السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أسفي على ما آل إليه حال الطفولة في أيامنا ، لقد صادر الكبار براءتهاو دفعوا بأحلامها الوديعة في عالم المجهول ، عالم لا تسمع فيه إلا أغاني الموتونواح الثكالى و أنين الجراح و الرقص على جثث الطفولة البريئة. و لا يرى فيه إلاأبشع صور القساوة و التشرد و التجهيل و الإغتصاب و الزج بالفتوة الغضة في سوق العملو العمالة و بالمقابل الزهيد .
فكفى عبثا يا كبار!! أعيدواللأطفال حياتهم الجميلة تلك الحياة التي عبر عنها
أبوالقاسم الشابي بقوله :
إنا لفي زمن الطفولة و السذاجة و الطهـــــــور
نحيا كما تحيا البلابل و الجداول و الزهــــــــورإذ نحن لا ندري من الدنيا سوى مرح الســــرور
و تتبع الطير الجميل و قطف تيجان الزهـــــــور
و بناء أكواخ الطفولة تحت أعشاش الطيــــــور
مسقوفة بالورد ، و الأعشاب ، و الورق النضير
نبني ، فتهدمها الرياح ، فلا نضج و لا نثـــــــور
و نعود نضحك للمروج ، و للزنابق و الغديــــــر
و نظل نقفز ، أو نثرثر ، أو نغني أو نـــــــــــدور
لا نسأم اللهو الجميل ، و ليس يدركنا الفتـــــور
و كأننا نمشي بأقدام ، مجنحة تطيــــــــــــــــــــر
أهكذا يعيش الأطفال فيعالمنا المتوتر؟؟ طبعا لا .......وألف لا، إنهم في وضع لا يحسدون عليه .
إذا كان النشء هو رأسمال الأمة ، و محط آمالها و طموحها ،و الحامل للواء استمراريتها و تطورها و ازدهارها ، فعلى القائمين بشؤونه الحرص كلالحرص على تنشئته تنشئة صالحة ليكون في مستوى التحدي الدي ينتظره في ظل مقتضياتالعولمة والإستثمارالبشــري , ودلك بالإستناد على هدي و معاملة الرسول صلى اللهعليه و سلم للأطفال ، حيث كان يلاطفهم و يداعبهم و يسلم عليهم و يعطف عليهم ،ولنا في السنةالنيرة أمثلة لمن
يـــريــد الرجوع إليهـــا .
و لن يتأتى ذلك إلا بالإهتمام بشؤونالطفولة ، و العمل مع ذوي النوايا الطيبة -في جميع الجبهات - على احترام حقوق الأطفال و الإلتزام بها و الدفاع عنها
و تجسيدها علىالمستوى العالمي ، و إخراج الأطفال من قواعد اللعبة القذرة للكبار .


منقول لقمة الموضوع و حلاوته