وَطَن
04-06-2005, 12:35 PM
http://www.lakii.com/img/all/Jun05/GE7SUr06040347.jpg
وإني لمشتاق إلى أرض غزة وإن خانني بعد التفرق كتماني
سقى الله أرضاً لو ظفرت بتربتها كحلت به من الشوق أجفاني
الإمام الشافعي
المدينة الرئيسية لقطاع غزة. غزة واقعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، شمال شبه جزيرة سيناء وجنوب غرب القدس. مدينة ذات أهمية تاريخية ودينية، غزة تعرّضت للإحتلال الإسرائيلي في 1967. في أيار/مايو 1994 المدينة أصبحت مقر عام السلطة الفلسطينية الجديدة، التي تدير المناطق الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية.
غزة المركز الإقتصادي للمنطقة التي تشتهر بثمار الحمضيات ومحاصيل زراعية أخرى. تحتوي المدينة بعض الصناعات الصغيرة، مثل المنسوجات و تشكيلة من السلع التي تباع في أسواق و شوارع غزة، من ذلك السجاد، الفخاريات، الأثاث، والقطن. التطوّر التجاري في المدينة بطيئ. تعمل غزة كمحور نقل لقطاع غزة، وتحتوي على ميناء صغير و ذلك ليخدم إسطول صيد محلي. نقاط الإهتمام في غزة تتضمّن المسجد الكبير ونصب الجندي المجهول الذي يعبر عن المقاتلين في فلسطين.
سكان غزة بالكامل من العرب الفلسطينيين المسلمين. خلال التدفّق الهائل للاجئين الفلسطينيين إزداد سكان غزة بعد حرب 1948. في 1967 وصل عدد السكان حوالي ستّ مرات حجمه في 1948. واصل عدد سكان المدينة بالتزايد منذ ذلك الوقت في ظروف بطالة و حالة معيشية فقيرة واسعة الإنتشار.
واقعة بشكل أستراتيجي على طريق البحر الأبيض المتوسط الساحلي، غزة قديما كانت مركز تجارة ناجح واقعة على طريق القوافل بين مصر و سوريا. المدينة إحتلّت من قبل مصر حول القرن الخامس عشر قبل الميلاد. أحتلّ البزنطيون المنطقة بعد بضع مئات من السنين، وأصبحت غزة واحدة من مدنهم الرئيسية.
غزة إنتزعت من قبل العرب في حوالى638 ميلادي. ومن المعتقد أن تكون المدينة هي الموقع الذي دفن فية والد جّد سيدنا محمد صلى الله علية و سلم، المدينة أصبحت مركز إسلامي مهم. في القرن الثاني عشر غزة أحتلت من قبل الصليبيون، عادت إلى السيطرة الإسلامية في 1187. المدينة سقطت في يد العثمانيون في القرن السادس عشر وأحتلها البريطانيين خلال الحرب العالمية الأولي (1914-1918).
بعد الحرب العالمية الأولى، أصبحت غزة جزء من الإنتداب البريطاني على فلسطين. بعد الحرب العربية الإسرائيلية في 1948، سيطرت مصر على غزة ومنطقتها المحيطة. إحتلّت إسرائيل المدينة وقطاع غزة خلال حرب 1967.
الأصل والتسمية
مدينة غزة من أقدم مدن العالم، إكتسبت أهمية بالغة نتيجة لموقعها الجغرافي الحساس عند إلتقاء قارتي آسيا وإفريقيا، مما منحها مكانةإستراتيجية وعسكرية فائقة، فهي الخط الأمامي للدفاع عن فلسطين، بل والشام جميعها جنوباً، والموقع المتقدم للدفاع عن العمق المصري في شمالها الشرقي أورثها وظيفة الميدان وساحة القتال لمعظم الإمبراطوريات في العالم القديم والحديثة، الفرعونية، والآشورية والفارسية واليونانية والرومانية ثم الصليبية، وفي الحرب العالمية الأولى. كما أن موقع مدينة غزة عند خط التقسيم المناخي، وعلى خط عرض 31.3 درجة شمال خط الأستواء جعلها تحتل الموقع الحدّي بين الصحراء جنوباً، ومناخ البحر المتوسط شمالا، وعليه فهي بين إقليمين متباينين منحها ذلك دور "السوق" التجاري النابض بالمنتوجات العالمية، الحارة والباردة منذ أقدم العصور. عّزز هذا الموقع الهام موقعها المميز فوق تلة صغيرة ترتفع بنحو "45" متراً عن سطح البحر الذي تبتعد عنه نحوا من ثلاثة كيلومترات .
