انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 2 من 2

الموضوع: كيف نربي أبناءنا؟ ... تربية حكيمة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2005
    الموقع
    مراكش
    الردود
    166
    الجنس
    ذكر

    كيف نربي أبناءنا؟ ... تربية حكيمة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    كيف نربي أبناءنا؟ ... تربية حكيمة


    قطَع أبونا إبراهيم عليه السلام ووصل. أنتِ على ملتِه وهو لك أسوة حسنة، تقطعين مثلما قطع وتصلين. قال الله تعالى: )وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدينِ. وجعلها كلمةً باقية في عقبه لعلهم يرجعون(.(سورة الزخرف، الآيات: 25-27) تبرأ من أبيه لما تبين له أنه عدو لله، وتبرأ من قومه لما أصروا على عبادة الأصنام. فهذا قطع ومقاطعة لمحرِّفي الفطرة. وأعلن تعلقه بفاطره الذي سيهديه، وجعل كلمة التوحيد وصية وتراثا في عقبه يتوارثونها من بعده سليمة. فهذا وصل.
    وأخبر الله تعالى عن كاسر الأصنام عليه السلام مقيم الفطرة قال: )ومَن يرغب عن مِلة إبراهيم إلاّ مَنْ سَفِه نفسه. ولقد اصطفيناه في الدنيا. وإنه في الآخرة لمن الصالحين. إذ قال له ربه أسْلِمْ. قال أسلمت لرب العالمين. وأوصى بها إبراهيم بنيه. ويعقوبُ يا بنيَّ إِن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون. أم كنتم شهداء إذ حـضر يَعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي؟ قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون. تلك أمة قد خلت. لها ما كسبت. ولكم ما كسبتم. ولا تسألون عما كانوا يعملون(.(سورة البقرة، الآيات: 129-133).
    هكذا الأبوة الصالحة، والأمومة أيضا: كلمة باقية في الأعقاب مورِّثة لسلامة الفطرة، ما هي إنجاب جسوم فحسب. أوصى إبراهيم بنيه وأوصى يعقوب في حياته وعند وفاته. وسألهم واستشهدهم. ما أحرقت النار إبراهيم عليه السلام، وما منعته أن يبلغ رسالة ربه، فخص بالتبليغ وعَمَّ، لذلك اختاره الله تعالى لنا أبا وسمانا الله بما سمانا به أبونا: )مِلَّة أبيكم إبراهيم. هو سماكم المسلمين من قبل(.(سورة الحج، الآية: 76) سمانا الله، وسمانا أبونا في دعائه: )ربنا واجعلنا مُسلمَيْنِ لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك(.(سورة البقرة، الآية: 127) ودعا الأبُ عليه السلام ربه أن يبعث في ذريته رسولا: )ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم(.(سورة البقرة، الآية: 128) فكان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يقول: "أنا دعوة إبراهيم".
    فعلم إبراهيم إعادة الفطرة إلى سلامتها، نتلو في كتاب الله وصيته ووصية يعقوب عليهما السلام. وعلم محمد صلى الله عليه وسلم آيات الله ومنهاج التزكية وعلم الكتاب وأسلوب الحكمة ومضمون الحكمة. وهكذا تتأسيْن أُختَ الإيمان بالرسل عليهم السلام لتقطعي بحكمة التأثير السلبي لرائدات المزارات والقبور، وارثات الخرافات من الجدات والخالات، ولتكسري أصنام التأثير الإلحادي، ولتدفعي من ينازعونك في أمومة الجيل.
    ما فعل المعلم الاستحماري المخلص لرسالته اللاييكية، وما فعل نسله الثقافي مِن بني جلدتنا من بعده، فَعْلَتَهما بإسلام البنين والبنات إلا لأن الأمومة كانت مجدوعةَ الأنف معوقة بالجهل والأمية، ولأن الأبوة كانت مشدوهةً أمام الغزو الاستعماري العسكري. وهذا أوانُ جهادِك. ومَناطُ مسؤوليتِك أن تقاومي الغزو الفكري المستمر وتُصلحي العمل وتصوني الفطرة.
    إن نوعية الصلة في الأسرة بين الوالدَين والمولودِين، وصِدق التوجيه، وحنان المشفقة والمشفق على البنات والبنين ينبغي أنْ تعكس روح الوَلاء لله رب العالمين، والبَراءِ من أعداء الله المارقين. ما لهذه الأجيال المضيّعة لا تكاد تميز بين الحق والباطل، بين الشرك والإيمان؟ انقطع حبلٌ فصِليه، وتَلوثت بيئة فطهريها.
    وانقُلي روح الوَلاء والبراء إلى موطن تكميل التربية، إلى المدرسة. لتكون الصلة بين المعلمات والتلميذات، وبين الأستاذات والطالبات صلة تآمر بالمعروف، وتناهٍ عن المنكر، وتواص بالصبر. تبعثين إلى المدرسة والكلية والمعهد نشأ حيا يحمل رسالة، ويناقش، وينتقد، ويدعو، ويشارك المشاركة الفعالة الأساسية في تغيير جو معاهد التعليم.
