كيف يَكونُ الكولسترول رديئاً أو حميداً؟
د. محمد حسن
ما هو الكولسترول:
الكولسترول مادة دهنية شمعية الملمس، ويوجد في الخلية الحيوانية ويتكون في خلايا الكبد بشكل رئيسي من مركبات عضوية بسيطة بمساعدة إنزيم Acetyl CoA ليصبح الكولسترول ( 27 ذرة كربون). ومنه تتركب مركبات اسيترويدية أخرى في الجسم مثل الهرمونات الجنسية مثل التستوستيرون والبروجستيرون والإستراديول والكلورتيزول، وكذلك يعد مصدراً للأملاح المرارية التي تفرزها المرارة لهضم الدهون في الجهاز الهضمي، كما أنه مصدر لفيتامين د.Vitamin D . ويشكل الكولسترول جزءاً حيويا في غشاء الخلية الحيوانية فهو يدعمها ويجعلها مقاومة.
مصادر الكولسترول:
يتشكل 85% من الكولسترول في الجسم (الكبد)، و15% يدخل للجسم مع الأطعمة ذات المصدر الحيواني، مثل اللحم الأحمر، والطيور، والأسماك، والبيض، وغير ذلك.
كيف يصل الكولسترول للشرايين ويغلقها؟
الكولسترول مادة دهنية لا تذوب في الدم، وحتى يصل الكولسترول إلى خلايا الجسم المختلفة يحتاج الكولسترول إلى وسيط يحمله؛ لذا يقوم البروتين Apoproteins بحمل الكولسترول إلى خلايا الجسم. وهذا البروتين مختلف الكثافة Density منه ما هو عالي الكثافة High density ومنه ما هو خفيف الكثافة Low density . وهذه البروتينات الكثيفة والخفيفة تستطيع حمل الدهون ـ ومنها الكولسترول ـ معها في مجرى الدم، وتسمى في هذه الحالة بروتينات دهنية lipoproteins ، وتسمى بروتينات دهنية كولسترولية lipoprotein-cholesterol. فإن كانت البروتينات عالية الكثافة تسمى HDL-Cholesterol وهو ما يسمى بالكولسترول الحميد. وإن كانت البروتينات خفيفة الكثافة تسمى المجموعة LDL-Cholesterol وهو ما يسمى بالكولسترول الرديء.
عند زيادة مستوى البروتينات الدهنية خفيفة الكثافة المرتبطة بالكولسترول عن المستوى الطبيعي في الدم تميل إلى الترسب والتراكم على جدران الأوعية الدموية الناعمة الملمس جدا، فتصبح خشنة مما يؤدي إلى تكون الجلطات. أمَّا البروتينات ذات الكثافة العالية المرتبطة بالكولسترول الحميد فتستطيع حمل الكولسترول المترسب في الأوعية الدموية إلى الكبد لاستخدامه كمصدر للأملاح المرارية (الصفراء)، ولهذا سمي بالكولسترول الحميد؛ لأنه ينظف الأوعية الدموية من الترسبات الدهنية.
ما هي العوامل التي تؤثر على مستوى الكولسترول؟
أمَّا العوامل التي تحدث تغييراً في المستوى العام للكولسترول أو مستوى الكولسترول الحميد أو الرديء، فهي: نوعية الغذاء، والسن، والوزن، والنوع (ذكر أو أنثى)، أو الوراثة، ونوعية نمط الحياة.
من هذا يتبين أن هناك عوامل قهرية لا يمكن التحكم فيها مثل السن، والنوع والوراثة. ولكن هناك عوامل إرادية نتحكم فيها بموجب رغباتنا الخاصة مثل: التغذية التي يجب أن تنظم وتخلو من الإسراف والمبالغة، إلى جانب ما يجب الانتباه إليه وهو التوقف عن ابتلاع الأطعمة كماً ونوعاً، واستبدال ذلك بتناول وجبات متنوعة ومقدرة، كل حسب حاجته من مصادر الغذاء. والتركيز على الخضار والفواكه وتقليل الدهون والشحوم واللحوم.
كما يمكننا التحكم في الوزن، وهو مؤشر واضح على خلل التغذية بشكل عام، والحفاظ على وزن مثالي بقدر الإمكان، وكذلك تجنب الوقوع في الأمراض.
وكذلك نمط الحياة التي يجب أن تكون وسطية في كل شيء، من الأكل والحركة وحاجة الجسم وحاجة الروح.. وإشاعة الحب كلما أشرقت الشمس!
الأم في المنزل هي مصدر السعادة أو الشقاء لأفراد الأسرة. وهي مؤتمنة على أفراد عائلتها، ويجب عليها أن لا تسرف في تحضير الأطعمة الدسمة أو الجاهزة؛ لأن ذلك يؤذي أفراد أسرتها، علمت بذلك أم لم تعلم!
من الآن، فلتحسب الأم كم تصرف من الزيت والرز وغير ذلك شهريا، وتعمل على تقليل ذلك تدريجيا، واختيار الوج بات الغنية بالخضار والبقول والحبوب، خصوصاً أن كان أفراد أسرتها يعانون السمنة.
رد مع الاستدلال
الروابط المفضلة