعلم له سمياً .
الله أكبر كل هم ينجلي
عن قلب كل مكبر ومهلل
بقدر إكثارك من ذكره ينبسط خاطرك، يهدأ قلبك، تسعد نفسك، يرتاح ضميرك، لأن في ذكره جل في علاه معاني التوكل عليه والثقة به والاعتماد عليه والرجوع إليه، وحسن الظن فيه، وانتظار الفرج منه، فهو قريب إذا دعي، سميع إذا نودي، مجيب إذا سئل ، فاضرع واخضع واخشع ، وردد اسمه الطيب المبارك على لسانك ثناء ومدحاً ودعاءً وسؤالاً واستغفاراً ، وسوف تجد بحوله وقوته السعادة والأمن والسرور والنور والحبور (( فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة )) .

السبب التاسع عشر
أم يحسدون الناس
على ما آتاهم الله من فضله
الحسد كالأكلة الملحة تنخر العظم نخراً، إن الحسد مرض مزمن يعيث في الجسم فسادا، وقد قيل: لا راحة لحسود فهو ظالم في ثوب مظلوم، وعدو في جلباب صديق . وقد قالوا:

لله در الحسد ما أعدله
بدأ بصاحبه فقتله

إنني أنهى نفسي ونفسك عن الحسد رحمة بي وبك، قبل أن نرحم الآخرين؛ لأننا بحسدنا لهم نطعم الهم لحومنا، ونسقي الغم دماءنا ونوزع نوم جفوننا على الآخرين .
إن الحاسد يشعل فرناً ساخناً ثم يقتحم فيه . التنغيص والكدر والهم الحاضر أمراض يولدها الحسد لتقضي على الراحة والحياة الطيبة الجميلة .
بلية الحاسد أنه خاصم القضاء واتهم الباري في العدل وأساء الأدب مع الشرع وخالف صاحب المنهج .
يا للحسد من مرض لا يؤجر عليه صاحبه، ومن بلاء لا يثاب عليه المبتلى به، وسوف يبقى هذا الحاسد في حرقة دائمة حتى يموت أو تذهب نعم الناس عنهم . كل يصالح إلا الحاسد فالصلح معه أن تتخلى عن نعم الله وتتنازل عن مواهبك، وتلغي خصائصك، ومناقبك، فإن فعلت ذلك فلعله يرضى على مضض، نعوذ بالله من شر حاسد إذا حسد ، فإنه يصبح كالثعبان الأسود السام لا يقر قراره حتى يفرغ سمه في جسم بريء .
فأنهاك أنهاك عن الحسد واستعذ بالله من الحاسد فإنه لك بالمرصاد .

السبب العشرون
اقبل الحياة كما هي
طبعت على كدر وأنت تريدها
صفواً من الأقذاء والأكدار
هذا حال الدنيا منغصة اللذات، كثيرة التبعات، جاهمة المحيا، كثيرة التلون، مزجت بالكدر، وخلطت بالنكد، وأنت منها في كبد .
ولن تجد ولداً أو زوجة، أو صديقاً، أو نبيلاً، ولا مسكناً ولا وظيفة إلا وفيه ما يكدر وعنده ما يسوء أحياناً، فأطفيء حر شره ببرد خيره، لتنجو رأساً برأس والجروح قصاص .
أراد الله لهذه الدنيا أن تكون جامعة لضدين والنوعين والفريقين والرأيين خير وشر، صلاح وفساد، سرور وحزن، ثم يصفو الخير كله والصلاح والسرور في الجنة ويجمع الشر كله والفساد والحزن في النار .
وفي الحديث: " الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالم ومتعلم " فعش واقعك ولا تسرح مع الخيال وحلق في عالم المثاليات، اقبل دنياك كما هي، وطوع نفسك لمعايشتها ومواطنتها، فسوف لا يصفو لك فيها صاحب ولا يكمل لك فيها أمر؛ لأن الصفو والكمال والتمام ليس من شأنها ولا من صفاتها .
لن تكمل لك زوجة وفي الحديث " لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي آخر" .
فينبغي أن نسدد ونقارب ونعفو ونصفح ونأخذ ما تيسر ونذر ما تعسر ونغمض الطرف أحيانا ونسدد الخطى ، ونتغافل عن أمور .
ومن لم يصانع في أمور كثيرة
يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم

السبب الحادي والعشرون
تعز بأهل البلاء
تلفت يمنة ويسرة فهل ترى إلا مبتلى وهل تشاهد إلا منكوباً، في كل دار نائحة، وعلى كل خد دمع وفي كل وادٍ بنو سعد .
أيها الشامت المعير بالدهر
أأنت المبرؤ الموفور
كم من المصائب وكم من الصابرين، فلست أنت وحدك المصاب بل مصابك أنت بالنسبة لغيرك قليل، كم من مريض على سريره من أعوام يتقلب ذات اليمين وذات الشمال يئن من الألم ويصيح من السقم .
كم من محبوس مر به سنوات ما رأى الشمس بعينه ، وما عرف غير زنزانته .
وكم من رجل وامرأة فقدا فلذات أكبادهما في ميعة الشباب وريعان العمر .
وكم من مكروب ومديون ومصاب ومنكوب .
آن لك أن تتعـزى بهؤلاء وأن تعلم علم اليقين أن هذه الحياة سجنٌ للمؤمن ودار للأحزان والنكبات، تصبح القصور حافلة بأهلها وتمسي خاوية على عروشها . بينما الشمل مجتمع والأبدان في عافية والأموال وافرة، والأولاد كثر، ثم ما هي إلا أيام فإذا الفقر والموت والفراق والأمراض (( وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال )) فعليك أن توطن نفسك كتوطين الجمل المحنك الذي يبرك على الصخرة ، وعليك أن توازن مصابك بمن حولك وبمن سبقك في مسيرة الدهر، ليظهر لك أنك معافى بالنسبة لهؤلاء وأنه لم يأتك إلا وخزات سهلة فاحمد الله على لطفه واشكره على ما أبقى ، واحتسب ما أخذ ، وتعز بمن حولك .
ولولا كثرة الباكين حولي
على إخوانهم لقتلت نفسي
ولك قدوة في رسول صلى الله عليه وسلم وقد وضع السلا على رأسه وأدميت قدماه وشج وجهه وحوصر في الشعب حتى أكل ورق الشجر، وطرد من مكة، وكسرت ثنيته، ورمي عرض زوجته الشريف، وقتل سبعون من أصحابه، وفقد ابنه، وأكثر بناته في حياته، وربط الحجر على بطنه من الجوع، واتهم بأنه شاعر ساحر كاهن مجنون كذاب، صانه الله من ذلك، وهذا بلاء لا بد منه ومحيص لا أعظم منه، وقد قتل قبل زكريا وذبح يحيى ، وهاجر موسى، ووضع الخليل في النار، وصار الأئمة على هذا الطريق فضرج عمر بدمه، واغتيل عثمان، وطعن علي ، وجلدت ظهور الأئمة وسجن الأخيار، ونكل بالأبرار (( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا )) .

السبب الثاني والعشرون
الصلاة ... الصلاة
(( يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة ))
إذا داهمك الخوف وطوقك الحزن، وأخذ الهم بتلابيبك، فقم حالاً إلى الصلاة، تثوب لك روحك وتطمئن نفسك، إن الصلاة كفيلة بإذن الله باجتياح مستعمرات الأحزان والغموم ومطاردة فلول الاكتئاب .
كان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمرٌ قال : " أرحنا بالصلاة يا بلال " فكانت قرة عينه وسعادته وبهجته .
وقد طالعت سير قوم أفذاذ كانت إذا ضاقت بهم الضوائق وكشرت في وجوههم الخطوب، فزعوا إلى صلاة خاشعة فتعود لهم قواهم وإراداتهم وهممهم .
إن صلاة الخوف فرضت لتؤدى في ساعة الرعب، يوم تتطاير الجماجم، وتسيل النفوس على شفرات السيوف، فإذا أعظم تثبيت وأجل سكينة صلاة خاشعة .
إن على الجيل الذي عصفت به الأمراض النفسية أن يتعرف على المسجد ، وأن يمرغ جبيـنه ليرضي ربه أولا ولينقذ نفسه من هذا العذاب الواصب وإلا فإن الدمع سوف يحرق جفنه والحزن سوف يحطم أعصابه وليس لديه طاقة تمده بالسكينة والأمن إلا الصلاة.
من أعظم النعم لو كنا نعقل هذه الصلوات الخمس كل يوم وليلة كفارة لذنوبنا، رفع لدرجاتنا عند ربنا، ثم هي علاج عظيم لمآسينا ودواء ناجع لأمراضنا، تسكب في ضمائرنا مقادير زاكية من اليقين وتملؤ جوانحنا بالرضا. أما أولئك الذي جانبوا المسجد وتركوا الصلاة، فمن نكد إلى نكد، ومن حزن إلى حزن ومن شقاء إلى شقاء (( فتعساً لهم وأضل أعمالهم )) .

السبب الثالث والعشرون
حسبنا الله ونعم الوكيل
تفويض الأمر إلى الله ، والتوكل عليه، والثقة بوعده، والرضا بصنيعه، وحسن الظن به، وانتظار الفرج منه من أعظم ثمرات الإيمان، ومن أجل صفات المؤمنين، وحينما يطمئن العبد إلى حسن العاقبة ويعتمد على ربه في كل شأنه يجد الرعاية والولاية والكفاية والتأييد والنصرة .
وإذا الرعاية لاحظتك عيونها
نم فالحوادث كلهن أمان
لما ألقي إبراهيم عليه السلام في النار قال: حسبنا الله ونعم الوكيل، فجعـلها الله عليه برداً وسلاماً، ورسولنا صلى الله عليه وسلم وأصحابه لما هددوا بجيوش الكفار وكتائب الوثنية قالوا: (( حسبنا الله ونعم الوكيل(173) فانقـلبوا بنعمةٍ من الله وفضل لم يمسسهم سوّءٌ واتبعوا رضوان الله والله ذو فضلٍ عظيم )) .
إن الإنسان وحده لا يستطيع أن يصارع الأحداث، ولا يقاوم الملمات، ولا ينازل الخطوب؛ لأنه خلق ضعيفاً عاجزاً، ولكنه حينما يتوكل على ربه ويثق بمولاه، ويفوض الأمر إليه، وإلا فما حيلة هذا العبد الفقير الحقير إذا احتوشته المصائب وأحاطت به النكبات (( وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين )) .
فيا من أراد أن ينصح نفسه توكل على القوي الغني ذي القوة المتين، لينقذك من الويلات، ويخرجك من الكربات، واجعل شعارك ودثارك حسبنا الله ونعم الوكيل، فإن قل مالك، وكثر دَيْنك، وجفت مواردك وشحت مصادرك، فناد حسبنا الله ونعم الوكيل .
وإذا داهمك المرض، وألمح عليك السقم، وتضاعف عليك البلاء، فقل حسبنا الله ونعم الوكيل .
وإذا خفت من عدو، أو رعبت من ظالم، أو فزعت من خطب فاهتف حسبنا الله ونعم الوكيل .
(( وكفى بربك هادياً ونصيراً )) .

السبب الرابع والعشرون
قل سيروا في الأرض

مما يشرح الصدر ويزيح سحب الهم والغم ؛ السفر في الديار، وقطع القفار، والتقلب في الأرض الواسعة، والنظر في كتاب الكون المفتوح لتشاهد أقلام القدرة وهي تكتب على صفحات الوجود آيات الجمال، لترى حدائق ذات بهجة، ورياضاً أنيقة وجنات ألفافاً، أخرج من بيتك وتأمل ما حولك وما بين يديك وما خلفك، اصعد الجبال، اهبط الأودية، تسلق الأشجار، عب من الماء النمير، ضع أنفك على أغصان الياسمين، حينها تجد روحك حرة طليقة، كالطائر الغريد تسبح في فضاء السعادة، اخرج من بيتك، ألق الغطاء الأسود عن عينيك، ثم سر في فجاج الله الواسعة ذاكراً مسبحاً.
إن الانزواء في الغرفة الضيقة مع الفراغ القاتل طريق ناجح للانتحار، وليست غرفتك هي العالم ولست أنت كل الناس، فلم الاستسلام أمام كتائب الأحزان، ألا فاهتف ببصرك وسمعك وقلبك: انفروا خفافاً وثقالاً، تعال لتقرأ القرآن هنا بين الجداول والخمائل بين الطيور وهي تتلو خطب الحب، وبين الماء وهو يروي قصة وصوله من التل .
أيها ذا الشاكي وما بك داء
كن جميلاً ترى الوجود جميلاً
أترى الشوك في الورود وتعمى
أن ترى فوقه الندى إكليلا
إن الترحال في مسارب الأرض متعة يوصي بها الأطباء لمن ثقلت عليه نفسه، وأظلمت عليه غرفته الضيقة، فهيا بنا نسافر لنسعد ونفرح ونفكر ونتدبر (( ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا بطلاً سبحانك )) .

السبب الخامس والعشرون
فصبر جميل
التحلي بالصبر من شيم الأفذاذ الذين يتلقون المكاره برحابة صدر وبقوة إرادة وبمناعة أبية. وإن لم أصبر أنا وأنت فماذا نصنع؟
هل عندك حل لنا غير الصبر؟ هل تعلم لنا زاداً غيره ؟
كان أحد العظماء مسرحاً تركض فيه المصائب وميداناً تتسابق فيه النكبات كلما خرج من كربة زارته كربة أخرى، وهو متترس بالصبر، متدرع بالثقة بالله، يقول عن حاله:
تنكر لي دهري ولم يدر أنني
أعز وأحداث الزمان تهون
فبات يريني الدهر كيف عتوه
وبت أريه الصبر كيف يكون
هكذا يفعل النبلاء، يصارعون الملمات ويطرحون النكبات أرضاً .
دخلوا على أبي بكر وهو مريض، قالوا: ألا ندعو لك طبيباً ؟ قال: الطبيب قد رآني . قالوا: فماذا قال ؟ قال : يقول: إني فعال لما أريد .
ومرض أحد الصالحين فقيل له: ماذا يؤلمك ؟
فقال:
تموت النفوس بأوصابها
ولم يدر عوادها ما بها
وما أنصفت مهجة تشتكي
أذاها إلى غير أحبابها
واصبر وما صبرك إلا بالله، اصبر صبر واثق بالفرج، عالم بحسن المصير، طالب للأجر، راغب في تكفير السيئات، اصبر مهما ادلهمت الخطوب، وأظلمت أمامك الدروب، فإن النصر مع الصبر، وإن الفرج مع الكرب، وإن مع العسر يسراً .
قرأت سير عظماء مروا في هذه الدنيا وذهلت لعظيم صبرهم وقوة احتمالهم، كانت المصائب تقع على رؤوسهم كأنها قطرات ماء باردة، وهم في ثبات الجبال، وفي رسوخ الحق، فما هو إلا وقت قصير فتشرق وجوههم على طلائع فجر الفرج، وفرحة الفتح، وعصر النصر. وأحدهم ما اكتفى بالصبر وحده، بل نازل الكوارث وتحدى المصائب وصاح في وجهها منشداً:
إن كان عندك يا زمان بقية
مما يهان به الكرام فهاتها

السبب السادس والعشرون
لا تحمل الكرة الأرضية على رأسك
نفر من الناس تدور في نفوسهم حرب عالمية، وهم على فرش النوم، فإذا وضعت الحرب أوزارها غنموا قرحة المعدة، وضغط الدم والسكري . يحترقون مع الأحداث، يغضبون من غلاء الأسعار، يثورون لتأخر الأمطار، يضجون لانخفاض سعر العملة، فهم في انزعاج دائم، وقلق واصب (( يحسبون كل صيحةٍ عليهم )) .
ونصيحتي لك أن لا تحمل الكرة الأرضية على رأسك، دع الأحداث على الأرض ولا تضعها في أمعاءك . إن البعض عنده قلب كالإسفنجة يتشرب الشائعات والأراجيف , ينزعج للتوافه، يهتز للواردات، يضطرب لكل شيء، وهذا القلب كفيل أن يحطم صاحبه وأن يهدم كيان حامله .
أهل المبدأ الحق تزيدهم العبر والعظات إيماناً إلى إيمانهم، وأهل الخور تزيدهم الزلازل خوفاً إلى خوفهم، وليس أنفع أمام الزوابع والدواهي من قلبٍ شجاع، فإن المقدام الباسل واسع البطان، ثابت الجأش، راسخ اليقين، بارد الأعصاب، منشرح الصدر، أما الجبان فهو يذبح نفسه كل يوم مرات بسيف التوقعات والأراجيف والأوهام والأحلام، فإن كنت تريد الحياة المستقرة فواجه الأمور بشجاعة وجلد ولا يستخفـنك الذين لا يوقنون، ولا تك في ضيق مما يمكرون، كن أصلب من الأحداث، وأعتى من رياح الأزمات، وأقوى من الأعاصير، وارحمتاه لأصحاب القلوب الضعيفة كم تهزهم الأيام هزاً (( لتجدنهم أحرص الناس على حياةٍ )) وأما الأباة فهم من الله في مدد، وعلى الوعد في ثقة (( فأنزل السكينة عليهم )) .

السبب السابع والعشرين
لا تحطمك التوافه
كم من مهموم سبب همه أمرٌ حقير تافه لا يذكر .
وتعظم في عين الصغير صغارها
وتصغر في عين العظيم العظائم
انظر إلى المنافقين، ما أسقط هممهم وما أبرد عزائمهم . هذه أقوالهم: لا تنفروا في الحر، إئذن لي ولا تفتني ، بيوتنا عورة ، نخشى أن تصيبنا دائرة ، ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا . يا لخيبة هذه المعاطس , يا لتعاسة هذه النفوس .
همهم البطون والصحون والدور والقصور، لم يرفعوا أبصارهم إلى سماء المثل، لم ينظروا أبداً إلى نجوم الفضائل . هم أحدهم ومبلغ علمه: دابته وثوبه ونعمه ومأدبته، وانظر لقطاع هائل من الناس تراهم صباح مساء سبب همومهم خلاف مع الزوجة أو الابن أو القريب أو سماع كلمة نابية أو موقف تافه . هذه مصائب هؤلاء البشر، ليس عندهم من المقاصد العليا من يشغلهم، ليس عندهم من الاهتمامات الجليلة ما يملأ وقتهم، وقد قالوا: إذا خرج الماء من الإناء ملأه الهواء، إذاَ ففكر في الأمر الذي تهتم له وتغتم، هل يستحق هذا الجهد وهذا العناء، لأنك أعطيته من عقلك ولحمك ودمك وراحتك ووقتك، وهذا غبن في الصفقة وخسارة هائلة ثمنها بخس، وعلماء النفس يقولون أجعل لكل شيء حداً معقولاً، وأصدق من هذا قوله تعالى: (( قد جعل الله لكل شيءٍ قدراً )) فأعط القضية حجمها ووزنها وقدرها وإياك والظلم والغلو .
هؤلاء الصحابة الأبرار همهم تحت الشجرة الوفاء بالبيعة ، فنالوا رضوان الله , ورجل معهم أهمه جمله حتى فاته البيع فكان جزاءه الحرمان والمقت .
فاطرح التوافه والاشتغال بها تجد أن أكثر همومك ذهبت عنك وعدت فرحاً مسروراً .

السبب الثامن والعشرون
ارض بما قسم الله لك
تكن أغنى الناس
مر فيما سبق بعض معاني هذا السبب لكنني أبسطه هنا ليفهم أكثر وهو أن عليك أن تقنع بما قسم لك من جسم ومال وولد سكن وموهبة، وهذا منطق القرآن (( فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين )) . إن غالب علماء السلف وأكثر الجيل الأول كانوا فقراء لم يكن لديهم أعطيات ولا مساكن بهية، ولا مراكب، ولا حشم، ومع ذلك أثروا الحياة وأسعدوا أنفسهم والإنسانية؛ لأنهم وجهوا ما آتاهم الله من خير في سبيله الصحيح , فبورك لهم في أعمارهم وأوقاتهم ومواهبهم، ويقابل هذا الصنف المبارك ملأٌ أعطوا من الأموال والأولاد والنعم، فكانت سبب شقائهم وتعاستهم؛ لأنهم انحرفوا عن الفطرة السوية والمنهج الحق وهذا برهان ساطع على أن هذه الأشياء ليست كل شيء، انظر إلى من حمل شهادات عالمية لكنه نكرة من النكرات في عطاءه وفهمه وأثره، بينما تجد آخرين عندهم علم محدود، وقد جعلوا منه نهراً دافقاً بالنفع والإصلاح والعمار .
إن كنت تريد السعادة فارض بصورتك التي ركبك الله فيها، وارض بوضعك الأسري وصوتك ومستوى فهمك، ودخلك، بل إن بعض المربين الزهاد يذهبون إلى أبعد من ذلك فيقولون لك: ارض بأقل مما أنت فيه وبدون ما أنت عليه وأنشدوا :
سعادتك العظمى إذا كنت عاقلاً
مناك بحال دون حال تعيشها
هاك قائمة رائعة مليئة باللامعين الذين بخسوا حظوظهم الدنيوية :
عطاء بن أبي رباح عالم الدنيا في عهده، مولى أسود أفطس أشل مفلفل الشعر .
الأحنف بن قيس، حليم العرب قاطبة، نحيف الجسم، أحدب الظهر، أحنى الساقين، ضعيف البنية .
الأعمش محدث الدنيا، من الموالي، ضعيف البصر، فقير ذات اليد، ممزق الثياب، رث الهيئة والمنزل .
بل الأنبياء الكرام صلوات الله وسلامه عليهم، كل منهم رعى الغنم، وكان داود حداداً وزكريا نجاراً وإدريس خياطاً، وهم صفوة الناس وخير البشر .
إذاً فقيمتك مواهبك وعملك الصالح ونفعك وخلقك، فلا تأس على ما فات من جمال أو مال أو عيال، وارض بقسمة الله (( نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا )) .

السبب التاسع والعشرون
ذكر نفسك بجنة عرضها السموات والأرض

إن جعت في هذه الدار أو افتقرت أو حزنت أو مرضت أو بخست حقاً أو ذقت ظلماً فذكر نفسك بالنعيم والراحة والسرور والحبور والأمن والخلد في جنات النعيم، إنك إن اعتقدت هذه العقيدة وعملت لهذا المصير تحولت خسائرك إلى أرباح، وبلاياك إلى عطايا . إن أعقل الناس هم الذين يعملون للآخرة لأنها خير وأبقى . وإن أحمق وأبله هذه الخـليقة هم الذين يرون أن هذه الدنيا هي قرارهم ودارهم ومنتهى أمانيهم، فتجدهم أجزع الناس عند المصائب، وأندمهم عند الحوادث؛ لأنهم لا يرون إلا حياتهم الزهيدة الحقيرة، لا ينظرون إلا إلى هذه الفانية، لا يتفكرون في غيرها ولا يعملون لسواها، فلا يريدون أن يعكر لهم سرورهم ولا يكدر عليهم فرحهم، ولو أنهم خلعوا حجاب الران عن قلوبهم، وغطاء الجهل عن عيونهم لحدثوا أنفسهم بدار الخلد ونعيمها ودورها وقصورها، ولسمعوا وأنصتوا لخطاب الوحي في وصفها، إنها والله الدار التي تستحق الاهتمام والكد والجهد .
هل تأملنا طويلاً وصف أهل الجنة بأنهم لا يمرضون ولا يحزنون ولا يموتون ، ولا يفنى شبابهم ولا تبلى ثيابهم، في غرف يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، يسير الراكب في ظل شجرة من أشجارها مائة عام لا يقـطعها، طول الخيمة فيها ستون ميلاً، أنهارها مطردة، قصورها منيفة، قطوفها دانية، عيونها جارية، سررها مرفوعة، أكوابها موضوعة، نمارقها مصفوفة، زرابيها مبثوثة، تم سرورها، عظم حبورها، فاح عرفها، عظم وصفها، منتهى الأماني فيها، فأين عقولنا لا تفكر، ما لنا لا نتدبر .
إذا كان المصير إلى هذه الدار فلتخف المصائب على المصابين ولتقر عيون المنكوبين ولتفرح قلوب المعدمين .
فيا أيها المسحوقون بالفقر ، المنهكون بالفاقة المبتلون بالمصائب ، اعملوا صالحاً لتسكنوا جنة الله وتجاوروه تقدست أسماؤه (( سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار )) .

السبب الثلاثون
وكذلك جعلناكم أمة وسطا
العدل مطلب عقلي وشرعي، لا غلو ولا جفاء، لا إفراط ولا تفريط، ومن أراد السعادة فعليه أن يضبط عواطفه، واندفاعاته، وليكن عادلاً في رضاه وغضبه وسروره وحزنه؛ لأن الشطط والمبالغة في التعامل مع الأحداث ظلمٌ للنفس، وما أحسن الوسطية، فإن الشرع نزل بالميزان، والحياة قامت على القسط، ومن أتعب الناس من طاوع هواه واستسلم لعواطفه وميولاته حينها تتضخم عنده الحوادث وتظلـم لديه الزوايا وتقوم في قبله معارك ضارية من الأحقاد والدخائل والضغائن لأنه يعيش في أوهام وخيالات، حتى إن بعضهم يتصور أن الجميع ضده، وأن الآخرين يحبكون مؤامرة لإبادته، وتملي عليه وساوسه أن الدنيا له بالمرصاد، فلذلك يعيش في سحب سود من الخوف والهم والغم .
إن الإرجاف ممنوع شرعاً , رخيص طبعاً وما يمارسه إلا أناس مفـلسون من القيم الحية والمبادئ الربانية (( يحسبون كل صيحةٍ عليهم )) .
أجلس قلبك على كرسيه، فأكثر ما يخاف لا يكون، ولك قبل وقوع ما تخاف وقوعه أن تقدر أسوأ الاحتمالات ثم توطن نفسك على تقبل هذا الأسوأ، حينها تنجو من التكهنات الجائرة التي تمزق القلب قبل أن يقع الحدث فيبقى كقول الأول:
كأن قطاة علقت بجناحها
على كبدي من شدة الخفقان
فيا أيها العاقل النابه اعط كل شيء حجمه، ولا تضخم الأحداث والمواقف والقضايا بل اقـتصد واعـدل ولا تجور ولا تذهب مع الوهم الزائف والسراب الخادع , اسمع ميزان الحب والبغض في الحديث : " أحبب حبيبك هوناً ما فعسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وأبغض بغيضك هوناً ما فعسى أن يكون حبيبك يوماً ما " (( عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم )) .
إن كثيراً من التخويفات والأراجيف لا حقيقة لها وقديماً قالوا :
وقلت لقلبي إن نزا بك نزوة
من الهم افرح أكثر الروع باطـلهُ



الخاتمة
هذا الكلام المكتوب لن تستفيد منه حتى تحاول تطبيقه في نفسك وبيتك وعملك وحياتك لتحصل على حياة أجمل بكثير من حياتك التي تعيشها , حياة سعيدة رغيدةً طيبة تصل منها إلى حياة دائمة مطمئنة في جنات النعيم (( ربنا آتنا في الدنيا حسنةً وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار )) .
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلاٌم على المرسلين والحمد لله رب العالمين .

^شوووق للجنان^
30-06-2005, 02:26 AM
أسعدك المولى غاليتي ووفقك وحفظك من كل شر وهداااااك الى طريق الصواااااااب

رائع بكل مايحملة من معنى واسلووووووووووب جعلة الله في مواازين حسنااات الشيخ وحسناااتك غاليتي

لاحرمك الأجر وسلمتي ............. حهد مشكوووووووورة عليــــة أخيتي

نعم أريد مثلك أخيتي !!!!! ........ أريد من يناااااقش ويأتي بالمواضيع الرائعة سلمتي

قرأتة ولم أكملــــــة !!!! ولكنة جذبني لقرائتـــــة كلــــة !!!!!!

نعم هذة الدنياااااااا قول وفعل وعمــــــل ...........

أسعدتيني اخيتي أسعدك الله


سبحااانك اللهم وبحمد لاألـــة الا أنت أستغفرك واتوب اليك ......

سبحاااااان الله لاالعظيك سبحاااان الله وبحمدة

الددددددلوعة
30-06-2005, 02:31 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله ...أخواتي في الله سوف أبدي عليكم رأي أرجو من الله أن يعجبكم....
وهو وضع جدول أسبوعي أو شهري ويكون( المواضيع بشكل يومي ومتبادل )مثلا ...
اليوم عن السعادة يكون غدا عن أستغلال الأجازة وبعد غداً عن كيفية الدعوة الى الله ..الى نهاية الاسبوع ...وهكذا

الددددددلوعة
30-06-2005, 02:46 AM
:-P السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موضوع عيش السعداء
بسم الله الرحمن الرحيم

عيش السعداء

الحمد لله الذي أنشأ خلقه وبرا ..
الحمد لله الذي خلق الخلق بقدرته .. وصرف أمورهم بحكمته ..
الحمد لله الذي ذلت لعظمته الرقاب .. ولانت لقوته الصعاب .. وجرى بأمره السحاب ..
الحمد لله .. الذي تسبحه البحار الزاخرات .. والأنهار الجاريات .. والجبال الراسيات ..
أحمده سبحانه وحلاوة محامده تزداد مع التكرار .. وأشكره وفضله على من شكر مدرار ..

والصلاة والسلام على النعمة المهداة .. والرحمة المسداة .. محمد بن عبد الله عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم ..
أما بعد أيها الأخوة والأخوات ..
خلق الله تعالى الخلق من أصل واحد .. وجعلهم يختلفون في أشكالهم وأحوالهم ..
منهم الغني ومنهم الفقير .. ومنهم والأبيض والأسود .. والبخيل والكريم .. والشاكر واللئيم .. منهم التقي العابد .. الفاجر الفاسد ..
ومنهم الصالح الزاهد .. والكافر الحاقد ..
لكن هؤلاء جميعاً يتفقون في أنهم يسعون سعياً حثيثاً لتحصيل غاية واحدة .. هي السعادة ..
فالتاجر الذي يمضي نهاره في التجارات .. والطالب الذي يقضي السنين بين المدارس والجامعات .. والموظف الذي يبحث عن أرفع المرتبات ..
والرجل الذي يتزوج امرأة حسناء .. أو يبني منزلاً فاخراً .. كل هؤلاء إنما يبحثون عن السعادة ..
بل والشباب والفتيات الذين يستمعون الأغنيات .. وينظرون إلى المحرمات .. إنما يبحثون عن السعادة ..
سعة الصدر .. وراحة البال .. وصفاء النفس .. غايات تسعى النفوس لتحصيلها ..
فعجباً لهذه السعادة الذي يكثر طلابها .. ويزدحم الناس في طريق الوصول إليها ..
ولكن السؤال الكبير .. هل حصل أحد من هؤلاء على السعادة التي يرجوها ؟!
هل هو في أنس وفرح حقيقي ليس فيه تصنع ولا تظاهر ؟
كلا بل - والله - أكثر هؤلاء كما قال أحدهم :
ما لقيت الأنــام إلا رأوا مني ابتساماً وليس يدرون ما بي
أُظهر الانشراح للنــاس حـتى يتمنــوا أنهم في ثيابي
لو دروا أني شـقي حزين ضاق في صدره فسيح الرحاب
لتناءوا عـني ولم يقربوني ثم زادوا نفـــورهم باغتيابي
فكـأني آتي بأعظم ذنب لو تبدت تعاستي للصــحاب
هكذا الناس يطلبون المنايا للذي بينهم جليل المصــاب
وأول من يفقد السعادة هو من التمسها بمعصية الله تعالى ..
فأصحاب المعاصي في الحقيقة ليسوا سعداء .. وإن أظهروا الانشراح والفرح ..
ولا تغتر بظاهر عبيد الشهوة .. فإنهم يبتسمون ويضحكون ..
ولكن قلوبهم على غير ذلك ..
ووالله لو شاهدت هاتيك الصدور رأيتهــا كمراجل النـــيران
ووقودها الشهوات والحسرات والالآم لا تخبو مدى الأزمـــان
أرواحهم في وحشة وجسومهم في كدحها لا في رضى الرحــمن
ما سعيهم إلا لطيب العيش في الدنيـا ولو أفضى إلى النـــيران
هربوا من الرق الذي خلقوا له فبلوا برق النفس والشيطـــان
لا ترض ما اختاروه هم لنفوسهم فقد ارتضوا بالذل والحرمــان
لو ساوت الدنيا جناح بعوضة لم يسق منها الرب ذا الكفـــران
لكنــها والله أحقـر عنده من ذا الجناح القاصر الطـــيران
طبعت على كدر فكيف تنالها صفواً أهذا قـط في الإمكـــان
والله لو أن القلوب سليمة لتقطعت أسفا من الحرمــــــان
لكنها سكرى بحب حياتها الدنيا وسوف تفيق بعد زمـــــان
بالله ما عذر امرئ هو مؤمن حقا بهذا ليس باليقظــــــان
تالله لو شاقتك جنات النعيم طلبتهـا بنفائس الأثمــــــان
ولكن لله تعالى أقوام عاشوا عيش سعداء ..
أذاقهم الله طعم محبّته .. ونعّمهم بمناجاته .. وطهّر سرائرهم بمراقبته .. وزين رؤوسهم بتيجان مودّته ..
فذاقوا نعيم الجنة قبل أن يدخلوها ..
فلله درهم من أقوام عرفوا طريق السعادة فسلكوه ..
وقد اشتاق النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا العيش فكان يدعو كما عند الترمذي وغيره ويقول : اللهم إني أسألك الفوز عند القضاء .. ونزل الشهداء .. وعيش السعداء .. ومرافقة الأنبياء .. والنصر على الأعداء ..
أولئك السعداء .. إذا ضاق صدر أحدهم بمصيبة .. أو اشتاقت نفسه إلى حاجة ..
بسط في ظلمة الليل يداً سائلة .. وسجد بنفس واجلة .. وسأل ربه من خير كل نائلة ..
وأحسن الظن بربه .. وعلم بأنه واقف بين يدي ملك .. لا تشتبه عليه اللغات .. ولا تختلط عنده الأصوات .. ولا يتبرم بكثرة السائلين وتنوع المسئولات ..
إذا جن عليهم الليل .. وفتح ربهم أبواب مغفرته .. كانوا أولَ الداخلين .. فهم المؤمنون بآيات الله حقاً ..
] إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجداً وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون * تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون * فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون * أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون * أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون * وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون * ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون [ ..
روى البخاري ومسلم ..
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : كان الرجل في حياة النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى رؤيا قصها على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فتمنيت أن أرى رؤيا فأقصها على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وكنت غلاماً شاباً .. وكنت أنام في المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فرأيت في النوم كأن ملكين أخذاني .. فذهبا بي إلى النار فإذا هي مطوية كطي البئر .. وإذا لها قرنان .. وإذا فيها أناس قد عرفتهم .. فجعلت أقول : أعوذ بالله من النار .. قال : فلقينا ملك آخر .. فقال لي : لم ترع .. فقصصتُها على حفصة .. فقصّتها حفصةُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فقال : نعم الرجل عبد الله .. لو كان يصلي من الليل ..
فكان عبد الله بعدها لا ينام من الليل إلا قليلاً ..
قال عنه مولاه نافع : كبر سنّ عبد الله بن عمر ..
وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بصلاة الوتر فقال فيما رواه الترمذي وأصله في الصحيحين : ( إن الله وتر يحب الوتر فأوتروا يا أهل القرآن ) ..
ويجمع الله لمن يصلي الوتر بين نعمتي الدنيا والآخرة .. استمع إلى هذا الحديث الحسن .. الذي رواه الترمذي قال صلى الله عليه وسلم : ( قال عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم وإن قيام الليل قربة إلى الله ومنهاة عن الإثم وتكفير للسيئات ومطردة للداء عن الجسد ) ..
والعجب .. أن صلاة الوتر هي أسهل العبادات .. ومع ذلك يهملها كثير من الناس ..
لو إن إنساناً صلى المغرب ..
ولو حدثت رجلاً بفضل صلاة الضحى ..
صلاة الوتر أفضل ..
ومع ذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يصليها أحد عشرة ركعة .. فإن ثقلت عليك فصلها تسع ركعات فإن شقّت فصلها سبعاً أو خمساً أو صلها ثلاثاً .. فإن تكاسلت نفسك عن ذلك فصلها ولو ركعة واحدة ..
الله أكبر ركعة وتكتب عند الله ممن صلوا الليل ..
وبعض الناس إذا قلنا صلاة الليل ظن بأنه لا بدَّ أن يقوم قبل الفجر ..
فكن من هؤلاء السعداء .. الذين أحسنوا علاقتهم بربهم ..
فإذا نزلت بك حاجة ..
فصفَّ قدميك في المحراب .. وعفر وجهك في التراب .. واستعن بالملك الغلاب ..
واصدق في لجئك .. وابك بين يدي ربك ..
فإذا رأى الله منك الذل والانكسار .. وصدق الحاجة والاعتذار ..
كشف عنك الضر .. ومنَّ عليك بانشراح الصدر ..
فعندها تذوق لذائذ الصالحين .. وتحيا حياة المطمئنين ..
وفي القلب فاقة لا يسدها إلا محبة الله والإقبال عليه .. والإنابة إليه ..
ذكر الحافظ ابن عساكر في تاريخه :
أن رجلاً فقيراً كان له بغل يكاري عليه من دمشق إلى الزبداني قال هذا الرجل :
فركب معي ذات مرة رجل فمررنا على بعض الطريق على طريق غير مسلوكة فقال لي: خذ في هذه فإنها أقرب .. فقلت: لا خبرة لي فيها .. فقال: بل هي أقرب .. فسلكناها فانتهينا إلى مكان وعر وواد عميق وفيه قتلى كثيرة فقال لي: أمسك رأس البغل حتى أنزل .. فنزل وتشمر وجمع عليه ثيابه وسل سكيناً معه وقصدني .. ففررت من بين يديه وتبعني .. فناشدته الله وقلت : خذ البغل بما عليه .. فقال هو لي : وإنما أريد قتلك .. فخوفته الله والعقوبة فلم يقبل .. فاستسلمت بين يديه وقلت: إن رأيت أن تتركني حتى أصلي ركعتين فقال: عجل .. فقمت أصلي فأرتج علي القرآن فلم يحضرني منه حرف واحد .. فبقيت واقفاً متحيراً وهو يقول: هيا افرغ .. فأجرى الله على لساني قوله تعالى: "أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء" فإذا أنا بفارس قد أقبل من فم الوادي وبيده حربة فرمى بها الرجل فما أخطأت فؤاده فخر صريعاً .. فتعلقت بالفارس وقلت: بالله من أنت ؟ فقال: أنا رسول الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء. قال: فأخذت البغل والحمل ورجعت سالماً.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر وضاق صدره .. فزع إلى الصلاة ..
وكان يقول أرحنا بالصلاة يا بلال .. وقد قال صلى الله عليه وسلم : جعلت قرة عيني في الصلاة ..
وكان للصالحين مع الصلاة شأن عجيب ..
قال أبو صالح ابن أخت مالك بن دينار : كان خالي إذا جنَّ عليه الليل ..
وقال أبو سليمان الداراني يقول : بينما أنا ساجد بالليل إذ غلبني النوم .. فإذا أنا بحوراء .. فركضتني برجلها وقالت :حبيبي أترقد عيناك .. والـمَـلِك يقظان ينظر إلى المتهجدين ؟ بؤساً لعين آثرت لذة نوم على لذة مناجاة العزيز .. قم فقد دنا الفراغ .. ولقي المحبون بعضهم بعضاً .. فما هذا الرقاد ؟ حبيبي وقرةَ عيني .. أترقد عيناك ؟؟ وأنا أربى لك في الخدور منذ خمسمائة عام ؟ ..
الله أكبر تعب هؤلاء في الصلوات .. وفارقوا الشهوات .. حتى تزينت لهم الحور في الجنات ..
] إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور * ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور [ ..
وأينما جالست هؤلاء السعداء .. وجدت أنهم أبعدُ الناس عما يغضب ربهم ..
قطع خوف الله قلوبهم .. وملأت محبته نفوسهم ..
علموا أن الله غافرُ الذنب .. وقابلُ التوب .. لكن ذلك لم ينسهم أنه شديد العقاب ..دقيق الحساب ..
إذا رضي رحم .. ورحمته وسعت كل شيء .. وإذا غضب لعن .. ولعنته لا يقوم لها شيء ..
روى البخاري عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه .. في يوم خيبر .. غلام ..
كلا .. والذي نفسي بيده إن الشملة التي غلها يوم خيبر .. من المغانم لم تصبها المقاسم .. لتشتعل عليه ناراً ..
ولا يجر العبد إلى المعاصي الكبار إلا تساهلُه بالصغار ..
وقد روى البخاري عن أنس رضي الله عنه أنه قال وهو يكلم التابعين .. وحسبك بهم عبادة وورعاً .. يقول لهم :
إنكم لتعملون أعمالاً .. هي أدق في أعينكم من الشعر .. إن كنا لنعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات يعني المهلكات ..
وكتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه كتاباً قال له فيه :
وإذا أحببت أن تحقر عملك .. فتفكر فيما أنعم الله عليك .. وقدر ما عمل الصالحون قبلك .. وقدر عقوبته في الذنوب ..
إنما فعل الله بآدم الذي فعل بأكلة أكلها .. فقال عنه : [ وعصى آدم ربه فغوى ] ..
وإنما لعن إبليس وجعله شيطاناً رجيماً .. من أجل سجدة أبى أن يسجدها ..
ولعن اليهود .. وجعل منهم قردة وخنازير من أجل حيتان أصابوها يوم السبت وقد نهوا أن يصيدوا فيه ..
فتفكر في نعيم الجنة .. وملكها .. وكرامتها ..
فإذا فكرت في هذا كله عرفت نفسك ..
وعلمت أن عملك لن يغني عنك شيئاً .. إلا أن يتغمدك الله برحمته وبعفوه ..
وكم من الناس – أيها الأخوة - يتساهل بالمحرمات فإذا نُصح قال :
أنا ما فعلت إلا شيئاً يسيراً .. والناس يفعلون أكبر مما أفعل ..
والله تعالى يقول : [ وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم ] ..
ومن هانت عظمة ربه في نفسه .. فتساهل بالمعاصي والمخالفات .. فليعلم أنه ما ضرّ إلا نفسه ..
وأن لله تعالى عباداً لا يعصون الله ما أمرهم .. ويفعلون ما يؤمرون ..
وهم أكثر منا عدداً .. وأكثر تعبداً وخوفاً ..
روى البخاري ومسلم أن في السماء بيتاً يسمى بالبيت المعمور يدخله كلَّ يوم سبعون ألف ملك فيصلون ثم يخرجون منه .. ولا يعودون إلى يوم القيامة ..
وصحّ فيما رواه أبو داود والطبراني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( أُذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله عز وجل من حملة العرش ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرةُ سبعمائة عام ) ..
وصح عند الترمذي وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( إني لأرى ما لا ترون .. وأسمع ما لا تسمعون .. إن السماء أطت ( يعني ثقلت من شدة ما فوقها ) وحق لها أن تئط .. ما منها موضع أربع أصابع .. إلإ وعليه ملك واضع جبهته ساجداً لله .. والله لو تعلمون ما أعلم .. لضحكتم قليلاً .. ولبكيتم كثيراً .. ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله عز وجل ) ..
وأخرج المروزي بإسناد حسّنه ابن كثير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( إن لله تعالى ملائكةٌ ترعد فرائصهم من خيفته .. ما منهم ملك تقطر منه دمعة من عينه .. إلا وقعت على ملك يصلي ..
وإن لله عز وجل ملائكةٌ سجود لله مذ يومَ خلق الله السماوات والأرض .. لم يرفعوا رؤوسهم ولا يرفعون إلى يوم القيامة ..
وملائكةٌ ركوع لم يرفعوا رؤوسهم .. ولا يرفعونها إلى يوم القيامة ..
وصفوفٌ لم ينصرفوا عن مصافهم .. ولا ينصرفون عنها إلى يوم القيامة ..
وإذا رفعوا ونظروا إلى وجه الله تعالى قالوا : سبحانك ما عبدناك حق عبادتك ) ..
والله تعالى يقول : ] فإن استكبروا فالذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون [ ..
ولما عظم هؤلاء السعداءُ ربهم حق التعظيم .. قاموا على أقدام الخوف .. فخافوا من ويلات الذنوب .. وتركوا لذة عيشهم .. في سبيل أن يلقوا ربهم وهو راض عنهم ..
ماعز بن مالك رضي الله عنه ..
أصل قصته في الصحيحين وأسوقها لكم من مجموع رواياتها ..
كان ماعز شاباً من الصحابة .. متزوج في المدينة ..
وسوس له الشيطان يوماً .. وأغراه بجارية لرجل من الأنصار ..
فخلا بها عن أعين الناس .. وكان الشيطان ثالثَهما .. فلم يزل يزين كلاً منهما لصاحبه حتى زنيا ..
فلما فرغ ماعز من جرمه .. تخلى عنه الشيطان .. فبكى وحاسب نفسه .. ولامها .. وخاف من عذاب الله .. وضاقت عليه حياته .. وأحاطت به خطيئته .. حتى أحرق الذنب قلبه ..
فجاء إلى طبيب القلوب .. ووقف بين يديه وصاح من حرّ ما يجد وقال :
يا رسول الله .. إن الأبعد قد زنى .. فطهرني ..
فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم .. فجاء من شقه الآخرَ فقال : يا رسول الله .. زنيت .. فطهرني ..
فقال صلى الله عليه وسلم : ويحك ارجع .. فاستغفر الله وتب إليه ..
فرجع غير بعيد .. فلم يطق صبراً ..
فعاد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال : يا رسول الله طهرني ..
فقال رسول الله : ويحك .. ارجع فاستغفر الله وتب إليه ..
قال : فرجع غير بعيد .. ثم جاء فقال : يا رسول الله طهرني ..
فصاح به النبي صلى الله عليه وسلم .. وقال : ويلك .. وما يدريك ما الزنى ؟ ..
ثم أمر به فطرد .. وأخرج ..
ثم أتاه الثانية ، فقال : يا رسول الله ، زنيت .. فطهرني ..
فقال : ويلك .. وما يدريك ما الزنى ؟ ..
وأمر به .. فطُرد .. وأخرج ..
ثم أتاه الثالثةَ .. والرابعةَ كذلك .. فلما أكثر عليه ..
سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم قومَه : أبه جنون ؟ قالوا : يا رسول الله .. ما علمنا به بأساً ..
فقال : أشرب خمراً ؟ فقام رجل فاستنكهه وشمّه فلم يجد منه ريح خمر ..
فقال صلى الله عليه وسلم : هل تدري ما الزنى ؟
قال : نعم .. أتيت من امرأة حراماً ، مثلَ ما يأتي الرجل من امرأته حلالاً ..
فقال صلى الله عليه وسلم : فما تريد بهذا القول ؟
قال : أريد أن تطهرني ..
قال صلى الله عليه وسلم : نعم .. فأمر به أن يرجم .. فرجم حتى مات ..
فلما صلوا عليه ودفنوه مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم على موضعه مع بعض أصحابه ..
فسمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلين من أصحابه يقول أحدهما لصاحبه :
أنظر إلى هذا .. الذي ستر الله عليه ولم تدعه نفسه حتى رُجم رَجم الكلاب ..
فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ثم سار ساعة .. حتى مر بجيفة حمار .. قد أحرقته الشمس حتى انتفخ وارتفعت رجلاه ..
فقال صلى الله عليه وسلم : أين فلان وفلان ؟
قالا : نحن ذانِ .. يا رسول الله ..
قال : انزلا .. فكلا من جيفة هذا الحمار ..
قالا : يا نبي الله !! غفر الله لك .. من يأكل من هذا ؟
فقال صلى الله عليه وسلم : ما نلتما .. من عرض أخيكما .. آنفا أشدُّ من أكل الميتة .. لقد تاب توبة لو قسمت بين أمة لوسعتهم .. والذي نفسي بيده إنه الآن لفي أنهار الجنة ينغمس فيها ..
فطوبى .. لماعز بن مالك .. نعم وقع في الزنى .. وهتك الستر الذي بينه وبين ربه ..
فلما فرغ من معصيته .. ذهبت اللذات .. وبقيت الحسرات ..
لكنه تاب توبة لو قسمت بين أمة لوسعتهم ..
صبروا قليلا فاستراحوا دائما يا عزة التوفيق للإنسان
والرب ليس يضيع ما يتحمل المتحملون من أجله من شان
ويذكر الرحمن واحدهم مذاكرة الحبيب يقول يا بن فلان
هل تذكر اليوم الذي قد كنت فيه مبارزا بالذنب والعصيان
فيقول رب أما مننت بغفرة قدما فانك واسع الغفران
فيجيبه الرحمن مغفرتي التي قد أوصلتك إلى المحل الداني
ولا يعني كلامنا عن ماعز رضي الله عنه أننا نطلب من كل من وقع في كبيرة أن يطالب بإقامة الحدّ عليه .. لكن الذي نريده هو أن لا تتمكن المعصية من القلب حتى يألفها ولا يحدث منها توبة .. وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن أحوال القلوب فقال كما في صحيح مسلم :
تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا .. فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء .. وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء .. حتى تصير على قلبين ..
على أبيض مثلِ الصفا .. فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض ..
والآخر أسود مرباداً .. كالكوز مجخياً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه ..
فأين تلك القلوب البيضاء التي ترتجف إذا وقعت في المعصية .. فتسارع إلى التوبة والإنابة ..
فإن التساهل بالذنوب هو طريق السوء والخذلان .. في الدنيا والآخرة ..
ذكر ابن الجوزي في ذم الهوى ..
أنه كان ببغداد رجل يطلق بصره في المحرمات .. ويتتبع الشهوات .. ذكر فلم يدكر .. وزجر فلم بنزجر ..
فاجتاز يوماً بباب رجل نصراني .. فاطلع داخل البيت فرأى ابنة النصراني فتعلق بها قلبه ..
فقال لي : قد جاء الأجل .. وحان الوقت .. وما لقيت صاحبتي في الدنيا .. وأنا أريد أن ألقاها في الآخرة .. فقلت : ستلقى خيراً منها في الآخرة ..
فقال : لا أريد إلا هي ..
قلت : لا سبيل لك إلى ذلك .. وأنت مسلم وهي نصرانية ..
فشهق بأعلى صوته وقال : فإني أرجع عن دين محمد .. وأؤمن بعيسى والصليبِ الأعظم ..
فصحت به اتق الله .. ولا تكفر .. ما عند الله خير وأبقى .. فبكى وأخذ يشهق حتى مات ..
فتولى أهل المارستان أمره ..
ومضيت أنا إلى تلك المرأة .. فوجدتها مريضة .. فدخلت عليها وجعلت أحدثها عنه ..
فلما علمت بموته صاحت وقالت :
أنا ما لقيت صاحبي في الدنيا .. وأريد أن ألقاه في الآخرة .. وأنا أشهد أن لا إله إلا الله .. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ..وأنا بريئة من دين النصرانية ..
فنهرها أبوها ..فبكت .. واشتدَّ بكاها ..
فقال أبوها : خذها إليكم فلا أساكن من فارقت دينها .. قال : فلم تلبث بعد ذلك إلا يسيراً .. وماتت ..
نعوذ بالله من الخذلان .. ووساوس الشيطان ..
وكم من امرأة ورجل تلذذت منهما العينان .. وأطربت الأذنان .. لكن عاقبة ذلك الذلُ والهوان .. وعذابُ النيران .. ولا يظلم ربك أحداً ..
فمن استقام على دين الله عاش عيش السعداء .. وختم بخاتمة الأتقياء .. وحشر مع الأتقياء .. ورافق الأنبياء ..
] إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون * نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون * نزلا من غفور رحيم [ ..
والسعداء قوم كثر في الدنيا اجتهادهم .. فعلت بين الناس رتبهم .. حتى أصبحوا لا يقاسون عند الله بأشكالهم وأحجامهم وإنما يرتفعون عند الله بأعمالهم ..
روى الإمام أحمد وغيرُه .. أن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه .. كان يمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم فمرا بشجرة فأمره النبي أن يصعدها ويحتزَّ له عوداً يتسوك به ..
فرقى ابن مسعود وكان خفيفاً نحيل الجسم .. فأخذ يعالج العود لقطعه .. فأتت الريح فحركت ثوبه وكشفت ساقيه .. فإذا هما ساقان دقيقتان صغيرتان ..
فضحك القوم من دقة ساقيه ..
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ممّ تضحكون ؟! .. من دقة ساقيه ؟! والذي نفسي بيده إنهما أثقل في الميزان من أحد ..
ما الذي أثقلهما في الميزان .. إنه طول القيام .. ومداومة الصيام ..
ما حملته ساقاه إلى حرام ..
أما غير ابن مسعود ممن زينوا ظواهرهم .. وأهملوا بواطنهم .. بيّضوا ثيابهم وسوّدوا قلوبهم .. فقد قال فيهم أبو القاسم صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين : ( إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة .. ثم قال صلى الله عليه وسلم : اقرءوا إن شئتم ] فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً [ ..
وإن الإنسان كلما أعرض عن طاعة مولاه .. وازداد انخراطاً في اللذات .. واتباعاً للشهوات .. نزع الله منه أسباب السعادة . وسلط عليه الضيق والهموم .. ولا يرُفع عنه ذلك إلا بالتوبة إلى الله والرجوع إليه ..
لماذا ؟ لأن انشراح الصدر .. ولذة العمر .. نعم عظيمة لا يعطيها الله إلا لمن يحب .. لذا امتن الله بها على رسوله وقال له ] ألم نشرح لك صدرك [ ..
وأول عقوبات المعاصي ضيق الصدر .. ولو علم العاصي والعاصية .. ما في العفاف والطاعة من اللذة والسرور .. والانشراح والحبور .. لعلموا أن الذي فاتهم من لذة الإيمان .. أضعافُ ما حصل لهم من لذة معصية عابرة .. فضلاً عما يكون يوم القيامة ..
قال ابن عباس رضي الله عنه : إن للحسنة نوراً في القلب .. وضياء في الوجه .. وسعة في الرزق .. ومحبة في قلوب الناس .. وإن للسيئة ظلمة في القلب .. وسواداً في الوجه .. ووهناً في البدن .. وبغضة في قلوب الخلق ..
وقال جابر بن عبد الله رضي الله عنه : من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار ..
وصدق الله إذ قال : ] فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون [ ..
فأهل الهدى والإيمان لهم انشراح الصدر واتساعه .. وأهل الضلال لهم ضيق الصدر والبلاء .. والكربة والشقاء .. وانفراط الأمر .. وتعاسة العمر .. وقد قال الله : ] ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطاً [ ..
إن الملل الدائم الذي ينزله الله بمن عصاه .. أو طلب السعادة والأنس في غير رضاه .. ليضيق على أهل المعصية دنياهم .. وينغص عليهم عيشهم .. حتى يتحول ما يسعون وراءه من متع إلى عذاب يتعذبون به .
لماذا ..
لماذا يتحول سماعهم للغناء .. ومواقعتهم للفحشاء .. وشربهم للخمر .. ونظرهم إلى الحرام ..
لماذا يتحول هذا إلى ضيق بعد أن كان سعة .. وحزن بعد أن كان فرحة ..
لماذا ؟ لأن الله تعالى خلق الإنسان لوظيفة واحدة .. لا يمكن أن تستقيم حياته لو اشتغل بغيرها .. ] وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون [ ..
فإذا استعمل الإنسان جسده وروحه لغير الوظيفة التي خالق لأجلها تحولت حياته إلى جحيم ..
لو أن رجلاً يمشي في طريق فانقطع نعله فجأة فلما رأى ذلك قال : لا مشكلة أستعمل القلم بدل النعل ثم وضع نعله تحت رجله وأراد المشي لقلنا له : أنت مجنون لأن القلم صنع للكتابة ولم يصنع للمشي ..
وكذلك احتاج قلماً فلم يجد فقال : لا مشكلة أكتب بحذائي ثم تناول حذاءه وبدأ يجرّه على الورق !! لقلنا له : أنت مجنون لأن الحذاء إنما صنع لوظيفة واحدة هي المشي ولم يصنع للكتابة ..
وكذلك الإنسان خلق لوظيفة واحدة هي طاعة لله وعبادته .. فمن استعمل حياته لغير هذه الوظيفة فلا بدَّ أن يضل ويشقى ..
ولو نظرت في حال من استعملوا حياتهم لغير ما خلقوا له لوجدت في حياتهم من الفساد والضياع ما لا يوجد عند غيرهم ..
لماذا يكثر الانتحار في بلاد الإباحية والفجور ..
لماذا ينتحر في أمريكا سنويا أكثر من خمسة وعشرين ألف شخص ..
وقل مثل ذلك في بريطانيا .. وقل مثله في فرنسا .. وفي السويد .. وإيطاليا ..وغيرها ..
لماذا .. ألم يجدوا خموراً يشربون ؟ كلا الخمور كثيرة ..
ألم يجدوا بلاداً يسافرون ؟ كلا البلاد واسعة ..
أو منعوا من الزنى ؟
أم حيل بينهم وبين الملاعب والملاهي ..
أو أقفلت في وجوههم الحانات والبارات ..
كلا .. بل هم يفعلون ما شاءوا .. يتقلبون بين متع أعينهم .. وأبصارهم وفروجهم ..
إذن لماذا ينتحرون .. لماذا يملون من حياتهم ؟
لماذا يتركون الخمور والزنى والملاهي .. ويختارون الموت .. لماذا ..
الجواب واضح ] ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً [ ..
تلاحقه المعيشة الضنك في ذهابه ومجيئه .. وسفره وإقامته .. تأكل معه وتشرب ..
تقوم معه وتقعد .. تلازمه في نومه ويقظته ..
تنغّص عليه حياته حتى الموت .. ومن أعرض عن الله وتكبر .. ألقى الله عليه الرعب الدائم .. قال الله ] سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب [ .. لماذا ؟ ] بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين [ ..
أما العارفون لربهم .. المقبلون عليه بقلوبهم فهم السعداء ] من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون [ ..
حدثني أحد الدعاة أنه ذهب للعلاج في بريطانيا ..
قال : فأدخلت إلى مستشفى من أكبر المستشفيات هناك .. لا يكاد يدخله إلا كبير أو وزير .. فلما دخل عليَّ الطبيب ورأى مظهري قال : أنت مسلم ؟
قلت : نعم ..
فقال : هناك مشكلة تحيرني منذ عرفت نفسي .. هل يمكن أن تسمعها مني ؟
قلت : نعم ..
فقال : أنا عندي أموال كثيرة .. ووظيفة مرموقة .. وشهادة عالية .. وقد جربت جميع المتع .. شربت الخمور المتنوعة .. وواقعت الزنى ..وسافرت إلى بلاد كثيرة .. ومع ذلك .. لا أزال أشعر بضيق دائم .. وملل من هذه المتع .. حتى عرضت نفسي على عدة أطباء نفسيين .. وفكرت في الانتحار عدة مرات لعلي أجد حياة أخرى .. ليس فيها ملل .. ألا تشعر أنت بمثل هذا الملل والضيق ؟!
فقلت له : لا .. بل أنا في سعادة دائمة .. وسوف أذلك على حل المشكلة .. ولكن أجبني ..
أنت إذا أردت أن تمتع عينيك فماذا تفعل ؟ قال : نظر إلى امرأة حسناء أو منظر جميل ..
قلت : فإذا أردت أن تمتع أذنيك فماذا تفعل ؟ قال : أستمع إلى موسيقى هادئة ..
قلت : فإذا أردت أن تمتع أنفك فماذا تفعل ؟ قال : أشم عطراً .. أو أذهب إلى حديقة ..
قلت له : حسناً .. إذا أردت أن تمتع عينك لماذا لا تستمع إلى موسيقى ؟
فعجب مني وقال : لا يمكن لأن هذه متعة خاصة بالأذن ..
قلت : فإذا أردت أن تمتع أنفك لماذا لا تنظر إلى منظر جميل ؟ فعجب أكثر وقال : لا يمكن لأن هذه متعة خاصة بالعين .. ولا يمكن أن يتمتع بها الأنف ..
قلت له : حسناً .. وصلت إلى ما أريده منك ..
أنت تحس بهذا الضيق والملل في عينك ؟
قال : لا .. قلت : تحس به في أذنك .. في أنفك .. فمك .. فرجك ..
قال : لا أحس به في قلبي .. في صدري ..
قلت : أنت تحس بهذا الضيق في قلبك .. والقلب له متعة خاصة به .. لا يمكن أن يتمتع بغيرها .. ولا بدَّ أن تعرف الشيء الذي يمتع القلب .. لأنك بسماعك للموسيقى .. وشربك للخمر .. ونظرك وزناك .. لست تمتع قلبك وإنما تمتع هذه الأعضاء ..
فعجب الرجل .. وقال : صحيح .. فكيف أمتع قلبي ؟
قلت : بأن تشهد أن لا إله إلا الله .. وأن محمداً رسول الله .. وتسجد بين يدي خالقك .. وتشكو بثك وهمك إلى الله .. فإنك بذلك تعيش في راحة واطمئنان وسعادة ..
فهزّ الرجل رأسه وقال : أعطني كتباً عن الإسلام .. وادعُ لي .. وسوف أسلم ..
وصدق الله إذ قال : ] يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين * قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون [ ..
فعجباً لأقوام يلتمسون الأنس والانشراح .. ويبحثون عن السعادة في غير طريقها .. والله يقول : ] أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون [ ..
ففرّق الله بين عيش السعداء .. وعيش الأشقياء .. في المحيا والممات ..
بل إن المحسن كلما ازداد إحساناً في الدنيا .. عظمت لذته وسعادته .. وأحسن الله إليه في رزقه .. وولده .. ووظيفته .. ومسكنه .. أحسن إليه في كل شيء ..
قال تعالى : ] قل يا عباد الذين آمنوا اتقوا ربكم للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة وأرض الله واسعة إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب [ ..
ذكر أصحاب السير وأصل القصة في صحيح مسلم ..
أن جابر بن عبد الله رضي الله عنه الصحابي الجليل .. قتل أبوه في معركة أحد .. وخلف عنده سبع أخوات ليس لهن عائل غيره .. وخلف ديناً كثيراً .. على ظهر هذا الشاب الذي لا يزال في أول شبابه ..
فكان جابر دائماً ساهم الفكر .. منشغل البال بأمر دَينه وأخواته .. والغرماء يطالبونه صباحاً ومساءً ..
خرج جابر مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة ذات الرقاع .. وكان لشدة فقره على جمل كليل ضعيف ما يكاد يسير .. ولم يجد جابر ما يشتري به جملاً .. فسبقه الناس وصار هو في آخر القافلة ..
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يسير في آخر الجيش .. فأدرك جابراً يدبّ به جمله .. والناس قد سبقوه .. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : مالك يا جابر ؟
قال : يا رسول الله أبطأ بي جملي هذا ..
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أنخه .. فأناخه جابر وأناخ النبي صلى الله عليه وسلم ناقته .. ثم قال : أعطني العصا من يدك أو اقطع لي عصا من شجرة ..فناوله جابر العصا ..
فما زالا يتزايدان حتى بالغا به أربعين درهماً .. أوقية من ذهب ..
فقال جابر : نعم .. ولكن أشترط عليك أن أبقى عليه إلى المدينة ..
قال صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم : نعم ..
فلما وصلوا إلى المدينة .. مضى جابر إلى منزله وأنزل متاعه من على الجمل ومضى ليصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم وربط الجمل عند المسجد ..
فما خرج النبي صلى الله عليه وسلم قال جابر : يا رسول الله هذا جملك ..
فقال صلى الله عليه وسلم : يا بلال .. أعط جابراً أربعين درهماً وزده ..
أتراني ماكستك لآخذ جملك ..
يعني أنا لم أكن أطالبك بخفض السعر لأجل أن آخذ الجمل وإنما لأجل أن أقدر كم أعطيك من المال معونة لك على أمورك ..
ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ..
وإنك لتحزن .. إذا رأيت مسلمين عقلاء .. يلتمسون السرور وسعة الصدر ..
بالاجتماع على مشاهدة محرم .. أو الحديث عنه .. أو مزاولته .. في بيت أو بستان .. أو متنزّه .. أو في جلسة على طريق أو شاطئ ..
في مجالس لا تقربها الملائكة .. ولا تغشاها الرحمة ..
ويتفرقون عنها بصدور ضيقة .. وأنفسٍ مكتئبة ..
ويزين بعضهم لبعض هذا المنكر .. وكأنهم قد اجتمعوا على مباح أو طاعة ..
وكأن ليس لهم إله يراقبهم .. ولا ربٌ يحاسبهم .. وتبحث عنهم في مجالس الذكر فلا تجدهم ..
ثم يوم القيامة يكفر بعضه ببعض ويلعن بعضهم بعضاً ..
وقد قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي والحاكم : ( أيما قوم جلسوا .. فأطالوا الجلوس .. ثم تفرقوا قبل أن يذكروا الله .. ويصلوا على نبيه صلى الله عليه وسلم .. إلا كانت عليهم من الله ترة ( أي ثأر وعقوبة ) إن شاء الله عذبهم .. وإن شاء غفر لهم ) ..
وإنه ليشتدّ حزنك أكثر .. إذا رأيت فتيات مسلمات .. هن حفيدات خديجة وفاطمة .. وأخوات حفصة وعائشة .. قد طهّر الله قلوبهن من الشرك .. وأعينهن من الخيانة .. وحفظ فروجهن من الفجور ..
قد سلم لهن الأسماع والأبصار .. وتفضل عليهن بالستر والعافية .. لم تروّع إحداهن في بلدها .. ولم تفجع في أبيها ولا ولدها .. لم يغتصبها فاجر .. ولم يعتدِ عليها كافر ..
ومع كل هذه النعم تجد إحداهن تتسكع سوق .. وتنساق وراء شهوة .. في هاتف .. أو مجلة .. أو صداقة فاجرة ..
وتخالف ربها بتقليد الكافرات .. في اللباس والمظهر ..
وقد يكون نظرها إلى القنوات .. وتقليبها للمجلات .. أكثرَ من نظرها في السور والآيات .. وحضور مجالس الصالحات ..
وتظن المسكينة أن السعادة فيما تفعله .. أو تزينه لها صديقاتها .. أو يحتال به عليها ذئب فاجر .. أو شاب غادر ..
ولا يلبث كل ذلك أن ينقلب عليها شقاءً وضيقاً ..
والعبد حتى لو حصل شيئاً من ملاذه فتمتع بها .. وسعِد بتحصيلها .. فإنه لا يلبث حتى يملها .. ويذهب عنه ذهوله .. وتتحول هذه الملاذّ إلى أسباب ضيق وملل وتعاسة ..
ذكر ابن الجوزي في كتابه المنتظم أن المسلمين غزو حصناً من حصون الروم .. وكان حصناً منيعاً .. فحاصروه وأطالوا الحصار وتمنع عليهم ..
وأثناء حصارهم أطلت امرأة من نساء الروم فرآها رجل من المسلمين اسمه ابن عبد الرحيم ..
فأعجبته .. وتعلق قلبه بها .. فراسلها : كيف السبيل إليك ؟
فقالت : أن تتنصر .. وتصعد إليَّ ..
فتنصّر وتسلل إليها ..
مسكين ظن أن السعادة في امرأة ينكحها .. وخمر يشربها .. ونسي أن السعادة العظمى هي مصاحبته لهؤلاء الأخيار يصوم ويصلي .. ويقرأ ويجاهد ..
فلما فقده المسلمون اغتموا لذلك غماً شديداً ..
ثم طالت بهم الأيام ولم يستطيعوا فتح الحصن فذهبوا ..
فلما كان بعد مدة مرّ فريق منهم بالحصن فتذاكروا ابن عبد الرحيم .. فتساءلوا عنه .. وعلى أي حال هو الآن ؟! ..
فنادوا باسمه : يا ابن عبد الرحيم .. فأطلَّ عليهم ..
فقالوا : قد حصلت ما تريد .. فأين قرآنك وعلمك ؟ ما فعلت صلاتك ؟
فقال : لقد أنسيت القرآن كله .. ولا أذكر منه إلا آية واحدة .. قوله تعالى : ] ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين [ قال الله : ] ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون [ ..
فهذه هي السعادة الحقيقية .. واللذة الأبدية .. التي ضيع طريقها الكثيرون ..
هذه هي السعادة التي يعيش بها المرء حياة المطمئنين ..
فيا من فقد السعادة .. إن كنت تريد السعادة .. فقد عرفت طريقها ..
واحذر من خداع إبليس الذي يوسوس لك بالنظر إلى المحرمات .. والوقوع في الشهوات .. يمنيك بالمتعة والسرور .. والأنس والحبور ..
فما هي إلا ساعة حتى يبعثر ما في القبور .. ويحصل ما في الصدور .. وتتساوى أقدام الخلائق في القيام لله .. وينظر كل عبد ما قدمت يداه ..
واعلم بأن السعداء إذا ذكروا تذكروا ..
فذاك إبراهيم بن أدهم كان أبوه من ملوك خراسان .. وكان في سهو وغفلة .. فصاح به صائح يوماً فقال له : يا إبراهيم .. ما للهو خلقت .. ] أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون [ .. فخف من ربك وأعدّ الزاد لقبرك .. فتاب إبراهيم من ساعته وأصبح من العباد ..
وذاك الفضيل بن عياض .. كان سارقاً قاطع طريق .. فقفز في بيت في ظلمة الليل .. فسمع قارئاً يقرأ قوله تعالى : ] ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون [ .. فبكى الفضيل وقال : ربِّ قد آن .. ربِّ قد آن .. ثم قصد المسجد من ساعته وتاب واستعدَّ للقاء ربه ..
وذاك زاذان الكندي الإمام المحدث كان صاحب لهو وطرب ..
ما أحسن هذا الصوت لو كان بقراءة كتاب الله تعالى .
فقام و ضرب بالعود على الأرض فكسره ثم أسرع فأدركه وجعل يبكي بين يدي عبد الله بن مسعود ..
فاعتنقه عبد الله بن مسعود .. وبكى وقال : كيف لا أحب من قد أحبه الله .. ثم لازم زاذان ابن مسعود حتى تعلم القرآن .. وصار إماماً في العلم ..
وذاك القعنبي الإمام المحدث .. كان في شبابه يشرب النبيذ ويصحب الأحداث ..
فدعى أصحابه يوماً .. وقعد على الباب ينتظرهم ..
فمر شعبة بن الحجاج الإمام المحدث على والناس خلفه يهرعون ..
فقال القعنبي : من هذا ؟
قيل : شعبة ..
قال : وأيش شعبة ؟
قالوا : محدث ..
فقام إليه وعليه إزار أحمر .. فقال له : حدثني .. يعني ما دمت محدثاً فحدّثني ..
فقال له : ما أنت من أصحاب الحديث فأحدثك ..
فأشهر سكينة وقال: تحدثني أو أطعنك ؟
فالتفت إليه شعبة وقال : حدثنا منصور .. عن ربعي .. عن أبي مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت ..
فلما سمع القعنبي هذا الحديث .. وافق منه قلباً صافياً .. وتذكر ما يحارب به ربَّه منذ سنين ..
ورمى سكينه ورجع إلى منزله . فقام إلى جميع ما كان عنده من الشراب فهراقه ..
ثم استأذن أمه بالسفر إلى المدينة لطلب العلم .. ومضى من وقته ولزم مالك بن أنس .. حتى حفظ عنه وأصبح من كبار العلماء المحدثين ..
وسبب هدايته موعظة عابرة .. لكنها صادفت قلباً حياً ..
فأدم ذكر ربك على جميع أحوالك .. واحرص على مجالسة الصالحين .. وحضور دروس العلم والدين .. فإن للذكر من شرح الصدر .. ولذة العمر .. ما لا يوصف ..
فابكِ بين يدي ربك .. واعترف بتقصيرك وذنبك .. واعترف بنعمته عليك .. وقل :
يا مـنزل الآيـات والفـرقان بـيني وبينـك حـرمة القرآن
اشرح به صـدري لمعرفة الهدى واعصـم به قلبي من الشيطـان
يســر به أمري واقض مآربي وأجرْ به جسدي من النيران
واحطط به وزري وأخلص نيتي واشدد به أزري وأصلح شاني
واكشف به ضري وحقق توبتي أربِح به بيعي بلا خسران
طهر به قلبي وصفِّ سريرتي أجمل به ذكري وأعلِ مكاني
واقطع به طمعي وشرِّف همتي كثِّر به ورعي وأحيي جناني
أسهر به ليلي وأظم جوارحي أسبِل بفيض دموعها أجفاني
أمزجه يا ربي بلحمي مع دمي واغسل به قلبي من الأضغان
أنت الذي صوَّرتني وخلقتني وهديتني لشرائع الإيمان
أنت الذي علمتني ورحمتني وجعلت صدري واعي القرآن
أنت الـذي أطـعمتني وسقيتني من غـير كسب يد ولا دكـان
وجبرتني وسترتني ونصرتني وغمرتني بالفضل والإحسان
أنت الـذي آويتــني وحبوتني وهـديتني من حيرة الخذلان
وزرعـت لي بين القلوب مودة والـعطفَ منـك برحمـة وحنان
ونشـرت لي في العالمين محامداً وسترت عن أبصــارهم عصيـاني
وجعلت ذِكري في البريّة شائعاً حـتى جعـلت جميعهـم إخـواني
والله لو علــموا قبيح سريرتي لأبى السـلام علـيَّ مـن يلقـاني
ولأعرضوا عني ومـلّوا صحـبتي ولبؤت بعـد كـرامـة بهــوان
لكن سترت معـايبي ومثـالـبي وحلُـمتَ عـن سقطي وعن طغياني
فـــلك المحامد والمدائح كلها بخواطـــري وجوارحي ولساني
ولقـد مننت عليَّ ربِّ بأنعُــمٍ مـا لـي بشكـر أقلِّـهن يـدان
فوَحـق حكمتـك التي آتيتـني حـتى شـددت بنـورها أركـاني
لإن اجتبتني من رضاك مـــعونة حــــــتى يقوي أيدُها إيماني
لأُسبحنـك بكــرة وعشيـة ولَـتخدمنك في الـدجـى أركـاني
ولأذكرنـك قائمـاً أو قـاعداً ولأشـكـرنك سـائر الأحيــان
ولأكتمنَّ عن الـــبرية خِلّتي ولأشكــــونّ إليك جهد زماني
ولأجعلنّ المقلتين كـلاهــما من خشيـة الــرحمـن باكيتـان
ولأجعلن رضاك أكبر هـِمـتي ولأقبضـنّ عـن الفـجـور عنـاني
ولأمنعن النفس عن شهواتهـــا ولأجعـلن الـزهد مـن أعــواني
ولأحسمن عن الأنام مطامعي بحســـــام يأس لم تشبه بنان
ولأقصدنك في جميع حوائجــي من دون قصـد فــلانة وفــلان
ولأتلونَّ حروف وحيك في الـدجى ولأُحـرِقــنّ بنـوره شيـطـاني
اللهم إنا نسألك عيش السعداء .. وموت الشهداء .. والحشر مع الأتقياء .. ومرافقة الأنبياء .. اللهم إنا نسألك من الخير كله ..


