انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 3 من 3

الموضوع: قصص شيقة للأطفال الحلوين

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    الموقع
    *** (( في قلب واحد من الناس )) ***
    الردود
    89
    الجنس

    Smile قصص شيقة للأطفال الحلوين

    ليتني كنت عصفورا


    كان سامح يجد متعة كبيرة لدى سماعة الحكايات الجميلة، التي ترويها له أمه كل مساء في بيتهم الريفي، وذات ليلة حكت له حكاية طريفة عن العصافير، وعن سعادتها وهي تعود إلى أعشاشها فوق أغصان الأشجار، أحب سامح العصافير، كان يود لو أنها اجتازت نافذة غرفته لتملأ المكان بزقزقتها ورفيف أجنحتها، لكنه ما أن يقترب من النافذة حتى تطير العصافير مبتعدة، وذات مساء، شاهد سامح نملة كبيرة جداً تدخل من النافذة، ابتسمت لسامح وسألته عما يقلقه، فأخبرها عن حبه للعصافير ورغبته في العيش معها لأنه يحب الطيران مثلها.
    التفت النملة الكبيرة إلى النافذة ونادت على العصافير، وبلمح البصر دخلت الغرفة عصافير كثيرة، تعاونت على حمل سامح بمناقيرها الصغيرة وطارت به خارج الغرفة، ووضعته على غصن شجرة قريبة، وعندما حاول سامح التقدم لدخول أحد الأعشاش، اعتذرت العصافير عن استقباله، وقالت له بأدب: أنت يا صديقنا ضخم جداً، ولا يوجد عندنا مكان يناسبك!
    فجأة رأى سامح عنكبوتاً كبيراً يقترب منه، كان شكل العنكبوت مرعباً، تراجع سامح إلى الوراء، فصاحت العصافير محذرة: احترس يا سامح!
    لم يتحمل الغصن وزن سامح فبدأ يتكسر.
    أطلق سامح صرخة عالية، اقتربت العصافير منه وحاولت إنقاذه بمناقيرها، لكنه لم يلبث أن سقط من فوق الغصن، حاول أن يستعمل يديه كأجنحة لكنه لم يستطع فارتطم بالأرض.
    فتح سامح عينيه فرأى أمه تقف بجوار سريره وتبتسم له بحنان، كان تعرف أن أبنها كان يحلم، وعندما أخبرها سامح بما حدث له في الحلم تبسمّت وقالت له: خلق الله جميع الكائنات، وزوّد كل كائن بما يناسبه في عيشه ومحيطه، وقد استطاع الإنسان بما وهبه الله له من عقل أن يصنع أشياء مفيدة كثيرة، فالإنسان لا يستطيع أن يطير في الهواء مثل العصافير، لكنه استطاع أن يصنع طائرة يحلق بها في الأعالي.
    انحنت على ولدها وقبلته وهي تردد قوله تعالى:
    " والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شيء قدير".


    قصة مفيدة… بدر الغشاش!!


