بسم الله الرحمن الرحيمـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
وصباحكم/مساءكم عسل وقشطة
.
.
كنت قد كتبت موضوعاً قبل فترة عن الحياة بدون تلفاز في البيت :
الحياة يدون تلفزيون ..... من تجربتي الشخصية في الحياة
وقد أثار الموضوع ردود فعل متباينة ما بين مؤيدات ومعترضات .
والموضوع كنت قد كتبته دون الاستناد إلى دراسات أو آراء ناس آخرين,
وإنما كان ما كتبته من واقع معايشتي ومشاهداتي وتجربتي.
واليوم وخلال التنقل بين ثنايا جوجل وجدت موضوعاً عن :
"أثر إدمان الأطفال للتليفزيون على نموهم العقلي والمعرفي"
وهو عرض لمختصر دراسة أعدها أحد المختصين.
.
.
وإحدى الأخوات كانت قد سألتني في الموضوع السابق :
هل عندي أولاد ؟ وكيف يقضون وقتهم ؟
فأقول لها :
ليس عندي أولاد .
ولكن عندي تجربة مع الاطفال .
في السنوات التي عشتها قبل الزواج كان اطفال أصدقاء الأسرة يزوروننا مع أهلهم.
رغم أنه ليس عندنا أطفال في البيت,,
وما إن يُفتح لهم الباب حتى ينطلق الطفل بكل سرعته ويركض ركضاً صاعداً السلم ليصل إلى غرفتي في ذلك الركن القصي,,
ويدخل غرفتي وكله فرح ,, لماذا ؟
لأنه سيقضي معي -كما تعود- ساعات ولا أحلى
ماذا نفعل في هذه الساعات ؟
أول برنامج :
هو الرسمـ
وكنت أحرص على امتلاك كل أنواع الألون المتاحة : خشبية شمعية فلماستر ريشة .. أي شيء.
وأيضا كميات من الأوراق البيضاء التي نستخدمها في طباعة الكمبيوتر ...
وايضاً الأوراق الملونة التي تستخدم في فن القص واللصق .
وفي وسط غرفتي توجد مساحة كبيرة خالية ...
فنجلس فيها ..
ونفرش كل أمتعتنا ..
وكان الرسم هوايتي ...
فنبدأ في الرسم والتلوين والشخبطة ,,, ومرة أعلمه كيف نرسم وردة , و مرة كيف نرسم شجرة ,,, خطة خطوة , و وحدة وحدة
وأعطيه الفرشاة ليوسخ بها الورقة كما يشاء .....
وأُظهر انبهاري بكل الشخابيط التي يبدعها
وندخل في جو رااائع من المرح والسعادة....
.....
وبعد الانتهاء من برنامج الرسم نقرر أننا سنشرب أو نأكل شيئاً,,
وخلال ذلك أبدأ في الأسئلة والكلام لأجعله يحكي عن الروضة أو عن المدرسة -حسب عمره-
وأظهر شغفاً -مصطنعاً ولكن يبدو حقيقياً- بما يقول ..
وعندما يرى استمتاعي أو انبهاري بما يقول يفرح جداً ويستمر يحكي ويحكي ويحكي ....
ويُخرج كل ماعنده من مواقف وأفكار بكل حماس وفرح .
وأنا متأكدة من أن ما يحكونه لي لم يحكوه لأهلهم ,
لأن الأطفال عادة لا يجدون مستمعاً جيداً ينصت باهتمام لحكاويهم,,
فالأم في البيت إذا تكلم معها ولدها فإنها إما واقفة في المطبخ , أو تقطع في الخضار وعيونها على الصحن وليس على ولدها,
أو تنظف وتعطيه ظهرها أثناء كلامه ,
أو مستلقية على السرير بعيون خاملة ووجه بارد تريد النوم,,,
والطفل يريد أن يحكي ويتكلم ويخرج كل ما عنده ولكن لا يجد من يُقدِّر أو يظهر اهتماماً بقصصه المهمة جداً بالنسبة له .
لذلك الكثير من أطفالنا عادة يكبرون وليس عندهم جرأة على مواجهة الآخرين ,
وليس لديهم أي مَلَكات خطابة أو حوار ..
لا يعرفون غير الصراخ والشتائم مع إخوانهم .
وإذا قابلوا ضيوف أو غرباء انزووا في ركن صامتين ولا يعرفون كيف يتصرفون .
صحيح أخواتي ؟
...
