وطني الغالي فلسطين ....يا وطن الأحرار ويا مرتع الأبطال ....
فكم قدمت يا وطني الحبيب من الشهداء الأبرار ...
وكم ارتوت أرضك من دماء الرجال الأحرار .... وما زلت تقدم ...
فما اشبه الأمس باليوم .... في الأمس كان يرتع في ربوعك يا
(فلسطين الحبيبه) رجال صادقين أوفياء همهم أعلاء كلمة الله
تعالى .....والدفاع عن الحق مهما كان الثمن حتى انهم قدموا الأرواح ....
(( ولا تحسبنّن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون )) ال عمران 169
في فلسطين أسماء لمعت وشهداء باقون في الذاكرة مهما طال
الزمن نحسبهم شهداء عند الله ولا نزكي على الله احد ....
من هذه الأسماء نذكر البطل الشهيد إن شاء الله ، البطل المناضل ..
((عز الدين القسام ))
هذا البطل الذي ارتوت من دماءه ارض (فلسطين الغاليه) .سنسرد ها هنا سيرته العطره في عدة نقاط انشاء الله
1- مولده و نشاته
2- جهاده
3- دور الشيخ ( عز الدين القسام في الثوره )
4- حادثه الأستشهاد .
1-ولدعز الدين القسام في مدينه جبلة السوريه و الأرجح أن ولادته كانت سنة 1883ميلادي .
ناشأفي بيت علم و تقى قد ربي و تعلم في زاوية الامام الغزالي
وعمل في مدرسة كتاب درس فيها أبناء القرية أصول القران ثم اشتغل لفترة مستنطقاً في المحكمة الشرعية .
سافر الشيخ المجاهد ( عز الدين القسام ) لمصر للأزهر طلباً للعلم و هناك كان يحضر دروس الشيخ ( محمد عبده ) استمر في الدراسه عناك عشر سنوات .
ثم عاد الشيخ ( عز الدين القسام ) الى سوريا عام 1906 م بعد أن
نال الشهادة الأهليه و أخذ يدرس العلوم الأدبيه و القراءة و الكتابه و
يحفظ القران لأطفال القرية و تولى خطابه الجمعه في مسجد ، فدب
في أهل القريه حماس ديني شديد فكانت شوارع القريه يرى
مقفهره إذا أذن لصلاة الجمعه ، و بنشاطه في الدعوة التعليم ذاع
صيطه و انتشر أسمه ... واصبح مؤئلا و مقصداً ، و كان في سيرته
الشخصيه مثال الفضيله ، لا ينهى عن خلق ويأتي مثله ، و لا يدعو
إلى طريق إلا ويكون أول سالك له ، فكثر أتباعه و عظم شأنه وذاع صيته .
2-في 27 أيلول 1918 م أعلن جمال باشا انسحاب الدوله العثمانيه جيشاً و حكومه من سوريا وفي مطلع تشرين الأول 1918م دخلت جيرش الحلفاء دمشق .
في العام 1919 تألفت العصابات الثوريه في سوريا بعد قيام فرنسا
بتقسيم النطقه إلى عدة أقسام ، وكانت العصابات الثوريه تعمل تحت
قيادات متباينه وفي مناطق مختلفه ومن هذه العصابات كانت عصابه
((عمر البيطار و عز الدين القسام ))
3-خلال الحرب العالميه الأولى 1914 _ 1918 م أخذ الشيخ المجاهد
( عز الدين القسام ) يعطي الدروس التحريضيه تمهيدًا لأعلان الثوره ،
وعندما نادى المنادي للجهاد كان الشيخ القسام أول من لبى و
أجاب ، فانضم الى عصابه عمر البيطار في قرية في شير القاق من
جبال صهيون ، و انتظم في عداد رجالها و تقلد السلاح جنديا في
خدمة السلام .... و كان معه طائفه من مريديه و أتباعه الذين علمهم
و هذبهم ..... فاندلعت الثوره في جبال صهيون كان من نتائج دعاياته
وفي هذه المنطقه قاوم الشيخ المجاهد ( عز الدين القسام ) أشد
المقاومه و كان أول من رفع رايه المقاومه و أول من حمل السلاح
في و جهها كما كان في طليعه المجاهدين .... أستمر هو وإخوانه قرابه السنه في مقارعه الفرنسيين 1919 _ 1920 م .
* محاوله الفرنسيين أقناعه بترك الثوره .