    وتعملين -ينبغي أن تكون لكِ كلمتُك- على أن تسودَ في المدرسة والمعهد والكلية الصلات النوعية بين المعلمين والمتعلمين، محفوفة بالمودة وآداب الصحبة من توقير الصغير للكبير، ورحمة الكبير بالصغير. "ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحَمْ صغيرنا". حديث شريف. آباء وأمهات في المدرسة بدَلاءُ عن أمهات البيت وآبائه.
    يتعرف المعلمون على المتعلمين اسما وأصلا وأسرة، ويتفقدون الأحوال، لا يكون المتعلمون أرقاما ومِلفات. لا يكون القمع والمراقبة والاستعلاء. لا تتكبر المعلمة الدكتورة بعلمها، فالعلماء بحق يُعرفون من تواضعهم. استمالة القلوب الغضة فن، ورفع الكلفة في نطاق الاحترام المتبادل سياسة رقيقة. والمعلم الحكيم والأستاذة الفطِنة يجد عندهما الطالب والطالبة أذْنا صاغية وقلبا مفتوحا ونصيحة حكيمة في الفترات الحرجة والأزمات الطارئة. تجد الطالبة ويجد الطالب توجيها حكيما ليستوعِبَ في سلوكه العملي ما يستجد عنده من معلومات، وليتحسن خلقه باتساع مداركه. لا كَمَثَلِ الحِمار يحمل أسفارا.
    صناعة جيل لمستقبل حياة أمة ينبغي أن تعتمد على تحرير التلميذ والطالبة من عقدة القصور أمام أستاذ يعلم كل شيء. تُنمّى طاقات الجيل ويُفتح الصدر، ويفتح المجال للمناقشة والمجادلة والاحتجاج بأدب لتكبَر الشخصية الحرة المسؤولة. وإلا فالفظاظة من جانب المعلمين، والقمع السياسي من جانب الدولة، عصاً لا تربي إلا الحمير. وعلى رأس الضارب تعود الضربة.
    "إنما بُعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين". حديث شريف. )ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن(.(سورة النحل، الآية: 125) قرآن كريم.
    قرأنا الحكمة مُجملة في وصية إبراهيم ويعقوب عليهما السلام. ونقرأها مفصلة في وصية لقمان، عبدٍ آتاه الله الحكمة، فهي تُتلى في كتاب الله عشرَ وصايا: يا بنيَّ لا تشرك بالله، والوصية بالوالدين، ومراقبة الله عز وجل، والصلاة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والصبر على الـمُصاب، والتواضع للخلق لأن الله لا يحب كل مختال فَخور، والقَصد في المشْي، والغض من الصوت لتكون يا بُني من عباد الرحمان الذين يمشون على الأرض هونا وَإِذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما. إن لم تكن من عباد الرحمان وترفع الصوت افتخارا وتعصبا فإن أنكر الأصوات لَصَوْت الحمير.
    قرأنا الحكمة التربوية مجملة ومفصلة، ونقرأها مطبقة في عمل سيد الحكماء محمد صلى الله عليه وسلم. تَقرئينها لتعضي عليها بالنواجذ، وتتخذينها دينا لتقطعي آثار المعلم الاستحماري المخلص، وآثار ما يفعله المخلصون للطاغوت ضعفين من بنات جلدتنا وبنيها، ولتصلحي ما يفعله إخوة يوسف بيوسف يلقون الجيل في غيابات الجب. الحكمة حنان ومحبة ورفق بالجيل.
    روى الشيخان وأصحاب السنن عن أبي هريرة قال: "قبّل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسَن بنَ علي، وعنده الأقْرَعُ بنُ حابِسٍ التميميُّ. فقال الأقْرع: إنّ لي عشرة من الوَلَد ما قبلت منهم أحدا. فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: مَن لا يرحم لا يُرْحَم". وقالت أمنا عائشة: جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنكم تقبلون الصبيان ولا نقبلهم! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَوَ أملك لك أن نزع الله الرحمة من قلبك!". أخرجه البخاري ومسلم.
    وصى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من عال جاريتين حتى تبلُغَا جاء يومَ القيامة أنا وهو. وضم أصابعه". رواه مسلم عن أنس. ووصى صلى الله عليه وسلم قال: "ما نَحَلَ والدٌ ولدا من نَحْلٍ أفضلَ مِن أدبٍ حسن". حديث مرسل رواه الترمذي عن سعيد بن العاص رحمه الله.
    رحمة مؤدبة قست قلوب وكلّت عقول عن بذلها لَمّا نزع الله الرحمة من القلوب والحكمة من العقول. كان للأقرع أليفِ الجاهلية الأولى عشر من الولد. ومعنا اليوم بين ظهرانينا ولَدٌ غثائي كثير مغطوس هو والوالدان في مجتمع الكراهية والبؤس، فما في قلب الأمهات البائسات من بقايا الفطرة الرحيمة يئن مُوجعا. وما من حكمة ينطق بها ناطق مخافة سَلْق ألسنة حِداد فقيهة ومتفقهة تقول: تحديد النسل حرام، ومؤامرة من أعداء الإسلام لقطع نسل المسلمين. لو كان لنا من الفقهاء مربون، ومن المال بسطة، ليَكثُر نسلنا كمّاً ويصلُح نوعا! ثم لا تعوض الأمومة المربية أبدا.