نعود إلى الطفل الذي معي في غرفتي :
اطلبي من الطفل أن ينشد لك الأناشيد التي يحفظها, ورددي معه , وان يسمع لك السور التي يحفظها واظهري فرحك من شطارته وحسن أدائه ,,,,
وممكن تحكي له قصة مفيدة ,, ولو كانت إسلامية يكون أفضل ليرتبط بالرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة ,,
وأكثر ما يثير شغف الطفل هو عندما تحكي له عن يوم القيامة والجنة وماذا يجد فيها وكيف يتحقق له كل ما يخطر على باله , وسيبدأ يسأل عن الملائكة وكيف يبدون, وغيرها من الأمور -وطبعاً لازم تتسلحي بالعلم الكافي لتجيبي عن أسئلته إجابات صحيحة , فلا يجوز أن تبتكري إجابات من عندك -.
ولو عندك قصص مصورة اقرؤوها مع بعض. واجعليه يحكي مرة وأنت تحكين مرة.
وموضوع الحكايات مع الطفل باب لا ينتهي .
بعدها من الممكن أن نشغل الكمبيوتر .
ماذا ممكن نستفيد منه مع طفل :
توجد حلقات من كرتون مفيد وخالي من الموسيقى , من الممكن تشغيلها له , مثل حلقات كان يا ما كان الحياة ,, وغيرها من الكرتون الذي يتوفر في الانترنت أو في أسطوانات .
توجد أسطوانات تعليمية مفيدة , فيها ألعاب تنمي المهارات المختلفة لدى الطفل, وغيرها من البرامج المفيدة للأطفال, والتي هي حتماً مفيدة أكثر من البوكيمون أو النمر المقنع
.
من الممكن أن نشغل برنامج الرسام أو الفوتوشوب, ونبدأ نتعلم خطوة خطوة , ولا تتخيلي مقدار الفرحة الهائلة التي ترتسم على وجه الطفل ولمعة السعادة في عينيه عندما ينجز لوحة بالكمبيوتر - رغم أنك أنت التي اشتغلتِ نصفها وأنت تعلمينه
.
إضافة إلى انه توجد أسطوانات games مفيدة خالية من أفكار سيئة , وفي نفس الوقت خالية من العنف المفرط وغيره.
لكن طبعاً مثل هذه الأسطوانات يسمح له بلعبها في حال أردت مكافأته على عمل جيد قام به , كي لا يصبح عنده إدمان عليها.
وغيرها من الأنشطة الكثيرة التي من الممكن أن تشغلي الطفل بها.
وأنا لا أتحدث عن طفل واحد, وإنما كل أطفال أصدقاء الأسرة .
وأخبركم أن هؤلاء الأطفال أصبح الواحد منهم في بيتهم يجلس يبكي ويبكي ويقول لأمه أريد الذهاب إلى ( أشرق الفجر ), ولا يسكت حتى يحضروه عندي.
ولا تسألوا عما يحدث عندما يقرر أهل الطفل المغادرة من عندنا !
يبدأ الطفل مناحة وبكاء وعويل ويقول أنه لن يذهب معهم !!
رغم أنه في بيتهم عندهم تلفزيون
ورغم أنه خلال جلوسه معي لا نشاهد التلفزيون أبداً
.
ولكنه وجد ما لا يجده في كل شاشات التلفزة
.
وهذا لنعلم أن التلفزيون بالنسبة للطفل ليس ضرورة حتمية , ولكن نحن من صنعنا منه كذلك بالنسبة للاطفال ,
وفشلنا في جذبهم إلى برامج أخرى لأننا لا نحاول استمالتهم ,
ولا نكلف أنفسنا بالنزول إلى عالمهم وقضاء الاوقات الجميلة معهم.
.
.
.
كل ما سبق ليس هو الموضوع الذي أريد الكلام فيه ,
ولكنه إجابة لمن تسأل ماذا أفعل مع الأطفال
.
.
.
.
الموضوع الذي أردت طرحه هو هذا المختصر للدراسة التي ذكرتها.
وأرجو أن تقرئي كل النقاط, فهي ليست كثيرة , وفي نفس الوقت ممتعة ومفيدة :
أثر إدمان الأطفال للتليفزيون على نموهم العقلي والمعرفي
طفل جالس أمام التليفزيون لساعات طويلة مستعرضًا قنواته المتعددة في عصر السموات المفتوحة.. صوت منهك لأمه أو أبيه من كثرة محاولات التوجيه بالكف والتخفيف من الجلسة المعتادة الكسولة.. ربما يسعد أصحاب هذا الصوت بطرح هذا السؤال: "هل يمكن أن نعيش دون تليفزيون؟".
هذا السؤال حاولت الدراسة المقدمة من د. "فتحي مصطفى الزئن" الإجابة عليه، تحت عنوان: "أثر إدمان الأطفال للتليفزيون على نموهم العقلي والمعرفي"، وذلك ضمن الأبحاث التي ناقشها مؤتمر "دور تربية الطفل في الإصلاح الحضاري".
