بالرغم من أن الأرنب (شاطر) كان مخلوقاً صغيراً ، إلا أنه كان ذكياً وفطناً ، ولا يماثله في فطنته حتى الأسد .. وفي يوم من الأيام ، قام الأسد بسرقة الظبي الصغير من أمه اللطيفة ، ولم يرجعه إليها .. فاستغاثت الظبية الأم بجميع الحيوانات الكبيرة ليساعدوها في إعادة ابنها الصغير إليها ، لكنهم اعتذروا لأنهم يخافون الأسد .. ذهبت الظبية الأم إلى الأرنب (شاطر) ، وشكت إليه ما فعله الأسد .. فأخذ الأرنب يفكر ويفكر ... ثم ابتسم وقال لها :

ـ أخبري جميع الحيوانات بأن يحضروا غداً إلى مجلس أمام بيتي .

ثم قام الأرنب بحفر ممر طويل تحت الأرض يبدأ من بيته وينتهي بجانب شجيرة .

اجتمعت الحيوانات في المجلس ، واستمعت إلى شكوى الظبية الأم ، وكلام الأسد .. ثم تناقش الجميع حول القضية وقرروا أن الظبي الصغير هو ابن الأسد !! .

لم يجرؤ أحد من الحيوانات على قول الصدق أمام الأسد الذي جلس يراقبهم بعينين غاضبتين ... لكن الأرنب (شاطر) الذي كان يختلس النظر من ثقب بيته صاح بجرأة :

ـ هذا هراء .. فالظبي الصغير هو ابن الظبية ، أما الأسد فهو لص .

اشتد غضب الأسد ، واحمرت عيناه من شدة الغيظ ، ووثب على الأرنب محاولاً افتراسه .. إلا أن الأرنب (شاطر) رمى بنفسه إلى داخل الممر السري ، وجرى فيه حتى خرج من الفتحة التي بجانب الشجيرة ، وبهذا نجا بنفسه من الأسد .

زار الأسد وهز رأسه غضباً ، ثم قال :

ـ لن أبرح هذا المكان حتى أقتله جوعاً .. ذلك الأرنب الوقح.

وهكذا بقي الأسد أمام بيت الأرنب ينتظر وينتظر ، ولم يتزحزح من مكانه .. وطال انتظاره حتى أصبح ضعيفاً واهناً .. ولكنه لم يستسلم .. وكان يظن في ذهابه للبحث عن غذاء بأن الأرنب سيفلت منه ويهرب .. لذا فقد بقي يترقّب خروج الأرنب من بيته حتى مات جوعاً .. وأخيراً استطاعت الظبية أن تحتفظ بابنها الصغير بمساعدة حيلة الأرنب (شاطر) ..

ايه مش عجباكوا