كانت غزة القديمة تحتل مساحة تقدر بنحو كيلو متر مربع فوق هذه التلة، يحيط بها سور عظيم له عدة أبواب من جهاته الأربعة، وكان أهمها باب البحر أو باب "ميماس" نسبة لمينائها غرباً، وباب "عسقلان" شمالاً و "باب الخليل" شرقاً، وأخيراً "باب الدورب" باب "دير الروم" أو "الداروم" جنوباً، وقد إعترى هذه التسميات الكثير من التبدل وفقاً لإختلاف وتبدل الزمن والإمبراطوريات، وكانت هذه الأبواب تغلق مع غروب الشمس، مما جعلها حصينة مستعصية على أعدائها. وجميع هذه العناصر القوية جعلت أجدادنا من العرب الكنعانيين الذين أسسوها قرابة الألف الثالثة قبل الميلاد يسمونها "غزة" كما أطلق عليها هذا الإسم نفسه العرب المعينيون الذين سكنوها ولهم دورهم الفاعل في إنعاشها فيما قبل الميلاد وتوطدت صلاتهم مع أهل غزة بفعل علاقات النسب والمصاهرة .
وأطلق عليها الفراعنة أيام "تحتمس الثالث" (1447-1501) قبل الميلاد "غزاتوه" وإرتبط إسمها بـ "الكنز" الذي قيل بأن "قنبيز" قد دفنه أيام الفرس. وبقي أسمها "غزة" خالداً دون تغيير أو تبديل وأطلق عليه العرب "غزة هاشم" حيث دفن بها جد الرسول -صلى الله عليه وسلم- أثناء أحدى رحلاته قبل الإسلام في نهاية القرن الخامس وبداية القرن السادس الميلادي تقريباً. فلا غرابة والحالة هذه أن يطلق عليها "خليل الظاهري" لقب "دهليز الملك" وأن يصفها "نابليون" بأنها بوابة آسيا ومدخل إفريقيا لتؤكد جميعها حساسية موقعها وأهميته.
الأسواق فى مدينة غزة
. سوق السمك (الحسبة) :
يقع سوق السمك الذي يطلق عليه "الحسبة" على شاطئ بحر غزة، وهو عبارة عن مبنى يوجد به بعض المحلات التي تبيع السمك الطازج يومياً، حيث يتم في هذا السوق بيع السمك بطريق الجملة من خلال الصيادين الذين يقومون بالصيد ومن خلال الحسبة يتم توزيع السمك على باقي الأسواق في غزة.
2. سوق معسكر الشاطئ:
وهو سوق يومي يقع في وسط معسكر الشاطئ يتكون من العديد من المحلات التجارية والبسطات العامة التي تبيع الخضراوات والفواكه والأسماك واللحوم، ويشتهر هذا السوق بتدني الأسعار فيه مقارنة بالأسواق الأخرى وهو أيضا من الأسواق الشعبية الذي يرتاده سكان المعسكر والمناطق المجاورة.
3. سوق الشيخ رضوان:
سمي سوق الشيخ رضوان بهذا الاسم نسبة للمكان الذي يقع فيه حيث منطقة الشيخ رضوان الواقعة في الجهة الشمالية من غزة. والسوق عبارة عن عدة عنابر كبيرة تحتوي على العديد من المحلات التجارية المقامة خصيصاً والتي تباع فيها الخضروات والفواكه والأسماك واللحوم المجمدة والطازجة، الملابس الجاهزة والأقمشة والذهب والفضة.
4. سوق فراس:
يقع سوق فراس إلى الغرب من ميدان فلسطين وسط مدينة غزة وهو من الأسواق القديمة في المدينة، حيث يحتوي على العديد من المحلات التجارية التي تبيع أصناف مختلفة من البضائع فهنالك محلات مخصصة للفواكه والخضار، وأخرى للأسماك واللحوم المجمدة ومحلات أخرى تبيع الملابس والأقمشة والفرش والسجاد، وأخرى تبيع الخردة من الأدوات المنزلية، ومحلات تبيع الأخشاب والحديد المستعمل في البناء وهناك محلات مخصصة لبيع الأسماك الطازجة، ويعد سوق فراس من الأسواق الكبيرة في مدينة غزة وهو سوق مركزي يرتاده جميع سكان قطاع غزة بشكل عام يومياً ويكتظ السوق بالناس في يوم السبت من كل أسبوع وخاصة من العمال الذين يعملون داخل الخط الأخضر حيث يقوم هؤلاء ببيع ما يجلبونه معهم من أغراض من أماكن عملهم. ويجدر القول أن هناك قسم في هذا السوق لبيع طيور الزينة والطيور البرية.
5- سوق الموظفين:
يقع سوق الموظفين في الطريق المؤدي إلى المسجد العمري الكبير وسط مدينة غزة إلى الشرق من ميدان فلسطين، وهو عبارة عن مجموعة من المحلات التجارية والبسطات العامة المقامة على طول الشارع المؤدي إلى المسجد .