    أرشدنا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أصل مهم تبنى عليه العلاقات العامة بشكل سليم وآمن، وذلك في حديث "من غش فليس منا". والغش من سمات النقص في شخصية الإنسان، والغاش إنما تعود على الغش نتيجة أفعاله المشينة، واليك صديقي الطفل هذه القصة، لعلنا نأخذ منها العبرة:
    حضر موعد الاختبارات الشهرية، وأخبر المدرس التلاميذ بموعد اختبار مادة الرياضيات، ولا يخفى عليك صديقي الطفل أن الامتحانات الشهرية من المهم جدا الاعتناء بها لأنها تعيننا على المداومة في استذكار الدروس وبناء تصورات مفيدة عن كل مادة، وذلك يعين - بإذن الله - على سهولة اجتياز الاختبارات النصفية والسنوية بسهولة ويسر.
    شرع طلاب الفصل في الاهتمام بالمادة، لكن بدرا لم يول الموضوع أي أهمية، حيث اعتاد على الخروج عصرا ولعب الكرة مع أصدقائه إلى الليل، ثم العودة الى البيت في وقت متأخر، وإهمال مذاكرة الدروس الماضية في مادة الرياضيات.
    حضر موعد الاختبار وأحضر مسعود ورقة بيضاء وقام بنقل حلول بعض المسائل فيها، وحينما قام المدرس بتوزيع الاسئلة ولاحت منه التفاتة إلى بدر وجده يغش، فتركه على حاله، إلى ان انتهى الوقت المحدد للإجابة على الاسئلة.
    سلم بدر الورقة للمدرس وقد قام بالإجابة على كل الاسئلة اعتمادا على الورقة التي قام بالغش عن طريقها، وذكر للمدرس بأنه قام بحل الاسئلة بسبب أنه ذاكر جيدا.
    رغب الأستاذ أن يلقن بدرا درسا مهما في توضيح أثر الغش في الامتحان، وقرر المدرس إمضاء بقية وقت الحصة في حل أسئلة الامتحان، وهنا طلب من بدر حل السؤال الأول.
    قام بدر إلى السبورة وحاول أن يحل السؤال فلم يستطع، وأدعى أنه نسي الجواب!
    انفرد المدرس ببدر وقال له: (رأيتك يابدر وأنت تغش، لكن حتى لو استطعت ان تخدعني فلن تخدع الله). اعتذر بدر من مدرسه وحدد له المدرس موعدا آخر للاختبار تكرما منه، ولما حضر الموعد أيضا لم يستطع بدر الجواب على أي سؤال لأنه لم يذاكر ولم يغش!!


    طبيب بالتجربة..


    في أحد أيام الربيع الدافئة، اصطحب محمد أخاه سعدا إلى ضفاف النهر لكي يمارسا هوايتهما المفضلة وهي الصيد، وبعد ما فرغا من صيد كمية من الأسماك، اقترح سعد على أخيه قضاء وقت في الجري والسباحة، وبينما كانا يلعبان إذ سدد محمد الكرة بقوة فارتطمت بوجه أخيه سعد، مما سبب له آلاما مزعجة ونزيفا في الفم، انزعج محمد كثيرا من الحادث، وقام بحمل أخيه إلى البيت لكي تجرى له بعض الإسعافات الأولية ريثما يأتي الطبيب.
    اتصل والد محمد وسعد بالطبيب الذي حضر مسرعا وقام بمعاينة الحالة، وكتب وصفة طبية تحتوي على بعض الأدوية المسكنة. ذهب محمد واشترى الدواء من الصيدلية، وفي طريق العودة اعترضته صخرة فسقط فانكسرت علبة الدواء، بعدها عاد محمد مسرعا لشراء الدواء من جديد لحاجة أخيه الملحة إليه، ولكن كانت المفاجأة، حيث عاد فوجد الصيدلية مغلقة.
    فكر محمد خلال دقائق محاولا إيجاد مخرج من هذه الورطة، فتذكر أن لديه دواء خاصا به في البيت، وقال ظنا منه أن ما سيفعله هو الصواب:"سأعطيه من دوائي فالمرض واحد والعلاج واحد".
    عاد محمد إلى البيت وأخذ علاجه وناوله لشقيقه ودعا له بالشفاء، لكن سرعان ماصاح سعد مشتكيا سوء حالته وزيادة الألم الذي يشكو منه.
    أسرع محمد إلى سماعة الهاتف واتصل بالطبيب وطلب منه الحضور حالا، وعندما شاهد الطبيب الدواء قال متعجبا" الدواء الذي تناولته يختلف عما كتبته لك"، وعزم الطبيب على الاتصال بالشرطة لمحاسبة الصيدلي على خطئه، وهنا قام محمد متأسفا وقال: "أنا الذي أعطيته من دوائي بعد أن انكسرت زجاجة الدواء التي اشتريتها ظنا مني أن الأمراض متشابهة!