كتبه / د. محمد بن عبد الرحمن العريفي

^شوووق للجنان^
30-06-2005, 02:48 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله ...أخواتي في الله سوف أبدي عليكم رأي أرجو من الله أن يعجبكم....
وهو وضع جدول أسبوعي أو شهري ويكون( المواضيع بشكل يومي ومتبادل )مثلا ...
اليوم عن السعادة يكون غدا عن أستغلال الأجازة وبعد غداً عن كيفية الدعوة الى الله ..الى نهاية الاسبوع ...وهكذا



أخيتي في الله الدلووووووووووووعة رااااااااااائع أخيتي اقترااااااحك سلمتي ودمتي

بإذن الله غدا سيكووووون عن أستغلاااااااااالل الأجاااااااااااازة ........


رااااااااائع أخيتي أقتراااااااح رائع ......... صرااااحة أبغى من هم مثلك أخيتي هممهم عاليـــــة ويفيدوننااااابالكثير

سلمتي

الددددددلوعة
30-06-2005, 03:02 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا (شوق لك)ان شاء الله سوف تجدين ماتسعين الية ... واطمئني بان الناس فيهم خيرا كثير ولو بشيء بسيط
وبسألك سوأل هل عندك قناة المجد وذكان عندكم فهو خيرا عظيم ... والان يوجد على قناة المجد برنامج سواليف وهو برنامج المفضل ....
وموضعي هذة المرة لشيخ علي القرني......

