السلام عليكن و رحمة الله و بركاته .
اليوم سنطرح تحليل الدكتور بشير للحالة الدراسية التي طرحناها في كتاب "أولادنا أكبادنا "
اليوم الأول في المدرسة .
1 ـ لا شك أن رانية ستحس أنها وحيدة و حزينة و غير مرغوب فيها أثناء وجودها في المدرسة و هذا احساس غير سهل على طفلة في عمر رانية .
2 ـ لا شك أن الوالدين أيضا يحسان بالقلق تجاه مشكلة الطفلة رانية .ان ابنتهما لا تملك المهارات الاجتماعية و لا المهارات اللغوية التي تساعدها على التصرف و الاستمتاع بوجودها في المدرسة و لعل هذا من مصادر عدم الراحة لكلا الوالدين و الطفلة معا ..و قد يحس الوالدين أيضا بالضعف و الغيظ و الغضب و عدم المقدرة على مساعدة رانية فيما تمر به .
3 ـ هذه المشكلة بلا شك تتعلق بنمط الحياة الذي تعيشه عائلة رانية .لقد اختارت العائلة نمطا معينا لحياتها تسبب في عزل رانية عن المجتمع الخارجي و لم تعط لها الفرصة للتعامل مع أطفال من خلفيات أخرى .
ففي ظننا أن العائلة اختارت أن تختلط فقط مع عائلات أخرى قادمة من نفس البلد و تتحدث نفس اللغة و أيضا في ظننا أن العائلة لم تخرج كثيرا الى الأماكن العامة و تختلط بالمجتمع الكندي أو الأمركي و كان لهذا أثر كبير على قدرات رانية في التعامل مع أطفال من مشارب مختلفة و على تنمية قدراتها اللغوية و الاجتماعية .
و في ظننا أيضا أن الأم كانت تحمي رانية حماية زائدة بعدم اعطائها الفرصة للتعامل مع المجتمع الخارجي .و من الآثار السلبية لهذا ما تمر به رانية الآن .
4 ـ ان أمام والي رانية مهمة كبيرة تنتظرهما و لعل من أهم ما ننصح به في هذا المجال ما يلي :
ـ توفير البيئة المناسبة للطفلة لتنمي من قدراتها اللغوية و الاجتماعية و يمكن عمل ذلك بأخذ رانية للعب في الحدائق العامة مع بعض الأطفال ـ بالطبع تحت عناية و رعاية الوالدين عن بعد ـ و الاختلاط بهم حتى ترفع من قدراتها الاجتماعية و اللغوية .
ـ توسيع دائرة الاختلاط خارج العائلات القريبة جدا و التي غالبا ما تتحدث نفس اللغة الأصلية لعائلة رانية و غالبا ما تكون قد أتت من نفس البلد الذي هاجر منه أهل رانية .
ـ القيام بزيارة المدرسة بانتظام من الوالدين و التطوع للمشاركة في الاشراف على الأنشطة المدرسية فهذا يعطي نوعا من الدعم لرانية .
ـ استخدام أشرطة الفيديو المتاحة لرفع مستوى رانية اللغوي .
ـ الاكثار من حضور الأنشطة الاسلامية الموسعة و التي يحضرها غالبية المسلمين و ليس فقط أصدقاء عائلة رانية القريبين مع الحرص على ترك رانية في أنشطة الحضانة الخاصة بهذه الأنشطة حتى لو بكت في بداية الأمر .ان البكاء لن يقتل الطفل و وجود الطفل في الحضانة يساعده على اكتساب مهارات اجتماعية كثيرة .
ـ تشجيع رانية المستمر و المشاركة معها في بعض الأنشطة حتى تحس بالثقة في نفسها .
ـ لا تدفع الطفل دفعا و الزم الهدوء و حاول أن تغير من الأمر بالتدريج .
5 ـ للتأكد من عدم حدوث ذلك الأمر مع أطفال آخرين أو عائلات أخرى..فان الواجب على كل عائلة ألا تعزل نفسها عن المجتمع الذي تعيش فيه . ان حضور الطفل للأنشطة الاسلامية و التأكد من أنه موجود في حضانة تلك الأنشطة حتى لو بكى بعض الشيء في بداية الأمر فهذا من الأمور التي تساعد على تعلمه بعض المهارات الاجتماعية و طبيعة العلاقات بين الأطفال خصوصا و الناس عموما من سن مبكرة اضافة الى تسجيل الطفل في المدارس نصف اليومية قبل سن المدرسة الالزامي يعطيه الفرصة لبناء علاقات مع الأطفال و يعلمه كيفية التصرف في تلك المواقف .
الروابط المفضلة