    { تمت }

    يتبع


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    الموقع
    *** (( في قلب واحد من الناس )) ***
    الردود
    89
    الجنس
    الديك
    بقلم: فخري قعوار



    كان أحد الديوك يعيش مع ثلاث دجاجات، في ركن صغير أمام أحد البيوت، وكان دائماً يتباهى بصوته العالي، وبسيطرته على الدجاجات، ويقول لهن:
    أيتها الدجاجات الضعيفات، إن صوتي أفضل وأجمل من أصواتكن، وأنا أقوى منكن جميعاً، ويصيح على مسامعهن عدة مرات ثم ينظر إليهن باحتقار، أما الدجاجات فبقين ساكتات خوفا من بطشه بهن. وفي أحد الأيام، رأى الديك باب البيت مفتوحا، فدخل بخطوات مترددة، ونظر حوله فلم ير أحدا، ثم تقدم نحو إحدى الغرف، وقبل أن يصل إلى بابها، رأى صاحبة البيت وفي يدها سكين، تفرم بها الخضار، فخاف من منظر السكين اللامعة، ورجع إلى الوراء مرتجفا، وقلبه يدق دقات سريعة، فأحس بشيء من الاطمئنان لأن المرأة لم تلاحظ وجوده، وفكر بالخروج من البيت، لكنه لم يعرف من أي الأبواب دخل، وفي أثناء بحثه عن الباب الرئيسي وجد نفسه في غرفة فيها ديك آخر.
    فتح الديك الأول فمه، وأراد أن يسأل الديك الآخر عن سبب وجوده في هذا المكان، وإذا به يفتح فمه هو أيضا.
    اقترب منه قليلا، فاقترب الآخر كذلك، وبقي في حالة خوف من هذا الديك الذي يتحداه، إلى أن عرف أن ما يراه ليس سوى صورة له في المرآة. عرف ذلك، عندما رأى كل شيء في الغرفة له صورة مشابهة في المرآة.
    واقترب الديك من المرآة حتى كاد منقاره يصطدم بها، ونظر إلى صورته بإعجاب شديد وقال:
    ليس صوتي فقط هو الأجمل والأفضل من أصوات الدجاجات، وإنما ألواني الحمراء والخضراء والبنفسجية، أجمل من ألوانهن، كما أن هذا العرف الذي فوق رأسي، ليس للدجاجات مثله.
    ورجع الديك إلى الوراء، فابتعد عن المرآة وهو مسرور بألوانه وعرفه وصوته، وأخذ يبحث عن باب البيت الرئيسي حتى وجده.
    صاح ثلاث صيحات متتاليات، قبل أن يصل إلى الدجاجات، وعندما اقترب منهن كان الفرح يطل من عينيه وقال:
    أيتها الدجاجات الضعيفات القبيحات، ليس صوتي هو الأجمل والأفضل من أصواتكن، وإنما هذا العرف الذي يزين رأسي، وهذه الألوان الزاهية أيضا. انظرن أيتها القبيحات، كم أنا جميل!
    وصار الديك يمشي أمام الدجاجات، متباهيا بصوته وألوانه وعرفه، وأشعة الشمس تجعل ريشه يزداد لمعاناً.
    وفجأة، رأي الديك عيون الدجاجات تنظر إليه بشفقة وذعر، وفجأة أيضا، رأى الديك نفسه ممسوكا من جناحيه بيد صاحبة البيت، والسكين في يدها الأخرى تلمع لمعانا مرعبا تحت الشمس.
    هتف الديك قائلاً:
    ماذا تريدين مني أيتها السيدة؟
    قالت له المرأة بسخرية:
    أريد أن اشرب معك فنجان قهوة!
    ثم أضافت:
    لا أريد منك شيئاً سوى لحمك كي أطبخه مع الخضار، وريشك كي أضعه في الوسائد.
    أيتها السيدة الطبيبة، انظري إلى هؤلاء الدجاجات، إنهن غير جميلات، فاذبحي واحدة منهن، أما أنا فصوتي جميل وعرفي يزين رأسي، وريشي متعدد الألوان.
    لم يؤثر كلامه في المرأة كثيرا، سوى أنها قالت وهي تتجه به نحو المطبخ:
    الدجاجة تبيض فنستفيد منها، أما أنت فلا نستفيد من صوتك وعرفك وألوانك، سوى مرة واحدة، عندما نمضغ لحمك، وننام فوق الوسائد المحشوة من ريشك.