أختاه هل تريدين السعادة
لفضيلة الشيخ / علي عبد الخالق القرني
بسم الله الرحمن الرحيم، إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير . شهادة عبده وابن عبده وابن أمته ومن لا غنى به طرفة عين عن رحمته أشهد أن محمد عبد الله ورسوله أرسله الله رحمة للعالمين فشرح به الصدور وأنار به العقول وفتح به أعينا عميا وأذان صما وقلوب غلفا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان وسلم تسليما كثيرا (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحده وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تسائلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ) (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما).
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وأسأل الله الذي جمعنا وإياكم في هذه الروضة أن يجعلنا ممن تنزَّل عليه الرحمة، وتغشاه السكينة، وتحفُّه الملائكة، ويذكره الله -عز وجل- فيمن عنده. اللهم إنا نسألك ألا تصرفنا -رجالنا والنساء- من هذا المسجد إلا وقد غفرت لنا ما تقدم من ذنوبنا. اللهم لا تعذب جمعًا الْتقى فيك ولك. اللهم لا تعذب ألسنة تخبر عنك. اللهم لا تعذب أعينًا ترجو لذة النظر إلى وجهك. اللهم لا تعذب قلوبًا تشتاق إلى لقاك. ما أجمل أن تلتقي الأسر المسلمة على كتاب الله، وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- ما أجمل أن نتذاكر الله -عز وجل- جميعًا ليعم النفع للرجل والمرأة، والصغير والكبير، والذكر والأنثى. إنها لَنعمة عظيمة قد كان -صلى الله عليه وسلم- يفعلها، وذاك من هديِه وخير الهدي هديُه -صلى الله عليه وسلم- وعذرًا لكم -أيها الرجال- سيكون الخطاب هذه المرة من بين مرات كثيرة وكثيرة لطالما خوطبتم أنتم، سيكون الخطاب للنساء، عذرًا وعفوًا، وما يُقال للرجل يُقال للمرأة، وما يُقال للمرأة يُقال للرجل إلا فيما اختص به كل جنس عن جنس آخر، والذي خصَّه به شرعنا المطهر الذي أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم- أيتها الأخوات أيتها الأمهات هل تُردْن السعادة؟ هل تُردْن السكينة؟ هل تُردْن الأمن والطمأنينة؟ هل تُردْن ذلك في الدنيا والآخرة؟ أم تُردْنها في وقت غير وقت من هذه الأوقات؟ إني لأقول لَكنَّ: إن السعادة سعادتان؛ دنيوية مؤقَّتة بعمر قصير محدود، من طلبها مجردة وحدها فسينسى ذلك في غمسة واحدة يُغمسها في جهنم. يُؤتَى بأَنعَم أهل الدنيا من أهل النار فيغمس في النار غمسة، ثم يقال له: هل مرَّ بك خير قط؟ هل مرَّ بك نعيم قط؟ فيقول: لا والله يا رب. فينسى كل نعيم ولذة في الحياة بغمسة واحدة يُغمسها في النار. نعوذ بالله من النار. أما السعادة الثانية: فهي سعادة أخروية دائمة لا انقطاع لها –أبدًا- وهذه هي المطلوبة. فلو حصل للإنسان في حياته ما حصل من التعاسة والشقاء لم يكن بعد ذلك نادمًا أبدًا؛ لأن غمسة واحدة في الجنة تُنسيه تلك الآلام، وتُنسيه ذلك الشقاء وتلك التعاسة. ويا أيها الأحبة إن سعادة الدنيا مقرونة بسعادة الآخرة، وإنما السعادة الكاملة في الدنيا والآخرة للمؤمنين والمؤمنات، للصالحين والصالحات، للطيبين والطيبات، للقانتين والقانتات، للعابدين والعابدات، للمتقين والمتقيات؛ اسمع إلي ربك يوم يقول –سبحانه وبحمده-: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا من ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) فالسعادة كلها في طاعة الله، والسعادة كلها في السير على منهج الله وعلى طريقة محمد بن عبد الله –صلى وسلم عليه الله- يقول الله –جل وعلا –: (وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) والشقاوة كلها في معصية الله، والتعاسة كلها في منهج غير منهج الله وغير منهج محمد –صلى الله عليه وسلم- (وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُّبِينًا ). فيا أيتها الأخوات المسلمات هل تُردْن السعادة؟ إن كنتن كذلك، وما أظنكن إلا كذلك؛ فلتسمعن مني النصيحة والعتاب من مخلص في نصحِكن يرجو لَكُنَّ حُسن الثواب، يخشى على هذه الوجوه من الحميم من العذاب، أخواتنا لا تغضبن فالحق أولى أن يجاب. أيتها الأخت المسلمة بصوت المحب المشفق وكلام الناصح المنذر أدعوكِ وأدعو الكل، وأدعو نفسي إلى تقوى الله -عز وجل- وأن نقدم لأنفسنا أعمالاً صالحة تُبيض وجوهنا يوم أن نلقى الله، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. ( يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أكفر تم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُون َ) تبيضُّ وجوهنا يوم أن نلقى الله. (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا) ألا هل تُردْن النجاة؟ إن النجاة لفي تقوى الله –جل وعلا- لا غير. (وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ). ثم إني أدعوكِ أخرى –يا أخت الإسلام- إلى أن تحمدي الله –عز وجل- الذي أنعم عليك بنعمة الإيمان ونعمة القرآن وكرَّمكِ وطهَّركِ ورفع منزلتك أيَّ رفعة. لم تُرفَع منزلة المرأة تحت أي مظلة مثلما رُفعَت تحت مظلة لا إله إلا الله محمد رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ليس هذا فحسب؛ بل أنزل الله فيك وفي أخواتك سورة كاملة في قرآنه باسم سورة النساء، وسورة أخرى باسم سورة مريم، وسورة ثالثة باسم سورة المجادلة. ليس هذا فحسب بل خصَّك بأحكام عديدة في كتابه الكريم في حين كانت المرأة قبل هذا الدين سلعة رخيصة سلعة ممتهنه كسبق المتاع، عار على وليها وعار على أهلها، وعار على مجتمعها الذي تعيش فيه؛ ولذلك تعامل أحيانًا كالحشرة بل تُفضَّل البهائم عليها. لم تنالي عزَّك إلا في وسط هذا الدين يا أَمَة الله، فاستمسكي به، اسمعي إلى قول الله -عز وجل- يوم يحكى ماضينا لابد أن تتذكريه؛ فتحمدي الله أولاً وأخرًا وظاهرًا وباطنًا على ما أنتِ فيه. ( وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ ). لا إله إلا الله، إنه ليئدُها ويقتلها ويدفنها حية أحيانًا، فاسمعي يا أمة الله؛ يُذكر أن صحابيًا اسمه[ عبد الله بن مغفل] –رضى الله عنه وأرضاه- كان إذا جلس عند رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ظهر على وجهه حزن وكآبة، حزن عظيم وكآبة عظيمة، فسأله النبي –صلى الله عليه وسلم- عن سبب حزنه ذلك الذي لا ينقطع أبدًا، فقال: يا رسول الله كنت في الجاهلية، وخرجت من عند زوجي وهي حامل، وذهبت في سفر طويل لم أعُدْ إلا بعد سنوات، وجئت وإذا بها قد أنجبت لي طفلة تلعب بين الصبيان كأجمل ما يكون الأطفال، قال: فأخذتها، وقلت لأمها: زيِّنيها زيِّنيها، وهي تعلم أني سأئدها وأقتلها، فقامت أمها تزينها وبها من الهمِّ ما بها. زينتها وتقول لأبيها: يا رجل لا تضيِّع الأمانة، يا رجل لا تضيِّع الأمانة، قال: ثم أخذتها كأجمل ما يكون الأطفال براءة وجمالاً، فخرجت بها إلى شِعْب من الشعاب، قال: وبقيت في ذلك الشعب أبحث عن بئر أعرفها هناك، فجئت إلى بئر قوية دوية، ليس فيها قطرة ماء، قال: فوقفت على شفير البئر، أنظر إلى تلك الصغيرة، فيرقُّ قلبي لما بها من البراءة، وليس لها من ذنب، ثم أتذكر نكاحها وسفاحها؛ فيقسو قلبي عليها، بين هاتين العاطفتين أعيش، قال: ثم استجمعت قواي، فأخذتها، فنكبتها على رأسها في وسط تلك البئر. قال: وبقيت أنتظر هل ماتت؟ وإذا بها تقول: يا أبتاه ضيعت الأمانة، يا أبتاه ضيعت الأمانة. ترددها وترددها حتى انقطع صوتها؛ فوالله يا رسول الله ما ذكرت تلك الحادثة إلا وعلاني الحزن والهم، وتمنيت أن لو كنت نسيًا منسيًا، لو كان ذلك في الإسلام. ثم نظر إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فإذا دموعه تهراق على لحيته -صلى الله عليه وسلم-، وإذ به يقول -فيما رُوي-" يا عبد الله والله لو كنت مقيم الحد على رجل فَعَل فعلا في الجاهلية لأقمته عليك، لكن الإسلام يَجبُّ ما قبله "-أو كما قال صلى الله عليه وسلم-. ألا فاحمدي الله يا أخت الإسلام الذي هداك لهذا الدين، وشرَّفكِ بهذا الدين، وأكرمكِ بهذا الدين، ورفع قدركِ بهذا الدين، يوم ضلَّ غيرُك من نساء العاملين، ثم استمسكي بحبل الله -جل وعلا-، واعتصمي بدين الله -عز وجل-؛ فإنه الركن إن خانتكِ أركان. ثم أنقذي نفسك من النار، أنقذي نفسك من النار يا أَمَة الله، والله لستِ خيرًا من فاطمة الزهراء بنت رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، وقد قال لها أبوها يومًا من الأيام –كما في صحيح مسلم-: "يا فاطمة بنت محمد أنقذي نفسك من النار، لا أُغني عنكِ من الله شيئًا، يا فاطمة بنت محمد أنقذي نفسك من النار لا أُغني عنكِ من الله شيئًا" وهذا إخطار لكِ أمة الله وإنذار منه –صلى الله عليه وسلم- يوم عُرضت عليه النار فرأى أكثرها النساء. ألا فاعلمي أنكِ عرضة لعذاب الله إن لم تخضعي لأوامر الله، إن لم تطيعي الله، إن لم تقفي عند أوامره وحدوده وتجتنبي نواهيَه، ألا فأنقذي نفسك من النار، واعملي بطاعة الله ولا تجعلي لكِ رقيبًا غير الله –جل وعلا- الذي ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم، ولا خمسة إلا هو سادسهم، ولا أدني من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا، إنك –والله- لأعجز من أن تطيقي عذاب النار. إن الجبال لو سُيِّرت في النار لذابت من شدة حرِّها؛ فأين أنتِ –أيتها الضعيفة- من الجبال الشمِّ الراسيات، متاع قليل، والآخرة خير لمن اتقى، لا مهرب من الله إلا إليه، ولا ملجأ منه إلا إليه، الكل راجع إليه، الكل مسئول بين يديه، الكل موقوف بين يديه، الكل سيُسأل عن الصغير والكبير والنقير والقطمير (فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) فماذا عسى يكون الجواب؟ ماذا عسى يكون الجواب يا أخا الإسلام ويا أخت الإسلام؟ ألا فأعدي وأعدَّ للسؤال جوابًا، ثم أعدي للجواب صوابًا، أطيعي الله يا أمة الله، وأطيعي رسوله –صلى الله عليه وسلم-، خذي من أوامر الله ما استطعتي، واجتنبي نواهيَه، وقفي عند حدوده، وتمسكي بدين الله، ثم تمسكي بحيائك –والحياء من الإيمان- ما استطعتِ إلى ذلك سبيلا؛ فإنكِ إمَّا قدوة اليوم، وإما قدوة الغد، وكلٌ سيُسأل؛ فماذا سيكون الجواب؟ أنت راعية في بيتك أَمَة الله-، وأنت راعية إن كنتِ معلمة في مدرسة، ومسؤولة عن رعيتك أيًّا كانت تلك الرعية –يا أَمَة الله- ألا فلتكوني قدوة حسنة في تربية الجيل، ألا ولتقومي بهذه المسؤولية؛ فإن الله سائلكِ عمَّن استرعيت ماذا فعلتِ؟ أَقُمتِ بالأمانة فيهم، أم ضيَّعتي الأمانة ليكون لك مثل أجور من اتبعك إن عملتي بالحق لا يُنقَص من أجورهم شيء؟ وإياكِ ثم إياكِ أن لا تكوني ،وإياك ثم إياك أن تكوني قدوة السوء للأخرى؛ فتأتين يوم القيامة تحملين أوزارك وأوزار من أضللت كاملة، ألا ساء ما تزرين. ألم تسمعي لقول النبي –صلى الله عليه وسلم-: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" ثم خصَّك أيتها المرأة، فقال: "المرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها"؟ وفي الحديث الصحيح الآخر: "وما من راعٍ استرعاه الله رعية فبات غاشًّا لهم إلا حرَّم الله عليه رائحة الجنة". أنت راعية في مدرستك، وأنت راعية في بيتك؛ فاللهَ اللهَ لا يأتي يوم القيامة، ولكل ابن من أبنائك عليكِ مظلمة، ولكل بنت من بناتك عليكِ مظلمة؛ لم تأمريهم ولم تنهيهم، ولم تربيهم على قال الله، وقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-. إياكِ أن يأتي يوم القيامة، ولكل طالبة –إن كنت معلمة- عليكِ مظلمة؛ لأنكِ لم تربيهم على قال الله، وقال رسوله -صلى الله عليه وسلم-، عندها التعامل بالحسنات والسيئات يأخذون حسناتكِ، ثم تحملين من سيئاتهم، ثم تُطرَحين في النار، أجارَكِ الله من النار، ومن غضب الجبار وكل مسلمة ومسلم. اسمعي يوم يقف الناس في عرصات القيامة، يوم يقول الله -كما في الأثر-: "وعزتي وجلالي لا تنصرفون اليوم ولأحد عند أحد مظلمة، وعزتي وجلالي لا يجاوز هذا الجسر اليوم ظالم "يؤخذ بِيَدِ العبد ويؤخذ بِيدِ الأَمَة يوم القيامة -كما يقول ابن مسعود-:" فيُنادَى على رؤوس الخلائق: هذا فلان أو فلانة من كان عليه حق فليأتِ إلى حقِّه، فتفرح المرأة أن يكون لها حق على أبيها أو أخيها أو زوجها أو أمها." (فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءلُونَ) (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ* لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ)
فاللهَ اللهَ لا يكون أبناؤك وبناتك خصماءكِ عند الله فتهلكي، أجاركِ الله من الهلاك يا أَمَة الله. يا أيتها الأخت المسلمة هل تريدين السعادة؟ هل تريدين السعادة؟ اقتدي بالصالحات تفوزي في الحياة وفي الممات، واعملي صالحًا ثم أخلصي العمل لله –جل وعلا- تخلصي، وبلغي العلم إن كنتِ تعلمين شيئًا بلِّغيه؛ لأنكِ ستُسألين عنه بين يدَي الله –عز وجل- ماذا عملتِ في ذلك العلم، وإن لم تكوني قد تعلَّمتي من العلم شيئًا، فعليكِ أن تتعلمي ما يجب عليكِ؛ لتعبدي الله –عز وجل- على بصيرة وعلى هدى؛ فهذا واجب وفرض عين لا يسقط عن أي إنسان –كان من كان-.
يا أمة الله إن الإنسان ليَأْلَم يوم يسمع عن عجائز في البيوت لا يُجِدْن قراءة الفاتحة، بل لا يعرفن كيف يصلين؟ بل لا يعرفن بعض أحكام النساء. أحد الرجال –كما يذكر أحد الدعاة إلى الله- يعود إلى أهله في البيت في يوم من الأيام ويُجلس أسرته ليربيهم، ويعرف ماذا وراء هذه الأسرة؟ فجلس معهم وقال لأمه العجوز قال: اقرئي لي الفاتحة –يريد أن يعرف هل هي تعرف قراءة الفاتحة التي لا تتم الصلاة إلا بها أم لا- قالت: وما الفاتحة يا بني؟ قال: إذا كبرتِ ماذا تقولين في صلاتك؟ قالت: أقول: لا جريت كتابًا ولا حسبت حسابًا فلا تعذبني يوم العذاب. عمرها سبعون سنة، وأنا أقول: ربما أنه يخرج من بيتها من يذهب إلى المتوسطة، وقد حفظ من القرآن ما حفظ، ويخرج من بيتها ويذهب إلى الثانوية، وقد حفظ ما حفظ، وتخرج من بيتها المعلمة وقد حفظت من كتاب الله ما حفظت، لكننا تعلمنا العلم لا لنعمل به، ولكن لتنال شهادة.، حاشاكِ أختي المسلمة أن يكون هذا ديدنك، إنكِ مسؤولة عن هذا " لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع؛ عن عمره فيم أفناه؟ وعن شبابه فيمَ أبلاه؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيمَ أنفقه؟ وعن علمه ماذا عمل به؟." فماذا سيكون الجواب يا أمهات المستقبل ويا معلمات الجيل ويا مربيات الأمة؟ اقتدي بالصالحات –كما قلت- وتشبهي بهم، واعملي بما عملوا به، وامشي على أثرهم لِيُلحِقَكي الله عز وجل بهن. ها هي [سارة زوج الخليل] –عليه الصلاة والسلام، وعلى نبينا الصلاة والسلام- اعتصمت بالله عز وجل والْتجأت إلى الله عز وجل وحفظت الله في الرخاء فحفظها الله عز وجل في الشدة، أُخذت عن بيتها بالقوة من قِبَل زبانية طاغية مصر آنذاك، وقام إليها يريد فعل الفاحشة بها. امرأة ضعيفة لكنها عزيزة قوية يوم تستمسك بحبل العزيز القوي سبحانه وبحمده قامت وتوضأت وقامت لتصلي، واتصلت بربها سبحانه وبحمده مباشرة، لا وسائط بين أحد وبين الله سبحانه وتعالى قائلة: اللهم إن كنت تعلم أني آمنت بك وبرسولك، وأحصنت فرجي إلا على زوجي؛ فلا تسلط عليَّ هذا الكافر. اللهم اكفنيه بما شئت، فجَمُد الكافر هذا مكانه لا يستطيع أن يتحرك منه شيء، يوم لجأت إلى الله وقد حفظته في وقت الرخاء، فحفظها الله عز وجل في وقت الشدة. جمُدَ في مكانه ولم يتحرك ولم يتزحزح، ثم يُطلق بعد ذلك، فيمدُّ يدَه مرة أخرى على زوج الخليل، فتتجمد أعضاؤه مرة أخرى، ويبقى على ما كان عليه في المرة الأولى، ثم يمد الثالثة، ثم يمد الرابعة، ثم في الأخيرة يقول لهم: ما جئتموني إلا بشيطان، أرجعوها إلى إبراهيم، وأخدموها [هاجر]. لم ترجع سليمة محفوظة بحفظ الله فقط؛ بل رجعت ومعها مملوكة لها وهي هاجر عليها رضوان الله رجعت إلى إبراهيم عليه السلام وهي محفوظة بحفظ الله؛ لأن الله عز وجل قد قال : (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُه) وقد قال رسوله صلى الله عليه وسلم "احفظ الله يحفظك، احفظ الله يحفظك " فالعز في كنف العزيز، ومن عبد العبيد أذلَّه الله؛ فهلا ائتسيتنَّ بها أيتها المسلمات، هلا لجأتُنَّ إلى الله وتركتنَّ ما يبعدكنَّ عن الله، وعكفتُنَّ على كتاب الله وسنة رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم فتعلمتُنَّ كتاب الله وعلمتنَّ وبلغتنَّ فكنتنَّ فيمن قال فيهم رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه". ليس هذا فحسب، هل كانت أسوتكِ أختي المسلمة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك التي تربَّت في بيت النبوة، وذاقت ما ذاقه ذاك البيت من أذى في سبيل الله -عز وجل-، ترى أباها -صلى الله عليه وسلم- وهو يقوم بالدعوة يقف صفًا واحدًا، والبشرية كلها صفٌّ ضده، تراه وهو يصلى، فيقول أحدهم: أيهم أو أيكم يمهل هذا المرائي حتى يسجد، فيأخذ سَلا جَذور بني فلان، فيضعه على ظهره -صلى الله عليه وسلم-؟ رأت المنظر وهي طفلة صغيرة تتربى على لا إله إلا الله، محمد رسول الله يسجد أبوها، والسَّلا على ظهره، والفرث والدم على ظهره –صلى الله عليه وسلم- ولم يجد نصيرًا له في تلك اللحظة بعد الله إلا ابنته فاطمة، وهي جارية صغيرة لتمتد إليه، وتأخذه من على ظهره، وتدعو عليهم، وتسبهم وتشتمهم. عاشت حياة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في أيام كان في مكة، ويوم هاجر إلى المدينة، ويوم استقرَّ إلى هناك. انظر إليها في تمسُّكها بدينها، وتمسكها بعفتها وحيائها وصبرها العظيم، تلك المرأة التي تزوجت بعلي –رضي الله عنه وأرضاه- فما حملت معها الجواهر ولا الفساتين، وما دخلت القصور ولا الدُّور، وإنما دخلت بيتًا من طين. أما جهازها –يا أمة الله- فهو وسادة محشوة بليف وسقاء وجُرَّتين ورَحَى تطحن الحبَّ عليها، وهي سيدة نساء العالمين –رضي الله عنها وأرضاها- ما ضرَّها ذلك وما أنقص من قدرها ذلك. انظر إليها يوم يتحدث عنها زوجها في آخر حياته يتحدث عنها علي -رضي الله عنه وأرضاه- فيقول: كانت بنت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وكانت أكرم أهله عليه، جرت بالرحى تطحن الحب حتى أثر الجر في يديها، واستقت بالقربة حتى أثَّر الحبل في نحرِها –رضي الله عنها وأرضاها- وقَمَّت البيت حتى تغيَّرت هيئتها -رضي الله عنها وأرضاها- وأوقدت النار حتى تغيرت هيئتها، وأصابها من ذلك ضرٌ أيَّما ضر. اسمعي إليها يوم تقول -يومًا من الأيام-: خير للنساء ألا يَرَيْنَ الرجال، ولا يراهنَّ الرجال . بضعة منه -صلى الله عليه وسلم- أخذت من علمه وفقهه وحكمته -صلى الله عليه وسلم- انظري إليها يوم تَقمُّ البيت، وتوقد النار، وتجرُّ بالرَّحى، وتطحن الحب، وتصبر، ولم تتصخب، ولم تتشكى، ولم تسخط من قضاء الله -عز وجل- ثم فوق ذلك تربي أبناءها تربية عظيمة؛ تربيهم على كتاب الله، وعلى سنة رسوله –صلى الله عليه وسلم- وألا يراقبوا أحدًا غير الله –عز وجل- فمن كان من أبنائها؟ كان الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة –رضى الله عنهم أجمعين- هي بنت مَنْ؟ هي أمُّ مَنْ؟ هي زوج مَنْ؟
من ذا يساوي في الأنام علاها
أمَّا أبوها فهو أكرم مرسل
جبريل بالتوحيد قد رباها
وعليٌّ زوج لا تسأل عنه
سوى سيف غدا بيمينه تيَّاها
طلبت من رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أن يخدمها مملوكة من المماليك، أن يخدمها إياها؛ فماذا كان منه –صلى الله عليه وسلم- قال: "لا والله ما دام على الصفة فقير يحتاج إلى لقمة أو إلى كسرة" –أو كما قال –صلى الله عليه وسلم-، فذهبت إلى بيتها وقد تعبت من أعمال البيت، وجاء النبي –صلى الله عليه وسلم- إليها ليدخل بيتها وهي وزوجها في فراش واحد، ثم قال لهما –صلى الله عليه وسلم-: "أولا أدلكما على خير لكما من خادم" أولا أدلكما على خير لكما من خادم من الذي قال هذا؟ إنه من لا ينطق عن الهوى. إنْ هو إلا وحي يوحي. قال: "إذا أويتم إلى فراشكما فَسَبِّحا ثلاثًا وثلاثين، واحمدا ثلاثًا وثلاثين، وكبِّرا أربعًا وثلاثين؛ فذلكما خير لكما من خادم". هل فعلنا ذلك يا أيها الأحبة؟ بل هل علمنا نساءنا أن يذكروا هذا الذكر قبل أن يناموا؟ إنه من المعين على خدمة البيت. يقول عليٌّ: والله ما تركته من بعد ذلك اليوم حتى لقيت الله -جل وعلا- قالوا: حتى ولا ليلة صفِّين قال: ولا ليلة صفين في وسط المعركة وفي وسط ما حصل ما نسيه -رضي الله عنه وأرضاه-. إني أقول لكنَّ أيتها الأخوات: عليكنَّ بهذا فذلكن خير لكن من خادم. هل تعلمين يا أَمَةَ الله أن في بيوت المسلين الآن سبعمائة وخمسين ألف خادم في هذه الجزيرة ما بين مسلمة وما بين بوذية وما بين نصرانية وما بين مجوسية تولَّى هؤلاء. ماذا تولوا؟ تولوا تربية فلذات الأكباد، والله إن هذا لأعظمُ الكفر، والله إن هذا لأعظمُ ما تغشين به أطفالك ومجتمعك وأُمتك وبلادك -الجزيرة- التي لا يجوز دخول كافر إليها أبدًا. يا أيها الأحبة عليكم بهذا الدعاء فذلكما خير لكما من خادم. اذكري فاطمة يا أيتها الأخت المؤمنة، ثم اذكري ما عليه بعض أخواتك في الرغبة الملحة من النظر إلى الرجال، والحديث مع الرجال، والاختلاط بهم، وتشبههن بالكافرات في لباسهن ومشيتهن،
وبالله يا أختي المسلمة أنت قمَّة وأنت فضيلة وأنت طهر؛ قمة بالقرآن، فضيلة بالإيمان، طهر بتمسكك بهذا الدين؛ فكيف تتشبه القمة بالسافلة؟ وكيف تتشبه الفضيلة بالرذيلة؟ وكيف يتشبه الطهر بالنجس؟
يعيش المرء ما استحيا بخير ويبقى العود ما بقيَ اللُّحاء
فلا والله ما في العيش خير ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
إني لأذكركِ مرات ومرات بتلك المؤمنة الطاهرة التي يذكرها أهل السِيَر بأنها قد قُتل لها ولد في إحدى الغزوات مع رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فجاءت تبحث عن ولدها بين القتلى وهي متنقبة ومتحجبة، فقيل لها: كيف تبحثين عنه وأنت متنقبة ومتحجبة قد لا تعرفينه؟! فأجابت إجابة المؤمنة، إجابة من أطاعت الله: لأَن أفقد –والله- ولدي خيرٌ من أن أفقد حيائي وديني. لأَن أفقد –والله- ولدي خير من أن أفقد حيائي وديني. إن الله خاطب رسوله قائلاً: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ) والله ما أنا بخير من أمهات المؤمنين ولا من نساء المؤمنين ولا من بناته -صلى الله عليه وسلم-.
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح
وهاهو رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يرسل رجلا لخطبة بنت من بنات الأنصار له، ويأتي ويقول: رسول الله يطلب ابنتكم لي -وكان رجلاً فقيرًا ودميمًا- فما كان من الرجل إلا تردد، وما كان من الأم بعد ذلك إلا أن ترددت؛ فما كان منه أو من هذه المرأة التي تربت على الإيمان إلا أن خرجت، وقالت: أترُدَّان أمر رسول الله –صلى الله عليه وسلم-؟ أين تذهبان من قول الله: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُّبِينًا) ادفعوني إليه فإن الله لا يضيعني. أرأيتم –يا أيتها الأخوات- الاستجابة لله –عز وجل- إذا قضى أمرًا هو أو رسوله –صلى الله عليه وسلم- فهلا كانت هذه أُسوة لكِ.[ سميَّة] تعتنق الإسلام، وتُضَرب وتُؤذَى، يريدون أن يردُّوها عن دينها، وما نقموا منها إلا أن آمنت بالله –الذي لا إله إلا هو- فأبَتْ؛ لأنها علمت أنها على حق؛ فماذا كان منها؟ تقدم إليها الشقي بحربته ليطعنها في موطن عفَّتها، ولسانُ حالها يقول: (وَعَجِلْتُ إِلَيكَ رَبِّي لِتَرْضَى) فكانت أول شهيدة في الإسلام بإذن الله -سبحانه وبحمده-. ومن قبل هؤلاء امرأة فرعون [آسيا] التي آمنت في وسط بيت من يقول: (أَنَا رَبُّكُمُ الأعْلَى) لم يصدها جبروته، ولم يصدها قوته، ولم يصدها طغيانه. لما تبين إسلامها طلب منها أن ترجع عن دينها، فأَبَتْ وأنَّى لمسلم يعرف هذا الدين ثم يعود عنه وينكص على أعقابه؛ فماذا كان منه؟ أوْتدَ رجليها، وأوْتدَ يديها بأربعة أوتاد، ثم ربطها وألقاها في الشمس، ومنع عنها الطعام والشراب وضربها ضربًا مبرحًا، وآذاها ووكَّل من يؤذيها، فقالت: ماذا قالت؟ وإلي من لجأت؟ لجأت إلى فاطر السماوات والأرض (رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) روي أنها لما قالت ذلك رُفعت دونها الحُجُبُ حتى رأت بيتها في الجنة من دُرة بيضاء مُجوَّفة، فضحكت وهي تُعذَّب حتى قالوا: هذه مجنونة، تُعذَّب وتضحك؟!. يقول الضحَّاك: فأمر فرعون بعد ذلك بحجر يلقى عليها، وهي في أوتادها؛ فما وصل الحجر إليها حتى أخذ الله روحها قبل ذلك، فصارت مثلاً للذين آمنوا. أرأيتم –يا أيها الأحبة، ويا أيتها الأخوات- كيف تكون المؤمنة متعلقة بالله –عز وجل- فيحفظها سبحانه وبحمده؟ ليس هذا، قد تقولون: هؤلاء في عصر مضى، فسأذكر لكم نموذجًا من هذا العصر؛ عجوز جالست النساء، وهي تخشى الله –عز وجل- وتعلم أن هذا اللسان لطالما أردى كثيرًا من الناس في حفرة من حفر النار، وأوقعهم في أعراض المسلمين وأعراض المسلمين حفرة من حفر النار ما كان من هذه المرأة يوم أن جالستهم؛ فلم تجد فائدة إلا أن اعتزلت بيتها؛ فهي تذكر الله آناء الليل وأطراف النهار، وتقرأ القرآن، واعتزلت النساء ولم تجلس معهن، وكان لها ولد بارٌ بها، وفي ليلة من الليالي، قد كانت تقوم أكثر ليلها يوم أصبح قيامنا وقيام أهل بيتنا إلا من رحم الله على التمثيليات والمسلسلات، ونسأل الله أن يعصم قلوبنا أن نلقى الله على ذلك. يا أيها الأحبة كانت تقوم ليلها، وفي ليلةٍ من الليالي، وإذا بها تنادي ابنها في ثلث الليل الآخر، وتقول: يا بني ها أنا على وضع سجودي لا يتحرك مني عضو واحد؛ فما كان منه إلا أن أخذها وذهب بها إلى المستشفى، وهو بارٌ بها، يريد أن تعود إلى صحتها، نور في البيت تذكر الله ليلاً ونهارًا، وذهب بها إلى الأطباء، وفعلوا ما فعلوا، وأنَّى لبشر أن ينجي من قدر؟ وأنَّى لِحَذَرٍ أن ينجي من قدَر سألته بالله أن يعيدها إلى بيتها ، فأخذها وذهب بها إلى البيت، ووضَّأها، ثم قالت: أعِدني على وضع السجود كما كنت على سجادتي في آخر الليل، وإذا بها بعد فترة ليست بالطويلة تنادي ابنها وتقول: يا بني أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله. لتلقى الله –عز وجل- وهي ساجدة؛ يغسلونها وهي ساجدة؛ ويكفنونها وهي ساجدة؛ ويذهبون ليصلوا عليها وهي ساجدة، تُحمل إلى المقبرة وهي ساجدة، وتدخل القبر وهي ساجدة، ومن مات على شيء بُعث عليه، تُبعث بإذن الله ساجدة. يا أيها الأحبة رجالاً ونساء امرأة تقوم من الليل ما تقوم، وبعضنا لا يقوم من ليله ولو لساعة أو نصف ساعة أو لدقائق أو لركعتين أو ثلاث يرجو بها رحمة الله، يرجو بها نفحة من نفحات الله -عز وجل-. إني أقول: تشبهوا بهذه العجوز وقد منحكم الله ما لم يمنحها من الصحة والقوة. وهاهي ابنة [سعيد بن المسيب ] -عليه رحمة الله- وهذه مثل للأخوات المتعلمات؛ لما دخل عليها زوجها –وكان من طلبة العلم- أصبح في الصباح فأخذ رداءه يريد أن يذهب ليُثنيَ ركبته في مجلس سعيد بن المسيب أبيها. فقالت: إلى أين تريد؟ قال: إلى مجلس أبيكِ سعيد أتعلمُ العلم، فقالت: له اجلس أعلمك علم سعيد، فوجد ما كان يتعلمه من سعيد عند ابنته. هكذا تكون المرأة المسلمة، وهكذا تكون المعلمة الفاضلة تصبح نورًا يَشِعُّ على زوجها وعلى بيتها؛ فلا يخرجون من البيت إلا طيبين وصالحين بإذن الله. وإن نسينا فلا ننسى عائشة -رضى الله عنها- تلكم العالمة التي ماتت ولم تَخْطُ بعد إلى التاسعة عشر، وملأت الأرض علمًا حتى قال فيها [الزهري]: لو جُمع علم عائشة إلى علم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل وأكثر وأفيد. طلبت العلم ولم تعزف عن الزواج، كما يفعل بعض أخواتنا في هذه الأيام يطلبون العلم، فيعزفون عن الزواج. تزوجت -يا أيها الأحبة- وهي في التاسعة أو أقل من ذلك، ولم تتعلم إلا قال الله وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-. لم تتعلم قصص الغرام، ولم تتعلم الحب، ولم تتعلم الأدب الإنجليزي، ولم تصرف وقتها إلا فيما ينجيها؛ كتاب الله وسنة نبينا محمد –صلى الله عليه وسلم- فرضى الله عنها وأرضاها، ووفق أخواتنا لتكون هي وأمثالها قدوة لهن. وهاهو[ أبو قدامة الشامي] يقف خطيبًا في يوم من الأيام على المنبر يَعِظ الناس ويذكرهم بفضيلة الجهاد في سبيل الله –جل وعلا- ماذا كان من هذا الرجل؟ خرج من المسجد، وقد اشْرَأَبَّتْ الأعناق للذهاب إلى القتال في سبيل الله، وخرج يمشي في شارع من شوارع مدينته، وإذا بهذه المرأة تقول: يا أبا قدامة السلام عليك، فلم يرد عليها السلام؛ لأنه خشي أن تفتنه؛ لأن نبيه –صلى الله عليه وسلم- يقول: "فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء؛ فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء." فلم يرد عليها الأولى، ولم يرد عليها الثانية، وفي الثالثة قالت: السلام عليك يا أبا قدامة ما هكذا يفعل الصالحون. قال: فتوقفت فتقدمت إليّ، وقالت: سمعتك وأنت تشحذ الهمم للجهاد في سبيل الله، وفتشت، فلم أجد -والله- أغلى عندي من ضفيرتَيْ شعري، فقصصتهما، فخذهما، واجعلهما لجامًا لفَرَسِك في سبيل الله؛ علَّ الله أن يكتبني من المجاهدات في سبيله. ولا إله إلا الله تقصُّ ضفائرها لجامًا لخيل الله ولجند الله. وأخرى تقص ضفائرها لتكون أشبه بالبغايا العاهرات. شتان بين مشرق ومغرب. شتان بين الفريقين –يا أيها الأحبة- من تشبَّه بقوم فهو منهم. أرأيتم هذه المرأة في اليوم الذي بعده؟ يقول أبو قدامة: وقد انطلقنا نريد الجهاد في سبيل الله، قال وإذا بهذا الطفل يأتي ويلحق بنا، ويقول: يا أبا قدامة سألتك بالله أن تجيزني في القتال في سبيل الله. قال: تطؤك الخيل بحوافرها. قال: سألتك بالله إلا أخذتني. قال: إن قُتلت تشفع لي عند الله- شرط- ؟ قال: نعم، فأخذه معه على فرسه، وانطلقوا حتى قابلوا الروم، وحينما قابلوهم قال: سألتك بالله ثلاثة أسهم. قال: تضيعها إذاً. قال: سألتك بالله ثلاثة أسهم، فأعطاه، فأخذ سهمًا، وقال: السلام عليك يا أبا قدامة، بسم الله، ثم أطلقه، فقتل روميًا، ثم أطلق الثاني فقتل روميًا، ثم أطلق الثالث فقتل روميًا ثالثًا، ثم جاءه سهم، فضربه في لبته، فأرداه من فوق الفرس وهو يقول: السلام عليك يا أبا قدامة سلام مودع، ثم سقط فسقط وراءه أبو قدامة، وقال: لا تنسَ الوصية، لا تنسَ الوصية. فما كان منه بعد ذلك إلا أن قال: خذ هذا وأعطِه أمي. قال: ومن أمك؟ قال: أمي صاحبة الضفيرتين التي أعطتك إياها بالأمس. أرأيتم إلى البيوت المسلمة يوم تُربَّى على لا إله إلا الله محمد رسول الله ، المرأة مربية الأجيال
والأم مدرسة إذا أعددتها أعدت شعبًا طيِّب الأعراق
هاهي [صفية بنت عبد المطلب] عمة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تِلْكُم المرأة الحازمة التي ربَّتْ للأمة أول فارس سلَّ سيفًا في سبيل الله. توفي عنها زوجها وترك لها الزبير -وهو طفل صغير- فنشَّأته على الخشونة والبأس، وربَّتْه على الفروسية، لم تُنشِّئْه على التنعُّم وعلى الترفُّه وعلى الميوعة حتى أصبح الأطفال والرجال -الآن- أشباه رجال لا رجالاً، جعلت لعبَه في برْيِ السهام وإصلاح القسي، لم تجعل لعبه في لعب الكرة، وفي مطاردة الدراجات في الشوارع يمينًا وشمالاً، يتسكعون. كانت تقدمه في كل مخوفة، وكانت ترميه في كل خطر؛ تريد أن يكون لَبِنَة صالحة في هذا المجتمع؛ فإذا تردد عنها ضربته وأوجعته حتى إن أحد أعمامه يومًا من الأيام قال لها: إنكِ تضربينه ضربَ مبغضةٍ لا ضرب أم، فارتجزت قائلة:
من قال قد أبغضته فقد كذب وإنما أضربه لكي يَلُبَّ
ويخدم الجيش ويأتي بالسلب.
هاجرت إلى المدينة النبوية، وهي تقفو إلى الستين من عمرها، تركت مدارج الشباب، وتركت مكة، وهاجرت بدينها فارَّةً إلى الله –جل وعلا- في المدينة، وفي يوم أُحد شاركت في يوم أُحد لما رأت ما حل بالمسلمين وهي تسقيهم بالماء هبَّت كاللبؤة، وانتزعت رمحًا من أَحَد المنهزمين، ومضَتْ تشق الصفوف به، وتزأر وتقول: ويحكم أتنهزمون عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم؟ فلما رآها النبي-صلى الله عليه وسلم- خشيَ أن ترى أخاها حمزة وقد مثَّل به المشركون؛ فما كان منه إلا أن أشار إلى ابنها الزبير، وقال: "دونك أمك" أو كما قال –صلى الله عليه وسلم-. فقال الزبير: يا أماه إليكِ، يا أماه إليكِ. قالت: تنحَّ عني، لا أمَّ لك. فقال: إن رسول الله يأمركِ أن ترجعي. قالت: الأمر أمر الله وأمر رسوله، فتوقفت، ثم قالت: والله لقد بلغني أنه مُثِّلَ بأخي حمزة ولأصبرنَّ، وذلك في ذات الله في سبيل الله، ثم انتهت المعركة، وما كان منها إلا أن وقفت على أخيها وقد بُقرَ بطنُه، وأُخرِجت كبدُه، وجُدِع أنفه وأُذناه، وشُوِّهَ وجهُه، فاستغفرت الله له، وجعلت تقول في ذات الله: لقد رضيت بقضاء الله، لقد رضيت بقضاء الله. لم تلطم خدًّا، ولم تُشق جيبًا، ولم تنُحْ، وما كان لها أن تكون كذلك، وها هي في يوم الخندق يوم وضع النبي –صلى الله عليه وسلم-. النساء في حصن حسان وهو حصن من أمنع الحصون، ولم يترك معهن من الرجال، فذهب الجيش إلى الخندق، وما كان منها إلا أن رأت يهوديًا يتسلل إلى القصر وإلى هذا الحصن يريد أن ينظر هل في الحصن رجال أم يستخلي اليهود بهذا الحصن- ليسلبوا النساء والذراري، لما رأته أخذت عمودًا من الحصن، ثم هجمت عليه حتى قتلته، ثم لم تكتفي بذلك فاحتذت رأسه واقتطعته، وأخذته وخرجت إلى أعلى الحصن، ثم رمَتْ برأسه على اليهود يتدحرج بينهم، فقالوا: قد علمنا أن محمدًا لن يترك النساء بلا رجال. رضي الله عن صفية، ربَّت وحيدها أحسن تربية وأُصيبَتْ في شقيقها، فاحتسبت ذلك وعملت لهذا الدين وحملت همَّ هذا الدين، وهكذا يكون نساء المسلمين أيتها الأخوات. إن النماذج لكثيرة كثيرة لكني أقف مع نموذج أخير أو قبل الأخير، وهو مع أم [الإمام أحمد] الذي يموت أبوه عنه، وهو صغير فتكفله أمه الزاهدة العابدة الصائمة القائمة، تقوم بتربيته ،وهذا دور المرأة يوم تكون صالحة. تنتج اللَّبِنات الصالحة. نشأت ابنها على حب الله ورسوله، وعلى حب كتاب الله، يقول أحمد: حفَّظتني القرآن وعمري عشر سنوات، ومن حفظ القرآن فقد استدرج النبوة بين جنبيْه. يقول: كانت توقظني قبل صلاة الفجر بوقت ليس بالقصير، وتدفئ لي الماء؛ لأن الجو كان باردًا في بغداد، وتُلبسُني اللباس، ثم نصلي أنا وإياها ما شئنا، ثم ننطلق إلى المسجد وهي مختمرة؛ لأن الطريق كان بعيدًا مظلمًا موحشًا لتصلي معه صلاة الفجر في المسجد -وعمره عشر سنوات-، وتبقى معه حتى منتصف النهار لتعلمه العلم وتربيه التربية ليكون لَبِنَة صالحة ينفعها يوم تقْدمُ على الله -جل وعلا-. يقول: فلما بلغت السادسة عشرة قالت: يا بني سافِرْ في طلب الحديث؛ فإن طلب الحديث هجرة في سبيل الله. أعدت له بعض متاع السفر من أرغفة الشعير ومن صُرَّة ملح ومن بعض مستلْزَمَات السفر، ثم قالت: إن الله إذا استُودِع شيئًا حفظه، فأستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه. ذهب من عندها إلى المدينة وإلى مكة وإلى صنعاء ليعود الإمام أحمد، وقد قدَّم للأمة ما قدم ولأمه -إن شاء الله- من الحسنات مثلما عمل أحمد ومثل من يعمل بعمل أحمد إلى أن يلقى الله بمنِّه وكرمه، والخير في الأمة كثير وكثير.
فلو كان النساء كمن ذكرنا لفَضلت النساء على الرجال
وما التأنيث لاسم الشمس عيب وما التذكير فخر للهلال
هل أعجبتكِ خصال هؤلاء النساء؟
إذا أعجبتك خصال امرئ فكنه يكن ما يعجبك
فليس على الجود والمكرمات إذا جئتها حاجب يمنعك.
يا أيتها الأخت المؤمنة إن أعداءك كُثْرٌ، وإنما يريدون استغلالكِ لهدم الدين والحياء والفضيلة، كُثْر كُثْر. وقد يكونون ممن يتكلمون بألسنتنا ومن بني جلدتنا، يقول أحدهم: لا تستقيم حالة الشرق إلا إذا رفعت الفتاة حجابها عن وجهها وغطت به القرآن الكريم ويقول آخر: كأس وغانية تفعلان بالأمة المحمدية ما لم تفعله المدافع والقذائف؛ فأغْرِقوهم بالشهوات والملذَّات فما موقفكِ أمَةَ الله من هؤلاء؟ إن الموقف المنتظَر مِنكن هو الاعتصام بدين الله والوقوف عند حدود الله، ولكننا نرى – ويا ليتنا ما نرى – أحيانا نرى الكاسية العارية. أحيانًا نرى أن بعض النساء تتصور أن السفور هو كشف الوجه فقط، لا، ذاك شيء، ومعه – أيضًا – السفور الذي لو غطت المرأة وجهها قد يكون أحيانا برؤيتها، وكأنها تمشي في صالة عرض، تُبدي مفاتنها، وتُخرج محاسنها. إن من السفور لبسَ الضيق. إن من السفور لبس العباءة الخفيفة الجذابة في منظرها. السفور بلبس القصير والخفيف من الملابس. أهان عليكِ - يا أختي المسلمة - أن تلبسي لباس أهل النار. ألم تسمعي قول النبي -صلى الله عليه وسلم- " صنفان من أهل النار لم أرَهما بعد..." وذكر منهن: "نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات، رؤوسهن كأَسْنِمَةِ البُخْت المائلة، لا يدخلْنَ الجنة ولا يجدْن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا" ألا هل ترضين أن تكوني من أهل النار؟ هل ترضين أن تخرجي من آداب القرآن والسنة إلى عادات قوم أخذوها من اليهود والنصارى؟ هل ترضين أن تكون ابنتكِ وثمرة فؤادك من أهل النار؟ هل ترضين أن تُلبسي بناتك لبسًا تتعرَّى به من الحياء، والحياء من الإيمان؟! هل ترضين لابنتك أن تُعرَض كما تُعرَض السلع فاتنة ليتعلق بها كل سافل وحقير ومهين ورذيل؟. هل ترضين أن تَلبسي أو تُلبسي لباس أهل النار؟ لا –يا فتاة الإسلام- لن ترضَيْ، ولا ترضَيْ، وهذا هو المأمول، حصنكِ الحصين دينكِ العظيم يحافظ على عفتكِ وعلى حيائكِ وعلى فضيلتكِ، يأمرك بالحجاب والاحتشام متى ما تركتِ هذا الأمر كنت عرضة لعذاب الله في الآخرة، وفي الدنيا عرضة للذئاب البشرية التي تريد عفافك الذي به تشرفين، تريد أن تفجعك بعفافك لتتجرعي الغصص مدى الحياة. وبعض أخواتنا–هداهُنَّ الله- يسمعْن لنداء الذئاب، ويسعين لهم. حالهن كقول القائل: قطيع يساق إلى حتفه ويمشي ويهتف للكافرين. يا فتاة الإسلام الأيادي الماكرة الخبيثة تمتد إليكِ في صورة مقالات ساحرة، في صورة مجلات خليعة، في صورة مسلسلات فاتنة، في صورة كلمات أدبية، في أعمدة الصحف تريد إخراجكِ إلى الشقاء والتعاسة؛ فكم من مقالة تقول: إن الإيمان في القلوب، لا في ستر الوجه والجيوب، وكبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبًا. إنهم يريدون منك الخطوة الأولى –وهي أصعب خطوة، ومسافة الميل تبدأ بخطوة واحدة- يريدون أن تكوني فاجرة عاهرة سافرة، حاشاكِ ذلك، ينتظرون منكِ بفارغ الصبر أن تلقي العباءة وتتخلصي من الحجاب ومن مستلزماته من الإيمان والحياء والطهر، ثم تتركي الصلاة، ويومها تقرُّ أعينهم؛ فيلعبون بكِ لَعِب الأطفال بالكرة، ويعبثون عبث الكلاب بالجِيَف. حفظكِ الله منهن، أغيظيهم بعدم الالتفات إليهم والسماع لهم. اقتليهم حسرة بتوفير حيائك وملازمة حجابك؛ فإنما أطمعهم في الوصول إلى غاياتهم ما لاحَ لهم من النجاح في سماح منكِ لمختلف الأغنيات والمسلسلات والأفلام الماجنات. أغراهم بالوصول إلى بعض فتياتنا بالخروج إلى الأسواق والوقوف أمام الباعة من غير ما ضرورة، والتجوال في الشوارع والأسواق، ألستِ تؤمنين بالله واليوم الآخر؟ ألستِ ترجين الله والدار الآخرة؟. إن عُرف هذا فاعلمي أن الله حرَّم السفور كما حرَّم الفسق والفجور، وأمر المؤمنات بغضِّ الأبصار وحفظ الفروج ونهاهنَّ عن إبداء شيء من الزينة؛ بل أمر أن يقَرْن في بيوتهن فلا يخرجن من غير ما حاجة. وإذا خرجن لحاجة فليخرجن متسترات غير متجملات ولا متعطرات وبإذن وليِّهن. "أيَّما امرأة خرجت بغير ذلك فهي في سخط الله حتى ترجع، وأيما امرأة استعطرت ومرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية". ألا فلتمشين متواضعات في أدب وحياء. ألا لا تتخذن خلاخل وما يشبه الخلاخل، ولا أحذية تضرب الأرض بقوة، فيُسمَع قرعها، وربما أوقعت في القلوب شيئًا. إن الله يقول: (وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ) "لا تخلونَّ امرأة بغير ذي محرم لها". "ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما". لا تصافحي الرجال؛ فإن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قد امتدت إليه يد امرأة تبايعه، فقال: "إني لا أصافح النساء". اتقين الله –أيتها الأخوات- فإنه لا صبر لكُنَّ على النار. إنكنَّ تصبرْنَ على الجوع وعلى الضر وعلى التكاليف، لكن –والله- لا صبر لكُنَّ على النار –أجاركن الله وكل مسلمة من النار-. أيتها الأخوات لا تتَّبعْن خطوات الشيطان؛ فإنه يأمر بالسوء والفحشاء. يا من آمنت بالله، ويا من سجدت لله، ويا من استترت بستر الله حذارِ حذارِ من السقوط؛ فإن السقوط إلى النار وبئس القرار. حذارِ حذار يا بنت عائشة وحفصة وسارة وزينب وأسماء أن تغتري بزيف حضارة الغرب المادية فهي زَبَدٌ اكتووا هم بنارها؛ فاستمعي واعتبري.
واعرف الشر لا للشر لكن لتوقِّيه ومن لا يعرف الشر من الخير يقع
فيه نشرت إحدى الصف الأمريكية استقراءً خطيرًا في إحدى جامعاتها في سنة واحدة ثبت أن عشرين ألف فتاة حملن من الزنا –نعوذ بالله من الفواحش ما ظهر منها وما بطن- وأن أمريكا تستقبل مليون طفل من الزنى والسفاح سنويًا، وتعاني من مشكلة رعاية هؤلاء الأطفال الآن. وفي إحصائيات للتليفزيون الفرنسي بلغ عدد العازبات من النساء ثمانية ملايين امرأة، وبلغت حوادث اغتصاب الفتيات اثنتين وعشرين ألف حالة سنويًا، كاتب أمريكي يقول: إحصائيات عام تسعة وسبعين للميلاد تدق ناقوس الخطر؛ عدد اللواتي يلدن سنويًا دون زواج في سن المراهقة ستمائة ألف فتاة، منهن عشرة آلاف دون سن الرابعة عشرة، ومع ذلك يقولون –وكبرت كلمة تخرج من أفواههم- يقولون: إن الحجاب وعدم الاختلاط كبْتٌ جنسي، ومع ذلك تجد الواقع يكذبهم. أين اثنان وعشرون ألف حالة سنويًا من الاغتصاب عندهم؟ أين هذا الكبت الذي يقول: بأنه لا يعيشه إلا المسلمة التي تأتمر بأمر الله؟! حالات الاغتصاب –كما سمعتن- لا تُحصى، ونكاح الرجل ابنته وأمه وأخته مألوف ومشهور –عافانا الله وإياكم من الفسق والفجور-. وفي بريطانيا عشرون ألف حالة إجهاض سنويًا، ناهيك عن الأمراض التي طمَّت وعمَّتْ كالإيدز والسيلان والهربز. وصدق رسول الله –صلى الله عليه وسلم- القائل –قبل أربعة عشر قرنًا-: "وما ظهرت الفاحشة في قوم حتى أعلنوا بها إلا ظهرت فيهم الأوجاع التي لم تكن في أسلافهم". (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلا هُوَ). يا فتاة الإسلام إنهم يريدون لمجتمعنا أن يكون كمجتمعهم (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) فانتبهي واحذري –يا أخت الإسلام- أنت أمام داعييْن: داعٍ إلى النار والعار والشنار؛ ففرِّي منه فرارك من الأسد، وداعٍ إلى الجنة وهو رسول الله –صلى الله عليه وسلم- الذي جعل من أكبر اهتماماته المرأة، خاطبها، ووعظها، وبالله ذكَّرها وأبكاها. كان يصلي العيد، ثم ينتقل إلى النساء، فيعظهنَّ، ويذكرهن بالله، ويربيهن على الإيمان، وهديه –صلى الله عليه وسلم- موجود بيْن أَيْديكنَّ، وخيرُ الهدي هديُه –صلى الله عليه وسلم- فالْزموه. في وقت ستجدين فيه من يستهزئ بكِ، ويريد منكِ أن تكوني غربية سافلة ساقطة. ستجدين من يقول للحجاب: خيمة، ولقد قيل –وكبرت كلمة تخرج من أفواههم- ستجدين من يقول: عليكِ أن تبحثي عن قائد يقودك إلى المدرسة، وستجدين من يقول: آن لكِ أن تمزقي حجابك وتمشى سافرة يدعونكِ إلى جهنم إن أجبتيهم قذفوكِ فيها؛ فليكن جوابك:
اخسئوا لأني مولعة بالحق لستُ إلى سواه أنحو ولا في نصره أئنُّ
دعهم يعضوا على صم الحصى كمدًا من مات من غيظه منهم له كفن؟
ولنقف مع نموذج هنا وهو وقفة عظيمة أخيرة وقفة تأمل وتدبر. لابد أن نقفها مع هذا النموذج إنه مع نموذج فريد. مع نموذج درس وحده لنقف مع[ أسماء] –رضى الله عنها وأرضاها- ذات النطاقين الصدِّيقة بنت الصديق التي حظيت بموقف لم تحظَ به امرأة قبلها ولا بعدها ولا حتى الرجال، ألا وهو خدمة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وأبيها في الغار، في طريق الهجرة إلى المدينة النبوية، حدث لم يتكرر، وخدمة لن تتكرر، تزوجت بالزبير –رضى الله عنه وأرضاه- وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، رضيت به زوجًا؛ لأنه ابن الدعوة الذي شهد فجرها كما شهدتها هي، ولأنه ابن الدعوة الذي ذاق حلاوة الأذى في سبيلها كما ذاقتها هي، إنهما يشتركان في الإيمان والدعوة والشجاعة، انتقلت من بيت أبيها إلي بيت زوجها المتواضع، لم تحمل جواهر، ولم تحمل فساتين، وإنما تحمل همَّ مستقبل الإسلام بين أضلاعها ومصير الدعوة، تقول ذات يوم: تزوجني الزبير، وما له في الأرض مالٌ، وماله مملوك غير فرسه، فكنت أعلف فرسه، وكنت أكفيه مئونته، وكنت أقوم فوق ذلك بأعباء بيته. واسمعوا –يا أيتها الأخوات- لم تكن أسماء عبئًا على زوجها الزبير بما لها من مطالب دنيوية ورغبات ذاتية؛ لأنها لم تطلب الدنيا للمتعة، ولم تطلب من زوجها أن يكون لها لوحدها يحقق رغباتها، ويسعى لتوفير السعادة لها؛ بل كانت هي في خدمة زوجها تسعده وترضيه وتقف وراءه، وتحتسب ذلك. فهو على ثغر في خارج البيت، وهي على ثغر في داخل البيت، وهذه هي القسمة العادلة، وهكذا تكون الأسرة المسلمة. فأين تقف المرأة المسلمة اليوم مع زوجها في دعوته؟ هل تتعهده بالطمأنينة؟ هل تشحنه بالعزيمة؟ هل تقف صفًّا وراءه، وتتخلى عن بعض رغباتها في سبيل الله؟ أم أنها تقف عقبة تُعيقُه في طريق دعوته، وفي طريق رسالته. إني لأدعو الأخوات إلى دفع الأزواج، وإلى دفع الأبناء، وإلى دفع الإخوان، وإلى دفع الأخوات إلى الإصلاح والدعوة والعلم ولهن في أسماء قدوة ونعم القدوة. لا زلنا نعيش مع أسماء ويرزقها الله -جل وعلا- بعبد الله، فتربيه تربية المؤمنات، تُتحفُّ سمعه وقلبه بمبادئ هذا الدين تُتْحف سمعه صباحًا ومساءً بتلاوة آيات الله البينات على آذانه، تُتْحِف سمعه وقلبه بذكر الله آناء الليل وأطراف النهار حتى شبَّ وترعرع، وأبواه لا يفتران عن تعليمه أمور الدين، وتربيته على الإسلام حتى إنه ليقتحم مجلس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يومًا من الأيام، وهو لا زال صغيرًا فيتبسم -صلى الله عليه وسلم- يوم جاء يبايعه، ويقول:" إنه ابن أبيه، إنه ابن أبيه "كما روى عنه -صلى الله عليه وسلم-. فهل تعي الأمهات مسؤولية الأبناء، نرجو ذلك. إن المرأة الغارقة في الرفاه والتنعم والترف والتي تستهلكها الدنيا من طعام وشراب وزينة وتفاخر ومظاهر براقة لا تربي الأطفال، ولا تربي العلماء، ولا تربي الأتقياء. إنما تربي التنابلة والبطَّالين والكسالى والخاملين والعالة على المجتمع المتسكعين أشباه الرجال ولا رجال. انظرن -يا أيتها الأخوات- لأسماء في أحْلَكِ المواقف، وقد بلغت السابعة والتسعين من عمرها، يوم حوصر ابنها في الحرم، فتدخل عليه، فيدخل هو عليها يستشيرها في الموقف؛ ماذا يفعل؟ فقالت بثبات المؤمنة المربية: أنت أعلم بنفسك يا عبد الله، إن كنت تعلم أنك على حق وتدعو إلى الحق؛ فاصبر عليه حتى تموت في سبيله، وإن كنت تريد الدنيا فلبئس العبد أنت، أهلكت نفسك ومن معك. قال: يا أماه –والله- ما أردت الدنيا، وما جُرْتُ في حكم، وما ظلمتُ، وما غدرت، والله يعلم سريرتي، وما في قلبي، فقالت: الحمد لله، وإني لأرجو الله أن يكون عزائي فيك حسنًا إن سبقتني إلى الله، تعانقَا عناق الوداع، ثم قالت: يا بني اقترب حتى أشمَّ رائحتك، وأضم جسدك، فقد يكون هذا آخر العهد بك، فأكبَّ على يديها ووجهها يلثمها ويقبلها وتشتبك دموعه بدموعها وهي تتلمسه. عمياء لا ترى، ثم ترفع يدها، وهي تقول: يا عبد الله ما هذا الذي تلبسه؟ قال: درعي. قالت يا بني ما هذا لباس من يريد الشهادة في سبيل الله، انزعه عنك؛ فهو أقوى لوثبتك، وأخفُّ لحركتك، والبس بدلا منه سراويل مضاعفة حتى إذا صُرعت لم تنكشف عورتك. نزع درعه، وشدَّ سراويله، ومضى إلى الحرم، وهو يقول: يا أماه لا تَفْتُري عن الدعاء،. فرفعت كفَّها وقلبها إلى الله قائلة: اللهم ارحم طول قيامه، وشدة نحيبه في سواد الليل، والناس نيام. اللهم ارحم جوعه وظمأه في هواجر مكة والمدينة، وهو صائم. اللهم إني قد أسلمته إليك، ورضيت بما قضيت فيه، فأثبني فيه ثواب الصابرين. ويذهب ويصلي طوال ليلته تلك، ويصلي بالناس الفجر، ثم يحمد الله، ويثني عليه، ويحرض أصحابه على القتال، ثم ينهض ليقاتل وتأتيه ضربة في وجهه، يرتعش لها ويسيل الدم على وجهه، فيقول:
ولسنا على الأعقاب تدمي كلومنا ولكن على أقدامنا تقطر الدم
ثم سقط فأسرعوا إليه، فأجهزوا عليه، فارتجت مكة بالبكاء عليه -عليه رحمة الله- ثم لم يكتفوا بذلك، بل صلبوا جسمانه كالطود الشامخ في ريع الجحون.
عُلواً في الحياة وفي الممات بحق أنت إحدى المكرمات
كأنك واقف فيهم خطيبا وهم واقفون قيامًا للصلاة
وتسمع الأم الصابرة ذات السبع والتسعين سنة العمياء البصيرة، وتذهب إلى ولدها المصلوب كالطود الشامخ، وتقترب منه، وهي لا ترى وتدعو له، وإذ بقاتله يأتي إليها في هوان، ويقول: يا أمَّه إن الخليفة أوصاني بكِ خيرًا، فتصيح به: لست لك بأم، أنا أم هذا المصلوب، وعند الله تجتمع الخصوم، ويتقدم ابن عمر مخاطبًا عبد الله المصلوب: السلام عليك يا أبا خبيب، السلام عليك يا أبا خبيب، والله ما علمتك إلا صوَّامًا قوَّامًا وصولا للرحم، أما وقد قال الناس: إنك شرُّ هذه الأمة، أما والله لأمةٌ أنت شرُّها لأمة خير كلها. ثم الْتفت إلى أصحابه قائلاً: أما آن لهذا الفارس أن يترجل، ويتقدم ابن عمر إلى أسماء معزيًا مواسيًا، ثم يقول لها: اتقي الله واصبري، فقالت –بلسان الصابرة المؤمنة الواثقة بموعود الله-: يا ابن عمر، وماذا يمنعني من الصبر وأقد أهِدي رأس يحيى بن زكريا إلى بَغِيٍ من بغايا بني إسرائيل؟!. أرأيتنَّ ما أعظم الأم المربية! وما أعظم الابن المربَّى! لم تلطم خدًّا، ولم تشق جيبًا، ولم تنُح، وإنما سلَّمت الأمر لله، فلله الأمر من قبل ومن بعد. (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ) انظرن –أيتها الأخوات- إلى[ أسماء] يوم يقدم ابنها المنذر، يوم يقدم ابنها [المنذر بن الزبير]، فأرسل إليها بكسوة من بلاد <مرو>، كسوة رقاق عتاق، وهي لا ترى، فقامت تتلمس هذه الكسوة، ثم قالت: أفٍ أفٍ ردوا عليه كسوته، فشقَّ ذلك على ابنها، وقال: يا أماه إنه لا يشفُّ –يعني لا يشف عما تحته- قالت: إن لم يشفّ فهو يَصِفُ، إن لم يَشفّ فهو يَصِفُ، فاشترى لها ثيابًا أخرى لا تشف وأعطاها، فقالت: مثل هذا فاكسني يا بني، مثل هذا فاكسني يا بني. رحم الله أسماء لو رأت ما يصنع بعض نساء المسلمين اليوم، وما يلبسه بعض حفيدات أسماء وخديجة وسمية وصفية ماذا يكون الجواب؟ إننا لنعجب والله من أُذن تسمع قول رسول الله –صلى الله عليه وسلم- "صنفان من أهل النار –وذكر منهم- نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات –إلى أن قال-: لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسافة كذا وكذا وكذا". ثم لا نزال نرى في بعض المسلمات -هداهنَّ الله- من تلبس الضيق، وتلبس الشفاف، وتجمع الحشف وسوء الكيل؛ فتلبس القصير والضيق والشفاف.
كأن الثوب ظل في صباح يزيد تقلصًا حينًا فحينًا
تظنين الرجال بلا شعور لكأنك ربما لا تشعرين
إنه وعيد شديد، وزجر أليم، ماذا بعد الحرمان من الجنة ورائحتها الزكية التي توجد من مسيرة ألف عام وأكثر، إلا النار؟!. يا أيتها المسلمة إنكِ في هذه الحياة يوم تخالفين أمر الله، فتقعين في الوعيد الشديد. يوم تجوبين الأسواق سافرة، وتقفين مع باعة الأغنيات والمجلات والفيديوهات ماجنة لتحطِّي من قدركِ في هذه الحياة؛ فلا عفاف ولا حياء، والحياء من الإيمان، ثم تتنازلين شيئًا فشيئًا حتى تقعي فيما نسأل الله أن يجيرك منه، وإذا وقعتي -بالطبع- لا أحد -حتى الفجرة- يريدون رؤيتك بهذا المستوى.
إذا سقط الذباب على طعام رفعت يدي ونفسي تشتهيه.
وتجتنب الأسود ورود ماء إذا كان الكلاب ولغن فيه
فيا أيتها المسلمة المصلية الساجدة، يا من خضع رأسك للحي القيوم، وخشع له سمعك وبصرك، ألا يكفيكِ زاجرًا حديث رسول الله الذي سمعتيه آنفًا، والله إنه لعظيم لو صُبَّ على الجبال الراسيات لأذابها. فأي شيء بعد الحرمان من دار النعيم، وهل هناك دار إلا الجنة أو النار.
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فإن بناها بخير طاب مسكنه وإن بناها بشر خاب بانيها
فارفعي رأسك -أختي المسلمة- وانظري بعين بصيرتك إلى أمهاتك وأخواتك من خير سلف الأمة، وسلي الله اللحاق بهن واعملي عملهن علَّكِ أن تلحقي بهن؛ فتُحشَري معهن، والمرء مع من أحب. يا أمَةَ الله راقبي الله، وقومي بما أوجب الله عليكِ من تكاليف. وادعي إلى الله ما استطعتِ إلي ذلك سبيلا (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا ممن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا) وإذا قسي قلبك فتذكري كربًا بيد سواك، لا تدرين متي يغشاك، إنه الموت الذي لا بُدَّ فيه. (كُلُّ نَفْسٍ ذائقة الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ) يا أمة الله تذكري يوم يأتيكِ منكر ونكير، فيسألانِك: من ربُّك؟ وما دينك؟ ومن نبيُّك؟ كيف بكِ إذا صاح إسرافيل، ونفخ في الصور، وجُمِعْتِ مع الخلائق حافية عارية ذاهلة، قد دنت الشمس منك قدر ميل، ونادى الرب أبانا آدم: يا آدم أخرج بَعْثَ النار من ذريتك، فيقول: يا رب وما بعْثُ النار؟ فيقول الله -عز وجل-: من كل ألفٍ تسعمائة وتسعة وتسعون. عند ذاك يشيب الصغير، وتذهل المرضعة عما أرضعت، وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سُكارَى وما هم بسكارى ولكن عذاب شديد. كيف بكِ -يا أمة الله- إذا رُجَّت الأرض، وبُثَّتِ الجبال، وشخصت الأبصار، وخشعت الأصوات للرحمن؛ فشاب الصغير، وزفرت النار، وتقطعت الأسباب، وصاح الكبير: واشيبتاه وصاح المفرِّط: واخيبتاه وأَزِفَتِ الآَزفة، وبلغت القلوب الحناجر، وتوالت المِحَن على العباد، ونُوديتي باسمك من بين الخلائق للحساب، ما حالك عندها يا أمة الله؟ لا إله إلا الله. أين عُدتُك أيتها الغافلة؟ كم في كتابك من حسنات؟ كم فيه من سيئات؟ هل تنفع الأزياء والموديلات؟ هل تنفع الأغاني والمسلسلات والتمثيليات؟ هل تنفع الفيديوهات والتليفزيونات والإكسسوارات؟ هل تنفع الجواهر والمجوهرات؟
ألا فتوبي قبل ألا تستطيعي أن تتوبي واستغفري لذنوبك الرحمن غفار الذنوب.
إن المنايا كالرياح عليك دائمة الهبوب
ألا فازدادي من الحسنات، والحسنات يذهبن السيئات؛ فوالله ما بعد هذه الدار من دار إلا الجنة أو النار، والله لَلْجنَّة أقرب من شِراك النعل، والنار كذلك. اتقي الله يا ابنة الإسلام. اتقي الله يا من تخرجين إلى الأسواق متبرجة. اتقي الله يا من تلبسين العباءة للزينة لا للستر. اتقي الله يا من كلَّفكِ الله بمهمة عجزت عن حملها السماوات والأرض. اتقى الله وصوني نفسك من أن تكوني ألعوبة في يد ضعاف الإيمان. اتقي الله يا من تزاحمين الرجل، وتخرجين مع الرجل الذي ليس بمحرم لكِ كالسائق وغيره. اتقي الله يا من تدخلين على الطبيب بدون محرم ودونما ضرورة. اتقي الله يا من تربي أبناءها تربية البهائم؛ فلا تذكرهم بالله ولا تَعِظُهم. اتقي الله يا من تتعطر وتخرج حتى إلى الصلاة. إن رسول الله قد نهى عن ذلك، يقول: "أيما امرأة أصابت بخورًا؛ فلا تشهدْ معنا العشاء الآخرة " كما رواه مسلم.
اتقي الله وارجعي إلى الهدى قبل يوم تتقلب فيه القلوب والأبصار، واعلمي أن عذاب الله شديد، وأن الدنيا ليست مقر، وأن الفضيحة أمام الأولين والآخرين عظيمة؛ فاتقي الله، ثم اتقي الله، ثم اتقي الله.وفَّقكنَّ الله جميعًا –أيتها الأخوات- لما يحب ويرضى، ووفَّقنا الله جميعًا لما يحب ويرضى. نسأل الله أن يحفظ فتيات المسلمين من كيْد الكائدين، وتربص المتربصين. اللهم اجعلهن من الصالحات، وبالصالحات مقتديات، وعن الضلال معرضات، وللكتاب والسنة مقتديات. اللهم اجمعهن -كما جمعتهن في هذه الروضة- على الإيمان، وفي الآخرة في جنات ونهَر، في مقعد صدق عند مليك مقتدر. اللهم وفِّقنا للقيام بمسئولياتنا -أيها الرجال- فنحن القوَّامون على النساء. اللهم استر عوراتنا، وآمن روعاتنا، واحفظنا من بين أيدينا، ومن خلفنا، وعن إيماننا، وعن شمائلنا، ومن فوقنا، ونعوذ بك –اللهم- أن نُغتال من تحتنا. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
تم الكلام وربنا محمود وله المكارم والعلا والجود
وعلي النبي محمد صلواته ما ناح قُمَريٌ وأورق عود
1-سائل يقول: هل من وصايا للمرأة الداعية؟ وما هو دورها في موقعها؟
أقول للأخت المسلمة الداعية –والمفترض في كل أخت مسلمة أن تكون داعية؛ لأن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: "بلِّغوا عني ولو آية"- أقول لهذه الأخت: أوصيكِ ونفسي بتقوى الله –عز وجل- فهي جامعةُ كل خير، وهي منطلق كل داعية؛ فمتي اتقيت الله –عز وجل- نجَّاكِ الله في الدنيا والآخرة، ثم عليكِ بالرفق واللين "فما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه" ثم عليكِ -يا أيتها الأخت- أن تعلمي أن وسائل الدعوة ليست بالكلام فقط، وأن وسائل الدعوة كثيرة كثيرة، وأعظمُها أن تكوني قدوة في لباسك، وفي مشيتك، وفي كلامك، وفي كل أمورك؛ فتلك -والله- هي الدعوة العظيمة، وعندها يقبل الله -عز وجل- عملك، وتقع الكلمة من الناس موقعًا جميلاً، ثم بعد ذلك إن من الوسائل الشريط، الشريط إذا رأيتِ منكرًا من المنكرات؛ فلا بأس أن تأخذي هذا الشريط، وتقدميه لأختك، وتقولي: اسمعي هذا، ولعل الله -عز وجل- أن ينفعكِ به، بالرسالة، بأمور كثيرة. ووسائل الدعوة لا تخفى علينا ولا عليكم -إن شاء الله تعالى-، وارجعوا إلى بعض الكتب التي تدعو وتوصي، وكل كتب المسلمين تدعو إلى ذلك.
2-يقول: في بعض الأحياء -وذكر الحيَّ- الزوجة تقابل أخا الزوج، وكذلك الزوج يقابل أخت الزوجة أرجو التوجيه.
أما التوجيه؛ فأقول قول النبي –صلى الله عليه وسلم-: "أفرأيت الحموَ يا رسول الله؟ قال: الحمو الموت، الحمو الموت، الحمو الموت".
اسأل الله أن يحفظنا وإياكم بحفظه وأن يحفظ علينا بيوتنا، وأن يحفظ علينا أنفسنا، وأن يحفظ علينا أولادنا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

^شوووق للجنان^
30-06-2005, 03:14 AM
أخيتي سلمتي والله أخجلتيني بجهدك الراائعوموااضيعك المتميزة دلووووووعة سلمتي وبإذن الله

لن يذهب جهدك سدى .......

ماشااااااء الله ....... تبارك الله مواااااااضيع رائعة والله أخيتي كفيتي وفيتي !!!! عن موضووع السعاادة !!!

جزااااااك ربي الجنااااااان أسأل الله لناا ولك جنــــــة قطوفهاااااا دانيـــــة في هذة الليلــــة وأن يجعلة في موزين حسناااتك .......

راااااااااااااااائع ...................


نعم أخيتي لدينااااا ولله الحمد .........<<<<<<<<<<<<, ليس لدينااااا الا المجد والله أنها تشغل جميع أوقاااتناا!!

جزاهم ربي الجناااااان ...........

أسعدك المولى أخيتي والله أنك نورتي موضوووعي بمواضيعك المتميزة لاحرمنا الله منك

تحياتي معطرة لكِ

الددددددلوعة
30-06-2005, 03:39 AM
قصدي من السوال عن المجد بان هناك الان برنامج سواليف وابغك تشوفينة

الددددددلوعة
30-06-2005, 11:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اموضوع
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ، والصلاةُ والسلام على من بعثه ربُّه هاديًا ومُبشِّرًا ونذيرًا ، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين وسلّم تسليما كثيرًا. وبعد:
فإن الوقت هو رأس مال المسلم في هذه الحياة ، والإنسان أنفاسه محدودة ، وأيامه معدودة ، ولأهمية الوقت فقد أقسم الله ـ تعالى ـ به في القرآن في مواضع متعددة ، كما ورد في السنة المطهرة ما يدل على شرفه وعظيم شأنه ، فلا شيء أنفس للإنسان من عمره ، واستثماره بما يعود على المسلم بالنفع أمر مطلوب محمود ، لا سيما وأن الإنسان سيحاسب حسابًا عسيرًا عن عمره فيم أمضاه وأفناه.
وعمر الإنسان في هذه الدنيا هو موسم الزرع ، وفي الآخرة يكون الحصاد ، إن خيرًا فخير وإن شرًا فشر .

الإجازة في الإسلام

الترويحُ عن النفوس أمرٌ مطلوبٌ ، لأنَ القلوبَ تَكلُّ ، وإذا كلَّت عَمِيَّتْ .
عن حنظلة الأُسيدي ـ رضي الله عنه ـ قال لَقِيَني أبو بكرٍ ـ رضي الله عنه ـ فقال: (.كيف أنت يا حنظلة ؟ ) قال: ( قلت: نافق حنظلة. ) قال: (.سبحان الله! ما تقول ؟ ) قال: ( قلت: نكونُ عند رسول الله.^ ، يذكِّرُنا بالنَّار والجنَّة حتى كأنـَّا رأى عين، فإذا خرجنا من عندِ رسول الله ^ ، عافَسْنا الأزواجَ ، والأولادَ ، والضّيعاتِ ؛ نسينا كثيرًا. ) قال أبو بكر: ( فوالله إنا نلقى مثل هذا. ) فانطلقت أنا وأبو بكر، حتى دخلنا على رسول الله ^ ، قلتُ: (.نافق حنظلةُ، يا رسولَ الله! ) فقال رسول الله ^: ((.وما ذاكَ ؟ )) قلت: ( يا رسول الله ، نكون عندك تذكرُنا بالجنَّة والنَّار ، حتى كأنـَّا رأى عين ، فإذا خرجنا من عندك عافسْنا الأزواجَ والأولادَ والضيعاتِ . نسينا كثيرًا . ) فقال رسول الله ^: (( والذي نفسي بيده، إنْ لو تدومون على ما تكونون عندي ، وفي الذِّكر، لصافحتكم الملائكة على فرشكم ، وفي طرقكم ، ولكن ، يا حنظلة ساعةً وساعة .)) ثلاث مرار .[ رواه مسلم : 2750].
إذاً فالقلوب تحتاج إلى راحة . والنفوس تحتاج إلى شيء من الاستجمام .

مِن فوائد الإجازة

1 – طلب رضا الله ومرضاته :
ويكون ذلك بقصد بيت الله الحرام ، أو مسجد نبيِّه ^ ، أو مسراه فكّ الله أسرَه .
ويكون أيضًا بقصد زيارة الأقارب وصلة الأرحام ، إلى غير ذلك من المقاصد المشروعة المطلوبة .

2 – ليُعلم أن في دينِنا فُسحـة :
روى الشيخان من حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: ((.والله لقد رأيت رسول الله ـ ^ ـ يقوم على باب حجرتي والحبشة يلعبون بحرابهم في مسجد رسول الله ـ ^ ـ يسترني بردائه ، لكي أنظر إلى لعبهم ، ثم يقوم من أجلي ، حتى أكون أنا التي أنصرف، فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن ، حريصة على اللهو )). [رواه مسلم:892 ، ونحوه في البخاري: 5236].
وفي رواية للإمام أحمد قالت عائشة رضي الله عنها: قال رسول الله ـ ^ ـ يومئذ : (( لتعلم يهود أن في ديننا فسحة، إني أرسلت بحنيفية سمحة )) .

3 – إدخالُ السرورِ على الأهل:
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (( خرجتُ مع رسولِ الله ـ ^ ـ وأنا خفيفةُ اللحم فنـزلنا منـزِلا فقال لأصحابه: تقدموا . ثم قال لي: تعالي حتى أُسابقْكِ، فسابقني فسبقتُه ، ثم خَرَجْتُ معه في سفرٍ آخـر ، وقد حملتُ اللحمَ ، فنـزلنا منـزلا، فقال لأصحابه : تقدموا ، ثم قال لي : تعالي أسابقْكِ، فسابقني فسَبَقَنِي ، فضرب بيده كتفي وقال :هذه بتلك )). [رواه أحمد وأبو داود والنسائي في الكبرى ، وغيرهم ، وهو حديث صحيح ].
وقوله ^: هذه بِتلك ، أي: واحدةً بواحدةٍ ‍!
4 – إذهاب الملل والسآمة :
تملُّ النفوس من روتين الحياة ، وتصدأُ القلوب كما يصدأ الحديد. وإذا كَثُرَ تَـكرارُ أمرٍ مـا على النفوس ملَّتهُ ، وإن كان مما لا يُملُّ عـادةً .
كان ابنُ مسعودٍ ـ  ـ يُذكِّرُ أصحابَه كلَّ يومِ خميس، فقال له رجل: يا أبا عبدالرحمن إنا نحبُّ حديثَك ونشتهيه ، ولودِدْنا أنك حدَّثتَنا كلَّ يوم ، فقال : ( ما يمنعني أن أُحدثَكُم إلا كراهيةُ أن أُمِلَّـكَم . إن رسول الله ـ ^ ـ كـان يتخولُنا بالموعظة في الأيامِ كراهيةَ السآمةِ علينا. ) . متفق عليه .
فإذا كان هذا فيما يتعلّق بذكر الله الذي هو غذاء القلوب، فما بالُكم بغيره ؟
قال بعضُ الحكماء: إن لهذه القلوب تنافرًا كتنافرِ الوحشِ فتألّفوها بالاقتصادِ في التعليم ، والتوسطِ في التقديم ، لتحسُنَ طاعتُها ، ويدوم نشاطُها .
وكان ابن عباس ـ  ـ يقول لأصحابه إذا دامـوا في الدرس: أحمضـوا. أي ميلوا إلى الفاكهة ، وهاتوا من أشعاركم ، فإن النفس تملّ .

5- ومن فوائد الإجازة أيضًا: تجديد النشاط ، وكسر الروتين ، والتّقوّي على العبادة :
وذلك أن النفس تشعر بالارتياح بعد قضاء إجازة ، بخاصة إذا صاحب ذلك تغيير مكان .
دخل النبي ـ ^ ـ المسجد ، فإذا حبلٌ ممدودٌ بين الساريتين فقال : (( ما هذا الحبل ؟ )) قالوا : هذا حبل لزينب ، فإذا فترت تعلَّقت به . فقال النبي ^: (( لا. حُلُّوه. لِـيُصلِّ أحدُكم نشاطَه ، فإذا فَتَرَ فليقعد )). متفق عليه .

6 – السير في الأرض :
قال سبحانه وتعالى :  قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا في الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُكَذِّبِينَ  .
فسير المسلم في الأرض ينبغي أن يكون مسير نظر واعتبار وتفكّر . ويجب أن يكون وَفق قواعدَ وضوابط ، منها:

أ – ألَّا يمرّ بديار المُعذَّبين وآثارهم ، ولا يدخلها بقصد الفُرجة .
ب– ألَّا يكون السفر ولا تكون السياحة إلى بلاد الكفار لِعِظَم الأخطار .
جـ- أن يكون نظر تفكّر واعتبار لا نَظر فُرجةٍ وتفكُّه أو نظر شماتة .
د – ألَّا تُضيَّع الفرائض ، ولا يُفرّط فيها .

7 – من فوائد الإجازة: تآلف القلوب ، واجتماع أفراد الأسرة:
عندما ينهمك بعضُ الناس في عمله، يدفعُه ذلك أحيانًا ويحمِلُه على التفريط في حق أهله وأسرته ، فلا يكاد يجلس معهم سوى مرة في الأسبوع ، أو ينسى ذلك ولا يُعيره اهتمامًا ، وربما كان ذلك سببًا في ضياع بعض أفراد الأُسرة .
فتأتي الإجازة لتجمعَ أفرادَ الأسرةِ وتؤلِّفَ بينهم ، ويحتاج ربَّ الأسرة إلى الجلوس مع أولاده بصدرٍ منشرح ، ونفسٍ مُطمئنة ، بعيدًا عن هموم العمل ؛ ليسمع مُشكلة هذا ، وهم ذاك ، وتسمع الأم هم بناتِها وما يُعانين منه من مُشكلات ، ونحوها .
وهذا أمرٌ يغفل عنه كثيرٌ من الناس ، فيُرجِّح عَمله على حقِّ أُسرتهِ . وربَّما حمَلَ همَّ عَملِه إلى بيته ؛ فحمله معه أفرادُ أُسرتِه . بل ربَّما حمله معه في إجازته وفي إجازة أُسرتِه. وربمَّا انشغل في إجازته عن أهله وولده ، وربما انشغلت بعض النساء العاملات بعمل لم يُكلَّفن به خلال إجازاتِهن مما ينتج عنه بُعدَ الأم والأب أحيانا عن البيت وذلك قد يؤدّي إلى تفكك الأُسر .
انظر - رعاك الله - إلى فقه سلمان الفارسي ، فقد زار سلمانُ ـ  ـ أخاه أبا الدرداء ، فرأى أمَّ الدرداء متبذِّلة ، فقال لها: ما شأنك؟ قالت : أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا ، فجاء أبو الدرداء فصنع له طعامًا ، فقال له : كُل . قال : فإني صائم . قال : ما أنا بآكل حتى تأكل . قال : فأكل ، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم ، قال: نَم. فنام ، ثم ذهب يقوم ، فقال : نَم. فلما كان من آخر الليل قال سلمان : قُم الآن ، فَصَلَّيَا، فقال لـه سلمان : إن لربك عليك حقًّـا ، ولنفسك عليك حقًّـا ، ولأهلك عليك حقًّـا، فأعطِ كل ذي حق حقّه، فأتى النبيَّ ـ ^ ـ فذكر ذلك له، فقال له النبي ^: (( صَدَقَ سَلمانُ )). [رواه البخاري: 1968].
والذي ذَكَرَ ذلك للنبي ـ ^ ـ هو أبو الدرداء كأنه يشتكي سلمان .
ومعنى ( متبذّلة ) أي: لابسة ثياب البذلة وهي المهنة ، أي أنـها قد تركت الزينة . وعرَّضت عن إعراض زوجها عنها بقولها : أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا.
فانظر إلى فقهِ سلمانَ ، كيف قدَّم الحقوق والواجبات على النوافل من الصيام وقيام الليل ، وما ذلك إلا لأن حقَّ الأهلِ أولى ، وهو ما أقرّه عليه الرسول ^. فكيف بمن يُضَيِّع الأوقات في السهر على المحرمات ويترك الحقوق والواجبات ؟!
قال ابن حجر رحمه الله: ( وفيه جـواز النهـي عن المستحبات إذا خُشي أن ذلك يُفضي إلى السآمـةِ والمللِ وتفويتِ الحقوقِ المطلوبةِ الواجبةِ أو المندوبةِ الراجحِ فعلُها على فعـلِ المستحب المذكور ).
ومثله قصة عبد الله بن عمرو ــ رضي الله عنهما ــ في الصحيحين أن رسول الله ـ ^ ـ قال له: (( ألم أُخبر أنك تقوم الليل وتصوم النهار؟ )) قلت: إني أفعل ذلك. قال : (( فإنك إن فعلت هجمت عينك ، ونفهت نفسك ، و إن لنفسك حقًّـا ، وإن لأهلك حقًّـا ، فصم وأفطر ، وقم ونم )). [متفق عليه: 1153 ، 1159].
فانظر إلى إنكار النبي ـ ^ ـ عليه حين لم يُعطِ زوجته حقوقها، وإن كان مُشتغلاً بالعبادة ، ولو كان الأمر مباحًا أو يسيرًا لما أنكر عليه ، وما ذلك إلا ليُوازن بين حقوق أهله ونفسه .


أقسام الناس في الإجازة

ينقسم الناس في قضاء الإجازة إلى أقسامٍ عِدّة وفق رغباتِ نفوسهم واحتياجاتِهم :
فقسمٌ يقضيها في أداء واجب كـ برّ والدٍ ، أو صلة رحمٍ واجبةٍ ، ونحو ذلك .
وقسمٌ يقضيها في القيام بمسنون كـ زيارة الأقارب ، أو زيارةِ الأصدقاء ، وأداءِ العمرة ، والدعوةِ إلى الله ، والتّفكّرِ في ملكوت السماوات والأرض ، ونحوِ ذلك .
وقسمٌ يقضيها في سفر مباح ، كـ سفرِ النُّزهة المباح ، وطلبِ برودة الجو ، أو البحث عن علاجٍ ، ونحوِ ذلك .
وقسم يقضيها في أمور مكروهه ، كأن يقضيها في اللهو والعبث ، أو في النوم ، أو يقضيها في سفرٍ من الأسفار من غير فائدة مرجوّة ، ولا هدفٍ منشود ، أو ربما مباهاةً للناس ، ولو أدى ذلك إلى تحمل الدَّيْن أو أدى إلى الإسراف أحيانا .
وقسمٌ يقضي إجازته في أمور محرمة ، كالسفر إلى بلاد الكفار أو بلاد العهر والفجور ، أو ما يُصاحب ذلك السفر من تـهتّك وسفور ، أو تضييع لفرائض الله عز وجل .
وقسمٌ ينتظر الإجازة بصبرٍ نافدٍ ، فهو لها بالأشواق ، فإذا قَدِِمتْ طار مع رُفقته وترك أسرته ، وربما لجؤوا إلى الناس يستجدونهم ويطلبون منهم المساعدة ، وهو في لهو ولعب ، وربما في سفر مُحرّم .
هكذا يَمْضي بعضُ الناس وأسرتُه تتمنّى لو صحِبَهم في نُزهة برية أو رحلة خَلَوية ، أو شاركهم إجازة صيفية . تتمنّى أُسرتُه لو قضى معهم إجازةً واحدةً. ويتمنّى أهلُه لو أعطاهم شيئًا من حقِّهم المشروع . وقد تقدّم قول المصطفى ^ : (( إن لأهلك حقًّـا )).

وتُشير بعضُ الأرقام والإحصاءات إلى أن :

63% من السياح يسافرون بصحبة الأصدقاء .
29% فقط مع العائلة .
8% بمفردهم .

ولا شك أن قضاء الإجازة إذا كان في أمرٍ أصله مباحًا وصاحبته نيّـةٌ صالحةٌ فإنها تُؤثّر في قبوله وعلو درجته ، ويؤجر المسلم عليه.


الترفيه بين المشروع والممنوع

الترفيه عن النفس والأهل والأولاد مطلوبٌ . مطلوبٌ لاستعادةِ النشاط ، وتغييِر الجـو ، وكسرِ الروتين .
والترفيهُ لا يَحرُم لكونه مُجرّد ترفيه ، بل يحرم لما يُصاحبُه ، إما من تضييع فرائض الله ، أو من ارتكاب ما حرّم الله . أو تضييع الأولاد ذكورًا كانوا ، أو إناثًا .
وقد يُنكر بعض الناس على من يُسافر سفرًا مُباحًا لمجرّد الترويح عن النفس . وربما استدلُّوا بقوله عليه الصلاة والسلام : (( وليس من اللهو إلا ثلاثٌ : مُلاعبةُ الرجلِ امرأتَه ، وتأديبُه فرسَه ، ورميُه بقوسِه )). [رواه الإمامُ أحمد من حديثِ عقبةَ بنِ عامرٍ ، ورواه النسائي في الكبرى من حديثِ جابر  ].