تباع في هذا السوق الخضار والفواكه والبقوليات واللحوم الطازجة والمجمدة والأسماك والمكسرات والحلويات والألبان والطيور والأجبان، وكذلك الهدايا والعاب الأطفال والأدوات المنزلية، وهو سوق يومي اصطلح على تسمية بهذا الاسم لأنه يظل قائماً إلى ساعات متأخرة من بعد الظهر حيث يلجأ إليه الموظفون لشراء احتياجاتهم بعد انقضاء أعمالهم الوظيفية. وتعد أسعاره مرتفعة نسبياً عن باقي الأسواق الأخرى في مدينة غزة وهناك قسم خاص في هذا السوق لبيع واصلاح الأحذية حيث يقع هذا القسم أمام البوابة الغربية للمسجد العمري الكبير.
6- سوق البسطات:
أقيم سوق البسطات حديثا وهو يقع في أول مدخل منطقة الشجاعية في الجهة الشرقية من مدينة غزة وبمحاذاة شارع صلاح الدين الرئيسي وهو عبارة عن مجموعة كبيرة من المحلات التجارية التي أقامها الناس من ألواح(الزينكو) وبإشراف بلدية غزة ، ويختص هذا السوق ببيع جميع أنواع الملابس الجاهزة وألعاب الأطفال والنثريات، ويعتبر سوق البسطات من الأسواق الشعبية في مدينة غزة الذي يرتاده جميع سكان غزة ويتميز بانخفاض أسعاره بشكل عام مقارنة بأسعار المحلات الأخرى في المدينة.
7- سوق الخضار في الشجاعية:
يقع هذا السوق في وسط منطقة الشجاعية على امتداد الشارع المحاذي لمسجد ابن عثمان الشهير، وهو سوق يومي يوجد فيه العديد من المحلات التجارية بالإضافة إلى البسطات التي يقيمها البائعين على امتداد الشارع، والتي تبيع الخضروات والفواكه واللحوم والدجاج والأسماك المجمدة، الأدوات المنزلية، حيث يرتاده جميع سكان منطقة الشجاعية باعتباره السوق اليومي الوحيد في المنطقة ويقتصر استمرار السوق يوميا إلى منتصف النهار أي ما بعد صلاة الظهر بقليل.
8- سوق الجمعة
من الأسواق الشعبية الأسبوعية يقام كل يوم جمعة في وسط منطقة الشجاعية على امتداد كل من شارع المنطار وشارع الخليل حيث يقوم الناس بعرض بضائعهم على الأرض أو على بسطات تقام خصيصا ويعتبر سوق الجمعة من أكبر الأسواق في القطاع حيث تباع فيه العديد من الأشياء منها الملابس الجاهزة والخضروات والفواكه والأواني المنزلية والطيور والأحذية والفرش، ويأتي إلى هذا السوق التجار الذين يبيعون بالجملة والتجار الذين يأتون بالبضائع من مصر والدول المجاورة لتسويق بضاعتهم ويعد سوق الجمعة من الأسواق الشعبية التي تتميز بانخفاض الأسعار.
9- سوق الذهب (القسارية):
يقع سوق الذهب في مدينة غزة بمحاذاة الجهة الجنوبية للمسجد العمري الكبير وسط مدينة غزة وهو سوق تاريخي قديم عبارة عن مجموعة من المحلات الصغيرة المتلاصقة على امتداد سور المسجد الجنوبي والمبنية على الطراز الإسلامي على شكل أقواس، ويختص هذا السوق ببيع الذهب والفضة فقط حيث يرتاده معظم سكان قطاع غزة لشراء ما يحتاجونه من ذهب وفضة وتنشط الحركة في هذا السوق في فصل الصيف حيث تكثر حفلات الزفاف وبالتالي تجهيز العروس بالحلي وفق العادات والتقاليد المتبعة.
10- سوق السيارات:
يقع سوق السيارات على الجهة الشرقية من شارع صلاح الدين إلى الجنوب من مدينة غزة وهو عبارة عن ساحة كبيرة تباع فيها السيارات المستعملة حيث يرتاده جميع سكان قطاع غزة لأجل بيع أو شراء ما يحتاجونه من مركبات خاصة .