    حسون الصغير


    كان لحطاب فقير وزوجته سبعة صبيان، وكان أصغرهم أذكاهم، أسموه حسونا الصغير لأنه كان قصيراً جدا.
    لم يغف حسون من جوعه، سمع أباه وأمه قائلين:" لن نقدر أن نطعم أولادنا سوف نتركهم في الغابة على الله!" نهض باكرا، ملأ جيوبه بالحصى الأبيض.
    الصبيان وحدهم في الغابة:" لا تخافوا" قال حسون:" امشوا ورائي، مشى إخوانه وراءه، عرف الطريق من الحصى الذي رماه وهو قادم مع إخوانه ووالديه إلى الغابة، مرة ثانية لم يبق طعام في البيت، شرد الأولاد في الغابة، فتت حسون خبزته ليجد الطريق. أكلت العصافير فتات الخبز، وضاعت الدرب.
    مشى الأولاد حتى جاء المساء، صعد حسون على شجرة ليجد طريقا، هتف: يا إخواني إني أرى نورا، مشوا صوب النور، كان هناك بيت، أطلت امرأة وقالت:" اهربوا هذا بيت الغول!" لم يقدروا أن يهربوا من التعب، ووصل الغول، قال الغول: أطعميهم حتى يسمنوا، أطعمتهم زوجة الغول، أنامتهم في سرير كبير قرب سرير بناتها السبع على راس كل بنت تاج دائم، نام الجميع، نهض حسون. أخذ تيجان بنات الغول، وضعها على رؤوس إخوانه ورأسه، وجعل مكانها قبعات إخوانه الفضية على رؤوس بنات الغول، قام الغول، ذبح بناته بدل الصبيان ونام، هرب حسون وإخوانه قبلما ينهض الغول، مشوا طويلاً، استراحوا في ظل صخرة، لحقهم الغول بجزمته السحرية، لم يبصرهم هناك، نام الغول على الصخرة، سحب حسون جزمة الغول وقال لإخوانه:" عودوا إلى البيت وأنا ذاهب إلى بيت الغول، وعائد بالمال والجواهر" عاد حسون بكيس مملوء بذهب وجواهر، لم يبق جوع في بيت الحطاب.



    حجوبة الكسلانة


    كانت بنت تسمى محجوبة، وكانت محجوبة تذهب للمدرسة، وكانت محجوبة كسلانة وأمها غير راضية عنها، إخوتها وأخواتها غير راضين عنها لأنها كانت تكره العمل، وكانت لا تساعد أمها في شغل المنزل، وكانت تنام في الفراش وكلما قالت لها أمها اعملي كذا. كانت تقول: لا أقدر، لا أعرف، صعب علي.. وكانت أمها تنهرها وتزجرها، ولكن محجوبة بقيت كسلانة.
    كانت محجوبة تذهب للنوم في المغرب وتصحو متأخرة في الضحى، ولذلك كانت دائما تتأخر عن المدرسة، وكانت المديرة تعاقبها أمام البنات كلما ذهبت متأخرة، وكانت المديرة تطردها من المدرسة في بعض الأوقات، وبالرغم من هذا لم تترك محجوبة عادة الكسل.
    وفي يوم من الأيام نامت محجوبة إلى وقت الضحى، وجاء ميعاد المدرسة وحاولت أم محجوبة أن توقظها فلم تستطع واستمرت نائمة.
    وبينما كانت محجوبة نائمة رفع السرير إحدى رجليه، ثم رفع رجله الثانية، وأخذ يتحرك، ثم مشى السرير نحو الباب، وخرج من المنزل وسار في الشارع، وكانت محجوبة نائمة في كل هذا الوقت.
    مشى السرير في الشارع ومحجوبة فوقه، وجاء الناس من كل مكان واجتمعوا حول السرير العجيب الذي يمشي، ووجدوا الكسلانة نائمة فيه، وكان الناس يضحكون ويشيرون إلى السرير ويقولون محجوبة الكسلانة، ثم سار السرير يمينا وشمالا حتى وصل المدرسة.
    هناك فتح السرير باب الصف الذي تتعلم فيه محجوبة وقفز في داخله فلما رأى التلميذات محجوبة في السرير ضحكن وصفقن ثم قال السرير للبنات: صباح الخير لكن محجوبة الكسلانة أين مكانها؟
    ورمى محجوبة على الأرض، وخرج وجرى إلى المنزل، ولما استيقظت محجوبة وجدت نفسها في الصف، والتلميذات يضكحن عليها فخجلت وندمت، ومن هذا اليوم لم تتأخر محجوبة عن المدرسة مرة أخرى، وكانت تستيقظ في الصباح الباكر، وتساعد أهلها في المنزل وتذهب إلى المدرسة في الميعاد.