وهذا لا يدلُّ على الحصر ؛ لأنه جاء غيرُ هذه الثلاث كما في رواية النسائي .
ثم إنه ثبت أن النبي ـ ^ ـ كان يُمازِح أصحابه ، لكنه لا يقول إلا حقًا . فقد مازَح ـ ^ ـ زاهراً والتزمه من خلفه وقال : (( من يشتري العبد )). [رواه أحمد: 12187]. والمواقف التي مزح فيها النبي ـ ^ ـ كثيرة ليس هذا مجال موضوعها.
كما ثبت عن الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ أنهم كانوا يتمازحون، فإذا كانت الحقائق كانوا هم الرجال.


الأسرة والحياء

تظن بعض الأُسر أن الحياءَ يكون في البيوت فحسب ، أو أنه حياءٌ ممن يُعْرَف ، ناسين أن الحياء يجب أن يكون حياءً من الله قبل أن يكون حياءً من الناس . وربما لفَتَ نظرَك تصرّفاتُ بعضِ الأسـر ، في المجمّعات أو التّجمّعات أو المصايف والمتنـزّهات ، حتى شُوهِدت بعض النساء تقود الدراجة النارية في مثل تلك الأماكن . وربما رأيت جلباب الحياء قد خُلِع بحجّة أن هذا ديدن الناس .
فيجب أن تتّصف الأُسر بالحياء في البيوت وخارجها ، والحياء خُلقٌ كريم ، والنبيُّ ـ ^ ـ كان يُوصف بأنه أشدُّ حياءً من العذراء في خِدرها كما في البخاري ومسلم .
فبأي شيءٍ وُصفَ النبي ^؟ وبأي شيء شُبِّـه ؟
لقد وُصِف بالحياء ، بل بِشِدّةِ الحياء . فلنتأمل هذا الخُلق الكريم ، ولنحرص على المحافظة عليه .
قال ابن حبان : الواجب على العاقل لزوم الحياء ؛ لأنه أصل العقل ، وبذر الخير ، وتركه أصل الجهل ، وبذر الشر . والحياء يدل على العقل ، كما أن عدمه دال على الجهل:

يعيش المرء ما استحيا بخير
ويبقى العود ما بقي اللحاء

قال في روضة العقلاء: الحياء من الإيمان ، والمؤمن في الجنة ، والبذاء من الجفاء ، والجافي في النار ، إلا أن يتفضل الله عليه برحمته فيخلصه منه .


الأسرة والسفر

تكثُر الأسفار في الإجازات ، وتتنوّع الوجهات ، وتختلف المقاصد ؛ ومن هُنا تختلف نظرة الناس إلى السفر، وقد قيل :

تغربْ عن الأوطان والتمس الغنى
وسافر ففي الأسفارِ خمسُ فوائدِ
تـفـرجُ هـمٍّ واكــــتساب معـــيشـة
وعلــمٌ وآدابٌ وصُــحبـةُ ماجــدِ

وقال آخر :
إذا قيل في الأسفارِ خمسُ فوائدِ
أقول وخمسٌ لا تقاسُ بها بلوى
فتضـييعُ أمـوالٍ وحمـلُ مشــقّـةٍ
وهــمٌّ وأنكـادٌ وفرقةُ من أهوى
وأبلغ منه قوله عليه الصلاة والسلام : (( السفرُ قطعةٌ من العذاب )). [متفق عليه] ؛ ولهذا استعاذ النبي ـ ^ ـ من وعثاء السفر.
وفي الأسفار قد تحصُلُ المشاقّ ، ويقعُ التّعب ، ويحصلُ النّصَب . وعلى الأُسر إذا سافرتْ أن تحرص على أمور منها:

أولاً: الحرص على الهداية والكفاية والوقاية :
ثبت عند أبي داود من حديث أنس بن مالك  ، أن النبي ـ.^ ـ قال : (( إذا خرج الرجل من بيته فقال: بسم الله ، توكلت على الله ، لا حول ولاقوة إلا بالله )) قال: (( يُقال حينئذ : هُديت وكُفيت ووُقيت ، قال : فيتنحى له الشياطين، فيقول له شيطان آخـر : كيف له برجل قد هُدي وكُفي ووُقي ؟ )). [5095].

وعند أبي داود أيضًا عن أم سلمة قالت: ما خرج النبي ـ^ ـ من بيتي قطُّ إلا رفع طرفه إلى السماء فقال: ((.اللهم إني أعوذ بك أن أَضلَّ أو أُضلَّ ، أو أَزلَّ أو أُزلَّ ، أو أَظلمَ أو أُظلمَ ، أو أَجهلَ أو يُجهل عليَّ )). [5094].
فإذا أرادت الأسرة أن تُغادر البيت فليكن هذا منهم على بال. ففي هذا الدعاء هدايةٌ وكفايةٌ ووِقاية .

ثانيًا : الحرص على مُصاحبةِ الخالق :
احرص على مُصاحبةِ الخالق سبحانه وتعالى ؛ لِـتُحفظ بحفظه. هل رأيت تلك السيارات التي تناثرت على جَنَبات الطريق ، فتناثرت تلك الأُسر ، وتطايرت حاجاتُها ، وأصابها ما أصابها . لا شك أن من أسباب ذلك عدم الحرص على الأدعية والأذكار . وقد يُعدُّ هذا ضربًا من المبالغة أو من التهويل ، وليس الأمر كذلك . تأمل هذا القَدْر من دعاء السفر الذي كان يدعو به رسولُ الله ^:
(( اللَّهُم إنا نَسألُكَ في سَفَرِنَا هذا البِرَ والتقوى ، ومِنَ العَمَلِ ما تَرضى . اللهم هَوِّنْ عَلينا سَفَرنا هذا واَطْوِ عنَّا بُعْدَه . اللَّهُم أنتَ الصَّاحبُ في السَّفَر والخليفةُ في الأهلِ . اللَّهُم إني أعُوذُ بكَ من وَعْثَاء السَّفر ، وكآبة المنَظر ، وسُوء المنُقَلب في المالِ والأهلِ )). [رواه مسلم ].
فإذا رأيت أن النفوس قد تغيَّرت في السفر ، فاعلم أن من أسباب ذلك عدم المحافظة على دعاء السفر ونحوه ، فإن دعاء السفر تضَمَّن الاستعاذة بالله من المشقة والهم والحُزن.
وكما أن المحافظةَ على الأذكار المختلفة سببٌ في حفظ اللهِ لِعبدِه ، فإن التفريط فيها قد يكون سببًا في وقوع ما يسوء . جاء رجل إلى النبي ـ ^ ـ فقال: يا رسول الله ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة قال: (( أَمَا لو قُلتَ حين أمسيتَ: أعوذُ بكلماتِ اللهِ التاماتِ مِن شَرِ مَا خَلقَ ، لم تضرك )). [رواه مسلم].
وليس هذا من الشـماتة ، فإن المُـذكِّــر قد يُذكِّــر النـاسَ بشيءٍ
وينساه ، فيُصاب هو . ولذا لما حدَّث أبان بن عثمان عن عثمان بن عفان ـ  ـ أن النبي ـ ^ـ قال : (( من قال : بسمِ اللهِ الذي لا يَضُرُ مع اسمه شيءٌ في الأرضِ ولا في السماءِ وهُوَ السميعُ العليمُ . ثلاث مرات حين يُمسي لم تصبه فجأة بلاء حتى يصبح . ومن قالها حين يصبح ثلاث مرات ، لم تصبه فجأة بلاء حتى يمسي )).
فأصاب أبانَ بنَ عثمان الفالج ، فجعلَ الرجلُ الذي سمع منه الحديث ينظر إليه ، فقال له : مالك تنظر إليّ ؟ فو الله ما كذبتُ على عثمان ، ولا كذب عثمانُ على النبيِّ ^ ، ولكن اليوم الذي أصابني فيه ما أصابني غضبت فنسيت أن أقولها. وفي رواية : ولكني لم أقله يومئذ ليُمضيَ اللهُ عليَّ قدرَه .
[رواه أبو داود والترمذي ، وهو حديث صحيح ].

إذاً فلا يُتعجَّب أن يُقال إن ما يُصيب بعض الأُسر من الحوادث قد يكون بسبب تفريطهم في الأدعية والأذكار. فلتحرص الأسرة على اقتناء شيء من الكتيبات ، مثل كُتيِّب: " حِصْنِ المسلم " ففيه الكثير من الأدعية والأذكار ، وإذا انطلقت الأسرة مسافرة فليقرأ أحدُ أفرادِها دعاءَ السفر ، وليُردد من لم يحفظه من الصغار أو الكبار .

ثالثًا: أمور يُقطع بها الطريق:
لِقَطع المسافات الطويلة ، يمكن أن يستثمر الوقت بقراءة القرآن من بعض أفراد الأُسرة ، أو أن يروي أحدُهم قصة، وآخر يُلقي قصيدةً ، و آخر يطرح مسابقة.
ولإذهاب الملل والسآمة عن الصغار تُجلب لهم بعض الألعاب يلهون بها في داخل السيارة يقطعون بها السفر.

رابعًا: استثمار أوقات الإجابة:
وبخاصة أن بعض الأسفار توافقُ آخرَ ساعةٍ من يوم الجمعة، حيث فيه ساعةُ إجابة ، فيَحسُن تذكيرُ أفراد الأسرة بهذه الساعة ، وحثِّهم على الدعاء .

خامسًا: التفكر في مخلوقات الله:
يمكن أن يُذكِّر أفراد الأسرة بعضهم بعضًا بآيات الله الكونية ليتأملوا ويعتبروا ، فإذا مرّوا بالإبل على الطريق تذكّروا قوله سبحانه:  أَفَلا يَنْظُرونَ إِلى الإِبلِ كَيْفَ خُلِقَت. ، وإذا مرّوا بالجبال ــ مثلاً ــ تذكروا ما يتعلّق بها من آيات ، وكيف أنها على عِظمِها تكون يومَ القيامةِ كالصُّوف . وهكذا .
وإذا أقبل الليل وهُم في سفرهم حَرصوا على أذكار المساء . وهناك بعض الكُتيّبات وبعض البطاقات التي توضع في الجيب يستحب الحصول عليها لحفظ أذكار الصباح والمساء والمحافظة على الإتيان بها.
ولا تُضَيِّق الأسرة على نفسها في سفرها ، ولتترخَّص بِرُخصِ السفر ، فإن الله يحُب أن تُؤتى رخصُه ، كما يكره أن تؤتى معصيتُه ، ومن ذلك الجمع والقصر ، وغيرها من رخص السفر.




أخطاء ومُنكرات

يغفل بعض الناس عن استثمار إجازتهم ووقتهم بما يعود إليهم بالنفع والخير في الدارين ، ولذلك نجدهم ـ.هداهم الله ـ يقعون في أخطاء ومنكرات حري بهم الابتعاد عنها والتوبة منها ، ومن ذلك:

أولاً : السفر المُحرَّم إلى بلاد الكفر والعُهر:
فبعضُ الأُسر تتهيأ لهذه الإجازة ، فما أنْ تقفُ الإجازة على الأبواب إلا وقد وقفوا على أبوابِ المطارات وعَتباتِ الطائرات ، وعندها تُودَّعُ العباءات ، وتُلفُّ كالثوبِ الخَلِق ويُلفُّ معها الحياء ، وكأنهم لما غابوا عن بلادِهم غابوا عن عينِ الله . ولا شك أن هؤلاء قد استخفُّوا بِنظرِ الله ، بل جعلوه أهونَ الناظرين إليهم .
لقد ربطوا أمتِعَتَهم ليُسافروا إلى بلادٍ تُقتلُ فيها الفضيلة ، وتُوأدُ فيها العِفّـة ، ولا وُجُود في أرضها للحياء ، وربما تفرّق أفرادُ الأُسرةِ عند وصولِهم فلا شأن لفردٍ بآخر ، وربما سافرت بعض الأسر إلى مثل تلك البلاد من غير وجودِ محرم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ثانيًا : السهر :
في الإجازات تكثر الرحلات ، وتُتبادل الزيارات ، كما تكثر النُزهات البرية وبخاصة في ليالي الصيف ، ثم يمتد السهر إلى ساعاتٍ متأخرةٍ من الليل، وينتج عن ذلك ما يأتي :
1– كثرة النوم ، مما يؤدِّي إلى إضاعة الصلوات ، وإهدار أنفسِ الأشياء ، وهو الوقت .
ومما يُلحظ خلال الإجازات أن بعض الأسر تسهر حتى ساعةٍ متأخرةٍ ، ويشدّ بعضُهم أَزر بعض على السهر ، ويتعاونون على ذلك ، ولكن لا تجد أحداً يَشُد من أزر أحد للبقاء حتى تؤدّى صلاةُ الفجر .
وقد لا تجد أحدًا من أفراد الأسرة يُعين آخر على تخصيص وقت لقيام الليل مثلاً ، أو قراءة القرآن ، أو التعاون على البر والتقوى .
2- الاعتماد الكامل على الخدم ، وترك الجميع يغطُّ في سُبات عميق .

ثالثًا : من الأخطاء والمنكرات :
ما تُقيمُه بعضُ الأُسر من احتفالات لأبنائها الناجحين أو لبناتِها الناجحات ، و ليس في هذا بأس ، لكن الخطأ ما قد يصحبُ تلك الاحتفالات من موسيقا صاخبة ، أو أغانٍ ماجنة ورقصٍ، ونحو ذلك ، فليس هكذا تُشكر النعم ، وليس هكذا يحمد المولى ــ.جل شأنه ــ على نعمة النجاح والتوفيق.
رابعًا: جلوس بعض الأسر قريبًا من بعض:
بحيث لا يفصل بعضها عن بعض سوى أمتار ، وبخاصةً في البراري والمتنـزّهات ، أو على شواطئ البحار ، مما لا يُؤمَن معه نظرةٌ مُحرَّمة ، أو التقاطُ صـور ، وبخاصةً مع ظهور بعض أجهزة الجـوال التي يُمكن من خلالها التصوير دون أن يشعر بذلك المُصوَّر .

خامساً: اصطحابُ بعضِ الآلاتِ الجالبةِ للشر والفتنة والرذيلة:
فعندما تخرج بعض الأُسر إلى الحدائق ، أو الشواطئ ، ونحوها فإن بعض الأسر تُصرُّ على اصطحاب بعض الآلات التي اعتادوا عليها ، فهي لهم بمنـزلة الماء والهواء! ولا شك أن إراحة العيون بل القلوب من مثل تلك الآلات مطلبٌ مُلِحٌّ. فَلِمَ الحرص على اكتساب الذنوب وإزعاج الآخرين بأصوات الموسيقا ؟
ولتحرِص الأسرة وبخاصة عند السكن في الشقق والفنادق لِتحرِص على حجب القنوات السيئة ، أو إلغائها عن طريق إدارة الفندق أو الشَّقـة ، فلقد قالت بُنيّةٌ لأبيها بعد أن رأت ما يُعرض في تلك القنوات. قالت : بابا اليوم شفت وحده ما عليها ثياب !.
ومما يُثير الحيرة والعجب إصرار بعض الناس على ارتياد الأماكن العامة ومُضايقـة الآخرين ببعض التصرفات ، سـواءًا كان ذلك بالتدخين وتلويث الهواء ، أم إزعاج الناس بأصوات الموسيقا ، أو قد يكون ذلك بتصرّفات بعض أفراد أسرته ، أو ترك المكان أشبهَ ما يكون بِمَزبَلَة !

سادسًا : أهمال الأبناء عند الذهاب للعمرة:
يخطىء بعض أولياء الأمور في حق أبنائه وبناته ، وقد يكون ذلك عن غير قصد ، إما لزيادة ثقته بهم ، أو حرصًا على استثمار وقته بالعبادة و البقاء في الحرم ، فيغفل عن متابعة أبناءه ، فتجدهم يذهبون ويجيؤن كيف شاءوا ، ولا يخفى ما يقع من مخالفات بسبب ذلك ، فعلى ولي الأمر أن يحرص على متابعة أبناءه وبناته ، ولا يتركهم يتجولون ويذهبون للأسواق وحدهم ، حتى لا يقع ما لا تحمد عقباه.

سابعًا : معاملة الخدم:
بعض الناس الذين ابتلوا بالخدم ، يغفلون عن إعطائهم حظّهم من الإجازة والفسحة ؛ مما يؤدي إلى تكليفهم ما فيه مشقة، ولئن كان الاعتماد على الخدم سائغًا عند بعض الناس في أيام الدراسة وأوقات العمل ، فلا يسوغ أبدًا الاعتماد عليهم في كل وقت ، حتى في أوقات الإجازات ، وعدم إعطائهم إجازات حتى في أيام الجُمَع ، وقد قال النبي ^ : (( إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه ، فإن لم يجلسه معه فليناوله أكلةً أو أكلتين ، أو لقمةً أو لقمتين ، فإنه وَليَ حَرَّه وعِلاجَه.)). متفق عليه .
وقال عليه الصلاة والسلام : (( هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم ، فأطعموهم مما تأكلون ، وألبسوهم مما تلبسون ، ولا تكلفوهم ما يغلبهم ، فإن كلفتموهم فأعينوهم )). متفق عليه .
وهذا النص في حق الموالي ، فكيف بالأحرار ممن ألجأتهم أحوال الحياة وضيق المعيشة على خدمةِ الآخَرِين ؟
ولا شك أن الاعتماد على الخدم والسائقين في كل شيء خطأ، لأنه يُعوِّدُ أفرادَ الأسرةِ على الكسل والاتكالية ، والاعتماد على الآخرين في كل صغيرة وكبيرة .فمتى تتعلّم البنات ؟ ومتى يُعتمد على البنين ؟ ومتى يتحمّلون المسؤولية ؟


مشروعات مقترحة
لإجازة سعيدة ومثمرة

الإجازة هي فترة من عمر الإنسان ، والإنسان محاسب على كل لحظة من لحظات حياته ، قال تعالى: [مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد  [ ق : 18 ]
وحيث إن وقت الإجازة ثمين ؛ فينبغي اغتنامه بما يعود بالنفع والفائدة ، كما أن تنويع النشاطات وتعدد المهارات التي يمكن مزاولتها في الإجازة أفضل من قصر ذلك على نشاط واحد ، لأنه أبعد للملل ، وأقرب للنفوس ، وأكثر فائدة. كما يُمكن تلخيصُ الأسلوب الأمثل للاستفادة من الإجازة و استغلالها في عدد من المشروعات التي يمكن أن يفكر المرء في أيِّها يصلح له ، وفيما يأتي بعض المُقتَرَحات للتذكير بها والاستفادة منها :

النوع الأول: هناك مشروعات نستطيع أن نطلق عليها: (.مشروعات تعبدية ), مثل العمرة، وحفظ القرآن الكريم ، ونحوها؛ فالإجازة فرصةٌ عظيمةٌ أن يرتب المرء فيها وقته، لأن يحفظ القرآن ، أو يحفظ أجزاءً منه ، ولو فكر الإنسان في حفظ وجهٍ من القرآن الكريم في كل يومٍ لحفظ في الأسبوع سبعة أوجه ، وحفظ في الشهر ثلاثين وجهاً ، وحفظ في الإجازة قرابة مئة وجه ، معنى ذلك أنه سوف يحفظ خمسة أجزاء من القرآن الكريم خلال الإجازة الصيفية ، وفى الحديث الصحيح عن عائشة رضي الله عنها ، عن النبي ـ ^ ـ قال: (( مثل الذي يقرأُ القرآنَ وهو حافظٌ له ، مع السفرة الكرام البررة ، ومثل الذي يقرأ القرآن ، وهو يتعاهده ، وهو عليه شديدٌ ، فله أجران )). [ رواه البخاري: 4937 ] .
وهذا يعني أنه يمكن حفظ القرآن الكريم كاملاً خلال ست إجازات ، هذا لو لم يتم استثمار باقي العام ، أما لو استُثمِرَت أيام السنة بالطريقة نفسها ، فيمكن إنجاز الحفظ بأقل من سنتين تحفظ فيها القرآن كاملاً.

كما يُمكن أن يُستثمر بعض الوقت في حفظ شيء من السنة النبوية ، وتعلُّم الآداب التي يستفيد منها جميعُ أفرادِ الأسرة في حياتِهم وفي تعامُلاتِهم . ويُضاف إلى ذلك تعلّم شيء من سيرة النبي ^ ، ودراسة سيرِ بعض أصحابه رضوانُ الله عليهم ، فإن كثيراً من أولادنا يجهلون سيرته ^، بينما يحفظون أسماء الفنانين واللاعبين وسيرهم .

كما أن من أفضل الأمور التي يمكن أن يُستثمر فيها الوقت حفظ المتون العلمية فهي أساس العلم الشرعي وهو الخطوة الأولى في تلقي العلم الشرعي ، وقد سار السلف الصالح على هذا المنوال في تلقي العلم ونشره وترسيخه بين الناس .
النوع الثاني: ما يمكن أن نطلق عليه: ( مشروعات علمية ) ، وهي كثيرة جداً ، منها : لزوم حلقات المشايخ ؛ فإن حلقات العلماء من أقوى المشروعات وأحسنها ، ومن أفضل ما يستثمر فيه المسلم وقته ، فمن الممكن أن يحرص الإنسان على متابعة هذه الدروس والحلق وتسجيلها وتلخيصها وكتابة بعض العناصر المهمة فيها والانتفاع بما يقال ويُلْقى فيها.
كما يمكن لجميع أفراد الأسرة الاستفادة من هذه الحلق والدروس العلمية التي تجمع العلمَ الغزير في الوقت اليسير، وذلك للرجال والنساء حيث تُوجد في كثيرٍ منها أماكن مخصصة للنساء .

ومن تلك المشروعات: البحوث العلمية ، فإن البحث من الوسائل التي لا يُغني عنها غَيرها ، وقد جرب ذلك الكثيرون . فربما يجلس الإنسانُ وقتاً طويلاً يقرأ فلا يستفيد كما يستفيد لو أعدَّ بحثًا ، وبخاصةً إذا كان البحث تحت إشراف شيخ ، أو معلم ، أو أستاذ ، أو أخ أعلم منه.
فيختار الشخص موضوعًا من الموضوعات التي تتناسب مع مستواه ، ويحاول أن يبحث عن عناصر هذا الموضوع ومراجِعِه ويوفرها ، أو يذهب إليها في المكتبات ، ويعد هذا البحث ويعرضه على أحد العلماء ، أو المشايخ ، أو طلاب العلم.
لكن يجب ألَّا يكون البحث فوق مستوى الباحث ، مثلاً طالب علم مبتدىء لا يصلح أن يأتي لقضية مازالت مشكلة عند العلماء ليعد بحثًا فيها، أو يقول ـ مثلاً ـ أريد أن أعد بحثًا في القراءات السبع والأحرف السبعة في القرآن الكريم ، نقول له: لا. لا. هذه قضية أعجزت كثيرًا من أهل العلم والخبرة فما بالك بالمبتدئين ، فالمرء إذا بحث بحثًا لا يتناسب مع مستواه ربما يصل إلى نتيجة خاطئة في هذا البحث ، أو ربما يعجز عن إكماله ، ومن ثم يقرر مقاطعة العلم وعدم الاستمرار في مثل هذه البحوث.

ومن المشروعات العلمية: الدراسات والدورات الصيفية، حيث إنَّ هناك دراسات صيفية في الجامعات ، حري أن يلتحق بها الشباب ، أو يلتحقوا بدورة تدريبية ، مثلاً : في الجمعيات الخيرية ، أو في الكهرباء ، أو دورة في الحاسب، أو اللغة الإنجليزية ، أو أي دورة في أي أمر مفيد للإنسان في دينه أوفي دنياه.

كما أن هناك أمرًا مهمًا يمكن استغلال الوقت فيه ، ألا وهو أن يرتب الإنسان لنفسه برنامجاً في قراءة مجموعة كبيرة من الكتب المفيدة ، ولكي يستمر الشاب في القراءة عليه أن ينوع ؛ لأنه لو أراد أن يقرأ كتبًا علمية بحتة ربما يمل، ولو قال أقرأ كتبًا في الفقه (كالمغني) ربما يقرأ في مجلد ثم يمل وينقطع، لكن الأفضل القراءة في كتب متنوعة ، بأن يقرأ مثلاً في كتب العقيدة ، والفقه ، والتاريخ ، والتراجم ، والسِّير ، والآداب ؛ لأن فيها تقوية للعزيمة ، وفيها بناءً وتربية . إن مما ينبغي لنا أن نكون من محبي قراءة الكتب النافعة.

ومن المشروعات الاجتماعية : العمل مع الأهل ، إذا كان الأب مزارعًا مثلاً ، فما المانع من استغلال الإجازة في خدمته في أعماله الزراعية لنيل رضا الله ثم رضاه ، أو كان تاجرًا مساعدته في أعماله التجارية ، هذه الأمور تربي على الرجولة التي نحتاج إليها في نفوس شبابنا، ومن شأنها أن تُعد لنا رجالاً يمكن أن تعتمد عليهم الأمة.
ومن المشروعات ترتيب زيارات بين الأقارب ، والتّذكير بحقوقِهم وفضلِ صِلةِ الرّحم ، سواء كانوا قريبين أو بعيدين ، أو إقامة مخيمات للأسرة ، فبعض الأسر الآن أصبحت تقيم مخيمات، يتجمع فيها أفرادُ الأسرة في المنطقة وهذه بادرة طيبة جدًا ينبغي لنا تشجيعها ونشرها، وكل أسرة معروفة منتشرة يجمَعون أفراد الأسرة ويتعارفون ويتناصحون فيما بينهم ، ويقيمون أيامًا ثم يعودون .

هناك أيضًا الرِّحْلات الشبابية: كثير من أهل الخير يخرج للسياحة والاستجمام ، فيسافر إلى مناطق سياحية داخل المملكة ، فلو جعلوا ضمن برنامجهم القيام بجزء من الواجب في تعليم الناس الخير والصلاة والعبادة والوضوء، فكثيرٌ من الناس في بعض القرى النائية والهجر يجهلون حتى أيسر الأمور، فهناك من يجهلون الصلاة والوضوء وقراءة الفاتحة، فما الذي يمنع جماعة من الشباب أن تخرج هنا أو هناك لمثل هذا الأمر.
أيضًا هناك النشاطات المتنوعة، مثل: المراكز الصيفية التي يمكن أن يستفيد منها الشباب، ومن المهم قيامها على سواعد أناس مخلصين ، حافظين لحدود الله ؛ لأن المراكز يُقبل عليها شباب مبتدئون بسطاء عاديون هم بحاجة إلى التربية، فإذا لم يوجد في المركز مسؤولين يعتنون بتربية الأبناء تربية صحيحة ، وتوجيههم والأخذ بأيديهم؛ فقد لا يكون المركز على المستوى المطلوب.

مُقترحات وأفكار
للأبناء

 ترتيب برنامج حفظ القرآن الكريم للبنين والبنات . ولو بُحِثَ عن حلقة جادةٍ لكان ذلك أكثر تشجيعًا لهم على الحفظ. وحبذا أن يقوم الابن بمعاونة الأب ، أو الأم ، أو مدرس الحلقة بقراءة ميسرة للتفسير . المهم أن يكون البرنامج مستمرًا ، وينبغي عدم الضغط على الابن ، بل استخدام التشجيع والترغيب ، وغرس محبة القرآن في نفوس الأبناء .

 حفظ بعض الأذكار المهمة ، وهناك الكثير من الكتب والبطاقات ، مثل: حصن المسلم ، وأذكار طرفي النهار ، وغيرها ...

 عمل زيارة للمكتبات (متاجر بيع الكتب) مع الأبناء. وتكون بعد تحفيز وترغيب للزيارة. ثم يترك الأمر للابن بمعاونة الأب ، أو المدرس ، أو الأخ باختيار كتيب أو أكثر وشرائها له كهدية إجازة . ولو أمكن غرس حب الكتاب والقراءة ، والترغيب في كتابٍ معينٍ قبل الزيارة لكانت النتيجة أفضل.

 تسجيل الأبناء في المراكز الصيفية النافعة. مع الحرص على اختيار الأنفع والأقرب للنفوس لوجد الابن نتائج أكثر خلال الفترة الصيفية. ويمكن للأب إعطاء جوائز للمدرس ويطلب منه تشجيع ابنه في المسابقات ، أو إذا قام بعمل طيب. وهذا أدعى لترغيب الابن في الحضور للمركز ، إضافة إلى التعلق بالأعمال الطيبة والآداب السليمة .
وبالنسبة إلى البنات ، فيمكن تسجيلهن في الدور النسائية المنتشرة بكثرة ولله الحمد .
 عمل مسابقة ترتيب منزلية . فكل ابن يقوم بترتيب كل شيء في غرفة الأبناء من أدراج ، وفراش ، و أرضية ، وثياب. مع القيام بملاحظة مكان معين في المنزل ومتابعته. والفائز يحصل على جائزة تشجيعية وسط الشهر ، أو آخره . ولا مانع أن يفوزوا كلهم إن كانوا يجيدون الترتيب .
فخلال شهر أو شهرين ، أو خلال الإجازة سيكون الأبناء قد تعودوا على الترتيب ، وعلى الاعتماد على النفس ولو لم يكن هناك مسابقات ، فتوزيع الأدوار بين أفراد الأسرة يُقرِّب القلوب ، ويجلب المحبة وروح التعاون بينهم.

 ترتيب زيارة إلى أحد الأقارب أو القريبات بين الفينة والأخرى مع الأبناء ، ليصلوا أرحامهم ويتعلموا ما ينفعهم وتتقوى روابطهم بأقاربهم .

 عمل بعض الألعاب والمسابقات المفيدة والمناسبة للصغار. ويمكن أن تكون هذه الألعاب في الرحلات الأسرية، أو في داخل المنزل.

 تقديم بعض الأشرطة الإسلامية المناسبة وبعض القصص المفيدة ليستفيدوا منها قراءةً وسماعًا ، ويمكن سؤالهم بعد ذلك عن بعض الأشياء الموجودة في الشريط أو الكتاب بأسلوب سهل ومحبب إلى أنفسهم .

 تدريبهم على بعض المهارات ، وتنظيم بعض الدورات لهم في داخل المنزل ، أو في مكان مناسب يقدم هذه الدورات. مع مراعاة واقع المكان ومن يرتاده ونوعيتهم ، حتى لا يرتبطوا بأصدقاء سيئين .
ومن هذه الدورات: التدريب على الحاسب الآلي ، أو الطباعة السريعة ، أو الخط ، وغيرها ...
وتدريب الفتيات على ما يناسبهن ، مثل: بعض الأعمال المنزلية و إشعارهن بمكانهن في المنزل . ويكون لهن دور مع أمهن في رعاية المنزل ، وفي استلام مسؤولية رعاية أحد الأطفال.أو يعمل لهن دورة في الطبخ مثلاً ، أو ترتيب مكان معين في المنزل ، أو ترتيب بعض الأغراض المنزلية، ويكون ذلك تحت رعاية الأم وتدريبها وتشجيعها .

 إقامة دورتين شرعيتين مهمتين ، مثلاً: واحدة في الوضوء ، والأخرى في الصلاة لتعليم أبناء الحي الذين يحضرون للمسجد مع مراعاة التطبيق العملي ، ويقوم بالدورات أئمة المساجد في مساجدهم مع أولياء الأمور ، أو ينفذها أولياء الأمور في منازلهم وفي رحلاتهم .


أفكار ومشروعات
للأسر

 عمل درس أسري من قبل ربِّ الأُسرة . مثلاً تعليمهم أذكار الصباح والمساء ، أو آداب الصلاة ، أو الوضوء أو غيرها ، وتسميعهم إياه في اليوم الذي يليه وهكذا .

 الخروج في رحلات عائلية ، وعمل مسابقه مخصصة للذكور وأخرى مخصصة للإناث ويكون هناك جوائز عينيه كالأشرطة الإسلامية والكتب المفيدة.

 يمكن أن يكون البرنامج للدوريات الأسبوعية الأسرية في الاستراحات كالتالي :
أ- للرجال والشباب: بعد المغرب درس ثقافي أو اجتماعي ، أو مسابقات هادفة. بعد صلا ة العِشاء حتى يحين موعد العَشَاء فتره رياضية : لعب كرة قدم ، أو سلة، أو طائره ،أو سباحة .
ب- للنساء والبنات: بعد المغرب درس تربوي أو مسابقات وألغاز ثقافية واجتماعيه ، بعد صلاة العشاء مسابقه وألعاب رياضية خفيفة وطريفة ، ويكون هناك جوائز تشجيعية للجميع .

 عمل رحلة عمرة وإعداد بعض الأفكار والبرامج الثقافية الممتعة التي يمكن طرحها خلال الطريق ، أو في حالة البقاء في مكة المكرمة شرفها الله .

 الالتقاء في حالة السفر مع إحدى الأسر ــ التي لها أبناء مميزون بالأدب والحرص ــ إن أمكن الاتفاق على هذا ، وفي هذه فائدة ترابط الأبناء ، واستفادة بعضهم من بعض. ويمكن عمل البرامج والمسابقات في ذلك حتى لا يتحول اللقاء من إيجابي إلى سلبي .

 اصطحاب الأسرة للمحاضرات والدروس ، وتشجيع الأهل على المناقشة فيما بعد عما طُرح فيها . ويمكن توفير شريط المحاضرة الجيدة لمن لم يتمكنوا من حضورها لأي طارئ .

 الاستماع إلى المحاضرات في المنزل من خلال النقل المباشر بالإنترنت . كما يمكن استغلال الأشرطة الموجودة في بعض المواقع الإسلامية خلال استخدام الإنترنت لأعمال أخرى .

 تعلم صنعة جديدة. والعناية بالعمل الصيفي للطلاب.

أفكار ومشروعات
للكبار

 حضور الحلقات والدورات العلمية التي تقام في الصيف و الذهاب إلى المخيمات الدعوية .

 المشاركة في الأعمال الخيرية والتطوعية . فعمله توجيه للأبناء وتعويدهم على العطاء وبذل الخير ، وفي الوقت نفسه استغلال أوقاتهم بما هو نافع .

 اللقاءات الصيفية للفتيات ( يوم واحد فقط ويمكن أن يتم في أحد المراكز النسائية ) وهي شبيهة بالمعسكرات الطلابية وتنفذ في يوم واحد فقط ، وتتضمن برامج هادفة من مسابقات ، وفقرات ترفيهية وتعليمية ، كذلك الحوار الهادف مع الفتيات في أمورهن ومشاكلهن ، مع أهمية ملاحظة مدى محافظة القائمات على اللقاء وأهليتهن قبل الإقدام عليه. ويمكن أن تتكرر هذه المعسكرات ، كما يمكن أن ينفذ برنامج مثله للفتيان .

 وضع هدف يحاوَل الوصول إليه: من قراءة كتاب أو كتب معينة أو إعداد بحث معين .

 اختيار سلسلة علمية من الأشرطة ( متناسبة مع المدة الزمنية للإجازة) ومحاولة سماعها ، و إذا أمكن تلخيصها .

 توزيع بعض الكتيبات والأشرطة على الأقارب أو في مسجد الحي .

 توزيع المجلات الإسلامية على الحلاقين ، وأماكن الانتظار في المستوصفات والمستشفيات ، وغيرها. وحبذا لو كان هناك تعاون مع مكتب الدعوة والإرشاد ، أو ما يشابهه حتى تتكاتف الجهود ويزداد التعاون .

 دعم المنتديات الإسلامية على شبكة الإنترنت ، والقراءة والكتابة فيها وتكثير سواد المسلمين فيها . ودعوة وتشجيع من تعرفهم للاطلاع عليها . (مع الابتعاد عما يقسي القلب من المواقع والمنتديات السيئة أو غير الهادفة ) .

 نسخ أقراص ( السي دي ) والتي تحتوي على البرامج الإسلامية والمحاضرات والدروس العلمية وغيرها مما وافق صاحبه على نشره ، وبيعها بسعر مخفض جدًا وذلك لنشر الدعوة والفائدة .

 القيام بتجميع جهاز حاسب آلي جديد ، من أجل التعرف عليه ، وعلى مكوناته ، ويمكن عمل ذلك مع أفراد الأسرة إن أمكن ، أو بالتعاون مع بعض الأصدقاء الذين يعرفون تركيب الحاسب الآلي .

 زيارة المرضى من الأهل والمعارف واستغلال فرصة الإجازة في مثل هذه الأعمال الخيرية مع تبيين الأجر للأبناء وأثر الزيارة في المريض.

 تكوين مشروعات مدرسية لنصح الطلاب أو الطالبات بعد الاختبارات في كيفية استغلال الإجازة والتنبيه لأهمية حلق الحفظ والمراكز الطلابية ، وغيرها.
ويمكن لهذه اللجنة وضع بعض الأوراق مع الشهادة وفيها بعض الإرشادات في كيفية استغلال الإجازة .

 استثمار الهاتف في التنبيه على المحاضرات في المنطقة والمراكز النسائية ، والتنبيه على أهمية الاستماع إليها ، وذلك لإشعار الآخرين بأهميتها، وتحفيزهم كذلك على سماع المحاضرات بالأشرطة ، ولو كانت قديمة.

 استغلال الرسائل الإلكترونية في الدعوة إلى الله . ووضع قائمة بالعنوانات المناسبة ، وإرسال الرسائل المفيدة والتنبيه على المحاضرات والبرامج النافعة .

 عمل مسابقة في كتابة البحوث ، وتشجيع الأبناء على ذلك ولو كانوا صغارًا . وترتيب الجوائز عليها. وحبذا لو كان زمن المسابقة قصيرًا للبعد عن الملل.

 مع الإجازة ووجود الوقت وكثرة القراءة العامة للمجلات والصحف ، فمن الضروري الحرص على قراءة المفيد منها ، والنصح لمن كتب كتابة سيئة وعرض ما ينبغي لنا إنكاره على العلماء والمشايخ وغيرهم .
 البحث عن بعض السُنن المهجورة والعمل على إحيائها، مثل: صلاة الضحى ، وزيارة المقابر ، والصيام ، وغيرها ، وهناك كتب متعددة تعتني بمثل هذه الموضوعات.


أفكار ومشروعات
للنساء

 استثمار فترات الاجتماعات مثل الأعراس وغيرها وتقديم كلمة موجزة في ذلك الجمع ، وإن كانت غير قادرة فإنها تطرح الموضوع على أصحاب الاجتماع ، وتدعوهم لإحضار من يقدم الكلمة. ويمكن لأي واحدة تقديم حديث مفيد مع من هم حولها أو تقديم النصيحة الخالصة الطيبة لإحدى الحاضرات للالتحاق بمركز تحفيظ القرآن الكريم مثلاً ، أو نصيحتها في منكر رأته.

 التخطيط لعمل سلسلة دروس ودورات ، وبرامج مفيدة في المراكز الإسلامية والمخصصة بالنساء ، لتقديم النفع ولتطوير علمها وقدرتها الدعوية.

أفكار مخصصة للرجال

 تكوين لجنة المسجد ، ومهمتها تفعيل عمل المسجد من خلال تطوير الخطبة ، والكلمات ، وحِلَق التحفيظ ، ولوحات المسجد ، ومكتبة المسجد ، والاتصال بجيران المسجد ، وتوصيل الخير لهم ، وغيرها من الوسائل .

 الحرص على إنكار بعض المنكرات التي تواجهنا يوميًا بالطريقة الشرعية للإنكار ، في البقالات ، مثل: (.المجلات الخليعة ـ الدخان ، وغيرها ) ، وفي الأسواق ، مثل: ( التبرج والسفور ـ المعاكسات ) ، و في الحي ، مثل: ( الجيران الذين يهملون الصلاة ، أو دعوة وتوجيه أبناء الحي الذين يلعبون في وقت الصلاة ) .


مع الخدم والعمال

 ربط الخدم (وكذا الموظفين والعمال) غير الناطقين بالعربية بمكاتب دعوة الجاليات ، والتعريف بالمكتب ومعرفة ما يمكن أخذه للخادمة ، أو السائق ، أو العامل ، أو الاطلاع على المحاضرات المناسبة لهم .

 تعليم الخادمة المسلمة اللغة العربية ، وكيفية قراءة القرآن الكريم ، وبعض العقائد والأحكام الشرعية الأساس باختصار .
إنها لفرصة عظيمة أن يقوم بعض أفراد الأسرة باستثمار الإجازة الصيفية بمثل هذه الأعمال الدعوية . ولا شك أن في هذا خير عظيم لمن فكر في أثر ذلك حين عودة الخادمة إلى بلادها وهي تحمل أثمن علم يمكن أن تتعلمه في بلاد المسلمين .
أفكار سريعة

 تنظيم مسابقة إعادة ترتيب الأحاديث ، وذلك بكتابة الحديث بطريقة غير مرتبة ، وطلب إعادة ترتيب جمل أو كلمات الحديث ترتيبًا صحيحًا ، وبعد ترتيبها تقدَّم كلمة في شرح الحديث والفوائد المستخرجة منه .
ويُحرص على اختيار الأحاديث النافعة والتي تهم من تقدم لهم هذه المسابقة.

 تعليق لوحة أسبوعية في المنزل تركز على بعض الأخلاق ، أو الحكم النافعة ؛ لتصبح هدف الأسرة خلال هذا الأسبوع .

 إلقاء كلمة بعد الصلاة على أعضاء الأسرة وبخاصة في الرحلات البريه ، وغيرها عندما تصلي الأسرة مع بعضها صلاة جماعية .
 المسابقات الثقافية المتنوعة : بحيث تُكتشف فكرة معينة وتصاغ على شكل مسابقة ، مثل: ( معكم على الهواء ، من سيربح المئة ، مسابقة حروف ) .

 ركن الحكايات: ركن يُتحدث فيه عن الحكايات والقصص للأشبال .

 فكرة الكسب الحلال : وتقوم الفكرة على الاتفاق مع الطفل للقيام بعمل إضافي ، ليس من الواجبات اللازمة عليه ، على أن يكون له مقابل على جهده مثل: طباعة بحث ، أو خطاب بالكمبيوتر ، سواء كان لأحد والديه ، أم لأحد الأقارب فيتعود الابن بذلك على الكسب الحلال وتحمل المسؤولية .

 جلسة أسرية ( مع السيرة النبوية ) تُطرح بأسلوب قصصي جذاب ، عن طريق القراءة من كتاب في السيرة ، مثل: كتاب ( هذا الحبيب يا محب ) ، أو عن طريق طرح أسئلة متنوعة عن السيرة النبوية ، وسير الصحابة.

 برنامج الطفل المنظم ، حيث يتولى الأطفال ترتيب ما يخصهم من ألعاب وملابس ونحوها ، ويشجعون على ذلك.

 حصر أوقات الفراغ لدى كل فرد ، وتوجيه الأسئلة لكل فرد: ماذا تستطيع أن تحققه للأسرة؟ وتوزيع المسؤوليات بين أفراد الأسرة، (فلان ينبه للصلاة)، (فلان مسؤول النظافة) ، وإشراكهم في وضع برنامج الأسرة ، و تعيين مدة زمنية لتنفيذ البرنامج.

 القيام ببعض الألعاب الجماعية مثل: القفز على الحبل بين أفراد الأسرة ، والركض الجماعي ، وشد الحبل ، وغير ذلك .

 جلسة حوار لأبناء الأسرة لكشف الطاقات ولتصحيح الأخطاء.

 أب الأسرة المكلف : تعيين قائد يومي للأسرة ونائبه ، والأفضل تغيير النائب كل فترة . أو تعيين ساعة لكل شخص يقوم بعمل الأب أو الأم .

 برنامج دعاة المستقبل : فكرة البرنامج هي تعويد الابن الإسهام في أعمال الخير وذلك بعدة أساليب منها .
 زيارة إحدى المؤسسات الخيرية أو مكاتب الدعوة ليتعرف عليها الابن ويسهم بأي شكل مهما كان يسيراً .
 إذا كان الابن يجيد استخدام الحاسب الآلي ، أو أنه صاحب خط جميل يمكن أن يقوم بكتابة حديث ، أو فائدة ، أو قصة جميلة ومن ثَمَّ يُعلقها في البيت أو في المسجد بعد التنسيق مع إمام المسجد .

 شراء بعض الكتيبات والمطويات النافعة وجعل الطفل يقوم بتوزيعها بعد الصلاة عند باب المسجد بعد التنسيق مع إمام المسجد .

 برنامج اللقاء الأسبوعي : فكرة البرنامج اختيار وقت في الأسبوع يجتمع فيه أفراد البيت ويقوم الأطفال بإعداد برنامج متنوع الفقرات ويمكن للأب أو الأم مساعدتهم في البدايات ، بعدها سيرى رب الأسرة ــ بإذن الله ــ أشكالاً من الإبداع قد لا يفكر فيها هو ، مما يثلج صدره ، ويشرح نفسه ، ويسر خاطره.
 برنامج السؤال الأسبوعي: فكرته سؤال يعلق أسبوعيًّا في صحيفة مُعَدَّة لذلك في البيت وليكن مثلاً يوم السبت ، وآخر موعد لتسليم الإجابات هو يوم الجمعة ، ثم يعلق الجواب الصحيح واسم الفائز ويُطْرَح سؤال آخر ، وهكذا ويكون الفائز هو الذي يتكرر اسمه في الشهر أكثر وتقدم له جائزة .

 فكرة الطفل البار : تقوم الفكرة على تعويد الطفل المساعدة في أعمال البيت ولو بشكل يسير جداً ؛ لكي لا يمل من العمل المطلوب منه ، وتشجيعه بالكلام والثناء ، أو بهدية ولكن لا تُجعل عادة حتى لا يكون عمله من أجلها .

 فكرة المنافسات والألعاب الحركية لحاجة الطفل إليها :
 للأبناء مثلًا: سباق على الأقدام ، أو الدراجات ونحوها .
 للبنات أعمال منزلية ، ويقاس فيها المهارة والسرعة، مثل: إعداد شاي ، أو غسيل أوانٍ ، أو تنظيف ، أو تطريز.

 المشاركة في إثراء المجلات بمقالات وموضوعات ترى أهمية طرحها.

 الالتحاق بوظيفة في الإجازة الصيفية .

 جمع بعض الأشرطة وكذلك الكتيبات والمجلات المفيدة وتوزيعها على المستوصفات أو صوالين الحلاقة وأماكن الانتظار بالمرافق العامة.

 تقديم بعض الأشرطة لسيارات النقل والأجرة ليستفاد منها في الطريق.

 محاولة التأليف والكتابة الصحفية والتدرب على ذلك.

 دعوة غير المسلمين للإسلام عن طريق الكتب والنشرات والمطويات ، أو بتعريفهم بمكاتب الجاليات.

 تعلم شيءٍ جديدٍ مثل: التبريد، والميكانيكا ، والكهرباء، والسباكة ، وأسرار الكمبيوتر ... إلى آخره.

نصائح وتوجيهات

حفظ القرآن:
القرآن كلام الله ، وأعظم كتاب تلقته البشرية ، فبقراءته يؤجر المسلم ، وينال حظه في الدنيا والآخرة ، ويستعان على حفظ القرآن الكريم ـ بعد توفيق الله ـ بما يأتي:
1- صدق الرغبة والاستعانة بالله عز وجل .
2- الالتحاق بإحدى جماعات تحفيظ القرآن الكريم، وهي منتشرة في أكثر مساجد المملكة ولله الحمد .
3- الحفظ على شيخ متقن .
4- تخير أفضل الأوقات للحفظ ، وهي متفاوتة من شخص لآخر .
5- التقيد بمصحف معين ( رسم مصحف معين ) لا يغيره .
6- معرفة تفسير ما يحفظ من آيات ، ويمكن الاستعانة ببعض التفاسير السهلة ، كتفسير ابن سعدي ، أو زبدة التفاسير ، أو غيرها .
7- إتقان الآيات المتشابهات، وذلك عن طريق كثرة تكرارها ، أو حفظ أحد المتون في متشابهات القرآن، أو الاستعانة ببعض الجداول الجامعة للآيات المتشابهة .
8- المراجعة الدائمة، والتسميع على شيخ ، أو على أحد الاصدقاء أو على النفس، وعدم إهمال ذلك لأن القرآن سريع التفلت .
9- الاشتراك في المسابقات المتعلقة بحفظ القرآن، فإنها تشجع على سرعة الحفظ، مع ملاحظة الحذر من الرياء، حتى لا يكون الحفظ لأجل ثناء الناس أو لأجل جوائز تلك المسابقات .
10- أكل الحلال والاستقامة على طاعة الله عز وجل .

حفظ السنة النبوية :
ومن الكتب المختصرة التي يمكن حفظها في الإجازة :
1- الأربعين النووية للإمام النووي ، وتكملتها للحافظ ابن رجب الحنبلي .
2- عمدة الأحكام للمقدسي .
3- بلوغ المرام لابن حجر .
4- منتقى الأخبار لمجد الدين ابن تيمية .
5- اللؤللؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان .
6- مختصر صحيح البخاري ، أو مختصر صحيح مسلم .
7- مئة حديث للحفظ ، من مطبوعات شعبة توعية الجاليات بالزلفي ، وغيرها.
8- الجمع بين الصحيحين ، وهو متوافر بعدة طبعات.

حفظ المتون العلمية :
والمتون العلمية كثيرة ومتنوعة ، يختار منها المرء ما يناسبه كمتون العقيدة والفقه والحديث والأصول والمصطلح والنحو والقراءات ، وغيرها من العلوم النافعة.
وحفظ المتون مهم جدًّا في توسيع مدارك الطالب وتفتيح أبواب الطلب لديه، وحفظ المتون يزيد في قدرة الطالب في الحفظ، ويدفعه إلى مطالعة الشروح والحواشي، ولذلك قيل : مَن حفظ المتون حاز الفنون .
ومن المتون العلمية المهمة :
1- جامع المتون للحفظ ، من إصدار شعبة توعية الجاليات بالزلفي ، وهو كتاب جيب يجمع خمسة من أبرز المتون العلمية للمبتدئين :
2- جامع المتون لابن قاسم
وغير ها ...

طلب العلم :
يكون طلب العلم بأمور منها :
1- حضور مجالس أهل العلم العامة والخاصة .
2- حضور المحاضرات العلمية والندوات .
3- حضور الدورات العلمية العادية والمكثفة .
4- القراءة في كتب أهل العلم .
5- السفر لطلب العلم وحضور الدورات العلمية إذا لزم الأمر .
6- تلخيص بعض كتب أهل العلم .
7- تفريغ أشرطة العلماء المعدودين وتلخيصها .
8- دراسة بعض الأحاديث من ناحية أسانيدها والبحث عن طرائقها وشواهدها وتجميع ذلك .
9- إقامة دروس علمية بين الأصدقاء بحيث يقرأ أحدهم في كتاب والباقون يستمعون، أو يُحضِّر أحُدهم درسًا في مسألة معينة ويلقيه على أصدقائه فيكتسب بذلك ملَكَة الإلقاء .

الدعوة إلى الله تعالى :
الدعوة إلى الله ـ سبحانه وتعالى ـ لا يخفى فضلها ، و لها صور متعددة منها :
1- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في كل مكان بقدر الاستطاعة .
2- تعليم الناس أمور دينهم والبدء بالأقرب فالأقرب .
3- دعوة غير المسلمين إلى الإسلام .
4- المساهمة في النشاطات الدعوية في المسجد والحي .
5- التعاون مع المسؤولين عن مكاتب الدعوة في النشاطات الدعوية المختلفة .
6- توزيع الكتب والأشرطة والنشرات المفيدة .
7- الذهاب إلى القرى والهجر التي يقلُّ فيها العلماء والدعاة لدعوة أهلها وتعليمهم أحكام دينهم .

زيارة الحرمين الشريفين :
قضاء الإجازة في مكة والمدينة له فضل عظيم، ففي مكة : الصلاة في المسجد الحرام بمئة ألف صلاة ، ويمكن لزائر مكة كذلك أن يؤدي مناسك العمرة، وقد قال النبيُّ ^: ((.العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما )). [متفق عليه]. ويمكنه كذلك الإكثار من الطواف حول البيت، والشرب من ماء زمزم الذي قال فيه النبيُّ ^ : (( ماء زمزم لما شرب له )).
أما المدينة النبوية ، فإن الصلاة في مسجدها بألف صلاة فيما عداه إلا المسجد الحرام، وإذا ذهب الإنسان إلى المدينة ، فيمكنه أن يتشرَّف بالسلام على رسول الله ـ ^ ـ وصاحبيه ، ويمكنه كذلك أن يزور مقبرة البقيع ومقبرة الشهداء بأُحد، ولعلَّ ذلك يثير في نفسه شجوناً، فيتذكر ما كان عليه هؤلاء من صدقٍ وجهادٍ وتضحيةٍ وفداءٍ، فيتطلع إلى أن يكون مثلهم أو قريباً منهم .
ويمكنه كذلك أن يخرج إلى قُباء، ويصلي في مسجدها كما كان رسول الله ـ ^ ـ يفعل .
وليحذر زائر الحرمين الشريفين من المعصية فيهما، فإنها أعظم من المعصية فيما سواهما من الأماكن، قال ــ تعالى ــ في شأن الحرم المكي :  وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ إلىمٍ  . [الحج : 25 ].


تجارب واقعية

في المستشفى
يقول: مرض طفلي الصغير ، فذهبت به إلى المستشفى ، أخذت رقمًا وتوجهت إلى غرفة الانتظار، انتظارًا لدوري. لقد كان هناك عددٌ كبير ينتظرون ، ربما نتأخر أكثر من ساعة. الصمت يخيم على الجميع. يوجد عدد من الكتيبات الصغيرة استأثر بها بعض الأخوة .
جُلْتُ بطرفي في الحاضرين ، بعضهم مغمض عينيه لا تعرف فيم يفكر، وآخر يتابع نظرات الآخرين. والكثير تلمح في وجوههم القلق والملل من الانتظار .
يقطع السكون الطويل صوت المُنادِي برقم كذا ، تظهر الفرحة على وجه المُنادَى عليه ، يسير بخطوات سريعة ، ثم يخيم الصمت على الجميع .
لفت نظري شاب في مقتبل العمر ، لا يعنيه أي شيء حوله ، لقد كان معه مصحف جيب صغير يقرأ فيه، لا يرفع طرفه عنه. لم أفكر فيه كثيراً ، لكن عندما زاد انتظاري عن ساعة كاملة ، بدأت أفكر في أسلوب حياته ومحافظته على الوقت .
ساعة كاملة من عمري ماذا استفدت منها وأنا فارغ بلا عمل ولا شغل ، بل انتظار ممل.
أُذِّن لصلاة المغرب فذهبنا إلى الصلاة، وبعد الصلاة خرجت مع ذلك الفتى وأبديت له إعجابي به في محافظته على وقته. تحدثنا عن كثرة الأوقات التي تضيع من أعمارنا دون أن نستفيد منها ، أو حتى نندم عليها.
ذكر لي أنه أخذ مصحف الجيب هذا منذ سنة تقريبًا ، بعدما نصحه صديق له بالمحافظة على الوقت . وأكَّد لي أنه يقرأ في الأوقات التي لا يُستفاد منها أضعاف ما يقرأ في المسجد أو في المنزل . بل إن قراءته في المصحف زيادة على الأجر والمثوبة ـ إن شاء الله ـ تُبعد عنه الملل والتوتر .
ثم قال: متى تجد ساعة كاملة أو أكثر تقرأ فيها القرآن؟
تأملت كم من الأوقات تذهب عليَّ سدى! بل كم يومًا يمر عليَّ لا أقرأ القرآن فيه! جُلْتُ بناظري ، علمت أني محاسب والزمن ليس بيدي ، فماذا أنتظر؟ قطع تفكيري صوت المنُادي. ذهبت إلى الطبيب.
بعدما خرجت من المستشفى ، أسرعتُ إلى المكتبة واشتريتُ مصحفًا صغيرًا . لقد قررتُ أن أحافظ على وقتي.


