الأمومة ..
إحساسٌ لا يوصف ..
إحساسٌ صعب أن تخطُه الكلمات ..
إحساس عميق يفوق كل التخيلات ..
معجزة حيرت أعظم العلماء ..


معجزة إحساس .. .بألمٍ عظيم ..
ينتهي برؤية طفلٍ .. صوته يعبئ المكان ..


تتعب وتلهث الأم ..
وهي تمنح طفلها الحياة ..
وما هي إلا لحظات ..
حتى تنسى كل ما حلّ بها ..
كل ما عصف بها من ألمٍ وآهات ..
كل يومٍ من تسعة أشهر طوال ..
كل دمعة سقطت من مقلتيها ..
من عناءٍ تكبدته بويلات ..


تنسى كل ما أرهقها ..
وكل ما اغتصب النوم من عينيها ..
تنسى .. سهر الليالي وعذاب البدنِ ..


عندما يحين الوقت التي تنتظره بفارغ صبرها ..
عندما ترى فيها مقلة عينيها ..
عندما تلمس وجنتي طفلها ..
فلذة كبدها .. ومهجة قلبها ..
عندما تعانقه وتقربه من قلبها ..
تسمع نبضات قلبه ..
كأنشودة سيمفونيه ..


تنظر ملياً وتشعر بالنور حولها في كل مكان ..
أ ملاك هذا أم إنسان !! ..
تتساءل وكلها حنان ..
تجاوب عينيها .. ويخبرها قلبها ..
بل هو ملاك .. يملأ بنوره المكان .. وينسيها الزمان ..


تتأمل جمال خلقة الله ..
تتحسس كل جزء من أجمل ما خلق الله ..
تتلمس أصابعه الصغيرة ..
تلمس راحة يديه وكأنها مخملٌ ممزوج بحريرٍ ..
تتلاعب بشعره الذي يغطي رأسه الصغير ..
تلمس أهداب عينيه ..
تنظر ملياً وتحسه كالعصفور بين يديها ..


تعود و تنسى آلامها ..
عندما ترضعه أول قطرة حليب .. بل عسلٍ ..
يشفيه من أي مرض عليل ..
تنظر إليه بكل حنان ..
تفرح لشعوره بالراحة والآمان ..
وكأنه ارتوى من بئر زمزم من كثر ما كان ظمآن ..


تزداد نبضات قلبها وتشعر بالفرح يغمرها ..
بإحساس جميل يفرحها ..
يغمرها ويلفها من كل صوبٍ وينعشها ..
لهيب بقلبها ونشوة في جسدها ..
إنها .. روح تنبثق من روحها ..


تحس بهذه الروح تعانق روحها ..
تنظر حولها ..
تشكر ربها ..
بكثير من الدعاء ..
على ما منحها من الخير العطّاء ..


تفرح عينها ويبتهج قلبها ..
ترقص مشاعرها ..
وتتمنى لو تنال شرف ..
ولادة طفل ثاني ....


أتظنون بأنني أبالغ الوصف ..
لا والله .. لهو شعور ما بعده شعور ..


أعود لأقول ..
أمن المعقول ..
كلمات .. تقدر أن تصف معجزتها ..
معجزة أمٍ أحبت طفلها ..
سهرت وتعبت الأيام والليالي ..
لكي تجعل منه رجلاً يفوق الأماني ..
يأسر الناس بأخلاقه والتفاني ..


تظل الكلمات قليلة ..
بالنسبة لأي سيدة حملت لقب .. أم عظيمة ........