النشاط الثقافي في مدينة غزة:
كان في غزة في نهاية الانتداب البريطاني ست مدارس حكومية، اثنتان منها للبنات وأربع للبنين، بالإضافة إلى التعليم الأهلي مثل كلية غزة التي تأسست عام 1942 على يد الأخوين شفيق ووديع ترزي، وكان لها دور فعال في بعث وتنشيط الحركة الثقافية، حيث عمدت الكلية إلى إقامة مهرجان ثقافي سنوي، تقدم فيه الإبداعات مثل الشعر والخطابة والتمثيل وفي الفترة من 1948-1967 شهد التعليم إقبالاً كبيراً من أبناء قطاع غزة، حيث ذهب أبناء غزة بالآلاف إلى الجامعات وتخرج منهم العديد من المهندسين والأطباء والأكاديميين الذين انتشروا في العالم العربي، وكانوا مصدر دخل للقطاع إلا أنه بعد احتلال قطاع غزة، فإن الأوضاع التعليمية شهدت نوعاً من التردي، نظراً لممارسات الاحتلال الإسرائيلي، حيث عملت السلطات الإسرائيلية على تشويه وتخريب المناهج الدراسية، واعتقال المعلمين والطلاب، وعدم دعم المدارس بالمدرسين الأكفاء، بالإضافة إلى المعاناة المادية التي تعانيها مؤسسات التعليم والتي أثرت على سير العملية التعليم، كعدم توفر المباني والمختبرات والتجهيزات …..الخ.
أما عن الحركة الثقافية، فقد اعتمد سكان غزة على الصحف اليومية التي كانت تصدر من يافا والقدس، والتي كان لها الدور الإعلامي الهام والرئيس، خاصةً في مراحل الثورات وتحريك الجماهير وتعبئتها، ومن هذه الصحف جريدة الدفاع – جريدة القدس- جريدة الوحدة، ومجلة الحقوق، وحقوق الحق، وصحيفة الوطن العربي.
وبالإضافة إلى الصحافة كان هناك مجموعة من الأندية التي كان لها دور في الحركة الثقافية في مدينة غزة مثل:
النادي الرياضي: الذي تأسس عام 1934 على يد رشاد الشوا، والنادي القومي الذي أسسه فائق بسيسو عام 1936، ونادي الشباب العربي الذي تأسس عام 1942 على يد منير الريس، والنادي الشعبي الذي أسسه جمال الصوراني عام 1946، والنادي الأرثوذكسي العربي الذي أسسه اسكندر فرح عام 1944، أما جمعيات المرأة فيوجد العديد منها، فقدت تأسست جمعية الاتحاد النسائي العربي بغزة عام 1946 وجمعية النهضة النسائية وجمعية التقدم النسائي، وكانت لهذه الجمعيات دور كبير في توعية المرأة، بالإضافة إلى الاشتراك في المظاهرات والأنشطة السياسة.
كما توجد في غزة جمعية الشبان المسيحية التي تقوم بالكثير من النشاطات الفنية والثقافية والرياضية.
--------------------------------------------------------------------------------
معالم المدينة
تضم مدينة غزة عدة أحياء وهي:
حي الدرج -وحي الزيتون- وحي الشجاعية -وحي التفاح – وحي الرمال- وتنشر فيها العديد من المعالم الأثرية والعمرانية مثل:
1. الجامع العمري الكبير في حي الدرج، وهي من الجوامع العظمي في فلسطين، ضخم البناء، كبير القيمة الأثرية.
2. جامع السيد هاشم، ويقع في حي الدرج، ومدفون فيه هاشم بن عبد مناف جد الرسول عليه الصلاة والسلام، أنشئ في عهد المماليك.
3. جامع ابن عثمان ويقع في حي الشجاعية، ويأتي بعد الجامع العمري الكبير، من حيث الحجم ومتانة البناء.
4. جامع كاتب الولاية، ويقع في حي الزيتون.
5. جامع الشمعة، ويقع في حارة الزيتون.
6. جامع ابن مروان، ويقع في حي التفاح.
7. جامع المحكمة، ويقع في حي الشجاعية.
8. جامع الشيخ عبد الله الأيبكي، ويقع في حي التفاح.
ومن المعالم المسيحية:
1. كنيسة الروم الأرثوذكسي، وبنيت عام 425م.
2. كنيسة اللاتين، وبنيت عام 1879م.
3. كنيسة البروتستانت وبنيت عام 1887.
وجميعها تقع في حي الزيتون.
أما من حيث المعالم الأثرية فهناك:
1. تل العجول، ويقع جنوب غرب غزة، وهو موضع مدينة غزة قديماً.
2. ميناء غزة "ميوى" أقيمت في العهد الرومان.
3. خربة أم التوت.
4. تل النفيد أو تل الصنم.
وقد عثر فيها على الكثير من الآثار التي تدل على النشاط العربي القديم، ومن المعالم العمرانية :
1. قيصرية غزة- سوق الذهب- ويقع عند الباب الشمالي .
2. حمام السمرة.