وأكد د. الزئن في دراسته على الآثار العقلية والمعرفية والاجتماعية السلبية لإدمان مشاهدة التليفزيون، وتوصل في ختامها - بناء على تجربة أُجريت عمليًا على مجموعة من الأسر- إلى أن الأسر يمكن أن تعيش بدون تليفزيون، خاصة بعد الإيجابيات التي أظهرتها التجربة، وأهمها:
تواجد أكثر هدوءًا في البيت والشعور الحميم بالتعاون الأسري.
المزيد من المساعدة من جانب الأطفال في أعمال البيت، وأداء الواجبات المدرسية على نحو كامل، والذهاب إلى الفراش مبكرًا.
فرصة أكبر لممارسة اللعب الخلوي، وممارسة أنشطة الفك والتركيب.
المزيد من القراءة، وعلاقات أفضل بين الوالدين أنفسهما، وبينهما وبين الأطفال.
تزايد الزيارات الاجتماعية، وزيادة معدل الأنشطة المنزلية للأمهات، من حيث إعداد أفضل للوجبات، وحياكة الملابس، وتنظيف الأثاث، وترتيب البيت وتنظيفه وتجميله.
التلفزيون.. الشكل لا المضمون
أكدت الدراسة أن وراء الإيجابيات المتحققة بالحياة دون تليفزيون عدة أسباب، منها:
معدل الساعات الطويلة التي تقضيها الأسر أمام التليفزيون.
غياب الفلسفة والأهداف الإنسانية والقيمية والتربوية والعلمية، التي تحكم اختيار وإعداد وإخراج البرامج التليفزيونية، التي تُقدَّم عبر الشاشات الصغيرة على اختلاف مستوياتها وتوقيت عرضها وجمهورها.
إضافة لعشوائية وغياب المنهج العلمي المبني على آراء العلماء والمتخصصين في مجالات التربية وعلم النفس واللغة والاجتماع والاتصال؛ حيث ينصب الاهتمام على شكل المواد التلفزيونية لا محتواها أو مضمونها، ويتم التركيز على الجوانب المبهرة في الإخراج والعرض، مع التجاهل التام لعقل المشاهد ووعية وثقافته وعمره.
إستراتيجيات وقائية
وعرضت الدراسة لعدد من الإستراتيجيات التي يمكن أن تتبعها الأسرة كإجراءات وقائية، منها:
ما يقوم على عدم بث برامج تليفزيونية خلال الفترات التي يكون فيها الأطفال يقظين، ويمكن شغل هذه الأوقات ببرامج لا تستقطب اهتمام الأطفال أو تكون بعيدة عن هذه الاهتمامات مثلما فعلت الولايات المتحدة بعدم بث أي برامج تتعلق بالأطفال فيما بين السادسة صباحًا والسابعة ونصف مساء، وهي فترة يقظة الأطفال.
كما يمكن تشفير القنوات أو برمجة عمل قنوات التليفزيون إلكترونيا، أو تمكين الأطفال من مشاهدة بعض البرامج في وجود الآباء أو الأمهات، مع إنهاء تجربة المشاهدة بانتهاء هذه البرامج، وعدم التسامح في هذا الأمر، واتخاذ موقف صارم تجاه استمرار تجربة المشاهدة، كما يمكن ابتكار وممارسة الأنشطة التي تستقطب اهتمام الأطفال بعيدًا عن البرامج التي يبثها التليفزيون، مع محاولة إقناع الطفل بأن هذه الأنشطة أكثر فائدة وأكثر متعة للطفل من مجرد مشاهدة البرامج التي يبثها التليفزيون.
والعمل على دعم الأنشطة الذاتية التي يبتكرها الطفل ومشاركته، وتدعيمها على نحو يجد الطفل خلاله متعة حقيقية وفائدة عقلية أو معرفية أو عملية تفوق مشاهدته للتليفزيون.
والأخذ بنظام اليوم الدراسي الكامل مع دعمه بالأنشطة الرياضية والمهارات العلمية، وإتاحة الفرصة للتلاميذ والطلاب بأداء الواجبات داخل المدرسة.
دعم قيام المدارس بزيارات ميدانية أو رحلات خلوية تنشط رغبة الأطفال في إدراك مختلف جوانب وأنشطة الحياة، وأن الحياة أكبر من أن تكون داخل صندوق للمشاهدة، مع اشتراك الطفل اشتراكا مباشرًا في هذه الأنشطة للتعرف عليها وتذوقها.
.
.
ومعذرة , فلم أكتب هذه المشاركة في الموضوع الأصلي.
وإنما أفردت لها موضوعاً مستقلاً لأن عدد الصفحات في الموضوع الأصلي أصبح كبيراً جداً , وستضيع في الخضم.
و ..
ختاماً
تقبلن مودتي ..
في حفظ الرحمن
(:
الروابط المفضلة