هل من الممكن أن نربي ابناؤنا التربية الصحيحة بالقسوة، أم بالدلال وتلبية جل رغباتهم؟؟
اختلف علماء التربية حول اللجوء إلى وسيلة الضرب في العملية التربوية، فمنهم من منعها ومنهم من سمح بالضرب في منهجه التربوي .
إن عدنا إلى خير وأعظم مربٍ، هو حبيبنا وقرة أعيننا محمد صلى الله عليه وسلم واطلعنا على سيرة من تربى تحت كنفه وفي مدرسته النبوية الجليلة، لوجدنا أنه استخدم الشدة، فقد كان يعطي حتى يُشبع، ويحرم حتى يربي.
من جهة أخرى، يكتسب الطفل الذي يتربى على الدلال عادات سيئة، فهو مجاب الدعوات، تلبى رغباته وطلباته دائمًا فيعتاد على ذلك، فإن سمع كلمة 'لا' يجن جنونه ويتلفظ بألفاظ بذيئة تسيء لوالديه كأن يقول لأمه: أنت لا تحبينني، أنت تكرهينني، لماذا تفعلين ذلك بي؟ ولربما يصرح لزملائه بكرهه للجلوس مع أبيه أو أمه لأنه لا يطيق أن يسمع من أحدهما كلمة 'لا'!.
هذا أسلوب خاطئ فإن تعود الابن على تلبية حاجاته ثم قلت له: 'لا' دون مقدمات أو أسباب تقنعه، فلن يعتاد عليها فليس له طاقة على الصبر، فيتمرد على أبويه بل يتمرد على المجتمع باسره
فيخرج للمجتمع هشاً ضعيف الشخصية او متسلط متمرد
والتمسك بالقوة الدائمة لا يصلح، والتمسك بالدلال الدائم لا يصلح أيضًا.
أحيانًا كثيرة، يقسو الآباء على أبنائهم دون إدراك منهم أنهم يسيئون التصرف، فدوام الحرمان قسوة، ومحاسبة الابن على كل صغيرة وكبيرة 'هل نظفت أسنانك ـ لماذا تجلس هكذا ـ كل بيمينك ـ ـ هذا الأسلوب في الحوار يشعر الابن أنه مراقب ومحاسب على كل حركة بل ويلغي الخصوصية من حياة الابن واقصد هنااذا كانالابن قد شارف على سن المراهقة
ترك الابن أيضًا دون رقابة 'يعتدي ـ يشتم ـ يضرب' دون تأنيب أو زجر فذاك دلال مذموم.
وللأسف اننا نرى مثل هذه الامثلة اليوم والذين يفرطون بالدلاال اعتقاداً منهم انها التربية العصرية
فدوام الحرمان قسوة، وداوم الترك دلال، والخير في التوسط والاعتدال بينهما.
فأن التربية الصحيحة هو ان يربى الابن على كلمة 'نعم' والتعود على كلمة 'لا' وتقبلها بنفس طيبة، وان يعود الابن على الأدب في الحوار واحترام الآخرين.
الروابط المفضلة