    قصة خالد وحبات التوت


    بقلم : صطفى محمد الفار

    كان خالد يزور جدته في العطلة الصيفية، وفي أحد الأيام، دعته ليذهب معها إلى السوق لشراء بعض الحوائج المنزلية، ففرح خالد بذلك فرحا عظيما، وفي وقت قصير كانا في طريقهما إلى السوق.
    ودخلت الجدة إلى دكان البقالة فاستقبلها صاحبه بتحية حارة، فتقدمت منه الجدة وأخذت تطلب الحوائج التي تحتاج إليها، وكان خالد يجيل بصره هنا وهناك في الدكان، فيرى فيه كل ما لذ وطاب من الحلوى والفواكه، وكلها مرتبة ومعروضة بشكل جذاب، فهناك قناني الحليب، وصناديق الجبن والزبدة موضوعة في وعاء زجاجي كبير وعلى الرفوف كل أنواع العلب الملونة مرصوفة بطريقة رائعة.
    وفي وسط الدكان كانت سلال الخضر كالجزر والفجل والقرنبيط، وإلى جانبها سلال الفواكه من كل ما تشتهيه النفس وتلذ له العين، لم يستطع خالد أن يدفع عنه كل هذا الإغراء لنفسه، فلم يشعر إلا ويده تمتد لتتناول حبة من التوت، وإذ به يسمع صوتاً من داخله يقول: لا ..لا.. يا خالد إن عملك يعتبر سرقة، ليست الأثمار لك، ولكن كان التوت شهياً، وكان خالد يحب التوت كثيرا، ولا يشبع حتى يأكل منه، وها هو الآن أمامه كميات كبيرة، فلماذا لا يأكل حبة واحدة منه ولهذا لم يسمع صوت ضميره، فمد يده وتناول حبة واحة وتذوقها، فكانت لذيذة جدا، فأخذ أخرى وكانت أيضا لذيذة.
    وإذا كانت السلة ممتلئة، أخذ الحبة الثالثة والرابعة وأتبعها بالخامسة والسادسة، إلى أن أتى على كمية لا يستهان بها، وبينما هو مسرور بأكل التوت إذا به يسمع جدته تناديه بأن يستعد للذهاب، فقد اشترت كل ما أرادته.
    فأسرع خالد يمسح يديه بثيابه، وينسل بين السلال إلى حين كانت جدته واقفة فسألته أن يحمل معها بعضها بعض الحوائج.
    وفجأة نظرت الجدة إلى خالد وقالت له:" قف ياخالد وانظر إلي".
    فتطلع إليها وحاول أن يظهر بمظهر البريء الذي لم يفعل شيئا خاطئا، فسألته:
    " ما هذه العلامات السوداء التي أراها على وجهك يا خالد؟".
    - أية علامات سوداء؟
    - تلك التي أراها حول فمك، ليست سوداء تماما، بل هي سوداء تميل إلى الحمرة.
    - لا أعلم.
    - لقد أكلت توتا يا خالد.. أليس كذلك!
    - نعم أكلت حبة أو حبتين.
