تعتبر الصحة الجيدة من أهم نعم الله علينا التي وهبنا إياها و أكرمنا بها فعلينا واجب الشكر و الحمد لعظيم سلطانه

وقد يسلب تلك النعمة من غيرنا لكي يبتليهم و يمتحن قلوبهم و رحمة بهم لكي ينقيهم من خطايا دنياهم أو ليرفع من

درجتهم ومراتب إيمانهم فيسكن المرض في أجسادهم و قد يرافقهم إلى الموت مع معاناة جسدية و نفسية لا تحتمل

وخاصة مرضى السرطان ذاك المرض الذي أعيا علماء الطب وحاروا في أمرهم إذ لا تكل البحوث و المختبرات

العلمية و الطبية في البحث عن مصل مضاد للخلايا السرطانية الخبيثة وما زال العلاج مقتصراً على تلقي الجرعات

الكيماوية التي تخفف من ألام مريض السرطان و تؤخر لحظة الوفاة فحسب و كذلك عمليات الاستئصال لمكان تموضع

الورم السرطاني الخبيث من الجسم لتستمر معاناة مرضى السرطان الذي يستحقون منا وقفة تضامنية حقيقية و جادة إلى

جانبهم فهم بأمس الحاجة لمن يؤنس أرواحهم و يرفع من معنوياتهم المنخفضة ليمنحهم جرعات كبيرة من التفاؤل و الأمل

و الإيمان بإمكانية التماثل للشفاء و ضرورة التجاوب و التفاعل مع العلاج و التقيد بتعليمات الأطباء , ومريض

السرطان لا يحب أن يرى في عينيك نظرات الإشفاق و العطف عليه لأنه لا يفهمها على أنها دليل اهتمام به و محبة

حقيقية و كبيرة له بل يفهمها كرسالة بأن الموت قد بات قريباً جداً منه و أنه في لحظاته الأخيرة و بأن تلك النظرات

في الحقيقة هي نظرات ودااااااع ولذلك يجب التعامل مع مريض السرطان بشكل طبيعي و بدون أي تصنع أو تكلف

حتى نستطيع أن نغير من حالته النفسية إلى الأفضل و أن نرفع من نسبة تجاوب أعضاء جسمه مع العلاج المعطى له

إضافة إلى ضرورة نشر برامج توعية تتحدث عن العوامل التي تساهم في الإصابة بمرض السرطان و التحذير منها

و العمل على تجنبها و الوقاية منها و في كيفية التعامل مع مريض السرطان عبر كل وسائل وشبكات التواصل

الاجتماعي وما أكثرها في هذه الأيام من أجل نشر ثقافة طبية متميزة في أوساط المجتمع تهتم بحال مرضى السرطان

و تساعد على التعامل معهم بالطريقة المثلى وكذلك يجب تقديم الدعم الحقيقي المالي و المعنوي للجمعيات الخيرية

التي تهتم وتتكفل بعلاج مرضى السرطان و خاصة الأطفال الصغار الذين يحتاجون إلى رعاية خاصة و كذلك تنظيم

المؤتمرات الطبية و الندوات العلمية التي تنشر برامج التوعية الطبية بكيفية التعاطي مع مرضى السرطان وخاصة

في مراحل العلاج الأولى التي تعتبر الأهم و الأصعب لأنها تعتمد بالدرجة الأولى على ضرورة الإعداد النفسي و الذهني

الجيد لمريض السرطان لتقبل فكرة المرض و التكيف معها على اعتبار أنه سيضطر ليغير من أسلوب حياته و أنشطته

اليومية وكذلك نوعية الأطعمة و الشراب التي سيلتزم بها حفاظاً على صحته و لتدارك مشكلة انتشار وتمدد الخلايا

السرطانية إلى بقية أعضاء جسمه , و يبقى علينا واجب ديني و أخلاقي بمد يد العون و المساعدة إلى مريض السرطان

لأنه بأمس الحاجة إلى من يقف بجانبه في محنته شفانا الله و إياكم..... أجمعين