لا شك ان هشاشة العظام بات مرض العصر عند السيدات ويصيب النساء في منتصف الثلاثينات والأربعينات من العمر كما يصيب المتقدمات في السن، وينتشر بعد انقطاع الدورة الشهرية نتيجة هبوط مستويات هرمون الاستروجين لديها. إن هرمون الإستروجين ، يتم إنتاجه في المبايض وهو يساعد على تنظيم إنتاج البويضات أثناء سنوات الخصوبة وبالإضافة إلى ذلك ، فإن الإستروجين يعتبر عامل مخاطره أساسي لحدوث هشاشة العظام. وبعد ان تصلي إلى سن الإياس، يبدأ إنتاج الإستروجين بالتوقف ولذلك نجد النساء فوق سن الخمسين يصيبهن كسر نتيجة لهشاشة العظام.إذاً فالمرأة تفقد المادة العظمية بسرعة أكبر من الرجال. ويعتقد أن حوالي 1 من 3 نساء فوق سن ال 50 لديهم هشاشة عظام.
لا حظوا معي الصورة التي على اليمين والتي على اليسار فالصورة التي على يسارنا تظهر عظم طبيعي.... أما التي على يميننا تظهر المرض وازدياد الفراغات.
وقد عرفه الاطباء بانه نقص غير طبيعي واضح في كثافة العظام ويكون عرضة للكسر أو الالتواء مما يسبب ذلك الإعاقة والألم وأحيانا الوفاة. وهشاشة العظام تنشأ عادة على مدى عدة سنوات ، إذ تصبح العظام شيئاً فشيئاً أكتر رقة وأكثر هشاشة.
وأكثر ما يتعرض للكسر من العظام جراء هذا المرض هي عظام العمود الفقري ، عظام الحوض و الفخد. فعندما يصل المرض الى مراحل متقدمة فإنه يسبب ألاماً مزمنة في العظام و خاصة في الظهر. وهذه صورة توضيحية لكسر في عظامـ الفخذ.
والصورة أدناها توضح بدأ الهشاشة في عظام اصبع اليد.
وقد ذكر هذا المرض في القرآن وكذلك العلاقة بين كبر السن وهشاشة أو وهن العظام وبين القدرة على الإنجاب. وقد رأينا في الحقائق العلمية أعلاه كيف تؤثر هشاشة العظام على نقص هرمون الاستروجين في الرجال و النساء على حد سواء. ففي قصة سيدنا زكريا عليه السلام حيث كان شيخاً كبيراً ولم يعد لديه القدرة على إنجاب الأولاد، فدعا ربه ليهبه غلاماً ليرثه وليكون مرضيَّاً.
إن عبارة (وَهَنَ العَظْمُ) تعبر عن وجود ضعف في العظام نتيجة تقدم السن. وكلمة (وهن) تشير إلى نقصان متانة وصلابة العظام . وهذا ما رأيناه في الحقائق العلمية المتعلقة بعلاقة كثافة العظم مع العمر وتقدمه.
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه: (كهيعص{1} ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا{2} إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيّاً{3} قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً{4} وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً{5} يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً{6} يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً{7} قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً{8} قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً) مريم 1-9.
كيف تحدث هشاشة العظام؟
ان العظام تبدا بالنمو وهو جنين وتصل عادة إلى أشد قوتها في العشرينات من العمر أما بعدها تبدأ العظام بالترقق تدريجيا وتصبح أكثر هشاشة . ويمكن للأطباء بواسطة الأشعة السينية وهي عبارة عن نوع خاص من الأشعة السينية لقياس كثافة العظام( bone densitometry) وهي عملية خالية من الألم تماما وتتطلب منك الاستلقاء على ظهرك على ىسطح يشبه سرير الأشعة السينية لمدة خمس إلى عشر دقائق حتى يتسنى للآلة أن تقوم بالتصوير المسحي لجسمك. وهو اختبار مأمون لأنه يستخدم كمية ضئيلة جدا من الأشعة السينية تبلغ 1.2 Rem m بينما الحد المسموح للإنسان هو أن يتعرض سنويا الى 500 Rem m وهذا الاختبار لا يحتاج الى تحضير أو الى حقنة بالوريد.