قرار صائب

وصلتني دعوه لمحاضره تلقيها مجموعة فتيات حول تجربتهن في حفظ القرآن خلال شهرين. تعجَّبتُ كثيرًا ، وأحسست أن الأمر مستحيل.
في المحاضرة ، ذكرت الفتيات أنهن حفظن القرآن خلال شهرين فقط في حلقة مكثفة ، وشرحن طريقتهن في الحفظ. كانت المحاضرة رائعة بحقَّ ، لقد تأثرت كثيرًا ، فقررت الالتحاق بحلقة مشابهة في إجازة الصيف المقبل.
مع بداية الإجازة سارعت بالتسجيل في حلقة لحفظ القرآن لمدة عشرة أسابيع. بدأنا يوم الاثنين: 3/ 5/ 1425 هـ لقد كان المكان مزدحمًا جدًا ، وهناك حماس ونشاطٌ زائد! لا أعرف كيف أصفه. سرني ما رأيت من حماس وإقبال كبير من النساء صغيرات وكبيرات. كانت سعادتي لا توصف عندما رأيت ذلك المنظر. كنا نحضر من الساعة: الثامنة صباحًا ، حتى: الثانية ظهراً ، ونحفظ في اليوم اثني عشر وجهًا من القرآن. في البدء كنت أولَ من يُسَمِّع ؛ وذلك لكوني حافظة للبقرة وآل عمران .
في يوم الثلاثاء من الأسبوع الثاني كان علينا حفظ تسعة أوجه من سورة النساء مع ثلاثة أوجه من آل عمران. كنت أعتقد أنني سأكون مثل السابق أولَ من يُسمِّع ، ولكن تغير الأمر علي. لم أكن قادرة على الحفظ بسرعة!
هل السورة صعبة؟ أم أن المشكلة فيَّ أنا؟ أم لأنني كنت حافظة للبقرة وآل عمران من قبل ، أم لكثرة الارتباطات مع الأسرة تلك الأيام التي كنت مُلْزَمة بها؟
اكتشفت مع نهاية الأسبوع الثاني أنه يصعب عليَّ التركيز والحفظ بوجود مجموعات كبيرة من الدارسات ؛ فأصبحت ارجع إلى المنزل، ولم أحفظ إلا خمسة أو ستة أوجه، بينما من المفترض عليَّ حفظُ اثني عشر وجهًا.
حاولت بشتى الأساليب أن أحفظ بشكل أسرع . استخدمت الكتابةً ، والسماع ، والترديد ، كما ركزت على الحفظ في المنزل.
مرت عليَّ لحظات فكرت فيها بأن أكتفي بحفظ عشرين جزءًا ، أو عشرة أجزاء. ولكـن شي في داخلي يرفض هذه الفكرة ، فكنت كلما ضَعُفت همتي شكوت لصويحباتي فكن يرفعن معنوياتي ، ويقوين عزيمتي.
قاطعت الخروج للارتباطات الأسرية خصوصًا في الأسبوعين الأخيرين ، وإن لزم الأمر وخرجت فمصحفي معي ، أُسَمِّعُ وأحفظ.
كما مرت علي فترة جلست فيها ثلاثة أيام لم أحفظ سوى خمسة عشر وجها، مع أن المفترض حفظ ستة وثلاثين وجهًا.
كذلك سافـرنا لمده عشرة أيام تقريبًا ، فكنت أحفظ وأُسَمِّع للأستاذه في الهاتف.
عندما وصلنا للجزء العشرين ، وقاربت الوصول إلى الهدف زادت همتي ، وقويت عزيمتي.
جاء يوم الجمعة وقد بقي عليَّ خمسة أجـــزاء ، لم يبقى سوى أسبوع واحد فقط ، أي يجب عليَّ حفظ جزء كامل يوميًا كي أختم القرآن. كنت أفتح على سوره الناس وأقول هل أصل إليها؟!
الحمد لله ، ضغطت على نفسي ـ وبتوفيق من الله ـ ختمت فجر الاربعاء. ذهبنا في اليوم الأخير ، وبدأت كل واحدة منا تُسَمِّع بدءًا من الضحى ، كلما جاء دور واحدة بكت. شعور لا أستطيع وصفه.
جاء دوري بكيت وبكيت .اللهم لك الحمد. قرأت : سورة الاخلاص, الفلق , الناس ، ثم سجدت شكرًا لله على هذه النعمة. لقد أتممت حفظ كتاب الله.
الآن عرفت طعم السعادة التي كانت الفتيات الحافظات يتحدثن عنها في محاضرتهن التي كانت ـ بعد توفيق الله ـ السبب في التحاقي بحلقة القرآن.
وبرغم التعب التي تعبته خلال تلك العشر أسابيع ، إلا أنها كانت من أجمل أيام حياتي. لم يكن الأمر سهلاً ، لكن مع العزيمة وبتوفيق الله أتممت الحفظ.
علمًا أنني لم أكن صاحبة ذاكرة قويه ، بل على النقيض من ذلك فقد كان الحفظ صعبًا جدًا ، لكنه توفيق من الله. كما أنني لم أكتب هذه الكلمات إلا من أجل تشجيع غيري على حفظ كتاب الله.


تجربتي في حفظ كتاب الله

إنني إذ أخط لكم كلماتي ، فإنني لست أخطها فخرًا وإعلانًا، وإنما هي تجربة خضت غمارها ، فأردت أن تكون دافعًا لمن لم يلج في هذا الطريق أن يلجه ، ،وحافزًا لمن بدأ أن يُتم طريقه مستعينا بالله ، ولمن وصل إلى نهاية المطاف أن يسعى لتثبيت ما حفظ ، فإنه من السهل الوصول إلى القمة لكن الصعب أن تحافظ عليها ، وهو يسير على من يسره الله عليه، ثم إنني بهذه الكلمات أُذكِّر نفسي بنعم الله ـ عز وجل ـ عليَّ ، وأعترف بفضله وآلائه ، إذ أنَّ الاعتراف بالنعم أول سبيل لشكر المنعم سبحانه .
بدأت تجربتي في حفظ كتاب الله ـ عز وجل ـ منذ أن كنت طفلاً ، فقد أكرمني الله ـ عز وجل ـ بأبوين حرصا عليَّ أشد الحرص ، واعتنيا بتحفيظي كتاب الله ـ عز وجل ـ عناية بالغة، وكانت ترافقني في مسيرة الحفظ أختي الغالية ، وعند الخامسة ربيعا كنا ـ وبفضل الله عز وجل ـ قد أتقنا حفظ الجزء الثلاثين والتاسع والعشرين ، وأذكر حينها أن والدي ـ.حفظه الله ـ وعدنا بأن يشتري لنا جهاز كمبيوتر مكافأة على الحفظ ، وتم الشراء ، وما زال الكمبيوتر يذكرني بتلك الذكرى العزيزة على القلب .
لم يكن في منطقتنا مراكز نسوية للتحفيظ ، فبدأ والديَّ ـ.حفظهما الله ـ في مشروع حلقات تحفيظ لأبناء وبنات الحي بأن اتفقا مع الجيران على تنظيم حلقات للحفظ في مسجد الحي ، وهكذا بدأنا بحلقة صغيرة جدًّا في مصلى النساء ، ثم توسعت تلك الحلقة حتى ضاق المصلى بالطالبات ، فاستُؤجر أحد المنازل لتكمل فيه الطالبات حفظهن ، واستمرت حلقة الطلاب في المسجد ، ومع تطور الحلقة واتساعها تم شراء ذلك المنزل من قبل فاعلي خير ـ جزاهم الله خيرًا ـ وأعيد بناؤه ليفي بمتطلبات الدورات العلمية وفصول التحفيظ .
تابعتُ حفظي مع معلمات فاضلات كان لهن الفضل ـ.بعد الله عز وجل ـ في حفظي لكتاب الله وإتقان التجويد ، حفظت ما يقارب ثلاثة عشر جزءًا ، وكان عمري حينها ثلاث عشرة سنة . إلا أنَّ انطلاقتي الحقيقة في الحفظ بدأت بعد أن رأيت في المنام وكأن الشمس قد طلعت من مغربها والوضع مخيف ومرعب ، و كنت أبكي وأقول لأختي ألم أقل لك هاهي القيامة قد قامت ولم أكمل حفظ القرآن.
بعد هذه الرؤيا تأملت حالي ، فإذا عمري ثلاثة عشر عامًا، وأحفظ ثلاثة عشر جزءًا ، كل جزء بسنة من عمري ، هل سأنتظر: سبعة عشر سنة أخرى حتى أكمل حفظ كتاب الله عز وجل؟ إنهـــا معادلة صعبة للغاية لا يمكن أن أتقبلها، بدأت أحاسب نفسي ، أين الهمة التي تدعينها؟ إن الادعاء لا يجدي نفعًا إن لم يكن هناك بينة ؟
وبالفعل بدأت مع بدء العام الدراسي ، بالرغم من العقبات والصعوبات التي واجهتني في البداية ، لكنني حاولت فكنت لا أبدأ الدراسة إلا بعد حفظ ما تيسر من كتاب الله عز وجل ، حتى في الاختبارات النهائية ، كنت لا أبدأ إلا بعد الحفظ ، ووفقني الله ـ عز وجل ـ في دراستي ، وأعانني على حفظ كتابه فما إن بدأت إجازة نصف العام الدراسي إلا وقد أكملت حفظ كتاب الله، ويومها لا أعرف كيف حملتني الأرض ، كنت سأطير فرحًا ، شعور لا يمكن أن يخطه بنان، أو يُعبر عنه لسان ، لا يعرفه إلا من ذاق حلاوته ، كانت بشرى عظيمة جدًا لوالديّ ـ حفظهما الله ـ وألبسهما تاج الوقار ، فهما أصحاب الفضل بعد الله تعالى .
طريقتي في الحفظ : تتلخص في قراءة الوجه كاملًا ، ثم الحفظ آية تلو الآية ، ثم ربط الآيات بعضها ببعض ، ثم تسميع الوجه كاملًا ، وكانت كمية الحفظ في اليوم متفاوتة وَفْقَ الاستطاعة والتفرغ .

والحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله .


مصادر هذا الكتاب:

الأسرة والإجازة ، عبدالرحمن السحيم
أربعون وسيلة لاستغلال الإجازة ، إبراهيم الدويش
الوقت أنفاس لا تعود ، عبدالملك القاسم
فن صناعة الفرص الذاتية ، خالد الدرويش
موقع: صيد الفوائد
موقع: المفكرة الدعوية
موقع: كلمات
موقع: الإسلام اليوم
موقع: حفاظ الوحيين


كتاب : (( الإجازة مشروعات وأفكار ))
مشروعات وبرامج وأفكار ووسائل
تناسب جميع الفئات ، والأعمار
بأسلوب مميز ومؤصل علميًا وشرعيًا
ــــــــــــــــ
يطلب من: شعبة توعية الجاليات بالزلفي
هاتف : 4225657 - 06 - فاكس : 4224234-06
ص. ب: 182 الزلفي 11932 ، شعبة توعية الجاليات.
سعر خيري 80 هللة فقط

:-r

LUBNA
02-07-2005, 05:43 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا حول ولا قوة الا بالله
جزاك الله خيرا
الموضوع كتيييير حلو واتمنى من رب العالمين ان يجعلو في
ميزان حسناتك(انشاء الله) :-V

المعاني السامية
02-07-2005, 07:27 PM
جزاكِ الله خير أختي شوق ..
لا حرمكِ الله أجر الموضوع ..

ام قتيبه
02-07-2005, 09:17 PM
بااااااااارك الله فيكي اختي شووووووق وجعله الله في موازين حسناااااااااتك


دلوووووووووووووووووووعه اثااابكي المولى وغفر الله لناا ولكي

وجعل مااكتبتيه في موااااازين حسناااااااااتك

والله انك اسعدتيني في مشااااركتك الرااائعه اثااااابكي المولى


والله
ابغى الموووضووووووع الجاي عن الريااء لأنه أنشررررررر بشكل كبير

ولا حووووووول ولا قوووووووووووة إلا بالله

إنشاء الله تجي شووووووووق وتقولي موافقه ولا لا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

تحيااااااااااتي

ظريفة
02-07-2005, 09:35 PM
السلام عليكم أنا جيت

بصراحة البنات ما قصرو اله يعطيهم العافية

إن شاء الله ما طولت عليك يا شوق

بصراحة أستفت كثير مرة وأنا قاعدة أدور الله يعطيك العافية

هذي من بعض السنن الشبة منسية

1- أستحباب البدء بالسواك لمن دخل المزل
عن ابن المقدام عن أبية قال :سألت عائشة –رضي الله عنها- قلت: بأي شيء يبدأء النبي صلى الله علية وسلم إذا دخل المزل؟ قالت بالسواك
(أخرجة مسلم و أبو داود والنسائي وابن ماجة)


2-شرعية الصلاة بالنعال والخفاف ونحوه إذا علمت طهارتها والسنن في ذلك
عن أبى سلمه سعيد بن يزيد الأزدي قال: "سألت أنس بن مالك: أكان النبي – صلى الله عليه وسلم- يصلي في نعليه؟ قال: نعم"
(رواه البخاري ومسلم)


3-من السنة صلاة النافلة على الراحلة في السفر ولو لغير القبلة.
عن عامر بن ربيعة –رضي الله عنه-قال"رأيت النبي-صلي اللع عليه وسلم- يصلي على راحلتة حيث توجهت به"
(أخرجه البخارى)


4-السلام عند الإنصراف والقيام من المجلس وهو الإلقاء وليس المصافحة
عن أبي هريرة –رضي الله عنة- عن النبي-صلى الله علية وسلم-قال:
"إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم فليست الأولى بأحق من الآخرة"
(أخرجة البخاري في الأدب وأبو داود والترمذي وقال"هذا حديث حسن" وأحمد والحمدي و أبو يعلي وابن حبان و البغوي و البيهقي)

دمعة الذكرى
02-07-2005, 10:47 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخواتي الفاضلات احببت ان اشارك معكن في مـــــوضوع اتمنا ان ينال على اعجبكن الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على نبينا محمد اما بعد ان للشيطان مع الانسان قصه بدات منذ بداية الخليقه ولم تنته بعد وستظل الى قيام الساعه ولذلك يجب علينا اتا نامن مكائد الشيطان وان نعد له العدة مستعينن بالله واحده فقد قال سبحانه كمثل الشيطان اذا قال لانسن اكفر فلما كفر قال برىء منك اني اخاف الله رب العالمين 9 ولقد حذرنا منه الرسول صلى الله عليه وسلم وانني من خلال هذ اريد انا نتحدث عن كيف تتحصنين من الشيطان بعد قبول الاخت شوقه جزاك الله خيرا

^شوووق للجنان^
03-07-2005, 12:17 AM
أيتها الغاليــــــــات وبإذن الله الصالحااااااااااااااات أسعدكن الله ووفقكن إذا كاااااان الموضووع

عجبكن أخيااااااتي فأروناااااااااااا من أبداعاااتكن لأيستفيد منــــة الجمييييع أرونااااا يازهراااااااات لكِ <<<<< أأمر الجميع بإن يكتبن كل ماهو مفيييييييييييييد

وبإذن الله أختي ام قتيبـــــة سنكتب عن الريااااااااء :o أخيااااتي لاتستئذنو مني أبداااااااا :eek:

أذا كااااان الموضوووع ديني فاكتبووة وحسب لأنناااا في مجلس ديني وكلنااااا رؤسائة !

فأكتبوووو وأحسنووووووووو أحسن الله اليكم الأمر للجميييييع

ماأبغى تردووو وحسب نبغى مناقشااااات جاااادة ومواضيع حااارة أعتبريـــ’ مجلسك وهناااااك الكثير من النااااس

يستمع أليـــــــــك وبإذن الله سيتفيد منكي وسيكتب في موااااازين حسناااااتك لمااااذا الكسل ؟؟؟!!!!!!!


هبووووو أخيااااتي لنشر الخيــــــر والله أن أحد الموااقع بلغ مجالسهم الألووووف !!!!!!!!!! من الموااضيع

فأريد كل زهرة ترى كلااااااامي أن تكتب وتبدع فهنااااااك الكثير من يود أن يستمع وينصت ويستفيييييد

أخيتي المعاااااني حيااااك الله وننتظر مواضيعك على أحر من الجمر !!!!!

أم قتيبــــة أكتبي مايحلووووو لبكِ والريااااااء حقا خطيرر فأكتبية وليكتبنة أخاااااتي


ظريفة احسن الله اليـــــك أريتي أخياااتي كتبتي بعضا الكلماااااااات فاستفدت والله منهاااا والكثير من الزوااااار


فكل من قرأة سيكتب لكِ في مئاااااات من الحسناااااااات فجزاااااك عنا كل الجزاااااااااء وونتظرك أخيتي .....


دمعة الذكرى أهلا أخياااااااااتي حياااااك الله وأرحب بكي بشدة فنحن محتااجين لقلمك المبدع ومواضيعك النيرة

فأكتبي رعاااك الله وموووضعك جدا جدا جدا راااااااائع سلمتي ودمتي


وأطلب من ألأخواااااات وأشدد

أخياااااتي موضوعنااااااااااااااااااااااا

كيـــــف تتحصنين من الشيطاااااااان موضووووع خطير ومفيد جدااااااااااااااااااااا أكتبوو وابدعوووووووووو :eek:

أتمنى كنكن أتمنى

شروق الامل...
04-07-2005, 08:57 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ان شاء الله ساانضم اليكم .........

دمعة الذكرى
04-07-2005, 03:21 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله
امابعد
كيف تتحصن من الشيطان
1ذكر الله دائما قال الله تعالى 0الابذكر الله تطمئن القلوب 9وقال ابن عباس رضى الله عنه الشيطان جاثم على قلب العبد فاذا ذكر الله خنس واذا غفل وسوس

2الوضوء لان الشيطان لاياتي الااهل النجاسات واهل الحدث دائما

3اتصحبه الصالحه الابرار الاخيار اهل القران قال على رضى الله عنه تزودوا من الاخوان الصالحين فانهم ذخرا
في الدنيا والاخره

4ترك المعاصي والفواحش والاكثار من الاستغفارو التوبه والرجوع الى الله

ارجو الله العلى الفدير ان ينفع بها هو ولى ذلك والقادر عليه



واتمنا منك اخيتي ان تنهلي من كتاب0سياط القلوب للشيخ عائض القرني فما كتابته من هذا الكتاب القيم

الددددددلوعة
04-07-2005, 06:22 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماهي أخباركــــــــــــــــم؟
أسفة على مقطعتكم لظروف طارئة منعتني من فيض مافي جعبتي من موضيع منوعة واتمنى منكم يأخوات ويازهراة هذة الدنيا بان تبذل كل جهود لنشر ديننا و رفع راية محمد صلى الله علية وسلم في الدعوة الى الله ........
وارجو منكم بان تتبع هذا السياق في تناول المواضيع مبتدائة باليوم ان شاء الله
الاثنين:
كيف تتحصن من الشيطان
الثلاثاء:
مجالسنــــــــا ومايحتويها من غيبة ونميمة واستهزاء(هام جداً)
الاربعاء:
تربية الذات-- ومدى ثقة بنفسك
الخميس:
حتى لا نكون ضحايا الاكتئاب
الجمعة:
الابناء زينة الحياة الدنيا ....فماسبب أنحرافهم...؟؟؟

شيماء الإسلام
05-07-2005, 01:15 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخواتي أناا هنا مكااااااان غاليتنا شوووق

لأنها ستتغيب عن المنتدى لذلك أشكركن أخواتي

على ما خطت أقلامكن لإفادت الجميع..

أختي دمعة ذكرى جزيتي خيراً على ما كتبتي..

أختي الدلوعه أشكرك على هذا الجدول اليومي ..

الددددددلوعة
05-07-2005, 06:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
النميمة المغّلفة المدمّرة



علي بن صالح الجبر البطيّح


ما النميمة المغلّفة المدمّرة ؟ إنها وبكل بساطة تعني ما يجري بين اثنين أوأكثر من حديث يراد به التفريق وإغاظة المقابل عن الغائب أو الغائبين الذين أكلت لحومهم وصورة ذلك :
يجلس أحدهم إلى صاحبه أو أصحابه ويقول : انتبهوا سأحكي لكم كلاما خطيرا عن فلان وهو سرّي للغاية وأرجوأن تتحفظ على اسمي وما أريد إلا الإصلاح مااستطعت ولولا محبتك ما سقت هذا الكلام , ثم يأخذ العهود والمواثيق على كتمان اسمه خوف الفضيحة
وخشية اهتزاز علاقته بالغائب من الناس , ولعلك – عزيزي القارئ – تتساءل وتقول : ربما يكون ناصحا فعلا أومحذرا أومنكرا والله يعلم ما في قلبه , وأقول : هل كل الناس كذلك ؟ ثم إن كان ناصحا فللنصح قنوات عديدة ولها أساليبها التي لاتبغّضك بأخيك المسلم , ولكنها الآفة المنتشرة في مجالس الناس ومنتدياتهم , شعارها : سأحكي لك أمرا لكن ارجوك لاتذكر اسمي ! فينفث سمومه ويوغر صدر أخيه عن أخيه , ماذا نفعل إذا ؟
يجب أن نتحقق ونتثبت ونتعرّف على مقصود الناقل ونحاول أن نقطع الطريق أمامه ونختبر صدقه بمدى مقابلته بالغائب وجها لوجه قطعا للشائعات المغرضة التي أنّت منها البيوت والمجتمعات واكتوى بنارها الزوجان والإخوان والأصدقاء والخلان لأننا كنّا آذانا صاغية لكل من يباعد بيننا وبين من نحب , ألم نعلم أننا أربحنا بضاعتهم وجعلنا سوقهم رائجة ! إذا احذروا ثم احذروا ودققوا ومحّصوا وتابعوا وقابلوا وتحققوا ولاتتعجلوا ولاتصدروا حكما أو ظلما تندمون عليه أشد الندم وتدفعون الثمن غاليا من حسناتكم التي تعبتم في جمعها وقبل ذلك مواقف الذل التي تقفونها !!

جزاك الله خيرا :-r

ام قتيبه
05-07-2005, 09:38 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماهي أخباركــــــــــــــــم؟
أسفة على مقطعتكم لظروف طارئة منعتني من فيض مافي جعبتي من موضيع منوعة واتمنى منكم يأخوات ويازهراة هذة الدنيا بان تبذل كل جهود لنشر ديننا و رفع راية محمد صلى الله علية وسلم في الدعوة الى الله ........
وارجو منكم بان تتبع هذا السياق في تناول المواضيع مبتدائة باليوم ان شاء الله
الاثنين:
كيف تتحصن من الشيطان
الثلاثاء:
مجالسنــــــــا ومايحتويها من غيبة ونميمة واستهزاء(هام جداً)
الاربعاء:
تربية الذات-- ومدى ثقة بنفسك
الخميس:
حتى لا نكون ضحايا الاكتئاب
الجمعة:
الابناء زينة الحياة الدنيا ....فماسبب أنحرافهم...؟؟؟

باااااارك الله فيكي أختي الدلوووووعه وجعله الله في مواازين حسناااتك


وجعل ماتكتبينه شااااهدا لكي لا عليكي

تحيااااااتي

الددددددلوعة
06-07-2005, 01:08 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الثقة بالنفس أول مطالب النجاح



مشعل بن عبد العزيز الفلاحي


ما رأيت أروع للنفس من السباق نحو المعالي ! ولا شهدت لها حالاً أفضل ولا أحسن من بلوغ المجد في زمن التواني ! لقد جاء الله بنا لعمارة الأرض ، واستخلفنا فيها لذلك الهدف العظيم : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) والمتأمّل في النفس الإنسانية يجد أن الله تعالى أودع فيها قدرات فوصلت ببعضنا إلى أن نصبت أقدامهم على سطح القمر في ضحى النهار وأعلنت حين وصلت هناك أنه ليس ثمة حدود في الكون تقصر عنها قدرات هذه النفس البشرية مهما كانت العوائق في سبيلها كبيرة أو قوية ، والناظر في تاريخ الإنسان يجد أن البداية واحدة لكل فرد منّا ، وليس على ذلك برهان أقوى من صراخنا جميعاً حين نلج إلى عالم الأرض الفسيح ، لكن الأمر الذي لا يحتاج إلى برهان هو أن النهاية مختلفة إلى حد بعيد في حياة بعضنا البعض . إن النجاح في الحياة همّ يؤرّق الناجحين وحدهم ، وشعور يتألق بهم في عالم الحياة فيجعل منهم آخرين على مساحات هذا الكون الفسيح ، وصدق الرافعي حين قال : إذا لم تزد على الدنيا كنت زائداً عليها ، وعبر هذه المساحة المتتابعة بإذن الله تعالى سنصل وإياك إلى ما نريد ، وأجزم إن شاء الله إن كنت على الخطو أن تهنأ بحياة حافلة بالنجاح وذلك ما نتمناه :

لن يتحقق النجاح في عالم الواحد منّا ما لم نؤمن إيماناً صادقاً ويقينياً أننا أهل لذلك النجاح ، إن العامل النفسي مهم للغاية في إقناع نفوسنا بتحقيق معالم نجاحها في الحياة ، ومالم نصل إلى أعماق نفوسنا فنثق بها ، ونهتف بتميزها ، ونكتب في قرارها أننا من الناجحين لن نحقق شيئاً في مثل هذا العالم الطموح ، وهذه بداية الطريق ومن لم يحسن البداية فلن تكون له نهاية ولذلك قيل : أضخم المعارك في حياة الإنسان تلك التي يقضيها الإنسان مع نفسه، وعندما تبدأ معركة المرء بينه وبين نفسه فهو عندئذ شخص يستحق الذكر. لقد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عالم يتعلق بالشجر ، ويسجد للحجر ، ويؤلّه التمر واللبن ، فوقف على الصفا وأعلن الرحلة من هناك ، وواجه بمفرده جيوش الباطل ، وظل يناضل عن رسالته ، ويجهد في تحقيق أهدافه ، ولم يهتف به الموت حتى قلب موازين التاريخ ، وغيّر معالم القيم في حياة تلك المجتمعات التي خاض التجربة فيهم ، وأعاد أولئك الأفراد من تيه الطريق إلى غاية العبيد ، وفي ثنايا الطريق دميت عقبيه ، وكسرت رباعيته ، وثُلم وجهه ، ووضع سلى الجزور على ظهره ، وإنما تضعف الهمم حين لا تقوى على تجاوز الصعاب ، وظل كثير من الناجحين على نفس الطريق ، فتجاوزوا كل ما يمكن أن يحول بينهم وبين النجاح ، وليس أوضح على ذلك من ابن الأثير فقد كتب كتابه جامع الأصول وهو مقعد ، ودوّن ابن القيم كتابه زاد المعاد وهو في طريق السفر ، وهتفت بابن الجوزي حتى طالع عشرين ألف مجلد وهو لا زال في أيام الطلب ، واختار سف الكعك على مضغه لتفاوت ما بينهما ، وهكذا يظل النجاح حليف من أقنع نفسه بحياة الناجحين واللحاق بهم ، وشاهد التاريخ الحاضر كثير ، خاضه حتى من لم يعرف طريق الإسلام بعد ، ودوّنت سيرهم أروع التحديات ، ومن هؤلاء إبراهام لنولكن صارع الحياة صراعاً غريباً ، وناضل من أجل النجاح نضالاً عجيباً ، وركل كل معوقات الفشل بقدميه حتى وصل إلى ما يريد ، ناهيك عن أماني المؤمن ورغباته ، وعزه الحقيقي وجاهه : هذا الرجل أراد أن يشارك في صنع القرار على مستوى بلاده فشارك في بدايته في مجال الأعمال وأخفق وهو في الحادية والعشرين من عمره ، ولكنه لم يلبث أن عادة مرة أخرى فقدّم نفسه للانتخابات التشريعية وهو في الثانية والعشرين من عمره وأخفق مرة ثانية ، وعاد ثالثة مساهماً في مجال الأعمال وهو في الرابعة والعشرين من عمره ولم يكن التوفيق حليفه ، وتعرّض كما يتعرّض من يريد المجد إلى هزات قوية في حياته فأصيب بانهيار عصبي وهو في السابعة والعشرين من عمره ، ولم يلبث أن قام مرة أخرى محاولاً في طريق أكبر من سابقه مشاركاً في انتخابات الكونجرس وهو في الرابعة والثلاثين فلم يبرح عن محاولاته السابقة ، وقام من تلك الكبوة ليعيد نفسه مرة أخرى في نفس المحاولة وهو في السادسة والثلاثين من عمره فلم يتحقق له شيء ، وفي الخامسة والأربعين شارك في انتخابات مجلس الشيوخ وكانت كسابقتها ، وفي التاسعة والأربعين من عمره أعاد الكرة في انتخابات مجلس الشيوخ وخسر كذلك ، وأخيراً وبعد ثلاثين عاماً من التجربة ، والإخفاق تم انتخابه رئيساً للولايات المتحدة وهو في الثانية والخمسين من عمره . وهكذا يظل النجاح أمنية مستعصية في بدايتها ، لكنها سرعان ما تلين لأصحاب الهمم وتذعن لهم من جديد . وخرج أديسون من مدرسته يعيّر بالفشل والغباء ، فأكب على التجربة بنفسه ، وظل يعاصر الحياة بمفرده ، وبعد 999 محاولة في موضوع الكهرباء أضاء الدنيا بأسرها ، وكتب يقول عن العبقرية إنها (1%) إلهام ، و ( 99% ) عرق جبين .

مسلم ياجبال لن تقهريني صارمي قاطع وعزمي حديد
لا أبالي ولو أقيمت بدربي وطريقي حواجز وسدود

يقول محمد أحمد الراشد : كن حمّالاً في السوق ، لكن قرّر مع أول خطوة لك فيه أن تصير تاجراً أو عقارياً أو مدير شركة فستصل بإذن الله ، المهم تصميمك . وقال في موضع آخر وهو يتحدث عن زرع الأمل في النفس بقوله : وفي هذا المنعطف يجفل الراهب فيدعي عجزاً ، ويقول تريد مني أن أكون فقيهاً وليس جدي مالكاً ولا الشافعي ، وتطلبون أن أتغنى بالشعر وما ولدني المتنبي ولا البحتري ، وتتمنون أن ألوك الفلسفة وليس جاري سقراط ، فمن أين يأتي لي الإبداع ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : الناس كإبل مئة لا تكاد تجد فيها راحلة ؟ فنقول : نعم نريد ونطلب ونتمنى ، ونظن ، ونجزم ، ولا وجه لا ستضعافك نفسك ، وقد أعطاك الله ذكاءً ونسباً ، فلم لا تتعلّم السهر وتطلب الفصاحة . اهـ ، ورحم الله إقبال حين قال : لقد هبّت علىّ نفحة من نسيم السحر في الصباح الباكر وناجتني وقالت لي : إن الذي عرف نفسه وعرف قيمته ومركزه لا يليق به إلا عروش المجد . وقال في موضع آخر وهو يناديك أنت من بين كل الناس : فيارجل البادية ! وياسيد الصحراء ! عُد إلى قوتك وعزتك ، وامتلك ناصية الأيام ، وخذ بعنان التاريخ ، وقد قافلة البشرية إلى الغاية العظمى .

وأخيراً أخي القارئ الكريم :
تنمية الذات مفهوم غائب عن أوساط الكثير منا ، وحين نحسن الحديث فيه أو الدندنة حوله يمكن لنا أن نجترّ كثيراً مما لم يزال لم يحلم بعد ، وهذه الأسطر نفثة في عالم ذواتنا الفسيح ، وفي النفس نفاث أخرى ستخرج تباعاً بإذن الله تعالى ، فقط لا يحسن بك أن تقرأ مقالتي القادمة دون أن تتروّح النجاح وأنت على مسافات بعيدة منه ، وحينئذ يمكن لك أن تتابع وتستفيد .

مشعل بن عبد العزيز الفلاحي

الددددددلوعة
06-07-2005, 01:16 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالكم اتمنى ان يعجبكم الموضوع
جزاكم الله خيرا على ماقدمتم من جهود مبارك في نشر الدعوة الى الله

:III: :-P

الدكتور طارق بن علي الحبيب
الأستاذ المشارك واستشاري
ورئيس قسم الطب النفسي بكلية الطب والمستشفيات الجامعية
بجامعة الملك سعود في الرياض .


مقدمة

قال تعالى " يا أيتها النفس المطمئنة ، ارجعي إلى ربك راضية مرضية ، فادخلي في عبادي وادخلي جنتي "

نحو نفس مطمئنة واثقة

** إن علاجاتنا النفسية لن تكون كافية وحدها لطمأنينة ابن آدم .. إن لم يجتمع معها طمأنينة الروح ..

نحو نفس مطمئنة واثقة

** أدعو إلى الدين بجانبه السلوكي .. وبجانبه الانفعالي .. وبجانبه المعرفي ..

نحو نفس مطمئنة واثقة

** أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين ..

نحو نفس مطمئنة واثقة

** النفس لن تستقر إن لم يسمح لها أن تنطق ذاتها ..

** لن تستقر إن لم يسمح لها أن تعبّر عن ذاتها ..

نحو نفس مطمئنة واثقة

** كيف أعرف نفسي واثقاً أو غير واثق ؟!!

.. إن المتكبر في الأمة أهون خطراً من الضعيف الذليل الخائف أيها الكرام ..

** إن الإيثار أن تعطي وأنت قادر على المنع ..

نحو نفس مطمئنة واثقة

إن التواضع أن تتنازل وأنت قادر على قول لا ..

هذا هو المؤثر الحقيقي .. هذا هو المتواضع الحقيقي ..

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين ..
أيها الإخوة الفضلاء .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أيها الإخوة الأكارم ، إن الله سبحانه وتعالى حينما خلق هذا الإنسان ، خلق فيه النفس والجسد والروح ..
وما كان للنفس أن تستقر حقيقة الاستقرار إن لم تطمئن الروح ..
وما كان لنفس أن تستقر أيضاً حقيقة الاستقرار إذا كان البدن مُعنّىً بأشياء يمكن علاجها ولم يستطع أن يتعامل معها ذلك الإنسان ..

إذن ، بهذه التركيبة الثلاثية الله سبحانه وتعالى خلق فيه هذه النفس هذا هو الركن الأول
والركن الثاني ـ وليس ترتيباً حسب الأهمية ـ هي الروح
و الأمر الثالث هو ركن الجسد

الله سبحانه وتعالى حينما خلق هذه الأمور أراها كما هي أيها الفضلاء ( القمر والشمس والأرض )
تسير في منظومة متناسقة متناغمة ، أرأيتم لو أن القمر تقدم قليلاً أو أن الشمس قد تأخرت قليلاً
أو أن الأرض قد حادت ذات اليمين أو ذات الشمال فإن هذه المنظومة ـ ولاشك ـ ستضطرب !!

كذلك الإنسان : في جسده ، في نفسه ، في روحه .
إن لم تتناسق وتتناغم هذه مع بعضها البعض فإن هذا الكيان سيضطرب ..

إن الإسلام حينما جاء بهذه الأطروحة الدينية لم يتجه إلى روح ابن آدم فحسب كما سنرى بعد قليل إن شاء الله ..
وإنما اتجه إلى نفسه واتجه إلى بدنه أيضاً ..
إذن ، يجب أن يكون هناك توازن في إشباع كل ركن من هذه الأركان الثلاثة ..
أقول أيها الأكارم :

حينما خلق الله سبحانه وتعالى هذا الإنسان .. هذا المخلوق .. خلق فيه النفس والجسد والروح ..
وحينما نتكلم عن النفس : ما هية هذه النفس : رغباتها ، شهواتها ؟! ..
وحينما نتكلم عن الروح في تعريفنا لها لأن تعريف النفس والروح كما تعلمون غير واضح
حتى الآن بشكله الدقيق ، أقول :

هذه الروح ما الذي نعني بها في علاقة الفرد بربه ؟ هذا ما نشير إليه ..
خلق هذه النفس وخلق الروح والجسد .. ولكي يستقر الإنسان يجب أن يتم الإشباع الحقيقي
لكل ركن من هذه الأركان الثلاثة
والشرط الآخر : يجب أن يتناسق هذا الإشباع مع بعضه البعض ..
هنا يتحقق المطلب الحقيقي ، هنا يتحقق الاستقرار الحقيقي لهذا الإنسان ، ولذلك النبي صلى الله
عليه وسلم حتى في تربيته للصحابة : ما كان يقوي الإيمان في قلوبهم فحسب ، وإنما كان يبني
أنفساً بشرية قادرة على العطاء ، قادرة على التحمل ، حتى لو اختل ركن من هذه الأركان :
مثلاً ركن الجسد فإنه يقوي النفس ويحاول أن يقوي الروح لكي يعوض ذلك النقص ..

صعد عبد الله بن مسعود رضي الله عنه على نخلة وكان دقيق الساقين رحمه الله ، فتضاحك الصحابة : ينظرون إلى دقة ساقيه وهو في أعلى النخلة !
ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : أتضحكون من دقة ساقيه ، إنها أثقل في ميزان الله من جبل أحد !!
ماذا أراد النبي صلى الله عليه وسلم ؟
أكان إخباراً لنا أن ابن مسعود كان تقياً كان مؤمناً ؟!
نعم .. لكنه كان يعالج في نفس ابن مسعود شيء .. ما كان مريضاً نفسياً رضي الله عنه ولكن
كان يربي ذاتاً عظيمة تستطيع أن تحمل راية ذلك الدين .. لماذا ؟ .. لأن الركن الجسدي
فيه نقص عند ابن مسعود .. فيه ضعف .. نحيل صغير ذلك الصحابي ..
فأخاف أن تتأثر نفسه تأثراً ولو كان بسيطاً ، ماذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم ؟!
اتجه إلى نفس ابن مسعود .. اتجه إلى روحه ..
كأني بابن مسعود ينظر إلى دقة ساقيه إذا جلس وحده وينظر ويقول : هذه بجبل أحد !!!
لماذا ؟ إشباع منه صلى الله عليه وسلم لنفوس الصحابة .. كان يبادر إلى تلك النفوس ..

عجبي أيها الكرام من ذلك النبي صلى الله عليه وسلم لماذا ؟ : كان يتخولنا في الموعظة ، إنها طامة كبرى : نبي يتخول صحابته بالموعظة !!
فما بالنا نحن .. لا بل هو المنهج الحقيقي .. وليس بالطامة الكبرى ..
إن تخول النفوس بالموعظة لكي نحقق المراد من هذه النفس .. لكي نحقق الإشباع الحقيقي لهذه
النفس .. أولم تستقر النفس حقيقة الاستقرار الحقيقي إن لم تطمئن الروح ؟ ..

إن علاجاتنا ـ وأقولها كطبيب نفسي ـ : إن علاجاتنا النفسية لن تكون كافية وحدها لطمأنينة
ابن آدم .. إن لم يجتمع معها طمأنينة الروح ..
وحينما أقول طمأنينة الروح لا أدعو إلى دين سلوكي يمارسه بعض الأفراد .. إنما أدعو إلى الدين بأركانه الثلاثة التي أفترضها تصنيفاً كما أقوله لكم :
أدعو إلى الدين بجانبه السلوكي ، وبجانبه الانفعالي ، وبجانبه المعرفي ..

بجانبه السلوكي : هي ثلاث ركعات في المغرب ..
لكن بجانبه المعرفي : ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) ..
إن لم يتحقق ذلك .. فراجع نفسك أيها الإنسان ..
بجانبه الانفعالي : ذلك الشوق ( رجل معلق قلبه إلى المساجد ) .. يشتاق إلى المسجد ..
يعشق ذلك المسجد .. يحبه لايتكاسل .. وبذلك كان التكاسل آية من آيات النفاق كما جاء في الحديث النبوي .. أقول :

إذن يجب أن يتم الإشباع الحقيقي لكل ركن من هذه الأركان الثلاثة .. والنبي صلى الله عليه وسلم في سيرته مع الصحابة وكذلك الصحابة في تلقيهم عن النبي صلى الله عليه وسلم حرصوا أن
يمارسوا ذلك الشيء ..

النفس .. لن تستقر إن لم يسمح لها أن تنطق ذاتها ..
لن تستقر إن لم يسمح لها أن تعبّرعن ذاتها ..
لمَ المجاملة في طريقة التربية عندنا مع أولادنا ؟! : يخافوننا ، يهابوننا ، أريد الاحترام له لذا الخوف في التربية ..
أنظر أنس ما وصف النبي صلى الله عليه وسلم أنه ما عنّفه : ما قال لشيء فعله لمَ فعلته ؟ ولا شيء تركه لمَ تركته ؟ ..
لم يكن على علاقة خوف مع النبي صلى الله عليه وسلم .. لكنه كان يحب بل يعشق ذلك النبي .. لماذا ؟ : فعّل في نفسه ذلك الشيء صلى الله عليه وسلم ..

إذن .. أيها الكرام .. هذه هي طريقة التربية المناسبة .. في تربية أنفسنا لأنفسنا ..
في تربيتنا لمن حولنا .. من زوجاتنا .. من أبنائنا .. في تربيتكِ أنتِ أيتها الزوجة لزوجكِ أيضاً ..
هناك من النساء من قد تساهم في تربية زوجها ..
من الأبناء من قد يساهم في تربية أبيه وأمه ! ..
إن جيل الصحوة الجديد قد قاموا بتربية آبائهم بطريقة عكسية : فاتجهوا إلى الخير والحق كثير من الفضلاء والآباء ..

إن في منهج التربية الإسلامية أن الذات يجب أن يسمح لها أن تنطق ذاتها ..

جاء شاب ـ والقصة تعرفها ـ إلى النبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ائذن لي في الزنا ..
عجبي يا كرام !!
أعظم نبي .. خاتم الأنبياء .. يأتي إليه رجل من القرون المفضلة بل من أفضل قرن ( أصحابي كالنجوم ) يصفهم النبي .. يستأذن بالزنا !! ما هذا ؟!
أكانت فاشلة تربية النبي صلى الله عليه وسلم .. لا بل هي العظمة أن ينطق ذلك الشاب
بلا خوف عند ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ..
وجد شهوة تتأجج في ذاته .. وجد رغبة جامحة خاطئة في ذاته .. فعلم أن ذلك النبي
هو مصحح الرغبات الخاطئة .. فأراد أن يتمدد فوق مشرحة ذلك الجراح العظيم لكي يزيل
ما اعترى تلك النفس من آلام ومن أمراض ..
( يا رسول الله .. ائذن لي في الزنا !! ) .. ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ؟! ..
اتق الله ؟! : ما قالها ..
أذكرَّه في آيات الكتاب ؟! ما ذكره ..
أذكره بأحاديث السنن ؟! ما ذكره ..
عمر اقطع رأسه ؟! ما قال وكان قادر على ذلك !! ..

ما فعل النبي صلى الله عليه وسلم ؟؟؟! .. إلى ماذا اتجه ؟! ..

اتجه إلى خلفية ذلك العربي .. اتجه إلى ماذا ؟ ..
إلى النخوة العربية .. نعم النخوة العربية من الإسلام .. ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم في البخاري : ( إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق )
قالها النبي صلى الله عليه وسلم .. ومن الغيرة على العرض صالح الأخلاق ..
هذا الشاب لم يكن مهيأً أن تناقشه في شهوته .. لم يكن مهيأً بتذكيره ببضع الآيات والأحاديث ..
عرفها النبي صلى الله عليه وسلم ، أكان نقصاً في الصحابي؟ لا ... إنما هي حالة انفعالية كان يمر بها ذلك الصحابي .. فتعامل معها ذلك الجراح العظيم صلى الله عليه وسلم ..
أترضاه لأمك ؟ قال لا - كأني بالشاب ينطقها قوية - قال لا ..
قال النبي بهدوئه صلى الله عليه وسلم : وكذلك الناس لا يرضونه لأمهاتهم ..
أترضاه لأختك ؟ قال لا .. قال وكذلك الناس لايرضونه لأخواتهم ..
والنبي يسأل والشاب ينفي .. والنبي يقرر: لعمتك لخالتك لكذا لكذا .. حتى آخر الحديث ..

شاهدنا في هذا الحديث .. بعض الناس يقول أنظر ماذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم ، هذه شيء
لكن الشاهد الأكبر في نظري في هذه القصة .. انظر إلى مافعله النبي صلى الله عليه قبل هذا الموقف أن جعل للصحابة حق التعبير على الرأي .. حق التعبير عن الذات .. حق التعبير عن الانفعالات .. فتعيش نفوسهم مطمئنة .. فتتوافق حاجات النفس مع حاجات الروح فلا تصطدم
الشمس بالقمر بالأرض في ذلك المنظومة الكونية التي حدثتكم عنها ابتداءً ..

إن نفوساً لا تعبر عن ذاتها ، أن تعبر لمربٍّ لأبٍ ، أيضا لرجل تثق فيه ، فيحاول أن يعالج ما أصاب نفسك من الداء ..
أن تعبر عن روحك .. عن معاناتك الروحية .. لعل أحداً أن يساهم في علاج تلك المعاناة ..
أن تعبر عن ما اعتراه جسدك من أمراض لأن الجسد إذا استقر وركد ابن آدم فإن نفسه وروحه بإذن الله تركد ، أرأيت مريضاً بمرض مزمن متعب يقلقه الليل والنهار ، لا يكون مستقراً في العادة ، إلا من قواه الله في العبادة ..
تكون نفسه أيضاً متضايقة .. ليس بالدرجة أن يصل إلى المرض النفسي ، لكنه متضايق ذلك الإنسان ..

إذن أيها الكرام ، نحن بحاجة إلى أن نعود إلى أنفسنا ، أن لا نكرر على الناس
فقط : قوّي إيمانك، قوّي إيمانك ، ثم إذا سألناهم : كيف أقوي إيماني : يا أخي صلّ وزكّ ؟
طيب صليت وزكيت ، لكن كيف أصلي وأزكي ؟!
نريد أن نقدم الصلاة المحمدية ، والزكاة المحمدية ، حينما تفعل الصلاة بانفعالاتها و بالتفكير المصاحب لها نقدمه للناس ، نربي أرواحهم بنفس الوقت وبنفس الحرص أن نربي أنفسهم ..
فعلها النبي صلى الله عليه وسلم ، تلقفتها أجيال الصحابة رضوان الله عليهم بهذه الطريقة ..

قام عمر بن الخطاب يخطب في الناس : ( أيها الناس ، اسمعوا وأطيعوا )
فقام سلمان من بين الصفوف ، فماذا قال ؟ : يا أمير المؤمنين- بنبرة هادئة- ليس من الضرورة حينما تنتقد مسؤولاً أو رئيساً لك في العمل أو مربٍّ لك أن تهتف وتصرخ ..

قال ـ وكأني أقرأ نبرة أحرف التاريخ بها ـ : ( يا أمير المؤمنين لا سمع ولا طاعة )
التفت إليه عمر مزمجراً ؟! لا ما قال كذلك ، لماذا ؟ لأن هناك طمأنينة في علاقة الفرد مع
الآخر : لمَ يا سلمان ؟ ، قال : يا أمير المؤمنين ، إنك تلبس ثوبين ونلبس ثوباً واحداً ..
أنظر الأدب فما قال ليس من العدل ، قال هكذا ، ماذا قال عمر ؟ :
يا عبد الله بن عمر يا عبد الله بن عمر .. يخطب ويهتف في المسجد ينادي ابنه ..

فقام عبد الله من بين الصفوف ، قال : يا عبد الله .. لمن هذا الثوب ؟
قال : إنه لي يا أبتاه .. إنه لي يا أبتاه !
فالتفت عمر إلى الناس وإذا سلمان ليس بنبرة المنتصر ليس بنشوة المنتصر ، وإنما بنشوة الهادئ ، لأن نفسه مطمئنة في البداية ..
فقال : أيها الناس .. إني رجل طوال ـ أي رجل طويل ـ ولا يكفيني ثوب واحد فأحتاج إلى
ثوبين فأخذت ثوب ابني لكي أستر عورتي وأخطب في الناس ..

أستشهد بها على روعة تلك الأمة في نطق الذات .. ينطقها سلمان فيتلقفها عمر ..
بلا خوف بلا ضجر بلا غضب ، فيرده ، ثم يجيب على سلمان والناس .. ثم ماذا قال سلمان ؟
ليس بنبرة الخاجل .. ليس بنبرة المخطئ : أنا آسف يا أمير المؤمنين ؟ لا ..
معذرة يا أمير المؤمنين ؟ لا .. قال :
الآن نسمع ونطيع يا أمير المؤمنين .. فجلس سلمان رضي لله عنه ...

إذن .. نحتاج في تربيتنا لنفوسنا أن نتأمل .. نتجه إلى حاجاتها .. أحدد حاجاتي أيها الكرام ..
أحدد ما أحبه .. أحدد ما أكرهه .. أنظر إلى ما أحبه هل يحبه الله ورسوله .. فأدعمه ..
إذا كان أمراً يبغضه الله ورسوله فلا خير فيه وإن كانت نفسي تميل إليه .. ففيه الخسران
في الدنيا والآخرة ..

أيها الكرام .. لا أقولها كمحدث يحدثكم في المسجد ، إنما أقولها كرجل استقرأ نصوص الكتاب والسنة واستقرأ حقيقة ما فيها ، وقرأ أصول هذا العلم ـ أعني به الطب النفسي ـ ونظر إليه
ووجد أن التكامل لا يكون إلا حينما تتعانق النفس والروح .. ويتلاءم ذلك مع الجسد ..
لا يمكن ـ ثانية أقولها أيها الكرام ـ أن تستقر النفس إن لم تطمئن الروح ..
إذن .. نحتاج إلى ماذا ؟ : إلى تزكية النفس ( قد أفلح من زكاها ، وقد خاب من دساها )

كيف تكون التزكية ؟

******************************

يقول الشيخ عبد الرحمن السعدي في ذلك : ليس فقط بالأعمال الصالحة ، وإنما بالأخلاق الكريمة السامية .. إذن تجتمع الأخلاق ويتجمع الدين .. إذن في هذه المنظومة المتكاملة يكون ذلك الطرح الإسلامي الذي نريده في هذه الحياة ..
إذن .. نحتاج أن نفهم ذواتنا .. وإذا أردنا أن نفهم الذات ..
ما مفهوم الذات ؟! .. ما تعريف الذات ؟!
هو ما أحمله من تقديرات عن نفسي أنا أيها الإنسان ..
هذه النفس .. ما تقديراتي لها ؟ ما نظرتي لها ؟ ..
كيف أرى سلبياتي ؟ كيف أرى إيجابياتي ؟ ..

تعودنا أيها الكرام .. إيجابياتي أنتفخ بها وأنفخ شدقيّ بها أبدا وأنفخ أمام الناس بكلماتي ..
وعيوبي دافع لا يذكرني أحد بها .. إن هذا الإنسان ليس بالسويٍّ أيها الكرام ! ..
إنما ذلك لا يضيف لك شيء حينما يذكرك الناس .. وإنما عيوبك حينما تًذكَر لك ستفرح بها لأنك تقومها وتعدلها ..
أُدرِك أن في أمتي أن الناس إذا ذكروا المزايا يعظمون لدرجة تصيب بعض الناس بالخيلاء ، ولذلك جاء الشعر شعر المديح في أمة العرب ربما يفوق غيره من أمة ..
ورثنا هذا من الموروث السابق ـ أعني بها موروث الأمة العربية ـ لكن ليس بالضرورة أن يكون
صحيحا ، وانظر إلى صدر الأمة الإسلامية ، ما كان شعر المديح ظاهراً في تلك الفترة ، وكلما
ظهر وأتى خليفة من الخلفاء الزهاد مثل الخليفة عمر كلما أقلَّ من شأن أولئك الشعراء المدّاحين ..

بالمقابل أيضاً عند النقد : أدرك أن في أمتي خطأً في طريقة النقد أيها الكرام ..
النقد هو الشتم هو الإهانة .. الاتجاه إلى الإنسان لا إلى الفعل ..
وهذه مشكلة حتى في تربيتنا لأولادنا : أصلاً أنت نذل ، أنت خسيس !
لمَ لمَ يا كريم ؟! ليس هكذا التربية ..
اتجه إلى فعل الطفل لا إلى ذات الطفل ..إنك تدمره من الداخل من حيث أردت أن تنفع ذلك الطفل ..
وليس ذلك هو الشيء المناسب ..

هذا التقدير للذات وهذا المفهوم للذات : قد يكون صحيحاً وقد يكون خاطئاً ..
الصحيح أن ترى عيوبك بنفس الدرجة التي ترى فيها مزاياك أيها الكريم .. والتصور الخاطئ أن تضطرب عندك هذه الأمور كما وصفتها لكم أيها الكرام ابتداءً ..
إذن .. نحتاج أيها الكرام أن نواجه ذواتنا .. أن نكون قادرين على الحوار مع هذه الذات ..
كيف يكون الحوار مع هذه الذات ؟! ..

حصرتها في جزئيتين صغيرتين أيها الكرام :

الأول / العمل بجدية على تحديد القيم التي تمثل ذاتي : ما أحبه أنا أيها الإنسان .. ما أكرهه ..
ليس بالضرورة أنت أيها الشاب من تعمل في حقل دعوي ولك شيخ أو طالب علم تتربى عنده ..
ليس بالضرورة أن تحب ما يحب .. يحب الحديث وأنت أحببت الفقه ..
لا تمثل نفسك لحب الحديث لا بل حب ما تريد ..
يحب شيئاً ما من أمور الدنيا .. ليس بالضرورة أن تحب ذات الشيء أيها الكريم ..
يحب أن يلقي بطريقة معينة .. ليس من المنهج أن تلقي بنفس الطريقة إن لم تكن تميل إليها ..
لاشك أن الاقتداء بالأمور المميزة أمر مبارك .. لكن الذي أهم من الاقتداء ـ أعني بالأمور الشخصية ـ هو أن أتوافق مع ذاتي ثم يأتي الاقتداء بعد التوافق مع الذات ..
إذن .. أحدد القيم التي تمثل طبيعتي لكي أصبح متوافقاً مع ذاتي .. فيتحقق لدي احترام هذه
النفس من الداخل ..

لكل إنسان له طريقة نظر .. ولقد قلتها ربما مرة سابقة ربما بعضكم سمعها مني :
محمد رامي الدرة ..
هذا الطفل .. كل إنسان يستقبل ذلك الحدث بطريقته التقييمية الداخلية ..
بعض الناس ماذا يقول ؟ : انظر ذلة العربي كيف أصبح ! انظر اليهود الشياطين ماذا
يفعلون ! .. بعزة العربي ينتشي ويقاوم ذلك الموقف انتقاداً منه ذلك الإنسان ..
آخر يقول : ماذا ستفعل أمه ؟! إنها ستبكي عليه .. ماذا سيفعل أبوه ؟! إنه سيبكي عليه ..
بلغة العاطفة .. لا بلغة النخوة العربية ..