حاول الأحتلال الفرنسي اقناع الشيخ المجاهد (عز الدين القسام )
بترك الثوره و الرجوع إلى بيته .. فأرسل الأحتلال إليه زوج خالته
فوعده باسم السلطه أن توليه القضاء وان تجزل له العطاء في حال
موافقته على الرجوع و التخلي عن الجهاد فرفض الشيخ ( القسام ) العرض و عاد رسول الفرنسيين خائباً .
** الحكم عليه بالاعدام هو ورفاقه .
و نتيجه لصراره على الجهاد حكم عليه الديوان العرفي الفرنسي
في اللاذقيه و على مجموعه من اتباعه بالاعدام ( فلم يزده ذلك إلا
إقدام ) .... و طارده الفرنسيين في كل مكان فقصد دمشق ...ثم و
بعد ان احتلا الفرنسيون دمشق عام 1920 م غادر الشيخ المجاهد
دمشق قاصداً فلسطين ليبدأ في تأسيس حركته الجهاديه ( ضد البريطانيين و الصهاينه )
(حيفا .. 1920م)
وقف للمره الأخيره خطيبا في جامع الأستقالال في حيفا و خطب في
جمع من المصلين و فسر لهم الآيه الكريمه (( ألا تقاتلون قوما نكثوا إيمانهم و هموا بإخراج الرسول و هم بدؤوكم أول مره *
أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين )) التبه 14و كان في
صوته تهدج و حماس و في نبراته رنين ألم و في عينيه بريق من
بأس و قوه ...و قال(( أيها الناس : لقد علمتم أمور دينكم ، و حتى
صار كل واحد منكم عالما بها ، و علمتكم أمور و طنكم حتى و جب
عليكم الجهاد ، ألا هل بلغت ؟؟ اللهم باشهد : فإلى الجهاد أيها المسلمون ، إلى الجهاد أيها المسلمون . ))
وما إن انتهى خطابه حتى كان الحاضرون قد أجهشوا بالبكاء و اقبلوا
على يديه يقبلونها و عاهدوه على القتال في سبيل الله تعالى ... و
بعد ساعه من إلقاء الخطبه أخذت السلطه تفتش عن ( الشيخ
القسام ) للقبض عليه و محاكمته و لكنه كان قد ودع أهله و
عشيرته ، و حمل بندقيته و ذهب و صحبه الى الجبال ليجاهدوا في سبيل الله ....
4- حادثة الاستشهاد .
(يعبد2006م)
غادر( الشيخ القسام ) مع مجموعه من المجاهدين مدينة ( حيفا)
متجهاً إلى قريه ( يعبد) ، و كان يتعقبهم مجموعه من عملاء
البريطانيين إلى أن عرفوا مكان استقرار الشيخ و رفاقه ،
فحاصرهم البوليس الانجليزي يوم 20-11- 1935م و كان يقدر
عدد أفراد البوليس ب(150 ) فردا من الشرطه العرب و الانجليز و حلق
القائد البريطاني فوق موقع ( الشيخ القسام و رفاقه في أحراش
يعبد ) .... في طائرته و عندها عرف ( الشيخ القسام ) أن البوليس
قادم لا محاله .... عندها أعطى( الشيخ رحمه الله ) لاتباعه أمرين
* عدم الخيانه حتى لا يكون دم الخائن مباح .
* عدم إطلاق النار بأي شكل من الأشكال على أفراد الشرطه
العرب ، بل إطلاق النار باتجاه الانجليز !!! و كان الضباط الانجليز قد و
ضعوا البوليس العربي في ثلاث مواقع أماميه و لم يكن هؤلاء عارفين
بحقيقه الجهه التي أحضروا إليها و حقيقه الجماعه التي
يطاردونها !!!! اتخذت المعركه بين الطرفين شكل عراك متنقل ...
وساعد كثافه الأشجار على تنقل أفراد الجماعه من موضع إلى اخر و استمرت حتى الساعه العاشره صباحاً ....
وكان (الشيخ القسام ) من الفاعلين في القتال ، فقد حارب ببندقيته
و مسدسه بالتناوب ... في الوقت التي كانت شفتاه لا تكف عن
الدعاء ... و برغم المقاومه الباسله التى أبداها( الشيخ القسام ) و
رفاقه الأبطال ... فقد كانت نتيجه المعركه ...( استشهاد الشيخ القسام و اثنين من رفاقه رحمهم الله تعالى )
(الى جنات الفردوس الأعلا يا شيخنا الجليل ان شاء الله ...)
قال تعالى
(( و من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا ))
كتبت بواسطة DAHUBA14
الروابط المفضلة