PDA

View Full Version : افرجوا همي ..فرج الله همومكم






بكاء الاسحار
08-04-2005, 10:26 PM
أيها الاخوة الاعزاء :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أرجو مساعدتكم في الكتابة لي بأهم المراجع والكتب والمجلدات عن الاسراف واتمنى أن تكون قديمة وحديثه

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شمالية غربية
08-04-2005, 11:18 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

حياك الله أختي الفاضلة

هل تريدين مقالات عن الإسراف ؟

زهر النسرين
09-04-2005, 02:16 AM
و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الإسراف لغة: مصدر مشتق من الفعل أسرف، ومعناه جاوز الحد، وتُقال أسرف في ماله وأسرف في الكلام وأسرف في القتل، ويأتي ـ أسرف ـ بمعنى أخطأ وغفل وجهل، والإسراف هو مجاوزة الحد في كل قول أو فعل، وهو في الإنفاق أشهر(1)·
أما الإسراف في الاصطلاح الفقهي فهو: تجاوز الحد في النفقة، وقيل: أن يأكل الرجل ما لا يحلُّ له، أو يأكل مما يحلُّ له فوق الاعتدال ومقدار الحاجة· وقيل: الإسراف تجاوز في الكمية، فهو جهل بمقادير الحقوق· ويأتي أيضاً بمعنى إنفاق المال الكثير في الغرض الخسيس·(2)
ويسمَّى الإسراف في علم الاقتصاد الوضعي بالضياع الاقتصادي أو الفاقد الاقتصادي، وقد عرِّف ـ الضياع الاقتصادي ـ بأنه الإسراف في استخدام الموارد المتاحة، ومن مظاهره مثلاً: زيادة نسبة الفاقد من المواد عن النسبة المعتادة، أو تعطل بعض الموارد تعطيلاً جزئياً أو كلياً، أو المبالغة في الإنفاق على بعض بنود التكاليف بلا مبرر اقتصادي·(3)
وننتقل بعد ذلك لتعريف التبذير لغة واصطلاحاً بالمعنى الفقهي دون الاقتصادي·
فالتبذير في اللغة: هو مصدر مشتق من الفعل بذَّر· يقال: بذَّر المال: فرَّقه إسرافاً، وبذَّر فلاناً: جرَّبه، وتبذَّر الشيء انتشر وتفرّق·(4)
أما التبذير اصطلاحاً بالمعنى الفقهي: فهو تفريق المال على وجه الإسراف(5)· ولم أعثر على تعريف للتبذير عند الاقتصاديين، ولعلهم يدرجونه ضمن مصطلح الضياع الاقتصادي أو الفاقد الاقتصادي·
والسؤال الذي يفرض نفسه بعد ذلك يتمثل بما يلي: هل هناك فرق بين الإسراف والتبذير؟ وسبب طرح هذا السؤال يرجع إلى أن تعريف كل واحد منهما مشابه للآخر، بل ورد أن الإسراف هو التبذير، والأمر في حقيقته على خلاف ذلك، لأن بينهما فرقاً، وهو أن الإسراف: صرف الشيء فيما ينبغي زائداً على ما ينبغي، والتبذير صرفه فيما لا ينبغي(6)، ويمكن أن يستخلص مما تقدم أن الإسراف: هو إنفاق المال زائداً عن مقدار الحاجة، والتبذير: هو إنفاق المال فيما لا يحتاجه الإنسان أصلاً، وكلاهما ورد النهي عنهما، لما لهما من دور في إيجاد الإنسان لنفسه تحت آثار مفردات الأزمة الاقتصادية إن كان مسرفاً أو مبذّراً·
ولقد تمثَّل جانب النهي عن الإسراف بقوله تعالى: (يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) الأعراف: 31،والآية قيَّدتها بعدم الإسراف في إشباعها، لأنها بذلك تخرج من إطار الحاجة إلى ما زاد عنها، وقال الإمام القرطبي عند تفسير هذه الآية: >وقد اختلف في الزائد على قدر الحاجة على قولين<: فقيل حرام وقيل مكروه·(7)
أما جانب النهي عن التبذير، فإنه تمثّل بقوله تعالى: (ولا تبذر تبذيراً· إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفوراً) الإسراء: 26 ـ 27·
النهي يرجع إلى أن المبذرين يكتسبون الأموال من أبوابها المشروعة أو غير المشروعة ثم ينفقونها فيما حرَّم الله سبحانه وتعالى، كحال أولئك الذين يشبعون شهواتهم من الأبواب التي حرَّم الله سبحانه وتعالى إشباعها منها·
ونختم هذه النقطة ببيان العلاقة بين كل من المستهلك الموسر والمستهلك المعسر من جهة، وبين الأزمة الاقتصادية من جهة أخرى، والتي يكون لكلٍّ من الإسراف والتبذير دور في توضيحها، فإذا كان المستهلك موسراً، ثم قام بتبديد ماله على وجه الإسراف والتبذير، فإنه سيصل بفعله هذا إلى مرحلة يعيش خلالها آثار مفردات الأزمة الاقتصادية، فتجنب الإسراف والتبذير بالنسبة لهذا المستهلك يعتبر عنصر وقاية من الوقوع تحت أعباء مفردات الأزمة الاقتصادية، أما إذا كان المستهلك معسراً، ثم قام بتبديد ما يصل إليه من مال ـ على الرغم من قلته ـ على وجه الإسراف والتبذير، فإنه سيزداد عسرة إلى عسرته، ويعيش بالتالي وهو يعاني من شدة وطأة آثار مفردات الأزمة الاقتصادية، والمطلوب منه في هذه الحال أن يتجنب الإسراف والتبذير، مما لهذا التجنب من أثر إيجابي يظهر من خلال حُسن إدارته لأزمته الاقتصادية بهدف التخلص من مفرداتها أو التخفيف منها·