2. الفحص ألسريري: يمكن أن يدل على احتمال أن المريض لديه هشاشة عظام مثل وجود تحدب بالظهر مع تقدم في السن أو أن المريض فقد من طول قامته.
وهناك عدة عوامل أخرى تؤثر بشكل جوهري على السرعة التي يفقد بها الإنسان كتلته العظمية ومن ضمن هذه العوامل:
1. عامل الوراثة: حيث وجود تاريخ لمرض ترقق العظم في العائلة له علاقة.
2. الغذاء : إن أكل الأطعمة الغنيّة بالكالسيوم ضروريّة للحفاظ على العظام السّليمة مثل مشتقات الحليب ( الألبان والاجبان) ولذلك فإن الإقلال من آكل الأطعمة الغنيّة بعنصر الكالسيوم والفسفور, و فيتامين د يمكن أن يضعف العظام. وشرب الكحول, التّدخين, القهوة, الشّاي و بعض المشروبات الغازية التي تحتوي على الكافيبن كلها تضعف العظام.
3. التّغيرات في مستوى الهرمونات : فعندما تصل المرأة إلى سنّ اليأس يقل مستوى هرمون الاستروجين في الدم مما يؤدي إلي ضعف العظام، أما عند الذكور, قد يكون لأنخفاظ مستوى ألهرمون الذكري (التّستوسترون) أثر على العظام ولكن بدرجة اقل من الهرمون الأنثوي، الحمل أكثر من 3 مرات على التوالي، عدم الإرضاع مطلقا أو الإرضاع لمدة تزيد عن ستة شهور وأيضاً النساء اللواتي لم يحملن أو لم ينجبن أطفالا.
4. استخدام بعض الأدوية: فإن استخدام بعض الأدوية من الممكن أن تؤثر على الكالسيوم في الجسم مثل ( أدوية الكورتيزون أو أدوية مضادات التشنج ) والتي قد تضعف العظام، وبعض الأمراض الأخرى مثل مراض نشاط الغدة الدّرقيّة , مرض السكري والأمراض الروماتيزميةّ قد تؤثر على ا لعظام و تضعفها وايضاً أمراض الجهاز الهضمي مثل أمراض الكبد المزمنة أو أمراض الأمعاء المزمنة من الممكن أن تؤثر على امتصاص الكالسيوم من الطعام ألمهضوم وبالتالي تضعف العظام.
5. قلة التعرض لضوء الشمس : حيث إن ضوء الشمس يساعد جسمك على تصنيع فيتامين د ، وهو فيتامين ضروري للحفاظ على عظامك قوية وصحيحة. ومع التقدم في السن ، فإن الناس يمتصون كميات أقل من فيتامين د من الطعام. ومن هنا تزداد أهمية التعرض لقدر كاف من ضوء الشمس بهدف مساعدة الجسم على استخدام فيتامين د الذي يتم امتصاصه.
6. نقص الوزن: حيث ان النحافة على غير المعتاد ،تزيد من مخاطر الإصابة بهشاشة العظام. وذلك لان هيكلك العظمي صغير في أساسه. فبمجرد أن تبدأ عظامك ترق وتضعف بعد سن الإياس ، فإنها قد تصل إلى الدرجة التي عندها تنكسر بسهولة أكثر من عظام النساء اللواتي بنيتهن أكبر.
الأعراض:
*انحناء في العمود الفقري كما في الشكل~
*نقص في الطول
*زيادة حجم البطن.
*ألم في الظهر والمفاصل.
*سهولة كسر العظام عند ارتطامها بالأرض أو حمل طفل صغير أو بنوبة سعال حادة
الروابط المفضلة