نجحت بتفوق في المرحلة الثانوية ، وبدون تردد اخترت جامعة الآداب والعلوم الانسانية، وبالضبط تخصص *اللغة العربية وآدابها*َََ.
مدة الدراسة بها أربع سنوات، وأغلب دروسها نظرية تعتمد في مجملها على الفهم والتحليل ، وجزء صغير منها على الحفظ. لذلك ينبغي على الطالب أن تكون عنده مؤهلات أهمها: إتقان اللغة العربية كتابة، وقولا، وقواعدا. ولا يحتاج الطالب ماديا إلا شراء بعض الكتب وعددها قليل ، او استنساخ بعض المحاضرات بالنسبة للطلبة الذين يسكنون في المدينة نفسها حيث الجامعة، أما النازحون من مدن مجاورة بقصد الدراسة، فينضاف عليهم هم الكراء والطبخ وما إلى ذلك.....
وعلى مدار أربع سنوات، يركز تخصص اللغة العربية وآدابها على مقررات عديدة أهمها : النحو، واللسانيات، وفقه اللغة، والسيميائيات، دون إغفال العروض، والبلاغة، والشعر، والمسرح، والرواية ،إضافة الى الفكر، والفلسفة، والنقد....
وبعد التخرج يفتح هذا التخصص آفاقا محدودة لولوج عالم العمل والوظيفة. ومن أهم هذه الآفاق: التعليم والصحافة اللذان يتطلبان نقطا ممتازة أثناء التخرج لضمان ولوجهما ، وإلا فالبطالة ستكون بالمرصاد...
واختياري لهذا التخصص جاء نتيجة تأثري منذ صغري بعمل والدي، وهو معلم للمرحلة الابتدائية، إذ أعجبت بنبل وظيفته، وبجديته، وعطاءاته اللامحدودة فيها ، فحلمت أن آخذ منه المشعل بعد تقاعده ومواصلة رسالته، لكن سبقني الى هذا أخي الأكبر وصار أستاذا للمرحلة الثانوية، فصار لدي مثالان، وقدوتان، وأسوتان أسير على نهجهما.
فاجتزت بعد الإجازة اختبارا لولوج المعهد التربوي الجهوي، ووفقت فيه بفضل الله بامتياز. ودرست لسنة كاملة تخصص تكوين أساتذة الإعدادي، وكان من أهم المقررات المدرسة : علم نفس المراهق، وعلم الاجتماع، وديداكتيك الغة العربية، واللغة وقوانينها، والتواصل....
وكان المقرر يمزج بين النظري داخل المعهد، والتطبيقي بولوج الاعداديات وتدريس التلاميذ، لمواجهة النظري بالواقع كنوع من التدريب قبل التعيين.
ومن كثرة إعجابي بعالم التعليم ورسالته، تأثرت بي أختاي الأصغر مني سنا ،وولجتا التخصص نفسه من بعدي، وصرنا أسرة تعليمية بامتياز والحمد لله.
كيف لا؟ وهذا في نظري أفيد تخصص لأمتي، فالمعلم والأستاذ وفي جميع المراحل التعليمية هو الأساس من أجل تخريج محاميين، وأطباء، ومهندسين، وقضاة، وممرضين و..... فالمعلم هو اللبنة الأولى التي تشكل أفراد الغد وتبني المستقبل. إضافة الى أنه من الجانب الديني من أفضل الأعمال ، فمن سلك طريقا للعلم سلك به الله طريقا الى الجنة، والمعلم هو الذي يقود المتعلمين الى هذه الجنة. وفي كل معلومة يقدمها يأخذ حسنات وحسنات.
ففي نظري كل رجال ونساء التعليم يتقاضون أجرين: أجر من الدولة وهو الراتب الشهري، وأجر من الله عز وجل لاشبيه له ولا نظير، وهذا هو سر سعادتي وفرحي.
غير أنني لست راضية تمام الرضا عن مستوى التدريس، فتقدم العالم في كل المجالات لاتناسبه طبيعة ما ندرسه. وكل أملي أن تفكر الجهات المسؤولة في تغيير المقررات لتصل الى مستوى يناسب الانسانية ،ويفيد المتخرج أثناء تخرجه، سواء لمسايرة العالم أو لإيجاد فرص الشغل.
وهنا أهمس في أذن كل من يقرأ هذا التقرير، صحيح أن كل التخصصات العلمية والأدبية مفيدة للمجتمعات، ويمكن للطالب أن يختار أيها شاء، ولكن أرى أن تخصص اللغة العربية دراسة أو تدريسا من أهم التخصصات، فنحن في حاجة الى إحياء لغة القرآن لغة الإسلام،التي بدأت تطفو عليها بعض اللغات الأجنبية.
وفي حاجة الى التدريس إذ لا يمكن دراسة أي تخصص بدون مدرسين. فلا تقدم ولا تنمية مع الجهل والأمية.
الروابط المفضلة