منقول من مجلة الوعي الإسلامي
هدا كل ما وجدت..
الله يوفقك

بكاء الاسحار
10-04-2005, 12:39 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اخواتي الغاليات :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزكن الله خير الجزاء

إريد أسماء لبعض الكتب :-t والمراجع :-t التي سوف أقوم بدوري البحث والتنقيب عن هذا الموضوع ، واما إذا تكرمت الواحدة منكن وكتبت الموضوع فجزاها الله خير ولكن لا تنسي كتابة اسم المرجع ورقم الصفحة 000 وجزاكن الله خير الجزاءيا اختي الغاليتين : ( شمالية غربية ، وزهرة النسرين ) واثبكن جنة وحريرا 000

شمالية غربية
10-04-2005, 01:06 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وجزاك خيراً مثله عزيزتي ..

*******

أضرار الإسراف


--------------------------------------------------------------------------------

(يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) (لأعراف:31)

و سنبين بعض أبعاد هذه القاعدة الكبيرة .

ـ الغذاء في اعتبار القرآن: الغذاء في اعتبار القرآن وسيلة لا غاية، فهو وسيلة ضرورية لابد منها لحياة الإنسان، دعا إليها القرآن (يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالاً طيباً ) [ البقرة: 168] و جعل الله في غريزة الإنسان ميلاً للطعام، وقضت حكمته أن يرافق هذا الميل لذة لتمتع الإنسان بطعامه و لتنبيه العصارات الهاضمة و أفعال الهضم، فليست اللذة و التمتع في الطعام و الشرب إنما بالإنسان إلى مستوى الحيوان، و هذا من صفات الكافرين الجاحدين، قال تعالى : ( و الذين كفروا يتمتعون و يأكلون كما تأكل الأنعام و النار مثوى لهم ) [ محمد : 12] .

و من الوجهة الغريزية فإنه " الأصل في الأغذية أنها لبناء الجسم و إعاضة ما يندثر من أنسجته و لتقديم القدرة الكافية التي تستنفذ في الحفاظ على حرارته و في قيام أجهزته بأعماله ".

ـ الاعتدال في الطعام و الشرب: الاعتدال في أي أمر هو أسمى درجاته، و الاعتدال في أمر الطعام و الشرب هو المقصد الذي ذهبت الآية الكريمة( و كلوا وشربوا و لا تسرفوا ) ففي هذه الآية دعوة للإنسان إلى الطعام و الشرب، ثم يأتي التحذير مباشرة عن الإفراط في ذلك.

و لقد كان الاعتدال واقعاً في حياة الرسول صلى عليه و سلم و حياة صحابته ، فلم تقتصر توجيهات على عدم الإفراط في الطعام بل حذر أيضاً من التقتير فيه، و منع أقواماً عن الصوم أياماً متتاليات دون إفطار.