صور من غزة
http://www.lakii.com/img/all/Jun05/9TWxmo06040333.gif
الجندى المجهول يقع فى وسط المدينة
http://www.lakii.com/img/all/Jun05/9ATZrw06040044.jpg
بحر غزة
http://www.lakii.com/img/all/Jun05/pdwgZR06040327.jpg
بعض المعالم التاريخية فى غزة
وإني لمشتاق إلى أرض غزة وإن خانني بعد التفرق كتماني
سقى الله أرضاً لو ظفرت بتربتها كحلت به من الشوق أجفاني
الإمام الشافعي
المدينة الرئيسية لقطاع غزة. غزة واقعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، شمال شبه جزيرة سيناء وجنوب غرب القدس. مدينة ذات أهمية تاريخية ودينية، غزة تعرّضت للإحتلال الإسرائيلي في 1967. في أيار/مايو 1994 المدينة أصبحت مقر عام السلطة الفلسطينية الجديدة، التي تدير المناطق الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية.
غزة المركز الإقتصادي للمنطقة التي تشتهر بثمار الحمضيات ومحاصيل زراعية أخرى. تحتوي المدينة بعض الصناعات الصغيرة، مثل المنسوجات و تشكيلة من السلع التي تباع في أسواق و شوارع غزة، من ذلك السجاد، الفخاريات، الأثاث، والقطن. التطوّر التجاري في المدينة بطيئ. تعمل غزة كمحور نقل لقطاع غزة، وتحتوي على ميناء صغير و ذلك ليخدم إسطول صيد محلي. نقاط الإهتمام في غزة تتضمّن المسجد الكبير ونصب الجندي المجهول الذي يعبر عن المقاتلين في فلسطين.
سكان غزة بالكامل من العرب الفلسطينيين المسلمين. خلال التدفّق الهائل للاجئين الفلسطينيين إزداد سكان غزة بعد حرب 1948. في 1967 وصل عدد السكان حوالي ستّ مرات حجمه في 1948. واصل عدد سكان المدينة بالتزايد منذ ذلك الوقت في ظروف بطالة و حالة معيشية فقيرة واسعة الإنتشار.
واقعة بشكل أستراتيجي على طريق البحر الأبيض المتوسط الساحلي، غزة قديما كانت مركز تجارة ناجح واقعة على طريق القوافل بين مصر و سوريا. المدينة إحتلّت من قبل مصر حول القرن الخامس عشر قبل الميلاد. أحتلّ البزنطيون المنطقة بعد بضع مئات من السنين، وأصبحت غزة واحدة من مدنهم الرئيسية.
غزة إنتزعت من قبل العرب في حوالى638 ميلادي. ومن المعتقد أن تكون المدينة هي الموقع الذي دفن فية والد جّد سيدنا محمد صلى الله علية و سلم، المدينة أصبحت مركز إسلامي مهم. في القرن الثاني عشر غزة أحتلت من قبل الصليبيون، عادت إلى السيطرة الإسلامية في 1187. المدينة سقطت في يد العثمانيون في القرن السادس عشر وأحتلها البريطانيين خلال الحرب العالمية الأولي (1914-1918).
بعد الحرب العالمية الأولى، أصبحت غزة جزء من الإنتداب البريطاني على فلسطين. بعد الحرب العربية الإسرائيلية في 1948، سيطرت مصر على غزة ومنطقتها المحيطة. إحتلّت إسرائيل المدينة وقطاع غزة خلال حرب 1967.
الأصل والتسمية
مدينة غزة من أقدم مدن العالم، إكتسبت أهمية بالغة نتيجة لموقعها الجغرافي الحساس عند إلتقاء قارتي آسيا وإفريقيا، مما منحها مكانةإستراتيجية وعسكرية فائقة، فهي الخط الأمامي للدفاع عن فلسطين، بل والشام جميعها جنوباً، والموقع المتقدم للدفاع عن العمق المصري في شمالها الشرقي أورثها وظيفة الميدان وساحة القتال لمعظم الإمبراطوريات في العالم القديم والحديثة، الفرعونية، والآشورية والفارسية واليونانية والرومانية ثم الصليبية، وفي الحرب العالمية الأولى. كما أن موقع مدينة غزة عند خط التقسيم المناخي، وعلى خط عرض 31.3 درجة شمال خط الأستواء جعلها تحتل الموقع الحدّي بين الصحراء جنوباً، ومناخ البحر المتوسط شمالا، وعليه فهي بين إقليمين متباينين منحها ذلك دور "السوق" التجاري النابض بالمنتوجات العالمية، الحارة والباردة منذ أقدم العصور. عّزز هذا الموقع الهام موقعها المميز فوق تلة صغيرة ترتفع بنحو "45" متراً عن سطح البحر الذي تبتعد عنه نحوا من ثلاثة كيلومترات .
