عندما تبدأ في الحديث عن أطفالك الذين يدرسون في مدارس خاصة تشعر بالزهو لأنك عرّفت نفسك كما ينبغي، ووضعتها في الطبقة الاجتماعية المرموقة.
يحدث ذلك كثيراً في ظل أوضاع جعلت المدارس الخاصة والهاتف النقال ضرورة من ضرورات (المنجهة) الاجتماعية، بالرغم مما تحدثه من أعباء وهموم لا حصر لها.
أعرف العديد من الأسر (المتوسطة الحال) تنوء بأثقال رسوم المدارس الخاصة، إحدى تلك الأسر تدفع في السنة ثمانين ألف ريال، لتعليم طفلين فقط بينما راتبها لا يتجاوز شهرياً عشرين ألف ريال.
قد لا يتقبل البعض منطق (المنجهة) ويؤكد على أن اختياره للمدارس الخاصة قائم على مافيها من رعاية للأطفال وتعليم جيد ونشاطات مختلفة كدروس الكمبيوتر والسباحة والكاراتيه والعزف على البيانو..إلخ.
دعني أقدم بعض الأسئلة لتكشف لنفسك عن بعض الرغبات الخفية:
لو لم يكن أطفال فلان وعلان من أقاربك وأصحابك (الأثرياء أو ذوي الدخول المحدودة) قد ادخلوا أطفالهم مدرسة خاصة هل كنت ستفعل ذلك؟
لديك فرص جيدة لإدخال أطفالك مدرسة حكومية جيدة مع ذلك اخترت الخاصة لماذا؟
ومع ذلك وكيفما كانت الأسباب علينا أن نكون واقعيين وصادقين مع أنفسنا هل تستحق المدارس الخاصة كل تلك التضحيات من هموم وأرق ديون والضغط في أحيان كثيرة على مصروفات أكثر أهمية على رأسها التغذية الجيدة في سبيل بعض المميزات التي نستطيع الحصول عليها بقليل من التنسيق والجهد.
قد نكون محقين بعض الشيء في ضرورة تأسيس الطفل في سنينه الأولى وتعميد ثقته بنفسه من خلال التحاقه بمدرسة خاصة تقدم له ما لا تستطيع تقديمه المدارس الحكومية لكن ما بعد ذلك لا أجد لها مبرراً كافياً خاصة مع اهتمام الأهل بالطفل ومذاكرته ومتابعة دروسه ومدرسية وإلحاقه بمراكز تقوية وتعليم قد تقدم كل المميزات التي سبقت ولكن بتكلفة أقل.
إذن علينا كأسرة أن نقف مع أنفسنا وميزانيتنا كثيراً لوضع أولويات لنفقاتنا الضرورية بعيداً عن التكلف وتقديم الكماليات علي الضروريات لنشتري راحة البال ونستقبل الآتي بما هو أفضل، وقبل كل هذا عليك أن تعرف أن عدم إلحاق أطفالك بمدرسة خاصة لايعني أنك أقل من الآخرين أو أنك قصرت في حق أطفالك، باختصار ذلك يعني أنك درست الواقع كما ينبغي لتصنع حياتك كما تريدها أنت لا كما يريدها الآخرون
الروابط المفضلة