ذكرت دراسة متخصصة أن حليب الإبل مفيد لمرضى السكر ويحتوى على بروتينات لها مفعول الأنسولين مشيرة إلى أن التحليل الكيميائي له أفاد بأنه غنى بالبروتينات والأملاح المعدنية خاصة الفوسفور والحديد والبوتاسيوم والمنجنيز.
وذكرت الدراسة التي أعدها أستاذ أمراض الحيوان المعدية بكلية الطب البيطري جامعة القاهرة الدكتور ضياء الليثى، حسب وكالة الأنباء الكويتية، أن حليب الإبل يحتوى على كميات من فيتامين (ب1) و (ب2) كما يحتوى على مستوى منخفض من الكوليسترول.
وأضافت الدراسة انه من الخصائص الطيبة لحليب الإبل أيضا انه يستخدم لعلاج الاستسقاء واليرقان ومتاعب الطحال والسل والربو والأنيميا والبواسير وتحسين وظائف الكبد كما أن له خصائص تؤدى إلى تخفيض الوزن وذلك لانخفاض محتواه من الطاقة والدهن والمواد الصلبة الكلية.
ومن جانب آخر، أبرزت دراسة علمية مصرية سابقة أهمية ألبان الإبل كبديل غذائي مهم عن الفواكه الطازجة والخضراوات الورقية، نظرا لغنى ألبان الإبل بالفيتامينات والمعادن اللازمة لسلامة صحة سكان البادية.
وقال رئيس بحوث الأبقار بمركز البحوث الزراعية التابع لوزارة الزراعة المصرية الدكتور عبدالعاطي كامل، إن ألبان الإبل تحتوي على كمية فائقة من فيتامين (سي)، وأشار إلى أن معدلات الفيتامينات والمعادن في ألبان الإبل يزداد تركيزها مع التقدم خلال موسم الحليب الذي يمتد إلى 12 شهرا كاملا.
وأضاف أن نسبة الفيتامينات والأملاح في ألبان الإبل تصل إلى ثلاثة أضعاف ما في ألبان الأبقار ومرة ونصف ما في ألبان الأمهات من النساء، مؤكدا أن نسبة الكازين تصل بألبان الإبل إلى 70% من البروتين، الأمر الذي يؤدي إلى سهولة هضمه وسرعة امتصاصه في جسم الإنسان، كما أن تركيزات فيتامين بي1، بي2، في ألبان الإبل تتفوق على نظيرتها في ألبان الأغنام والماعز.
وأوضح الدكتور عبدالعاطي أن غنى ألبان الإبل بهذه الفيتامينات والمعادن تجعل منه أهمية كبيرة في التغذية والشفاء من أمراض الربو ومرض السكر وعلاج نزلات البرد والنزلات الشعبية وقرحة المعدة والسرطان وأمراض الكبد والتهاباته، مؤكدا أن التركيزات العالية من فيتامين "سي" والأملاح المعدنية المهمة والحيوية للجسم تجعل من هذا الحليب واقيا للجهاز التنفسي وأمراضه المختلفة.
وتدعم هذه الدراسة ما أكده الدكتور عبدالوهاب الجبوري استشاري أمراض الحيوان في بلدية أبو ظبي مؤخرا حيث قال أن حليب النوق يحتوي على نسبة كبيرة من الفيتامينات الذاتية والبروتينات ويقوم بمعالجة الكثير من الأمراض.
وقال الدكتور الجبوري إن البدو عرفوا أن هذا الحليب لا يزال محافظا على قيمته لدى سكان الإمارات ليس فقط كغذاء وإنما كدواء حقيقي للعديد من الأمراض، ويعيد الصحة والبنية القوية وقوة العظام والأسنان. وأضاف، أن النوق تبدأ في إدرار الحليب بعد الولادة مباشرة وتستمر فترة الإدرار ما بين 9 إلى 18 شهرا وبمتوسط إنتاج ما بين 1 إلى 8 ليترات يوميا وذلك حسب موسم الحليب وفصل التغذية والرعاية العامة لها.
ومن غرائب حليب النوق أنه لا يحلب إلا بعد أن يرضع منه الحوار "الجمل الصغير" حيث لا يمكن أن تتم عملية الحلب إلا بعد استدعاء الحوار للرضاعة أولا ثم يتم حلب الناقة ويوضع حليبها في أوعية معدنية ويشرب ساخنا وإذا ترك لاحقا وجب غليه. وقال الدكتور عبدالوهاب الجبوري إن حليب النوق يشبه بصورة عامة حليب الأبقار والماعز من حيث القوام الخفيف وحليب الجاموس من حيث بياضه الناصع.
كما أن حليب النوق طعمه حلو ومائل للملوحة لذا يقوم البعض بتحليته بالسكر، كما يوضع عليه الزنجبيل ليعطيه نكهة مختلفة ومحببة تقلل من الإحساس بالملوحة. وترجع اللزوجة في حليب الإبل إلى احتوائه على أعداد هائلة من الحليبات الدهنية متناهية الصغر حيث ينعدم تكون طبقة القشدة على سطح الحليب لأن حبيبات الدهن تتوزع في الوسط اللبني مما يجعل من الصعب إنتاج زبدة أو سمنة أو جبنة على درجة عالية من الجودة.
ومن خلال الفحص المجهري لدهن الحليب فقد تبين أن سمك أغلفة حبيبات دهنه أكبر من أغلفة حبيبات دهن حليب المزرعة الأخرى مثل الجاموس والأبقار والأغنام والماعز مما يكسب حليب الإبل صفة المقاومة للأكسدة أو فساد الدهن وأيضا صعوبة تمزق تلك الأغلفة عند إجراء عملية الخض لتحويل القشدة إلى زبدة ويمتاز دهن الحليب باللون الأبيض لندرة وجود الكاروتين.
الروابط المفضلة