كانت غزة القديمة تحتل مساحة تقدر بنحو كيلو متر مربع فوق هذه التلة، يحيط بها سور عظيم له عدة أبواب من جهاته الأربعة، وكان أهمها باب البحر أو باب "ميماس" نسبة لمينائها غرباً، وباب "عسقلان" شمالاً و "باب الخليل" شرقاً، وأخيراً "باب الدورب" باب "دير الروم" أو "الداروم" جنوباً، وقد إعترى هذه التسميات الكثير من التبدل وفقاً لإختلاف وتبدل الزمن والإمبراطوريات، وكانت هذه الأبواب تغلق مع غروب الشمس، مما جعلها حصينة مستعصية على أعدائها. وجميع هذه العناصر القوية جعلت أجدادنا من العرب الكنعانيين الذين أسسوها قرابة الألف الثالثة قبل الميلاد يسمونها "غزة" كما أطلق عليها هذا الإسم نفسه العرب المعينيون الذين سكنوها ولهم دورهم الفاعل في إنعاشها فيما قبل الميلاد وتوطدت صلاتهم مع أهل غزة بفعل علاقات النسب والمصاهرة .
وأطلق عليها الفراعنة أيام "تحتمس الثالث" (1447-1501) قبل الميلاد "غزاتوه" وإرتبط إسمها بـ "الكنز" الذي قيل بأن "قنبيز" قد دفنه أيام الفرس. وبقي أسمها "غزة" خالداً دون تغيير أو تبديل وأطلق عليه العرب "غزة هاشم" حيث دفن بها جد الرسول -صلى الله عليه وسلم- أثناء أحدى رحلاته قبل الإسلام في نهاية القرن الخامس وبداية القرن السادس الميلادي تقريباً. فلا غرابة والحالة هذه أن يطلق عليها "خليل الظاهري" لقب "دهليز الملك" وأن يصفها "نابليون" بأنها بوابة آسيا ومدخل إفريقيا لتؤكد جميعها حساسية موقعها وأهميته.
الأسواق فى مدينة غزة
. سوق السمك (الحسبة) :
يقع سوق السمك الذي يطلق عليه "الحسبة" على شاطئ بحر غزة، وهو عبارة عن مبنى يوجد به بعض المحلات التي تبيع السمك الطازج يومياً، حيث يتم في هذا السوق بيع السمك بطريق الجملة من خلال الصيادين الذين يقومون بالصيد ومن خلال الحسبة يتم توزيع السمك على باقي الأسواق في غزة.
2. سوق معسكر الشاطئ:
وهو سوق يومي يقع في وسط معسكر الشاطئ يتكون من العديد من المحلات التجارية والبسطات العامة التي تبيع الخضراوات والفواكه والأسماك واللحوم، ويشتهر هذا السوق بتدني الأسعار فيه مقارنة بالأسواق الأخرى وهو أيضا من الأسواق الشعبية الذي يرتاده سكان المعسكر والمناطق المجاورة.
3. سوق الشيخ رضوان:
سمي سوق الشيخ رضوان بهذا الاسم نسبة للمكان الذي يقع فيه حيث منطقة الشيخ رضوان الواقعة في الجهة الشمالية من غزة. والسوق عبارة عن عدة عنابر كبيرة تحتوي على العديد من المحلات التجارية المقامة خصيصاً والتي تباع فيها الخضروات والفواكه والأسماك واللحوم المجمدة والطازجة، الملابس الجاهزة والأقمشة والذهب والفضة.
4. سوق فراس:
يقع سوق فراس إلى الغرب من ميدان فلسطين وسط مدينة غزة وهو من الأسواق القديمة في المدينة، حيث يحتوي على العديد من المحلات التجارية التي تبيع أصناف مختلفة من البضائع فهنالك محلات مخصصة للفواكه والخضار، وأخرى للأسماك واللحوم المجمدة ومحلات أخرى تبيع الملابس والأقمشة والفرش والسجاد، وأخرى تبيع الخردة من الأدوات المنزلية، ومحلات تبيع الأخشاب والحديد المستعمل في البناء وهناك محلات مخصصة لبيع الأسماك الطازجة، ويعد سوق فراس من الأسواق الكبيرة في مدينة غزة وهو سوق مركزي يرتاده جميع سكان قطاع غزة بشكل عام يومياً ويكتظ السوق بالناس في يوم السبت من كل أسبوع وخاصة من العمال الذين يعملون داخل الخط الأخضر حيث يقوم هؤلاء ببيع ما يجلبونه معهم من أغراض من أماكن عملهم. ويجدر القول أن هناك قسم في هذا السوق لبيع طيور الزينة والطيور البرية.
5- سوق الموظفين:
يقع سوق الموظفين في الطريق المؤدي إلى المسجد العمري الكبير وسط مدينة غزة إلى الشرق من ميدان فلسطين، وهو عبارة عن مجموعة من المحلات التجارية والبسطات العامة المقامة على طول الشارع المؤدي إلى المسجد .