ثالث ـ وأنا ربما منهم ـ :
لم يضايقني الموقف كثيراً حزنتُ عليه ولا شك .. لكن أيها الكرام أليس من الظلم نحن منا نحن المسلمين والعرب أن تتجه تبرعاتنا لبيت محمد رامي الدرة لماذا ؟!
لأن يد مصور مبدع ومخرج مبدع استطاع أن يلتقط هذه اللقطة .. تحت ذلك الجدار ..
فمات محمد رامي الدرة بطريقة درامية .. لكن مات خلف هذا الجدار ربما عشرات الأطفال بطريقة
أشد درامية أو بطريقة غير درامية ..
إن قتل النفس لم يُنقل لنا أن تكون درامية أو غير درامية لكي نفعّل ذلك .. فاتجهت الأموال إلى بيت محمد رامي الدرة .. والبيت الذي بجانبه قد مات أبوهم في تلك المعركة .. والبيت الذي بجانبه ذات الشمال قد ماتت أمه .. إنهم أولى بالتبرعات من موت طفل في بيت !! ..
إذن .. نحتاج إلى طريقة تصوّر .. لا أقول نغير بل أنطلق مع طريقتي التقييمية أنا أيها الإنسان ..
لي طريقة معينة .. أتوافق معها وأتعامل معها وأصححها إن كانت خاطئة .. إن لم تكن خاطئة
وليس بالضرورة أن تتوافق مع غيري .. فكل إنسان له ميول مختلف عن الآخر .. أعرفها ..
أدركها .. أتعامل معها ومن خلالها أنطلق في هذه الحياة ..

الطريقة الثانية في التحاور مع الذات : كن رفيقاً لطيفاً مع ذاتك .. بعض الأخوان حينما يستمع إلى محاضرة دينية أو نفسية مثل هذه يخرج وقد قرر أن يكون حسان بن ثابت في الشعر .. خالد بن الوليد في المعارك .. أبو هريرة في رواية الأحاديث .. وأن يكون أبي بكر في نفسه اللينة الهينة .. وعمر بن الخطاب بنفسه القوية ، هذا الانتعاش الشديد .. إنك ستجلد نفسك أيها الكريم ستكون شديداً معها أيها الكريم ..
كن رفيقاً لطيفاً مع ذاتك .. وسنتكلم عن المنهج بطريقة متدرجة بعد ذلك ..

إذن يجب أن تحدد أيها الإنسان ما هي ميولاتي ؟ ما هي تصوراتي ؟
ولا أنطلق من تصورات الغير التي أعجز عنها ..
إن كانت متميزة وأقدر عليها ولا تتعارض مع ذاتي فأنطلق منها وإلا أنطلق من تصوراتي .. شرط أن لا تكون خاطئة أو مرضية أو غير منهجية ..
آية أستمع إليها أو أقرأها في كتاب الله .. فأقف عندها .. هنيهة أو بل هنيهات ..
" سنريهم آياتنا في الأفاق وفي أنفسهم "
ما بال حرف العطف أتى بالنفس هنا ؟!!
إنها قضية كبرى هذه النفس .. إننا في أطروحتنا أيها الكرام لم نُعنَ بالنفس العناية الكافية ..
وحينما أتت عناية القرآن إلى النفس في هذه الآية لماذا ؟!
لأن الإنسان هو المقصود بالهداية ..

فإذا أردنا أن نصل بالإنسان لكي يعرف ما له وما عليه .. فلا بد أن يستكشف هذه النفس .. يدرك معايبها .. يدرك مميزاتها فيستطيع من ذلك أن يعيش في توافق مع هذه النفس ويحقق مطالبها
ومطالب ذلك الجسد متناغمة متناسقة مع مطالب تلك الروح ..

ثانيةً أؤكد : لِمَ نغربل الأحداث بعقول الغير ليس بعقولنا ؟!
نستشير نعم بل ونستخير أيضا لكن نفوسنا لا نهملها لأنك إن أهملتها فإنك قد تضطر أحيانا أن تنتفض ضد هذه النفس .. أن تعاقبها .. وهي لم تخطئ !
إنما أنت أيها الكريم من أخطأ لأنه لم يعطها حقها " وإن لنفسك عليك حقا "
ليس معناها كما يظنها بعض الناس فقط أن تنام لا تقوم الليل كله وأن لا تصوم النهار كله وأنك كذا .. لا تشد عليها أيضا لا تقصّر في حقها .. إنه معنىً متكامل ..
إني أعجب في أمتي في قراءة النصوص الشرعية قراءة جزئية رغم أن لها طرحا متكاملا ..
يستشهد بها علماؤنا الأفذاذ في أمر معين فيشيرون إلى ذلك الجانب ولا يشيرون إلى الجانب الآخر
لأنهم ليس محط الاستدلال في ذلك اللقاء أو في ذلك المكان .. فيظن الناس خطأً منه لأنهم لم يفهموا توجيهات علمائنا رحم الله من مات منهم وحفظ الله من بقي .. فيظنون أن معنى هذه الآية أو ذلك الحديث بهذا المعنى الضيق ..
" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "
نسمعها : إنك إذا ما شددت على نفسك بالصلاة فإنك لن تصلي .. ما قصد علماؤنا ذلك ..
ارجعوا إلى كتب التفسير ليس معنى ذلك ! .. حتى في الأطروحات النفسية إن لم تقدّم التغيير فإنك لن تُغير .. تحتاج إلى جهد منك أنت أيها الإنسان ..

قسماً بالذي رفع سبع سماوات وخفض سبع سماوات لو لم يكن هناك جنة ولا نار
ما تبعت غير منهج هذا الدين .. لماذا ؟! ..
منهج هذا الدين فيه الراحة أيها الكرام .. فيه الطمأنينة لك أنت أيها الإنسان ..
فيه التوفيق لك أيها الإنسان .. في توافقك مع ذاتك مع حاجاتك النفسية والجسدية أيها الكرام ..
ولذلك حينما نربي الناس لا نربيهم فقط على الجنة والنار .. حينما نقدم أطروحتنا الدعوية لا نقدمها بنفس متخاذلة : والله يا أخي الدين كذا والدين كذا ..
كأني أستعطفه أن ينتسب إلى دين الله .. كأنني أستجديه أن يتبع منهج هذا النبي ! ..

بل نقدم أطروحتنا بطريقة راقية : أنظر إلى عظمة الدين .. حتى يصل إليه رسالة غير مباشرة ..
أدرك نفسك ليس فقط للجنة والنار بل حتى لكي تستمتع بالدنيا أيها الكريم حقيقة الاستمتاع ..
إنما من يمارسون المعاصي أيها الكرام قد يستمتع بالمعصية في لحظتها لكن بعدها خسارة وندامة
ثم إعادة ثانية لها ليس لكي يستمتع .. ينتقل من الطبيعي إلى فوق الطبيعي أبداً .. بل لكي ينتقل من التعب إلى الطبيعي الذي أنت تعيش بطبيعتك أيها الإنسان ..
إن المعاصي ومنها المخدرات لا يأكلها لكي ينتشي انتشاء زائداً لا .. إنما مع تكرار استخدامها يضطر استخدامها لمن عنده أعراض انسحابية.. نزل من المستوى الطبيعي إلى أدنى من الطبيعي .. فيأخذها لكي يرتقي إلى الطبيعي ! ..
أنت تعيش الطبيعي في أطروحتك الدينية ترتقي إلى مستوى فوق الطبيعي وتستقر به وتعيش به ..
قالها أحمد ابن تيمية رحمه الله شيخ الإسلام : ( ما يفعل أعدائي بي ، جنتي في صدري ، سجني خلوة ، نفيي سياحة) لماذا ؟! لأن القوة والتحكم من الداخل عنده رحمه الله ..
قالوها رضوان الله عليهم بل قالها في موطن آخر ونقلها عنه ابن القيم رحمه الله :
( لو نجد في الجنة ما نجده من هذه الحلاوة في الدنيا لكفانا ذلك في الجنة ) ..
هو يريد أكثر ولا شك لكن يعبّر لك عن حقيقة الراحة وعن حقيقة المتعة في نفس ذلك العظيم رحمه الله ..
وفي السير من العظماء في الأمة ما يطول الاستشهاد فيها ..

إذن أيها الكرام ..
نعيش أزمة حضارية في بلادنا .. ليس في بلد كريم هذا وإنما في بلاد كثيرة للأسف ..
لمَ يسبق البنيان في تطوره الإنسان ؟! .. مباني كبيرة مباني عظيمة ..
يجب أن يسابق تطور الإنسان تطور البنيان .. نحتاج إلى حضارة تتعانق فيها المادة والروح ..
ما كان لبنيان أن يخدم أمة .. صاروخ من هنا أو هنا ويهدم بنيان المدن الكبيرة ..
لكن نفوساً مطمئنة .. نفوساً واثقة .. نفوساً محبة تستطيع أن تقوم بواجب هذا البلد الكريم ..
بواجب أهلك الذين يحتاجون إليك .. ليس فقط في الجهاد .. أيضا في الدعوة ، في البناء ، في العلم ، في التوجيه ، في التربية ، في التعليم ، في الطب .....

ليس الإنسان الصادق مع هذا البلد .. الصادق مع أهله هو الداعية الذي يدعو إلى الناس في المساجد ..
إنك أيها الطبيب الصادق مع الناس في إخلاصك .. طالب الطب الصادق في دراسة الطب الدراسة الحقيقية إنه يعمل بحقيقة ما نريد منه ..
ذلك المهندس .. ذلك الموظف الذي يكون أميناً في عمله .. كل هؤلاء دعاة ..
من ضيّق العمل الدعوي بهذا المفهوم الضيق : محاضرة في مسجد ؟! ..
كلكم دعاة .. ( كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته ) .. إن الدعاية لون من ألوان الدعوة ووصف النبي صلى الله عليه وسلم جميع الجوانب في تلك الحياة .. أعني بها الرجل والزوجة راعية في بيت زوجها إلى آخر ذلك الحديث الطويل ..

نقف وقفة في وصف النفس .. هذه النفس أيها الكرام .. هذه النفس الغير الواثقة ما أعراضها ؟!!
حدثني أيها الطبيب ما أعراض النفس الغير الواثقة ؟! وما أعراض النفس الواثقة ؟! ..
ثم أخبرنا كيف نعالج هذه النفس الواثقة بخطوات علمية ؟! .. ربما هيّجتَ في نفوسنا شيء من الحاجة إلى التغيير .. ربما في نفوس البعض أقول - ربما قلة لا ندري أو كثرة - : كيف نفهم .. كيف أعرف نفسي واثقاً أو غير واثق ؟!!

إن النفس الغير الواثقة أيها الكرام .. تعيش إشكالية نفسية وجسدية ..
في حركات جسد ذلك الإنسان .. حينما يتواصل بعينه مع الآخر لا يستطيع أن يتواصل بعينه مع الآخر بل يُنزل ببصره ..
لا يستطيع أن يتواصل التواصل الكافي .. حتى حركات جسده حينما يجلس غير مستقرة تتحرك يديه تتحرك رجليه ..
أيضاً في جسده فيه انخفاض فيه انحناء فيه انكفاء ذلك الإنسان أيها الكرام..هذا بجانبه الجسدي ..
في بنيته النفسية يميل إلى موافقة الآخرين .. أي كلمة يقولها الآخر نعم نعم ربما قبل أن يكمل الآخر كلامه .. يحاول أن يُظهر الموافقة يحاول أن يظهر أيضا أن يساير الآخرين في آرائهم لماذا ؟! لأنه عنده هيبة من الداخل من الآخرين .. لا يحمل الطمأنينة الداخلية أيها الكرام ..
ولذلك يوافق الآخرين لأنه إن لم يوافقهم ناقشوه وهو مختلف الذات من الداخل ..
إن هذه النفوس نفوس مرفوضة أيها الكرام ..
إن المتكبر في الأمة أهون خطراً من الضعيف الذليل الخانع أيها الكرام ..
لأن المتكبر مكشوف مكروه من الناس كله معروف عاري .. لكن الضعيف الخانع الذليل قد يلبس علينا دون أن ندري أو يلبس علّ نفسه دون أن يدري ثوب المتواضع ثوب المؤثر أيها الكرام فننخدع بذلك الإنسان دون أن يدري وربما دون أن ندري نحن .. لماذا ؟!
عمر بن الخطاب كان يسير في شوارع المدينة ومعه الدرّة ويضرب بعض الناس من كانوا من يضربهم ؟! كانوا صحابة كانوا تابعين ارفع رأسك ينشد منهم أن يعتزوا بدينهم .. كان يقاوم ذلك أشد المقاومة رضي الله عنه ..

إذن النفوس الخانعة النفوس الذليلة لن تكون مؤهلة أن تعيش مستقرة مع ذاتها ..
لن تكون مؤهلة تلك النفوس أن تنفع بلدها الكريم .. لن تكون مؤهلة أن تخدم أهلها ..
لن تكون مؤهلة أن تخدم هذا الدين .. إن الدين في غنى عن نفس مهترئة إن لم تراجع ذاتها ..
تقوي نفسها بدين الله ابتداءً وبمناهج نفسية مقللة مبرمجة من علاج معرفي وربما سلوكي إن بلغت حد المرض وإن لم تبلغ فهناك مناهج تدريبية معينة تعزز هذا الذات ..
ولعله إن شاء الله ربما أرتب لاحقاً دورة في فن إدارة الذات وبناء الثقة في النفس ..

أقول : تلك النفوس .. النفوس الغير الواثقة تميل إلى الاهتمام بحاجات الآخرين أكثر من حاجاتها
لأنها لا ترى نفسها شيء وترى الآخرين شيئا كبيرا .. تميل كما قلت موافقة ومسايرة وإذعان شديد لماذا ؟ لكي لا تُنتقد تلك النفس وهنا تقع تلك المشكلة في تلك النفس ، الأثر هي النفس الذليلة ..

مقابل ذلك هي : النفس الواثقة .. النفس الواثقة المطمئنة إلى ذاتها .. عندها صفات هي ضد تلك الصفات الموجودة عند تلك النفس .. كيف تكون علامات تلك الثقة في النفس ؟!!
أن يوجد عند ذلك طمأنينة داخلية .. بينما مشاعر ذلك الإنسان بين أحاسيسه وبين سلوكه وبين أفكاره ، لا يحدث التناقض بين هذه الأمور الثلاثة : زاوية التفكير في ذلك المثلث ، زاوية المشاعر وزاوية السلوك ..

إنما فكرة عند الإنسان يقتنع بها .. تتفاعل مشاعره بها ..
فينزل على أرض الواقع سلوكاً يسير به ذلك الإنسان ..
إنها سلسلة متناغمة متناسقة .. أرأيت لو عند إنسان مشاعر طبيعية معينة ثم لم يلبّي تلك المشاعر فإنه سيحجر تلك الفكرة الصحيحة التي كانت في باله .. فلا تنزل سلوكاً منطقيا على أرض الواقع .. والأخطر من ذلك أن تسلك سلوكا مناقضا ..
أرأيت لو إن إنسان ينتقد الآخرين مثلا .. له صديق يظلمه ، يتعدّى عليه ربما يستعير منه حاجاته .. مثلا شاب عنده سيارة جديدة ليس من السيارات الفخمة لكن عنده نفس خانعة نفس ذليلة نفس مهينة ، فطلب صديقه منه هذه السيارة ، يعرف صديقه : سيذهب عشرين ثلاثين مرة ستتأثر سيارته ربما وبيته هناك ليس طريقا معبّداً في الإسفلت وإنما في الصخور والحجارة ..
تتأثر سيارته لكن نفسه الذليلة ما استطاع أن يستطيع أن يعبر عن رفضه لذلك الأخ .. إن هذه النفس ستمنعه من التعبير ثم يأخذ السيارة ويعيدها إليه مهشمة أو متأثرة تأثرا ولو بسيطا ثم ماذا يفعل هذا الشاب الأول ؟!
يغضب عليه ولا يعبر عن الغضب لأنه خانع من الداخل ثم ينقطع عنه ..
إن عدم التعبير عن شعوري الداخلي أدّى إلى قطيعة و ربما قد يكون بين هذين الفردين
انقطعت بسبب عدم تعبيره عن شعوره الداخلي ..

لعل سؤالاً يطرح نفسه في نفوس بعضكم : إذن ترفض الإيثار في أطروحتك !!
أقول : لا ..
إن الإيثار أن تعطي وأنت قادر على المنع ..
إن التواضع أن تتنازل وأنت قادر على قول لا ..
هذا هو المتواضع الحقيقي .. هذا هو المؤثر الحقيقي ..
لكن تعطي وأنت لا تريد العطاء لكنك مغصوب لأن نفسك لن تستطع أن تعبّر عن حاجاتك ..
إنه ليس بالعطاء وإنما هو التقصير ..

****************************

الواثق من نفسه .. المطمئن لها .. هو القادر على التعبير عن أفكاره بوضوح ..
وليس التعبير عن الأفكار بوضوح أن يكون عندنا ضجيج صريخ حينما نعبّر عنها !!
في أطروحتنا في الحقيقة .. في موروثنا الحضاري في الأمة يجب أن نعبّر بضجيج وبصريخ .. وحينما تأتي إلى حياة النبي والصحابة ما كانوا يصرخون حينما يتعاملون .. حتى في خطب الجمعة ما كانوا يهتفون الهتاف والصراخ الشديد في تعاملهم حتى في الخطأ : ( ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا ) .. صلى الله عليه وسلم وما كان يغضب ويتمعّر وجه إلا إذا مس حداً من حدود الله ..
أما في أمور الدنيا فإنه ما كان يعبأ بها صلى الله عليه وسلم .. كان يهتم بها لتربية الأمة لكن ما كانت تهزه من ذاته صلى الله عليه وسلم .. ولذلك جاء تعبيره عن أفكاره بوضوح ..
التعبير بوضوح ليس معناه الضجيج كما أخبرتكم من قال أن الوضوح قريناً للضجيج ؟!
إن الوضوح في نظري بالمنهج النبوي وبالمنهج النفسي التابع له قرين باللباقة ، وضوح مع لباقة .. إن الإنسان الهادئ هو الإنسان القوي إن الإنسان الواثق في العادة يكون هادئا ..
انظروا إلى البحار والمحيطات الكبيرة تجدوها راكدة هادئة تلك المحيطات .. مستقرة تلك المحيطات وفي قاعها اللؤلؤ والمرجان ..
وانظروا إلى الأنهار تسير بقوة ومع ذلك هي ضحلة تلك المياه وليس في قيعانها كما هو في
البحار والمحيطات من لؤلؤ ومرجان وأسماك ونعم وخير أيها الكرام ..

إذن ليس الوضوح معناه الضجيج ، معناه الصريخ لا ..
إن الناس يحبون ويستمتعون بالإنسان الهادئ في هذه الحياة ..
أينما التعبير بلباقة مع الوضوح هذا شيء .. الطلب والرفض بأسلوب لبق أعيدها تستوعي كلمة نعم ولا في حياتك أنت أيها الإنسان .. إنها طريقة مهمة في التعامل مع ذاتك أيها الإنسان ..
أن تكون قادراً في التواصل مع الآخرين : أهابه! : أنظر إلى الله فوقه تذكر الله سبحانه وتعالى فيصغر ذلك الإنسان الذي أمامك بقدرة الله سبحانه وتعالى وبمساعدة بعض المناهج العلاجية والسلوكية ..

هناك إشكالية النفس الغير الواثقة في العمل قد يحمّلك نفاقك في العمل عمل ولا تستطيع أن
تقول لا.. حتى يستخدمونك إنساناً لا تُعارض لا تُمانع لماذا ؟ إنسان طيب .. لكن طيب بالتعبير قصدهم باللغة العامية (صحيّح) قادرين على تكييفه ما يقول لا .. والخلاصة الله مشغول والله كذا ويشغلونه الليل والنهار ..
إشكالية دينية أن تتنازل عن بعض المبادئ التي يجب أن تتنازل عنها فلا تقعد معهم بعد الذكرى ، الخانع الذليل لا يستطيع أن يقوم حينما توجد المعاصي ..

إذن النفس المطمئنة .. النفس الواثقة هذه مطلب ديني لك أيها الإنسان ..
مطلب لكي تحقق دين الله على الأرض ..
مطلب لكي تحقق لك السعادة لك أنت أيها الإنسان ..
مطلب لكي هي الطريق المعبّد بإذن الله أو واحد من الطرق المعبّدة إلى الجنة بإذن الله سبحانه وتعالى إن كان معها صحة في المنهج ..

إذن نحتاج إلى نفوس واثقة .. نحتاج إلى هذه النفوس والنبي صلى الله عليه وسلم أشار إليها في مواطن كثيرة : ( خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام )
يتكلم عن البنية النفسية .. يتكلم عن الشخصية ثم يضيف : ( إذا فقهوا )
قالها صلى الله عليه وسلم ..
وإن أنسى لا أنسى أيها الكرام ثمامة بن هتاف : انظر تلك الشخصية المتزنة .. تلك الشخصية المتوافقة مع حاجاتها مع ذاتها حتى قبل إسلامه رضي الله عنه ..
كلن يسير قريبا من المدينة ربما كان تائها فرآه نفر من الصحابة ما عرفوه .. لكن عرفوا أنه رجل كافر ذلك الرجل فأخذوه وأتوا به إلى النبي صلى الله عليه وسلم ..
فعرفه النبي صلى الله عليه وسلم فربطه في سارية من سواري المسجد ..
كان يمر عليه كل يوم فيسأله : ( يا ثمامة أسلم ) ..
قال يا محمد ( إن تعفُ تعفُ عن شاكر وإن تقتل تقتل ذا دم ) ..
انظر إلى النفس المتزنة .. لننسى أنه كافر أيها الكرام .. انظر الاتزان في التعبير الداخلي .. لم يصرخ بهدوئه بطمأنينة بثقته في نفسه من الداخل : ( إن تعفُ تعفُ عن شاكر وإن تقتل تقتل ذا دم) ..
فيتركه النبي صلى الله عليه وسلم ثم يعود إليه في اليوم الثاني فيسأله فيجيب ثمامة بنفس الجواب ..
ثم يأتي النبي صلى الله عليه وسلم باليوم الثالث فيسأله ذات السؤال فيجيبه ثمامة ذات الجواب ..
ثم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بإطلاق سراحه .. فخرج إلى أقرب بئر من المدينة فاغتسل ثم دخل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ..
لم يشهدها بقوة إيمانه لأنه بالكاد الآن قد أسلم .. إن الثقة التي كان يتعامل بها مع النبي عليه الصلاة والسلام بتلك النفس هي ذات النفس التي أخرجته إلى البئر وعادت به إلى النبي صلى الله عليه وسلم شاهداً أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ..
بنفس النفس واسمحوا لي على الجرأة التي دخل بها أول رجل يدخل مكة ملبيا ( لبيك اللهم لبيك ) لأنه تربّى أياما قليلة عند النبي عليه الصلاة والسلام .. ما كان الإيمان وحده كافياً إنما كانت تلك النفس القوية ثم غُلّفت بغلاف الإيمان العظيم .. فاجتمعت نفس مع إيمان .. ( خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا )


إن النفوس المطمئنة .. النفوس السوية .. النفوس ذات الشخصية الحقيقية المنهجية هي مطلب ..
إذا كان عندنا يجب أن ننميها .. ليست عندي يجب أن أوجدها في ذاتي ..
أن أبحث عن طريقة أن أستمتع ..
ما بال بعض الناس يعيش نكداً مع نفسه .. مع زوجته مع بنيه أيها الكرام ؟!! ..
لأن نفسه غير مستقرة .. ليس بالضرورة مريضا نفسيا ذلك الإنسان أيها الكرام .. إنما ما عاش استقرارا داخليا مع ذاته .. ما نظر ما هي القيم التي يحبها التي يكرهها وتعامل معها !
ما حاول ربما أن يفهم حقيقة أطروحة هذا الدين ..
ربما بعضهم يشعر أن هذا الدين ثقيلا عليه !
افهم هذا الدين .. استقرِ سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ..
ولذلك أنا أتمنى لو في التربية نركز على قراءة السير في تربيتنا لأبنائنا وأجيالنا ..
ونركز على حب النبي صلى الله عليه وسلم ..
إن العلاقة في هذا النبي بهذا الدين بهذا النبي الكريم بهذا الدين الكريم يجب أن تكون انفعالية فيها قناعة معرفية بهذا الدين .. ما الذي ثبّت عبد الله بن حذافة رضي الله عنه حينما أتوا به عند هرقل الروم !!
نستمع إلى هذه القصة في التاريخ :
انظر عبد الله بن حذافة .. انظر إليه إنه عظيم .. أين عظمة عبد الله بن حذافة ؟!
أتوا بامرأة جميلة فما افتتن بها .. من الطبيعي أيها الكرام أن لا يُفتتن وهو تحت حد السيف والقدر يغلي من أمامه .. من الطبيعي ألا يكون عنده نشاط جنسي في تلك اللحظة ..
ما افتتن أن أولئك الكفار عرضوا أن يكون عندهم .. يعرف أن النصرة للمسلمين .. حاولوا به ثم استمرت القضية تلو القضية يحاولون ويرفض ! ..
ثم أخيراً أرادوا أن يلقوا به في القدر .. وحينما أخذوه - ولم أسرد القصة كلها - وإنما شاهدي هو أن أرادوا أن يلقوا فيه القدر .. بكى عبد الله !! بكى عبد الله ابن حذافة ..
فرح هرقل والروم بكى عبد الله أوتوا به إلي .. تحطّم ذلك الجبل الكريم ..
تعال يا عبد الله ( ما يبكيك يا عبد الله ؟ ) بمعنى أغيّرت رأيك يا عبد الله ؟!
قال : لكم تمنيت- ما يقولها بالضجيج والصراخ – بهدوئه – ثانية أقول أقرأ نظرة أحرف التاريخ بها لأنفس أولئك المستقرين نفسيا أن فهموا منهج الدين وعبّروا عن ذواتهم غاية التعبير ..
( لكم تمنيت أن كان لو كان لي بكل شعرة في جسدي نفسا تموت في سبيل الله يا هرقل ، أينفعكم مثلي هذا عقاب ؟!! )
ثم انتهت القصة بالتقبيل التي تعرفونها ثم عمر ابن الخطاب قبّل رأسه وقال :
حق على كل مسلم أن يقبل رأسه ..

إذن أيها الكرام نحن بحاجة أن نعود إلى ذواتنا .. أن نطمئن إلى هذه الذات ..
لكل ذات بنية نفسية خاصة أيها الكرام ..
سؤال أداعب به طلابي في كلية الطب : أيهم أقوى في الحق أبو بكر أو عمر ؟
عمر يا دكتور يقولونه الطلاب ..
أقول : أين عمر في حروب الردة ؟!
أين عمر حينما مات النبي صلى الله عليه وسلم ؟!
اهتز تأثر عمر .. أكان ضعيف الشخصية حاشا وكلا .. ولكني أقارن بأبي بكر ، كان في بنيته الشخصية الهدوء .. أنظر إليه في الجاهلية وفي الإسلام البنية الشخصية الطبيعة أعني بها هي الهدوء .. عمر شخصيته قبل الإسلام التي هي الشدة هي التي بعد الإسلام لكن وجهها للحق ..

إذن نحتاج أن نفهم ذواتنا وأن نقوّم فيها ما نستطيع التقويم .. وحتى النبي صلى الله عليه وسلم علم من ذلك في نفس عمر فوجهها التوجيه المبارك
لكي تنفس هذه القوة في الحق في مواطنها الطبيعية ..

إذن نحتاج ثانية أن نركز على ذلك لماذا ؟
لأن ذلك يمنعنا من الوقوع في النفاق .. المجاملة ما سمّوها إنما هو نفاق فيما يتعلق في أمور الدين .. وأيضا من فوائد ذلك أن أجد راحة في نفسي أيها الإنسان..استقامتي ..علاقتي مع ربي ..
بعض الناس الذي لا يعيش ثقة مع نفسه دائما إذا سجد أو ذهب إلى العمرة أو الحج : اللهم حسن علاقتي مع زميلي فلان اللهم حسن علاقتي مع زوجتي اللهم كذا ...
لا بأس بالدعاء أيها الكرام لكن ما سبب اضطراب علاقته ذلك الإنسان ؟!
لأن علاقته مع نفسه مضطربة .. لو هدأت هذه النفس لنشرت الهدوء في أغلب الأحوال ليس بالضرورة في كلها على نفسه على من حوله من زوجه من أبنائه من زملائه في العمل ..

من فوائد استقرار النفس : راحة داخلية..لا متكبر متغطرس ولا ذليل خانع ذلك الإنسان فيستقر ..
قتل للمشاعر السلبية المرضية في نفسي أنا أيها الإنسان حينما أستقر ..
أيضا وقاية من الأمراض النفسية .. إن الذين عندهم استعداد للإصابة بالأمراض النفسية حينما لا يستقروا مع ذواتهم قد تكون فترة من الإدراك التي تفجّر ذلك الاستعداد الجيني أو الوراثي لدى ذلك الفرد للإصابة بالأمراض النفسية ..

نصل إلى العلاج .. كيف أنمي الثقة في نفسي ؟!
كيف أنمي هذه الثقة .. كيف أجعل أيها الكرام هذه الثقة جيدة في نفسي ؟!

ابتداءً الصراحة : أن تتفق في جلسة صريحة مع ذاتك .. أن تكون صريحاً مع ذاتك أيها الكريم
صراحة مباشِرة ، لا تكون مجاملا لأنك لست أمام غريب .. أمام هذه النفس التي تريد تقويمها ..
إنما يكون هو الحوار الصريح ..
تحديد السلبيات : خطوة أساسية .. تحديد الإيجابيات .. ثم دعم هذه الإيجابيات ثم الذهاب إلى السلبيات وجعلها في قائمة متدرجة .. وأبدأ بعلاج الأهون منها فالأشد فالأكثر شدة ..
هذه طريقة تدرجي في التعامل مع عيوبي لماذا ؟! لأني إذا بدأت بالأقل فإني احتمال النجاح والانتصار على ذلك العيب هو أكبر ثم يأتي مردود نفسي وهذه نظريات من نظريات علم النفس
تقوّي ذاتي من الداخل فأنطلق وهكذا يكون العلاج السلوكي في علاج الإنسان لذاته ..

الجمع بين اللباقة والوضوح .. ليس معنى الوضوح عدم قدرتك على التعبير عن فلان أو ضد فلان حينما يكلمك أو يخطئ عليك ما لم تقم وتشتمه لا :
والله يا أخي الكريم بارك الله فيك أنا أعتقد وأرى رأياً آخر أننا لو فعلنا كذا وكذا ..
أنت عبّرت عن رأيك بأسلوب ممتاز بأسلوب جيد فيه ذكر الله ذكر النبي صلى الله عليه وسلم
فانتشرت السكينة في ذلك اللقاء وفي ذلك الحوار ..
ما تستطيع أن تتواصل بصرياً معه يجب أيضا أن تدرّب جسدك أن تدرب أيضاً عينيك أن تدرب أيضا نبرة صوتك ربما تحتاج إلى مراكز تدريب المهارات لا بأس في ذلك .. استخدام بعض العبارات ترددها على نفسك : أنا جرئ أنا واثق أنا كذا أنا من سلالة النبي ..
في الأطروحات الغربية هناك الكلمات : أنا جرئ أنا قوي أنا واثق لكن لا أرى النفس أن تُطرح لوحدها .. إنما الروح تُمزج معها فتأتي القوة : أنا قوي أنا عزيز بالله أنا واثق بنفسي أنا أحب النبي أنا على طريقة النبي أنا قادر على التعامل مع الآخرين ..
أنظر حينما نجعل النفس تتناقض مع الروح بإذن الله سبحانه وتعالى .. هذه الروح تنشر الهدوء على النفس ..
فإننا إذا تعاملنا بطريقة نفسية بحتة فتكون ناشفة من الداخل طريقة تقليدية لا تكفي لأن العلاج يجب أن يقوم أيها الكرام على طبيعة المجتمع ولا يقوم على طبيعة المجتمعات الأخرى .. ما دام عندنا مقوّمات معينة نوظفها في أساليب العلاج ..

من الأساليب أيضا أيها الكرام أن نقتنع ـ وأعيدها ثانية ـ أن اللباقة والوضوح مفهومان متكاملان لا متضادان .. فنركز على هذه الحقيقة وأعدتها لأهميتها أيها الكرام ..

من الوسائل عدم الانشغال بالطرف الآخر.. لا أنشغل بالطرف الآخر: ماذا يقول الناس عني؟ لاأجعل مركز تحكمي خارجي ماذا يقول الناس ؟! ما رأي فلان ؟! ..
لا بأس أن الاهتمام بعرف الناس أمر حسن لكن الاهتمام بأوامر الله بأوامر النبي بحاجاتي النفسية المباحة والشرعية هو أولى من الاهتمام بحاجات الناس الطبيعية وليست المفروضة أو العرف الشيء الواضح عند الناس ..

من الأساليب أيها الكرام أيضا أن تستوي وأشرنا لها ابتداءً عند كلا ونعم .. وإذا قلت لا تقولها بصريخ وضجيج .. فقل : والله ربما لي رأي آخر أيها الكريم .. إنها لغة من الأدب ليس الخنوع وإن اضطررت فقل : لا يا أخي أنا ما أرى هذا الرأي ..
حسب المتلقي الآخر تقول هذه الكلمة ..
حتى في العلاقة الزوجية كثيرا من المشكلات الزوجية ، بعض النساء لا تهندس علاقتها مع زوجها وبعض الرجال لا يهندس هذه العلاقة ..
يأتي الزوج مثلا متأخر ماذا تقول له هذه الزوجة تقول : والله تأخر علينا في البيت وهو يشتغل في عمله مثلا : أبتأخر ونص وأنتِ ما ينفعلك هذا الشيء ثم يخرج من بيته ! .. طيب ممكن تقولها بطريقة أخرى : والله تتعب نفسك في العمل تتأخر كثير الله يعينك ..
والله يعينكم أنتم علي ، أنا والله اللي تعّبتكم بهذا التأخر ، إذن أدّبته وعادته إلى البيت ..
إنما اللباقة الموزونة هو استخدام العبارة .. ليس خنوعاً أيها الكريم بهذه الكلمة إنما
هو المنطقية وهو التعادل ..
النبي صلى الله عليه وسلم حينما رآه رجلان من الأنصار وكان يسير مع زوجته صفية ( على رسلكما إنها صفية ) .. ما كان في حاجة إليهم ..
أستشهد في هذا الجزء أو هذا الجانب من الموقف ما كان بحاجة وإنما من فقه التعامل من فقه إدراك النفوس أرادها النبي صلى الله عليه وسلم ..
حينما قال " ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا " ويعّرض في الناس ثم يواجه حاطب بن بلتعة .. ثم ماذا فعل مع زوج خولة بنت حكيم حينما جاءت في الظهار ..

إذن تختلف النفوس .. تختلف طرق التعامل فنسايس أنفسنا ومن حولنا لما هو مناسب ..
لن تستطيع المُسايسة إن لم تبني نفساً واثقة ..
لن تستطيع التعامل الجيد إن لم تبني نفسا مطمئنة .. تستقر مع ذاتها ..
أن رفضي لأمر ما أيها الكرام ليس رفضي للإنسان الآخر .. وأن رفض الآخرين لكلامي ليس رفضا لذاتي أنا وإنما للموضوع الذي تحدثت فيه ..
يجب أن نفصل بين ذاتي وبين ما قلت .. قلت كلام فقام أحد الفضلاء : أنت مخطئ ، يجب علي ألا أتأثر، ما هو الصواب جزاك الله خير ، أنقله إلى ماذا ؟! إلى الموضوع محط الحوار ، أبعده عن ذاتي
وكذلك حينما أخاطب الآخرين قد أختلف مع هذا الرأي بعض الشيء : في الرأي بارك الله فيك جزاك الله خير على هذا الرأي لكن في الرأي أعتقد لو فعلنا كذا وكذا .. في الرأي في الرأي أعديها لكي أخرج الحديث من الشخصية إلى الموضوعية محط الحوار وهو الأمر المهم أيها الكرام ..

أن حب الذات ليس النرجسية ..
حينما تهتم ببناء ذاتك أيها الكريم .. حينما تلتفت إلى بنائها لست نرجسياً يحب الذات يهتم بها لا يهتم بالآخرين ..
إن أول خطوة في اهتمامك بأبنائك وزوجتك أن تهتم باستقرار ذاتك .. إذا استقررت فإنهم سيستقرون .. ما بال نساء كثيرات وأبناء كثيرين يتصلون يستشيرون في الأمور ..
نفس أبٍ غير مستقر أو أولاد يتصلون نفس أمٍ غير مستقرة .. لو استقرت لهدأ أولئك الأبناء أو أولئك الأمهات أيها الكرام ..

إذن نحتاج أن نكون متنوّرين واعين لحاجات ذواتنا .. وألا نكون أميين في التعامل مع الذات ..
ألا نعيش خلف شهادات خلف دالٍ تسبق كلمة الإنسان ، خلف ميمٍ إن صحت العبارة تسبق المهندس أو ألف تبسق أستاذ أو (بشت) يحميني من الناس أنا أيها طالب علم ..
يجب أن يحميني ربي ابتداءً وتحميني نفس مطمئنة أسير بين الناس وكأن الدنيا هادئة هذه .. لا ننتفخ بشهاداتنا لا ننتفخ بما حققناه لا .. الانتفاخ والاعتزاز بالله .. اتجهوا هذا الاتجاه فتطمئن نفوسنا ..
أنا أدعوكم أن تستقروا مع أنفسكم حينما تمروا بمرحلة السن الكبير .. إن الوحدة التي تأتي إليك في السن الكبير لن يحميك إلا أمران بعد توفيق الله :
إيمان حقيقي منهجي بالله ، ونفس مطمئنة هادئة ..
هذه النفس الهادئة المتوافقة مع حاجاتها ..
ما بال بعض كبار السن مضطرب قلق ذلك الإنسان وبعضهم هادئ بسيط .. أهذا بسيط !
ليس بالبسيط وإنما متوافق مع حاجاته الداخلية ..
ليس التوافق مع الحاجات الداخلية أفعل ما أردته من المعاصي بل أقوّم الذات وأروّضها ترويضاً كما فعل أبو حفص في ترويض نفسه أن روضها لله سبحانه وتعالى وأطر هذه النفس أطراً لله سبحانه وتعالى وجعل هذا القوة فقط بالحق حينما يخطئ بعض الناس في بعض ممرساتهم ..

أن تعرف ماذا تريد ؟! .. وأن تنسّق ما تريد مع ما تستطيع ..
الآن يجب أن نحدد ماذا تريد : أريد كذا وكذا ..
أسأل نفسي هل أستطيعه ؟!
إذا لم تستطع شي فدعه *** وجاوزه إلى ما تستطيعُ
إذن أكن لا أستطيع لا أفعله لأنه سيأتي الفشل فتنخدش نفسي من الداخل .. أذهب إلى ما أستطيعه وأمارسه وأحمد الله على ما وفقني إليه وما أعطانيه وهذا قدر من الله ..

إن معنى الإيمان بالقضاء والقدر في الأمة أظنه يحتاج مراجعة منا عند علمائنا أيها الكرام ..
أن نسائلهم ثانية عن معناه الحقيقي قدموه لنا لكن نفوسنا ما شربته تماماً ،
إن معنى الاحتساب الحقيقي ـ ورددتها كثيراً ـ يجب أن نراجعه في أطروحتنا .. ليس الإيمان بالقضاء والقدر حينما تصاب أيها الإنسان : قدر الله وما صار ماذا نفعل وهذه الدنيا وكذا .. إنه مرض إنه خور ليس هذا قبول القضاء والقدر ..
ثم إذا أتاه القدر : الحمد الله ما قدر الله إلا الخير وكذا ، هو فرح بنفسه ليس فرح بالخير من الله وحينما كان المصاب هو ناقم على الله لكن لا يعبّر بألفاظه
لكن عينيه لكن نفسه تنطق تلك النقمة ..
إذن يجب أيها الكريم أن يستوي في حسّك الخير والشر من الله سبحانه وتعالى ( أمر المؤمن كله خير إن أصابته سراء شكر وإن أصابته ضراء صبر ) والأحاديث في ذلك كثيرة ..
يأتي الابتلاء فيعرف أنه ابتلاء .. إذن نحتاج إلى برمجة في مناهجنا التربوية .. أن نربي شبابنا على المعاني ، على القيم الموجودة في نصوص الكتاب والسنة ..
أنا لا يهمني كثيراً شاب لا يصلي ركعتين بعد المغرب لا يحافظ على السنن الرواتب وهو لا يحب النبي .. لو اخترنا واحدة من الاثنتين لاشك أن فعل الاثنتين هو الأفضل لا شك أن نربي على الاثنتين لكن شابا لا يحب النبي لا يشعر بحب النبي صلى الله عليه وسلم لا يشعر بعظمة الله :
تخيّرني بين من يتربى على حب النبي وعلى عظمة الله أو يصلي ركعتي السنن الرواتب ؟!
أقول هذه لكن لا شك أن الجمع هو الأولى ..
عبد الله بن عمر بن الخطاب سمع أن رجلاً هو من أهل الجنة قالها النبي صلى الله عليه وسلم .. فذهب إليه يسأل عن ذلك الرجل فاستضافه فجلس عنده وقال إني اختلفت مع عمر أو بيني وبين عمر كما قال خلاف فاستضافه ثلاثة أيام ما رأى عنده زيادة عمل !
فقال له ما قال النبي صلى الله عليه وسلم ، بمعنى قوله : ما عندك من الأعمال ما جعل النبي يصفك بأنك من أهل الجنة ! نريد أن نفعل فعلك !
قال : ( لا أنام وفي قلبي على أحد من الناس شيء )
كيف استطاع ذلك الصحابي ؟! : حينما اطمأنت نفسه .. فأشرق في الطمأنينة على من حوله من الناس أيها الكرام .. من هنا نستطيع أن نحقق الطمأنينة .. لا نتجه إلى التربية السلوكية مع أبنائنا ربما الطفل قبل المراهقة تسير معها التربية السلوكية يحفظ القرآن وكذا كذا .. نعم يجب أن نشد فيه في تلك الفترة لأنه متلقي مثل المسجل يكون عنده مخزون ..
لكن عند ما يقارب على نهاية الطفولة ودخول المراهقة يجب أن أتجه إلى المعاني لأنه يبدأ بفهم المعاني الرمزية ..
إشكاليتنا بعض الفضلاء يتصلون : ولدي تعبني يا طارق !
لماذا ؟ والله يا أخي ما يسمع الكلام !
نعامله كما هو الطفل ! أقول إحفظ القرآن ما يحفظ أقوله كذا وكذا ،
طيب أعلمته معاني الآيات ؟!
يا أخي كلنا ما تعلمنا دون معانيه يا أخي ذلك الوقت ما فيه دش ما فيه كذا وكذا ، لو تريد الفساد ما لقيت الفساد يا أخي الكريم ..
علمّه معاني الأشياء ، لما بعض الناس حينما يخرج عن الحدود يمنة أو يسرة وربما يكون فيه شي من الخير والفضل قد يمارس بعض الأخطاء ؟!!
.. ما استقرت نفسه ما استقرت في علاقتها مع الله ..
ما استقرت في فهم حقيقة هذا الدين ..
ما استقرت في حقيقة معنى الإحسان " أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك "

أعتقد أني أطلت أعتذر على الإطالة وأسأل الله سبحانه وتعالى الذي جمعنا في هذا المكان المبارك أن يمنّ علينا بإجتماع آخر إخواناً على سرر متقابلين لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين وصلى الله وسلم على نبينا محمد ...........


ــــــــــــــــــــــــــــ
شريط ( نحو نفس مطئنة واثقة )
د. طارق بن علي الحبيب







حررت بواسطة : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إ ذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
رواه مسلم وأبو داود

^شوووق للجنان^
06-07-2005, 04:52 PM
السلام عليكم ورحمـة الله وبركاااااااااااااااااااتة


أخواااتي الغاليااااااااااااااااااااااااااات أسعدكن الله وحفطك وبااارك اللهفيكن وزادكن علما ورقيا وثباتااااااااااااااااا

كتبتن فأبدعتن

وأشكر شكر خاااص للغاليــــة شيماء لعتنائها بالموضوع فجزاها رب الجنان ......

أخيتي الغاليـة دلوووووووووووعة الله يجزاك الف الف الف خير صراحة أحرجتيني بمجهودك الطيب ولكن

عندي ملاحظة أخياااااااااااااااتي

أريد أخياااااااااااااتي أن نكووون يدا واحدة نكتب ولا ننقل !!!!!!!!!


نكتب بأيديناااااااااا وبعلمنااااااااااااا والله العظيم كلامك وابداعتك بنفسك يؤثر أكثر

من أن تنقلي كلاماااااااااا طويلا طبعا لة كل الفائدة ولكن منيقرأة اذا كان كثيرا ؟!!!!!

أنااااا أتكلم عن الكثير يعني لو تكتبيبيدك وتكتبي الفااااائدة بيدكوبعقلك سيكوون

لة أكبر تأثير وهذا الكلام للجميع أبغى أشووف أقلامكن أنتن !!!!!!!!!!!

يعنيرااااااح تفوز بالقلم المبدع من لديهااااااااا قلم مبدع !!!!!!!!!!1


مو اخوااااااااتي تنقلو وتفوزو!!!!!!!!!!!!! لالالا

لذلك أبغى أشوف الأبدااااااااااع بقلمك وعقلك وثقافتك ممكن تقرأي موضوع في أحد المنتدياااااااات

وتقتبسي القليل منة وليس كلــــة !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!!!!!!!!!!!!!

أخيتي الدلوووووعة سلمتي وجزاك الله خيرااااااااااا زثبتك على الحق وزادك علمااااااااااااااا

بإذن الله مجالسنا وماتحتوووووية من غيبة موضوع رائع سنكتب عنة يوم السبت !!!!!!!!بإذن الله







الثقة بالنفس !!!!!!!!!


بسم الله الرحمن الرحيم




قال تعالى " يا أيتها النفس المطمئنة ، ارجعي إلى ربك راضية مرضية ، فادخلي في عبادي وادخلي جنتي "

نحو نفس مطمئنة واثقة

** إن علاجاتنا النفسية لن تكون كافية وحدها لطمأنينة ابن آدم .. إن لم يجتمع معها طمأنينة الروح ..

نحو نفس مطمئنة واثقة

** أدعو إلى الدين بجانبه السلوكي .. وبجانبه الانفعالي .. وبجانبه المعرفي ..

نحو نفس مطمئنة واثقة

** أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين ..

نحو نفس مطمئنة واثقة

** النفس لن تستقر إن لم يسمح لها أن تنطق ذاتها ..

** لن تستقر إن لم يسمح لها أن تعبّر عن ذاتها ..

نحو نفس مطمئنة واثقة

** كيف أعرف نفسي واثقاً أو غير واثق ؟!!

صحيح غاليتي واتفق معك بذلك

الثقــــــة بالنفس تنبع من الأيماان والقرأن..........



يعرف الصحيح والخطأ عندما يكون بنظر القرأن خطأ فيكون خطأ

أي يتبع القرأن ورضا الله

الثقـــــة بالنفس المطئنــــــة هذا هو الشخص السليم الذي تكون شخصيـــتة متكاملة

يعرف الصحيح والخطأ لايتبع هذا ولا ذاك !!!!!!

يستمد بالأيات والحجج على كلاااامة من كلام الله تعالى ..........

لايخوض بالكلاااااااااااام الذي يسودة الجهل .........

يكون أراءة وكلامة صحيح ومن منطق !!!!!!!!!!1

يكوون كلامة صحيح بنظر القرأن والسنة














جزاااااااااك الله خيرا أخيتي وبارك فيكي كلاااااام درر سلمتي

دلووووووووووووووعة تشكرين على مجهودك الرائع
اين البقيــــــــــــــــــة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أين أضافاتهم على المواضيع ومناقشتهم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

الخنســـــاء
06-07-2005, 07:08 PM
جزااااااااااااااء الله كل من خطت ونثرت كلمااااتها الرائعة في هذا المجلس

جزاااها الله خير الجزااااااء

اشكر غاليتي شوووووووووق وشيمااااااااااااا على اهتمااااامهن دائماااا بنشر الخير


الله يوفقكن ...............

:)

^شوووق للجنان^
06-07-2005, 07:16 PM
جزااااااااااااااء الله كل من خطت ونثرت كلمااااتها الرائعة في هذا المجلس

جزاااها الله خير الجزااااااء

اشكر غاليتي شوووووووووق وشيمااااااااااااا على اهتمااااامهن دائماااا بنشر الخير


الله يوفقكن ...............

:)



ياهلا والله بخنوووووووووووووووسة كيفك يالغاليـــــــــــة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


والله نورتي الموضوووووووع لك فقدة يالغاليــــــــــــــة

الله يسعدك ننتظر موضوعك على احر من الجمر أختي خنووووووسة

ياويلك لو ماكتبتي !!!!!!!

عندك أبداع فانثريـــــــــة هناااااااااااااا

خنووسة لانتخلى عنكي فأكتبي يالغاليـــــــــة

سلمتي

شيماء الإسلام
07-07-2005, 05:38 PM
الحمد لله فااااااارج الهمّ وكااااشف الغمّ ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . .

إن من أشد أمراااااض العصر انتشاراً وفتكاً بالأفراد والأمم والمجتمعات . .
دااااء ( الإكتئاب ) . .
-اااااانتحار . .
- تفكك أسري . .
- تردّي اااجتماعي . .
- تخلّف سلوكي . .

صيــــحات وصرخات . .
نداااءات مبحوحة . .
أنقذونا . .
مطلقة تنتحب . . !
بنتٌ تشتكي وتندب . .
موظف قلق . .
مديون مهموم . .
و . . و . . . و . . . و . . .
وفي نهاية المطااااف . .
تنتهي الحياة ..
بطلقة رصاااص . .
أو سقوط من أعلى شاهق . .
أو طلاق يفرق بين زوجين . .
أو طرد ونفي . . !!!
بسبب الإكتئاب . . !!
من هنااااا كانت هذه المحاولة وهذا الجمع ، من أجلنااااا - نحن - !
حتى لا نكون ضحايا الإكتئاب !!

ما هو الاكتئاب؟
الاكتئاب : مصطلح طبي ( Depression ) يشمل نطاقا واسعا من الاضطرابات النفسية.
في أخف حالاته : يتسبب الاكتئاب في مزاج هابط لا يمنعك من السير في حياتك الطبيعية، لكنه يصعب عليك القيام بالأمور ويجعلها تبدو أقل قيمة.
في أعنف حالاته : فإن الاكتئاب قد يهدد الحياة، وقد يدفعك إلى التفكير في قتل نفسك أو التوقف عن الرغبة في الحياة.


* أنواعه :
للاكتئاب نوعان :
1 - النفسي (العصابي) .
2 - والعقلي (الذهاني) .

*ما هي أعراض الاكتئاب؟
الاكتئاب يؤثر في أناس مختلفين بطرق مختلفة، وقد يتسبب في طيف واسع من الأعراض التي قد تكون عاطفية أو جسدية.

1 - الأعراض النفسية العاطفية :

- يشعرون بهبوط الروح المعنوية معظم الوقت .
- يشعرون أنه ليس هناك شيء يفيد .
- يشعرون بعدم الرضا عن أنفسهم وقد يفتقدون الثقة بالنفس .
- يكونون منشغلين بأفكار سلبية .
- يشعرون بالعجز والخواء واليأس .
- يكون لديهم نظرة يائسة ومتشائمة للمستقبل .
- كثيرا ما يعانون من القلق كذلك.
- الشعور بالخوف .


2 - أعراض سلوكية :

- يفكرون في أو يرتكبون أفعال إيذاء النفس أو الانتحار .
- يلومون أنفسهم ويشعرون بالذنب تجاه الأمور بدون ضرورة .
- يجدون من الصعب عليه أن يركزوا أو يتخذوا قرارات .
- يكونون سريعي الانفعال بشكل غير اعتيادي أو يفقدون الصبر .
- اضطرابات في النوم، الاستيقاظ المبكر، الأرق أو كثرة النوم.
- يأكلون أكثر من المعتاد فتزداد أوزانهم أو لا يأكلون جيدا فتنقص أوزانهم .
- لا يتمتعون بالأنشطة المبهجة عادة .
- يعانون من نقص في الرغبة الجنسية .
- يعانون من الضعف في النشاط والطاقة .
- يبتعدون عن الآخرين بدلا من أن يطلبوا منهم المساعدة أو الدعم .
- عدم التركيز في التفكير والاسترخاء .


3 - أعراض جسدية من مثل :

:: الصداع .
:: الآم العضلات .
::التعرق .
:: الدوار .
:: الإرهاق والضعف العام .
بعض تلك الأعراض قد تمر على الإنسان العادي في كثير من الأحيان وهذا لا يعني أنه مصاب بالاكتئاب، لأن مجرد ظهور تلك الأعراض لا يكفي بل يجب أن تكون مستمرة ولفترة طويلة حتى يكون التشخيص صحيحا.

* أسبابه .
ليس هناك سبب واحد بعينه للاكتئاب، حيث يختلف الوضع من شخص إلى آخر.
ويمكن أن نقسم الأسباب إلى :
- أسباب نفسية عاطفية .
- أسباب سلوكية من ذات الشخص .
- أسباب جسدية .
- أسباب اجتماعية .


1 - الأسباب الإجتماعية :

منها :
- ما قد حدث في مرحلة الطفولة قد يكون له أثر بالغ في كيفية إحساسك نحو نفسك الآن.
- وفاة أحد الأقارب أو الأصدقاء.
- الاضطهاد .
- الترهيب في التربيه دون الترغيب ( سددوا وقاربوا ) .
- مشاكل الأبوين أمام الأبناء .
- الطلاق الفاشل .


2 - الأسباب السلوكية :

منها :
- العجز .
- الكسل .
- كيفية التعامل مع التجارب السيئة .
- كتم التجربة وعدم الفضفضة .
- قلة النوم وكثرة السهر .
- الفشل . ( عدم الإنجاز ) .
- شدة الغضب .
- التطلع إلى ما عند الآخرين ( من أصبح والدنيا همه ) ( انظروا في أمور الآخرة إلى من هو فوقكم ) .
- العزلة .
- الحزن الشديد ( لعلك باخع نفسك ) .
- الحركة وعدم الاستقرار وتباطؤ يلاحظه الآخرون.
- الاهتمام المفرط بملاحظة الناس ( منك وإليك )
- الإصرار على الذنوب والمعاصي .


3 - الأسباب الجسدية :

منها :
- الغذاء الفقير في محتواه .
- أو فقدان اللياقة البدنية .
- أو الأمراض مثل الانفلونزا.
- الولادة .
- التعاطي المتكرر لبعض المخدارت التي تتعاطى للشعور بالبهجة .
- الغربة .
- عدم التوازن في الموصلات العصبية في الجهاز العصبي .


4 - الأسباب النفسية :

منها :
- ضعف الإيمان بالقدر .
- عدم الرضا .
- شدة الخجل .
- تحطيم المعنويات .
- الخوف من المستقبل .
- عدم الجرأة في اتخاذ القرار خشية الآخرين . ( عدم القدرة على قول " لا " ) .
- الشك والوسواس .

* طرق العلاج .
- من المهم جدا أن تتذكر أنه ليس هناك في الحياة حلول فورية للمشاكل.
- حل المشاكل يستغرق وقتا وطاقة وجهدا.
- في العلاج لا ينبغي أن ننظر إلى العقل والنفس والبدن كوحدات منفصلة بعضها عن الآخر ، بل ينبغي أن ننظر لها كوحدة واحدة .
فلا يمكن معالجة العقل بعيدا عن معالجة - الروح - النفس ، ومن العبث أن نسعى في إصلاح الجسد والروح خاوية خربة .!
لقد توصل الطب الحديث (والحمد لله) إلى علاج أكثر من 80% من حالات الاكتئاب، وهناك أكثر من طريقة لعلاج الاكتئاب، منها أنواع عديدة من الإرشاد والعلاج النفسي، وكذلك أنواع من العلاجات الدوائية، تسمى تلك الأدوية بمضادات الاكتئاب، التي تعمل على تصحيح بعض المواد الكيميائية في مخ الإنسان .