".د اتفق على مبدأ الاعتدال في الطعام و الشراب كل من مر على الأرض من الأنبياء و حكماء و أطباء، فهذا لقمان الحكيم يوصي ولده بقوله: " و إذا كنت في الطعام فاحفظ معدتك "، و عمر بن الخطاب رضي الله عنه يحذر من البطنة فيقول: " إياكم و البطنة في الطعام، فإنها مفسدة للجسم، مورثة للسقم..." . على أن الدقة في بيان الاعتدال في الطعام و الشرب تظهر جلية في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حيث يقول : " ما ملأ آدمي وعاءً شراً من بطنه ، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه ، فإن كان لا بدَّ فاعلاً ، فثلث لطعامه ، و ثلث لشرابه و ثلث لنفسه ".

الإسراف: قبل أن نتكلم عن الإسراف نذكر بأن احتياجات الإنسان الطبيعي من العناصر الغذائية الأساسية (السكاكر ، و الدسم ، و البروتينات ) و من الفيتامينات و العناصر المعدنية تختلف حسب سنه و جنسه و عمله و حالته الغريزية ، فالرجل الكهل مثلاً يحتاج ل( 20 ـ 26 ) غ من البروتينات ، 100 غ من السكر كحد أدنى و لكمية من الدسم بحيث تؤمن 20% من طاقته اليومية ، و لكميات محدودة من الفيتامينات و المعادن ، لا مجال لذكرها هنا . و الإسراف إما أن يكون بالتهام كمية كبيرة من الطعام فوق حاجة الإنسان : أو بازدراد الطعام دون مضغة جيداً و يسمى ذلك بالشره ، و سبب الشره نفسي غالباً ، و يكون إما كظاهرة للحرمان أو التدليل ، أو يسبب الملل كما هو عند بعض الأطفال ، أو يسبب التعليق باللذة أو يسبب التقليد ، و قد يكون سبب الشره غريزي كما في الحمل أو مرضي .

ـ مضار الشره :

آ ـ على جهاز الهضم : التخمة ، و عسر الهضم ، و توسع المعدة ، و هي حالات تسبب للشخص شعوراً مزعجاً في الشر سوف إثر كل وجبة طعام .

ب ـ إن ازداد وجبة كبيرة من الطعام قد تؤدي إلى :

1 ـ هجمة خناق صدر و خاصة إذا كانت الوجبة دسمة ، و هي حالة من اللم الشديد و الحاقة خلف القص يمتد للكتف و الذراع الأيسر و الفك السفلي بسبب نقص التروية القلبية ، تظهر هذه الحالة عادةً عند المصابين بأمراض الأوعية القلبية إثر الجهد ، فالوجبة الغذائية الكبيرة تشكل على القلب عبئا يماثل العبء الناتج عن الجهد العنيف .

2 ـ ازدراد كمية كبيرة من الطعام تعرض الإنسان للإصابة ببعض الجراثيم ، كضمات الكوليرا و عصيات الحمى التيفية ، و الأطوار الاغتذائية للاميبا و ذلك لعدم تعرض كامل الطعام لحموضة المعدة و للهضم المبدئي في المعدة حيث أن حموضة المعدة هي المسؤولة عادة عن القضاء على مثل هذه الجراثيم .

3 ـ توسع المعدة الحاد ، و هي حالة خطيرة قد تؤدي للوفاة إذا لم تعالج .

4 ـ إنفتال المعدة ، و هي إصابة خطيرة و نادرة تحدث بسبب حركة حويّة معاكسة للأمعاء بعد امتلاء المعدة الزائد بالطعام .

5 ـ المعدة الممتلئة بالطعام أكثر عرضةً للتمزق إذا تعرضت لرض خارجي من المعدة الفارغة ، و قد يتعرض المرء للموت بالنهي القلبي إذا تعرض لضرب على الشرسوف " فوق المعدة ".

ج ـ الشره ضار بالنفس و الفكر : فكثرة الأكل تؤدي إلى همود في النفس ، و بلادة في التفكير ، و ميلٍ إلى النوم ، قال لقمان الحكيم " يا بني ، إذا امتلأت المعدة ، نامت الفكرة ، و خرست الحكمة ، و قعدت الأعضاء عن العبادة " كما أن الشره يزيد الشهوة الجنسية ، و كنا نرى عموماً أن الشره يغير من نفسية الإنسان فيجعلها أقرب إلى نفسية الحيوان رغماً عنه .

مضار الإسراف بنوع من الأطعمة :

1 ـ السُمنة : و هو المرض الخطير الذي نجده غالباً في أبناء الطبقات الغنية و عند أصحاب الوظائف الكسولة ، و يحصل نتيجة الإكثار من الطعام ، و خاصة السكاكر و الدهون و بشكل خاص عند الأفراد الذين لديهم استعداد إرثي .