تباع في هذا السوق الخضار والفواكه والبقوليات واللحوم الطازجة والمجمدة والأسماك والمكسرات والحلويات والألبان والطيور والأجبان، وكذلك الهدايا والعاب الأطفال والأدوات المنزلية، وهو سوق يومي اصطلح على تسمية بهذا الاسم لأنه يظل قائماً إلى ساعات متأخرة من بعد الظهر حيث يلجأ إليه الموظفون لشراء احتياجاتهم بعد انقضاء أعمالهم الوظيفية. وتعد أسعاره مرتفعة نسبياً عن باقي الأسواق الأخرى في مدينة غزة وهناك قسم خاص في هذا السوق لبيع واصلاح الأحذية حيث يقع هذا القسم أمام البوابة الغربية للمسجد العمري الكبير.
6- سوق البسطات:
أقيم سوق البسطات حديثا وهو يقع في أول مدخل منطقة الشجاعية في الجهة الشرقية من مدينة غزة وبمحاذاة شارع صلاح الدين الرئيسي وهو عبارة عن مجموعة كبيرة من المحلات التجارية التي أقامها الناس من ألواح(الزينكو) وبإشراف بلدية غزة ، ويختص هذا السوق ببيع جميع أنواع الملابس الجاهزة وألعاب الأطفال والنثريات، ويعتبر سوق البسطات من الأسواق الشعبية في مدينة غزة الذي يرتاده جميع سكان غزة ويتميز بانخفاض أسعاره بشكل عام مقارنة بأسعار المحلات الأخرى في المدينة.
7- سوق الخضار في الشجاعية:
يقع هذا السوق في وسط منطقة الشجاعية على امتداد الشارع المحاذي لمسجد ابن عثمان الشهير، وهو سوق يومي يوجد فيه العديد من المحلات التجارية بالإضافة إلى البسطات التي يقيمها البائعين على امتداد الشارع، والتي تبيع الخضروات والفواكه واللحوم والدجاج والأسماك المجمدة، الأدوات المنزلية، حيث يرتاده جميع سكان منطقة الشجاعية باعتباره السوق اليومي الوحيد في المنطقة ويقتصر استمرار السوق يوميا إلى منتصف النهار أي ما بعد صلاة الظهر بقليل.
8- سوق الجمعة
من الأسواق الشعبية الأسبوعية يقام كل يوم جمعة في وسط منطقة الشجاعية على امتداد كل من شارع المنطار وشارع الخليل حيث يقوم الناس بعرض بضائعهم على الأرض أو على بسطات تقام خصيصا ويعتبر سوق الجمعة من أكبر الأسواق في القطاع حيث تباع فيه العديد من الأشياء منها الملابس الجاهزة والخضروات والفواكه والأواني المنزلية والطيور والأحذية والفرش، ويأتي إلى هذا السوق التجار الذين يبيعون بالجملة والتجار الذين يأتون بالبضائع من مصر والدول المجاورة لتسويق بضاعتهم ويعد سوق الجمعة من الأسواق الشعبية التي تتميز بانخفاض الأسعار.
9- سوق الذهب (القسارية):
يقع سوق الذهب في مدينة غزة بمحاذاة الجهة الجنوبية للمسجد العمري الكبير وسط مدينة غزة وهو سوق تاريخي قديم عبارة عن مجموعة من المحلات الصغيرة المتلاصقة على امتداد سور المسجد الجنوبي والمبنية على الطراز الإسلامي على شكل أقواس، ويختص هذا السوق ببيع الذهب والفضة فقط حيث يرتاده معظم سكان قطاع غزة لشراء ما يحتاجونه من ذهب وفضة وتنشط الحركة في هذا السوق في فصل الصيف حيث تكثر حفلات الزفاف وبالتالي تجهيز العروس بالحلي وفق العادات والتقاليد المتبعة.
10- سوق السيارات:
يقع سوق السيارات على الجهة الشرقية من شارع صلاح الدين إلى الجنوب من مدينة غزة وهو عبارة عن ساحة كبيرة تباع فيها السيارات المستعملة حيث يرتاده جميع سكان قطاع غزة لأجل بيع أو شراء ما يحتاجونه من مركبات خاصة .