    - وأين وجدت التوت؟
    - في الدكان.
    - هل سمح لك صاحب الدكان بأكله؟
    - كلا.
    - إذن أخذته دون إذن؟
    - نعم.
    - إذن كنت ولداً شريرا يا خالد فإنني أخجل منك ومما فعلت.
    لنرجع الآن إلى البيت، وهناك نعمل على حل المشكلة.
    وفي البيت أجلست الجدة خالدا في حجرها، وأخذت تشرح له الخطأ في أخذ ما هو للغير ثم قالت له: أمامك الآن أمران لإصلاح ما ارتكبه من الخطأ وللتكفير عما تناولته من حبات التوت الحرام، أولهما أن تسال الله أن يسامحك على ما اقترفته من خطيئة، والثاني أن تعود إلى البقال، وتدفع له ثمن التوت".
    فأجاب خالد باكيا: يسهل علي أن أطلب الصفح من الله، ولكن من الصعب على الذهاب إلى البقال.
    - أعرف أنه صعب عليك ذلك، ولكن هذا ما يجب أن تفعل، فأذهب إلى صندوق توفيرك الآن، وأخرج منه ما معك من نقود.
    - هل أدفع من مالي الخاص ثمن التوت؟
    - بالتأكيد هذا ما يجب أن تفعل.
    - ولكن لن تبقى معي نقود غيرها.
    - ذلك لا يهم، مع أنني لا أعتقد أن ثمنها يذهب بكل ما معك من نقود، إلا أنك يجب أن تدفع، ربما الثمن خمسة قروش.
    - مسح خالد دموعه بظاهر يده، وسار وهو يمسك النقود بيده يقدم رجلا ويؤخر أخرى حتى وصل إلى الدكان، فدخل وقلبه ينبض خجلا، سأله البقال: لماذا رجعت؟
    - هل نسيت جدتك شيئاً؟
    أجاب خالد، كلا، أنا الذي نسيت.
    - ماذا نسيت؟
    - يا عمي ! أرجوك.. أرجوك.
    - نسيت أن أدفع لك ثمن التوت الذي أكلته، وقالت جدتي إن ثمنه خمسة قروش ولهذا أحضرت لك الثمن، ثم وضع خالد الدراهم على الطاولة ورجع راكضا، ولكنه سمع صوت البقال وهو ينادينه، ارجع يا خالد، ارجع قليلاً.
    - رجع خالد ببطء كأنه ينتظر توبيخاً من البقال الذي قال له:" قد نسيت شيئا يا خالد" وناوله كيسا من الورق في داخله شيء.
    - هو لك على كل حال، تأكله مع عشائك.
    - ظن خالد أنه رأى دموعاً في عيني البقال، ولكنه لم يعلم السبب، ثم أطلق ساقيه للريح حتى بلغ البيت، وهناك قال لجدته:
    - انظري ما أعطاني البقال، فرأت في الكيس قطعا من الشوكولاته، ثم قالت:" أرأيت كيف سر البقال من أمانتك؟".
    - هذا يا حبيبي، أفضل ما يجب أن يفعله الإنسان في حالة كهذه.