أولاً : العلاج الذاتي .

وهو علاج ذاتي يطبقه من يشكو من مثل هذه الأعراض بإلحاح ، وأنجح ما يكون هذا العلاج حين تكون :
- الإرادة القوية .
- والهمة العالية .
- والعزم والتصميم :
1 - تقوية الإيمان والصلة بالله جل وتعالى .
فقوت الروح أرواح المعاني : : : وليس بأن طعمت ولا شربتا
إذا اطمأن القلب اطمأن سائر الجسد ، وحتى يتحقق الإطمئنان لابد من تحقق الإيمان .
إذا الإيمان ضاع فلا أمان : : : ولا دنيا لمن لم يحيي دينه !
جاء في الحديث عند أحمد في المسند : " إن الإيمان إذا دخل القلب انفسح وانشرح "
وتحقيق الإيمان بالله جل وتعالى .يتحقق بأمور :
- معرفة الله بأسمائه وصفاته . تعلّما وتدبرا وتحقيقا لآثاراها في الأرض .
إن اسم الله ( الصبور ) يورث العبد الصبر .
واسمه ( الحكيم ) يورثه الإطمئنان لأنه يؤمن أن الله حكيم بما يقدره عليه .
واسم الله ( الرحمن الرحيم ) يورثه اللذّة .
واسمه ( المانع المعطي القابض الباسط ) يورثه الرضا والقناعة .
وهكذا حين يتحقق الإيمان الحق بأسمائه جل وتعالى فإن العبد يزول ما يجد في قلبه من الهم والاكتئاب والحزن .
- الصبر والاحتساب .
- الأذكار والتحصينات الشرعية .
- قراءة القرآن .
- البعد عن الفواحش والآثام .
- المجاهدة .

2 - الابتسامة .
أثبتت إحدى البحوث العلمية مؤخراً أن الإبتسامة تؤثر على الشرايين التي تغذي المخ بالدم فيزداد تدفق إليه مما يبعث في النفس الهدوء والإحساس بالبهجة والسرور - مجلة الصدّيق العدد 5 / شهر صفر 1423 هـ -

3 - التفاؤل .
تفاءلوا بالخير تجدوه !!
وكان صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل .
ومن الفأل :
- الكلمةالطيبة .
- الاسم الحسن .
- حسن الظن بالله .
يذكرون أن أحدهم سقط من الطابق العاشر ، وفي أثناء سقوطه قابله رجل في على شرفة النافذة في الدور الرابع فسأله : كيف أنت ؟!
فأجاب الساقط : لا زلت بخير حتى الآن !!

4 - المواجهة وعدم التهرب ( تحمل المسؤوليات ) .كما فعل كعب بن مالك يوم أن تخلّف عن غزوة تبوك .
وكأني به إنما صدق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعرفته بعواقب الكذب الذي من عواقبه : الضيق والنكد والاكتئاب وعدم الاطمئنان .

5 - عدم التطلع إلى ما عند الآخرين .
وفي هذا جاءت تربية النبوة : ( انظروا في أمور دنياكم إلى من هو دونكم ) .
( ألا ترضى أن تكون لهم الدنيا وتكون لنا الآخرة ) !!
( يا معشر الأنصار . . لو ذهب الناس بالشاء والبعير لذهبتم برسول الله صلى الله عليه وسلم ) .

6 - تغيير الروتين
( السفر - تغيير المنزل - تغيير العمل . . التجديد في الزيارات . . )
سافر ففي الأسفار خمس فوائد *** تفريج هم واكتســــــاب معيشة
وعلمٌ وآدابٌ وصحبة مـــــــــــاجد *** وإن قيل في الأسفار ذلة ومحنة
ويقال : من أعتدل يوماه، فهو مغبون، ومن كان في غده شراً من يومه فهو مفتون، ومن لم يتفقّد النقصان في نفسه دام نقصه، ومن دام نقصه فالموت خير له...!!!
وتاملوا في ذلك قصة قاتل المائة . . الذي وصّاه العالم بأن يغيّر بيئته ومكانه . . !!
وهكذات نجد أن سنّة تغيير الحال والموطن واردة في أكثر من موطن في السنة النبوية :
- عند الغضب .
- عند الرؤى المنامية المحزنة .
- عند الاستسقاء .
وهكذا نجد أن تغيير الحال في هذه المواطن يؤثر في سلوك المرء وحاله ، ويصرف عنه ما يجد .

7 - هجر العوائد وقطع العلائق .

8 - الترفيه المباح .

9 - إذا لم تستطع شيئا فدعه .
يذكر أن الأصمعي ، لازم الخليل بن أحمد الفراهيدي ليتعلّم منه العروض ، ومع شدة ملازمته للفراهيدي إلا أنه عجز عن أن يتعلّم العروض . . فأصابه من ذلك اكتئاب شديد . . !!
فكتب إليه الخليل بن أحمد ينصحه ويُسلي عنه ويلاطفه بأدب :
إذا لم تستطع شيئا فدعه : : : وجاوزه إلى ما تستطيع !!
فترك الأصمعي تعلّم العروض وانخرط في اللغة فصار إماما من أئمة اللغة !!

10 - الانخراط في أنشطة بدنية جسدية :
أظهرت الدراسات أن رياضة الجري تعادل في فاعليتها فاعلية العلاج النفسي في معالجة حالات الاكتئاب البسيطة والمتوسطة.

11 - عدم الاسترسال مع الأفكار السلبية .
الاكتئاب له صفة واحدة رئيسية وهي أنك يجب أن تكون على حذر عندما تفكر فيما يكمن عمله لهزيمته فالاكتئاب بإمكانه أن يغذي نفسه. بكلمات أخرى، قد تصاب بالاكتئاب ثم تكتئب أكثر لكونك مصابا بالاكتئاب. الأفكار السلبية تصبح أمرا يحدث من تلقاء نفسه ومن العسير عليك أن تقاومها. كونك في حالة من الاكتئاب قد يكون عندها في حد ذاته مشكلة أكبر من الصعوبات التي تسببت في حدوثه في البداية.

12 - الخلطة والمجالسة :
أظهرت إحدى الدراسات التي نشرت مؤخرا في مجلة "اسينشيالز" البريطانية ان الصداقة تحميك من الاكتئاب .
كما إن الأصدقاء يساعدون أيضا في التقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب ويعملون على تعزيز نظام المناعة .
فالأصدقاء يشكلون حماية من الإجهاد والاكتئاب .
فخالط من يذكرك بالله ويعينك في ضيقك ويفرح لفرحك ويحزن لحزنك ، جالس كل من يقربك إلى الله لأن القرب من الله يزل الهم والغم والبعد عنه يزيد ذلك .
ويوصي الأطباء النفسانيون في هذا بمخالطة من لهم مشاكل نفسية وتغلبوا عليها : فقد يكون من المفيد أن تلتقي مع آخرين ممن يعانون من الاكتئاب. قد يساعد هذا على إزالة مشاعر الانعزال وفي نفس الوقت تريك كيف تمكن الآخرون من التغلب على مصاعبهم. أن تجد أن بإمكانك أن تساعد الآخرين قد يساعدك أنت أيضا. هذه المجموعات عادة ما يقودها أناس قد تغلبوا على الاكتئاب هم أنفسهم.
وسبحان الله الحكيم الذي جعل الأخوة من أوثق عرى الإيمان !!


نقلت من أحد المنتديات وأتمنى أن تفيد الجميع كما أفادتني لي عودة بإذن الله..

^شوووق للجنان^
09-07-2005, 06:40 PM
جزااااااااااااااااك الله خيراااااااااااااا غاليتي وبااااااااااااااارك فيكي

وجلعة الله في مواازين حسنااااااااااااااااتك

سلمتي ودمتـــــــــــي موضوع خطيـــــــــــــــــــــــــــــــــر


تحياتي لكِ

أيـــــن البقيــــــــــة؟

اليوم موضوعنا عن المجالس وماااااايكون فيها من الغيبــــــــــة والنميمـــــــــة !!!!!!!!!!! هاااااااااااام جدا

دانة جدة
10-07-2005, 04:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

أخواتي الفاضلات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد غفل أغلب الناس عن رضا الله عز وجل وتناسوا قوله تعالى ( اتقوا الله ما استطعتم )

فأصبحت قلوب البعض مليئة بالاخلاق الممقوته والمذمومة

بدلا من ان تكون مليئة بالاخلاق المحمودة والخصال المحبوبة

فيا أخواتي

لو نجعل القران الكريم منهجنا ونصب أعيننا لحفظنا قلوبنا وألسنتا من جميع المحرمات

ومنها الغيبة والنميمة واالسخرية والاستهزاء

قال تعالى ( ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه )

وقال ( ويل لكل همزة لمزة )

فمن اسباب ملئ القلوب بهذه الاخلاق

الحقد والحسد على الشخص فنذكر دائما مساوئه وننسى محاسنه فلا نريد ان يثني عليه احد ولا يحبه احد من الناس

ولكن لابد لنا ان نعلم اننا بذلك نتعرض لسخط من الله

ولننشغل في عيوبنا ونفكر بها ونصلحها بدلا من ان ننظر في عيوب الاخرين

فوالله نعم الله علينا كثيرة ولن نستطيع عدها

لذلك يجب علينا ان نكثر من الشكر والتقرب الى الله بالطاعات والبعد عن المنكرات والمحرمات

فقد سهل الله لنا الخير وفتح لنا ابواب البر الكثيرة

فالكلمة الطيبة وازالة الاذى عن الطريق والامر بالمعروف والنهي عن المنكر

والتسبيح والتهليل والتحميد والتكبير جميع هذه الاعمال وغيرها صدقة وعبادة

وقد ارشد النبي صلى الله عليه وسلم من لايستطيع شيئا من هذه العبادات أن يكف شره عن الناس

قال صلى الله عليه وسلم ( على كل مسلم صدقة * قيل أرأيت ان لم يجد قال " يعتمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق "

قيل ارايت ان لم يستطع قال "يعين ذا الحاجة الماهوف " قيل له أرأيت ان لم يستطع قال "يأمر بالمعروف أو الخير "

قال أرأيت ان لم يفعل قال " يمسك عن الشر فانها صدقه )

فالله سبحانه وتعالى رحيم بنا فلماذا لانرحم انفسنا ونبعدها عن هذه الافات التي تضيع اعمالنا وعباداتنا

فالقلب محل الرأفة والرحمة والحب والسكينة فلنجعله مستودع العقائد والاخلاق المحمودة

فأصحاب القلوب السليمة هم من يقومون بواجباتهم وعباداتهم خير قيام

أم بــدر
10-07-2005, 05:17 PM
:-s اسمحي لي أن أهديك شهادة شكر وتقدير على نصحك وعملك الرائع
وأتمنى أن تقبلوا مشاكتي معكم [COLOR=SeaGreen] :-M

:-D
[CENTER]جزاك الله خير يا أختي شوشو وأكثر من أمثالك
لكم دعواتي الصادقة بالتوفيق والرقي في الدنيا
وأن يجمعنا في جنات الفردوس .... آآآمين

^شوووق للجنان^
10-07-2005, 08:24 PM
دانـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــة جدة

أســـــــــــــــــــعدك المولـــــــــــــــــــــــــــى أينمكا كنتي وحفظك ورعاااااااااااااااااااااااااااك وزادك علماااااااااا ويقينا

وجعل ماكتبتي في موازين حسنااااااااااااتك .........

راااااااائع غاليتي ........ كلماااتك درر واسلوبك رااائع كتبتي فأحسنتي ...........

قلمك غاليتي نور موضوعناااااااااا أنار الله لمِ بصيرتك وحفظك من كل شر ::::::::::



ولننشغل في عيوبنا ونفكر بها ونصلحها بدلا من ان ننظر في عيوب الاخرين

صحيح رعاااااااااك المولى


فالقلب محل الرأفة والرحمة والحب والسكينة فلنجعله مستودع العقائد والاخلاق المحمودة


زادك الله علماااااااااااااااااا ويقينااااااااااااااا........

أفدتينا أخيااااااااااتي بكلماااااااااااتك أسعدك المولى

^شوووق للجنان^
10-07-2005, 08:26 PM
:-s اسمحي لي أن أهديك شهادة شكر وتقدير على نصحك وعملك الرائع
وأتمنى أن تقبلوا مشاكتي معكم [COLOR=SeaGreen] :-M

:-D
[CENTER]جزاك الله خير يا أختي شوشو وأكثر من أمثالك
لكم دعواتي الصادقة بالتوفيق والرقي في الدنيا
وأن يجمعنا في جنات الفردوس .... آآآمين


أم بدر
يااااااااااااااااااااهلا فيـــــــــــــــك يالغاليــــــــــــــــــــــــــة

حيااااااااااك الله

نورتي موضوعنااا غاليتي

أتمنى أخيتي من كل قلبي أهلااااااابكِ أختااااااااااااا لنااااااااااااااااااا

أنتظر موا1ضيعك على أحر من الجمر

~*~LEE~*~
11-07-2005, 11:22 AM
موضوع راااااااائع

وأحب أن أكون أول المشاركات فيه

لي عودة عزيزتي

^شوووق للجنان^
11-07-2005, 03:09 PM
ياهلا فيك حبيبتي نورتي الموضوع

وننتظر ابداعتتتتتتتتتتك

من جد صراحة بالمرة تأثرت بكلام ألأخت دنو أنصح الكل بقرأتة والله راااااااااااااائع

جزاها الله خيرا

وبأذن الله اليوم بكتب موضوووووووووع عن















الصــــــــــــــــــــداقــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــة وكيف تنبيني في الحب في الله !!!!!!!!!!!!!!!؟؟؟

شيماء الإسلام
11-07-2005, 03:55 PM
شوووووووووق الله ينور لك والله الموضوع راااااااااااائع..

أنا جبت لكم هذا الرابط

أتمنى تدخلونه وتقرأون حرف حرف وتفهمونه كلمه كلمه لأنه رااائع عن الصداقه والحب في الله..
http://saaid.net/female/057.htm

^شوووق للجنان^
11-07-2005, 05:01 PM
يابعد عمري والله يااااااأغلى أخت بالدنيااااااااااااااااااا

أخر بصمــــــــــــــــــة لأغلى غاليـــــــــــــــــــــــــــــــــة

يالله والله الموضوووووووووووووووع رااااااااااااااااااااائع ياللة وربي من قلب

دائما أتمنى أن يرزق الله لى صديقة مخلصة تعنني على ذكرالله ساعدوني... )

والله العظيم حتى أمي تدعيلي هذا الدعااااااااء والحمد لله لقيتها بطريقي


الله يسعدهاااااااااااويسر لها أمرهااااااااا ويوفقها ويحفظها وينور لها دربهاااااااااااااااااا

ياشمـــــــــــــــعة فؤااااااااااادي وقلبي الناااااااااااااااابض ...........

تسلميييييييييييييييييييييييييييين حفظت الرابط عندي صراحة راااااااااااائع جدااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا :-M

~ ريـــــم ~
11-07-2005, 05:36 PM
كلمات لعظيم فضلها تعجز الملائكة من كتابة اجرها وهي هذه الكلمات ( الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم كلماته )

^شوووق للجنان^
11-07-2005, 05:49 PM
كلمات لعظيم فضلها تعجز الملائكة من كتابة اجرها وهي هذه الكلمات ( الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم كلماته )

ريم ياهلا فييييييييييييييك غاليتي نورتي منتداناااااااااااااااااااااااااااااااااا


يامرحبا الف

ونورتي مجلسنااااااااااااااااااااااااااااا يالغاليـــــــــــــــة

أخيتي أخذت من هالكلماااااااااااااات القلال بأذن الله الخير الكثير جزاك ربي الجنااااااااااان


( الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانة

الخنســـــاء
14-07-2005, 04:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم









الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى من تبعهم إلى يوم الدين








أما بعد:





لقد احترت في أي مجال أكتب فهناك الكثير والكثير مما يجول في نفسي لأبثه لكم...








وأخيراً وقع اختياري على الآتي ولكم أن تعنونوا مقالتي بما شئتم ...








إن هناك محرمات يفعلها البعض لجهله بحكمها..فإن بينت لهم حرمتها اعتبروا وانتصحوا وكرهوا العودة لها..

لأنهم قدروا الله حق قدره ولم ينتابهم شك أن الله قوي شديد العقاب لمن عصاه..







ولكن ما يحزننا أولئك الذين يعصون الله جهاراً وهم يعلمون حرمة جرمهم... وإن نصحتهم أعرضوا عنك......عجباً لهم ؟؟ ألا يتقون الله ؟؟!!


ينتهكون حرماته من غير خوف ولا حياء منه





وهم يمشون على أرضه ويتنعمون بنعمه وينامون وهم قريرين الأعين ومع ذلك يمهلهم الحليم جلّ في علاه...





وأذكر لكم موقف ذ ُكر لي عن طالبتين في مدرسة ثانوية..





- وهو في الحقيقة ما دفعني للكتابة –








ففي صباح يوم من أيام الدراسة و بين صديقاتهن








قالت إحداهن: أنا سعيدة اليوم لأنني.......








ماذا تتوقعون ؟؟



هل لأن الله أنعم عليها بصلاة الوتر مثلاً..

أو لأنها أرضت والديها ...فخرجت من البيت وهم يدعون لها بالسداد..





أو لأنها حصلت على درجة جيدة في الاختبار ...





أو .. أو .....الخ





لا والله لا هذا ولا ذاك ....








إن السعادة المحرمة لترفرف بقلبها لأنها .........





عصت الله ...





كيف ولماذا و ..؟؟










لقد عللت فرحتها لأنها نظفت حواجبها ؟؟



((نظفت = نمصت = نتفت ))




يا إلهي لقد انقلبت الموازين ...



بدل ان تكون نادمه و باكيه تفرح ان السلف الصالح رحمهم الله يبكون




ولكن هل يبكون لانهم فعلوا معصية لا بل لفوات النافلة عليهم...........





لم تنتهي القصة بعد...؟؟





فبعد أن انهت كلامها ...





بادرت صديقتها الأخرى وبفرحة غامرة: وأنا أيضاً.





((وافق شنٌ طبقه ))





فسألتهن صديقة أخرى وقالت: ألا تعلمن أن هذا الفعل محرم ...





فردن عليها: بلى ..





قالت: ألم يمنعكن أهلكن عن هذا...





قالن: لا





إن مثل هذه النماذج السيئة لتدمي القلب ..





فلقد عملن المعصية ...... وليتهن عملنها واكتفين بذلك..لا








بل افتخرن بفعلها...











يا حسرةً على العباد...





إنهن يعشن في غفلة عظيمة .. لقد عميت أبصارهن عن الحق ..





وأنا متأكدة أن فرحتهن لن تطول بل ستلحقها تعاسة أبديه إذا لم يتبن لله ..





وسيشعرن بالضيق والضنك ما استمروا على المعصية..








لأن السعادة الحقيقية في ظل طاعة الله عز وجل لا في سواها ...





سبحان الله... لو نطلع على حياة السلف الصالح لرأينا العجب العجاب...





فقد خافوا الله أشد الخوف ...








لأنهم وصلوا لأعلى مراتب الإسلام

وهو الإحسان ..((أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فهو يراك))







فمن عَبَدَ الله بهذه الطريقة .... فسيصيبه الحياء من الخالق ولن يرتكب أي فعل يغضبه أو يكرهه لأنه أيقن





أن الله السميع البصير مطلع عليه أينما ذهب..





فو الله من يقرأ عنهم ليحقرن نفسه وعمله لأن أعماله لن تصل لأعمالهم ولأن تقواه لن تصل لتقوى قلوبهم رحمهم الله ..





فإليكم بعض الصور من حياتهم ...








كان إبراهيم النخعي يقول: ( إذا رأيت الرجل يتهاون بالتكبيرة الأولى فاغسل يدك منه،وبكى رحمه الله عند الموت، فقيل له: ما يبكيك أبا عمران؟ فقال: أنتظر ملك الموت لا أدري يبشرني بالجنة أم بالنار).





وكان عطاء بن أبي رباح بعدما كبر وضعف يقوم إلى الصلاة فيقرأ مائتي آية من البقرة وهو قائم مايزول منه شيء ولا يتحرك.





وكان محمد بن واسع يقول : (لو كان يوجد للذنوب ريح ما قدرتم أن تدنوا مني من نتن ريحي ، وكان رحمه الله يقول : ما يغني عني ما يقول الناس إذا أخذ بيدي ورجلي فألقيت في النار )





رحمك الله ... هذا قولك وأنت محمد بن واسع ..إذاً ما هي حالنا نحن وكيف ستكون ريحنا ..؟؟








وقيل للربيع بن خيثم : كيف أصبحتم ؟





قال: ضعفاء مذنبين نأكل أرزاقنا وننتظر آجالنا، وكان رحمه الله عمله سراً حتى ان الرجل ليأتيه وهو يقرأ القرآن فيغطيه بثوبه ، وكان رحمه الله يأتي إلى الصلاة يُقاد و به الفالج "الشلل" فقيل له: قد رخص لك، فقال: إني لأسمع حي على الصلاة فمن سمع منكم فليجبه ولو حبواً.





رحمك الله رحمه واسعة .... فما بالنا اليوم نبحث عن الرخص ليحيط بنا الكسل وفتور الهمم ..





وحماد بن زيد يقول: كان أيوب السختياني يطلب العلم حتى مات،ويقول أيضاً حماد بن زيد: كان أيوب في مجلس فجاءته عبرة فجعل يتمخط ويقول:ما أشد الزكام.





وأبو حازم الأعرج أرسل إليه سليمان بن عبد الملك ليأتيه فقال: إن كانت له حاجه فليأت وأما أنا فما لي إليه حاجة ، وكان أبو حازم هذا يقول لنفسه: يا أعرج، ينادي يوم القيامه ياأهل خطيئة كذا وكذا، فتقوم معهم ثم ينادى ، يا أهل خطيئة أخرى ، فتقوم معهم، ما أراك يا أعرج إلا تريد أن تقوم مع أهل كل خطيئة.





رحمك الله يا أيوب و يا الاعرج....


هكذا هم السلف يخافون من الرياء وإن كانت قلوبهم قد خلت منه ...


وكذلك هم يعتزون بعلمهم ويترفعون عن الدنيا ومتاعها ويعاتبون ويحاسبون أنفسهم دائماً فقد ملء قلوبهم ذكر الله ذو الجلال والاكرام.





وعبد الله بن عون يقول عنه ابن المبارك: ما رأيت مصلياً مثل ابن عون.


ويقول ابن المهدي:ما كان بالعراق أحد أعلم بالسنة من ابن عون، ونادته أمه مرة فأجابها وعلا صوته صوتها فأعتق رقبتين. وكان رحمه الله لا يغضب، فإذا أغضبه الرجل قال: بارك الله فيك.





نعم الأخلاق هي أخلاقك يا ابن عون رزقنا الله مثلها .





وفي نهاية المطاف أذكركم ونفسي بهادم اللذات ومفرق الجماعات لعل فينا من له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ..





فقد حضرت الوفاة عمرو بن العاص رضي الله عنه الذي يسمى أُرطبون العرب، لأنه كان داهية من الدهاة ، ولكن لا حيلة في الموت..أبطل الموت حيلة الدهاة، وأعدم الموت قوة الأقوياء، ونسف الموت بنيان الأغنياء، فلما أصبح في سكرات الموت، فإنك أصدق واصف للموت! هو يذوق الموت،هو يشرب الموت،هو يزاول سكرات الموت.


قال: يابني والله كأن جبال الدنيا على صدري، وكأني أتنفس من ثقب الإبرة!





وعن رسول الله أنه حضرته الوفاة، وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يتناول قميصه فيضعه على وجهه وهو في سكرات الموت وعرقه يتصبب،بأبي وأمي هو ،فيقول:


((اللهم أعني على سكرا الموت)).((اللهم هون علي سكرات الموت.لا اله الا الله ..ان للموت سكرات))،ثم يقول((لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد)).





لا اله الا الله هذا حال رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الموت .. نعم إن للموت سكرات..





هو الموت ما منــــه ملاذ ومهــــرب...متى حط ذا عن نعشه ذاك يركب


نؤمـــــــل آمــــالاً ونـرجو نتاجـــــها...لعــل الرجـا مما نـرجيـه أقـرب


ونبي القصور المشمخرات في الهوى...وفي علمنا أنا نموت وتخــــرب


إلى الله نشــكــو قســــوة في قلوبنــــا...وفي كل يوم واعظ الموت يندب








هارون الرشيد لما حضرته الوفاة قام يستعرض جيشه، فنظر إلى الجيش وقال:يامن لا يزول ملكه ارحم من زال ملكه.








نسأل الله أن يثبتنا في الدنيا والأخرة وأن يحسن خاتمتنا


اللهم اعفو عنا واغفر لنا وارحمنا يا ارحم الراحمين انك على كل شيء قدير

^شوووق للجنان^
16-07-2005, 05:48 PM
لاالـــــــــــــة الا الله العظيم الحليم .......... لاالــــــــة الا الله رب العرش الكريم .........

أن لله وان اليـة راجعوون ......... أن يهدي من يشاء ويضل من يشاء !!!!!!!!..........


يالله والله أن القصـــــــــــة أدمة قلبي قبل عيناااااااااااي ........ فرحة بعصى رب العبااااااد .؟!!!!!!!!!!!

فرحة لأنها طردة من رحمـــــــــة الخالق عز وجل !!!!!!!!! .......... أسألأ الله لنا ولها الهداية ......

أي سعادة تلك ....... وأي أهل هؤلااء !!!!!!! .........الى هذا الحد وصل حالنااااااااااااا !!!!!!!!! ........

أيــــــــن الخوف والخشية من الله ......... ألا تعلم أنهااااااااا ستمووووووت وستعذب على فعلتها.....

نعم أفرحو قليلا وابكو كثييرا ........... اااااااااااة يالا تعاستهااااااااااا !!!!!!!!!!!!! ........... والله يالا تعاستهااااا..........


سعيدة لنتف جواجبها!........ سعيدة لنتف بعض شعيرات من حواجبهااااااااا............ !!!!!!!

سعيدة لغضب ربها عليهااااااا............ اااااااااة وااااااااااااااااااااااااة أسألأ الله لها الهداية وصديقتها ولسائر المسلمين .....


أخيتي الخنســــــــــــــــــاء أسألأ الله ان يجعل ماكتبتي في موازين حسنااااااتك

وأن يحفظك بحفظة ويزيدك علماااااااااا ويقينا . نعم أريد من هم مثلك في العلم والوعي ........ والقلم المبدع ..

أخييتي تأثرت والله بقصتك وأفيدتيناااااااااااا كثير ....... جوزيتي خيرا ......... اخيتي

أتمنى أن تزوري مجلسنا دائمااا.........


تحياتي لكِ
شوق

الخنســـــاء
16-07-2005, 05:58 PM
اشكر لكِ شوق هذا التعقيب ................. وتاكدي ان كل من كتبت في هذا الموضوع(موضوعك) فحسناتهن ستصب في ميزان حسناتك من غير نقصان للحسنات ..







ونسأل الله عز وجل الإخلاص في العمل ..























اخيتي






أتمنى أن تزوري مجلسنا دائمااا.........











إن شاء الله سأتابع يا عزيزتي كل من يخط في هذا المجلس ومن ذا الذي يكره مثل هذه المجالس الا من ران على قلبه..

حنايا الأمل
16-07-2005, 06:10 PM
بارك الله فيكن أخوواتي

وفي هذا المجلس الطيب المبارك فيه إن شاء الله..

أختي شووواقه..

لدي مووضوع جميل قرأته في أحدى المنتديات الاسلاميه..

وأحب أن أنقله هنا كي تعم الفائدة لخواتي في الله..

موضوع جميل يتحدث عن تلكم الفتاة الحزينه..

أتمنى أن ينال أعجاب الجميع..

والإستفادة كذلك..

ولي عودة لاحقااااا

**

أعذب التحايا من حنايا W:

^شوووق للجنان^
17-07-2005, 01:17 AM
حنوووووووووووووووووووو ياأهلا غاليتي

الف أهلااااااااااااااااااااا بزيارتك الغاليــــــــــــة علينااااااا...........

حياك الله ............ نورتي مجلسنااااااااااااااااااا أخيتي ...................

وموضوعك يالغاليــــــــــــة ::


موضوع جميل يتحدث عن تلكم الفتاة الحزينه..

تلكم ؟؟؟؟!!!!!!!!!! أخيتي كيف يعني صراحة مافهمت ؟؟؟

اةيمكن قصدك تلك الفتاة الحزينة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ :-M

موضوووووووع رائع أخيتي ننتظرك غاليتي لنتحاور في موضوعك القيم ):K

ننتظرك عزيزتي ..........

حنايا الأمل
17-07-2005, 10:45 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاه و السلام على رسول الله
اما بعد...

اخيه اعلمي ان الدنيا دار عمل والاخره هي دار القرار
لاتركنن الى الدنيا ومافيها لاشك ان الموت يفنينا ويفنيها
يا من تملّـك الحزن قلبها.. وكتم الهمّ نفسها.. وضيّق صدرها.. فتكدرت
بها الأحوال .. وأظلمت أمامها الآمال .. فضاقت عليها الحياة على سعتها..
وضاقت بها نفسها وأيامها وساعتها وأنفاسها !
لا تحزني .. فالبلوى تمحيص .. والمصيبة بإذن الله اختبار ..
والنازلة امتحان .. وعند الامتحان يُكرم المرء أو يهان ..
ماذا عساه أن يكون سبب حزنك ؟
إن يكن سببه مرض فهو لك خير.. وعاقبته الشفاء ..
قال الله جل وعلا : ( وإذا مرضت فهو يشفين )
وإن يكن سبب حزنك ذنب اقترفته أو خطيئة فتأملي خطاب مولاك
الذي هو أرحم بك من نفسك : ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله
إن الله يغفر الذنوب جميعا)
وإن يكن سبب حزنك ظلم حلّ بك من زوج أو قريب أو بعيد ، فقد وعدك
الله بالنصر ووعد ظالمك بالخذلان والذل .. قال تعالى

في الحديث القدسي للمظلوم :
{ وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين }.

وإن يكن سبب حزنك الفقر والحاجة ، فاصبري وأبشري .. قال الله تعالى :

ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس

والثمرات وبشر الصابرين
وإن يكن سبب حزنك انعدام أو قلة الولد ، فلست أول من يعدم الولد
ولست مسؤولة عن خلقه ..
قال تعالى: لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء
إناثا ويهب لمن يشاء الذكور ، أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل
من يشاء عقيما

فهل أنت من شاء العقم ؟ أم الله الذي جعلك بمشيئته كذلك ! وهل لك أن
تعترضي على حكم الله ومشيئته ! أم هل لزوجك أو سواه أن يلومك على ذلك ..
إنه إن فعل كان معترضاً على الله لا عليك ومغالباً لحكم الله ومعقّـباً عليه ..
فعلام الحزن إذن والأمر كله لله !
لا تحزني مهما بلغ بك البلاء ! وتذكري أن ما يجري لك قضاء يسري ..
وأن الليل وإن طال فلا بد من الفجر !
وإليك أختي المسلمة .. كلمات نيرة تدفعين بها الهموم .. وتكشف عنك

بإذن الله الأحزان ..

أولا : كوني ابنة يومك
إنسي الماضي مهما كان أمره ، انسيه بأحزانه وأتراحه ، فتذكره لا يفيد في
علاج الأوجاع شيئاً وإنما ينكد عليك يومك ، ويزيدك هموماً على همومك ..
فلا تحطمي فؤادك بأحزان ولت .. ولا تتشاءمي بأفكار ما أحلت!
وعيشي حياتك لحظة بلحظة .. وساعة بساعة .. ويوماً بيوم !
تجاهلي الماضي .. وارمِ ما وقع فيه في سراب النسيان .. وامسحي
من صفات ذكرياتك الهموم والأحزان .. ثم تجاهلي ما يخبئه الغد ..
وتفائلي فيه بالأفراح .. ولا تعبري جسراً حتى تقفي عليه ..
فالماضي عدم .. والمستقبل غيب !
تأملي كيف استعاذ النبي من الهم والحزن إذ قال :
{ اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ، والعجز والكسل ، والجبن
والبخل ، وقهر الدين وغلبة الرجال }
[ رواه البخاري ومسلم ]

أختي المسلمة .. يومك يومك تسعدي .. أشغلي فيه نفسك بالأعمال النافعة ..
واجتهدي في لحظاته بالصلاح والإصلاح .. استثمري فيه لحظاتك
في الصلاة .. في ذكر الله .. في قراءة القرآن .. في طلب العلم ..
في التشاغل بالخير ..
في معروف تجدينه يوم العرض على الله ..
يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود
لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا

ثانياً : تعبدي الله بالرضى
اجعلي شعارك عند وقوع البلاء :
إنا لله وإنا إليه راجعون ، اللهم أجرني في مصيبتي ، واخلف لي خيراً منها ..
اهتفي بهذه الكلمات عند أول صدمة .. تنقلب في حقك البلية مزية ..
والمحنة منحة .. والهلكة عطاء وبركة !
تأملي في أدب البلاء في هذه الآية :
ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات
وبشر الصابرين ، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون
أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون

ثالثا ً: افقهي سر البلاء
لا تحزني .. فالبلاء جزء لا يتجزء من الحياة .. لا يخلو منه غني ولا فقير ..
ولا ملك ولا مملوك .. ولا نبي مرسل .. ولا عظيم مبجل .. فالناس
مشتركون في وقوعه .. ومختلفون في كيفياته ودرجاته ..
لقد خلقنا الإنسان في كبد
لا تحزني .. واستشعري في كل بلاء أنك رشحت لامتحان من الله !..
تثبتي وتأملي وتمالكي وهدئي الأعصاب .. وكأن منادياً يقول لك في خفاء
هامساً ومذكرا ً: أنت الآن في إمتحان جديد .. فاحذري الفشل ..
تأملي قوله : { من يرد الله به خيراً يصب منه } [ رواه البخاري ]

رابعاً : لا تقلقي
فالمريض سيشفى .. والغائب سيعود .. والمحزون سيفرح .. والكرب سيرفع ..
والضائقة ستزول .. وهذا وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد ..
فإن مع العسر يسرا ، إن مع العسر يسرا
لا تحزني.. فإنما كرر الله اليُسْر في الآية .. ليطمئن قلبك .. وينشرح صدرك ..
وقال : { لن يغلب عُسر يُسرين }..

خامسا ً: اجعلي همك في الله
أخيـّه.. إذا اشتدت عليك هموم الأرض .. فاجعلي همك في السماء ..
ففي الحديث : { من جعل الهموم هماً واحداً هـمَّ المعاد ، كفاه الله سائر همومه
ومن تشعبت به الهموم من أحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديتها هلك }
[ صحيح الجامع ]


لا تحزني .. فرزقك مقسوم .. وقدرك محسوم .. وأحوال الدنيا لا تستحق
الهموم .. لأنها كلها إلى زوال .. وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور
إذا آوى إليك الهم .. فأوي به إلى الله ..


والهجي بذكره :
( الله الله ربي لا أشرك به أحداً )
( يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث )
( رب إني مغلوب فانتصر )

فكلها أوراد شرعية يُغفر بها الذنب ويَنفرج بها الكرب ..
اطلبي السكينة في كثرة الإستغفار .. استغفري بصدق مرة ومرتين ومائة
ومائتين وألف .. دون تحديد متلذذة بحلاوة الاستغفار ..
ونشوة التوبة والإنابة ..
] إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين [
اطلبي الطمأنينة في الأذكار بالتسبيح ، والتهليل ، والصلاة على النبي الأمين
وتلاوة القرآن ، ألا بذكر الله تطمئن القلوب
لا تحزني .. وافزعي إلى الله بالدعاء .. لا تعجزي ففي الحديث
{ أعجز الناس من عجز عن الدعاء } تضرعي إلى الله في ظلم الليالي ..
وأدبار الصلوات .. اختلي بنفسك في قعر بيتك شاكيةً إليه .. باكيةً لديه ..
سائلةً فَرَجه ونَصره وفتحه .. وألحِّي عليه.. مرة واثنتين وعشراً فهو
يحب المُلحين في الدعاء ..
وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان



واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاه والسلام على المبعوث رحمتا للعالمين
نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم اجمعين.

*=*=*=*=*=*=*=*=*=*=*=*=*=*=

(ريفان)
18-07-2005, 10:37 AM
الله





كلامك درر

الخنســـــاء
18-07-2005, 06:27 PM
حنايا الغالية جزاكِ الله ألف خير ... ونفع الله بكِ الأمة



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عجباً للمؤمن كل أمره خير إن أصابته سرّاء شكر وإن أصابته ضرّاء صبر )) – أو بما معناه –



كلمات رائعة ومفيدة .

safoua
20-07-2005, 04:08 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا حول ولا قوة الا بالله
جزاك الله خيرا
I am new sister I would like to add my voice to your voices sisters, sorry my computer is not compatible to write in arabic, so hopefully everybody understand english, eventhough I hate writing in english when I talk about Islam or arabic sisters.
Jazakoum allah khaira and Inchallh I will try to write something in arabic and try to copy and paste it.
I am so happy to talk to you sisters and be one of millions sisters.
Assalam Alaikoum
Safoua

محمود 1
20-07-2005, 12:45 PM
شكرا على الموضوع الجميل .... مع تحياتي

LUBNA
21-07-2005, 08:35 PM
شكرا ياعسل على الموضوع القيم :ss:
جزاك الله خيرا
وجعله الله في ميزان حسناتك

بنت فلسطين

(قالوا راسك مرفوع وعينك قوية قلت
العفو كلنا ناس بس احنا الفلسطينية...)

دمعة الذكرى
23-07-2005, 06:51 PM
بارك الله فيك وجزاك الله الف خيرا

^شوووق للجنان^
23-07-2005, 10:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

أخوااااااااااااتي الغاليااااااااااااااااات أسعدكن الله وفقكن كنت غايئبة عن هذا المنتدى بسبب ظروف وكنت

قلقة جدا على هذا المجلس ولكن أكتشتف أن لدي أخوااااااااااااات غاليات


تحملن مسؤليــــــــــة هذا الممجلس رعااااااااااهن الله وأسعدهن سلمتن أخواتي



أختي الغاليـــــــــــــة حنايااااااااااااااااااا أٍسعدك الله ورعاااااااااااااك اللهم أني أسئلك

أن تجعلة في موازين حسناتها وان توفقها وتحفظهااااااا...........



كتبتي فأبدعتي حقا راااااااائعة بورك فيكي وانا بحااااااااااااااااااااااااجتك أخيتي هنا في المجلس فانتي العضو الفعال

والمميز أنتي والغاليـــــــــــة الخنساء جمعني الله بكن في جنات الفردوس ألأعلى ............



وأرحب بأخوااااااااتي الغاليـــــــــــــــــــات وأتمنى أن يشتركن وان يبدعن هنا في المجلس









موضووووووووووووووووووووووعي الجديد لها اليووووووووووووووووووووووم واتمنى أن يكتب عنة الجميييييييع





وهو ( قصص للعبــــــــــــــــــــرة )


أخواتي كل واحدة لديها قصص للعبرة واقعيــــــــــة مؤثرة تكتبها هنا رعاكن الله لتفيد وتستفيد


أول قصـــــــــــــــــــة لي :::::

والله العلي العظيم ان كل ماأكتبة حصل أخيتي

قصة مؤثرة جدا ولكنها ليست من مجلة أو كتاب بل

حصلت معي والله على ماأقول شهيد

اسمعو القصة أو الحادثة ::::

لدي أخت في الله لاأعرفها ولكنها قريبة من أخت لي

في أحد البلاد العربية لاتصلي !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

نعم لاتصلي عمرها اربعون سنة تقريبا!!!!!

في يوم من الأياااااااااااااااااااام تعبت جدا ومرضت وخفنا كثير انها ستموت وهي لم تصلي وتسجد لله سجدة

وحقا ماتت كما قال الأطباااااء وبكينا كثير لها وحصل العزاااااااااااااااء



ولكن هيهااااااااااااااات !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

أهذة المرأة لم تمت بعد !!!!!!!!!!!!!!!!!!!! نعم لم تمت فقد فاقت وعجب الأطبااااااااااء من ذلك!!!!!!!!!

فاقت بقدرة العزيز ورأت عزائهاااااااااااااااااا وموتهااااااااااااا !!!!!!!!!!!!!!


وأحباها رب العباااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااد

وفرحان كثير ان الله أنعم عليها بذلك لعلها أن تصلي وتتأثر


ولكن


لاحباة لمن تنااااااااااااااااادي !!!!!!!!!!!!!!!



نعم لم تصلي !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! وبالرغمم بكل ماحصل لها نعم لم تصلي !!!!!!!!


يالله كم قسوة قلبهاااااااااااا !!!!!!!!!!!!!


وفي يوم من الأياااااااااااااااااام وهم مجتمعين على الغدااااااااااااااااء


وعند الجميييييييييييييييييييع

مــــــــــــــرضت يشدة واأتتهاااااااااااا سكرة المووووووووووت وحسبناهاااااااااا والله جسبها


توفيت وذهبنا بها للمستشفى وجلست يوما كامل بدون حرااااااااك أكد الأطباء وفاتهاااااااااااااااا


وسمحنا لهم بأخذ بعض من أعصابها للمريض في المستشفى

ولكن والله العظييم وربي شاهد

الجميع حسبها ميتة ولكن قدرة الخالق فوق كل شي


استيقظت صبااااااااااااح اليوم التالي وعانت من ظهرها لأنناااااااااا أخذنا من بعض أعصابهاااااااااااااا

وعجب الأطباااااااااااااااااااء جميعاااااااااااااااااااااا وقالو بأنها معجزة ولكن قدرة الخالق .......



والله العظيم شفيت وهي في البيت الأن ولم تصلي !!!!!!!!!!!!!


نعم لم ولن تصلي وهي الأن حيــــــــــــة ولا أستيع أن أفعل لها شي

فعلنا المستحيل ولكن

ان الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء


اااااااااااااااااااااااااة كم قسوة قلبها

انتهت القصة ووالله على كل ماأقول شهيد

لا حول ولا قوة الا بالله .............. لا حول ولا قوة الا بالله لا حول ولا قوة الا بالله

الخنســـــاء
24-07-2005, 12:29 AM
أهلاً بكِ غاليتي مجدداً....

......................................

يالقسوة قلبهااا .... ترى الموت بعينيها ولم تصلي

يا إلهي .. ألهذه الدرجة ...

قال تعالى:

((ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار و إن منها لما يشقق فيخرج منه الماء و إن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون))-سورة البقرة آية74-

سبحان الله .. كيف ضرب قسوة القلوب بالحجارة .. لا .. وأشد من الحجارة أيضاً
الحجارة تهبط من خشية الله وقلوبنا لا تتحرك لخشيته
الحجارة تتفجر من الانهار وقلوبنا لا تتفجر من البكاء لخوفنا من الله
الحجارة تتشقق وقلوبنا لا تتشقق وتتاثر من الدعاة والناصحين

يااااااااا الله ..

ارحمنا واعفوا عنا .. اللهم ان لم تغفر لنا نكن من الخاسرين

................


عزيزتي شوق .. على الداعي و الناصح ان لا ييئس
عزيزتي كرروا النصح لها
.. نبي الله نوح دعا قومه الف سنة الاخمسين عاما ... فعلينا ان نقتدي بهم
لعل ان يهدي الله قوما على ايدينا

ولكن يجب ان نضع هذه الآية نصب اعيننا

"انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء"

..................

جزاكِ الله خيراً ..

محبتكِ: الخنســـــاء

^شوووق للجنان^
24-07-2005, 01:06 AM
غاليتي الخنســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء أسعدك الله

غاليتي طلبتك أخيتي لاتردي طلبي أريدك يازهرة المجلس أن لاتفارقي هذا المجلس ربما أإيب هذة الأيام

واذا كان مافي أحرااج ابغاك المسؤؤلة عليـــــــــــــــة



أخيتي والله ثم والله أن قلبي يتقطع عندما أرى مثل هؤلاء كيف وكيف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

يلهذة القلووووووووووووووب من حجر وأقسى من الحجر ...............

صراحة الأن أنقطعت عنها واسمع أخبارها من بعيد لأنني والله أهلي لايريدوني

أن أكلمها فأهلها هم المسؤؤلون عنها

ولكني مع هذا وذاك بإذن الله سأرسل لها رسالة

مع أخت لي في الله وأتمنى أن تفيد .........................


أخوااااااااااااتي الغاليــــــــــــــــــات موضوعنا لهذا الأسبوع


قصص للعبرة وياليت كل وحدة تتكتب قصة واقعية حصلت لها او مع اقاربها .............


لنفيد ونستفيد


تحياتي

شووووووووق

الخنســـــاء
24-07-2005, 01:17 AM
غاليتي شوق ...

كيف لي أن أرفض لكِ طلباً
....

انا في الخدمة بأي وقت

....

و اسال الله ان يهديها ويغفر لها

اخيتي
وانت تكتبين رسالتك لها ..

اهتمي بان تستعطفينها بدايةً

ثم ذكريها بالموت والآخرة باسلوب لين

ووضحي لها انك تحبين لها الخير .. وان ما دفعكِ للكتابة انما هو خوفكِ عليها

..>> هذه نصائحي لكِ
فقد جربت هذا الاسلوب مع صديقة لي منمصة فوضعت لها رسالة بدون اسم بشنطتها وبخط اختي و اسلوبها ايضاً حتى لا تعرف انه انااا

والحمد لله هداها

^شوووق للجنان^
24-07-2005, 01:45 AM
اسعدك الله سعادة لاشقاء بعدهاااااااااااااااا

سلمتي أخيتي رفع الله قدرك واسألة أنيجعلة موازين حسناتك ........ز

أكيد والله والله ماكنت ابغى اكتبها الا بأسلوب اللين الله يهديهاااااااا.............ز

وتسلمين نصائح رائعة من جد سووويتي كذا :eek: طيب مازعلت على أختك !!!!!!!!

صراحة انا مرة سويتها في مدرستي كانوووووووو يشاهدون ستار أكاديمي

كتبت رسالة بالكمبيوتر وطبعتها وحطيتها على كل وحدة بشنطتها !!!!!!!!

بس عرفو اني انا وأكلت علقـــــــــــــــــة :K)

أهم شي نصحتهم


طيب قصتي الثانية

دخلت أحد أخواتي في مشغل ورأت أحد الأخوات تريدو ان تنمص !!!!!!!!!!!!!!!!

فدهشت لذلك وجلست بجانبهاااااااااااااااااااااااااااا


ولكمتها كلام لين وذكرتها بالمووووووووووت والطرد من الرحمة كيف تدخل من دون

رحمة ربي احنا كلنا على رحمة ربي ..................


والحمدلله

اهتدت الأخت من فضل الله ثم النصيحة


سبحان الله العظيم ................

فراشة المدينة
24-07-2005, 01:57 AM
قل سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
اتدري ماذا حصل
لقد زرعت لك نخلة في الجنة
اتعلم ان نخل الجنة ساقها من ذهب




ارسلها لمن تحب ولتعلم ان كلما قالها شخص
ستزرع لك ولة شجرة في الجنة

فكم شجرة تريد ان تكون باسمك ؟؟؟؟؟

الخنســـــاء
24-07-2005, 01:58 AM
نعم النصيحة ثم النصيحة

اخيتي ساذكر لكِ موقف مرّ بي


الســـ ـ ـ ـ ـ ـوق وما أدراكِ ما السـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوق

المتبرجات والمعاكسات كل ذلك هناك


وانا اكره الذهاب اليه
لانكِ ستجدين اشياء فضيعه مؤلمة

فاما عليكِ ان تنكرين المنكر وهذا واااااجب
واما ان لا تلقين لذلك بالاً فتأثمين ...


فمره ذهبت للسوق وكان هناك فتاة متبرجة (عباءة كتف و عيون مكحلة و ..)

فأستوقفتها قليلاً ( اتقِ الله اختي ان هذا من التبرج)
وقفت قليلاً لتنظر الي وكان قلبها اصبح لين

ولكن .. لم تسلم هذه الفتاة من شيطانتها (صديقة السوء) فقد تأخرت عنها وفقدتها لاني استوقفتها وأتت لترى ما ذا هناك..

فنظرت الي بحدة وقالت: نعم

قلت: اتقِ الله .. انتن متبرجات ...

وهذا امر محرم

قالت : خلي نصايحك لنفسك ما لك دخل فينا .. وبصوت عالي ...


فقلت انا لله وانا اليه راجعون ..

^شوووق للجنان^
24-07-2005, 02:18 AM
لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم

ان لله وان الية راجعوووووووووووووووون

خلي نصايحك لنفسك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!

ماهذا الكلااااااااااااااام ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ألم تسمع عن حديث رسول الله

من رأى منكم منكرا فليغيرة بيدة فأن لم يستطع فليغيرة بلسانة وان لم يستطع فبقبة وذلك أضعف الأيمان




ان لله وان الية راجعووووووووون موقف ينزف القلب منة


انا حصل لي موووقف أعظم من ذلك والله

في محل ابو ريالين وماأدراك ماأبو ريالين !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!


رأيت فتاة العطر يشمة من خارج المحل وكانت لابسة عباية كتف وحاطة زينة ووووووووووووووووووو



قلت لها الله يهديك هذي عباية تستري زينتك فيها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ااتق الله أخيتي قبل فوات الأواااااااان


تدريون وش سوت ؟؟؟؟؟؟!


موقف لاينسى

نظرتني من فوق لتحت ونادت أبوهاااااااااااااا


بابا تعال شوف وش تقول الحرمة !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! :eek: :eek:


صراااااااااحة بغيت اوقع من طوووولي لاحلو ولاقوة الا بالله


جاء الأب وينظر الي من فوق لتحت ويطلعني ويظحك بضحكات ساخرة

خرجت في حزن شديد

كل راااااع مسؤؤل عن رعيتة


اين أهتماما الأسرة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

مريوومة الحلوة
24-07-2005, 03:16 AM
حقا المووضووع رائع

أحسنتي وبارك الله فيكي

وأنا بالنسبة لي

كنت في الصف السادس

وهذي القصة حقيقية


كنت ما أعرف شو المووت صح إنه أخذته في الدرووس لكن ما حسيت ولا فكرت يووم من الايام

في المستشفى شفت واحد ما أعرفه لكن حسيت إنه في شيء مب زين بيصير وهو طايح وشالينه الدكاتره ومودينه في

غرفة العمليه

يووم خلصت العملية أنا صار فيني فضوول دخلت ويالسة أشووف المريض وهو في الانعاش والله

شعر جسمي وقف من الخووف اللي شفته الصراحة إستغربت ليش شعري واقف طلع إنه الرجال ميت وأنا أشووف

جثة جدامي تخييلوا يا أخواتي توى جدامي كان يتنفس والحينه ميت

والله من هاك اليووم وأنا يالسة أفكر و أقوول يا رب ترحمه وترحمهم أجمعين

لا حول ولا قوة إلا بالله

الصراحة ما نعرف متى بيي الموت لكن شيء اللي نعرفه هو نكثر من الاعمال الصالحة

إختكم

مريوومة

حنايا الأمل
24-07-2005, 11:28 AM
بارك الله فيكن وبكن أخوواتي الغاليات..

الخنساء جزيت خير حبيبتي الغاليه..

شووق لكِ جزيت خير على هذا المجلس المبارك المبارك مافيه..

أخوواتي من شاركن في هذا المجلس.. لاتنسين بأن كل ماقدمتهن في ميزان حسناتكن..


***

بالفعل قص مؤثرة ..ونسال الله لنا وللجميع الهداية ..

لدي قصة صاارت وأمام عيني ويالكثرة القصص والحواادث التي تحدث..

حدثت هذه الحاادثة في أيام عرض مباريات كأس الخليج.. وما ادراكم ما كأس الخليج..

حيث كانت العائلة تجتمع للمشاهدة.. وخاصة عندما تكون مبارة لفريق دولتنا..

رغم أن مجموعة من أهل بيتنا لايحبون مشاهدة المباريات..

الا عندما يجتمعون مالهم الا المشااهدة..

وإن أغلب المشاهدات من النساء..!!!!!!!!! :eek:

وفي يوم من الايام وكالعادة الجميع يشاهد التلفاز.. وفي شغف لمن سيفووز..

وبادرة بالنصيحة لتلك المراة بان مشاهدة المباريات غير جائز..بسبب العورات الظاهرة..

وذكرت لها حديث النبي صلاة الله وسلامه عليه: لعن الله الناظر والمنظور إليه"..

فأعرضت عني غير مباليه بما اقول.. وقالت إن الله الذي يحاسب العبد وليس أنتي..

وكلا بعمله وليس لكِ دخل ..

وحدث ماحدث من شجار بيني وبينها.. وبعدها دخلت غرفتي مستاءة من ماحدث..

وعندها كتبت هذه الكلمات..

سبحان الله موقف بسيط ولكن دارت بينه حوارات كثيره وتعقدة الامور..

للأسف الطرف الأخر غير مقتنع بأن ما يحدث خطأ بخطأ..

ياسبحان الله كيف هي عقول الناس لم تعد تستطيع أن تترك معتقداتها الخاطئة الفاسدة بل والضاله..

لماذا لماذا..؟؟ أسئلة كثيرة تدور براسي الآن..

أيها الاخوات ماحكم مشاهدة المباريات والالعاب بشكل عاام..وخاص عندما تكون عوراتهم ظاهرة..

أليس الرسول الكريم صلاة الله وسلامه عليه قال: "لعن الله الناظر والمنظور إليه"

إذا ما معنى اللعن..؟ لاشك أن معناها الطرد من رحمة الله..ومن هذا الذي يرضى بأن يطرد من رحمة الله

خالصة إذا اصر على تلك المعصية..ويبقى بعيدا عن الله بسبب منظر لم يتمالك هواه وسار حيث سار الشيطان..

بالفعل أن متابعت مثل هذه الاشياء غير جائر بل وحراااام..

او ياترى كيف تتصرفين عندما تـحاولين نصح اي انسان عن هذه المشاهد..لكي تأخذي بيدة إالى طريق النجاة..

ولكن تتفاجئين عندما يقوول لكِ: كل إنسان وعمله.. كيف كل إنسان وعمله تحاول ان تستفسر منه عن هذا الكلام

ولا شك انه كلام كبير بل وخطير للغايه.. :eek:

بل ويحاول إقناعك برايه الذي لايسمن ولا يغني من جوع..لقد ترجمت حسب مافهمت لتلك الكلمات التي أطلقها..

((كل إنسان وعمله)) أي من عمل الخير فله الخير في الاخر.. ومن عمل الشر فله الشر كذلك..اي إنه يعلم بأن عاقبة

المسيء النار والعياذ بالله مالم يب..

إذا لماذا يصر ويستكبر بل ويدلي بأدله لاتكاد تغني عن الحق شيئا..

لماذا يحاول إظهار قوة وشجاعة وصرامته في تلك الموواقف .. ولو تأملنا لكان اضعف شخص..

ولا يجيد التصرف البته.. ولكن ماهي إلا عزة النفس الانفه التي أخذته.. تشجيع الشيطان له في ذلك الموقف..

ومنها هذا الموواقف يجب ان نكون حريصن في التعامل مع أمثال هولاء الناس..