النشاط الثقافي في مدينة غزة:
كان في غزة في نهاية الانتداب البريطاني ست مدارس حكومية، اثنتان منها للبنات وأربع للبنين، بالإضافة إلى التعليم الأهلي مثل كلية غزة التي تأسست عام 1942 على يد الأخوين شفيق ووديع ترزي، وكان لها دور فعال في بعث وتنشيط الحركة الثقافية، حيث عمدت الكلية إلى إقامة مهرجان ثقافي سنوي، تقدم فيه الإبداعات مثل الشعر والخطابة والتمثيل وفي الفترة من 1948-1967 شهد التعليم إقبالاً كبيراً من أبناء قطاع غزة، حيث ذهب أبناء غزة بالآلاف إلى الجامعات وتخرج منهم العديد من المهندسين والأطباء والأكاديميين الذين انتشروا في العالم العربي، وكانوا مصدر دخل للقطاع إلا أنه بعد احتلال قطاع غزة، فإن الأوضاع التعليمية شهدت نوعاً من التردي، نظراً لممارسات الاحتلال الإسرائيلي، حيث عملت السلطات الإسرائيلية على تشويه وتخريب المناهج الدراسية، واعتقال المعلمين والطلاب، وعدم دعم المدارس بالمدرسين الأكفاء، بالإضافة إلى المعاناة المادية التي تعانيها مؤسسات التعليم والتي أثرت على سير العملية التعليم، كعدم توفر المباني والمختبرات والتجهيزات …..الخ.
أما عن الحركة الثقافية، فقد اعتمد سكان غزة على الصحف اليومية التي كانت تصدر من يافا والقدس، والتي كان لها الدور الإعلامي الهام والرئيس، خاصةً في مراحل الثورات وتحريك الجماهير وتعبئتها، ومن هذه الصحف جريدة الدفاع – جريدة القدس- جريدة الوحدة، ومجلة الحقوق، وحقوق الحق، وصحيفة الوطن العربي.
وبالإضافة إلى الصحافة كان هناك مجموعة من الأندية التي كان لها دور في الحركة الثقافية في مدينة غزة مثل:
النادي الرياضي: الذي تأسس عام 1934 على يد رشاد الشوا، والنادي القومي الذي أسسه فائق بسيسو عام 1936، ونادي الشباب العربي الذي تأسس عام 1942 على يد منير الريس، والنادي الشعبي الذي أسسه جمال الصوراني عام 1946، والنادي الأرثوذكسي العربي الذي أسسه اسكندر فرح عام 1944، أما جمعيات المرأة فيوجد العديد منها، فقدت تأسست جمعية الاتحاد النسائي العربي بغزة عام 1946 وجمعية النهضة النسائية وجمعية التقدم النسائي، وكانت لهذه الجمعيات دور كبير في توعية المرأة، بالإضافة إلى الاشتراك في المظاهرات والأنشطة السياسة.
كما توجد في غزة جمعية الشبان المسيحية التي تقوم بالكثير من النشاطات الفنية والثقافية والرياضية.
--------------------------------------------------------------------------------
معالم المدينة
تضم مدينة غزة عدة أحياء وهي:
حي الدرج -وحي الزيتون- وحي الشجاعية -وحي التفاح – وحي الرمال- وتنشر فيها العديد من المعالم الأثرية والعمرانية مثل:
1. الجامع العمري الكبير في حي الدرج، وهي من الجوامع العظمي في فلسطين، ضخم البناء، كبير القيمة الأثرية.
2. جامع السيد هاشم، ويقع في حي الدرج، ومدفون فيه هاشم بن عبد مناف جد الرسول عليه الصلاة والسلام، أنشئ في عهد المماليك.
3. جامع ابن عثمان ويقع في حي الشجاعية، ويأتي بعد الجامع العمري الكبير، من حيث الحجم ومتانة البناء.
4. جامع كاتب الولاية، ويقع في حي الزيتون.
5. جامع الشمعة، ويقع في حارة الزيتون.
6. جامع ابن مروان، ويقع في حي التفاح.
7. جامع المحكمة، ويقع في حي الشجاعية.
8. جامع الشيخ عبد الله الأيبكي، ويقع في حي التفاح.
ومن المعالم المسيحية:
1. كنيسة الروم الأرثوذكسي، وبنيت عام 425م.
2. كنيسة اللاتين، وبنيت عام 1879م.
3. كنيسة البروتستانت وبنيت عام 1887.
وجميعها تقع في حي الزيتون.
أما من حيث المعالم الأثرية فهناك:
1. تل العجول، ويقع جنوب غرب غزة، وهو موضع مدينة غزة قديماً.
2. ميناء غزة "ميوى" أقيمت في العهد الرومان.
3. خربة أم التوت.
4. تل النفيد أو تل الصنم.
وقد عثر فيها على الكثير من الآثار التي تدل على النشاط العربي القديم، ومن المعالم العمرانية :
1. قيصرية غزة- سوق الذهب- ويقع عند الباب الشمالي .
2. حمام السمرة.
صور من غزة
http://www.lakii.com/img/all/Jun05/9TWxmo06040333.gif
الجندى المجهول يقع فى وسط المدينة
http://www.lakii.com/img/all/Jun05/9ATZrw06040044.jpg
بحر غزة
http://www.lakii.com/img/all/Jun05/pdwgZR06040327.jpg
بعض المعالم التاريخية فى غزة