يتفق الكثير من الخبراء على أن مرض الالتهاب الرئوي اللانمطي المعروف باسم (سارس) ناتج عن سلالة جديدة من فيروس "كورونا" الذي قد يكون انتقل من الحيوانات إلى البشر في مقاطعة جواندونج في جنوبي الصين حيث ظهرت أول حالة للمرض. والمرض يشبه في أعراضه الالتهاب الرئوي، لكنه في حقيقته نوع غريب من الفيروسات المعدية التي لا يوجد لها علاج حتى الآن. وقد أودى المرض بحياة الكثيرين وإن كان يتركز في الصين ودول شرق آسيا، إلا أن كندا تعاني منه بشكل ملحوظ وشهدت دول أخرى حالات لهذا المرض سريع الانتشار. وبالنسبة للدول العربية فحسب منظمة الصحة العالمية لم تُسجل أية حالة إصابة بالمرض حتى نهاية إبريل/ نيسان من عام 2003.
وخطورة سارس تجاوزت الجانب الصحي لتشمل الاقتصاد والسياحة وقطاع الطيران، فقد أكدت الأمم المتحدة أن الوباء سيساهم مع عوامل أخرى في خفض معدل النمو الاقتصادي في آسيا حيث يتركز المرض بنسبة 0.5% هذا العام. بل تعدت الانعكاسات السلبية لهذا المرض لتشمل الجوانب السياسية، فقد أجبر هذا الوباء الخطير وزير الصحة الصيني على تقديم استقالته من منصبه بعد فقده لمنصبه بالحزب الشيوعي الحاكم على خلفية اتهامه بإخفاء المعلومات الحقيقية عن أعداد الإصابات والضحايا التي قضى عليها فيروس سارس. وعدّت منظمة الصحة العالمية المرض الذي راح ضحية الإصابة به حتى 28/4/2003 ثلاثمائة شخص أول وباء عالمي يسجله القرن الـ21.
فهل تمثل الأرقام المعلنة للإصابة بالمرض أو ضحاياه أرقاما حقيقية؟ وهل يعد التكتم الصيني (إن صح ذلك) على الأرقام الحقيقية للإصابة بالمرض خرقا لحقوق الإنسان؟ وما مدى صحة خلو الدول العربية من هذا المرض؟ وهل تتكتم دول مثل الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي واليابان عن إصابات بهذا المرض من باب الحفاظ على اقتصادياتها؟ وهل يمكن اعتبار الإجراءات التي اتخذت من الدول هي الحد الأدنى المطلوب للحد من انتشاره؟
المصدر:الجزيرة نت.
الروابط المفضلة