و السمنة في الواقع مرضٌ بشع يحد من إمكانات الفرد و نشاطاته بشكل كبير ، كما يؤهب أو يشارك بعض الأمراض الخطيرة ، كإحتشاء العضلة القلبية ، وخناق الصدر ، و الداء السكري ، و فرط توتر الدم و تصلب الشرايين ، و كل هذه الأمراض هي اليوم شديدة الشيوع في المجتمعات التي مالت إلى رفاهية الطعام و الشرب . 2 ـ نخر الأسنان : و هو أيضاً من الأمراض الشائعة بسبب الإكثار من تناول السكاكر الاصطناعية خاصة التي تسمح بتخميرها للعصيات اللبنية بالنمو في جوف الفم .

3 ـ الحصيات الكلوية : و هي أكثر حدوثاً عن الذين يعتمدون بشكل رئيسي على تناول اللحوم و الحليب و الجبن .

4 ـ تصلب الشرايين : و هو داء خطير يشاهد بشكل ملحوظ عند الذين يتناولون كميات كبيرة من الدسم ، حيث يصابون بفرط تدسم الدم .

5 ـ النقرس " داء الملوك ": و هو ألم مفصلي يأتي بشكل هجمات عنيفة و خاصة في مفاصل القدم و الإبهام . و يشاهد أكثر عند اللذين يتناولون كمياتٍ كبيرة من اللحوم .

و يجب أن لا ننسى أن نسبةً كبيرة من شعوب البلاد المتخلفة لا يحصلون على راتبهم الغذائي و أنهم مصابون بواحد أو أكثر من أمراض سوء التغذية ، و خاصة الأطفال ، إذ تشير التقديرات العالمية أن سوء التغذية يشكل السبب الأول غير المباشر للوفيات عند الأطفال .

و سنرى فيما يأتي من البحث أن القرآن الكريم عندما أشار إلى الطيب من الطعام ، و حرم الخبيث منه , قد سهل على الإنسان الحصول على ما يلزمه من حاجات الغذاء دون نقص ، كما جعله في حماية من أمراض الخبائث و ما ينتج عنها من ويلات تعاني منها البشر اليوم أشد العذاب ، و هي تقف على أعلى مستوى من العلم و التقدم التكنولوجي .

المصدر : مع الطب في القرآن الكريم تأليف الدكتور عبد الحميد دياب و الدكتور احمد قرقوز

نقلته لكِ من (موقع مدينة الرياض )

شمالية غربية
10-04-2005, 01:13 AM
الإسراف



عبدالله الناصر
الإسراف أمر مذموم.. وهو من بعض طبائع العرب الذميمة.. فنحن أحياناً نسرف في المال ونسرف في الحديث، ونسرف في الأكل، وربما نسرف أيضاً في المحبة، ونسرف في الكراهية، ونسرف في النفاق والتبجيل، بمعنى أن الإسراف وعدم الاعتدال هو من عادات بعضنا الذميمة، بينما ديننا يدعونا دائماً إلى الاعتدال في كل شيء.. الاعتدال في التدين: {وجعلناكم أمة وسطا..} والاعتدال في الانفاق: {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط}.. الاعتدال في الأكل: {وكلوا واشربوا ولا تسرفوا}..
غير أن كثيرين يخلطون بين الإسراف والكرم. فالكرم حالة أو أريحية تهبُ وتنتاب صاحبها عند الحاجة واللزوم، وليس التبذير والإنفاق الفوضوي والعبث بالمال دليلاً على الكرم.. فهناك من يبذرون الأموال الطائلة ويبددون الآلاف في غير وجهها في هوج وخرق وتفاهة. ولو طلبت من أحدهم أن يمد يده إلى محتاج أو معسر تأبى واشمأزت نفسه، وأعرض ونأى بجانبه، عن مساعدة هذا المحتاج أو البائس الفقير..!!

حكى لي شخص أثق فيه قال: ان أحدهم نثر تحت أقدام راقصة في بلد عربي أكثر من خمسة آلاف دولار..!! ثم أنه بعد تلك السهرة وفي الليلة نفسها دخل في مشادة عنيفة مع صاحب "تاكسي" أوصلته إلى الشرطة بسبب نصف دولار..!!