    { تمت }

    يتبع





    آخر مرة عدل بواسطة Sama : 25-05-2005 في 01:59 AM

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    الموقع
    *** (( في قلب واحد من الناس )) ***
    الردود
    89
    الجنس
    الولد الفلسطين


    بقلم : حمود شقير

    كنت ألعب مع الأولاد، جاءت أمي وجرتني من يدي، فصرخت، اتركيني، قالت أمش يا .. ولد، إنهم يقتلون ويذبحون، سألتها:
    - من هم يا أمي؟
    قالت:
    - الحرب بدأت وهم يقتلون الأولاد.
    - خفت وسألت:
    - أمي ...ما هي الحرب؟
    - قالت:ا مش يا ولد.
    - أخذت الأصوات المزعجة تشتد بم بم بم. نظرت فرأيت دخانا كثيفا يتصاعد، اليوم قصفوا بيتا، عندما نهضت من النوم قالت أمي:
    - جاءوا في الليل وأخذوا أباك.
    كانت أمي حزينة، ولم أفهم شيئا.
    قابلت علي عفانة، وقلت له:
    - أخذوا أبي في الليل.
    فقال:
    تجري أمور عجيبة لا نفهمها.
    رأينا دبابة وسيارات عسكرية، فأصابنا الخوف وقلنا:
    جاءوا من جديد.
    ثم ابتعدنا، اقتربوا من بيتنا، ورأيت جدي غاضبا لطمت أمي خديها، وشقت ثوبها، اقتربت من أمي، قبضت على طرف ثوبها، فأخذت تبكي، وسألتها:
    - أين أبي؟
    - ضمتني إلى صدرها وقالت:
    - أبوك في السجن.
    أمرونا أن نبتعد، ووقفنا نتفرج، سمعت صوتا شديدا، ورأيت دخانا أبيض يلف البيت، ثم بدا الدخان ينقشع، ولم أعد أرى بيتنا فقد هوى على الأرض، اقترب مني علي عفانة وقال:
    - نسفوا بيتكم.
    سألته:
    - لماذا ينسفون البيوت، ويضعون الناس في السجن؟
    - قال لي علي عفانة:
    - الكبار يعرفون فقط.
    فقلت:
    - يقولون إن لهم أولادا مثلنا، يا ترى صحيح؟
    قال علي عفانة:
    - أنا لا أصدق دائما أراهم دون أولاد، لديهم أسلحة فقط وسألني:
    - هل رأيت ولدا في دبابة؟
    قلت:
    - لا!
    - قال إذا ليس لهم أولاد.
    لم يعد لنا بيت، أمي تبكي دائما، وأنا أصبحت حزينا لا أحب اللعب، اليوم قتلوا علي عفانة، ما زلت أذكر أنه قال لي:
    - ليس لهم أولاد.
    - اتفقنا أن نسد الشارع بالحجارة، وقلنا:
    - دباباتهم تنسف البيوت، ملأنا الدنيا بالحجارة، صرخنا بأصوات عالية، وقذفنا الجنود بالحجارة، أطلق الجنود، فأصابني خوف شديد، وكدت أهرب، لكنني تجمدت في مكاني لما وقع علي عفانة على الأرض.
    وأخذ الدم يسيل من صدره، صحت بأعلى صوتي:
    - علي علي
    لكنه لم يتكلم، وكان الجنود يتراكضون من حولنا.
    اليوم ذهبت إلى المقبرة، وما زال التراب طريا حول القبر.
    ورنت في أذني كلمات علي عفانة: ليس لهم أولاد.
    الآن، يرقد صديقي علي عفانة تحت التراب، سالت الدموع من عيني، وأخذت أتمايل:
    - لماذا يقتلون الأولاد.
    - عدت حزينا، قد سجنوا أبي، ونسفوا بيتنا، وقتلوا صديقي علي عفانة، فأحسست أنني أكرههم كثيرا.



    بنان الصالح في مواجهة الأسد


    سمع العبد الصالح "بنان الحمال" أن السلطان قد سجن القاضي ابن قتيبة، لأنه أصر على أخذ حق المظلوم, وكان السلطان قد اغتصبه منه. فقرر أن يواجه السلطان أثناء حضوره لأداء الصلاة في المسجد. وما أن اتخذ السلطان مكانه في المسجد, بين حاشيته وجنده، حتى قام بنان الحمال من بين المصلين مناديا بأعلى صوته: "أيها السلطان, اتق الله في رعيتك، وأعد الحقوق إلى أهلها، وأطلق سراح القاضي ابن قتيبة، فإنك نسيت الله فأنساك نفسك.

    طريقة جديدة للقتل:

    ودهش السلطان، فمن هذا الذي يجرؤ على مخاطبته بمثل هذا القول في المسجد أمام الناس؟ ولكنه تماسك وصاح في جنده: "اقبضوا على هذا المجنون". فرد بنان الحمال:"لست بمجنون، ولكن المجنون من ضيع آخرته من أجل دنياه". وكان من عادة السلطان أن يأمر بقتل من يغضبه في الحال, ولكنه كتم غيظه، وفكر في طريقة توقف كل من تسول له نفسه أن يواجهه عند حده. فأمر بأن يسجن حتى ينظر في أمره. وبعد مضي أسابيع، نادى منادي السلطان بأن يجتمع الناس ليشهدوا عقوبة المتطاول على هيبة السلطان.

    مع الله لا يبالي:

    ولما علم بذلك بنان الحمال، قام ووقف أمام الله يصلي ويدعوه قائلا:"اللهم إني أسديت له النصح، وأمرته بالمعروف, ونهيته عن المنكر، اللهم إن كنت فعلت ذلك من أجلك, فلا تمكنه مني, نصرة لدينك. كان بنان الحمال يخشى أن يرتدع الناس، فلا يقووا على مواجهة الظالم، فيسكتوا عن نصرة الحق.