    أمهات بائسات مكثرات لهن أنين، وأخرياتٌ مترفاتٌ ينتظرهن مصير الأم الغربية والأب الغربي إن كان بقي ثَم للأمومة والأبوة وجود ومعنى. تربي الشقراء والسمراء كلبا يضربه المغَص فتتوجع، وتَعْرَج سلحفاة البيت فيؤرقها الألم على بنتها، وتدخل البيت فتناغي السمكة الحمراء بعد أن ودعتها خارجة.
    يا حكمة الله!
    حب البنين والبنات واللطف بهم ونَحْلهم النِّحلة -وهي العَطية- الحسنة سنة مؤكدة. قال البَراء بن عازب: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والحسن بن عليٍّ عَلَى عاتقه يقول: اللهم إني أحبُّه فأحبَّهُ". رواه الشيخان والترمذي. وعند الترمذي عن عبد الله بن عباس قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حامِلاً الحسَن بنَ علِي على عاتقه. فقال رجل: نعم المركب ركبت يا غلام! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ونعم الراكب هوُ!". وأخرج الشيخان عن أبي هريرة قال: "خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في طائفة من النهار، لا يكلمني ولا أكلمه، حتى جاء سوق بني قينقاع. ثم انصرف حتى أتى مَخْبأ فاطمة (مخدعها وبيتها) فقال: أثَمَّ لُكَعُ؟ (لكع اسم تصغير وتحبب ورحمة) –يعني حسنا- فظننّا أنهُ إنما تحبِسه أمه لأن تغسله أو تُلبسَه السِّخَابَ (قلادة من قرنفل ونحوه). فلم يلبث أن جاء يسعى حتى اعتنق كل واحد منها صاحبه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم إني أحبه فأحبَّه وأحبّ من يُحبه".
    وحدّث أسَامة حِبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وربيب بيته قال: "طرقت النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة في بعض الحاجة، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو مشتمل على شيء لا أدري ما هو (أي حمل ذلك الشيء وخبأه تحت شملته التي تلُف جسمه). فلما فرغت من حاجتي قلت: ما هذا الذي أنت مشتمل عليه؟ فكشفه فإذا حسن وحسين على وَرِكيه. فقال: هذان ابنايَ وابنا ابنتي. اللهم إني أحبهما فأحبَّهما وأحِبّ من يحبهما". رواه الترمذي. وروي عن يَعْلى بْنِ مُرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "حسين مني وأنا من حسين. أحب الله من أحب حسينا. حسين سِبط منَ الأسباط".
    وروى الشيخان وغيرهما عن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي وهو حامل أُمامة بنت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم من زوجها أبي العاص بن ربيعة. فإذا سجد وضعها وإذا قام حملها.
    غاية ما يكون العبد في ذكر ربه أثناء الصلاة. لا يستطيع أحدنا أن يقبل على ربه والصبية المحبوبة على عاتقه. لكن فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم -وهو أتقى الناس- لينظر ناظر أيّ مَرْقىً ترقاه البنات. وروى البخاري عن أسامةَ بن زيد: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذني فيقعدني على فخذه، ويُقعد الحسن بن علي على فخذه الآخر. ثم يضمنا، ثم يقول: "اللهم ارحمهما فإني أرحمهما".
    اللهم ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيِّئ لنا من أمرنا رشَدا. وآتنا حكمة.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    الموقع
    الرياض لكن مصر هى حبيبتى
    الردود
    3,580
    الجنس
    امرأة
    مشكورة حبيبتى وجزاكى الله الف خير

مواضيع مشابهه

  1. كيف نربي أبناءنا على حب الصلاه؟؟
    بواسطة رفيف ابو شعر في ركن المواضيع المكررة
    الردود: 0
    اخر موضوع: 20-04-2008, 11:39 AM
  2. كيف نربي أبناءنا على حب الصلاة؟
    بواسطة العمارية في الأمومة والطفولة
    الردود: 14
    اخر موضوع: 15-02-2008, 11:11 AM
  3. كيف نربي أبناءنا على الصلاة؟
    بواسطة ضرغام في الأمومة والطفولة
    الردود: 5
    اخر موضوع: 06-12-2005, 03:21 PM
  4. في ظل المتغيرات الجديدة..كيف نربي أبناءنا؟! (للنساء فقط في جدة)
    بواسطة مرارة البحر في حافز الوظائف والدورات التدريبية والمشاريع التجارية
    الردود: 4
    اخر موضوع: 25-04-2004, 10:02 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