لا أحد يستطيع أن يقنعك بسلامة هذا السلوك فيقول بأن هذا ماله وهو حر فيه.. فالحرية حتى في المال وما يمتلكه الشخص لها حدود، كما أنها في مثل هذه المواقف نسبية.. لا أحد يستطيع أن يحجر على الناس، ولكنه يُشين عليهم سلوكهم غير الحضاري.. ومن يسلك مثل هذا السلوك فهو إنسان مختل وغير سوي مهما كانت الذرائع والأسباب، فليس من الكرم أن ينثر شخص خمسة آلاف دولار تحت رجلي راقصة.. وليس من الكياسة والحكمة والاقتصاد أن يذهب إلى مركز الشرطة مع سائق "التاكسي" من أجل نصف دولار.. لولا التطرف والإسراف في الموقفين.. الإسراف في التبذير من ناحية والإسراف في التقتير والشح من الناحية الأخرى.

إذ أن الاعتدال في الأشياء هو قوامها، والخروج عن حدود الاعتدال يميناً، أو شمالاً هو تطرف.. حتى في عناصر الطبيعة ومعطياتها وما فيه منفعة الناس وحياتهم. فالمطر مثلاً إذا قل عن حده أدى ذلك إلى الجفاف.. وإذا زاد عن حده أصبح فيضاناً مدمراً.

وأعود إلى ما بدأت به عن الإسراف، حيث انه ظاهرة من ظواهر التخلف الحضاري، أيا كان شكل هذا الإسراف.. وقلت هناك فرق بين الكرم، والأريحية، والتي هي صفة من صفات النبل والشهامة الإنسانية. فالكرم حالة تنتاب الإنسان لحظة تحريض مشاعر إنسانية.. فالكريم ليس مسرفاً وإنما هو باذل، ومؤثر، على نفسه، حينما تصبح الأثرة أمراً نادراً.. انه تماماً كالشجاعة، والفروسية والنخوة لا تظهر إلا عند الحاجة إليها. ولهذا فإنك قد تجد الكريم زاهداً مقتصداً وغير مبذر إلى درجة تجعلك تنخدع فتظن به البخل أو الشح.

سأذكر لكم حكاية من هذا النوع رواها الأصمعي قال: وقعت فتنة في الكوفة بين حيين من أحياء العرب، فكثر القتل وكثرت الديات قال: فكنت ممن ندب إلى جمع الديات في الأزد، قال: فذهبت إلى أبي عمرو الأزدي - هكذا اسمه إن لم تخني الذاكرة - في داره فوجدته جالساً وعليه شملة، وفي يده إناء فيه شيء من نوى التمر وقد أخذ يطعم عنزاً واقفة بين يديه من ذلك النوى. وحين رأيت هيئته استقذرته وندمت على مجيئي!! فلما فرغ من إطعام العنز أطلقها وكفأ الإناء وقال: يا جارية.. هاتي غداءنا. فحملت إليه إناء فيه شيء من تمر وزيت فوضعته بين يديه. فدعاني إلى غدائه هذا فعافته نفسي وازدريته. فلما أكل التمر بالزيت طلب ماء.. فشرب ثم رفع يديه إلى السماء وقال: اللهم لك الشكر على نعمائك.. تمر البصرة، بزيت الشام، بماء العراق.. اللهم لا تغيرها من نعمة.

قال فكدت أخرج من غير أن أذكر له حاجتي حول الديات ليقيني أنه لن يدفع شيئاً بسبب ما رأيت من ملبسه وهيئته وأكله، وبخله حتى أنه ليطعم العنز بنفسه. لكنه سألني عن حاجتي..!! فتحدثت إليه عن الديات. ثم انه استدار ولبس برده ونهض وسرت وراءه إلى المسجد.. فلما دخل المسجد لم تبق حبوة إلا حلت، ولا قاعد إلا وقف، ولا مضطجع إلا قعد.. إجلالاً واحتراماً وإكراماً وتقديراً له.. وبعد أن صلى ركعتين التفت إليّ وقال: كم الديات..؟ فقلت: ألفا جمل. فأمر بدفعها كلها من ماله وخرج.

قال الأصمعي فما رأيت في حياتي أعجب ولا أغرب مما رأيت منه..!!


المصدر

http://www.alriyadh.com/2004/07/30/article14117.html

شمالية غربية
10-04-2005, 01:19 AM
http://www.lakii.com/vb/showthread.php?t=1594

بكاء الاسحار
10-04-2005, 01:46 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

غاليتي شمالية غربية :

أسال الله لك جنةعرضها السموات والارض ، والله يجزاك خير الجزاء على هالمجهود وانا ماني بعارفه كيف أشكرك ولكن أقول فرج الله عنك جميع همومك وغمومك وكربك في الدنيا والاخرة.