    الأسد وبنان في قفص واحد وجها لوجه:

    و اجتمع الناس ليشهدوا عقوبة الرجل الذي وقف وحيدا في وجه السلطان. وجيء ببنان فوضع في قفص أعد لذلك في الساحة العامة, ثم جيء بأسد جائع منذ أيام. ولما رأى الناس الأسد الذي هز زئيره القلوب، وأدخل فيها الهلع، جزعوا, وسكتوا كأن على رؤوسهم الطير، وفتح باب القفص وأدخل الأسد على الرجل الجالس في سكينة يذكر الله، دون أن يهتز له جفن, فقد كان يعلم أن الدنيا لو اجتمعت عليه فلن يصيبه إلا ما كتبه الله عليه...وتقدم الأسد.. وأصاب الناس الفزع, وأغمض بعضهم عينيه, حتى لا يرى نهاية الرجل المفجعة بين أنياب الأسد الجائع. وكان السلطان يجلس بين جنوده يتلذذ بما يرى. واقترب الأسد من الشيخ، وجعل يشمه, ويدور حوله ..ولم يصدق الناس أعينهم:"الله أكبر.. ما هذا؟". وفتح الذين أغمضوا عينيهم ليروا.. "ما هذا؟".


    لقد كان الأسد جالسا بجوار الشيخ مثلما يجلس القط إلى جوار سيده, وكأنهما صديقان حميمان. وهنا صحا السلطان من غفلته, واستيقظ من نشوته, وعرف بأن بنانا الحمال كان على حق, وأنه رجل صالح، والله يحفظ الصالحين من عباده، فأخرجه من القفص واعتذر إليه، وأمر بإعادة القاضي ابن قتيبة إلى منصبه, ورد لكل ذي حق حق، و تاب إلى الله.



    الجندي واللعبة


    بقلم : حمود شقير

    قدمت أمينة مع أمها إلى عمان، وأقامت عند أقاربها عدة أيام.. تعرفت أثناءها على أطفال كثيرين، وروت لهم حكايات عن المظاهرات التي تجري في شوارع القدس ضد الأعداء.
    غادرت أمينة وهي تحمل عروسا اشتراها لها أحد أقاربها. ولما اقتربت السيارة من مركز الحدود على نهر الأردن، أخذت الأم تتفقد ما تحمله من أمتعة وهدايا، وطلبت من أمينة أن تحرص على لعبتها من الضياع.
    اقتربت الأم من جندي إسرائيلي، يفتش القادمين، ابتسم الجندي لأمينة، ثم قدم لها قطعة من الحلوى، ترددت أمينة، ثم أخذتها حينما رأت أمها تقف صامته.
    بدأ الجندي يفتش الأمتعة والهدايا، ثم مد يده إلى اللعبة، وخلصها من بين أصابع أمينة، وقالت الأم:
    - هذه لعبة للبنت " أتركها لها".
    قال الجندي وهو يهز اللعبة:
    - إنها ثقيلة، ماذا خبأت داخلها؟؟
    مدت أمينة يدها لاستعادة اللعبة، لكن الجندي أبعدها عنها وقال:
    - أنتم تخبئون الأسلحة، والمواد المتفجرة في كل مكان، يجب أن أفتشها جيدا.
    شد الجندي بكلتا يديه على اللعبة، وفصل رأسها عن جسدها، فصرخت أمينة، ولكن الجندي استمر يمزق بطنها بحثا عن المواد المتفجرة، وحين لم يجد شيئاً، ألقى بها على الأرض.
    انحنت أمينة، وأخذت تلملم أجزاء لعبتها الممزقة، ثم انتهت إلى قطعة الحلوى التي في يدها، حدقت في وجه الجندي، وألقت بقطعة الحلوى تحت الأقدام، وسارت إلى جانب أمها مبتعدة.


    { تمت }

    يتبع




مواضيع مشابهه

  1. قصص للأطفال الحلوين
    بواسطة ورود اليوم في الأمومة والطفولة
    الردود: 6
    اخر موضوع: 14-04-2008, 05:48 PM
  2. الدب دبدوب...فصص شيقة للأطفال بالصزر
    بواسطة Sama في الأمومة والطفولة
    الردود: 4
    اخر موضوع: 20-05-2005, 09:39 PM
  3. الردود: 0
    اخر موضوع: 04-05-2005, 04:50 PM
  4. قصر نديم...فصص شيقة للأطفال بالصور
    بواسطة Sama في الأمومة والطفولة
    الردود: 0
    اخر موضوع: 04-05-2005, 04:29 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