****

المووضوع كبير جدا وانا تفرعت فيه كثير ولكن.. الذي جعلني أكتب هذا المووضوع إستكبار الناس على الحق..

وإصرارهم على معاصيهم.. مستصغرينها باعينهم ولكنها عند الله عظيمه..

وأحببت أن اشارك بهذا الموقف..

***





بارك الله فيكن..

ووفقكن لماهو خير..

^شوووق للجنان^
24-07-2005, 04:09 PM
لا الـــــــــــة الا الله العظيم الحليم ........... لاألــــــــــة الا الله رب العرش الكريم


لاحول ولاقوة الا بالله ................


أخيتي الغاليــــــــــــــة شنوووووخة موقفك لاتحسدي علية موقف مؤثر ومبكي كيف ذلك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

اين الأمر بالمعرووووووف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ومن أين يأتووون بهذا الكلاااااااااااااااام ( خلي نصيحتك لنفسك ) !!!!!!!!!!!

أهل هذة القدوة برسول الله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!

سبحان الله موووووووقف محزن جداااااااااااااا وكيف من وحدة من أخواتنااااااااااااااا المسلمااااااات


نعم المباراااااااااااااات حراااااااااااام وكل من يشاهدها اثم

فكيف لايبالوووووووون بالأثم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


أخواتي لي أخت لي في الله

ترقص على اغاني فيها طق مادري جائزة أم لا

وانا أ‘لم والكل يعلم ان كل أغنيــــــــة فيها كلام فاحس لاتجووووووووز محرمة

وعندما أنصحها بذلك تقووووولي أنا أ‘لم منك وهذا طق ومافية موسيقى

طيب اسمعي الكلاااااااااام كلة فاحش ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


ولا تسمعيني بكونها أعلم مني لأنها أكبر مني !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

كيف أنصح بالمعرووووووووووووف؟؟؟؟؟؟؟؟؟

كيف انصح وأجد من يقبلها بقلبة الطاهر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

أخيتي فتاة في السوق رأيت وجهها لاتغطية الا طرحتها الخفيفة جدااااااااااااااااااااا


وكانت عبائتها متزين بجميع الألوااااااان استغفر الله

وبعد كلمتها وقلت اتق الله حرام عليك الكل يشووف وجهك لو يجيك ملك الموت الحين وش راح تقوليلة


البنت ضحكت بقووووووووووة عند الجميع !!!!!!!!!!!!!!!!!!

وجأت امها ولم تخلي كلمة الا قالتها


ياترى مالسبب ليش الأم تمشي ورى بنتها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


أين الأهتمام؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أين التربية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ام الموضة صارت هي التربية هذي الأيااااااام ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ماذا تقول امها امام رب العالمين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


يالله كم هذة المواقف تقشعر جسمي :.............لاحول ولاقوة الا بالله




لي عودة بأذن الله


أخاوتي اجمل قصة مؤثرة ستكون صاحبة أجمل رد .............


ميمي مريوووووووووووووووووم أهلا أخيتي نورتي مجلسنااااااااااااااا

كم أفتخر بدخولك معنا أهلا بكِ

جزاك الله خيرا اريدك دايما هنا أخياتي


لي عودة للتعليق على الموقف :o

الخنســـــاء
24-07-2005, 07:45 PM
غاليتي : شموخ الأمل ( حنايا)

أعانك الله و وفقك لما يحبه ويرضاه وجعلكِ من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر

ولكن لي طلب :

أخيه إن حجم خطك صغير جداً وعيناي تعبت وانا أقرأ.ws:-) ... فلو زدتي في حجمه قليلاً..


عزيزتيّ:

ان المباريات .. كرة القدم.. ليست بحرام .. ان لم يكن بها تكشف العورات .. وتأخير الصلوات
والله أعلم ......

ولكن علينا أن نترفع عن مشاهدتها فإخواننا يقتلون في كل مكان وهم يلعبون ويرقصون طرباً على الفوز !!

عجباً لهم ...

أخية (( الدفوف تجوز في الافراح فقط)) >> وليس كل من ارادت ان ترقص على دف او (طق) رقصت ........لا لا يجوز الا بالحفلات فقط ..


سأذكر لكم موقف..

بنات عمي هداهن الله .. يشاهدن ستار اكادمي .. حتى اننا اذا سافرنا لهم لا نجلس معهن لان كل وقتهن على التلفاز

اعانني الله وهداهن الهادي

الخنســـــاء
24-07-2005, 10:05 PM
سأسأل الشيخ عن كرة القدم حتى نتأكد وسأنقل لكم الفتوى ..

^شوووق للجنان^
25-07-2005, 03:13 AM
تسلمييييييييييييييين ياااااااااااااخنووووووووووس

الله يعدي بنات عمك لاحول ولاقوةالا بالله

طيب يعني مايجووووز لو كان عندك شريط طق اسلامي او طق عادي ترقصين بالبيت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


طيب وهل يجووووووووووووز اذا كان في الأفراح او في البيت طق وكانت كلامات لأغنية فاحشة !!!!!!!!!!

سلاااااااااام ياعسل


مووووووووووقف حصل لي الليلـــــــــــــــــــــــة :K) أبغى الكل يٌقرأة لو سمحتووووووووووو


كنا اليوم في السوق من زمان مارحت فرحت عشان أبغى أغراض

ولما وصلنا للسوووووووق


حصل هوااااش بسيط بين أخواتي اشتري هذا لاتشتري هذا

هذا حق اليوووووووووم وبكرى وش تلبسين :D

وانتي ليش ماتشترين عزيمتكم بعد بكرى :D وحاااااااااااالة

ولمااااااااااااااا اشتريت وخلصت كنت أبغى جلابية حلووووووووووة بس كانت غالية جدا

وماأشتريتهاااااااااااااااااااااااا


وكان ضاق خلقث لأني ماأشتريتها

وفي أخر المطااااااااااااااااااااااااااااف واحنا بالسوووووق



لفتت في عيني لووووووووووووووووووووووووووووووووحة


لم أرىة ولن أرى مثلهاااااااااااااااااااااا أبداااااااااااااااا


تعروووووووووووفو نماهي سبحان الله


حاطينها بجانب السووق



انهاااااااااااااااااااا



مــــــــــــــــــــــغسلة المووووووووووووووووووووووووووووووووووووووتى


فأقشعر بدني كثيرااااااااااااااااااااا

نهتم لشراء هذا وذاك ونتضايق لهذا وذاك وأخرتها هذا المطاااااااف


يالله سبحان الله العظييييييييييييييم


كم هو موووووووووووووووقف لن أنسااااااااااااااااااااة هذة اللوحة أبدااااااااااااااااااااااااااااااااا




تحياتي

شوق

حنايا الأمل
25-07-2005, 05:40 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على من لا نبي بعده..

الحمدلله كثيرا.. وسبحان الله بكرة واصيلا..ولاإله الا الله وحده..

***
جزاكِ الله خير أختي الغاليه الخنساء..

ولكن بالفعل مباريات بها تكشف للعورات.. وهذا ما يسيء فعلا..

والاسواء كما أرى أن النساء من يتهافتن اليوم لمتابعتها وليس الرجال..

وفي الكل لايجوز..

ولكن لانزال بنتظار الفتاوي جزاكِ الله وعنا خير..

**

سبحان الله في كل مكان هذا البلاء منتشر..نعم إنه بلاء..

وفتة الستار أكادمي..هذه

لاحول ولاقوة إلا بالله.. وعندما نقوم بنصحهم بأن مثل هذا لايستحب مشاهدته..

بل وحرام..بسبب تلك الحركات الخليعة المخلة بالحياء..

تأتي الردود كالقذايف.. بان ليس به شيء..وأن كل إنسان مسؤول عن نفسه..

والله العظيم هذا مايحرق قلبي.. وليس لي حينها الا الدعاء بالهداية لهم..

هذا عندما يالف الناس المنكر..

والحرام يصبح عاديا بالنسبة لهم..وليس به شيئا حسب ادعائهم..

و لاتكون مثل هذه الاموور الا في بيوت خلا منها الامر بالمعروف والنهي عن المنكر..

لا إله إلا الله.. :confused:

***

اختي الكريمه مهما كان نوع الشريط الذي تسمعه اي فتاة..

ولكن كيف تسمح لها نفسها بأن تتمايل مع كلماته..

والله إنه لفحش بعينه..

قال الله تعالى.."وماخلق الجن والانس الا ليعبدون"

ولم يخلقهم لمثل هذه الامور..

وبعد أن أكرمني الله بخلقه لي بأحسن صورة لايتنسى لي فعل هذه الاشياء..

ولو بالبسيط..

سبحان الله.." وما الحياة الدنيا الا لعب ولهو"

" إن الدار الأخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون"

**
نسال الله العفو والعافية..والمعافات الدائمه في الدنيا والاخرة..

هداني الله واياكن إلى الصراط المستقيم ..

وجعلنا هداة مهتدين..غير ضالين ومضلين..آمين..

فراشة المدينة
26-07-2005, 12:44 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

ماني عارفة ايش اقول وكيف ابدا
اول ماقريت القصص ارائعة والمؤثرة اللي كاتبينها
حسيت اني مقصرة .... وفعلا انا مقصرة



وكنت اشوف نفسي الافضل بين اخواتي وصحباتي

وهم كمان يشوفن اني انا الافضل









الحمد لله الشئ الوحيد اللي اقدر اعتز وافتخر فية
هو حجابي
الحمد لله حجابي كامل
ولا بستة برغبتي




وهو اللي قاهرني


لاني لو اشوف المنكر قدامي
ما اقدر اغيرة .. واحيانا اشارك فية
لان ماعندي القدرة والاسلوب المقنع
اللي يخليني اغيرة

بصراحة دايما اشوف بعض البنات الله يصلحنا واياهم
لابسين عبايات مخصرة ومطرزة والجسم باين
والغطاية شفافة ....


واموت قهر عليهم وعلى حالهم وعلى اهلهم اللي يشوفونهم
ومايكلمونهم...
واستغرب لمن ابوهم يمشي معاهم وهم بهذي الحالة

الله يهديني واياهم وهدي اخواتي واهلي
وبنات وشباب المسلمين






لا تبخلو علي بنصائحكم
ودعائكم لي بالهداية
لاني احس اني تغيرت كثير عن اول

مريوومة الحلوة
26-07-2005, 12:54 AM
إن شاء الله يا أختي فراشة

بس أخواتي سؤال


صديقاتي اللي في المدرسه ما يحبوون يسمعوون النصائح

وأنا أحاول بس هم واااااااااايد يستهزئوون

شو الحل

؟

^شوووق للجنان^
26-07-2005, 02:12 AM
السلام عليييييييييييكم

اخواتي كم اسعدتموني كثير نعم هذا ماأريد أريد التناااااصح فيما بينا وحل المشكلاااااااااااااااات



السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

ماني عارفة ايش اقول وكيف ابدا
اول ماقريت القصص ارائعة والمؤثرة اللي كاتبينها
حسيت اني مقصرة .... وفعلا انا مقصرة



وكنت اشوف نفسي الافضل بين اخواتي وصحباتي

وهم كمان يشوفن اني انا الافضل









الحمد لله الشئ الوحيد اللي اقدر اعتز وافتخر فية
هو حجابي
الحمد لله حجابي كامل
ولا بستة برغبتي




وهو اللي قاهرني


لاني لو اشوف المنكر قدامي
ما اقدر اغيرة .. واحيانا اشارك فية
لان ماعندي القدرة والاسلوب المقنع
اللي يخليني اغيرة

بصراحة دايما اشوف بعض البنات الله يصلحنا واياهم
لابسين عبايات مخصرة ومطرزة والجسم باين
والغطاية شفافة ....


واموت قهر عليهم وعلى حالهم وعلى اهلهم اللي يشوفونهم
ومايكلمونهم...
واستغرب لمن ابوهم يمشي معاهم وهم بهذي الحالة

الله يهديني واياهم وهدي اخواتي واهلي
وبنات وشباب المسلمين






لا تبخلو علي بنصائحكم
ودعائكم لي بالهداية
لاني احس اني تغيرت كثير عن اول

أهلا أختي فروووووووووشة أسعدني كثيرا انك استفيدتي من القصص هذا ماكنت أريدة

اسمعيني واصغي لكل كلمة لولا والله أني أحبك لن ولم أقول لكِ هذا الكلااااااااااام


وكنت اشوف نفسي الافضل بين اخواتي وصحباتي

وهم كمان يشوفن اني انا الافضل

مالسبب يأخيتي
وأبغى أفهم أنتي الأفضل في أيش ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ يعني قصدك أنتي دائما كلامك صح

بين أخواااااتك وزميلاتك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟



أخيتي اعلمي حبيبتي اذا كنتي تفكري بهذا التفكير وانا أعلم أنك طيبة القلب

من معرفتي لكِ

ولكن كونك انك تقولين أني الأفضل يعني التكبــــــــــــر

يعني انتي مترفقعة عن الخطأ !!!!!!!!!!

أخيتي الغاليــــــــــــــــة الأنسان خطأ ويجب على كل انسان ان يحترم وجهة الأخرين

حتىى لايكون هناك عداوة بين من هو الأفضل

بل والله الأنسانة التي تنجح في معاملتهاااااااااااا المتواضعة

المتواضعة في كل شي ...........

أنتي انسانة ممكن تخطئي وتصيبي ............

أخيتي ااعلمي دائمااااااااااا ان الجنااااااااااح في الحياة الدنيا والأخرة التوااااااااااااااااااضع




الحمد لله الشئ الوحيد اللي اقدر اعتز وافتخر فية
هو حجابي
الحمد لله حجابي كامل
ولا بستة برغبتي

الحمدلله حمدا كثير الحمدلله على هدايتة .........

أخيتي كلماتك أثلجت صدري اسعدك المولى

دائما أردد في نفسي عبايتي من تستر زينتي لا من تزين زينتي !!!!!!!!!!!!!!

عبائتي تاج اضعة فوق رأسي

عبائتي تجعل الكل يحترمني كلجوهرة المكنونة

عبائتي تستر جميع عرضي فلا يراااااااااااااااااة الذئاب المفترسة

درة طاهرة من تتلبس بهذا الغطااااااااااااااااااااااااااء




وهو اللي قاهرني


لاني لو اشوف المنكر قدامي
ما اقدر اغيرة .. واحيانا اشارك فية
لان ماعندي القدرة والاسلوب المقنع
اللي يخليني اغيرة


:eek: :eek: :eek:


اخيتي وحبيبتي جزاك الله خيرا على هذة الصراحة سلمتي ولنحل المشكلة

سامحيني لو قسوة عليكي قليلا

لا حول ولاقوة الا بالله ............

طيب كيف تقولين أني ان الأفضل ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

ماتقدري تغيرية لأنو ماعندك اسلوووووب مقنع وماعندي قدرة

حبيبتي في الله اصغي جيدا قول رسول الله

( من رأى منكم منكرا فليغيرة بيدة فأن لم يستطع فليغيرة بلسانة فأن لم يستطلع فليغيرة بقلبة وذلك أضعف الأيمان )

أخيتي أتعلمين لماذا ماعندك قدرة واسلووب ؟!!!!!!!

لأنك أخيتي وضعتي في طريقك طريقين

اما تغيير المنكر والنصيحة وبهذة الحالة سأتعرض لهجوم أو ردة فعل قاسية !!!!!!!!

واما أن اكون معهااااااااااااااااااااووبهذا لاأخسرها ولا يكون هناك زعل !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!


أخيتي في الله لاتضعي طريقين ضعي طريق واحد وهو انكار المنكر

انكار المنكر سواء كان من أقرب الأقربين لكِ

اشوفي غاليتي انكار المنكر مو لازم اسلووووووووووب او قدرة فأنا عندك والحمدلله

ليس عندي الأسلوب الكافي ولكن عندي العزيمــــــــــــة والهمـــــــــــــــة لقبول النصيحة

هذا ماعندي !!!!!!!!!!!!

النصيحة الحسنة

ماتقدري تقوليلها لو سوت منكر مثلا

أخيتي الغاليـــــــــــــة ياحبيبة القلب أنا أعرف انك ماكنتي تقصدي اللي سويتيــــــــة وانة حصل منك عفويا

بس انتبهي عشان ماتشوفك أختك الصغيرة وتسوي مثلك !!!!!!!!!!!!

لاتحسسيها انها مخطئة ويجب ان تعااااقب لا

حسسيها بأنها طيبة القلب وانها لم تقصد مافعلتة من الشيطان

حسسيها بان من حولها سيفعل مثلها وتأثم

حسسيها بأني لاأريد الفراق عنكي في يوم لاينفع فية مالا ولابنوووون


لو مو في اللحظة اللي اخطئت فيها بس لاتكوني معاهاااااااااا

لأنك لو كنتي معاهااااااا اول مرة وجئت في المرة الثانية تنصحيها ماراح تقبل منك صدقيني لأنك سويتي مثلا

مالك وجة تتكلمي

من الأن أخيتي توبي واقنعي نفسك لا بالدقرة ولا بالأسلوب أقدر اغير بل بالعزيمة وحب الله

والنصيحة الطيبة ............

شوفي الحين اخوي الصغير يجيب اشرطة فيديووووو

طيب انا ماأبغاة يجيب اشرطة فيها فاحشة ايش قلتلة


شوفي

قلتلة

اخوي لو سمحت انا ماأبغى أشووف اشرطة فيديووو فيها فاحشـــــــــــة

يعني حطيتها فيني مو فيـــــــــــة قلت انا اللي ماأبغى أشووف

فا فهمهاااااااااااا وقويت عزيمتة يعني انة هو رجل البيت ولازم مايشوف احد فلم فاحشة فهمتي علي !!!!!!!!



حبيبتي انا حصل لي مواقف كثير لهؤلاء العبايات

فصرت أكتب اوراق واحطها بشنطتي لما أروح للسوق أوزعها والله العظيم الكثير اخذوها وشكروني بعد

صحيح اني في اول امر نصحي تعرضت لمواقف ولكن الكثير

يهدتدووون ويبكون امامي والله

تعرفت على فتاة في السوق

كنت في محل انا واياها سلمت عليهاااااااااا

وقلتلهااااااا حبيبتي انا حبيتك في الله واتمنى ان يجمعني الله بكِ في جنة عرضها السماوات والأرض

فضحكت وقالت امين

قلت ولكن هناك مفتاح لهذة الجنة يمنعنا من الدخوووول !!!!!!!!!

فقالتلي وشووووووو ؟ظ

قلتلها انتي طيبة القلب ولكن عبائتك اخيتي تزين زينتك

وتمنعك من الدخوووووووووول واأن يجمعك بمن تحبين

فو والله بكت اماااااااااام عيناااي وخافت جدا وصارت ترتعش كثير ا

فهدئتها ووعدتني انها لن تلبسها ماحيت


مارايك اختي

بعدين اسمعيني أكيد النصيحة اول المر سيكون فيها ردة فقعل بسيطة ولكن اعلمي

انها تئثر في القلوب كثر

يعني اللي قلبة طيب ومو مريض راح يتذكر كلامك ويتألم


طولت عليييييييك

ولي عودة بأذن الله

الخنســـــاء
26-07-2005, 02:23 AM
إن شاء الله يا أختي فراشة


بس أخواتي سؤال


صديقاتي اللي في المدرسه ما يحبوون يسمعوون النصائح

وأنا أحاول بس هم واااااااااايد يستهزئوون

شو الحل

؟


غاليتي ... اصبري على الدعوة ولكِ الأجر..
وانصحيهم بكل الطرق .. أي ليس بالمشافهه فقط ... بل اكتبي لهن رسالة .. او ... اهدي لهن شريط ... او استعيني باخت لكِ في الله تساعدك وتعاونك...

فإن كان هناك من يكون في صفك .. ومعك في الحق على الباطل ...فسيرتدعون وسينتابهم شيء من الحياء.. فإن رأوا أن هناك من لا يعجبه ما يفعلون ....

فسيتركونه بإذن الله......

فراشة المدينة
26-07-2005, 02:31 AM
شوق حبيبتي لا تفهميني غلط



والله كلامك ابكاني واثر في

والله ماني قادرة اكمل واوضحلك
واشرحلك الاسباب بالتفصيل



بس انا اشكرك كثيرا
كبرت في عيني ....

^شوووق للجنان^
26-07-2005, 02:38 AM
حبي فرووووووووووووووشة

والله العظيم مافهمتك غلط وانا ماأبغاك تزعلي من كلامي مو انا مثل أختك

يعني لو قلتلك كلمة ونصيحة بتزعلي منها

انا عارفة انك طيبة وقلبك صافي كبياض الثلج

حبيبتي بكائك هذا يدل على معدتك الطيب وصفاء قلبك

اسمحيلي لو قسوة عليك بس لاتسميها قسوة سميها نصيحة

اتمنى اني أفدتك

اللهم أني أسئلك فلا تردني اللهم أهدي قلبها وثبتها على الصراط المستقيم ونورها بنور القران

وزدها علما ويقينا

أختي أي شي في قلبك قوليــــــــــة انا زي أختك والله لو أجلس معاك للصبح بس اهم شي

وحدة تستفيد ونقتنع بالخطأ ونتوووووووووووووووووب فباب التوبة مفتووووووووح الأن !!!!!!!!




خنووووووووس مسؤلة المجلس شاركينا وأبغاك غاليتي تهتمي بالمجلس بعدي

لأن اليوم اخر يوم عندي

الخنســـــاء
26-07-2005, 02:46 AM
ليه آخر يوووووووووووووم

اسمعي احتماااااال بعد اسبوعين أساااااااااااااافر

^شوووق للجنان^
26-07-2005, 02:56 AM
غاليتي فرووووووووووووووشة وينك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟




اختي الخنساء بسافر انا بعد بنروح للشرقية اسبوعين

خلاص لما تطلعين خلي المسؤلة بعدك حنايا قصدي شموخ الأمل

خلااااااااااااااص ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

حنايا الأمل
26-07-2005, 04:51 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسول الله..

الحمدلله حمد كثير طيبا مبارك فيه..نحمده ونستعينه ونستهديه..

ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا..من يهده الله فلا مضل له..

ومن يضلل فلا هاديه..

وبعد,,,


بارك الله فيكن أخواتي الغاليات..

وبارك في جهودكن الطيبة المباركة..

فيما تقدمنه من خير لأهواتكن في الله..

جزاكن الله عنه خير في الدنيا والأخرة..

**

أخواتي إني في حيرة من أمري..

عندي قريبة لي..هدانا الله وإيّاه..

تنتف حواجبها..ولم تكن تفعل ذلك من قبل..

فوالله العظيم بعد أن رايتها أول مرة نامصه ..إندهشت.. :eek:

وليس انا وحدي وإنما مجموعة كبيرة من الاخوات..

قدمت لها بالنصيحة.. ولم أكن وحدة حتى أختي قالت لها بأن ماتفعله حرام..

وعقوبته كبيرة عند الله..

ولكن لا حياة لمن تنادي..

والله ياأخواتي إنها تعلم حق العلم أن ماتفعله حراااام..

ولكن..ليس إستكبارا منها لاتترك هذا العمل وإنما حسب قولها مجاراة لما يسمى بالتطوّر (( التخلف))

والله لقد حاولت اقناعها بأن لاتنتف مرة أخرى.. ولكن تقول لي لن أعدكِ بذلك ولكن إن استطعت..

ودائما ما أضحك لها واقول والله وجهك دوون نمص جميل وحواجبكِ ليست بحاجة للنتف..

ولكن... :confused:

الأن أنتظرها وبفارغ الصبر أن تأتي عندي كي ارها.. لعلا الله انار قلبها وهداها..

لان منزلها بعيد عني ..

ماذا أفعل أخواتي جزاكن الله خير.. والله إني أحبها..واخاف عليها.. علما بأنها من ذوات القلب الطيب الرقيق

الحساس المرهف.. الذي يتاثر بما يقال.. ولكنها لاتستطيع أن تترك ماتفعله..

ولكن مثل ما يقال الصاحب ساحب..

فعلا إنها ترافق بنات عماتها وتتأثر بهن..

وإن لم تفعل ما يفعلن يعتبرنها متخلفه وليس لها مكان.. والدنيا كما يدّعين هداهن الله مجرد يومين..

اي أفعل ما تريد.. ولا تبالي..<<<<<<<ياسبحان الله..

إن لم تستحي ففعل ماشئئت :confused: :confused:

ماذا افعل كيف اقنعها..على تكر هذا الفعل الشنيع..؟؟؟؟؟؟؟

**
بورك فيكن..

ولي عودة..

حفيدة الصحابيات
26-07-2005, 04:56 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فعلا كلام جميل جداً ودائماً أستغفر الله وأتوب إليه لما أتكلم عن موقف من أحد ضايقني وأحاول ما أغتابه بس ما أدري هل لما أذكر اللي يضايقني في الشخص معناتها أني أغتبته؟؟!!
مع أني أحاول كل مرة أحد يتكلم أو أنا أتكلم عن أحد أخاف أن كلامنا دخل فيه غيبه وأذكر محاسن الشخص أو أحاول أدافع عنه وأحياناً..............!! الله المستعان مع أني كنت دائماً أحاول أذكر أي أحد يغتاب وأقول حرااام وألحين أنا أخاف أكون مغتابه لأحد بس الله يغفر لي وللمسلمين والمسلمات
لالالالالالالالالالالالالالالالالازم دائماً قبل النوم استغفر الله وأذكر إذا أغتبت أحد أدعي له؟.!!

وأقول الله يسامحنا وأدعوا لي بالهداااااية ولأحبابي اللي في باااااااااالي

وأقول ::
-: أحبكم في الله :-

ولكم فاااااااائق تحياتي

^شوووق للجنان^
26-07-2005, 02:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسول الله..

الحمدلله حمد كثير طيبا مبارك فيه..نحمده ونستعينه ونستهديه..

ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا..من يهده الله فلا مضل له..

ومن يضلل فلا هاديه..

وبعد,,,


بارك الله فيكن أخواتي الغاليات..

وبارك في جهودكن الطيبة المباركة..

فيما تقدمنه من خير لأهواتكن في الله..

جزاكن الله عنه خير في الدنيا والأخرة..

**

أخواتي إني في حيرة من أمري..

عندي قريبة لي..هدانا الله وإيّاه..

تنتف حواجبها..ولم تكن تفعل ذلك من قبل..

فوالله العظيم بعد أن رايتها أول مرة نامصه ..إندهشت.. :eek:

وليس انا وحدي وإنما مجموعة كبيرة من الاخوات..

قدمت لها بالنصيحة.. ولم أكن وحدة حتى أختي قالت لها بأن ماتفعله حرام..

وعقوبته كبيرة عند الله..

ولكن لا حياة لمن تنادي..

والله ياأخواتي إنها تعلم حق العلم أن ماتفعله حراااام..

ولكن..ليس إستكبارا منها لاتترك هذا العمل وإنما حسب قولها مجاراة لما يسمى بالتطوّر (( التخلف))

والله لقد حاولت اقناعها بأن لاتنتف مرة أخرى.. ولكن تقول لي لن أعدكِ بذلك ولكن إن استطعت..

ودائما ما أضحك لها واقول والله وجهك دوون نمص جميل وحواجبكِ ليست بحاجة للنتف..

ولكن... :confused:

الأن أنتظرها وبفارغ الصبر أن تأتي عندي كي ارها.. لعلا الله انار قلبها وهداها..

لان منزلها بعيد عني ..

ماذا أفعل أخواتي جزاكن الله خير.. والله إني أحبها..واخاف عليها.. علما بأنها من ذوات القلب الطيب الرقيق

الحساس المرهف.. الذي يتاثر بما يقال.. ولكنها لاتستطيع أن تترك ماتفعله..

ولكن مثل ما يقال الصاحب ساحب..

فعلا إنها ترافق بنات عماتها وتتأثر بهن..

وإن لم تفعل ما يفعلن يعتبرنها متخلفه وليس لها مكان.. والدنيا كما يدّعين هداهن الله مجرد يومين..

اي أفعل ما تريد.. ولا تبالي..<<<<<<<ياسبحان الله..

إن لم تستحي ففعل ماشئئت :confused: :confused:

ماذا افعل كيف اقنعها..على تكر هذا الفعل الشنيع..؟؟؟؟؟؟؟

**
بورك فيكن..

ولي عودة..



أخيتي الغاليـــــــــــــــــــــة شمووووخ

والله ثم والله لموقفك اوقف قي قلبي الحزن الشديد واني والله لما كنت سأدخل لأني سأساقر بعد مدة قصيرة

والجمد لله اني دخلت لعل وعسى ان نحاول حل المشكلة



اختي شموووووووووووووخة لاحول ولاقوة الا بالله

اسمعيني

اكتبـــــــــــــي رسالتا لها واهديلها هديـــــــة متواضعة وضعي هذة الرسالة في الهديــــــــة :::::::::::::

أليس لها شخصيـــــــــــــة مستقل عن كل واحدة لماذا تحاول ان تقلدهن بالمعصية

وهي تعلم انها ستحشر معهن


تفضلــــــــــــــــــــي رسالتي التمواااضعة ::::::::::




أختي الغالية.........
أبدء قولي لك :

السلام عليكِ ورحمة الله وبركاته
السلام على قلبك.... الذي رضي بالله ربا
السلام على قلبك ....الذي رضي بالإسلام دينا
السلام على قلبك.... الذي رضي بمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا
أختي الفاضلة...
اسمحي لأختك المحبة ...
أن يهمس في إذنك كلمات من القلب....
تسمعين صوت كلماته ........ بنبراتك....
وتستشعرين صدق نصحه بهتافاتك....
فأكرمي من يموت كمـــــدا لنجاتك.....
أكرميه بحسن استماعك وانصـاتك.....
فيا أختااااه....
يامن تحبين الله وتشتاقين لــــرؤياه......
يامن كل مناك ان يرضى عنك مولاك......
كأني بك وانتِ تصلين تقولين:
( اياك نعبد وإياك نستعين )
كأني بك وانتِ تسجدين تقولين :
( يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك )
كأني بك تقولين قبل سلامك :
( اللهم إني اعوذ بك من عذاب جهنم
ومن عذاب القبر وفتنة المحيا.....)
أختي الغالية .....
دعواتك هذه...... تستمطر الرحمــات.......مـن رب الأرض والسمــاوات...
دعواتك هذه......إبتهالات ومناجــاة...... تطلبين بها الفوز والنجـــاة...
رفعتيها للذي خلقك فسواك وعدلك......في أي صورة ماشاء ركبك...
فتبارك الله أحسن الخالقين ...
أختاااه....
مالي أراك تخالفين الدعوات.....؟؟؟
مالي أراك تستنزلين اللعنات بدل الرحمات؟؟؟
نعم ....أوما سمعتي : ( لعن الله النامصة والمتنمصة )
اتريدين ان تكوني من الملعونات...؟؟!!!!!
اتريدين ان تكوني من المطرودات من الرحمات؟!؟!؟!؟!
اختاااه.....
أي حياة هذه تعيشينها .....
وقد لعنك الله.... ولعنك اللاعنون؟؟؟؟؟
الله يلعنك... ورسوله يلعنك... وملائكته تلعنك .....
والأرض تلعنك والجبال والشجر والدواب ....
الكل يلعن بلعنة الله ورسوله.....
فمن يبقى بعد لعن الله لك ........لا يلعنك؟؟
اختااااه....
اغضبتي مولاك من أجل هواك...؟؟؟
أكل هذا من أجل شعرات ؟؟؟
أمن أجل أن يقال فلانة جميلة ......وانها تسعى وراء الموضات وبنات الغرب .........
وليكن ذلك فقد قيل .........ثم ماذا؟؟؟
ثم تُلعنين كما لُعنت فلانة وفلانة ....
أختاااه...
أي جمال زائف هذا الذي يكــون .....؟؟؟
وأي زينة تكونين عليها بنمصك....؟؟؟
أجمــــــــــــل مماخلقك عليه ربك....... ؟؟؟
مالي أراك تتنكرين لخلقة الله التى في احسن صورة سواك؟؟؟
فمالك لاترجين لله وقارا؟؟
أختااااه...
إن جمالك الحقيقي .....
هو : تقــــواك لربك.....
( ولباس التقوى ذلك خير )
وإن اسلامك الحقيقي....
هو استسلامك لمولاك.....
فيما أمـــــرك ونهاك.......
أختااااه....
اعتذر إليك...... ولن أطيل عليك...
ولكن.........أتدرين لمن تزينتي......ومن اسعدتي وأفرحتي....
إنه ابليس اللعين ....!!!!!!!!
نعم ...يوم أن أبررتي قسمه ...( ولآمرنهم فليغيرن خلق الله )
أختااااه......
اين تلك الشعرات التي كان ماء الوضوء يغسل مافيها من الخطايا؟؟
اين تلك الشعرات التي كانت تسجد لله معك يوم تسجدين لرب العالمين
أختااااه ......
اخيرا اقولك لك .....
والله ثــــم والله .....
إن جمالك ....إيمانك
وقبولك لدين الله وإذعانك...
( ومن يؤمن بالله يهد قلبه )
فهيا أختاااه....
توضئي لله وصلي ركعتين وقولي :
رباه قد تبت اليك مماجنيت ...
فلاترد من تاب وعــاد اليك....

اعتذر من ســــــوء قيلي ....
واعتذر أيضا من تطويلي.....
جعلكِ الله ممن يعملون بعد السيئة الحسنة.....
وممن يستمعون القول فيتبعــــون أحسنه.....

واني والله لولاخوفي وحبي لكِ لما أرسلت هذة الرسالة

صديقتك الحبة للكِ الخير ...........


كوني معهااااااااا وارسلي لها بالجواااااااااااال الرسائل وتقربي منها أكثر

اللهم أهدي اختي وعفوعنها واصلحها قبل فوااااااااااات اللأواااااااااااااان





اني اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم

و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حنايا الأمل
26-07-2005, 05:37 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فعلا كلام جميل جداً ودائماً أستغفر الله وأتوب إليه لما أتكلم عن موقف من أحد ضايقني وأحاول ما أغتابه بس ما أدري هل لما أذكر اللي يضايقني في الشخص معناتها أني أغتبته؟؟!!
مع أني أحاول كل مرة أحد يتكلم أو أنا أتكلم عن أحد أخاف أن كلامنا دخل فيه غيبه وأذكر محاسن الشخص أو أحاول أدافع عنه وأحياناً..............!! الله المستعان مع أني كنت دائماً أحاول أذكر أي أحد يغتاب وأقول حرااام وألحين أنا أخاف أكون مغتابه لأحد بس الله يغفر لي وللمسلمين والمسلمات
لالالالالالالالالالالالالالالالالازم دائماً قبل النوم استغفر الله وأذكر إذا أغتبت أحد أدعي له؟.!!

وأقول الله يسامحنا وأدعوا لي بالهداااااية ولأحبابي اللي في باااااااااالي

وأقول ::
-: أحبكم في الله :-

ولكم فاااااااائق تحياتي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

حياكِ الرحمن أختي..

سأل الرسول أصحابه يوم ما وقال: أتدرون ما الغيبه, قالوا: الله ورسوله أعلم, قال صلى الله عليه سلم:"الغيبة ذكرك أخاك بما يكره" او كما قال صلى الله عية وسلم..

ومن هذا المنطلق عزيزتي .. نتيقن حق اليقن بان الغيبة حرام..

ونذكر كذلك قوله المصطفى صلى الله عليه وسلم " كل المسلم على المسلم حرام, دمه وماله وعرضه"

أو كما قال صلى الله عليه وسلم ..

والحمدلله رب العالمين أُخيتي بأنكِ تعلمين بان ماتفعليه حراام, بتوبتكِ إلى الله..

عزيزتي للغيبة مواضع عديدة..

وموضع من مواضع غيبة المسلم لاخيه..عندما يكون في قلبه حقد وغل له ولا يخرج ذلك الغيض إلا بالتحدث عن اخيه بما يكره..امام الاخرين..

ومن هنا اوصيك أخيه بعدم الغيبة ابدا وإن كان ماتقوليه عن شخص ما فيه..

مقتدين بالرسول الكريم..

اسال الله لكِ الثبات على الحق..

ويطهر لسانكِ من الغيبة..بالاذكار والاوراد الشريعه..

واوصيكِ بهذا الدعاء..

" ربنا لاتجعل في قلوبنا غل للذين أمنوا وهب لنا من لدنك رحمة إنك انت الوهاب" آمين"

**

ونحبكِ في الذي احببتينا فيه..

بارك الله فيكِ..ونفع بكِ

حنايا الأمل
26-07-2005, 05:44 PM
شوق لكِ..

بارك الله فيكِ..ونفع بكِ..

واشكر كل الشكر على ماقدمتيه من نصائح..

وأشكر كذلك على الرساله المتواضعه منكِ..

وبإذن الله اعمل بهذه النصيحة الاخويه..

لعل الله يهديها.. وينير قلبها..

الان سأنتظرها.. بكل لهفه..

وتأكدي يااختي بانها لو اهتدت بعد هذا الكلام .. سوف تكون على يدكِ..ولله دركِ..

وموفقه أُخيه..

**

الخنساء اينكِ..اشتقنا لعبير قلمكِ..

وهمساتكِ الاخويه الصادقه لاحرمكِ الله أجرها..

نحن في الانتظار..

الخنســـــاء
26-07-2005, 11:20 PM
أخواتي إني في حيرة من أمري..



عندي قريبة لي..هدانا الله وإيّاه..



تنتف حواجبها..ولم تكن تفعل ذلك من قبل..



فوالله العظيم بعد أن رايتها أول مرة نامصه ..إندهشت.. :eek:



وليس انا وحدي وإنما مجموعة كبيرة من الاخوات..



قدمت لها بالنصيحة.. ولم أكن وحدة حتى أختي قالت لها بأن ماتفعله حرام..



وعقوبته كبيرة عند الله..



ولكن لا حياة لمن تنادي..



والله ياأخواتي إنها تعلم حق العلم أن ماتفعله حراااام..



ولكن..ليس إستكبارا منها لاتترك هذا العمل وإنما حسب قولها مجاراة لما يسمى بالتطوّر (( التخلف))



والله لقد حاولت اقناعها بأن لاتنتف مرة أخرى.. ولكن تقول لي لن أعدكِ بذلك ولكن إن استطعت..



ودائما ما أضحك لها واقول والله وجهك دوون نمص جميل وحواجبكِ ليست بحاجة للنتف..



ولكن... :confused:



الأن أنتظرها وبفارغ الصبر أن تأتي عندي كي ارها.. لعلا الله انار قلبها وهداها..



لان منزلها بعيد عني ..



ماذا أفعل أخواتي جزاكن الله خير.. والله إني أحبها..واخاف عليها.. علما بأنها من ذوات القلب الطيب الرقيق



الحساس المرهف.. الذي يتاثر بما يقال.. ولكنها لاتستطيع أن تترك ماتفعله..



ولكن مثل ما يقال الصاحب ساحب..



فعلا إنها ترافق بنات عماتها وتتأثر بهن..



وإن لم تفعل ما يفعلن يعتبرنها متخلفه وليس لها مكان.. والدنيا كما يدّعين هداهن الله مجرد يومين..



اي أفعل ما تريد.. ولا تبالي..<<<<<<<ياسبحان الله..



إن لم تستحي ففعل ماشئئت :confused: :confused:



ماذا افعل كيف اقنعها..على تكر هذا الفعل الشنيع..؟؟؟؟؟؟؟



**

بورك فيكن..











ولي عودة..







عزيزتي .. شموخ الأمل(حنــايــا)..

بالطبع ما فعلته قريبتك محرم.. ولكن الغريب أنها تعلم أنه محرم.. يا إلهي ألهذه الدرجة وصلت بها الغفلة...

حتى و إن كان مجاراتاً..((للتخلف))... فهو أدهى وأمر.. أتعصي الخالق ... من أجل الخلق..

أين هو قلبها ... أين..هو إيمانها..



غاليتي.. إنني أشعر بكـ ـ ـ..... هي قريبتك عزيزة على قلبك....

ويؤلمك أن تفعل أمر محرم ....

وأن تطرد من رحمة الرحمن ...



حبيبتي في الله....

أنصحيها ولا تتكاسلي عن ذلك.. أعطيها رسالة تعبر عن مدى أستياءك من ذلك....

أو شريط ديني....



حاولي بكل الطرق.........

ولا تنس أن تدعين لها بالهداية ...



,,,وإليكِ رسالة كتبتها لنامصة >>>>> http://www.lakii.com/vb/showthread.php?t=137471 (http://www.lakii.com/vb/showthread.php?t=137471)



أسأل الله لي ولكم الهداية والثبات على طريق الحق

الخنســـــاء
27-07-2005, 12:16 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أنا سأذكر لكم ...

موقفي..
مع بنات عمي

لقد كونت معهن أحسن صداقة
وعشت معهن أحلى اللحظات "محــال أن أنساها"

ولكن....................

دخل في بيتهن......

الفسق والفساق ... العصاة والغواني...

نعم

دخلوا في بيتهن.......... وهن بنات أكبرهن لا تتجاوز 20 سنة ...



دخلوا ونشروا أفكارهم ... وعاداتهم.....
عن
طريق
الفضائيات... عن طريق ستــــــــــــــار أكــــــــــــاديمي....


لقد كان الحيـــــــاء يسري فيهن....
لدرجة أن واحده منهن إذا جاءت تنام تلبس البنطال تحت قميصها ....حياءً من أن تنكشف
ما أجمله من حياء

وكانت تستحي أن تلبس العاري أمام أي أحد..........

ولكن الآن تبدلت الحال.....

أصبحت جميع ملابسها العاري والضيق والقصير.... وذلك بسبب الفضائيات ...
وإذا انكرنا عليهن هذا الشيء........أصبحنـــا نحن متخلفات ..

كما أن جلّ وقتهن على التلفاز ... حتى يشاهدوا ... الفسقه.........
ولذلك نحن لا نجلس معهن إلا نادراً ..

لا

أدري ما ذا نفعل؟
اشرطة دينية واعطيناهن .. ونصائح وقلنا لهن ... وهجر هجرناهن..... ولكن دون فائدة......
ولم يبقى إلا الدعوة لهن في ظهر الغيب ..

أسأل الله أن يهديهن ويعفو عنهن وينير بصائرهن..

^شوووق للجنان^
27-07-2005, 02:08 AM
الحمد لله حمدا كثير طيبا مباركا ........ الحمد لله الذي هدانا لنعمة الأسلام ...........


والصللاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين وبعـــــــــــد :::


أخيتي الغاليــــــــة الخنساء بارك الله فيكي وأسعد دنيا وارخة وجعل ماتفعلينة في موازين حسناتك

مجهود رائع سلمتي ...............


أخيتي لاحول ولاقوة الا بالله الا هذة الدرجة حتى هجركن لم ينفع الى هذة الدرجة وصل حبهن !!!!!!!!!

الا يعلمن أنهن سيحشرن مع هؤلاء المغنين ............



صراحة انا واحدة قلايبة لي كانت تشاهدها من بدايتها

وأخذتها بغرفة والله جلست معها لمدة ساعتين بكيت امامهااااااااااااا !!!!!!!!!!!!!!! وخفت عليهااااا

وبعد كلااااااااااام طويل والله العظيم نفع بها

كما وسائل الشر تفيد أيضا سلاح الحق يفيد ......

أخبرتها ونصحتها لوحدها بدون أنيعلم الجميع بذلك حاولت ان أكون قريبتا منها لأجس نبض قلبها

والله انها كانت رقيقة القلب تأثر بكل كلمة يقال لها ولكن لاتهجروها فيستولي عليها أهل الشر

والله انها رأيت دموعها اممامي وهي تستجيب لــــــــــي تابت لبارئها ولله الحنمد قبل فوات الأاوان


حاولو اقناعها بشتى الطرق كلميها لوحدها .......وأرسلي الرسائل ....... اشتري لها القصص عن ماتسببة ستار

أكاديمي ............ أخبريها ماذا استفادت بعد ممشاهدتهاااااااااااا لها الأن ؟!!!!!!!

المعاصي فقط .... كلميها عن القبر والعذااااااااااااااب ...........


أسأل الله لها الهداية من كل قلبي.... اللهم أهديها واهدي سائر المسلمين

اجعلي القران قريبا من قلبها ............. أشغلوووها ولا تجعلوها تشاهد مثل هذة الأشياء ......... ادعيها لحلفات

القران ........... أو اعملو منافسة لحفظ القران بينكن ............


أخيتي القصص جدا مؤثرة أهدي له قصص كثيرة ......... حاولي التقرب منها بشتى الطرق ........



ولي عودة قريبا بأذن الله .........

أتمنى الأفادة

حنايا الأمل
27-07-2005, 04:23 PM
أختي الحبيبه الخنساء

بارك الله فيكِ..وزادكِ علم بعلمكِ..

وأنار قلبكِ بتقاه..وبارك في والديكِ..وجزاهم الجنة..

وبإذن الله ساحاول جاهدة على إنقاذها من هذا الضلال..

كلنا خطّا..وكلنا مقترف للذنوب..ولكن خير الخطّائين التوابون..

والسعيد من وعظ بغير..

ونسأل الله العفو والعافيه والمعافاة الدائمه في الدنيا والاخرة..

**

ثبتكِ أختّاه على الحق..

دعواتكِ لهن في ظهر الغيب لعل الله يقذف في قلوبهن الخوف والخشيه..

ويتقينه..ويرجعنا ن ما حل بهن من تخلف ورجعانيه.. وموالاة للغرب..

اعانكِ الله..

بارك الله فيكِ ونفع بكِ..

وإني أحبكِ في الله..

الددددددلوعة
28-07-2005, 03:36 AM
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسول الله..

الحمدلله حمد كثير طيبا مبارك فيه..نحمده ونستعينه ونستهديه..

ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا..من يهده الله فلا مضل له..

ومن يضلل فلا هاديه..

وبعد,,,


بارك الله فيكن أخواتي الغاليات..

وبارك في جهودكن الطيبة المباركة..

فيما تقدمنه من خير لأهواتكن في الله..

جزاكن الله عنه خير في الدنيا والأخرة..

**

أخواتي إني في حيرة من أمري..

عندي قريبة لي..هدانا الله وإيّاه..

تنتف حواجبها..ولم تكن تفعل ذلك من قبل..

فوالله العظيم بعد أن رايتها أول مرة نامصه ..إندهشت.. :eek:

وليس انا وحدي وإنما مجموعة كبيرة من الاخوات..

قدمت لها بالنصيحة.. ولم أكن وحدة حتى أختي قالت لها بأن ماتفعله حرام..

وعقوبته كبيرة عند الله..

ولكن لا حياة لمن تنادي..

والله ياأخواتي إنها تعلم حق العلم أن ماتفعله حراااام..

ولكن..ليس إستكبارا منها لاتترك هذا العمل وإنما حسب قولها مجاراة لما يسمى بالتطوّر (( التخلف))

والله لقد حاولت اقناعها بأن لاتنتف مرة أخرى.. ولكن تقول لي لن أعدكِ بذلك ولكن إن استطعت..

ودائما ما أضحك لها واقول والله وجهك دوون نمص جميل وحواجبكِ ليست بحاجة للنتف..

ولكن... :confused:

الأن أنتظرها وبفارغ الصبر أن تأتي عندي كي ارها.. لعلا الله انار قلبها وهداها..

لان منزلها بعيد عني ..

ماذا أفعل أخواتي جزاكن الله خير.. والله إني أحبها..واخاف عليها.. علما بأنها من ذوات القلب الطيب الرقيق

الحساس المرهف.. الذي يتاثر بما يقال.. ولكنها لاتستطيع أن تترك ماتفعله..

ولكن مثل ما يقال الصاحب ساحب..

فعلا إنها ترافق بنات عماتها وتتأثر بهن..

وإن لم تفعل ما يفعلن يعتبرنها متخلفه وليس لها مكان.. والدنيا كما يدّعين هداهن الله مجرد يومين..

اي أفعل ما تريد.. ولا تبالي..<<<<<<<ياسبحان الله..

إن لم تستحي ففعل ماشئئت :confused: :confused:

ماذا افعل كيف اقنعها..على تكر هذا الفعل الشنيع..؟؟؟؟؟؟؟

بورك فيكن..

ولي عودة..
بسم الله الرحمن الرحيم
:-A السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخيتي :
أول ماأبتداء به
هو أخلاصك في عملك فبقدر أخلاصك يكون قبول الناس لدعوتك
و أدعي لها بالهداية وبالثبات
ثم حوالي التقرب الية أكثر وجعلي نفسك خفيفة علية
وأعطية كل ثقة وأسألي عنها كل يوم تقريبن
وأهدي له بعض من الهدايا(تهادوا تحابوا)
معلومة( فمع الدعاء يجب عليك بذل الاسباب وتوكلي على الله في كل أمورك وأكثري من الأستغفار فان ذلك فية أجر لك ويساعد على زوال المصاب (فان مشكلتك من مصائب الدنيا))
وجزاك الله فيما تعملين ونفعك بالاسلام والمسلمين ِ

حنايا الأمل
28-07-2005, 04:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
:-A السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخيتي :
أول ماأبتداء به
هو أخلاصك في عملك فبقدر أخلاصك يكون قبول الناس لدعوتك
و أدعي لها بالهداية وبالثبات
ثم حوالي التقرب الية أكثر وجعلي نفسك خفيفة علية
وأعطية كل ثقة وأسألي عنها كل يوم تقريبن
وأهدي له بعض من الهدايا(تهادوا تحابوا)
معلومة( فمع الدعاء يجب عليك بذل الاسباب وتوكلي على الله في كل أمورك وأكثري من الأستغفار فان ذلك فية أجر لك ويساعد على زوال المصاب (فان مشكلتك من مصائب الدنيا))
وجزاك الله فيما تعملين ونفعك بالاسلام والمسلمين ِ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

حياكِ الرحمن أختي العزيزة..

وجزاكِ الله خير حبيبتي على النصيحة الثمينه..

لاحرمكِ الله أجرها..

أسأل الله أن يوفقني لما هو خير..

ويرزقني واياكن الاخلاص في القول والعمل..

بارك الله فيكِ..

ووفقكِ لما هو خير..

ولكِ جزيل الشكر..

ربى الشمال
29-07-2005, 01:05 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفكم أخواتي
انا حبيت اشكركم واقول لكم أنا متابعتك من الاول وقلت لابد
ان اسطر كلمات الشكر لأخواتي في الله وعلى المجهود الطيب
جزاكن الله خيرا وجعله الله في موازين حسناتكن
تابعي اختي ونحن معك وان شاء الله اذا استطعت اشارك لو بالقليل
:-s
:-D

فراشة المدينة
29-07-2005, 03:16 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ؟
كيفكم ؟ ايش اخباركم؟
يابنات ادعوكم لمشاهدة حلقة يوم الثلاثاء من برنامج
منتدى المرآة بقناة المجد الفضائية
بعنوان "كيف أكون داعية ؟"
واهم المحاور التي سيتم التحدث عنها
"دور الاسرة في دعم وتشجيع الداعية"

الخنســـــاء
29-07-2005, 07:19 PM
ريتاااج

فراشة المدينة


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته



انا حبيت اشكركم واقول لكم أنا متابعتك من الاول وقلت لابد
ان اسطر كلمات الشكر لأخواتي في الله وعلى المجهود الطيب
جزاكن الله خيرا وجعله الله في موازين حسناتكن
تابعي اختي ونحن معك وان شاء الله اذا استطعت اشارك لو بالقليل



اهلا بكـِ اخيه جزاكِ الله خيرا على المتابعة
و نرتقب مشاركتكـِ


يابنات ادعوكم لمشاهدة حلقة يوم الثلاثاء من برنامج
منتدى المرآة بقناة المجد الفضائية
بعنوان "كيف أكون داعية ؟"
واهم المحاور التي سيتم التحدث عنها
"دور الاسرة في دعم وتشجيع الداعية"

جزيتِ خيراً غاليتي.. والدال على الخير كفاعله
فلو تضعين هذا الموضوع بركن الصوتيات والمرئيات ... سيكون أفضل

الأبلة نونو
31-07-2005, 12:23 AM
جزااااااكم الله خيرا وبارك فيكم ونفعنا واياااااااكم .......

حقا موا

الأبلة نونو
31-07-2005, 12:30 AM
جزااااكم الله خيرا وبارك فيكم ونفعنا وايااااكم الى طريق الصوااااب

حقـــــا مواضيع تثلج الصدر وردود تنبع من القلب

أسعدكم المولى وحفظكم وأتمنى أن أشارككم مواضيعكم وارائكم

أشكر شكر خااااص أختي الغاليــــــة الخنساء .... شموخ .... وجميع من شارك ورد ......

أخياتي أن قريبة ( صديقة ) شووووقة وأتمنى أن أنظم معكم فهي دائة الكلاااااام عنكم

فياليت أكون صداقة معكم .......







موضوووعنا الذي سنتكلم عنــــــــة

الـــــــــى أختي العاصيــــــــــة ) !!!!!

كل واحدة منا ستكتب رسالة الى كل أخت عاصية لربهاااااا الى كل أخت لاهية في هذة الدنيا ......


لعلنا نفيد ونستفيد .....



وأتمنى كل وحدة منكم تكتب اسم شريط رائع وممؤثر وسلمتم


لي عوووودة قريبا للأني مستعجلة ......



اسماء الأشرطة

وغارت الحور ...... لعبد المحسن الأحمد

امرأة بألف ........ لسليمان العودة .....

على قمم الجبال ....... محمد العريفي .....

قلبي ........ لخالد الجبير

قلوب مأسورة ...... لخالد الجبير

والطثير بأذن الله سنكتبها للألأفاااادة




سلمتم

الخنســـــاء
31-07-2005, 06:38 AM
الأبلة نونو


أهلاً أخيه

طبتِ وطاب مسعاكِ

و أهلاً بكِ صديقة حبيبتنا شوووووق ..


ونسأل الله ان يجعل ما كتبناه في موازين حسناتها

...

وننتظر اخيه .. قلمكِ ..

...

وحبذا لو ترسلي لشوق سلامي الحار

...



وعنوان الموضوووع رائع جداً شكراً لكِ


......

أختك: الخنساء

حنايا الأمل
31-07-2005, 05:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

كيف الحال جميعاً.. W:

حياكِ الله اختي المحبه..

الابلة نونو..

بورك فيكِ اُخيّه..

موضوع جدا جميل..

إن شاء الله سوف نقوم بالكتابة عنه..

والآن عزيزتي ننتظر حبر قلمكِ..

على هذه الصفحات التي نسأل الله لي ولكم أن تكون في موازين أعمالنا يوم القيامه..

وان تكون حجة لنا لاعلينا..

وابلغي سلامي الحار أيضا مع سلام أختي الغاليه الخنساء..

إلى غاليتنا شوووق..

***

لكِ خالص إحترامي..

شموخ الأمل :):)

فراشة المدينة
01-08-2005, 01:32 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ؟

رسالتي اليك ايها العاصي

رسالة من مشفق عليك

مشفق على مستقبلك

رسالتي نصح وتوجيه .. وعظ وتنبيه

اقول لك ايها العاصي :

عندما نويت ان تعصي الله

الم تكن تراقب الله .. وتعلم ان الله يراك

وانت تعصيه الم يردعك ايمانك

الم تخف من الله ان ينزل عليك غضبه في ذلك الوقت

بقبض روحك او بفضحك امام الخلائق

فتخسر اصدقائك الطيبين

وتخسر شخصيتك ومكانتك عند الاخرين

ويصبح يشار اليك :هذا هو العاصي

هذا الذي فسق

فالتوبة التوبة!!

الرجوع الرجوع!!

الى الله سبحانه وتعالى

قبل فوات الاوان

حين لا ينفع الندم

:K) :K) :K)