محاكي العمليات الجراحية ... . التكرار يكسب الاحتراف
قد يسأل بعض القلقين قبيل استقلالهم إحدى رحلات الطيران عن عدد الرحلات التي قام بها طاقم
الطائرة أو عدد ساعات التدريب التي قضاها كل منهم على أجهزة المحاكاة والتدريب ولو على سبيل
الاطمئنان والفضول. ربما يتكرر ذلك السؤال قريبًا، ولكن ليس في الجو تلك المرة، وإنما داخل
المستشفيات وأمام غرف العمليات، فباحثو جامعة ستانفورد الأمريكية يعجلون منذ ذلك اليوم في
تطوير تقنية تدريبية ستتيح للأطباء التدريب علي خطواتهم الجراحية قبل أن تجمعهم والمريض غرفة
عمليات واحدة، في ذلك المشروع البحثي والذي يطلق عليه البيئة الجراحية الافتراضية Stanford
Rhinological Virtual Surgical Environment (VSE) ستكون هناك شاشة حاسوبية تصور نموذجا
ثلاثي الأبعاد لجسم المريض بناء على الأشعة والمسوحات التي خضع لها، ثم يتم ربط شاشة
العرض بنموذج آلي طرفي توجد على نهايته حساسات Detectors تولد رد فعل ميكانيكيا يستجيب
لإحساس اللمس، وإذا أردنا أن نقترب أكثر فعلينا متابعة تلك الحالة التي أخذ العلماء فيها أشعة
تفصيلية للجيوب الأنفية لمريض، لكي يتم توليد مجسم ثلاثي الأبعاد له على شاشة الحاسوب،
ثم يشرع الجراحون في استخدام أدواتهم الجراحية على تلك النماذج الآلية المتصلة بالشاشة التي
ظهرت عليها صورة عالية الوضوح للأنسجة والقطاعات الداخلية للأنف، فعندما يقوم الجراح مثلا
بتحسس منطقة ما على تلك الوحدة الطرفية المتصلة بالشاشة، يظهر رد فعل الأنسجة على
الشاشة أمامه، وبسبب الحساسات المنتشرة على نهاية الوحدة الطرفية الآلية تلك فإنها تبدي رد
فعل مماثلا لمقاومة الأنسجة الطبيعية تحت يد الجراح، وكما يقول كينيث ساليسبري، أستاذ علوم
الحاسب والجراحة بجامعة ستانفورد، بأن النتائج الملموسة التي يحصل عليها الجراح عندما يتعامل
مع الصفات التشريحية نفسها لجسم مريضه عبر برنامج ستانفورد للمحاكاة الجراحية ستكون أكثر
أهمية وفاعلية من التدريب الطبي المعتاد، حيث سيسمح باستخدام الأدوات الجراحية ومشاهدتها
أثناء استخدامها عبر الشاشة، وتعلم الحركات المناسبة في الاتجاه الصحيح، كل ذلك بالإضافة إلى
الإحساس بنفسك بردود فعل الأنسجة، ويتوقع علماء ستانفورد أن يأخذ نظامهم مكانته المتوقعة
في غضون سنوات قليلة من الآن خاصة مع ذلك التطوير المستمر فيه ليكون في عالم الجراحة بقدر
أهمية أجهزة محاكاة القيادة في عالم الطيران التي توفر مقصوراتها جوًا مشابهًا تمامًا وأكثر أمنًا
للطيارين قبل شروعهم في الطيران على الواقع.
يذكر أيضًا أن كينيث ساليسبري كان قد أعد الكثير من الأوراق البحثية مع زملاء له من جامعة
ستانفورد وآخرين من مختبرات بحثية بجامعة بوردو الأمريكية تضمنت تطبيقات عملية ونتائج توصلوا
إليها بالتطبيق على نظامهم الجديد للمحاكاة، منها تلك التي استخدموا فيها آلة جراحية في إحداث
ثقوب دقيقة بقشرة بيضة مع الحفاظ على غشائها الداخلي في محاكاة منهم للعمليات الدقيقة
التي قد تجرى في عظمة الركاب داخل الأذن، وقد تضمنت دراستهم أيضا كيف أن طلاب الطب
البيطري قد أبلوا بلاء حسنًا في تحديد أرحام الأبقار بكل دقة بعد استخدامهم للمحاكي في
التدريب، وأن المشاركين في أنظمة المحاكاة كانوا أكثر سرعة ودقة وأقل أخطاء من هؤلاء الذين لم
يتلقوا تدريبًا على أنظمة مشابهة.
الروابط المفضلة